أخي الفاضل .. الخوف من عقاب الله تعالى لا يتناقض أبداً مع الإيمان بما وعد به من نعيم وجزاء وجنة للمؤمنين ومع حبه للمؤمنين وحبهم له
هذا لأن الله تعالى أمرنا أن نخشى عذابه ونأمل في ثوابه وأن نحبه وصرح بحبه لنا تبارك وتعالى
وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ [الأعراف : 56]
وقال تعالى :
تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ [السجدة : 16]
قال الله تعالى :
إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [البقرة : 195]
إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [البقرة : 222]
قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [آل عمران : 31]
لذلك فنحن نحب الله والله يحبنا وفي نفس الوقت نخشى الله ونخشى عذابه وإن لم نخشَ العذاب قد نغتر بأعمالنا وننسى أن الله تعالى شديد العقاب كما أنه غفور رحيم
الأمر توازن أخي وليس تناقض
فأنت مطالب بالخشية والطمع فيما عند الله وأن تحبه
والله تعالى جزاء ذلك وعدك بتأمين خوفك ومنحك مكافأتك وأعطاك محبته إن فعلت ما أمر
وإن لم يكن هناك خشية من الله أخي في ذلك اليوم .. فلماذا يرسل الله ملائكته إذاً لتطمين المؤمنين ؟
إذاً الخوف موجود ولكنه ليس كخوف أهل الكفر .. فخوف المؤمن يوم القيامة هو خوف خشية وليس خوف فزع
خوف المؤمن يشمله طمعاً في رحمة الله ويخففه ملائكة تطمئن المؤمنين
خوف تعظيم وتقدير وإجلال
أما خوف الكفار فهو فزع دون تطمين و دون ثواب .. فزع ميت الأمل فزع الأعمى الأصم الابكم فزع مع عذاب
:
- إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ, إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً (56) النساء.
إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً [النبأ : 40]
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً [الفرقان : 27]
كل هذا لن يراه المؤمن وهذا بعض ما يراه الكافر
أرجو أن أكون افدتك
السلام عليكم
المفضلات