4- الاعجاز العلمى فى هلاك قوم لوط.
لقد اعجز القرأن الكريم فى الاخبار بمراحل الخسف والبراكين وبغض النظر عن وجود قوم لوط جنوب البحر الميت ام لا فان الاعجاز القرأنى فى الاخبار بمراحل الانهيارات الارضية والانفجارات البركانية هى ما تهمنا فكيف لاحد فى القرن السابع الميلادى ان يعرف معلومات احتاجت من علماء الجيولوجيا لتقنيات وبحث مستمر وطويل.وهذه مقالة لاحد علماء الجيولوجيا تتحدث عن توافق القرأن الكريم مع العلم وقد حذفت منها اشياء لانها مبالغات لا اقبلها
إثباثات علميه جديده عن غضب اللهعلى قوم لوط
قال الله تعالى :
فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهمحجارة من سجيل
الدكتور المهندسمنصور أبو شريعة العبادى
أستاذ في جامعة العلوم والتكنولوجياالأردني


على الرغم من أن القرآنالكريم قد أنزل على سيدنا محمد صلى
اللهعليه وسلم بعد ما يزيد على ألفين وخمسمائةعام من حادثة إهلاك قوم لوط عليه السلام (1800 عام قبل الميلاد) إلا أنه جاء بتفصيلات أكثر دقة عن طبيعة العذاب الذي حل بالقوممن تلك التي وردت في التوراة رغم أنها أنزلت بعد الحادثة بما لايزيد عن خمسمائة عام. فقد ورد في التوراة الحالية نص وحيد يصفطبيعة هذا العذاب وهو في الاصحاح التاسع عشر من سفر التكوين حيثذكر ما نصه: (وَإِذْ أَشْرَقَتِ الشَّمْسُعَلَى الأَرْضِ دَخَلَ لُوطٌ إِلَى صُوغَرَ، 24فَأَمْطَرَالرَّبُّ عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ كِبْرِيتًا وَنَارًا مِنْعِنْدِ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ. 25وَقَلَبَ تِلْكَ الْمُدُنَ،وَكُلَّ الدَّائِرَةِ، وَجَمِيعَ سُكَّانِ الْمُدُنِ، وَنَبَاتَِالأَرْضِ. 26وَنَظَرَتِ امْرَأَتُهُ مِنْ وَرَائِهِ فَصَارَتْعَمُودَ مِلْحٍ).


أما
القرآن الكريم فقد وردت فيه نصوص كثيرة جاءت موزعة في سور كثيرةكما هو الحال في الأسلوب القرآني وتتحدث هذه النصوص عن جوانبمتعددة من قصة قوم لوط وطبيعة العذاب الذي حل بهم. وبما أنالقرآن الكريم وكذلك التوراة هي كتب منزلة مناللهعزوجل على رسله الكرام فلا بدمن وجود اتفاق بين بعض الأحداث التي ذكرها القرآن مع تلك الأحداثغير المحرفة التي جاءت في التوراة. فالتوراة ذكرت على سبيلالمثال حادثة لا يمكن أن يصدقها عاقل وهي قصة زنى لوط عليهالسلام وهو مخمور ودون علمه بابنتيه لتلدا منه إبنين أحدهما هوأب الموآبيين والآخر أب العمونيين فقد جاء في نهاية السفر مانصه: (36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْأَبِيهِمَا. 37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ»، وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضًا وَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي»، وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَىالْيَوْمِ).
وهذهالقصة تؤكد بشكل واضح على التحريف الذي أصاب التوراة فمن الواضح
أن هذه القصة اختلقها بعض أحبار اليهود لهدف واحد وهو اتهامالأمم الأخرى بأنهم أولاد زنى وأنهم هم فقط شعباللهالمختار. ولقد شرحنا في مقالةسابقة بعنوان (ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون) قصة لوطعليه السلام مع قومه الذي أرسل إليهم وكان مدار المقالة هوالإعجاز في تأكيد القرآن الكريم على وجود أدلة واضحة تؤكد على ماحل بالقوم من عذاب أليم.
