السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الأستاذ محمد خير رمضان يوسف في خاتمة كتابه :
" ذو القرنين ...القائد الفاتح والحاكم الصالح ... دراسة تحليلية مقارنة على ضوء القرآن والسنة والتاريخ" (ص 353 وما بعدها ) :
" عزيزي القارىء ...
لقد تبين لك من خلال هذه الدراسة الطويلة ، أن ذا القرنين ملك مؤمن صالح عادل ، خلد الله تعالى ذكره في القرآن الكريم ، وبين أمره في آيات بينات من سورة الكهف ، ليقتدي به الرؤساء والملوك ، وليعلموا أنهم مهما أوتوا من الملك فلن يبلغوا ملك ذي القرنين ..فلا يصيبهم الغرور مما ملكوه ، وليتقوا الله في حكمهم ...
ثم تبين أن الأصح في أمر ذي القرنين أنه رجل صالح ، وكان مَلِكا ، ولم يكن نبيا ولا مَلَكا ..
وتوضح من خلال دراستك للشخصيات الثلاث (الاسكندر – الصعب – كورش) أن ذا القرنين ليس واحدا منهم ، ولو أنه انتصر لكل رأي علماء ومؤرخون .. فأن الأخبار والحقائق التاريخية تتوضح أكثر عندما ينظر اليها بشمول ... وليس من نواح جزئية فقط ! .
وأرى أن من الأسباب القوية التي أدت الى الخلط بين ذي القرنين القرآني والاسكندر المقدوني ، والذي انتشر على ألسنة العامة ، وكان السبب في ذلك العلماء والمؤرخون ، هو تبادل كليهما اللقب والاسم . فيطلق على ذي القرنين القرآني : " الاسكندر" ، ويطلق على الاسكندر المقدوني : "ذو القرنين" ! .والحقيقة التي نبهت اليها مرات عديدة ، اذكرها هنا أيضا لتترسخ في الاذهان أكثر ، هو أنه لا حقيقة ولا صحة لهذا الجمع ...
فذو القرنين القرآني لا يسمى الاسكندر البتة .. كما أن الاسكندر المقدوني لا يقال له ذو القرنين ..
أما ذو القرنين الحقيقي ، فهو من ذكره الله تعالى في كتابه العزيز ، وبين أمره ... وقد ذكرت لك اقوالا كثيرة لمؤرخين معتمدين أنه كان في عصر سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام ، ولم يكن أحد الأعلام الثلاثة الذين ترجمت لحياتهم في ذلك العصر ... فهو اذا شخص آخر قديم ..وبعد ذلك سردت لك حكما وعبرا ومبادىء من قصة ذي القرنين الخالدة ..
ثم رأيت أن يأجوج ومأجوج كلمتان تطلقان على أقوام همجية شأنها الفساد في الأرض قديما ، في وقت ذي القرنين ، وفي المستقبل عند نزول عيسى عليه السلام ، ولا نعلم من هم ، لأن ذلك علم غيبي ، ومن علامات الساعة الكبرى .
أما السد فما زال موجودا ... كتل هائلة من الحديد المخلوط بالنحاس ، موجود في جبال القوقاز ، بمنطقة مضيق داريال الجبلي في جمهورية جورجيا السوفيتية ! .
أليس هذا معجزة أخرى للاسلام ! ودليلا آخر على نبوة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ؟!! فما أداره بهذا السد ، الذي لم يكتشف الا بعد وفاته بقرون ؟ وعندما اكتشف تبين أنه كما ذكره القرآن الكريم ! .
عزيزي القارىء :
لعلك تقول بعد هذا كله : ماذا جنيت بعد هذا البحث الطويل والتحقيق المضني ؟ ما دمت لم تصل الى شخصية معينة ومعروفة في التاريخ ؟!! .وأقول : من قال انه يشترط الوصول الى شخصية معينة ؟ يكفي أنني بينت بعض الحقائق في شأن هذا الرجل العظيم ، وأزلت عن تاريخه بعض ما تعلق به من شوائب ، وكشفت أنه ليس بواحد من هؤلاء الذين لم يسلم تاريخهم من الطعن وعدم الايمان ...يكفيني هذا .. ويكفيك أنت أن تعرف أن ذا القرنين ليس واحدا من هؤلاء الثلاثة ...
وأرجو من الله العلي القدير أن يوفقني واياك ... وأن يتقبل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم ، ويجعله ذخرا لي يوم الدين ، ويرضى عني ، انه نعم المولى ونعم النصير . اللهم اجعلني قلما ولسانا أدافع عن الاسلام ، اللهم لا لشهرة ولا لمنصب ، ولكن دفاعا عن الاسلام ، وجهادا في سبيلك ، وخالصا لوجهك الكريم ، آمين ، والحمد لله رب العالمين " انتهى .
لتحميل الكتاب :
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=7479hglg; hgwhgp `, hgrvkdk >>>
المفضلات