 |
-
رقم العضوية : 4701
تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 744
- شكراً و أعجبني للمشاركة

- شكراً
- مرة 0
- مشكور
- مرة 0
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 0
التقييم : 11
البلد : مصر بعد 25 يناير
الاهتمام : الانترنت
معدل تقييم المستوى
: 15
الشبهة المائة ثلاثة و تسعون (193):
- يتضارب القرآن فى علم المواريث, فمرة يقول إن للذى يرث الكلالة السُّدُس, ومرة يقول الثلث, ومرة يقول النصف, ومرة الثلثان, ومرة للذكر مثل حظ الأنثيين.
الرد:
- قال الشيخ الشعراوى رحمه الله: لابد أن نفرق بين كلالة وكلالة, حين يجعل الله للمنفردة النصف, والاثنتين الثلثين, وبين الكلالة التى يجعل الله فيها للمنفرد السدس, ويجعل للأكثر من فرد الاشتراك فى الثلث, دون التمييز للذكر على الأنثى, فهما.. أى الآية: {وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ} [النساء:12] والآية: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ} [النساء:176] متَّحِدتان فى أنه لا أصل ولا فرع للمتوفى, والمسألة هنا تتعلق بالأخوَّة, ونقول: إن الأخوَّة لها مصادر متعددة, هذه الأخوَّة إمّا من أبٍ وأمّ, وإما أخوَّة لأب فقط, وإما أخوَّة لأمّ فقط, فإذا كان أخٌ شقيق, أو لأب, فهو من العَصَبَة الأصيلة, وهما المعْنِيّان فى الآية 176 من السورة نفسها, وبذلك تكون آية السدس والثلث التى فى الآية رقم 12 متعلقة بالأخوة لأمّ, إذن فالكلالة إما أن يكون الوارث أخاً لأمّ فقط, وإما أن يكون أخاً لأب فقط, أو أخاً لأب وأمّ, فالحكمان لذلك مختلفان, لأن موضع كل منهما مختلف عن الآخر, والله أعلم.
الشبهة المائة أربعة و تسعون (194):
- يقول القرآن: {حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا} [الأنعام:61] ويقول: {قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ} [السجدة:11] ويقول: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} [الزمر:42] فمن الذى يميت؟ الله أم الملائكة أم ملك الموت؟
الرد:
- كما قلنا فى الرد على الشبهة رقم (6) إن الله سبحانه وتعالى يتكلم عن نفسه مرة بصيغة المفرد, ومرة بصيغة الجمع للتعظيم, أو لوجود وسائط يُكلِّفهم من خَلْقِه سبحانه وتعالى, فكذلك هنا, ففى سورة (الأنعام) {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا} وهم الملائكة المساعدون لملك الموت فى قبض الروح, فإن هؤلاء الملائكة يسحبون الروح من جميع الجسد, من أسفله إلى أعلاه, حتى إذا بلغت الحلقوم, جذبها ملك الموت, وفى سورة (السجدة) {قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ} لأنه هو الذى يقوم بجذبها النهائى, وفى سورة (الزمر) {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} فهو سبحانه الذى يتم بأمره كل شىء, وهو الذى يأمر الملائكة وملك الموت عليهم السلام, والله أعلم.
الشبهة المائة خمسة و تسعون (195):
- يقول القرآن: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} ثم يقول: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ} [العنكبوت:13] أليس هذا تناقضاً؟
الرد:
- هناك ضال ومُضِل, وفاسد ومُفسِد, فأما الضال (وهو الكافر) فعليه وزره وحده, أما المضِل فعليه وزره ووزر من تسبب فى ضلالهم, مع أنه لن ينقص من أوزارهم شيئاً, وكذلك الفاسد, كشارب الخمر - مثلاً - فعليه وزره وحده, أما إذا جعل غيره يشربها فإنه يتحمل وزره, من غير أن ينقص من وزره شيئاً, وهذا الأمر يتضح فى قول الله عز وجل: {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ} [النحل:25] ومن رحمة الله جل وعلا أنه لم يقل (وأوزار الذين يضلونهم) ولكن قال: {وَمِنْ أَوْزَارِ} أى بعض أوزارهم وليس كلها, فهو يتحمل ما تسبب فيه فقط, ولا يتحمل بقية الأوزار التى لم يكن له دخل فيها, كمثل من علَّم غيره شرب البانجو, ولكن هذا الإنسان لم يشرب البانجو فقط, ولكنه قتل أو زنى أو سرق, ففى هذه الحالة لا يتحمل الأول إلا وزر شرب البانجو فقط, وليس له دخل ببقية الذنوب, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من سَنَّ سُنَّة حسنة, عُمِلَ بها بعده, كان له أجره, ومثل أجورهم, من غير أن ينقص من أجورهم شىء, ومن سن سنة سيئة, فعمل بها بعده, كان عليه وزرها, ومثل أوزارهم, من غير أن ينقص من أوزارهم شىء)) [صحيح الجامع:6306]
ثم إن التناقض عندكم, فقد جاء فى كتابكم المقدس أن الأبناء لا يُقتلون عن الآباء, ولا الآباء عن الأبناء, فقال:
لا يُقتل الآباء عن الأولاد ولا يُقتل الأولاد عن الآباء. كل إنسان بخطيِّته يُقتل (تثنية24: 16)
ثم ناقضتم أنفسكم وزعمتم أن خطيئة سيدنا آدم (على نبينا وعليه الصلاة والسلام) قد توارثها أولاده جيلاً بعد جيل, ولا منقذ لأحد منها إلا أن يؤمن بالمسيح إلهاً أو ابن إله, لأنه قد جاء (بزعمكم) ليكفِّر عن خطيئة آدم, وليخلِّص البشرية منها. ونحن نتساءل: ما ذنب المسيح - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - فى خطيئة آدم؟ وما ذنب الأجيال المتعاقبة فى هذه الخطيئة؟ وما حكم من لم يؤمن بالمسيح ممن ماتوا قبله, ومنهم أنبياء الله ورسله, صلوات الله وسلامه عليهم؟ أتلحقهم الخطيئة لأنهم جاءوا قبل أن يُكَفِّر عنها؟ولماذا لم يبعثه الله قبل جميع الأنبياء حتى يطهرهم من هذه الخطيئة؟ ولماذا لم ينزل من السماء مباشرة ليكون أشْبَه بسيدنا آدم الذى لم يكن له أَبَاً ولا أُمّاً, وليكون أوقع فى قلوب الناس وأشد تأثيراً؟ وهل كان الله سبحانه وتعالى يحتاج لهذه التمثيلية حتى يغفر لآدم؟ وهل كان أحد يستطيع منعه من المغفرة؟ وهل المعاصى الشنيعة التى نسبتموها لأنبيائكم - زوراً وبهتاناً - من قتل وزنى وشرب خمر... إلى غير ذلك, لا تساوى خطيئة أكْل آدمُ من الشجرة؟وهل يحتاجون لنزول الإله مرة أخرى ليكفرها عنهم؟ وهل من عدل الإله أن ينزل لتراه فئة قليلة من البشر, ثم يُلْزِم جميع الأمم بعدهم بالتصديق, وهم لم يعاينوا نزوله؟ وهل وهل... إلخ؟ {سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [القصص:68]
ثم إن المسيح لم يقل إنه جاء لتقديم نفسه فداءً لهذه الخطيئة, ولم يذكر آدم ولا خطيئته قط, بل إنه كان يهرب من اليهود الذين أرادوا قتله (كما ذكرنا ذلك فى الرد على الشبهة رقم 123) وكان يتضرع إلى الله أن ينجيه منهم, ويأمر تلاميذه أيضاً أن يتضرعوا لله لينقذه, فهل الإله يدعو نفسه لينقذ نفسه مما كتبه على نفسه؟ وهل يُعقَل أن تكون هذه مُهِمَّته التى جاء من أجلها ولا يذكرها, بل ويهرب منها؟ وها هى النصوص التى تدل على ذلك:
أنا مجَّدتُك على الأرض. العمل الذى أعطيتنى لأعمل قد أكملتُه. (يوحنا17: 4) إن هذا معناه أنه أكمل مهمَّته التى كلَّفه الله بها, فأين هى الفِدية المزعومة؟
إله آبائنا أقام يسوع الذى أنتم قتلتموه مُعلِّقين إيّاه على خشبة. هذا رفعه الله بيمينه رئيساً ومخلِّصاً ليعطى إسرائيل التوبة وغفران الخطايا. (أعمال الرسل5: 30-31) هذه شهادة من بطرس والرُّسُل أنه جاء لغفران خطايا بنى إسرائيل وحدهم, فأين زعمكم أنه طهَّر الناس كلهم من خطاياهم؟
وخرج ومضى كالعادة إلى جبل الزيتون. وتبعه أيضاً تلاميذه. ولما صار إلى المكان قال لهم صلوا لكى لا تدخلوا فى تجربة. وانفصل عنهم نحو رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلى قائلاً يا أبتاه إن شئتَ أن تجيز عنى هذه الكاس. ولكن لتكن لا إرادتى بل إرادتك. وظهر له ملاك من السماء يقوِّيه. وإذ كان فى جهاد كان يصلى بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض. ثم قام من الصلاة وجاء إلى تلاميذه فوجدهم نياماً من الحزن. فقال لهم لماذا أنتم نيام. قوموا وصلوا لئلا تدخلوا فى تجربة (لوقا22: 39-46)
وجاءوا إلى ضيعة اسمها جثسيمانى فقال لتلاميذه اجلسوا هاهنا حتى أصلى. ثم أخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا وابتدأ يَدهَش ويكتئب. فقال لهم نفسى حزينة جداً حتى الموت. امكثوا هنا واسهروا. ثم تقدم قليلاً وخرَّ على الأرض وكان يصلى لكى تعبُرَ عنه الساعة إن أمكن. وقال يا أبا الآب كل شىء مُستطاع لك. فأجِز عنى هذه الكأس. ولكن ليكن لا ما أريد أنا بل ما تريد أنت. ثم جاء ووجدهم نياماً فقال لبطرس يا سمعان أنت نائم. أما قدرتَ أن تسهر ساعة واحدة. اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا فى تجربة. أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف. ومضى أيضاً وصلى قائلاً ذلك الكلام بعينه. ثم رجع ووجدهم أيضاً نياماً إذ كانت أعينهم ثقيلة فلم يعلموا بماذا يجيبونه. ثم جاء ثالثة وقال لهم ناموا الآن واستريحوا. يكفى. قد أتت الساعة. هُوَذا ابن الإنسان يُسَلَّم إلى أيدى الْخُطاة. (مرقس14: 32-41) (ابن الإنسان: يعنى نفسه)
وحين صُلِبَ (بزعمهم) سأل الله لماذا تركه ولم ينجِّه؟ وفى الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً الوى الوى لِمَا شبقتنى. الذى تفسيره إلهى إلهى لماذا تركتنى. (مرقس15: 34) ألا يعنى هذا تناقضاً مع قولكم إنه جاء ليفتدى البشر من خطيئة أبيهم؟ ولو كان إلهاً فهل يحتاج للمَلَك أن يقويه؟ (وظهر له ملاك من السماء يقويه) ولو كان هو الله.. أكان يعاتب نفسه أنه لم ينقذ نفسه؟ ثم ما كل هذا العذاب؟ إن الإنسان لا يستطيع أن يرى ابنه يتعذب بهذه الطريقة, وهو قادر على أن ينقذه, ولو تركه - فرضاً - لاتهمه الناس بالقسوة, والجفوة, وقِلَّة الرحمة, أيُنكَر هذا على العبد الضعيف الفقير؟ ويُنسَب لمن هو على كل شىء قدير؟
عجباً للمسيح بين النصارى ..... وإلى الله ولداً نسبوه
وأسلموه إلى اليهود وقالوا ...... حين قَتْله صلبوه
فإن كان ما يقولون حقاً ...... فَسَلُوهم أين كان أبوه
فإن كان راضياً بأذاهم ...... فاشكروهم لأجل ما صنعوه
وإن كان ساخطاً غير راضٍ ...... فاعبدوهم لأنهم غلبوه
فاعتبروا يا أُولى الألباب, واعبدوا رب الأرباب, ولا تشركوا به مَن أصله من تراب {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [آل عمران:59], والله أعلم.