وسنشرح في هذهالمقالة طبيعة العذاب الذي حل بقوم لوط على ضوء الصور المأخوذة
منالأقمار الصناعية وكذلك من الأرض واستنادا إلى الأبحاثالعلمية التي أجريت حديثا على التركيب الجيولوجي لمنطقة البحرالميت وإلى الدراسات التي أجريت على حجارة المنطقةالمدمرة.


لقد أكد القرآن الكريمفي أكثر من آية على وجود أدلة واضحة تركها
اللهسبحانه وتعالى في المنطقةالمدمرة لتؤكد صدق ما حل بالقوم من عذاب ولتكون عبرة لمن يأتي منبعدهم من أقوام وهذا ما لم تشر إليه التوراة كما في قوله تعالى "إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِالْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (34) وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍيَعْقِلُونَ (35)" العنكبوت وقوله تعالى "قَالُوا إِنَّاأُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (32) لِنُرْسِلَعَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ (33) مُسَوَّمَةً عِنْدَرَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (34) فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَامِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍمِنَ الْمُسْلِمِينَ (36) وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَيَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (37)" الذاريات.
ولقد حدد القرآن الكريم كذلك مكان القرى
المدمرة وأنها موجودة على الطريق الذي كان تسلكه قوافل قريش إلىبيت المقدس وقد شاهدوا بأنفسهم بعض أثار هذا الدمار وذلك في قولهتعالى"فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُمُشْرِقِينَ (73) فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَاوَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (74) إِنَّفِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (75) وَإِنَّهَالَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (76) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةًلِلْمُؤْمِنِينَ (77)" الحجر وقوله سبحانه "وَإِنَّ لُوطًالَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133) إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُأَجْمَعِينَ (134) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (135) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (136) وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَعَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (138)" الصافات وقوله عز من قائل "وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَىالْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْيَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40)" القرقان.
وفي قولالله
عز وجل"إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍلِلْمُتَوَسِّمِينَ"تأكيد واضح على أن بعض آياتاللهعزوجل لا يدركهاإلا طائفة من المؤمنين وهم الذين لا يفتأون يبحثون عن كل دليليقوي إيمانهم بالله عز وجل. وللأسف أن بعض المسلمين ممن يعارضونالكتابة في الإعجاز العلمي يقولون أنهم ليسوا بحاجة لمثل هذهالأدلة لزيادة إيمانهم ويزعمون أن إيمانهم مكتمل وينسون قولهتعالى عن المؤمنين"لِيَزْدَادُوا إِيمَانًامَعَ إِيمَانِهِمْ"وقوله تعالى "وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُواإِيمَانًا".
ولقد كانإبراهيم عليه السلام من أكثر الناس توسما في آيات
اللهفي هذا الكون ولذلك قالاللهعز وجل عنه "وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِوَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75)" الأنعام. لقدجاء وصف العذاب الأليم الذي حل بقوم لوط في أكثر من سورة من سورالقرآن الكريم كما في فوله عز وجل في سورة هود"قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْيَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِوَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُمُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُأَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81) فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَاجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَاحِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنضُودٍ (82) مُسَوَّمَةً عِنْدَرَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83)" هودوكذلك في آيات سورة الحجر المذكورة آنفا . ففي هذهالآيات تم تحديد وقت نزول العذاب وهو عند الصبح بعد طلوع الشمسوكما ذكرت ذلك التوراة ولذلك فقد أمرت الملائكة لوط عليه السلامبأن يخرج مع أهله من القرية خلال الليل لكي يصل إلى مكان آمن فيالجبال الواقعة شرقي البحر الميت. أما طبيعة العذاب فهو من أشدأنواع العذاب الذي حل بأي أمة من الأمم التي عتت عن أمر ربها ولابد هنا من التأكيد على أن العذاب الذي ينزلهاللهعز وجل على الأمم ليس بالضرورةأن يأتي من خارج الأرض بل في الغالب يتم باستخدام ظواهر طبيعيةكالزلازل والبراكين والخسف والأمطار والرياح وأمواج البحرالعاتية وغير ذلك من الظواهر وذلك بعد أن يأذناللهعز وجل لها وذلك مصداقا لقولهتعالى "وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِمِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّامُنْزِلِينَ (28) إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةًفَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29).
