الشبهة السبعون (70):
- تقولون إن الاغتسال والوضوء بالماء للطهارة, فإذا فقدتم الماء تيممتم بالتراب, فهل وضع التراب على الوجه طهارة, أم قذارة؟

الرد:
- نعم.. نحن نقول إن الاغتسال والوضوء طهارة, ولكن من قال لكم إن الطهارة هى النظافة؟ إن الطهارة هى رفع الحدث الأكبر بالاغتسال, ورفع الحدث الأصغر بالوضوء, والتيمم يحل محل الاثنين فى حالات معينة, فربما كان الإنسان طاهراً, ويستطيع أن يصلى, مع أن جسده متسخ, أو ملابسه, بشرط ألا يكون متسخاً بنجاسة (بغض النظر عن أنه لا يليق بالمسلم) فى حين أن غيره ربما يكون نظيف البدن, نظيف الثياب, متعطراً, ولكنه لا يستطيع أن يصلى, لأنه لم يتطهر من الحدث الأكبر أو الأصغر. إن الوضوء أمر تعبُّدِى اختاره الله لنا, لنتهيّأ للوقوف بين يديه, ويَسَّر علينا أن نستبدله عند فقده بشىء آخر يحل محله, ونحن عبيده يأمرنا بما يشاء, وينهانا عما يشاء, وما علينا إلا الطاعة, سواء علمنا حكمته, أم لم نعلم, فلو أننا أطعناه فيما نعلم حكمته, وتركنا غيره, فأين الإيمان والتسليم إذن؟ وهناك شىء آخر: إن الإنسان خلق من طين, وهو عبارة عن ماء وتراب, فإذا فقد الماء, فإنه يلجأ للشق الآخر. ونحن حين نتيمم لا نضع كمية كبيرة من التراب على وجوهنا, أو ندخله فى عيوننا, وأنوفنا, وأفواهنا, كما تظنون, ولكن يكفى أن نضرب الأرض بكفوفنا, ثم ننفضها, كما كان يفعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -,     : {فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ} [المائدة:6] فهو مجرد غبار, أو أى شىء طاهر صعد على وجه الأرض - وإن لم يكن به تراب - مثل الجبال الصخرية, أو الرخام, أو غيرها.
والآن نذكر لكم بعض ما جاء فى كتابكم المقدس, لتقارنوا بينه وبين التيمم:
فقال لى انظر. قد جعلتُ لك خِثِى البقر بدل خُرْء الإنسان فتصنع خُبزك عليه. (حزقيال4: 15)
هَأنذا انتهر لكم الزرع وأمُدُّ الفَرْث على وجوهكم فَرْث أعيادكم فتُنزَعُون معه. (ملاخى2: 3), والله أعلم.



الشبهة الواحدة و السبعون (71):
- كيف تقولون إن النساء ناقصات عقل, وقد تفوقن فى علوم شتى, ووصلن إلى أعلى الشهادات, حتى إن المرأة أصبحت طبيبة, ومهندسة, وأستاذة جامعية, وربما تفوقت على الرجل فى بعض المجالات؟

الرد:
- نقول وبالله التوفيق: نعم.. إن النساء كما تقولون قد تفوقن فى مجالات شتى من العلوم والفنون, ولكن من قال لكم إن العقل هو الذكاء أو التفوق؟ إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - حين قال للنساء: ((ما رأيتُ من ناقصاتِ عقلٍ ودينٍ أذهبَ لِلُبِّ الرجلِ الحازمِ منكنَّ)) فسَّر لهنَّ ذلك بقوله: ((أليسَ شَهَادةُ المرأةِ مِثلَ نِصفِ شَهَادةِ الرجلِ... فذلك من نُقصانِ عقلها, أليسَ إذا حاضت لم تُصَلِّ ولم تَصُم... فذلِك من نقصان دينها)) [صحيح البخارى] فلم يقل الرسول - صلى الله عليه وسلم - إنهن ناقصات ذكاء, أو مهارة, أو فطنة... إلخ, ولكن قال: ((ناقصات عقل)) والعقل معناه الربط والتحكم, كما جاء فى الحديث الشريف: ((اعقِلها وتوكَّل)) [سنن الترمذى, صحيح الجامع:1068] وذلك حينما سأله رجل عن ناقته هل يُطْلِقُها ويتوكل, أم يعقلها (أى يربطها) ويتوكل. فالعِقال هو الرباط الذى يربطون به الناقة حتى لا تفِر, والعقل هو الذى يتحكم فى الإنسان, فيضبط تصرفاته, ويحجزه عما يضره, فلا ينساق وراء عواطفه, ويجعله يتصرف بحكمة, ولو فى أحلك المواقف, وأخطر الظروف, ومعلوم أن هذا أقوى عند الرجال, فعند حدوث أى خطر - كحادثة طريق أو حريق - تجد النساء لا يستطعن السيطرة على أنفسهن, ويصرخن, ويُغشَى عليهن, أما الرجال فهم الذين يسارعون فى إنقاذ المصابين, والاتصال بالإسعاف, والنجدة... إلخ. إن التفوق العلمى مَلَكَة وهِبَة من عند الله للرجال والنساء, ولكن المرأة لا تتحمل المواجهات الساخنة, مهما بلغت من الدرجات العلمية, ولو كانت أستاذة جامعية, فلو سمعت صوت لِص, أو رأت فأراً - ولا أقول ثعباناً - ماذا تفعل؟ إنها تصرخ, وتنادى أى رجل - ولو البَوّاب الذى لا يعرف القراءة والكتابة - لينقذها مما هى فيه. إن عاطفة المرأة تغلب عقلها, ولذلك لا ينبغى أن تكون قاضية, لأنها لو أتاها مجرم (ولو كان سارقاً أو قاتلاً) وبكى لها واشتكى, لعَفَت عنه, ولضيّعت حقوق العباد, ولو أنه مدحها, لَرَقَّ إليه قلبها. وكذلك فإنها بطبيعتها الضعيفة الرقيقة, التى خلقها الله عليها, لا تستطيع القيام بالأعمال الشاقة, والأعمال الخطرة, لأنها لا تحسن التصرف فيها, فلا نجدها - مثلاً - فى فِرَق الإسعاف, أو قوات المطافئ, أو قوات الصاعقة, والمظلات, والإبرار الجوى... إلخ. وفى هذا أيضاً رد على السؤال الذى يُطرح منذ عشرات السنين, وتمتلئ به وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية, عن مساواة الرجل بالمرأة, فالذين ينادون بتحرير المرأة - كما يقولون - هم أعداء لها, وإلا- فمِمَّ يحررونها؟ أهىَ أسيرة؟ إنهم يريدون تحريرها من حيائها, وحجابها, وعفتها, فتختلط بالرجال, وتشاركهم فى كل مجال, مع أن طبيعة المرأة وخِلقتها تختلف تماماً عن الرجل, كما قال الله عز وجل: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} [آل عمران:36] وهم يظلمونها, ويحملونها ما لا تطيق من الأعمال التى لا يقدر عليها إلا الرجال. وعدم قدرتها ليس عيباً فى حقها, ويكفيها شرفاً أن جعلها الله رقيقة, عطوفة, رحيمة, حتى تراعى زوجها وأولادها, وتقوم على شئون بيتها, فهم لا يريدون أن يعترفوا أن لها قدرات محدودة, لضعف بدنها وقدرة تحملها, فبالإضافة لما سبق لا نجدها جرّاحة مخ وأعصاب - مثلاً - أو جرّاحة قلب مفتوح, أو غوّاصة فى البحار, أو عاملة فى المناجم والآبار, وأعمال الحفر والمِعمار... إلخ. فالذى خلقها أعلم بها {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك:14] حتى إنه سبحانه وتعالى خفف عنها بعض العبادات أيام حيضها ونفاسها, فإنها تكون فى تلك الأوقات أضعف نفسياً وبَدنيّاً, وألزَم الرجال بالنفقة عليها, لأنهم أقدر على السعى فى كسب لقمة العيش منها, فسبحان {الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه:50]
إن المرأة فى الكتاب المقدس شر, ولا يحل لها أن تتكلم فى الكنيسة, ولا أن تذهب إليها لتتعلم, وإذا جاءها حيض أو استحاضة فهى نجسة, وكل ما تلمسه نجس, وكل من يلمسها نجس, بل إنها تعتبر مذنبة, ولابد أن تكفر عن خطيئتها, أين هذا من قول رسولنا - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تمنعوا إماء الله مساجد الله)) [متفق عليه] وقوله: ((إن المؤمن لا ينجس)) [متفق عليه] و((المؤمن)) يشمل المؤمن والمؤمنة. فالمرأة عندنا ليست نجسة, وإن كانت حائِضاً أو نُفَسَاء. وقد كان - صلى الله عليه وسلم - ينام فى حِجْر السيدة عائشة - رضى الله عنها - وهى حائض, ويقرأ القرآن. وأين هذا من معارضة امرأة لسيدنا عمر - رضي الله عنه - حين كان يخطب على المنبر, فنهى عن الغُلُوّ فى المهر, فقامت من بين المصليات - وعلى مسمع من الرجال - وذكَّرته بقول الله تعالى: {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً} [النساء:20] فقال قولته المشهورة: (أخطأ عمر وأصابت امرأة) وحتى لا نطيل عليكم فى سرد أدلة تكريم المرأة فى الإسلام, ننتقل إلى بعض - وليس كل - ما جاء فى الكتاب المقدس بشأن النساء:
وكانت امرأة جالسة فى وسط الإيفة. فقال هذه هى الشر. (زكريا5: 7-8)
