![]()
كيف دخل اسم مدينة الناصرة إلى اللغة العربية ؟!
قبل أن نجيب على هذا السؤال ، نستعرض شيئاً من أقوال العلماء حول أصل
التسمية لهذه المدينة ..
جاء في قاموس الكتاب المقدس تحت كلمة (ناصرة) :
اسم عبري ربما كان معناه "القضيب" او "الحارسة" او "المحروسة" او "المحبوسة".
وجاء في قاموس استون للكتاب المقدس :
Easton's Bible Dictionary:
separated, generally supposed to be the Greek form of the Hebrew netser, a "shoot" or "sprout." Some, however, think that the name of the city must be connected with the name of the hill behind it, from which one of the finest prospects in Palestine is obtained, and accordingly they derive it from the Hebrew notserah
كذلك موقع خاص بالمدينة :
Origins of the Name
In Roman times Nazareth was a Jewish village and its name is thought to come from the Hebrew word “Netzer”, which can mean a twig or a branch.
http://www.nazarethinfo.org/show_item.asp?levelId=63454
ومن ويكيبيديا :
Origin of name
One theory holds that "Nazareth" is derived from the Hebrew noun ne·tser, נֵ֫צֶר, meaning branch. Ne·tser is not the common Hebrew word for "branch," but one understood as a messianic title based on a passage in the Book of Isaiah
فكما تشير هذه المصادر - وغيرها الكثير - بأن الغالب في أصل تسمية الناصرة كان باللغة العبرية ، وذلك لأنها كانت قرية يهودية في العصر الروماني ، وهذا هو غالب الظن عند معظم العلماء والمؤرخين ، ولكن بالطبع لا أحد يستطيع الجزم يقيناً بذلك ، إذ أنه ربما تكون العبرية قد أخذت هذه التسمية من الآرامية في الزمن القديم ، وخصوصاً أن الأخيرة كانت لغة شائعة في الشام قبل الميلاد بعصور طويلة ..
يقول الدكتور " فيليب حتى" في كتاب "تاريخ سورية ولبنان وفلسطين
1/182" : (وفي 500 ق م أصبحت الآرامية التي كانت اللغة التجارية لإحدى الجماعات السورية ليس فقط اللغة العامة للتجارة والحضارة والحكومة في بلاد الهلال الخصيب كلها ، بل اللغة التي يستعملها سكان تلك البلاد في كلامهم)
= أما بخصوص دخول اسم المدينة إلى العربية ، فإنه وبالتأكيد قد تم قديماً من إحدى اللغتين الساميتين (الآرامية أو العبرية) ، ويشهد بذلك تطابق الجذر العربي للكلمة مع نظيريه فيهما ..
وبخصوص هذه النقطة أنقل لكم كلام ثمين للإستاذ القبطان المسلم :
ما هو الاسم الأصلي لمدينة الناصرة؟
(1) أقدم إشارة إلى هذه المدينة وردت في الأناجيل باليونانية، ويظهر اسمها هكذا: Ναζαρέτ (نـَزَريت) (مت 2: 23). وهو بالطبع منقول عن الاسم الآرامي الأصلي لها:
(2) وأما اسمها الآرامي الأصلي فيظهر في الفشيطتا السريانية هكذا:
ܢܳܨܪܰܬ (نـَصْرِة).
(3) واسمها في العبرية أيضاً هو: נָצְרַת (نـَصْرَة).
إذن يتضح لنا أن اسم هذه المدينة في لغتها الأصلية هو (نـَصْرة) بسكون الصاد. والنِسبة المفرد إليها هو נצרי (نـَصْري) بالعبرية و ܢܳܨܪܳܝܳܐ (نـَصْرايا) بالسريانية وهي مطابقة للنسبة الجمع أيضاً ܢܳܨܪܳܝܳܐ (نـَصْرايا)، والجمع بالعبرية נצרים (نـصْريم). فهلاّ عاد المعترضون إلى اللغتين السريانية والعبرية ليعرفوا الاسم الأصليّ للمدينة بدلاً من الاعتراض الفارغ!
