في أحسن القصص كان أخوة يوسف عليه السلام يعلمون أن يعقوب عليه السلام لم يكن واثقاً في نواياهم تجاه أخيهم ولهذا جاءوا بالتوكيد في كلامهم ليطمئن أبيهم وما كانوا بحاجة إليه لو كان الأمر بينهم ثقة في هذا فقد جاء عنهم قولهم (قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ)
وأيضاً
(أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
فكانت لام التأكيد ليقنعوا أبيهم بصدق نيتهم لاأنهم كانوا محض شبهة فى الصدق
يالا عظمة القرآن أنظر عزيزي القارئ إلى دقة القرآن كيف كان رد يعقوب عليه السلام ..
(( قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ ))
جاء هنا بالتوكيد ليظهر لهم جواباً على قولهم (مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ ) بأن سبب ذلك حزنه على فراقه وليس الخوف منهم عليه أو ثقته بهم .
وتبعها بـ (( وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ )) دون توكيد فسيدنا يعقوب عليه السلام لم يؤكد قوله بأن يوسف سوف يأكله الذئب لأنه كان على ثقة بأن ذلك لن يحدث ، لعلمه بذلك حسب تأويل الرؤيا بأن الله سوف يجتبيه ويعلمه من تأويل الأحاديث وإنما ساق هذا العذر (خوفه على يوسف من الذئب) ليدفع عن أولاده ظنّهم عدم الثقة بهم، لعل هذا العذر يتيح له إبقاء يوسف عنده.
http://www.albshara.net/vb/showthread.php?t=2529
المفضلات