ولكن أريد أن تعلموا أن رأس كل رجل هو المسيح. وأما رأس المرأة فهو الرجل. (رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس11: 3)
وقال للمرأة تكثيراً أكثّر أتعاب حَبَلِك. بالوجع تلدين أولاداً. وإلى رَجُلِك يكون اشتياقك وهو يَسُودُ عليكِ. (تكوين3: 16)
لتصمت نساؤكم فى الكنائس لأنه ليس مأذوناً لهنَّ أن يتكلمنَ بل يخضعنَ كما يقول الناموس أيضاً. ولكن إن كنَّ يُرِدنَ أن يتعلمنَ شيئاً فليسألنَ رجالهنَّ فى البيت لأنه قبيح بالنساء أن تتكلم فى كنيسة. (رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس14: 34-35)
لتتعلم المرأة بسكوت فى كل خضوع. ولكن لستُ آذنُ للمرأة أن تُعَلِّم ولا تتسلط على الرجل بل تكون فى سكوت. لأن آدم جُبِلَ أولاً ثم حواء. وآدم لم يَغوِ لكن المرأة أغويت فحصلت فى التعدِّى. ولكنها ستخلص بولادة الأولاد إن ثَبَتن فى الإيمان والمحبة والقداسة مع التعقُّل (رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس2: 11-15) فى هذا النَّص نجد أن اللوم يقع على السيدة حواء - رضى الله عنها - ولم يقع على سيدنا آدم (على نبينا وعليه الصلاة والسلام) بعكس القرآن الذى أثبت المعصية لآدم, وإن كانت حواء ساعدته عليها, فقال: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} [طه:121] ونجد فى النَّص - أيضاً - عدم السماح للمرأة أن تُعَلِّم, بل تتعلم فقط, وفى سكوت. ونجد أن الذى يخلِّصها من خطيئة السيدة حواء هو أن تنجب أولاداً مؤمنين, أما إذا لم تنجب فلا ندرى ماذا يحدث لها؟
أما نجاستها أيام حيضها واستحاضتها, ونجاسة كل من مسها ومسته, فهو فى الرد على الشبهة رقم (278) ونكتفى هنا بذكر كونها مخطئة أيام حيضها واستحاضتها:
وإذا طهرت من سيلها تحسب لنفسها سبعة أيام ثم تطهر. وفى اليوم الثامن تأخذ لنفسها يمامتين أو فرخى حمام وتأتى بهما إلى الكاهن إلى باب خيمة الاجتماع. فيعمل الكاهن الواحد ذبيحة خَطِيَّة والآخر مُحرَقَة ويكفِّر عنها الكاهن أمام الرب من سيل نجاستها. فتعزلان بنى إسرائيل عن نجاستهم لئلا يموتوا فى نجاستهم بتنجيسهم مسكنى الذى فى وسطهم (لاويين15: 28-31) سبحان الله! هل تفعل المرأة هذا كلما جاءها الحيض؟ أين هذا مما حدث مع السيدة عائشة - رضى الله عنها - حين طلب منها الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن تناوله ثوباً وهو فى المسجد (لأن حجرتها كانت تُطِل عليه) فاعتذرت له بأنها حائض, فقال لها: ((إن حَيْضتك ليست فى يدك)) [صحيح مسلم]؟ وأين هذا من قوله - صلى الله عليه وسلم - للحائض: ((إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم, فاغتسلى, وأَهِلِّى بالحج, واقضى ما يقضى الحاج, غير ألا تطوفى بالبيت, ولا تصلى)) [صحيح الجامع:2254]‌؟ لقد سمح لها الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالقيام بجميع أعمال الحج, إلا الطواف والصلاة, ويكفيها الاغتسال لتتطهر من حيضها, فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة, والله أعلم.



الشبهة الثانية و السبعون (72):
- إن انتشار الفقر والمرض والتخلف فى بلاد المسلمين له ارتباط وثيق بالدين, بدليل رُقِىّ البلاد الغربية وتفوقها.

الرد:
- يعلم الناقد أن رُقِىّ الدول الغربية لم يقم على تعاليم دينها, وقد أشرنا إلى ذلك فى الرد على الشبهة رقم (97) وإلا- فهناك دول أفريقية كثيرة متخلفة, مع اعتناقها للمسيحية. ويعلم أيضاً أن الحضارة الغربية ما قامت إلا على الحضارة الإسلامية, وعلى سرقة عقول الشعوب, وامتصاص دمائهم, ونهب ثرواتهم باحتلال بلادهم. وسنذكر (إن شاء الله) بعض نصوص الكتاب المقدس, ونترك القارئ المنصِف يقارن بين ما جاء فيه وبين ما جاء به الإسلام فى هذا الصدد.
