اللهم صلي على خليل الرحمن نبينا المبعوث بالرحمة للعالمين ، صلى الله عليه وسلم .

الاحتفال الحقيقي بمولده صلى الله عليه وسلم يكون بصيام يوم الاثنين الذي ولد فيه ، واقتفاء سننه وأحواله ، واتخاذه أسوة حسنة .

أما الاحتفال بيوم معين في السنة (وتعيينه بيوم 12 ربيع الأول) فلم يثبت تعيينه بهذا اليوم ، وما يفعله الناس في هذا اليوم من شراء الحلوى ، وانشاد الأناشيد التي تغلو في شخصه صلى الله عليه وسلم ، وغير ذلك فمحدث ، وكل محدث بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .

فأن الله تعالى قد أكمل الدين وأتم الرسالة، كما قال سبحانه: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا )، وأن الله قد ختم الشرائع ببعثة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي لم يترك أمر خيرٍ إلا دلَّ الأمة عليه، ولا أمر شرٍ إلا حذرها منه وأمر بطاعته واتباع هديه فقال: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) , و    : (وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ), وقال صلى الله عليه وسلم : (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ). [رواه البخاري, ومسلم] . وفي رواية لمسلم: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد).

فلو كان الاحتفال المذكور على هذه الهيئة لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا أحد من صحابته ، ولا من القرون الثلاثة المفضلة ، ولو كان خيرا لسبقونا اليه ، فلم كان ذلك علمنا أنه بدعة ضالة ، ابتدعها العبيديون المسمون زورا وبهتانا بالفاطميين ، وقد أحدثوها لأغراض سياسية ، لاستمالة قلوب العوام حينئذ ، وللتلبيس على الناس أمر دينهم ، تمهيدا لنشر مذهبهم الرافضي الباطني الضال .

فأذكرك نفسي واياكم بعدم الاحتفال المبتدع ، والتحذير منه .

وعليكم بصيام يوم الاثنين من كل أسبوع ، واقتفاء أثر النبي صلى الله عليه وسلم في كل كبيرة وصغيرة .

والله من وراء القصد .