2301 - " من اتقى الله كل لسانه ، و لم يشف غيظه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/326 ) :
منكر
رواه ابن أبي الدنيا في " الورع " ( 166/1 ) : نا محمد بن بشير : نا عبد الرحمن
ابن حريز : نا أبو حازم عن سهل بن سعد مرفوعا .
و من طريق ابن أبي الدنيا رواه السلفي في " الأربعين البلدانية " ( 21/2 ) ،
و أبو القاسم بن عساكر في " طرق الأربعين " ( 56/2 ) ، و ابن النجار في " ذيل
تاريخ بغداد " ( 10/57/2 ) .
و من طريق محمد بن بشير أبي جعفر الزاهد رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 230 ) ،
و قال :
" ابن حريز هذا مجهول بالنقل ، لا يتابع على حديثه ، و فيه رواية من وجه آخر
نحو هذا أو يقاربه في الضعف " .
و في " الميزان " :
" لا يعرف ، و عنه محمد بن بشير الزاهد مثله " .
و أقره الحافظ .
و قال ابن عساكر :
" هذا حديث غريب ، و هو مشهور من قول أمير المؤمنين عمر " .
و كذا كتب على هامش " الأربعين " محمد بن أحمد بن محمد بن النجيب .
(5/300)
2302 - " ريح الجنة يوجد من مسيرة مائة عام ، لا يجد ريحها مختال ، و لا منان بعمله ،
و لا مدمن خمر " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/327 ) :
ضعيف جدا
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/283 ) و السياق له ، و الشجري في "
الأمالي " ( 1/32 و 2/308 ) ، و ابن الجوزي في " جامع المسانيد " ( 65/1 ) عن
الربيع بن بدر عن هارون بن رئاب عن مجاهد عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، الربيع بن بدر متروك .
و لفظ الشجري : " خمسمائة عام " . و قد روي بهذا اللفظ من حديث ابن عباس نحوه ،
و سيأتي برقم ( 3651 ) .
(5/301)
2303 - " تكون إبل للشياطين ، و بيوت للشياطين ، فأما إبل الشياطين ، فقد رأيتها ،
يخرج أحدكم بجنيبات معه قد أسمنها ، فلا يعلو بعيرا منها ، و يمر بأخيه قد
انقطع به ، فلا يحمله . و أما بيوت الشياطين ; فلم أرها " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/327 ) :
ضعيف
رواه أبو داود في " الجهاد " رقم ( 2568 ) من طريق ابن أبي فديك : حدثني
عبد الله بن أبي يحيى عن سعيد بن أبي هند قال : قال أبو هريرة : ... فذكره
مرفوعا به ، و زاد :
" و كان سعيد يقول : لا أراها إلا هذه الأقفاص التي تستر الناس بالديباج " .
قلت : و هذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين ; غير عبد الله بن أبي
يحيى ، و هو عبد الله بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي الملقب بـ " سحبل " ، و هو
ثقة ، و ابن أبي فديك هو محمد بن إسماعيل ، و فيه كلام يسير .
ثم تبين أن فيه انقطاعا بين سعيد و أبي هريرة ، قال ابن أبي حاتم في " المراسيل
" ( ص 52 ) عن أبيه :
" سعيد لم يلق أبا هريرة " ، و نقله عنه العلائي ( 224/246 ) ، و أقره .
و قد كنت أوردت الحديث في " الصحيحة " برقم ( 93 ) قبل أن يتبين لي الانقطاع
المذكور ، فالحمد لله الذي هدانا لهذا ، و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .
(5/302)
2304 - " إن الله يبغض كل جعظري جواظ ، سخاب في الأسواق ، جيفة بالليل ، حمار بالنهار
، عالم بأمر الدنيا ، جاهل بأمر الآخرة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/328 ) :
ضعيف
رواه ابن حبان في " صحيحه " ( 72 - الإحسان ) : أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن :
حدثنا أحمد بن يوسف السلمي : أنبأنا عبد الرزاق : أنبأنا عبد الله بن سعيد بن
أبي هند عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ..