ان شاء الله
-
رقم العضوية : 4701
تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 744
- شكراً و أعجبني للمشاركة

- شكراً
- مرة 0
- مشكور
- مرة 0
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 0
التقييم : 11
البلد : مصر بعد 25 يناير
الاهتمام : الانترنت
معدل تقييم المستوى
: 15
الشبهة المائة تسعة و تسعون (199):
- ينفى القرآن الْخُلَّة عن الناس يوم القيامة, فيقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ} [البقرة:254] ويقول: {قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ} [إبراهيم:31] ثم يناقض نفسه فيقول: {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف:67]
الرد:
- ليس هناك أى تناقض كما تزعمون, إن الْخُلَّة التى نفاها الله سبحانه وتعالى فى الآيتين الأُولَيَيَن, هى الْخُلَّة التى تَدْرَأ عن صاحبها العذاب الذى يستحقه يوم القيامة, أى أن الأخلاء الذين يستنصرون ببعضهم فى الدنيا, لا يستطيعون أن يستنصروا ببعضهم فى الآخرة, ولا يستطيعون دفع الضر عن أصدقائهم كما كانوا يفعلون فى الدنيا بمشية الله جل وعلا. أما الآية الثالثة فهى بمعنى أن الأخلاء الذين كانوا فى الدنيا ستنقلب خُلَّتهم إلى عداوة يوم القيامة, ما لم تكن هذه الْخُلَّة منضبطة بتقوى الله عز وجل, فالأخلاء المتحابِّين فى الدنيا, الذين يجتمعون على معصية الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ويتعاونون على الإثم والعدوان, مثل الذين يقضون السهرات الحمراء, والذين يذهبون لرؤية الأفلام والمسرحيات, ويسهرون على شرب المحرَّمات, ستنقلب خُلَّتهم يوم القيامة إلى عداوة, ويلقون على أنفسهم اللوم بإضلال بعضهم البعض, أما المتقون الذين كانت صداقتهم وخُلَّتهم على طاعة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وكانوا يتعاونون على البر والتقوى, ويتواصون بالحق والصبر, فستكون خُلَّتهم نافعة لهم بأمر الله يوم القيامة, وسيزيدهم الله حُبّاً وقُرْباً, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((قال الله تعالى: حَقَّت محبتى للمتحابين فىَّ, وحَقَّت محبتى للمتواصلين فىَّ, وحقت محبتى للمتناصحين فىَّ, وحقت محبتى للمتزاورين فىَّ, وحقت محبتى للمتباذلين فىَّ, المتحابون فىَّ على منابر من نور, يغبطهم بمكانهم النبيون والصدِّيقون والشهداء)) [صحيح الجامع:4321], والله أعلم.
الشبهة المائتان (200):
- يقول القرآن: {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً} [الإسراء:97] فى هذه الآية نفى الرؤية والكلام والسمع عن الكفار, ثم أثبت لهم هذه الأشياء فى الآيات التالية: {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ} [الكهف:53] {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا} [يس:52] {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ} [سبأ:31] فما كل هذا التخبط؟
الرد:
- الخروج من القبور, غير الحشر, غير الوقوف على النار, فحين يخرجون من القبور يبصرون ويتكلمون ويسمعون, بدليل قوله تعالى: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ} [الصافات:19] وقوله: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا{1} وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا{2} وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا} [الزلزلة:1-3] وقوله: {وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ} [غافر:32] وهذا قبل أن يُسَاقوا إلى أرض المحشر, ثم يحشرون فى أهوال القيامة عمياً وبكماً وصماً, وهذا أبلغ فى عذابهم, كما لو تخيَّلنا أن حريقاً, أو أمراً خطيراً (كالزلزال مثلاً) وقع فى مكان ما, وتَسَارَع الناس للهروب منه, وبينهم إنسان أعمى أصم أبكم, فإن هذا الأمر سيكون أشد عليه منهم, لأنه يتخبط فلا يدرى ماذا يفعل, أو إلى أين يتَّجه, وربما جرى فى اتجاه النار, أو فى اتجاه مصدر الخطر, أو إلى هاوية أو... إلخ. كما أنه لو تكلم لكان أهون عليه - مع كونه أعمى أصَم - كما نجد من يُساق إلى العذاب يستغيث بمن ساقه, كأن يقول له: أين تذهب بى, ارحمنى, أرجوك لا تعذبنى... إلخ. أما حين يعرضون على جهنم, فإنهم يبصرون ويتكلمون ويسمعون, وهذا انتقال من هول إلى هول أشد منه, لأن رؤيتهم للنار عذاب يسبق عذاب دخولهم فيها, كالذين يعذبون الناس فى السجون وغيرها, فإنهم يأتون بالسياط ويضربونها فى الحائط, قبل ضربهم بها, ليكون أشد تعذيباً لهم, فقبل أن يُعَذَّبوا تعذيباً جسدياً, فإنهم يُعذَّبون تعذيباً نفسياً, وبذلك يُجمَع عليهم العذابان. وكذلك فإن سماعهم عند وقوع العذاب زيادة فى تعذيبهم, لأنهم يصطرخون ويستغيثون, ولكن لا مجيب لدعائهم {قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ{106} رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ{107} قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} [المؤمنون:106-108] {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ} [فاطر:37] {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ} [الزخرف:77] كما أنهم يسمعون تلاعنهم وسَبّهم لبعضهم, فيزيد فى عذابهم النفسى مع عذابهم البدنى, كما عنهم: {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً} [العنكبوت:25] وقال: {هَذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لَا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ{59} قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَباً بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ} [ص:59-60] وغير ذلك من الآيات التى تحكى تلاعنهم, وسبّهم لبعضهم, والله أعلم.
الشبهة المائتان و واحد (201):
- يتناقض القرآن مع نفسه فيقول: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [القصص:76] ثم يقول: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس:58] فهل الله يحب الفرح أم لا يحبه؟
الرد:
- إن الآية الأولى جاءت فى معرِض الكلام عن قارون الكافر, الذى زاده ماله طغياناً وكِبراً {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ} [القصص:76] ولذلك قال له قومه: {لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ{76} وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص:76-77] فرد عليهم بقوله: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي} فكان جزاؤه أن خسف الله به الأرض {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ} [القصص:81] أما الآية الثانية فقد جاءت بعد قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} فهو ليس فرحاً بمتاع الدنيا الفانى, ولكنه فرح بآيات الله وطاعته ورضاه, وهو شعور بحلاوة الإيمان, كما قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : ((ثلاث مَن كُنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما, و أن يحب المرء لا يحبه إلا لله, وأن يكره أن يعود فى الكفر كما يكره أن يُلقَى فى النار)) [صحيح البخارى] وقد قالت الملائكة لأهل النار: {ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ} [غافر:75] أى أن الكفار كانوا يفرحون فى الدنيا بغير الحق, إذن فهناك فرح بحق, وهو ما جاء فى قوله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}, والله أعلم.