إن ما أصاب المسلمين من مرض وتخلف وفقر - وهو ما يسمى بالثالوث المدمر - فهو مِن بُعدهم عن تعاليم دينهم, وليس لالتزامهم به, وإننا لنتحدى أن يأتينا أى إنسان بآية أو حديث فيه صَدّ عن العلم أو العمل, أو فيه ما يؤدى إلى الفقر والمرض. إن الله سبحانه وتعالى لم يأمر نبيه - صلى الله عليه وسلم - بطلب الزيادة من أى شىء إلا العلم, فقال جل فى علاه: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً} [طه:114] وكانت أول آيات أنزلت عليه - صلى الله عليه وسلم - هى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ{4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق:1-5] إن الله سبحانه وتعالى لا يذكر شيئاً فى كتابه, يَمُنّ به على عباده, إلا إذا كان له أهمية عظيمة, فَذِكْر القلم لم يأتِ عبثاً, فإنه أساس تدوين كل العلوم, وما وصلت إليه البشرية اليوم من العلوم, فهو مبنى على ما سبقه من العلوم المدونة, وكل جيل يطوِّر ما وصل إليه آباؤه وأجداده من قبله, ثم الجيل الذى بعده... وهكذا, كل جيل يبدأ من حيث انتهى الآخرون. والآيات والأحاديث التى تحث على العلم والعمل كثيرة جداً, نذكر من الآيات على سبيل المثال: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ} [العنكبوت:20] {وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} [يوسف:105] {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات:21] {أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ} [الأعراف:185] {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك:15] {وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ} [الجمعة:10] وغير ذلك كثير, لدرجة أن الله سبحانه وتعالى لم يحرم التجارة أثناء الحج, فقال: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} [البقرة:198] أما الأحاديث التى تحث على العلم, فنذكر منها على سبيل المثال أيضاً: ((طلبُ العلم فريضة على كل مسلم)) [سنن ابن ماجه, صحيح الجامع:3914] قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((على كل مسلم)) يشمل المسلمة (كما هو معلوم من الآيات والأحاديث التى تأتى بلفظ المذكَّر فى حين أنها للجنسين) و((من سلك طريقاً يطلبُ فيهِ علماً, سَلكَ الله بهِ طريقاً من طرق الجنة, وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع, وإن العالِم ليستغفر له من فى السموات ومن فى الأرض, والحيتان فى جوف الماء, وإن فضل العالِم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب, وإن العلماء ورثة الأنبياء, وإن الأنبياء لم يُوَرِّثوا ديناراً ولا دِرهماً, إنما وَرَّثوا العلم, فمن أخذه أخذ بحظٍ وافر)) [صحيح الجامع:6297]‌ وهناك أحاديث أخرى تحث على طلب العلم. وقد مر بنا أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يفك أسْر المشركين مقابل تعليم المؤمنين القراءة والكتابة.
وأما الأحاديث التى تحث على العمل فنذكر منها: ((إن قامت الساعة وفى يد أحدكم فَسِيلَة, فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها, فليغرسها)) [صحيح الجامع:1424] ((ما من مسلم يغرس غرساً, إلا كان ما أُكِلَ منه له صدقة, وما سُرِقَ منه صدقة, وما أكل السبع فهو له صدقة, وما أكلت الطيور فهو له صدقة, ولا يَرزَؤُهُ أحد إلا كان له صدقة)) [صحيح مسلم] قوله: ((يرزؤه)) أى يُصاب فيه, لأن (الرُّزْء) هو المصيبة. وقال - صلى الله عليه وسلم - عن الخارج لطلب الرزق: ((إن كان خرج يسعى على