فذكره .
قلت : و هذا سند صحيح ، رجاله كلهم ثقات معروفون من رجال مسلم ; غير شيخ ابن
حبان أحمد بن الحسن ، و هو أبو حامد النيسابوري المعروف بابن الشرقي ; قال
الخطيب ( 4/426 - 427 ) :
" و كان ثقة ثبتا متقنا حافظا " .
و تابعه أبو بكر القطان : حدثنا أحمد بن يوسف السلمي به .
أخرجه البيهقي ( 10/194 ) .
ثم تبين أنه منقطع بين سعيد و أبي هريرة كما تقدم في الحديث الذي قبله ، فراجعه
. و قد كان في " الصحيحة " أيضا ( 195 ) .
و قال العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2/44 ) :
" رواه أبو بكر بن لال في " مكارم الأخلاق " من حديث أبي هريرة بسند ضعيف " .
و قد وجدت له طريقا أخرى ، إلا أنها واهية جدا ، فلا يستشهد بها .
أخرجه الأصبهاني في " الترغيب و الترهيب " ( ق 200/2 ) من طريق محمد بن
عبد الله بن إبراهيم بسنده عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة
به .
قلت : و المقبري هذا متروك ، و ابن إبراهيم هو الأشناني ; قال الخطيب في "
التاريخ " ( 5/439 ) :
" روى عن الثقات أحاديث باطلة ، و كان كذابا يضع الحديث . قال الدارقطني : كذاب
، دجال " .
لكنه تابعه ثقة عند أبي الشيخ في " الأمثال " ، فالآفة من المقبري ، والله أعلم
.
قلت : و ما أشد انطباق هذا الحديث - على ضعفه - على هؤلاء الكفار الذين لا
يهتمون لآخرتهم ، مع علمهم بأمور دنياهم ، كما
فيهم : *( يعلمون
ظاهرا من الحياة الدنيا ، و هم عن الآخرة هم غافلون )* ، و لبعض المسلمين نصيب
كبير من هذا الوصف ، الذين يقضون نهارهم في التجول في الأسواق و الصياح فيها ،
و يضيعون عليهم الفرائض و الصلوات ، *( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون
. الذين هم يراؤن . و يمنعون الماعون )* .
(5/303)
2305 - " إذا أراد أحدكم أمرا فليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أستقدرك بقدرتك ،
و أسألك من فضلك ، فإنك تقدر و لا أقدر ، و تعلم و لا أعلم و أنت غلام الغيوب .
اللهم إن كان كذا و كذا - من المر الذي يريد - لي خيرا في ديني و معيشتي
و عاقبة أمري ، [ فاقدره لي ، و يسره لي ، و أعني عليه ] ، و إلا فاصرفه عني ،
و اصرفني عنه ، ثم قدر لي الخير أينما كان ، لا حول و لا قوة إلا بالله " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/330 ) :
ضعيف
أخرجه أبو يعلى في مسنده ( رقم 1342 ) ، و ابن حبان ( 686 ) ، و البيهقي في "
الشعب " ( 1/151 ) من طريق ابن إسحاق : حدثني عيسى بن عبد الله بن مالك عن محمد
بن عمرو بن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت النبي صلى الله
عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و إسناده حسن ; لولا أن عيسى هذا قال ابن المديني :
" مجهول ، لم يرو عنه غير محمد بن إسحاق " . و لذا قال في " التقريب " :
" مقبول " .
لكن قد روى عنه جمع من الثقات ترتفع بهم الجهالة عنه ، و لذلك ملت في " تيسير
الانتفاع " إلى أنه حسن الحديث ما لم يخالف ; كما في حديث آخر له في ( الصلاة )
، ذكر فيه ( التورك بين السجدتين ) دون ( التشهد ) ! و كما في هذا ، فإنه زاد
في آخره ( الحوقلة ) مخالفا في ذلك كل أحاديث الاستخارة :
فقد أخرجه ابن حبان ( 685 و 687 ) من حديث أبي أيوب الأنصاري و أبي هريرة
مرفوعا نحوه دون هذه الزيادة .
و أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 10012 ) من طريق صالح بن موسى الطلحي
عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود مرفوعا نحوها بدونها . لكن
الطلحي هذا متروك .
و كذلك أخرجه البخاري و غيره من حديث جابر مرفوعا ، و هو مخرج في " صحيح أبي
داود " ( رقم 1376 ) و غيره .
و قد استنكر بعضهم حديث جابر هذا ، و لا وجه لذلك عندي ، و هذه شواهد لحديثه
تدعمه ، و تشهد لثبوته ، في الوقت الذي تشهد لنكارة هذه الزيادة في حديث أبي
سعيد هذا ، و لذلك خرجته هنا .
و حديث أبي هريرة عند ابن حبان ( 687 - الموارد ) من طريق حمزة بن طلبة : حدثنا
ابن أبي فديك : حدثنا أبو المفضل بن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده عنه
به .
و حمزة بن طلبة ذكره ابن حبان في " ثقاته " ( 8/210 ) ، و قد توبع ، فقد أخرجه
البخاري في " التاريخ الكبير " ( 2/2/257 - 258 ) قال : قال لي إبراهيم بن
المنذر : عن ابن أبي فديك به .
و رجاله ثقات رجال الصحيح ; غير أبي المفضل هذا ; قال ابن حبان عقب الحديث :
" اسمه شبل بن العلاء بن عبد الرحمن ، مستقيم الأمر في الحديث " .
و قال في " الثقات " ( 6/452 ) :
" روى عن ابن أبي فديك بنسخة مستقيمة ، حدثنا بها المفضل بن محمد العطار
بأنطاكية . قال : حدثنا أحمد بن الوليد بن برد الأنطاكي قال : حدثنا ابن أبي
فديك : حدثنا شبل بن العلاء عن أبيه " .
قلت : فهذه متابعة أخرى لحمزة بن طلبة ، فالإسناد حسن ، و هو شاهد قوي لحديث
جابر ، و شاهد على نكارة الزيادة في حديث أبي سعيد الخدري ، والله تعالى أعلم .
(5/304)
2306 - " إذا أراد الله بقوم نماء أو بقاء رزقهم العفاف و القصد ، و إذا أراد الله
بقوم اقتطاعا فتح عليهم ، حتى إذا فرحوا بما أوتوا ... الحديث " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/332 ) :
ضعيف جدا
رواه الديلمي ( 1/1/97 ) من طريق أبي الشيخ عن عراك بن خالد : حدثنا أبي :
حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن عباد مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، عراك هو ابن خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي
مالك الشامي . قال الذهبي في " الضعفاء " :
" قال أبو حاتم : ليس بالقوي " .
و قال الحافظ :
" لين " .
قلت : و أبوه شر منه ; قال الذهبي :
" قال النسائي : ليس بثقة " .
2307 - " إذا أردت أمرا فعليك بالتؤدة حتى يريك الله منه المخرج ، أو حتى يجعل الله لك
مخرجا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/332 ) :
ضعيف
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 888 ) ، و الخرائطي في " مكارم الأخلاق "
( 2/688/735 ) من طريق الطيالسي - و ليس هو في " مسنده " المطبوع - و البيهقي
في " الشعب " ( 2/68/1187 ) ; كلاهما من طريق ابن المبارك عن سعد بن سعيد
الأنصاري عن الزهري عن رجل من بلي قال :
" أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي ، فناجى أبي دوني ، قال : فقلت
لأبي : ما قال لك ؟ قال : " فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل سعد بن سعيد ; و هو ابن قيس بن عمرو الأنصاري ،
قال الحافظ :
" صدوق سيىء الحفظ " .