ان شاء الله
-
رقم العضوية : 4701
تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 744
- شكراً و أعجبني للمشاركة

- شكراً
- مرة 0
- مشكور
- مرة 0
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 0
التقييم : 11
البلد : مصر بعد 25 يناير
الاهتمام : الانترنت
معدل تقييم المستوى
: 15
الشبهة المائتان و اثنان (202):
- يقول القرآن عن عصا موسى: {فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى} [طه:20] ثم يقول: {فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ} [الشعراء:32] وهذا دليل على أن نبيكم هو الذى ألف القرآن, فمرة يقول {حَيَّةٌ} ثم ينسى ويقول {ثُعْبَانٌ}!
الرد:
- معلوم أن الحية أخطر وأشد فتكاً من الثعبان, فكان لابد لسيدنا موسى (على نبينا وعليه الصلاة والسلام) أن يتدرب قبل لقاء فرعون, حتى لا يُفاجَأ بالثعبان, فلا يثبت, ويجرى خوفاً منه أمام فرعون, فالله سبحانه وتعالى درَّبه على ما هو أشد من الثعبان, حتى يلقى فرعون ثابتاً, غير مضطرب ولا خائف, فمثلاً: هل يخاف مدرب الأسود من القطط؟ أم هل يخاف جندى الصاعقة من الكلاب؟ وهل نأتى برجال ليس عندهم خبرة بالأسلحة ولا بالحرب, ثم ندفع بهم إلى الصفوف الأمامية للقاء العدو؟ إنهم لابد أن يتدربوا على حمل السلاح, وعلى فنون القتال, ويُعَرَّضوا لظروف غاية فى القسوة, حتى إذا لقوا العدو يثبتون ولا يفرُّون. وقد ورد أن الثعبان ذهب تجاه فرعون فاغراً فاهُ, ففزع منه فرعون فزعاً شديداً, وقفز على سرير مُلكه, وبالَ على نفسه. كما أن كلمة {حَيَّةٌ} بمعنى ضد (ميّتة) إذ جعل الله الحياة تدبّ فى العصا بعد الجماد والموت واليَبَس. كما وإن الناس يطلقون على هذه الدابة عدة أسماء, مثل: ثعبان, حَنَش, أفعى, الرقطاء... إلخ, وبهذه المعانى والمترادفات يزول الشك إن شاء الله.
وبمناسبة الحيَّة نذكر بعض ما جاء بشأنها فى الكتاب المقدس:
فقال آدم المرأة التى جعلتَها معى هى أعطتنى من الشجرة فأكلتُ. فقال الرب الإله للمرأة ما هذا الذى فعلتِ. فقالت المرأة الحيَّة غرَّتنى فأكلتُ. فقال الرب الإله للحَيَّة لأنكِ فعلتِ هذا ملعونة أنتِ من جميع البهائم ومن جميع وحوش البريَّة. على بطنك تَسْعَيْن وتراباً تأكلين كل أيام حياتكِ. (تكوين3: 12-14) يتضح من هذا النَّص أن الله سبحانه وتعالى عاقب الحيَّة (بزعمهم) لأنها أغوَت السيدة حوّاء, بأن جعل التراب طعامها, فهل الحيَّة تأكل التراب؟ وحتى لا تظنوا أن هذا خاصٌّ بالحيَّة التى قالوا إنها أغوت السيدة حوّاء, يأتى النَّص التالى فيقول:
أما الحيَّة فالتراب طعامها. (إشعياء65: 25), والله أعلم.
الشبهة المائتان و ثلاثة (203):
- يقول القرآن: {تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ} [طه:22] ثم يقول: {وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ} [الشعراء:33] إن محمداً يتلاعب بالألفاظ, فمرة يقول: {تَخْرُجْ} ومرة يقول: {نَزَعَ} ويقول: {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ} [النمل:12] ثم يقول: {اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ} [القصص:32] فمرة يقول: {أَدْخِلْ} ومرة يقول: {اسْلُكْ}
الرد:
- الجيب فى اللغة هو الفتحة فى الثوب, مثل ما ورد فى قوله تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور:31] فكان سيدنا موسى - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - يضع يده من فتحة ثوبه, ويدخلها تحت إبطه ثم يخرجها, فتخرج ناصعة البياض من غير سوء, أى من غير مرض, كالبرص أو غيره, وعندما ذهب إلى فرعون ومَلَئِه, أدخلها ثم أخرجها, فقالوا ربما يكون قد وضع دهاناً تحت إبطه يدهنها به, أو أنه يستخدم الجن, ويتمتم له بكلمات, حتى يبيِّضها له, فنريد أن تدخلها ثم تخرجها بسرعة, فنزعها, لأن النزع أسرع من الخروج. فكلمة {أَدْخِلْ} تناسب كلمة {نَزَعَ يَدَهُ} لأن الاثنتين تعبِّران عن حركة سريعة, وتناسب أيضاً دخول اليد بسرعة, عندما يكون مرتدياً ملابس قليلة فى الحر, وأما كلمة {اسْلُكْ} فتناسب كلمة {تَخْرُجْ} لأن الاثنتين تدلان على الحركة فى بُطء, ويناسب أيضاً دخول اليد ببطء, عندما يكون مرتدياً ملابس كثيرة فى البرد, والله أعلم.
الشبهة المائتان و أربعة (204):
- يقول القرآن: {إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى{38} أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ} [طه:38-39] ويقول: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص:7] إن هذا تكرار لا فائدة فيه.
الرد:
- إن المتدبر لهاتين الآيتين, يدرك أنه ليس فيهما تكرار, فالآية التى فى سورة (القصص) تمهيدية, والتى فى سورة (طه) ختامية, كيف ذلك؟ الآية التى فى سورة (القصص) تذكر بداية الأمر لأم سيدنا موسى - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - أن تضعه فى التابوت, ثم تلقى التابوت فى البحر, لأن فرعون كان قد أمر بذبح الذكور من مواليد بنى إسرائيل, بسبب الرؤيا التى رآها, وأوَّلَها له أحد جلسائه بأن نهاية ملكه ستكون على يد واحد من بنى إسرائيل, ثم بعد فترة أشارت عليه بطانته أن يذبح مواليد عام ويترك ذلك عاماً, لأنه سيأتى عليهم وقت لا يجدون من يخدمهم, وكان أن وُلِدَ سيدنا هارون - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - فى عام العفو عن الذبح, أما سيدنا موسى فقد ولد فى عام الذبح, والله عز وجل لا يحتاج أن يحتال على فرعون فيجعل ولادة سيدنا موسى فى عام الأمان, فإنه العزيز الذى لا يُغلب, القهار الذى لا يُقهَر, فقد قدَّر سبحانه وتعالى - ليس فقط - أن يولد سيدنا موسى فى عام الذبح, بل وأن يُرَبَّى فى بيت فرعون نفسه {وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} [يوسف:21] وعندما وُلِدَ أحبته أمه حباً جَمّاً, وخافت عليه خوفاً شديداً, فوفقها الله عز وجل لفكرة أن ترضعه, ثم تضعه فى صندوق صغير, وتربطه بحبل, وتثبت طرفه بوتد, ثم تلقيه فى البحر إذا شعرت بقرب مجىء جنود فرعون, فإذا انصرفوا وشعرت بالأمان, شدت الحبل المربوط فى الصندوق, وأعادت ولدها إليها, ولكنها فى يوم من الأيام نسيت (بقَدَر الله) أن تثبت الحبل فى الوتد, ربما لشدة خوفها من مباغتة الجنود لها, فجرفته المياه, إلى أن وصل بالقرب من بيت فرعون... إلى نهاية القصة المعروفة, فهذا المعنى هو الذى ذُكِرَ فى سورة (طه) ولذلك قلنا إنها ختامية. وقد قال العلماء: إن الآية التى فى سورة (القصص) بها أمران, ونهيان, وبشارتان, فأما الأمران فهما {أَرْضِعِيهِ} و{فَأَلْقِيهِ} وأما النهيان فهما {لَا تَخَافِي} و{لَا تَحْزَنِي} وأما البشارتان فهما {إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ} و{جَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}, والله أعلم.