ولده صغاراً, فهو فى سبيل الله, وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين, فهو فى سبيل الله, وإن كان خرج يسعى على نفسه يُعِفُّها, فهو فى سبيل الله, وإن كان خرج يسعى رياءً ومُفاخَرَة, فهو فى سبيل الشيطان)) [صحيح الجامع:1428] ((لأن يأخذ أحدكم حَبْله فيأتى الجبل فيجىء بحزمة الحطب على ظهره, فيبيعها, فيَكُفّ الله بها وجهه, خير له من أن يسأل الناس, أعطوه أو منعوه)) [صحيح الجامع:5041] وغير ذلك أحاديث كثيرة. وبفرض عدم وجود أدلة على الترغيب فى العلم والعمل, فإن الأصل فى الأشياء الإباحة, ما لم يَرِدْ الدليل على تحريمه, فكيف والأدلة كثيرة لا يحصيها العَدّ؟
أما الفقر الذى أصاب كثيراً من المسلمين, فإن السبب فى ذلك أن الأغنياء بخلوا بما عندهم, ولم يمتثلوا لأمر ربهم فى إخراج زكاة أموالهم, فما جاع الفقراء إلا بتُخْمَة الأغنياء, والآيات والأحاديث التى تحث على الزكاة والصدقة لا تحتاج لبيان فى هذا الموضع, لأنها معلومة لدى الكبير والصغير, والله سبحانه وتعالى قد أثرَى الأمة الإسلامية بالموارد التى تُدِر عليها المال الوفير, مثل آبار البترول, والمعادن المختلفة, والأراضى الزراعية الخصبة, ولكن هذه الأموال لم تستخدم على الوجه الذى يريده الله عز وجل - إلا القليل منها - وشاهد على ذلك دول الخليج التى فتح الله لها كنوز الذهب الأسود, فلو أنهم اتقوا الله فيما جعلهم مستخلفين فيه, لَمَا جاع مسلم على وجه الأرض, ولَمَا رأينا المجاعات فى الصومال, والنيجر, وغيرهما من بلاد المسلمين, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من كان معه فضل ظهر, فليَعُد به على من لا ظَهْر له, ومن كان له فضل من زادٍ, فليَعُد به على من لا زادَ له)) [صحيح مسلم] ثم إن هناك سبباً قوياً لفقر المسلمين, وهو التقسيم الاستعمارى لبلادهم, حتى أصبحت كل دولة مغلقة على نفسها, وخيرها ليس إلا لأهلها, أو من يعملون فيها, أما لو كانت هناك خلافة إسلامية, لأصبحت جميع الشعوب التى تدين بالإسلام تحت إِمرَة حاكم واحد, هو (الخليفة) ولأصبحت موارد الدولة الموَّحدة وخيراتها ينال منها القريب والبعيد من أبناء المسلمين, ولتوافرت فرص العمل لهم جميعاً, ولَمَا تكدست الأموال عند بعضهم دون البعض, وَلَسَاد التضامن والتكافل والرخاء, نتيجة تعاونهم واتحادهم.
أما الأمراض فإن الإسلام قد جعل الوقاية منها بعدة أسباب, منها النظافة, وهى عامل مهم جداً فى الوقاية منها, ومنع انتشارها, فليس هناك ديانة, ولا مِلَّة, ولا نِحْلَة, ولا منهج سماوى أو وضعى, يحث على النظافة كما حث عليها الإسلام. إن أول شرط فى دخول الإسلام - قبل النطق بالشهادتين - هو الاغتسال, ونحن نتحداكم أن تأتونا بأى منهج سماوى يُلزِم الإنسان بغسل وجهه ويديه ورجليه فى اليوم خمس مرات, وأن يستبرئ من بوله وغائطه, وأن يغتسل مرة على الأقل كل أسبوع, وبعد الحدث الأكبر, مثل الجنابة والحيض والنفاس. إن الكثير من الكفار - رغم ما أوتوا من علم ومال وجمال - لا يتطهرون من البول والغائط كما يتطهر المسلمون, لأنهم يتنظفون بالورق الذى لا يزيل أثر البول والغائط كما يزيله الماء. ونحن نجد الذين يحافظون على الوضوء ليس لأقدامهم رائحة, فى حين أن غيرهم يتعاطون العقاقير لعلاج ما بين أصابعهم من الفطريات, والرائحة الكريهة, لعدم نظافتها, حتى إن الزوجة لتأنَف من زوجها, والزوج ليأنَف من زوجته. وكذلك فإن المسلم الذى يحافظ على وضوئه لا تجد لفَمِه رائحة كريهة لكثرة السِّواك والمضمضة والخِلَّة.