ومما يؤكد هذا الراي مايلي :
- أن الترجمة العربية الحرفية للجذرين الارامي والعبري (نصرة) قد ذكرت في معجم المصباح المنير نقلاً عن الواحدي في إشارة منه إلى اسم المدينة الأصلي !! ،
وهذه الصورة مرة أخرى للتأكيد :
ܢܳ ܨ ܪܰ ܬ ( ن َصْ رِ ة ) الآرامي
נָ צְ רַ ת (نـَ صْ رَ ة) العبري
- أن كلمة (نصرى) والتي هي قريبة جداً من الجذرين قد ذكرت في أقدم معجم عربي (العين) ..
- أن كلمة (نصرى) أيضاً وردت أكثر من مرة بضبط تشكيلي مختلف ، مثل نـَصَرَى و نـَصْرَى
وهذا التطابق مع الجذر السامي (نصرة) أو الحوم حوله من بعض الصيغ ، يؤكد لنا القول بأنها هي ماعرف بها قدماء العرب تلك المدينة ..
وعليه صحة النسب (نصراني ، نصارى) لغوياً إليها كما بينا سابقاً ..
أما بخصوص اللفظ اليوناني فهو مستبعد تماماً من تعريب الإسم مباشرة من خلاله ، ويكفي دليلاً أن الصيغ اليونانية الثلاث لاتشتمل حتى على حرف الصاد ( ς أو σ) !!
وهو حرف أساسي في جميع الصيغ العربية !!!
وهذا يعني أن الكلمة لو ترجمت من اليوناني لكانت : نازرة ، أو نزرة ، أو نزرى ، .... (كما يظهر في الترجمة الأنجليزية عن اليونانية Nazaret)
وهذا بالطبع مع تغاضينا عن بقية الحروف ..
وفي ختام المبحث اللغوي ، أحب أن أوضح أمر مهم ،
وهو أننا لانقول بأن صيغة (ناصري - ناصريين) خاطئة كما قال الجهلة عن صيغة (نصراني - نصارى) ، ولكن الأولى ظهرت متأخرة جداً ، بدليل عدم وجود أي ذكر لها على الإطلاق في عصر العرب الجاهليين .. وتم بناءها الصرفي على الصيغة الأحدث (ناصرة) ..
بينما الثانية هي الصيغة العربية المعتمدة للإشارة إلى أتباع المسيح ، وقد تم بناءها الصرفي على الصيغة الأصلية لإسم المدينة (نصرة) ، لذلك استخدمها الإسلام لأنها الأصوب والأدق في لسان العرب .. ولم يجد علماء اللغة العربية من النصارى إشكالاً في اطلاقها على أنفسهم ..
ولهذا لا يحق لأي نصراني جاهل جهول أن يرفض استخدامنا لها ، فضلاً بأن يتبجح بجهله ويزعم بأنها خاطئة لغوياً !!
النقطة الخامسة :
هل النصارى هم المسيحيين ؟! أم هم طائفة مهرطقة ظهرت وانقرضت ؟!
الجواب قطعاً هم المسيحيين ، والدليل على ذلك من 3 أوجه :
= الجانب اللغوي : أجمع علماء اللغة أن لفظة (نصارى) عند العرب ، يقصد بها اتباع المسيح عليه السلام ، وذلك نسبة إلى الناصرة - البلد التي نشأ وترعرع فيها المسيح – وكذلك يؤمن المسيحيين بأن المسيح نشأ وترعرع في الناصرة ..
اذا العرب قد عرفت المسيحية في وقت مبكر جداً جداً - باتصالهم المباشر مع المسيح نفسه ، وبتبشير بولس وغيره - ومن ذلك الوقت وحتى منتصف القرن الخامس الميلادي (انتشار الهرطقات) كانت المسيحية موجودة ومعروفة لدى العرب ، وبالتالي لابد أن العرب عرفت هذا الدين ومن يعتنقه باسم ما - في لسانهم العربي – خلال تلك المدة ، ولا أظن عاقل يشك في هذا ..