و الحديث عزاه المناوي للطيالسي أيضا ، و الخرائطي ، و البغوي ، و ابن أبي
الدنيا ، و البيهقي في " الشعب " ، و قال :
" رمز المؤلف لحسنه ، و فيه سعد بن سعيد ، ضعفه أحمد و الذهبي ، لكن له شواهد
كثيرة " .
قلت : ليته ذكر و لو بعضها ، فإني لا أستحضر شيئا منها ، فإن وجد له شاهد معتبر
نقلته إلى الكتاب الآخر ، و أما الحديث الآتي فلا يصلح شاهدا لشدة ضعفه و هو :
" إذا أردت أمرا فتدبر عاقبته ، فإن كان خيرا فأمضه ، و إن كان شرا فانته " .
2308 - " إذا أردت أمرا فتدبر عاقبته ، فإن كان خيرا فأمضه ، و إن كان شرا فانته " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/333 ) :
موضوع
رواه ابن المبارك في " الزهد " ( 159/2 من " الكواكب " 575 ) ، و هناد ( 519 )
، و وكيع ( 16 ) ، و ابن المبارك ( 14 ) ; كلهم في الزهد ، و المروزي في "
زياداته " ( 15 ) : حدثنا سفيان عن خالد بن أبي كريمة قال : سمعت أبا جعفر -
قال ابن صاعد : أبو جعفر هذا يقال له : عبد الله بن مسور الهاشمي ، و ليس بمحمد
ابن علي - يقول : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : بارك الله
للمسلمين فيك ، فخصني منك بخاصة بخاصة خير ، قال : أمستوص أنت ؟ أراه قال ثلاثا
، قال : نعم ، قال : اجلس ، إذا أردت ... الحديث .
و هذا موضوع ، آفته عبد الله بن مسور الهاشمي ; قال الذهبي :
" ليس بثقة ، قال أحمد و غيره : أحاديثه موضوعة " .
و قال العراقي في " تخريج الإحياء " ( 3/185 ) :
" ضعيف جدا " .
قلت : و من طريقه أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/305 ) ، لكن جعله عن
ابن مسعود !
2309 - " أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام : إنك لن تتقرب إلي بشيء أحب إلي من
الرضا بقضائي ، و لم تعمل عملا أحبط لحسناتك من الكبرياء ، يا موسى ! لا تضرع
إلى أهل الدنيا فأسخط عليك ، و لا تخف بدينك لدنياهم فأغلق عليك أبواب رحمتي ،
يا موسى ! قل للمذنبين النادمين : أبشروا ، و قل للعاملين المعجبين : اخسروا "
.
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/334 ) :
ضعيف
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 5/45 و 7/127 ) قال : حدثنا سليمان بن أحمد :
حدثنا علي بن سعيد بن بشير الرازي : حدثنا يونس بن عبد الأعلى : حدثنا أبو
الربيع سليمان بن داود الإسكندراني عن سفيان الثوري عن منصور عن مجاهد عن
ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال :
" غريب من حديث الثوري عن منصور عن مجاهد ، لم نكتبه إلا من حديث أبي الربيع "
.
قلت : و هو ثقة اتفاقا ، و سائر رجاله ثقات رجال الشيخين ; غير شيخ سليمان بن
أحمد - و هو الطبراني - علي بن سعيد الرازي ، فإنه مع حفظه متكلم فيه ، فجاء في
" سؤالات حمزة السهمي للدارقطني " ( 244/348 ) :
" سألت الدارقطني عنه ؟ فقال : ليس في حديثه بذاك ، سمعت بمصر أنه كان والي
قرية ، و كان يطالبهم بالخراج ، فما كانوا يعطونه فيجمع الخنازير في المسجد !
فقلت : كيف هو في الحديث ؟ قال : قد حدث بأحاديث لم يتابع عليها . ثم قال : في
نفسي منه ، و قد تكلم فيه أصحابنا بمصر ، و أشار بيده ، و قال : هو كذا و كذا ،
و نفض بيده ، يقول : ليس بثقة " .
