 |
-
رقم العضوية : 252
تاريخ التسجيل : 30 - 4 - 2008
المشاركات : 61
- شكراً و أعجبني للمشاركة

- شكراً
- مرة 0
- مشكور
- مرة 0
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 0
التقييم : 10
معدل تقييم المستوى
: 18
رد: الاعاصير
تابع
وسجل إعصار "نانسي" في شمال غرب المحيط الهادي في 12 سبتمبر عام 1961 أكبر سرعة حيث بلغت رياحه 342 كم/الساعة, وسجل إعصار "تب" في نفس المنطقة في أكتوبر عام 1979 أكبر امتداد حيث بلغ نصف قطره 1100كم, بينما سجل إعصار "تريسي" بأستراليا في ديسمبر عام 1974 أقل امتداد حيث بلغ نصف قطره 50 كيلومترًا فقط, وسجل إعصار "باثرست باي" بأستراليا عام 1899 أعلى موجة حيث بلغ ارتفاعها 13 مترا, وسجل إعصار "جون" في شهري أغسطس وسبتمبر عام 1994 أطول عمرا حيث استمر لمدة 31 يوما, وسجل إعصار بنجلادش عام 1970 أكبر خسارة بشرية حيث بلغت الوفيات حوالي 300 ألف وفاة على أقل تقدير, بينما سجل إعصار "أندرو" عام 1992 والذي أصاب جزر ألباهاما وولايتي فلوريدا ولويزيانا الأمريكيتين أكبر خسارة مادية حيث بلغت حوالي 26.5 بليون دولار أمريكي.
وقد بدأت الحكومة الأمريكية عام 1962 في القيام بأبحاث حول إمكانية إيقاف الأعاصير قبل وصولها إلى اليابسة إلا أن المشروع قد توقف عام 1983 دون التوصل إلى أية نتائج عملية, فقد رأى عالم أمريكي يسمى "هيوولوبي" أنه بالإمكان إيقافها بإحراق كميات من البترول قريبا منها لتطلق السخام الأسود وبسبب لونه الأسود يقوم بامتصاص حرارة الشمس وتكوين تيارات صاعدة تعطل سير الإعصار, أو بوضع مرآة ضخمة في الفضاء تعكس أشعة الشمس عليه لتقوم بنفس المهمة, إلا أن كل تلك الأفكار لم تجد حيزاً للتنفيذ حتى الآن وما زالت الأعاصير الحلزونية تدور؛ وتدور معها رحى الخسائر.
التيارات النفاثة:
اكتشف حديثا ما يسمي بالرياح النفاثة Jet Stream على ارتفاعات عالية في الجو متموجة الشكل, وعندما تتكون تلك التيارات فإن العاصفة تتبعها عند التقاء كتل هوائية باردة وأخرى ساخنة, وفي قوله تعالى: "وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا. فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا. وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا. فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا" (المرسلات :1 - 4)؛ العرف في الأصل هو عرف الفرس أو الديك وهو متموج الشكل، ويسمي كل مرتفع عرفا كما في قوله تعالى: "وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ" (الأعراف :46), ومن وجوه التفسير أن "َالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا" وصف لرياح ترسل متتابعة وأن "فالعاصفات عصفا" وصف آخر يتبع الأول للرياح, ورأى بعض الباحثين أنهما يلتقيان مع الرياح النفاثة وتأثيرها في نشأة الأعاصير الدوارة؛ فالأول وصف لشكلها المتموج والثاني بيان لتأثيرها الدوار على رياح أقرب لسطح الأرض تجعلها عواصف دوارة أو أعاصير، ولكن المدهش أن وصف الرياح المتموجة بكلمة "عُرْفًا" وبيان دورها في نشأة الأعاصير يتضمن خلاصة كشف علمي لم يعرفه الباحثون إلا حديثا جدا.