والمفاجأة أن التاريخ - كما اللغة - يؤكد لنا حقيقة لا جدال فيها وهي :
أن العرب لم تعرف اتباع المسيح قبل انتشار الهرطقات المزعومة أو بعدها إلا باسم – نصارى –
أن العرب لم تعرف اتباع المسيح قبل انتشار الهرطقات المزعومة أو بعدها إلا باسم – نصارى –
يقول الدكتور "جواد العلي" في المفصل :
"وقد عرف النصارى ب Christians نسبة إلى Christos اليونانية التي تعني "المسيح" Messiah، أي المنتظر المخلص الذي على يديه يتم خلاص الشعب المختار. ويسوع هو المسيح، أي المنتظر المخلص الذي جاء للخلاص كما جاء في عقيدة أتباعه، ولذلك قيل لهم اتباع المسيح. فأطلقت عليهم اللفظة اليونانية، وعرفوا بها، تمييزاً لهم عن اليهود. وقد وردت الكلمة في أعمال الرسل وفي رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنتوس.
أما في القرآن الكريم وفي الأخبار، فلم ترد هذه اللفظة اليونانية الأصل. ولهذا نجد ان العربية اقتصرت على إطلاق "نصارى" و "نصراني" و "نصرانية " على النصارى تمييزاً لهم عن أهل الأديان الأخرى. أما مصطلح "عيسوي" و"مسيحي"، فلم يعرفا في المؤلفات العربية القديمة وفي الشعر الجاهلي ، فهما من المصطلحات المتأخرة التي أطلقت على النصارى."
وقداجمعت المصادر المسيحية ان معني لقب مسيحي هو سافل عامي يعاب بهذا الاسم وهو اسم مخترع لم
يعرف به المسيح ولا نادي به ولا عرف حال حياته عليه السلام
وهو ما اوضحه قاموس الكتاب المقدس حيث اوضح أن كلمة (مسيحي) تعني (سافل) .. فتاسيتُس مؤرخاً ورئيس قضاة أعلن بأن المقصود بكلمة (مسيحي) أي (سافل) وقاموس الكتاب المقدس ذكر هذه الحقيقية واتباع يسوع ما كانوا يقبلون هذا الأسم كما جاء في دائرة المعارف الكتابية وايضا في موقع الإنسيكلوبيديا الحرة… لأن أصل كلمة مسيحي هي كلمة يونانية والذين أطلقوا عليهم هذه الكمة هم الوثنيين (راجع تفسير القمص انطونيوس فكري لسفر اعمال الرسل الإصحاح 26)
وهو لقب للتحقير .
.
.
كلمة “مسيحي” (باليونانية Χριστιανός وأيضا χρηστιανός ، ترقيم استرونج هي نسبة إلى G5546) هو اسم يوناني وليس عربي ظهر في انطاكية (اع 11:26) أي بعد رفع المسيح بعشرة أعوام بهدف التوبيخ والتحقير من شأنهم ، وهذا اللقب معناه شتيمة “سافل” (قاموس الكتاب المقدس) وسخرية (1بط 4:16) لكل من ادعى إيمانه بالمسيح إله .
وتقول دائرة المعارف الكتابية تحت مادة ” مسيح — مسيحيون “: “… ولعلها (أي كلمة مسيحي) كانت تنطوي أساسا على نوع من التهكم ، ويبدو أن المسيحيين أنفسهم لم يتقبلوا هذا الاسم بصدر رحب في البداية ، ولكنه على توالي الأيام ، التصق بهم وصاروا يعرفون به”
ويذهب كاتبو قاموس الكتاب المقدس لنفس الرأي فيقولون تحت مادة “مسيحي” : “دعي المؤمنون مسيحيين اول مره في أنطاكية (اع 11 : 26) نحو سنة 42 أو 43 م. ويرجح أن ذلك اللقب كان في الأول شتيمة (1 بط 4 : 16)… قال المؤرخ تاسيتس (المولود نحو 54م.) أن تابعي المسيح كانوا أناساً سفلة عاميين “
فهل عاقل يقبل أن يدعي أن الله اختار ديانة اسمها الأصلي “دين السفلة” أقصد “دين المسيحية”؟ [طبقا لما جاء بقاموس الكتاب المقدس ودائرة المعارف الكتابية وايضا إنسيكلوبيديا الحرة].
وفي الختام لا اجد ما اقول سوي حقا ليسوا نصاري
المفضلات