 |
-
رقم العضوية : 4701
تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 744
- شكراً و أعجبني للمشاركة

- شكراً
- مرة 0
- مشكور
- مرة 0
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 0
التقييم : 11
البلد : مصر بعد 25 يناير
الاهتمام : الانترنت
معدل تقييم المستوى
: 15
الشبهة المائتان تسعة و ستون (269):
- لقد قال نبيكم لمن سأله عن مصير أبيه الذى مات قبل بعثته: ((أبى وأبوك فى النار)) وعندما سُئِل عن الوائدة قال: ((الوائدة والموءودة فى النار)) [سنن أبى داود, مُسنَد أحمد, صحيح الجامع:7142] فما ذنب الموءودة؟ وما ذنب المشركين الذين كانوا قبل بعثته حتى يدخلوا النار؟ وما ذنب من لم تصله الدعوة, سواء فى زمننا هذا أو قبله أو بعده؟ ثم إن هذا يتناقض مع الآية: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [الإسراء:15]
الرد:
- إن قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((أبى وأبوك فى النار)) للرجل الذى سأله عن أبيه الذى مات فى الجاهلية, كان غالباً قبل نزول هذه الآية الكريمة, فظن الرسول - صلى الله عليه وسلم - (والله أعلم) أن كل من مات مشركاً فهو فى النار, حتى ولو قبل الرسالة. أما الآية فهى توضح أن أهل الفترة (أى الفترة بين رسولين) لا يعذبون بسبب كفرهم, لأنه لم يُبعَث إليهم رسول, كحال المشركين قبل بعثة الرسول - صلى الله عليه وسلم - أما مآلهم يوم القيامة, ومآل غيرهم ممن لم تصله الدعوة فى زمننا, أو قبله أو بعده, فقد وضحه حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذى قال فيه: ((أربعة يحتجون يوم القيامة: رجل أصَم لا يسمع شيئاً, ورجل أحمق, ورجل هَرِم, ورجل مات فى فترة, فأما الأصم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئاً, وأما الأحمق فيقول: رب جاء الإسلام وما أعقل شيئاً, والصبيان يحذفوننى بالبعر, وأما الْهَرِم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئاً, وأما الذى مات فى الفترة فيقول: رب ما أتانى لك رسول, فيأخذ مواثيقهم ليطيعنّه, فيرسل إليهم أن ادخلوا النار, فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً, ومن لم يدخلها سُحِبَ إليها)) [صحيح الجامع:881]
أما قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((الوائدة والموءودة فى النار)) فقد جاء فى كتاب (عَوْن المعبود) إن (الموءودة) معناها (الموءودة لها) أى الأم التى رضيت بهذا الفعل, ولكن حُذِفَت الصِّلَة. وجاء فى (السراج المنير) ما معناه إن سبب هذا الحديث أن النبى - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عن امرأة وأدت بنتاً لها, فقال قولته تلك, فلا يجوز الحكم على أطفال الكفار بأن يكونوا من أهل النار بهذا الحديث, لأن هذه الواقعة عَيْن فى شخص مُعيَّن. ومعنى هذا أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال هذا لعلمه بأن هذه البنت إذا كبرت قستكون كافرة, وذلك من العلم الذى علَّمَهُ الله إيّاه دون سواه, كما علَّم الله الخَضِر أن الولد الذى قتله لو كَبُرَ فسيكون كافراً {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً} [الكهف:80], والله أعلم.