ان شاء الله
-
رقم العضوية : 4701
تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 744
- شكراً و أعجبني للمشاركة

- شكراً
- مرة 0
- مشكور
- مرة 0
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 0
التقييم : 11
البلد : مصر بعد 25 يناير
الاهتمام : الانترنت
معدل تقييم المستوى
: 15
الشبهة المائتان و خمسة (205):
- يقول القرآن: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء:105] وأنتم تقولون إن الذِّكر هو القرآن, بدليل قوله: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9] معنى هذا أن محمداً نسى أن الذكر نزل بعد الزبور.
الرد:
- من قال إن {الذِّكْرَ} خاص بالقرآن؟ إن كل ما أُنزِل من عند الله ذِكْر, فعلى سبيل المثال {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْراً لِّلْمُتَّقِينَ} [الأنبياء:48] {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [الأنبياء:7] فمعنى {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ} أى من بعد التوراة, وليس من بعد القرآن. وهنا ربما يتساءل أحد ويقول: طالما أنكم تقولون إن كلمة {الذِّكْرَ} ليست خاصة بالقرآن, بل هى لكل ما أنزله الله, فمعنى هذا أن قوله: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} ليست خاصة بالقرآن, ولكنها تعنى جميع الكتب المنزلة من عند الله, وبناءً على ذلك تكون التوراة والإنجيل غير محرفتين كما تزعمون. فنقول وبالله التوفيق: إن الآية الكريمة التى ذكرتموها هى للقرآن خاصة دون غيره من الكتب, وهذا له أكثر من دليل, أولاً: إن الآية ذُكِرَت فى سياق الكلام عن القرآن, فقد وردت بعد ذكر الآيات التى تحكى قول الكفار لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -: {وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ{6} لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [الحجر:6-7] ثانياً: إن الله عز وجل ذكر أن الكتب السابقة تم تحريفها, لأنه لم يتكفل بحفظها, ولكنه وكَّلها لأهلها {بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ} [المائدة:44]
وقد جاء فى الكتاب المقدس أن المسيح - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - قال:
إن كنتُ أشهدُ لنفسى فشهادتى ليست حقاً. (يوحنا5: 31) ثم ناقض نفسه فقال:
أجاب يسوع وقال لهم وإن كنتُ أشهدُ لنفسى فشهادتى حق لأنى أعلم من أين أتيتُ وإلى أين أذهب. وأما أنتم فلا تعلمون من أين آتى ولا إلى أين أذهب. (يوحنا8: 14) فكيف يقول إن شهادته لنفسه حق, ثم يقول إنها ليست حقاً؟, والله أعلم.
الشبهة المائتان و ستة (206):
- يقول القرآن: {وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} [الحج:47] ويقول: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} [السجدة:5] بينما يقول: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج:4] فما هذه الاختلافات الزمنية؟
الرد:
- الآية التى فى سورة (الحج) تتوافق مع الآية التى فى سورة (السجدة) فى كلمتَىْ {مِّمَّا تَعُدُّونَ} أما الآية التى فى سورة (المعارج) فلم يُذكَر فيها {مِّمَّا تَعُدُّونَ} فربما كان التقدير بشىء آخر يعلمه الله, وخصوصاً أنها تتكلم عن يوم القيامة, بخلاف الآيتين الأخريين, وذلك مفهوم من سياق الآيات قبلها وبعدها, فمن المعلوم أن الزمن عند الناس يقاس إما بدوران القمر حول الأرض, وهذا هو التقويم الهجرى القمرى, وإما بدوران الأرض حول الشمس, وهو التقويم الميلادى الشمسى, ونحن نعلم أن هناك فرقاً بينهما بمقدار سنة كل ثلاثة وثلاثين سنة, بمعنى أن كل ثلاثة وثلاثين سنة شمسية, يقابلها أربعة وثلاثون سنة قمرية, وهذا الاختلاف بينهما بسبب الاختلاف فى حسابهما, والكواكب الأخرى تختلف فى سرعاتها, وفى زمن دورانها حول نفسها وحول الشمس, وهذا يترتب عليه اختلاف فى مقدار أيامها, فمثلاً: اليوم على كوكب المشترى بمقدار30 يوماً من أيامنا, بينما على الأرض 24 ساعة, وعلى القمر 18 ساعة, لأنه كلما قلَّ حجم الكوكب زادت سرعته, فليس شرطاً أن يكون قياس اليوم الذى ذكر فى سورة (المعارج) هو قياس اليومين الآخرين نفسه, وخاصة أنه - كما قلنا - لم يذكر فيها {مِّمَّا تَعُدُّونَ}
وهناك شىء آخر: وهو أن آية سورة (السجدة) تتحدث عن تدبير أمر الله من السماء إلى الأرض, ثم عروجه إليه, أما آية سورة (المعارج) فتتحدث عن عروج الملائكة والروح, فهناك إذن فرق بين الآيتين, والله أعلم.
الشبهة المائتان و سبعة (207):
- يقول القرآن: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ} [المؤمنون:101] ويقول: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ} [الصافات:27] إن هذا هو التناقض بعينه.
الرد:
- قال ابن عباس - رضى الله عنهما - إن الآية الأولى خاصة بنفخة الفزع, وهى النفخة الأولى, فهناك ثلاث نفخات: الأولى هى نفخة الفزع التى تأتى على الأحياء فى حينها, ففى هذه النفخة يفزع الناس فزعاً شديداً فلا يتساءلون, ثم تليها النفخة الثانية وهى نفخة الصعق التى يموت فيها كل الأحياء, ثم تليها نفخة القيام من القبور للبعث والنشور, وبعد هذه النفخة يتساءلون, ولكن عن ماذا يتساءلون؟ يتساءلون عن من يشفع لهم عند ربهم, مثل ما جاء فى قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} [الأعراف:53] ويتساءلون لإلقاء اللوم على بعضهم, كالآية المذكورة فى سورة (الصافات) وغيرها. قد يقول قائل: كيف تقولون إن الآية التى فى سورة (المؤمنون) خاصة بنفخة الفزع, فى حين أن الآية التى تليها تقول: {فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{102} وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} وهل يكون هذا إلا بعد القيام من القبور؟ فنقول وبالله التوفيق: هذا ترتيب لوقوع الأحداث, ولا يشترط أن يكون توالى الأحداث فى الزمن نفسه, والشاهد على ذلك قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُواْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ} [الأعراف:37] فهذا واضح أنه عند خروج أرواحهم, أى عند موتهم, ثم تأتى الآية التى تليها فتقول: {قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا} فهل هذا فى الدنيا عند قبض أرواحهم؟ أم أنه يوم القيامة؟ إنه يوم القيامة, ولكنه ترتيب لوقوع الأحداث, والله أعلم.

