نعود من الاستطراد الى سؤال آخر مهم .

هل تدخل إيران في دول الخليج تدخل سياسي برئ .. أم ما هو نوع هذا التدخل ؟

ونأخذ مثالين لصور التدخل في دولتين : السعودية واليمن .

السعودية :

يتمركز الشيعة وهم أقلية في شرق المملكة وخاصة في إقليم الإحساء والقطيف والدمام

ويتواجدون بكثرة في المدينة المنورة في حي الالعوالي وحفر الباطن والرياض وكل هؤلاء شيعة رافضية .

وهناك شيعة زيدية ولكن متواجدين في جنوب المملكة وهم قادمون من اليمن .

ويقدر نسبة الشيعة بجميع طوائفها في المملكة بحوالي 5 % .

ويتمتع الشيعة في السعودية بكافة حقوقهم الدينية من مساجد ودروس ومحاضرات ومحاكم

وايضا يتمتعون بحقوق اقتصادية من شركات عملاقة خاصة بهم وكيانات اقتصادية مرخصة ومدعومة من الدولة

ويتمتعون بحقوقهم الثقافية من نوادي اجتماعية وجمعيات خيرية وغيرها وتلقى أيضا هذه الجمعيات دعم من الدولة

ويمارسون حقوقهم السياسية حيث يتبوأون مناصب عليا في الدولة ويتواجدون في الكثير من المناصب القيادية .

ودائما علاقة الدولة بالشيعة مضطربة منذ عام 1925 حيث دائما تقوم الشيعة بمظاهرات وإنشاء حركات مسلحة بغرض انفصال المنطقة الشرقية عن المملكة .

ومن أشهر هذه الا ضطرابات ما حدث في أعوام 1949 – 1953 – 1970 – 1979 وخاصة مع بدء قيام الثورة الإيرانية حيث نما الأمل في الانفصال بشكل كبير .

ويقول الكثير من المحللين والخبراء الأمنين من داخل وخارج الدولة السعودية أن إيران تمول هذه الحركات والتظاهرات ماديا ومعنويا

هذا فضلا عن محاولات زعزعة موسم الحج والتخطيط لعمليات تفجير في هذا الموسم كما أشرنا سابقا في علاقة الشيعة بالسنة .

وهنا سؤال .

رغبة هؤلاء في الانفصال عن الدولة ومحاولة زعزعة الاستقرار فيها لمجرد أ ن لهم مذهب مختلف عن مذهب الدولة والوطن الذي نشأوا فيه هل هؤلاء الشيعة حقا ينتمون إلى وطنهم حيث ولدوا أم إلى إيران حيث معتقدهم ؟



النموذج الثاني من نماذج تدخل إيران في دول الخليج هو اليمن :

الشيعة في اليمن هي شيعة زيدية جارودية ويسمون الحوثيون

وكان قد حدث خلاف بين علماء الزيدية وبدر الدين الحوثي أحد كبار قواد الحوثيين انتقل على اثرها بدر الدين الحوثي إلى ايران وعاش فيها ثم رجع بعد وساطة من العلماء وقاد بدر الدين الحوثي عملية تقارب ثقافي واسعة مع الفكر الرافضي وحدث غزو فكري كبير ونافذ في الفكر الشيعي الحوثي

الزيدية لهم في اليمن العديد من الأحزاب ويتقلدون مناصب مرموقة وعلى سبيل المثال نذكر منها :

- حزب اتحاد القوى الشعبية

- حزب الحق

- منظمة الحقوق والحريات

- مؤسسة أهل البيت

- مؤسسة دار أحباب أهل البيت

- الوزير السابق للداخلية يحي محمد المتوكل

- الوزير السابق للعدل إسماعيل أحمد

وتحولت الزيدية في اليمن إلى حركة مسلحة عام 2004 .

وفي عام 2009 قامت حرب بين الحوثيين والسعودية حيث اتهمت السلطات السعودية الحوثيين باحتلال جبل الدخان داخل الأراضي السعودية .واستمرت الحرب إلى أن أعلن التمرد الحوثي انسحابه من السعودية

وفي 25 يناير 2010 أعلن عبد الملك الحوثي لدى وسائل الإعلام أنه سيوقف الحرب مع السعودية وينسحب من الأراضي السعودية ولكنه سيعاود الحرب مرة أخرى إذا أصرت الحكومة السعودية على دعم حكومة اليمن .

ومن هذا الإعلان الأخير نتساءل . ما دخل أقلية أو حزب داخل الدولة بعلاقة هذه الدولة بدول أخرى ؟

التدخل الإيراني في دول الخليج لا يقتصر على السعودية واليمن فقط ولكن طال كل دول الخليج بل نقول طال كل دول المنطقة بداية من المغرب العربي مرورا بمصر .

نختم هذا البحث بتصريح السياسي الشيعي اللباني محمد علي الحسيني أمين عام المجلس الإسلامي العربي قال :

(( إن النظام الإيراني يسعى لتضليل الشيعة العرب عبر نظام ولاية الفقيه وبالتالي يجعل النظام الإيراني من نفسه وليا على هؤلاء ويحركهم كما يريد ويستغلهم لمد نفوذه ))

أي أن النظام الإيراني يريد أن يجعل من نفسه واليا على كل الشيعة العرب وغير العرب ويكون هو مصدر الولاء الذي يجب أن يخلصوا ويسمعوا ويطيعوا له متعدين بذلك حدود أوطانهم ومصالحها . لذلك فهو يستخدم كافة الوسائل للتأثير على الشيعة في انحاء العالم وخاصة العرب منهم لصبغ نفسه بهذه الصبغة وبتلك الهيئة ومن أمثلة تلك الوسائل الترويج لحربه ضد اسرائيل وعدائه لأمريكا على أنها حرب بين اليهود والإسلام وعلى أنهم حاملين راية الإسلام فيها بينما هي في الواقع وكما تقول الشواهد ويقول الخبراء هذه الحرب أغلبها حرب دعائية مصطنعة والواقع فيها هدفه الأساسي السياسة ليس أكثر أي أن الحرب الشيعية اليهودية هي حرب سياسية وليست عقدية بدليل أن اليهو د أنفسهم في ايران يتمتعون بمميزات وحقوق لا يتمتع بها المسلمون السنة .