وبسبب التركيبة الجيولوجية العجيبة لمنطقة البحر الميتفقد كان العذاب الذي حل بالقوم من أعجب وأشد أنواع العذاب. فقد
بدأ العذاب عند الشروق بإنفجارات مدوية تصم الآذان نتيجة ثورانالبركان" فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُمُشْرِقِينَ (73)"مما أخرج القوم من بيوتهم ثم تلا ذالكزلزال شديد وخسف لجميع المنطقة التي تقع عليها مدنهم "فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا" ثم بدأت الحمم البركانيةتخرج بشدة وبعنف من الشقوق المحيطة بالمدن حيث حصل الخسف وتصبهاعلى القوم المحاصرين في منطقة الخسف "وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍمَنضُودٍ" وأخيرا وبسبب وقوع القرية على الشاطئ الجنوبيللبحر الميت فقد فاضت عليهم مياه البحر لتملأ هذه الأرض المخسوفةلتصبح جزءا منه ولتبقى شاهدا على هذا العذابالأليم.
وسنسوق الآن الأدلة التي تؤكدعلى صدق ما جاء بها القرآن الكريم ودقة العبارات التي تصف طبيعة
العذاب الذي حل بالقوم. فالدليل الأول فهو أن قرى قوم لوط تقععلى تلال كانت تحاذي الشاطئ الجنوبي للبحر الميت وهي تقع فوقبؤرة الصدع القاري الذي كون غور الأردن وكذلك البحر الأحمر وهوصدع شهد كثيرا من الأنشطة البركانية كما هو مشاهد من الحجارةالبازلتية في الجبال المحيطة به.
وينخفضسطح البحر الميت عن سطح البحر بحوالي أربعمائة متر ولولا سلاسل
جبلية قصيرة تقع شمال حليج العقبة وشرق البحر المتوسط لكان غورالأردن جزءا من البحر الأحمر أو ربما البحر المتوسط وقد كان كمايقول بعض الجيولوجيون. فهذه المنطقة معرضة للخسف في أي وقت بسببوجود هذا الصدع القاري فقد تكون غور الأردن قبل 27 مليون سنةبسبب تباعد الصفيحتين العربية والإفريقية عن بعضهما ثم تكونالبحر الميت قبل مليوني سنة بسبب خسف في منتصف غور الأردن. ومنثم حصل الخسف الأخير جنوب البحر الميت قبل أربعة آلاف سنة تقريبافأصبحت المنطقة المخسوفة جزءا من البحر الميت بعد أن كانت مأهولةبقوم لوط
ويقول بعض الجيولوجيونأن المنطقة الجنوبية للبحر الميت كانت تحتوي تحت سطحها خزان ضخم
من البترول والغاز وكان يتسرب إلى البحر الميت ليظهر على شكلإسفلت ولذا كان يطلق عليه اسم بحر الإسفلت. ولذلك يقول البعض أنالبركان الذي أدى إلى خسف مدن قوم لوط صاحبه احتراق كميات كبيرةمن الغاز والبترول زاد من شدة العذاب الذي أوقعهاللهعز وجل بهؤلاء القومالشاذين.
أما الدليل الثاني فهوأن الصور الجوية والأرضية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بحصول خسف
في المنطقة الجنوبية من البحر الميت. فالصورة الجوية التاليةتظهر منحدر صخري حاد أو جرف يمتد طوليا على الحافة الغربيةللمنطقة المخسوفة بينما تظهر الصورة الأرضية جزء من هذا الجرفالحاد حيث يبلغ ارتفاعه ما يقرب من عشرين مترا وهو قائم الزاويةتماما وهذا لا يمكن أن يحدث إلا من خلال إنهيار مفاجئ للأرض. وتظهر صورة أرضية أخرى كيف أن بعض أجزاء الأرض القريبة من حافةالانهيار لم تنخسف وبقية قائمة على حالها بينما انهار ما حولهامن الأرض. أما اللون الأبيض الذي يظهر في الصور فتؤكد الدراساتعلى أنه رماد بركاني تعرض لدرجات حرارة عالية جدا فأصبح أبيضاللون وذلك على عكس تراب الأرض المحيطة بمنطقة الخسف والذي يميللونه للحمرة.