ان شاء الله
-
رقم العضوية : 4701
تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 744
- شكراً و أعجبني للمشاركة

- شكراً
- مرة 0
- مشكور
- مرة 0
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 0
التقييم : 11
البلد : مصر بعد 25 يناير
الاهتمام : الانترنت
معدل تقييم المستوى
: 15
الشبهة المائتان و ثمانية (208):
- يقول القرآن لموسى: {وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ} [النمل:10] أى أنه جرى خوفاً منها, ثم يقول له فى الآية نفسها: {يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ} كيف ينفى الخوف عن المرسلين, فى حين أنه قال عن موسى إنه خاف؟
الرد:
- الآية التى بعدها توضحها, وهى: {إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} أى أن الذى ظلم هو الذى يخاف, إلا الذى بدَّل حسناً بعد سوء. وهنا يُطرَح سؤال: وهل موسى ظلم؟ فنقول: نعم.. إنه ظلم عندما قتل المصرى, رغم أنه لم يقتله عمداً, بل ضربه فقط, ولكن قدَّر الله أن تكون هذه الضربة سبباً لموته, وهو ما نسميه القتل الخطأ {فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ} [القصص:15] ثم تاب إلى ربه واستغفر {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}, والله أعلم.
الشبهة المائتان و تسعة (209):
- كيف يقول القرآن: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص:56]ثم يقول: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى:52] فكيف ينفى عن نبيكم الهداية, ثم يثبتها له؟
الرد:
- لقد ذكرنا فى الرد على الشبهة رقم (285) أن الهداية نوعان: هداية دلالة, وهداية معونة, فإن الله عز وجل أثبت للرسول - صلى الله عليه وسلم - هداية الدلالة, لأنه دعا الناس إلى الإيمان بالله, وبين لهم الرُّشد من الغَىّ, أما هداية القلوب التى نسميها (هداية المعونة) فلا يقدر عليها إلا الله سبحانه وتعالى.
وقد جاء فى الكتاب المقدس تناقض بين كون التوراة كتبها الله جل وعلا على الألواح, وأن سيدنا موسى - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - هو الذى كتبها:
ثم قال الرب لموسى انحتْ لك لوحين من حجر مثل الأوَّلَين. فأكتبُ أنا على اللوحين الكلمات التى كانت على اللوحين الأوَّلَين اللذَين كسرتَهما. (خروج34: 1)
فى ذلك الوقت قال لى الرب انحتْ لك لوحين من حجر مثل الأوَّلَين واصعد إلىَّ إلى الجبل واصنع لك تابوتاً من خشب. فأكتبُ على اللوحين الكلمات التى كانت على اللوحين الأوَّلَين اللذَين كسرتَهما وتضعهما فى التابوت. فصنعتُ تابوتاً من خشب السنط ونحتُّ لوحين من حجر مثل الأوَّلَين وصعدت إلى الجبل واللوحان فى يدى. فكتبَ على اللوحين مثل الكتابة الأولى الكلمات العشر التى كلمكم بها الرب فى الجبل من وسط النار فى يوم الاجتماع وأعطانى الرب إياها. (تثنية10: 1-4)
واللوحان هما صنعة الله والكتابة كتابة الله منقوشة على اللوحين. (خروج32: 16)
إن معنى ما جاء فى هذه النصوص, أن الله سبحانه وتعالى هو الذى كتب التوراة على الألواح بنفسه, ثم تأتى الفقرة التالية فتقرر أن سيدنا موسى هو الذى كتبها:
وقال الرب لموسى اكتب لنفسك هذه الكلمات. لأننى بحسب هذه الكلمات قطعتُ عهداً معك ومع إسرائيل. (خروج34: 27) فكيف نفهم هذا التناقض؟, والله أعلم.
الشبهة المائتان و عشرة (210):
- يقول القرآن: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [العنكبوت:12] ثم يناقض نفسه فى الآية التى بعدها ويقول: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ}
الرد:
- إن الآية الأولى التى وردت فى السؤال, تكذب الكافرين فى دعواهم بأنهم سيحملون أوزار المؤمنين إذا أطاعوهم وكفروا, فهى تكذيب لهم, وتحذير للمؤمنين من أنهم لو أطاعوهم وكفروا فسوف يعذبون, ولن يغنى الكفار عنهم شيئاً من عذاب الله, بل لهم عذابهم كامل, بمعنى أن الكفار لن يعذبوا بدلاً منهم. أما الآية الثانية فهى تثبت أن الكافرين سيتحملون وزر إضلالهم لغيرهم, أى أنهم لن يتحملوه عنهم, بل سيتحملوا مثله, من غير أن ينقص من أوزار الذين اتبعوهم شيئاً, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أيما داعٍ دعا إلى ضلالة فاتُّبِعَ فإن عليه مثل أوزار من اتبعه, ولا ينقص من أوزارهم شيئاً, وأيما داع دعا إلى هدى فاتُّبِعَ فإن له مثل أجور من اتبعه, ولا ينقص من أجورهم شيئاً)) [صحيح الجامع:2712]
وقد جاء فى كتابكم المقدس أن الجيل الثالث والرابع والعاشر يتحملون خطايا آبائهم, وفى مواضع أخرى لا يتحملونها, وإليكم هذه النصوص المتناقضة:
لا تسجد لهن ولا تعبدهن. لأنى أنا الرب إلهك إله غيور أفتقد ذنوب الآباء فى الأبناء فى الجيل الثالث والرابع من مُبغِضى. (خروج20: 5) لا يدخل ابن زنى فى جماعة الرب. حتى الجيل العاشر لا يدخل منه أحد فى جماعة الرب. (تثنية23: 2)
وأنتم تقولون لماذا لا يحمل الابن من إثم الأب. أما الابن فقد فعل حقاً وعدلاً حفظ جميع فرائضى وعمل بها فحياة يحيا. النفس التى تخطئ هى تموت. الابن لا يحمل من إثم الأب والأب لا يحمل من إثم الابن. بِر البارّ عليه يكون وشَرّ الشرّير عليه يكون. (حزقيال18: 19-20), والله أعلم.

ان شاء الله
-
رقم العضوية : 4701
تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 744
- شكراً و أعجبني للمشاركة

