"‏قال الحسن البصري - رحمه الله - :
لا أظن أن الله يعذب رجلاً استغفر..
فقيل لماذا !؟
قال : من الذي ألهمه الاستغفار؟
فقيل : الله ..
فقال الحسن :
كيف يلهمه الاستغفار ويريد به أذى ؟!
" وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون "

أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ’
قَولُه تَعالى ’ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ’
وفيها قِراءَتين:
الأولى: في روايَة غير مُتواتِرَة ’ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِون ’
لاعتِبار ’ الظالمون ’ فاعِل يُرفَع بالواو لأنّه جَمع مُذكَر سالِم.
وَ ’ عَهدي ’ مَفعول بِه مُقَدّم عَلى الفاعِل إهتِماماً بِه.
والمَعنى: ’ أن الظالِمين لا يَنالونَ عَهدَ الله ’
الثانِيَة: بِنَصبِ ’الظالمين’، وتُنصَب بالياء لأنّها جَمع مُذكّر سالِم،
عَلى إعتِبارها ’ مَفعول بِه .. وَ ’ عَهدي ’ فاعِل مَرفوع بِضَمّة مُقَدّرة عَلى ياء المُتكَلّم .
والمَعنى: ’ لا يَنال عَهدُ الله بالإمامَة ظالِماً، أي: ليسَ لِظالِم أن يَتَوَلّى إمامَة المُسلمين ’
وَورود الآيَة بِصيغَة الإخبار الذي يُفيد الأمر ’ أمر الله لِعبادِه ’
أن لا يُولّوا أمور الدينِ والدُنيا ظالِماً .

أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ’
في سورَة الزَلزَلَة يَقولُ الله تَعالى
’ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ’
فَفي الأولى ’ ذَرَّةٍ خَيْرًا ’ والثانِيَة ’ ذَرَّةٍ شَرًّا ’
فحُكمُ التِلاوَة في الأولى إظهار ’ تَنوين وبَعدَه حَرفُ الخاء ’
وحُكم التِلاوَة في الثانِيَة إخفاء وفيهِ غُنّة بِمقدار حَركتين ’ تَنوين وبَعدَه حَرفُ الشين ’
يَقولُ العُلماء: لَمّا كانَ الخَير يُكتَب بِمُجَرّد وقوعِهِ مِن العَبد فَما احتاج إلى فَصل
’ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ’ وهَذا مِن كَرَمِ الله وفَضلِه عَلى عَبدِه ..
ولَمّا كانَ العَبدُ إذا أذنَبَ يُمهَل، ناسَبَ أن يَكونَ هُناكَ صَوت
يَفصِل بينَ الحَركَة والحُكم ’ الغُنّة ’ في حُكم الإخفاء .