وهناك نقطة أخرى وهى أن لقاء الراهب بالنبى وهو غلام تم فى وجود شاهد وربماأكثر فلماذا لم تتهم قريشرسول الله صلى الله عليه واله وسلم بأنه تلقى العلم من أى راهب؟لقدأتهموا النبى بأنه مجنون فهل من المنطق أن يتركوا فرصة لقائه بالراهب دون أن يتهموهفيها؟وهناك المزيد من الأسئلة فاذا كان الكتاب المقدس غير عربى فمن الذى ترجمه الىالعربية بحيرا ام النبى صلى الله عليه واله وسلم؟فاذا كان بحيرا قد ترجم كل اسفارالكتاب المقدس وترجم الاسفار الابوكريفية وترجم أخبار الاولين والاخرين الىالعربية ليصنع القرأن المجيد فهل يفعل هذه الجريمة-صناعة دين بشرى-هكذا لله والوطنيصنع دينا جديدا بلامقابل؟أى عبث هذا؟حقا صدق الله العظيم حين قال "انْظُرْكَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا"أمسيقولون كان النبى صلى الله عليه وعلى اله وسلم يحمل الأسفار معه الى مكة وكان صلىالله عليه واله وسلم يعرف كل اللغات وهذا عبث أخر فهل كانت القوافل تأتى من الشاممفردة أم جماعية؟كان هناك شهود يتابعونه صلى الله عليه واله وسلم طيلة حياته كماأن الكتب فى ذلك الزمن كانت كبيرة فكان من يقرء أو يكتب معلوم والقوم –أىالقرشيون-كانوا واثقين حتى بعد انكارهم للنبوة أن الرسول صلى الله عليه وعلى الهوسلم لم يطلع قراءة على شىء وقد أثبت القرأن المجيد ذلك[9]وسؤالأخرهل كان النبى صلى الله عليه واله وسلم يعلم الغيب فيعلم أنه سيهاجر الى يثربويناظر اليهود والنصارى هناك فكان يجهز الكلام قبله بعشرات السنين؟هل كان النبىيعرف أنه سوف يُسئل عن كذا من فلان وسيأتيه وفد نصارى نجران فى العام كذاوسيختلفون معه فى كذا؟وماذا عن مصير الاسفار المزعومةهل تركها فى مكة أم أخذهايثرب؟بما أنها لم تظهر فى الهجرة فحتما لم تكن معه؟حسنا وكيف كان النبى صلى اللهعليه واله وسلم يناظر فطاحل علماء اهل الكتاب فى يثرب؟وكيف أقنع بعضهم بالاسلام؟هذاكله طبعا بأفتراض أن القرأن المجيد ينقل كلام اليهود والنصارى وهذه كذبة أخرى منأكاذيب القوم فالقرأن العظيم يرفض أصلا ما نسبه أهل الكتاب الى الذات الألهية منتجسدوتشبيه وتقليل وسباب ومانسبه القوم الى الأنبياء العظام وتصويرهم كأهل زناودعارة وبلطجة وقطع طرق فكل هذا مرفوض جملة وتفصيلا عندنا.وهناك نقطة أخيرة وهى أنلقاء النبى وهو غلام مع الراهب النصرانى لم يتعد ساعة أوساعتين ولم يثبت سعى النبىأو أبى طالب الى هذا اللقاء بل المنقول هو سعى الراهب الحثيث لهذا اللقاء للتيقنمن صفات النبوة ولم يثبت أن النبى صلى الله عليه واله وسلم كان تلقى منه شىء فأصلاالنبى صلى الله عليه واله وسلم عندما ألتقى الراهب كان أميا كما تحدثت فى البابالأول من هذه الدراسة فكان النبى يحتاج أولا الى ازالة أميته حتى يتعلم العلوم الأعجمية.
__________
[3]قالالذهبى رحمه الله تبارك وتعالى بعد أن ذكر القصة وعلق عليها"مَعَ أَنَّ ابْنَ عَائِذٍ قَدْ رَوَىمَعْنَاهُ فِي مَغَازِيهِ ، دُونَ قَوْلِهِ : وَبَعَثَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍبِلَالًا إِلَى آخِرِهِ , فَقَالَ : ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ , أَخْبَرَنِيأَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى , فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ "
[6]أخرجهبن سعد فى الطبقات بسنده الحسن فقال": أخبرنا خالد بن خداش ، أخبرنا معتمر بن سليمان قال :سمعت أبي يحدث ، عن أبي مجلز " أن عبد المطلب ، أو أبا طالب شك خالد قال :لما مات عبد الله عطف على محمد صلى الله عليه وسلم قال : فكان لا يسافر سفرا إلاكان معه فيه وإنه توجه نحو الشام فنزل منزله فأتاه فيه راهب ، فقال : إن فيكم رجلاصالحا فقال : إن فينا من يقري الضيف ، ويفك الأسير ، ويفعل المعروف أو نحوا من هذا، ثم قال : إن فيكم رجلا صالحا ، ثم قال : أين أبو هذا الغلام ؟ قال : فقال :هأنذا وليه أو قيل : هذا وليه ، قال : احتفظ بهذا الغلام ولا تذهب به إلى الشام إناليهود حسد ، وإني أخشاهم عليه ، قال : ما أنت تقول ذاك ولكن الله يقوله فرده ،قال : اللهم إني أستودعك محمدا ثم إنه مات "
[8]ورداسم بحيرا من طرق كلها مرسلة اوضعيفة جداهى الاولى طريق ابن اسحاق مرسلا ولم يتابععليه والثانى طريق محمد بن عمر عن داوود بن الحصين الاموى وفيه الواقدى وهو متروكوالرواية من ارسال داوود الذى هو ضعيف اصلا والطريق الثالث عن ميمون بن مهرانمرسلا وفيه الفرات بن السائب وهو متروك أيضا والطريق الرابع عن سليمان بن موسى الزهرىمرسلا وسليمان لم يدرك اغلب الصحابة اصلا كما تكلم فى حفظه بعض المتقدمينوالمتأخرين