إن أنظف إنسان فى الوجود هو الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذى ((كان إذا أراد الحاجة أبْعَد)) [صحيح الجامع:4651]‌ أى أنه إذا أراد أن يقضى حاجته بَعُدَ عن الناس بُعداً كبيراً. وكان لا يُرَى له أثر بول أو غائط, وكان يلبس الثياب البيض, ويدهن شعره, ويمتشط, ويتعطر, ويستاك عند كل وضوء, وأحياناً بغير وضوء, و((كان إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فِيهِ, وخفَّض بها صوته)) [صحيح الجامع:4755] وقد نهى عن التنفس فى الإناء, فقال: ((إذا شَرِبَ أحدكم فلا يتنفس فى الإناء, فإذا أراد أن يعود, فليُنَحِّ الإناء, ثم ليَعُد إن كان يريده)) [صحيح الجامع:624] و((نهى أن يُنفَخ فى الطعام والشراب)) [صحيح الجامع:6028] و((نهى عن الشرب من فِى السِّقاء)) [صحيح الجامع:6889] ((السِّقاء)) هى قِربَة الماء, و((فىِ السِّقاء)) أى فمها. وكان من سنَّته غسل اليدين قبل الطعام وبعده, وهو الذى قال: ((إذا نام أحدكم وفى يده ريح غَمْر, فلم يغسل يده, فأصابه شىء, فلا يلومنَّ إلا نفسه)) [صحيح الجامع:803] ((ريح غَمْر)) معناها رائحة اللحم أو دسمه, لأنه يجلب إليه الحشرات والْهَوام, ويسبب له الأمراض. ونهى - صلى الله عليه وسلم - عن التبُّول فى الماء الراكد, فقال: ((لا يَبُولَنَّ أحدكم فى الماء الراكد)) [صحيح الجامع:7596] وهذا يمنع أمراضاً كثيرة, مثل البلهارسيا وغيرها. ونهى عن التبُّول أو التبرُّز فى ظِل الناس, فقال: ((اتقوا الملاعِن الثلاث: أن يقعد أحدكم فى ظِلّ يُستَظل فيه, أو فى طريق, أو فى نقع ماء)) ‌[صحيح الجامع:113] ((يقعد)) أى يقعد للتبرُّز, ((فى ظِلّ)) يشمل الحائط أو الشجرة, أو أى شىء يستظل به الناس من حر الشمس, ((نقع الماء)) معناه الماء الراكد, مثل البرك والمستنقعات. وهو الذى علم البشرية استخدام نبات الخِلَّة, لإخراج الطعام من بين الأسنان والأضراس, حتى لا يتحلل ويتعفن, ويصيب اللثة والأسنان بالأمراض. ونهى عن ترك الشعر بدون تنظيف, وأمر بتهذيبه, وقال: ((من كان له شعر فليكرمه)) [صحيح الجامع:6493] كلمة ((شعر)) تعنى شعر الرأس واللحية, وإكرامه يكون بتنظيفه, ودهانه, وترجيله. وكان يأمر بغسل الأيْدى بعد الاستيقاظ من النوم, فقال: ((إذا قام أحدكم من النوم, فأراد أن يتوضأ, فلا يُدخِل يده فى الإناء حتى يغسلها, فإنه لا يدرى أين باتت يده, ولا على ما وضعها)) [صحيح الجامع:718] ومعلوم أن بعض الديدان - مثل الدودة الدبُّوسية - لها دورة كاملة داخل جسم الإنسان, فهى تضع بيضها حول فتحة الشرج, ولذلك يصاب الإنسان بحَكَّة, وخصوصاً أثناء نومه, فإذا وضع يده على فتحة الشرج, ثم لم يغسل يديه قبل الطعام, فإن هذا البيض يدخل عن طريق فمه, ويكمل دورته داخل جسمه, ويصيبه مرة أخرى. وأمر - صلى الله عليه وسلم - بالاستحداد, ونتف الإبِط, وتقليم الأظافر, فى زمن لا يزيد على أربعين يوماً, والاغتسال يوماً على الأقل فى الأسبوع - وهو يوم الجمعة - وقال: ((عَشْر من الفِطرة: قص الشارب, وإعفاء اللحية, والسواك, واستنشاق الماء, وقص الأظفار, وغسل البَراجِم, ونتف الإبِط, وحلق العانة, وانتقاص الماء)) [صحيح مسلم] قال مُصعَبُ (أحد رُواة الحديث): ونسيتُ العاشرةَ, إلا أن تكون المضمضة. ((البَراجِم)) هى الجلد الذى به ثَنَيات, مثل الذى على عُقَلِ الأصابع, لأن الأوساخ تتجمع فيها. وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا تنخَّم أحدكم وهو فى المسجد فليغيِّب نخامته, لا تصيب جِلد مؤمن أو ثوبه فتؤذيه)) [صحيح الجامع:439] وهناك سُنن أخرى, وأحاديث كثيرة, يُرجَعُ إليها فى كتب الفقه والسيرة.
ومن أسباب الوقاية من الأمراض أيضاً: تقليل الطعام, وعدم الشبع, فإن الكثير من الأمراض سببها امتلاء المعدة, قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما ملأ آدمى وعاء شراً من بطنٍ, بِحَسْبِ ابن آدم أكلات يُقِمْنَ صُلْبَه, فإن كان لا محالة, فثلث لطعامه, وثلث لشرابه, وثلث لنَفَسِه)) [سنن الترمذى, صحيح الجامع:5674] هذا بالإضافة إلى النهى عن تعاطى ما يضر من الطعام والشراب, أو أى شىء, بقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا ضرر ولا ضِرار)) [صحيح الجامع:7517] وأمر بالتداوى من الأمراض, فقال: ((يا عباد الله تداوَوْا, فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء, غير داء واحد: الهِرَم)) [صحيح الجامع:7934] ((الهِرَم)) معناه الشيخوخة. وقال: ((لكل داء دواء, فإذا أصاب دواءٌ الداءَ بَرِئَ بإذن الله تعالى)) [صحيح الجامع:5164] ووصف علاجاً لأمراض كثيرة, ليس هنا مجال ذكرها.
