(5) لماذا لم يؤذن للرسول صلى الله عليه وسلم في الإستغفار لأمه ؟

قبل الإجابة على هذا السؤال أحب أن أعيد وأؤكد على الفرق بين :-

1. شرك والدي الرسول صلى الله عليه وسلم (المفترض) !
2. شرك عم النبي صلى الله عليه وسلم.
3. شرك أبو ابراهيم صلى الله عليه وسلم.

فالثالث اشرك بإختياره ، أما الأول فهم لم تصلهم أي رسالة كي يشركوا او يؤمنوا بها ، اما الثاني فشرك عم النبي يتشابه جداً مع شرك ابو ابراهيم ؛ فهو الأحق بأن يكون سبب نزول الآية وهو الأحق بعدم الإستغفار.

إذا ما هو تفسير قول الرسول صلى الله عليه وسلم "استأذنت ربي ان استغفر لأمي فلم يأذن لي ، وأستاذنته أن أزورها فاذن لي" ؟

ولما كان سبب نزول الآية عدم الإستغفار للمشركين والمقصود عم النبي صلى الله عليه وسلم ، لما اندرج هذا الحديث تحت موضوعنا أصلاً ...ولنوضح ذلك بمثال.

منع أحد الأباء إبنه من زيارة أصدقاءه ومنعه أيضاً من زيارة عمته على سبيل المثال..فالسؤال : هل أصدقاؤه بنفس منزلة عمته ؟ الإجابة : لا

على الرغم من تشابه العقاب-وهو الأمر بعدم الزيارة- إلا أن الأسباب قد تكون مختلفة وإن لم تظهر لنا واضحة ؛ فتشابه الوضع لا يعني تشابه الأسباب ، كذلك الأمر ، فعدم استغفار النبي للمشركين بسبب شركهم لا يعني بالضرورة أن منعه عن الاستغفاره لأمه كان بسبب شركها ، فتشابه الوضع لا يعني تشابه السبب .

فو إن كان الأمر على ظاهره متشابه إلا أن طبيعته مختلفة ... راجع المثال مرة أخرى.

من جانب آخر من قال أصلاً أن أم الرسول مشركة ؟ من إعتبر هذه النقطة مُسَلم بها أصلاً حتى يرد على أن آية عدم الإستغفار قد نزلت فيها؟

فقد قلنا أن المشرك هو من علم الحق وعاند وجعل لله نداً بعدما اتم انذاره..وهي لم يتم انذارها ولم يُبعث لها رسول ولم تعلم الحق حتى تقبله او ترفضه..فمن قال أن الآية تنطبق عليها ؟

الخلاصة :-


  1. والدي الرسول لم يكونا مشركين.

  2. والدي الرسول من أهل الفترة.

  3. النار المقصودة هي نار أهل الفترة (نار الإمتحان).

  4. إستغفار النبي لأمه لا يندرج تحت الآية ، بل المقصود هو عمه فقط.

  5. تشابه شرك عم النبي وشرك ابو ابراهيم.

  6. شرك عم النبي هو سبب نزول الآية.


إذاً والدي الرسول صلى الله عليه وسلم ناجيان بإذن الله بالدليل والبرهان




والحمد لله رب العالمين

سيف الحتف