الاحتباس الحراري:

كشفت دراسة حديثة أن عدد الأعاصير المدمرة مثل كاترينا وأندرو قد تزايد خلال العقود القليلة الماضية وعزت سبب هذا التزايد إلى ظاهرة الاحتباس الحراري, كما بينت أن عدد الأعاصير الشديدة قد ارتفع من 11 إعصارا سنويا إبان السبعينيات إلى 19 إعصارا منذ العام 1990, واستنادا للمبدأ القائل بأن المحيطات هي سبب التغيرات المناخية التي تحدث على اليابسة قال بيتر وبستر من معهد جورجيا للتكنولوجيا أن بخار الماء الناتج من ارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات هو بمثابة الوقود الذي يعجل من سرعة الأعاصير, وأعلن أن معدل درجة حرارة مياه أسطح البحار قد ارتفعت درجة مئوية بين العامين 1970 و2004, وحذر غريغ هولاند من المركز القومي لأبحاث المناخ بأن من المحتمل أن تشهد السنوات المقبلة تزايدا في أعاصير تشبه في خطورتها وقوتها الإعصار كاترينا والإعصار أندرو, وأجمع الباحثون على أن ارتفاع درجات الحرارة على أسطح البحار سببها الاحتباس الحراري, ولاحظوا أن 171 إعصارا شديدا قد ضربت المنطقة شرق الولايات المتحدة الأمريكية بين عامي 1975 و1989 وأن العدد ارتفع إلى 269 في الفترة الممتدة من عام 1990 إلى عام 2004, وقد اعترفت كذلك أكاديمية العلوم الوطنية الأمريكية بوجود علاقة بين النشاط البشرى الذي يؤدى إلى انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون وبين ظاهرة الانحباس الحراري وما تسببه من آثار مدمرة للبيئة, وأصدرت كل من وزارتي الطاقة والتجارة الأمريكيتين تقريراً مشتركاً يتضمن اعترافاً صريحا بالأضرار التي يمكن أن تلحق بكوكب الأرض بسبب الاحتباس الحراري, وتشكل أوربا واليابان وأمريكا الشمالية مجتمعة ما يقرب من 15 % من سكان العالم إلا أنهم مسئولون عن حوالي ثلثي (66 %) غاز ثاني أكسيد الكربون الذي تطلقه المصانع, وأما الولايات المتحدة الأمريكية التي لا يزيد عدد سكانها عن 5 % من سكان العالم فهي مسئولة وحدها عن ربع تلك الكمية (25 %), أي أن أقل من 20 % من سكان العالم يتسببون في إطلاق أكثر من 90 % منها, ولكن العواقب الوخيمة تنال الكل على حد سواء ولا تميز بين من أطلقها ومن لم يطلقها.
وإذا ارتفعت درجة حرارة الكوكب نتيجة لتراكم مخلفات المصانع خاصة في البلدان المتقدمة تلك فمن المحتمل أن تزداد حرارة سطح المحيطات في المناطق الاستوائية فتتضاعف الأعاصير وتزداد عنفا وضراوة ويذوب جليد القطبين ويرتفع مستوى سطح البحر ليدمر مدن الشواطئ، وقد أصبح تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو حاليا أعلى بحوالي 32 % مما كان عليه قبل بداية الثورة الصناعية حوالي عام 1750, وقد تضاعفت موجات الحر في معظم بلدان العالم في أواخر القرن العشرين بما لم يسبق له مثيل طوال الألفية الماضية, ووفقا لسجلات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية شهد عام 2003 موجة حر قاسية, وشهد عام 2002 موجة حر أشد قسوة, وأما موجة الحر عام 1998 فلم يشهدها صيف خلال السنوات الألف الماضية منذ عام 1861, ويقدر معدل ارتفاع درجة الحرارة في الفترة منذ عام 1976 حتى عام 2005 بثلاثة أمثال معدله للسنوات المائة الماضية, ووفقا لتقرير اللجنة الدولية للتغييرات المناخية التابعة للأمم المتحدة قد ارتفع مستوى مياه البحار من 9 إلى 21 سم (0.3-0.7 قدم) في مقابل ارتفاع في درجة الحرارة يتراوح بين 0.4 إلى 0.8 درجة مئوية, واعتبر ذلك أعلى ارتفاع لدرجة الحرارة تعرض له كوكب الأرض منذ ألف عام مما ينذر بتوالي الكوارث بنسق متصاعد.
ويتوقع الخبراء أن يزداد ارتفاع سطح البحر إلى 88 سنتمتراً بحلول عام 2100 الأمر الذي يهدد حياة 100 مليون إنسان يعيشون على أراضي منخفضة, ناهيك عن تزايد الإصابة ببعض الأمراض كالملاريا نتيجة لتزايد تكاثر البعوض الناقل لها في الجو الحار, وقد نبهت هذه التحذيرات الدول للتداعي إلى الاجتماع في محاولة لتجنب الخطر من خلال اتفاقيات ملزمة كان أبرزها معاهدة كيوتو Kyoto Protocol الذي وافقت عليه كل الدول الصناعية الكبرى إلا الولايات المتحدة الأمريكية ذات المسئولية الأعظم في تخريب المناخ, ولكن مع توالي الأعاصير وتزايد عنفها يوما بعد آخر يدفع سكانها الأبرياء الثمن, وكل ذي حس إنساني تؤلمه المشاهد المروعة يواسي المنكوبين وينتظر غد تتكاتف فيه أيدي الجنس البشري جميعا للعيش بسلام وبناء عالم يخلو من العنصرية والأطماع والهيمنة والاستكبار, ويأمل على الأقل اليوم أن يُستجاب لتحذيرات الخبراء, والعجيب أن تلك التحذيرات تتفق تماما مع ما سبق وقرره القرآن من أن الفساد في البر والبحر قد ينجم عن النشاط البشري في قوله تعالى: "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الّذِي عَمِلُواْ لَعَلّهُمْ يَرْجِعُونَ" (الروم : 41).
|
 |
المفضلات