والآن نسرد عليكم بعض ما جاء فى الكتاب المقدس:
أنكم تركتم وصية الله وتتمسكون بتقليد الناس. غسل الأباريق والكؤوس وأموراً أُخَرَ كثيرة مثل هذه تفعلون. (مرقس7: 8)
ثم سأله الفريسييون والكتبة لماذا لا يسلُك تلاميذك حسب تقليد الشيوخ بل يأكلون بأيدِ غير مغسولة. فأجاب وقال لهم حسناً تنبأ إشعياء عنكم أنتم الْمُرائين كما هو مكتوب. (مرقس7: 5-6)
وأما الأكل بأيد غير مغسولة فلا ينجِّس الإنسان (متى15: 20)
فكذلك كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لى تلميذاً (لوقا14: 33)
وحقلك لا تزرع صِنفين ولا يكن عليك ثوب مُصنَّف من صنفين. (لاويين19: 19)
ما أعسر دخول ذوى الأموال إلى ملكوت الله. لأن دخول جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غنى إلى ملكوت الله. (لوقا18: 24-25)
لا تحبوا العالم ولا الأشياء التى فى العالم. إن أحبَّ أحد العالم فليست فيه محبة الآب. لأن كل ما فى العالم شهوة الجسد وشهوة العين وتعَظُّم المشيئة ليس من الآب بل من العالم. والعالم يمشى وشهوته وأما الذى يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد (رسالة يوحنا الأولى2: 15-17)
لا يقدر خادم أن يخدم سيدين. لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر. لا تقدرون أن تخدموا الله والمال (لوقا16: 13)
ادخلوا من الباب الضيِّق. لأنه واسع الباب ورحْب الطريق الذى يؤدى إلى الهلاك. وكثيرون هم الذين يدخلون منه. ما أضيَق الباب وأكرَب الطريق الذى يؤدى إلى الحياة. وقليلون هم الذين يجدونه (متى7: 13-14)
وقال لتلاميذه من أجل هذا أقول لكم لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون ولا للجسد بما تلبسون. الحياة أفضل من الطعام والجسد أفضل من اللباس. تأمَّلوا الغِربان. أنها لا تزرع ولا تحصد وليس لها مَخدَع ولا مخزن والله يُقيتها. كَمْ أنتم بالحرِىِّ أفضل من الطيور. ومن منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامَتِه ذراعاً واحدة. فإن كنتم لا تقدرون ولا على الأصغر فلماذا تهتمون بالبواقى. تأملوا الزنابق كيف تنمو. لا تتعب ولا تغزِل. ولكن أقول لكم إنه ولا سليمان فى كل مجده كان يلبس كواحدة منها. فإن كان العُشْب الذى يوجد اليوم فى الحقل ويُطرَح غداً فى التنُّور يُلْبِسُهُ الله هكذا فَكَمْ بالحرِىِّ يُلْبِسُكم أنتم يا قليلى الإيمان. فلا تطلبوا أنتم ما تأكلون وما تشربون ولا تقلقوا. فإن هذه كلها تطلبها أمم العالم. وأما أنتم فأبوكم يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه. بل اطلبوا ملكوت الله وهذه كلها تُزاد لكم لا تَخَف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سُرَّ أن يعطيكم الملكوت. بيعوا ما لكم واعطوا صدقة. اعملوا لكم أكياساً لا تفنى وكنزاً لا ينفد فى السموات حيث لا يقرب سارق ولا يُبلى سُوس (لوقا12: 22-33)
لا تقتنوا ذهباً ولا فضة ولا نحاساً فى مناطقكم. ولا مِزوداً للطريق ولا ثوبين ولا أحذية ولا عصاً. (متى10: 9-10)
وأخيراً ننصحكم بقراءة الإصحاحين (13و14) من سِفْر (اللاويين) لتعلموا ما جاء فى كتابكم المقدس عن المصاب بالبَرَص أو القَرَع (سقوط الشعر) وأنه نَجِس وآثم, ولابد من ذهابه للكاهن للكشف عليه, وتحديد نوع البَرَص أو القَرَع, ثم الطقوس المطلوبة لتطهيره, والأشياء التى يقربها إلى الله - بزعمكم - حتى يتطهر. ولتعلموا ما جاء فيهما عن البَرَص الذى يصيب الثوب وجدران البيت, واعتبار الثوب والبيت نجسَيْن, ولابد من تطهيرهما, بل والتكفير عن البيت من هذا البَرَص, لأننا لا نستطيع سرد هذين الإصحاحين لطولهما, ولكن نكتفى بنقل بعض فقراتهما, وبالله التوفيق:
‌فهو إنسان أبرص. إنه نجس فيحكم الكاهن بنجاسته. إن ضربته فى رأسه. والأبرص الذى فيه الضربة تكون ثيابه مشقوقة ورأسه يكون مكشوفاً ويغطى شاربيه ويُنادَى نجس نجس. كل الأيام التى تكون الضربة فيه يكون نجساً. إنه نجس. يقيم وحده. خارج الْمَحَلَّة يكون مُقامُه
يأمرُ الكاهن أن يؤخذ للمتطهر عصفوران حيّان طاهران وخشب أرْز وقرمز وزوفاً. ويأمرُ الكاهن أن يُذبَح العصفور الواحد فى إناء خزف على ماء حى. أما العصفور الحى فيأخذه مع خشب الأرز والقرمز والزوفا ويغمسها مع العصفور الحى فى دم العصفور المذبوح على الماء الحى وينضح على المتطهر من البَرَص سبع مرات فيطهره ثم يطلق العصفور الحىّ على وجه الصحراء
ويكفِّر عنه الكاهن أمام الرب. ثم يعمل الكاهن ذبيحة الخطِيَّة ويكفِّر عن المتطهر من نجاسته. ثم يذبح الْمُحرَقَة ويُصعِد الكاهن الْمُحرَقَة والتَّقدِمَة على المذبح ويكفِّر عنه الكاهن فيطهر لكن إن كان فقيراً ولا تنال يده يأخذ خروفاً واحداً ذبيحة إثم لترديد تكفيراً عنه وعُشراً واحداً من دقيق ملتوت بزيت لتقدِمَة ولُج زيت ويمامتين أو فَرْخَىّ حمام كما تنال يده فيكون الواحد ذبيحة خَطِيَّة والآخر مُحْرَقَة. ويأتى بهما فى اليوم الثامن لطهره إلى الكاهن إلى باب خيمة الاجتماع أمام الرب
وينضح الكاهن بأصبعه اليمنى من الزيت الذى فى كفه اليسرى سبع مرات أمام الرب. ويجعل الكاهن من الزيت الذى فى كفه على شحمة أذن المتطهر اليمنى وعلى إبهام يده اليمنى وعلى إبهام رجله اليمنى على موضع دم ذبيحة الإثم. والفاضل من الزيت الذى فى كَفّ الكاهن يجعله على رأس المتطهر تكفيراً عنه أمام الرب
إذا كانت الضربة قد امتدت فى الثوب فى السَّدَى أو اللُحمَة أو فى الجلد من كل ما يُصنع من جلد للعمل فالضربة بَرَص مُفسِد. إنها نجسة فيحرق الثوب
وكلم الرب موسى وهَرُون قائلاً متى جئتم إلى أرض كنعان التى أعطيكم مُلكاً وجعلتُ ضربَة بَرَص فى بيت فى أرض مُلكِكُم. يأتى الذى له البيت ويخبر الكاهن قائلاً قد ظهر لى شبَّة ضربة فى البيت. فيأمر الكاهن أن يفرغوا البيت قبل دخول الكاهن ليرى الضربة لئلا يتنجس كل ما فى البيت
ويغلق البيت سبعة أيام. فإذا رجع الكاهن فى اليوم السابع ورأى وإذا الضربة قد امتدت فى حيطان البيت يأمر الكاهن أن يقلعوا الحجارة التى فيها الضربة ويطرحوها خارج المدينة فى مكان نجس. ويُقَشَّر البيت من داخل حواليه ويطرحون التراب الذى يقشِّرونه خارج المدينة فى مكان نجس. ويأخذون حجارة أخرى ويدخلونها فى مكان الحجارة ويأخذ تراباً آخر ويُطيِّن البيت. فإن رجعت الضربة وأفرَخَت فى البيت بعد قَلْع الحجارة وقشر البيت وتطيينه وأتى الكاهن ورأى وإذا الضربة قد امتدت فى البيت فهى بَرَص مفسد فى البيت. إنه نجس. فيهدم البيت حجارته وأخشابه وكل تراب البيت ويخرجها إلى خارج المدينة إلى مكان نجس. ومن دخل إلى البيت فى كل أيام انغلاقه يكون نجساً إلى المساء. ومن نام فى البيت يغسل ثيابه ومن أكل فى البيت يغسل ثيابه.
فيأخذ لتطهير البيت عصفورين وخشب أَرز وقِرمزاً وزوفاً. ويذبح العصفور الواحد فى إناء خزف على ماء حىّ ويأخذ خشب الأرز والزوفا والقرمز والعصفور الحىّ ويغمسها فى دم العصفور المذبوح وفى الماء الحىّ وينضح البيت سبع مرات ويُطهِّر البيت بدم العصفور
ويكفِّر عن البيت فيطهُر
هذه هى الشريعة لكل ضربة من البَرَص وللقَرَع ولبرص الثوب والبيت وللناتئ وللقوباء وللمْعَة للتعليم فى يوم النجاسة ويوم الطهارة. هذه شريعة البَرَص
هذا قليل من كثير مما جاء فى الكتاب المقدس, والله أعلم.


يتبع