نحن لا نستطيع القول أن الصفات غير الذات أو نفسها إلا إذا قمنا بالتفصيل و بيان المقصود
القول بوجود ذات مجردة من الصفات قول باطل و لا يمكن تصور هذا إلا بالأذهان أما أن نجده في الخارج فلن نجد ، و الصفات تلازم الذات و تقوم بها لأنه لا بد للصفة من قيامها بموصوف و هو الذي يعبر عنه بالذات أي أن الصفات تقوم بالذات .
مثلاً عندما نقول أعوذ بكلمات الله التامة فهنا نحن نستعيذ بالله لأن الصفة تلازم الذات و تقوم بها أي أنت تستعيذ بالذات المتصفة بصفة الكلام و لم تستعذ بصفة الكلام مستقلاً بها عن الذات .
كلام الله صفة من صفاته قائمة بذاته و هي من الصفات الذاتية الفعلية و كما قلنا فإن الصفة تقوم بالموصوف .
إن كان سؤالك يتعلق بوصف المسيح بكلمة الله فهناك فريق شاسع بينهما فالتفريق بين كلام الله الذي هو صفة من صفاته الملازمة لذاته سبحانه و بين كلمة الله المسيح الذي هو نبي من الأنبياء المخلوق بكلمة كن تفريق لازم .
ما يضاف إلى الله إما أن يكون صفة له سبحانه و تعالى و إما أن يكون من الأعيان المخلوقة و وصف المسيح عليه السلام بكلمة الله إنما هو وصف للتشريف كونه مخلوق بكلمة الله كن من غير وجود أب بشري و هذا يماثل قولنا ناقة الله و بيت الله .
فتح الله لك وبارك فيك يا مولانا
" وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا "
قال ابن كثير : وقوله تعالى : ( وقولوا للناس حسنا ) أي : كلموهم طيبا ، ولينوا لهم جانبا : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) النحل
المفضلات