الشبهة المائتان و سبعون (270):
- إن القرآن يكذب نبيكم فى شفاعته لكم, واقرءوا إن شئتم: {مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ} [السجدة:4] وآيات أخرى كثيرة تنفى الشفاعة عن سائر البشر, مثل: {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} [الإنفطار:19]
الرد:
- إن هذه الآيات تعنى أن الأمر بيد الله وحده لا ينازعه فيه منازع, ولكنها مقيَّدة فى آيات أخرى بمشيئة الله جل وعلا, كقوله تعالى: {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} [البقرة:255] و{مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ} [يونس:3] و{وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء:28] و{لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً} [مريم:87] فكل هذه الآيات تثبت الشفاعة, ولكنها تقيدها بإذن الله سبحانه وتعالى, والشفاعة ليست قاصرة على الرسول - صلى الله عليه وسلم - فحسب, بل هى أيضاً لعباد الله الصالحين من الأنبياء والمرسلين - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - وللشهداء وغيرهم من المؤمنين, المهم أنها لا تتم إلا بإذن الله, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((شفاعتى لأهل الكبائر من أمتى)) [صحيح الجامع:3714] وقال: ((من صلى علىَّ حين يصبح عشراً, وحين يمسى عشراً, أدركته شفاعتى يوم القيامة)) [صحيح الجامع:6357] وقال: ((للشهيد عند الله سبع خصال: يُغفَر له فى أول دفعة من دمه, ويرى مقعده من الجنة, ويحلى حُلَّة الإيمان, ويُزوَّج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين, ويُجار من عذاب القبر, ويأمن من الفزع الأكبر, ويوضع على رأسه تاج الوقار, الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها, ويشفع فى سبعين إنساناً من أهل بيته)) [صحيح الجامع:5182] وغير ذلك من الأحاديث التى تثبت الشفاعة له - صلى الله عليه وسلم - وللمؤمنين, أما الشفاعة العظمى فهى للرسول - صلى الله عليه وسلم - دون غيره من الأنبياء, كما جاء فى الرد على الشبهة رقم (50), والله أعلم.
الشبهة المائتان واحد و سبعون (271):
- مرة أخرى يتصادم القرآن مع كلام نبيكم, فمحمد يحرم ما أحله القرآن, فقد أحلَّ القرآن صناعة التماثيل, بدليل قوله: {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ} [سبأ:13] بينما يقول محمد: ((أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصوِّرون, يقال لهم: أحيوا ما خلقتم)) [صحيح الجامع:999] ونحن نسأل: هل صناعة التماثيل حلال كما يقول القرآن؟ أم هى حرام كما يقول محمد؟
الرد:
- إن صناعة التماثيل كانت حلالاً فى شريعة سيدنا سليمان - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - وشريعة غيرنا ليست مُلزِمَة لنا, إلا ما وافق شرعنا. فمثلاً: كان السجود للبشر غير محرم فى شريعة سيدنا يعقوب, وسيدنا يوسف - على نبينا وعليهما الصلاة والسلام - كما أخبرنا الله عنهما: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً} [يوسف:100] أما نحن فلا نسجد إلا لله سبحانه وتعالى, وقد سجد رجل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رأى الأعاجم يسجدون لملوكهم, فنهاه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقال له: ((لو كنتُ آمراً أحداً أن يسجد لأحدٍ, لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها)) [صحيح الجامع:5294] فشريعتنا ناسخة لكل ما يخالفها من الشرائع الأخرى {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ} [المائدة:48] وقد أمرنا ربنا تبارك وتعالى بطاعة نبينا - صلى الله عليه وسلم - {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} [الحشر:7] فطالما أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - حرم التماثيل, فما علينا إلا الامتثال لأمره, وفى هذا امتثال لأمر الله جل وعلا, فهو سبحانه الذى قال: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ} [النساء:80] وليس كتابنا وحده الذى نسخ بعض ما قبله, بل حدث مثل هذا فى الإنجيل الذى نسخ بعض ما جاء فى التوراة, كما قال سيدنا عيسى - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - لليهود: {وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} [آل عمران:50] لأن الله حرم عليهم بعض النعم بذنوبهم {فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيراً} [النساء:160] وهم إلى الآن لا يأكلون بعض الذبائح التى أحلها الله لنا, فلا يأكلون (مثلاً) الإبل والبط والأوز والأرنب, وغير ذلك مما حرمه الله عليهم جزاء ظلمهم. والقارئ للكتاب المقدس يجد الكثير من الأشياء التى نُسِخَت, وقد أشرنا إلى بعضها فى الرد على الشبهة رقم (31) وبالله التوفيق, والله أعلم.

|
 |
المفضلات