سأستمر في الحوار معك في حالة واحدة فقط .. إذا بينت حسن نيتك عمليا .. بأنك تبحث عن الحق بصدق وأنك ستعترف به وتتبعه فورا إذا ظهر أمامك .. وأنك لست هنا لمجرد حب الجدال لأجل الجدال ..
وأنت عندما تعترف بالحق الواضح أو بأنك كنت مخطئا في نقطة معينة .. فصدقني والله لن أشعر بنشوة انتصار أو شيئ من هذا القبيل كما ربما تظن .. بالعكس ستزداد قيمة في نظري وسيزاد حبي للخير لك أكثر ..
وأنا سأفعل نفس الشيئ إذا ظهر لي حق واضح في كلامك أو أنني كنت مخطئا في نقطة معينة .. وسأعترف به فورا ..
أول شيئ ستثبت به حسن نيتك هو أن تعترف باستحالة إبطال قانون السببة في العدم (كقانون عقلي عام وليس كقانون فيزيائي فقط) .. وهذا بعدما اعترفت بأن أفكارك واستنتاجاتك نفسها مبنية على قانون السببية .. وطبعا ما بني على باطل فهو باطل عند جميع العقلاء .. فبالتالي تكون أفكارك واستنتاجاتك نفسها مثلها مثل قانون السببية لا تصلح لإثبات بطلانه في العدم لأنها هي نفسها جاءت بقانون السببية ..
إذن لا يمكنك القول أن الكون جاء من العدم بدون سبب ..
(هو سبب مختلف ؟ .. لا إشكال عندي أتفق معك أنه سبب مختلف .. المهم أننا أثبتنا أنه سبب وليس العدم أو اللاشيئ ) ..
بل ويجب أيضا أن تعترف باستحالة مجرد التشكيك في قانون السببية ( أي قول لا أدري) .. لأنك إذا قمت بالتشكيك في قانون السببية فهذا يعني أنه من الممكن التشكيك في كل شيئ وفي كل قانون وفي كل فكرة أو استنتاج .. لأن هؤلاء جميعا وباعترافك تم بناؤهم على قانون السببية نفسه ..
وهكذا أصبحنا في مبدأ الشك في كل شيئ .. وهو مبدأ باطل أيضا .. لأننا إذا طبقنا المبدأ على نفسه سيكون هو نفسه يقبل الشك .. وبالتالي هو مبدأ غير صحيح .. أو بطريقة رياضية إذا كنت تفهم الرياضيات :
If P true where P(X)={X fault}
Then P(P)={P fault} => P fault => contradiction
بعيدا عن المرواغات والجدال الذي لا طائل من ورائه .. كل شيئ واضح وضوح الشمس في رابعة النهار .. إذا اعترفت بأن هذه النقطة محسومة .. أي لا سبيل لإبطال قانون السببية في العدم أو مجرد التشكيك فيه .. ستشجعني على الاستمرار معك ..
المفضلات