• مسألة (طاعة الرسول):
  • 1. لا نختلف أن طاعة الرسول هي طاعة لله؛ لأن الله أمر بطاعة رسوله، بل الاختلاف هو في الخطاب؛ فإن كان لا طاعة للرسول بغير القرآن أصبحت الآيات التي تأمر بطاعة الله وطاعة الرسول عبثا؛ لأنه إن كان المقصود بالطاعة اتباع القرآن وحده كان يكفي أن يأمر بطاعته أو طاعة رسوله. وعليه، فالخطاب الذي يأمر بطاعة الرسول جنبا إلى جنب مع طاعة الله يدل على أن طاعة الرسول واجبة إذا أتى بأشياء ليست في القرآن:" فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"، (النور: 63).

    2. : (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ)، أي: للقرآن والنبي وهو حي، ولأحاديثه وهو ميت. إن كان الرد هو للقرآن وحده كان يكفي أن يذكر نفسه أو رسوله، ولا فائدة من ذكرهما معا إن كان الرد للقرآن وحده، وهذا عبث، والعبث منفي عن القرآن، فلم يبق إلا أن يكون للرسول حكم لم يثبت بالقرآن أوحى به الله إليه.

    3. : (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا). هذه الآية صريحة في الفصل بين القرآن الكريم والرسول؛ فلم يكتف بقوله: (تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ)، أي: القرآن، بل (وَإِلَى الرَّسُولِ)، فماذا بعد الحق إلا الضلال؟!

    4. : (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ). لم يكتف بقوله: (تعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ)، أي: القرآن، بل (وَإِلَى الرَّسُولِ)، فماذا بعد الحق إلا الضلال؟!

    5. : (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ... وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ)، ومعلوم أنَّ التحليل والتحريم في القرآن ينسب لله مباشرة، ولا يوجد تحليل وتحريم من قبل رسول الله إلا في الأحاديث النبوية.

    6. : (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)، فهذه ثلاثة أوامر، منها طاعة الرسول، أي طاعة الرسول ليست اتباع القرآن؛ لأن القرآن يأمر بالصلاة والزكاة وطاعة الرسول، وهذا ما فهمه الصحابة؛ لذلك كانوا حريصين على طاعته التي هي غير القرآن.

    7. : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا). معلوم أن قضاء الله هو القرآن، فما هو قضاء محمد؟ ولا آية من قضاء محمد، ولا حكم في القرآن من قضاء محمد، بل قضاؤه ظهر في التشريعات التي لم توجد في القرآن، وقد ألزم القرآن العمل بتشريعات سيدنا محمد، واعتبر تركها ضلالا مبينا، وهذه التشريعات لا توجد بغير الأحادبث النبوية.