- شكراً
- مرة 0
- مشكور
- مرة 0
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 0
التقييم : 11
البلد : مصر بعد 25 يناير
الاهتمام : الانترنت
معدل تقييم المستوى
: 15
الشبهة المائتان و إحدى عشر (211):
- يقول القرآن: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} [الصافات:24] ثم يقول: {فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ} [الرحمن:39] أليس هذا هو التناقض بعينه؟
الرد:
- هناك سؤال توبيخى وسؤال استعلامى, فأما السؤال الاستعلامى فلا يعرف السائل إجابته, كسؤال التلميذ لمدرِّسِهِ, وهذا مُحال على الله سبحانه وتعالى, أما السؤال التوبيخى, فمثل سؤال الأب لابنه إذا رسب فى الامتحان: ألم أُلَبِّ كل رغباتك؟ ألم أشترِ لك كل ما طلبته من كتب وكراسات وغيره؟ ألم أحضر لك المدرسين؟ ألم أهيئ لك الجو المناسب للمذاكرة؟... إلخ, فهل الأب حين يسأل ابنه يريد إجابة, أم أنه يوبخه؟ فالسؤال الذى فى سورة (الصافات) سؤال توبيخى كالذى فى سور كثيرة, مثل: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا} [الأنعام:130] {أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنتُمْ لَا تُبْصِرُونَ} [الطور:15] وذلك حين يرى الكفار نار جهنم وقد كانوا بها كافرين, ولكن هل قال لهم: لِمَ كفرتم أو لِمَ أشركتم؟ لا- لأنهم لن يُسمَح لهم بالاعتذار. قد يقول قائل: إن القرآن أثبت للكافرين الاعتذار فى أكثر من موضع, مثل: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ} [السجدة:12] {قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ{106} رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} [المؤمنون:106-107] فنقول له: متى حدث هذا الاعتذار؟ لقد حدث عند وقوع العذاب بهم, وهذا لا ينجيهم, كما : {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ{10} فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك:10-11] أما الاعتذار الذى حُرموا منه, فهو الاعتذار الذى يُرجَى قبوله, فمثلاً - {وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى} - إذا سأل القاضى مجرماً عن شىء فعله, فإنه يدافع عن نفسه, ويُبدى أعذاره فى ارتكاب التهمة الموجَّهة إليه, وربما أحضر من يشهد له ويدافع عنه, ثم ينظر القاضى فى هذه الأعذار الدافعة لتلك الجريمة, وربما خفف عنه الحكم بسبب هذه الأعذار, ولكن هذا فى حق البشر, لأنهم لا يعلمون ما خفى عنهم, أما الله عز وجل, الذى يعلم ما فى السماوات والأرض, ويعلم السر وأخفى, فلا يحتاج لسؤالهم ليعلم عذرهم {وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [يونس:61] ولذلك فلن يسمح لهم بالاعتذار {وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} [المرسلات:36], والله أعلم.
الشبهة المائتان و إثنى عشر (212):
- يقول محمد عن أهل النار: {رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ} [غافر:11] ثم نسى وقال عن أهل الجنة: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [الدخان:56] فهل هى موتة واحدة, أم اثنتان؟ وكيف يذوق أهل الجنة وأهل النار الموت, مع أن نبيكم قال إنهم لا يموتون؟
الرد:
- الذوْق لا يكون إلا للحىّ, فلو وضعنا - مثلاً - ملعقة عسل فى فم ميت.. هل يذوقها؟ فالموتة التى نعرفها, يذوقها المؤمن والكافر مرة واحدة فى الدنيا, أما كونهما موتتين, فقد رد القرآن على ذلك بقوله: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة:28] فهذا باعتبار أن العدم قبل مجيئنا كان موتاً, فإننا كنا مُقدَّرين فى علم الله جل وعلا, ولكن لم يكن أُذِنَ لنا بَعْدُ بالمجىء إلى الدنيا, ولكن هذا الموت ليس فيه ذوْق, فلم يذكر الله عز وجل أننا ذقنا موتتين, ولكن خص الذوق بالموتة الثانية. أمّا قول الله جل وعلا عن أهل الجنة: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} فنقول وبالله التوفيق: إن المؤمن يُبَشَّر عند موته برضا الله سبحانه وتعالى, ويرى مقعده من الجنة, فكأنه قد مات فيها, : {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت:30] أمّا الجنة والنار فليس فيهما موت, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يؤتى بالموت كأنه كبش أملح, حتى يوقف على السور بين الجنة والنار, فيقال: يا أهل الجنة! فيَشرَئبُّون, ويقال: يا أهل النار! فيشرئبون, فيقال: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم هذا الموت, فيُضجع ويُذبح, فلولا أن الله قضى لأهل الجنة الحياة والبقاء لماتوا فرحاً, ولولا أن الله قضى لأهل النار الحياة فيها لماتوا تَرَحاً)) [صحيح الجامع:7998], والله أعلم.
الشبهة المائتان و ثلاثة عشر (213):
- إن جميع الآيات التى تعرضت لخلق السموات والأرض, ذكرت أنهم خُلِقوا فى ستة أيام, ثم نفاجأ أن سورة (فصلت) خالفت القرآن كله, فقالت إنهم ثمانية أيام.
الرد:
- ليس هناك أى تناقض على الإطلاق, فالثمانية هم الستة.. كيف؟! لنذكر معاً تلك الآيات الكريمات: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ{9} وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ{10} ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ{11} فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [فصلت:9-12] إن اليومين الأولين من خلق الأرض داخلان فى الأربعة التى تليها, أى أن الأرض خُلِقَت فى يومين, وجُعِلت فيها الرواسى, وبورِك فيها فى أربعة أيام شاملة لخلقها فى يومين, فيكون المجموع أربعة, ولنذكر مثلاً ضَرَبَهُ الشيخ الشعراوى رحمه الله - {وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى} - لو أنك سافرت إلى الإسكندرية ومررت بطنطا, فقلت: لقد سافرت إلى طنطا فى ساعتين وإلى الإسكندرية فى أربع ساعات, فهل الساعتان اللتان وصلت فيهما إلى طنطا منفصلتان عن الأربع ساعات التى وصلت فيها إلى الإسكندرية, أم أنهما داخلتان فيها؟
ونود أن نسألكم: كم عدد الأيام التى قضاها المسيح - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - فى قبره حسب زعمكم؟ فها هو كتابكم المقدس يقول:
حينئذ أجاب قوم من الكتبة والفريسيين قائلين يا معلِّم نريد أن نرى منك آية. فأجاب وقال لهم جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تُعطَى له آية إلا آية يونان النبى. لأنه كما كان يونان فى بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الإنسان فى قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال. (متى12: 38-40) إن هذا الكلام لا يلتبس فهمه على أحد, وهو أنه سيبقى فى قبره ثلاثة أيام بلياليها, وقد تكرر هذا كثيراً فى الأناجيل, مثل (مرقس8: 31) (مرقس9: 31) (مرقس10: 34) ثم تأتى نصوص أخرى تناقض هذا, فتقول:
ولما كان المساء إذ كان الاستعداد. أى ما قبل السبت. جاء يوسف الذى من الرّامة مُشيرٌ شريفٌ وكان هو أيضاً منتظراً ملكوت الله فتجاسر ودخل إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع. فتعجب بيلاطس أنه مات كذا سريعاً فدعا قائد المئة وسأله هل له زمان قد مات. ولما عرف من قائد المئة وهب الجسد ليوسف. فاشترى كتاناً فأنزله وكفنه بالكتان ووضعه فى قبر كان منحوتاً فى صخرة ودحرج حجراً على باب القبر. (مرقس15: 42-46) يتضح من هذا النَّص أنه دُفِن ليلة السبت, وهو معنى (ولما كان المساء.. أى ما قبل السبت) ثم اكتشف تلاميذه أن قبره كان خالياً فى الساعات الأولى من يوم الأحد:
وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر. وإذا زلزلة عظيمة حدثت. لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه. وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج. فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كأموات. فأجاب الملاك وقال للمرأتين لا تخافا أنتما. فإنى أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب. ليس هو ههنا لأنه قام كما قال. هلمَّا انظرا الموضع الذى كان الرب مضطجعاً فيه. (متى28: 1-6)
مما سبق يتضح - وبحساب بسيط - أنه لم يمكث فى قبره ثلاثة أيام وثلاث ليال كما قال, بل مكث - على أحسن الفروض - يوماً واحداً.. وهو يوم السبت, وليلتين.. وهما ليلة السبت وليلة الأحد, والله أعلم.

ان شاء الله
-
رقم العضوية : 4701
تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 744
- شكراً و أعجبني للمشاركة