لقد وصف القرآن الكريم هذاالخسف بكلمات بالغة الدقة وتختلف عن تلك التي أوردتها التوراة
حيث ذكرت التوراة أن المدن قد قلبت رأسا على عقب "25وَقَلَبَ تِلْكَ الْمُدُنَ، وَكُلَّالدَّائِرَةِ، وَجَمِيعَ سُكَّانِ الْمُدُنِ، وَنَبَاتَِالأَرْضِ" ومثل هذا القلب لا يمكن أن يحدث مهما كانت قوةالبركان المتفجر.
أماالقرآن الكريم فقد استخدم تعبيرا دقيقا لعملية الخسف فقد ذكر أنه
جعل المرتفع من أرض المدن أسفل من المناطق المنخفضة المحيطة بها "جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا " حيث أن المدن كانت مبنية علىأرض ترتفع عدة عشرات من الأمتار عن مستوى سطح البحر الميت. وقداعتمد مفسرو القرآن الكريم في تفسير هذه الآية على الرواياتالإسرائيلية فذكروا أن أرص المدن قد طارت في السماء ثم قلبت رأساعلى عقب وهذا التفسير موقوفا على التابعي محمد بن كعب القرظي وهوممن أسلم أهله من يهود بني قريظة فقد جاء في تفسير النكت والعيونفي تفسير هذه الآية({ جعلنا عاليَهاسافلَها }قال محمد بن كعب القرظي إناللهتعالى بعث جبريل إلى مؤتفكاتقوم لوط فاحتملها بجناحه ثم صعد بها حتى إن أهل السماء يسمعوننباح كلابهم وأصوات دجاجهم ، ثم قلبها فجعل عاليها سافلهاوأتبعها بحجارة من سجّيل حتى أهلكها وما حولها ، وكن خمساً : صبغة ومقرة وعمرة ودوما وسدوم وهي القريةالعظمى).
أما الدليل الثالث فهو عثورالمستكشفين في تلك المنطقة على حجارة صغيرة ذات تراكيب عجيبة
تؤكد صدق ما جاء في القرآن الكريم من وصف دقيق لهذه الحجارة. فالتوراة لم تذكر أن المطر الذي أمطرت به المدن كان على شكلحجارة بل قالت أنه كان كبريتا ونارا دون تحديد الشكل الذي كانعليه الكبريت "24فَأَمْطَرَ الرَّبُّ عَلَىسَدُومَ وَعَمُورَةَ كِبْرِيتًا وَنَارًا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّمِنَ السَّمَاءِ"
أما
القرآن الكريم فقد أكد على مواصفات الحجارة التي أمطرت على القومفذكر أنها حجارة من طين "لِنُرْسِلَعَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ" ثم حدد لها وصفا آخر وهو أنهامن سجيل "وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ" ثم وصف السجيل بأنه منضود وأن الحجارة كانت مسومة "وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنضُودٍمُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَبِبَعِيدٍ". وعلى الرغم من أن المفسرين قد اختلفوا في معانيالسجيل والمنضود والمسومة إلا أن المعنى العام يوحي أن الطين قدشكل بطريقة معينة بحيث يوقع أشد العذاب بمن تصيبه هذه الحجارة. فقد قال بعضهم بأن السجيل المنضود هو طين قد طبخ حتى صاركالأرحاء (ذكره ابن عيسى) وقال البعض الآخر بأنه الحجارة الصلبةالشديدة ( قاله أبو عبيدة) وقيل في المنضود أنه طين قد نُضَّدبعضه على بعض (قاله الربيع) وأما المسومة فقد قالوا أنها كانتمختمة على كل حجر منها اسم صاحبه وقال بعضهم أنها معلمة ببياض فيحمرة (قول ابن عباس) وقال قتادة أنها مطوقة بسواد في حمرة. وتظهرالصور التالية بعض أشكال الحجارة التي عثر عليها المستكشفون فيالمنطقة الجنوبية الغربية المحاذية للبحر الميت وقد وجدوا أن لهاشكل كروي وأن بعضها مكون من قلب من الكبريت أبيض اللون مغلفبطبقات حجرية تميل إلى الحمرة. ومن العجيب أن تتفق الأوصاف التيأعطاها المفسرون لهذه الحجارة مع المواصفات التي اكتشفهاالباحثون فهي حجارة مكونة من طبقات (منضودة).