و نقله الذهبي في " السير " ( 14/146 ) ، و الحافظ في " اللسان " ، و أقراه ،
و صححت منهما بعض الأحرف . و زاد الحافظ :
" و قال ابن يونس في " تاريخه " : تكلموا فيه ، و كان من المحدثين الأجلاء ،
و كان يصحب السلطان ، و يلي بعض العمالات " .
و لذلك أورده الذهبي في " الضعفاء " ، و أوجز فيه الكلام - كعادته - فقال :
" قال الدارقطني : ليس بذاك ، تفرد بأشياء " .
و الحديث لم يورده السيوطي في " جوامعه " ، و لا الهيثمي في " مجمعه " ، و هو
في " فردوس الديلمي " ( 1/143/509 ) ، و ليس هو في " الغرائب الملتقطة من مسند
الفردوس " .
2310 - " من سب عليا فقد سبني ، و من سبني سبه الله " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/336 ) :
منكر
رواه ابن عساكر ( 12/203/1 ) عن إسماعيل بن الخليل عن علي بن مسهر عن أبي إسحاق
السبيعي قال :
حججت و أنا غلام ، فمررت بالمدينة ، فرأيت الناس عنقا واحدا ، فاتبعتهم ، فأتوا
أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، فسمعتها و هي تقول : يا شبيب بن
ربيع ! فأجابها رجل جلف جاف : لبيك يا أمه ! فقالت : أيسب رسول الله صلى الله
عليه وسلم في ناديكم ؟ فقال : إنا نقول شيئا نريد عرض هذه الحياة الدنيا ،
فقالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و إسماعيل بن الخليل ثقة من رجال الشيخين ، و قد خولف في إسناده ، فرواه
أبو جعفر الطوسي الشيعي في " الأمالي " ( ص 52 - 53 ) من طريق أحمد ، و هذا في
" المسند " ( 6/323 ) : حدثنا يحيى بن أبي بكر قال : حدثنا إسرائيل عن أبي
إسحاق عن أبي عبد الله الجدلي قال :
دخلت على أم سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : أيسب ... الحديث . دون
قوله : " و من سبني سبه الله " .
و رواه الحاكم ( 3/121 ) بسند أحمد مثل رواية ابن عساكر ، و قال :
" صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .
قلت : و فيه نظر من وجهين :
الأول : أن أبا إسحاق السبيعي كان اختلط ، لا يدري أحدث به قبل الاختلاط أن
بعده ، و الراجح الثاني ، لأن إسرائيل - و هو ابن يونس بن أبي إسحاق - و هو
حفيد السبيعي إنما سمع منه متأخرا . و لعل من آثار ذلك اضطرابه في إسناده
و متنه .
أما الإسناد ; فظاهر مما تقدم ، فإنه في رواية إسرائيل جعل بينه و بين أم سلمة
( أبا عبد الله الجدلي ) ، و في رواية إسماعيل بن الخليل صرح بأنه سمع من أم
سلمة ! إلا أن يكون سقط من " التاريخ " ذكر ( الجدلي ) هذا .
و أما المتن ; فقد رواه فطر بن خليفة عنه عن الجدلي عن أم سلمة موقوفا دون
الشطر الثاني منه .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 23/322 - 323 ) .
و فطر هذا ثقة من رجال البخاري ، و روايته هي المحفوظة ، لأن لها طريقا أخرى عن
أم سلمة ، و قد خرجتها في " الصحيحة " ( 3332 ) .
الثاني : أن أبا إسحاق مدلس ، و قد عنعنه .
( تنبيه ) : يبدو من رواية أحمد أن في رواية ابن عساكر سقطا ، فإنه لم يرد فيها
ذكر لأبي عبد الله الجدلي ، فالظاهر أنه سقط من الناسخ . والله أعلم .
المفضلات