- شكراً
- مرة 0
- مشكور
- مرة 0
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 0
التقييم : 11
البلد : مصر بعد 25 يناير
الاهتمام : الانترنت
معدل تقييم المستوى
: 15
الشبهة المائتان و أربعة عشر (214):
- يصف القرآن الجبال تارة بأنها أوتاد, وتارة بأنها رواسى, وتارة أخرى بأن بها الأقوات, على تفسير بعض علمائكم للآية: {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} [فصلت:10]
الرد:
- إن المعانى كلها صحيحة.. كيف ذلك؟ قال الشيخ الشعراوى (رحمه الله) ما معناه: إن الوتد هو شىء يُدَق فى الأرض ليثبِّت شيئاً, كخيمة - مثلاً - بحيث يكون الجزء الأسفل المختفى فى الأرض أكبر من الظاهر, وهذا ما أثبته العلم الحديث, أن الجبال لها جذور فى الأرض, طولها أضعاف الجزء الظاهر منها, وهذا معنى الوتد, وقد خلقها الله عز وجل بهذه الصورة لتثبت الأرض, كما تُثبَّت الألواح الخشبية مع بعضها بالمسامير, فلولاها لحدثت انزلاقات رهيبة للقشرة الأرضية, ولمادَت الأرض بمن عليها, لأن القشرة الأرضية مكونة من صفائح, يسمونها (الصفائح التكتونية) وهنا سؤال: لماذا تميد الأرض وتضطرب بغير الجبال؟ والجواب أن هذا يدل على دوران الأرض, فلو كانت ثابتة فى مكانها لَمَا اضطربت, ولكن الاضطراب والانزلاقات تنتج عن سيرها بسرعة رهيبة ليل نهار فى دورانها حول نفسها وحول الشمس, فسبحان الله العلى العظيم. أما الرواسى فما معناها؟ الراسى يقال عادة على الشىء الراسى على سطح مائع كالماء, فيقال رست السفينة, ويقال على (مَرسَى) أى المكان الذى ترسو فيه السفن, كمرسى مطروح. فما علاقة هذا بما نقول؟ معلوم أن فى باطن الأرض أسفل القشرة الأرضية معادن منصهرة فى حالة من السيولة, والجبال - كما ذكرنا - جذورها ممتدة لمئات الكيلومترات, فكأنها ترسو على سائل, وهو المعادن المنصهرة فى باطن الأرض.
والضمير فى قوله تعالى: {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} عائد على الأرض (كما قال علماء السلف رحمهم الله) أو على الجبال (كما قال الشيخ الشعراوى رحمه الله) ولا تناقض فى ذلك, فالجبال من الأرض. ولكن كيف تكون الأقوات فى الجبال؟ قال رحمه الله: معلوم أن الجبال لها قاعدة وقمة, وقاعدتها أكبر من قمتها, وعلى العكس من ذلك, تجد الوديان قاعدتها أصغر من قمتها. ماذا نستفيد من هذا؟ نقول وبالله التوفيق: إن الجبال معرضة لعوامل التعرية, من رياح ومطر وغيرها, فتتآكل من قمتها, ويحدث بها تشققات, فأين يذهب ما تآكل منها؟ يذهب إلى الوادى فيوسعه. فما فائدة ذلك؟ فائدته أن الذى ينزل مع المطر من قمم الجبال, ومن داخل التشققات, يتفتت أثناء نزوله لاحتكاكه بالجبل, فينزل على الأرض على هيئة (غِرْيَن) أى طمى, وهو أعلى وأرقى أنواع السماد للتربة الأرضية, فلا يضاهيه أى سِماد, وكلما حدث هذا التفتُّت من الجبال, ونزل إلى الوديان والسهول, كلما اتسعت الرقعة الزراعية فى الوادى, لتتناسب مع تزايد البشر, فسبحان من {أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه:50] ربما يقول قائل: لو أن الجبال تتآكل بعوامل التعرية لفنيت هذه الجبال. فيجيب الشعراوى (رحمه الله) بقوله: إن الجبل كلما تآكل خفَّ وزنه, وقد ذكرنا أن أسفل الجبال صُهَارة سائلة, فهى تدفع الجبل لأعلى, فتعوض ما نقص منه, والله أعلم.
الشبهة المائتان و خمسة عشر (215):
- يقول القرآن عن ناقة صالح: {فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ} [القمر:29] ثم يقول: {فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا} [الشمس:14] فمرة يقول إن القاتل واحد, ومرة يقول إنهم جماعة, فمن القاتل؟
الرد:
- إن السكوت على الظلم مشاركة فيه, فمثلاً: عندما يقوم بعض الرجال بتقييد رجل ليذبحه أحدهم, أليسوا كلهم مشاركين فى قتله؟ فإن قلت إن القاتل فلان, وأنت تقصد الذى ذبحه, لكنت صادقاً, وإن قلت إنهم قتلوه, وأنت تقصد الذى ذبحه والذين أعانوه, لكنت صادقاً أيضاً, فالذى عقر ناقة سيدنا صالح - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - رجل واحد, وعندما ذهب ليعقرها, كان معه ثمانية يشجعونه, فلما رأوه خائفاً منها (لأنها كانت ضخمة) قالوا له: اشرب خمراً حتى تتجرأ على قتلها, فشربها {فَتَعَاطَى فَعَقَرَ} وجميع القرية كانت تعلم أن هؤلاء التسعة نفر ذاهبون لقتلها, فلم يُبَلِّغوا سيدنا صالحاً, بل رضوا بفعلهم, فكان تواطؤهم على ذبحها كأنهم شاركوا الذى ذبحها, وهو (قدّار بن سالف) لعنة الله عليه.
ثم إنه من الغريب أن تتعجبوا من الاختلاف الظاهر - فى ظنكم - فى عدد مَن قتل الناقة, ولا تتعجبوا من الاختلاف البَيِّن فى أسماء تلاميذ معبودكم؟ فهذا إنجيل (متى) يقول:
ثم دعا تلاميذه الاثنى عشر وأعطاهم سلطاناً على أرواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف. أما أسماء الاثنى عشر رسولاً فهى هذه. الأول سمعان الذى يقال له بطرس وأندراوس أخوه. يعقوب بن زبدى ويوحنا أخوه. فيلبس وبرثولماوس. توما ومتَّى العشار. يعقوب بن حلفى ولبّاوس الملقَّب تدّاوس. سمعان القانوى ويهوذا الإسخريوطى الذى أسلمه (متى10: 1-4)
ثم يأتى إنجيل (لوقا) فيقول: ولما كان النهار دعا تلاميذه واختار منهم اثنى عشر الذين سماهم أيضاً رسلاً. سمعان الذى سماه أيضاً بطرس واندراوس أخاه. يعقوب ويوحنا. فيلبس وبرثولماوس. متَّى وتوما. يعقوب بن حلفى وسمعان الذى يُدعَى الغيور. يهوذا أخا يعقوب ويهوذا الإسخريوطى الذى صار مُسَلِّماً أيضاً (لوقا6: 13-16)
نلاحظ أنه ذكر فى النَّص الأول (لبّاوُس الملقَّب تدّاوُس) ولم يذكره فى النَّص الثانى, فى حين أنه ذكر (يهوذا أخا يعقوب) فى النَّص الثانى ولم يذكره فى الأول, فهل أسماء الرسل تُنسَى؟ إن أسماء الصحابة - رضوان الله عليهم -وأنسابهم معروفة, وهم حوالى مائة ألف أو يزيدون, فكيف بأسماء اثنى عشر رسولاً؟ وكيف يَعُدُّ (يهوذا الإسخريوطى) منهم, وقد خانه وسلَّمه لليهود بزعمكم؟, والله أعلم.
الشبهة المائتان و ستة عشر (216):
- يذكر القرآن الجنة مرة بصيغة المفرد, مثل: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ} [يس:55] ومرة بصيغة المثنى, مثل: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن:46] ومرة بصيغة الجمع, مثل: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ} [القمر:54] فهل هى جنة, أم جنتان, أم أكثر؟
الرد:
- الجنة حين تأتى بصيغة المفرد, فهى تعبِّر عن مجموع الجنات, فمثلاً: لو أن هناك بلداً, أو قرية سياحية, غنية بالأنهار والحدائق والبساتين (جنات) وأراد أحد أن يصفها فماذا يقول؟ لو قال إنها جنة, لكان صادقاً, لأنه يصف القرية كلها وصفاً مجملاً, ولو قال إنها جنات, لكان صادقاً أيضاً, لأنها تحتوى على بساتين مختلفة عن بعضها البعض, ولو أراد وصف حال ناس معيَّنين, عن يمينهم بستان, وعن شمالهم بستان, فقال إنهم يسكنون فى جنتين, لكان صادقاً أيضاً, فكذلك المؤمن الذى يدخل الجنة, عندما ينظر عن يمينه يجد جنة, وعن شماله يجد جنة, وإذا تجول فى الجنة وجد جنات, فهى جنة وجنتان وجنات, كما أن المؤمن يرث مقعد الكافر فى الجنة, فيكون له بذلك جنتان. وهناك قضية مشابهة وردت فى القرآن الكريم على لسان فرعون, وهى قوله: {وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي} [الزخرف:51] مُشيراً إلى فروع وترع وقنوات من نهر النيل, وسماها أنهاراً, مع أنها تتفرع من نهر واحد, والله أعلم.

-
رقم العضوية : 4701
تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 744
- شكراً و أعجبني للمشاركة