ويبقى السؤال المهم المتعلق بالسر في هذا التركيب العجيبلهذه الحجارة الذي عذب
اللهبها قوم لوط. ومن المحتمل كإجابة على هذا السؤال أناللهعز وجل قد أراد أنيحرق أجسام هؤلاء القوم وهم أحياء بسبب فعلهم الشنيع فاختارالكبريت كمادة حارقة لهذا الغرض ولكن من المعروف أن الكبريت يذوبعند درجات حرارة ليست عالية (330 درجة مئوية) ولذلك فإنه منالصعب أن يصل لمسافات بعيدة عند خروجه من فوهة البركان. ولذا فقدتم تغليفة بمادة طينية وعندما يخرج هذا الكبريت المغلف على شكلحجارة من فوهة البركان فإنه يصل لمسافات بعيدة تصيب كل فرد منأفراد القوم.
وبعد أن يصطدم الحجر بأجسام القوم فإن الغلاف الطينيسرعان ما ينكسر فيخرج منه الكبريت المنصهر فيذيب أجسامهم جزاء
على أفعالهم الشنيعة. وتظهر إحدى الصور كيف أن هذه الحجارة عندماتصطدم بسطح صخري فإنها تنفجر فيحرق الكبريت ما حوله من صخر مخلفادوائر بنية اللون. وبهذه الطريقة البديعة التي استخدمت في تعذيبهؤلاء القوم أصبح بالإمكان تعذيب كل فرد من أفراد القوم بنفسالنوع من العذاب حتى لو كان خارج منطقة الخسف كما حدث مع زوجةلوط الكافرة. فقد خرجت هذه المرآة الملعونة مع نبياللهوابنتيه وقد أمرهماللهعز وجل أن لا يلتف منهم أحد إلىالوراء عندما ينزل العذاب بمدن القوم. ولكن كتباللهعلى المرأة أن تلتفت إلى الوراءعندما سمعت دوي الانفجارات البركانية (الصيحة) فتسمرت في مكانهامن هول المنظر فأصابها ما أصاب القوم من العذاب حيث قذفهااللهبهذه الحجارةالبركانية"وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْأَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ".
ولقد
نجااللهلوط عليهالسلام وابنتيه من هذا العذاب الأليم وكان من لطفاللهبهاتين البنتين أناللهأمر أبيهما عليه السلام أن يمشيخلفهما ليمنعهما من الإلتفات إلى الوراء عند سماع صوت الإنفجاراتالمدوية والذي قد يحدث بطريقة لاإرادية "فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِوَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌوَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65)" الحجر.
أما الدليل الرابع فهوأن طبيعة الجزء الجنوبي من البحر الميت يختلف تماما عن الجزء
الشمالي والذي كان يفصل بينهما جزئيا ما يسمى باللسان عندما كانمستوى سطح البحر عاليا قبل عدة عقود. وبعد انخفاض مستوى سطحالبحر بسبب قلة المياه التي تغذيه من نهر الأردن امتد اللسان إلىالغرب ففصل الجزئين عن بعضهما. فالجزء الواقع شمال اللسان وهوالأكبر له عمق يصل لعدة مئات من الأمتار ولذا يبدو البحر الميتأسود اللون في هذا الجزء أما الجزء الجنوبي الصغير فهو ضحل لايتجاوز عمقه العشرين مترا والذي يبدو أزرق اللون. ومن الواضح أنالجزء الجنوبي من البحر الميت قد تكون في فترة متأخرة نظرا للفرقالشاسع بين عمق مياه الجزئين. وبسبب ضحالة مياه الجزء الجنوبيوانفصاله عن الجزء الجنوبي فإن مياهه ستجف تماما في غضون عدةسنوات وسيتمكن الباحثون من الكشف عن كثير من آثار قوم لوط ليتأكدقوله عز من قائل"وَلَقَدْ تَرَكْنَامِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (35)" العنكبوتوالقائل سبحانه "وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَالْعَذَابَ الْأَلِيمَ (37)" الذاريات .