- وعليه, فالرواية تكون هكذا: «يَظُنُّ أَنَّهُ يَأْتِي أَهْلَهُ وَلاَ يَأْتِي», أي: يهمُّ رسول الله على وطء إحدى زوجاته؛ لأنَّه يغلب على ظنِّه أنَّ لديه القدرة على نكاحها, فإذا باشر الجماع ضعف ولم يقدر, أي: عندما يلتقي الختانان_ وهي حالة توجب الغسل _يفعل السحر فعلته, فلا يقوى رسولنا الكريم على إكمال ما بدأ به, وهمَّ عليه, فيغتسل من دون أمرٍ يظفر به من أمهاتنا رضي الله عليهنِّ.


هذا الفهم بعيد تماما عن مراد الحديث !!!
ألفاظ الحديث الآتية يفسر أحدها الآخر :
يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ
يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَأْتِي أَهْلَهُ وَلاَ يَأْتِي

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُخيل إليه أنه فعل الشيء ولكنه لم يفعله نوع من أنواع النسيان
وفي الفتح :
"
وقد قال بعض الناس : إن المراد بالحديث أنه كان صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه وطئ زوجاته ولم يكن وطأهن , وهذا كثيراً ما يقع تخيله للإنسان في المنام فلا يبعد أن يخيل إليه في اليقظة "

وهذا أيضاً مثل ما رواه البخاري عن أبي هريرة :
"
صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم الظهر ركعتين ثم سلم ، ثم قام إلى خشبة في مقدم المسجد ، ووضع يده عليها ، وفي القوم يومئذ أبو بكر وعمر ، فهابا أن يكلماه ، وخرج سرعان الناس ، فقالوا : قصرت الصلاة . وفي القوم رجل ، كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه ذا اليدين ، فقال : يا نبي الله ، أنسيت أم قصرت ؟ فقال : ( لم أنس ولم تقصر ) . قالوا : بل نسيت يا رسول الله ، قال : ( صدق ذا اليدين ) . فقام فصلى ركعتين ثم سلم ، ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول ، ثم رفع رأسه وكبر ، ثم وضع مثل سجوده أو أطول ، ثم رفع رأسه وكبر "

فالنبي صلى الله عليه وسلم ظن أنه أتم الصلاة ولم يفعل أما تفسيرك انت فيعني أن السحر قد أصاب النبي صلى الله عليه وسلم بعجز عن إتيان أهله " يهم ولا يقدر " !!!
وهذا لا دليل عليه وغير مفهوم من الحديث وليس بالضرورة أن يكون عارض السحر هذا مختص بالجماع فقط وربما كان مثالا يفسر قوله
يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ

والله أعلم