- شكراً
- مرة 0
- مشكور
- مرة 0
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 0
التقييم : 11
البلد : مصر بعد 25 يناير
الاهتمام : الانترنت
معدل تقييم المستوى
: 15
الشبهة المائتان و عشرون (220):
- يقول القرآن: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ} [الملك:5] و{إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ{6} وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ} [الصافات:6-7] ثم يقول: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً{8} وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً} [الجن:8-9] الآيتان الأولى والثانية معناهما أن السماء كانت محفوظة, وأن الشياطين كانت تُرجَم قبل بعثة محمد, ثم ناقض نفسه وقال فى سورة (الجن) إن رجمهم كان لأجل بعثته؟
الرد:
- بفهم بسيط لآية سورة (الجن) يُعرف معناها, ولكنه الطمس على القلوب, والعياذ بالله. فماذا قالت الآية؟ هل قالت (فوجدنا بها حرساً شديداً وشهباً)؟ أم قالت: {فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ}؟ إن ملء الشىء لا يعنى كونه فارغاً, فمثلاً: لو أحضرت لك زوجتك كوباً من العصير, فقلت لها: أريده مملوءاً, فهل هذا يعنى أنه كان فارغاً؟ أم أنه كان به بعض العصير, ولكنك تريده مملوءاً؟ ومثال آخر: لو أنا تعودنا على وجود حرس بمنطقة معينة لأهميتها, ولكنا فوجئنا فى يوم من الأيام أن عدد الحرس قد زاد زيادة رهيبة, مع وجود أسلحة ومعدات لم تكن من قبل, فقلنا إن المكان مُلِئَ بالحرس, أليس هذا يعنى أنهم كانوا موجودين, ولكن بعدد أقل؟, والله أعلم.
الشبهة المائتان واحد و عشرون (221):
- يقول القرآن: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ} [الملك:5] فكَوْن النجوم زينة يقتضى بقاءها, وكونها رجوماً للشياطين يقتضى زوالها, فكيف نجمع بين المعنيين؟
الرد:
- لو قلتَ إنك ضربت أحداً بالمسدس, أتكون ضربته بالمسدس نفسه, أم بالرصاص الخارج منه؟ أو كما يقال: لقد ضربنا العدو بالمدفعية الثقيلة, أنكون قد ضربناهم بالمدافع نفسها؟ أم بالدانات الخارجة منها؟ فكلمة {رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ} معناها أنها مصدر الرجم بألسنة اللهب, والشهب, والنيازك الخارجة منها, وليس بذاتها, وكأنها قاذفة صواريخ, فإن خروج ألسنة اللهب من النجوم لا يفنيها, والشمس مثال لذلك, فهى ترمى بألسنة اللهب منذ ملايين السنين, وما زالت كما هى لم تتغير, ولم تتبدل, بقدرة العلى القدير سبحانه وتعالى, والله أعلم.
الشبهة المائتان اثنان و عشرون (222):
- ذكرت آيات كثيرة أن النار خُلِقَت للكفار, وآيات أخرى توعدت عُصاة الموحدين بالنار, فكيف تكون خلقت للكفار, ثم يدخلها الموحدون؟ وما فائدة التوحيد إذن؟ وما دليلكم على أنهم سيخرجون منها, ولا يخلدون فيها؟
الرد:
- إن أصحاب الكبائر من المسلمين أمرهم موكول إلى الله عز وجل, إن شاء غفر لهم, وإن شاء عذبهم, وليس معنى أن النار {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} أنه لا يدخلها غيرهم, وإلا- لتمادى عُصاة الموحدين فى عصيانهم (كشاربى الخمر, والمرابين, والزُّناة, وغيرهم) توكُّلاً على توحيدهم, إن هذا لا يقوله عاقل, مخاطباً عباده المؤمنين: {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً} [النساء:123] فالنار فى الأصل {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة:24] وهم أهلها المخلدون فيها, أما عصاة الموحدين - إن لم يغفر الله لهم - فسيدخلونها على قدر ذنوبهم, ثم يخرجون منها, فهى للكافرين دار مؤبَّدة, ولبعض الموحدين دار مؤقَّتة, وهذه هى فائدة التوحيد, والدليل على ذلك قوله جل وعلا: {رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ} [الحجر:2] قال العلماء فى تفسيرها: إن أهل النار عندما يجدون أهل التوحيد يعذبون معهم فى النار يقولون لهم: هاأنتم تعذبون معنا وما نفعتكم (لا إله إلا الله) التى كنتم تقولونها, فعندها يغضب الله سبحانه وتعالى, ويأمر بإخراجهم من النار. والدليل من السنَّة المطهرة, قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وكان فى قلبه من الخير ما يزن شعيرة, ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان فى قلبه من الخير ما يزن بُرَّة, ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان فى قلبه من الخير ما يزن ذرَّة)) [صحيح مسلم] والأدلة على دخول عصاة المسلمين النارَ كثيرة, منها ما سبق, ومنها مثلاً: عقوبة آكلى الربا {فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة:275] و{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{130} وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [آل عمران:130-131] وعقوبة قذف المحصنات {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور:23] وعقوبة أكل مال اليتيم ظلماً {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً} [النساء:10] وغير ذلك من الأدلة من الكتاب والسنة. : {وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [آل عمران:131] هذه الآية جمعت بين الأمرين, ففيها دليل على أن النار خُلِقت للكافرين, وفيها أيضاً تحذير للمؤمنين, وكأن الله عز وجل يقول لهم: إن النار لم أخلقها لكم, ولكنى خلقتها للكافرين, فلا تعصونى فأجعلكم معهم, والله أعلم.

ان شاء الله
-
رقم العضوية : 4701
تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 744
- شكراً و أعجبني للمشاركة

- شكراً
- مرة 0
- مشكور
- مرة 0
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 0
التقييم : 11
البلد : مصر بعد 25 يناير
الاهتمام : الانترنت
معدل تقييم المستوى
: 15
الشبهة المائتان ثلاثة و عشرون (223):
- يقول القرآن: {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} [المزمل:9] ويقول: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} [الرحمن:17] ويقول: {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ} [المعارج:40] ما كل هذا الاختلاف؟
الرد:
- قال العلماء: عندما يقول الله عز وجل: {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} فهو مشرق الشمس ومغربها على الإطلاق بغير تحديد (أى الجِهَة التى تشرق من ناحيتها, والجِهَة التى تغرب عندها) وعندما يقول: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} لأن الشمس لها مشرق فى الصيف غير الشتاء, ولها مغرب فى الصيف غير الشتاء, وعندما يقول: {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ} لأن الشمس لها كل يوم مشرق يختلف عن بقية الأيام, ولها كل يوم مغرب يختلف عن بقية الأيام, حتى إن بعض ملوك العصور القديمة, مثل رمسيس (فرعون) والملكة (بلقيس) كان لهم قصور لها نوافذ بعدد أيام السنة, بحيث يدخل أول ضوء للشمس فى كل يوم من نافذة مختلفة عن بقية النوافذ, وهكذا كانت نوافذ الجامع الأموى الكبير فى دمشق بعدد أيام العام, وفى أبو سمبل (جنوب أسوان) تتعامد أشعة الشمس عند الشروق على وجه تمثال رمسيس الثانى, وتنفُذ خلال المعبَد الفرعونى مرة واحدة يوم 22فبراير, ومرة أخرى يوم 22 أكتوبر دون سائر أيام العام, وذلك لتغيُّر زاوية الشروق. وقول هؤلاء العلماء صحيح, ولكن - بالإضافة إلى ذلك - أثبت العلم الحديث أن الأرض تدور حول محورها أمام الشمس مرة كل يوم, فيكون لها مشرق واحد ومغرب واحد (وإن كان لها مشارق ومغارب متعددة فى كل منطقة على خطوط الطول, ولكنها من اتجاه واحد) وهناك كواكب أخرى فى مَجَرّات أخرى تدور حول نجمين, فيكون لها مشرقان ومغربان, وكواكب تدور حول ثلاثة نجوم, فيكون لها ثلاثة مشارق, وثلاثة مغارب. كما أن مجموع الشروق والغروب للكواكب أمام نجومها يكوِّن منهما مشارق ومغارب كثيرة, والله أعلم.
الشبهة المائتان أربعة و عشرون (224):
- يقول القرآن: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر:1] أى أنه نزل كله مرة واحدة فى ليلة القدر, ثم يناقض نفسه فيقول: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً} [الفرقان:32] أى أنه لم ينزل جملة واحدة, ولكن نزل منجَّماً حسب الأحداث.
الرد:
- قال عبد الله ابن عباس, رضى الله عنهما: إن القرآن نزل دفعة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا فى ليلة القدر, ثم نزل بعد ذلك منجَّما على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حسب الأحداث. وقيل أيضاً: إن أول نزوله على الرسول - صلى الله عليه وسلم - فى غار حراء كان فى ليلة القدر, وهذا معنى قوله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} وأىّ آية من القرآن تسمى قرآناً, كما أن جميع القرآن يسمى قرآناً, فليس هناك تناقض على الإطلاق, والله أعلم.
الشبهة المائتان خمسة و عشرون (225):
- يقول القرآن: {وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى} [النجم:53] بصيغة المفرد, ويقول: {وَجَاء فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ} [الحاقة:9] بصيغة الجمع, فأين الصواب فى العبارتين؟
الرد:
- مكان (المؤتفكة) هو منطقة تسمى (سَدُوم) وقد سماهم الله بهذا الاسم لفعلهم الشنيع, وهو فاحشة إتيان الذكور, وقد أُفرِدَ الاسم فى سورة (النجم) للدلالة على البلد كله, أما فى سورة (الحاقة) فجُمِعَت لتعدد المناطق داخل هذا البلد, لأنها كانت تحتوى على خمس قرى, وذلك كما تذكر قطراً معيَّناً بصيغة المفرد, وإذا ذكرت محافظاته تذكرها بصيغة الجمع, والله أعلم.

ان شاء الله
|
 |
المفضلات