وعلى الغرب أن يختار لنفسه..
إما أن يكف عن قتالنا في ديننا.. بحرب عسكرية، أو بحرب فكرية.. وأن يكف عن إخراجنا.. على يده أو على أيدي صنائعه.. فإن فعل فليس في الإسلام ما ينهانا عن بره والإقساط إليه.. وإلا.. فإنه يعرف الأخرى!
أما الشرق الكافر..
فإننا نبشره من الآن..
ليس بيننا وبينه غير القتال..
القتال دفاعا لاخراجه من تسعة أعشار أرضه التي احتلها واغتصبها من أيدي المسلمين..
والقتال هجوما.. باعتباره عقبة في طريق الدعوة الإسلامية
وليس لنا معه طريق ثان..
هكذا..
وبصراحة..!
وعلى الذين يتولونه.. أن يعلموا أنهم منه..
وأن قتالهم.. كقتاله فرض..!
والله متم نوره ولو كره الكافرون
المطلب الثاني
هدف الإسلام
حديثنا في المطلب الأول كان عن وسيلة الإسلام.. إنه لا يقبل المداهنة وإن قبل المهادنة، ولا يقبل التخاذل وإن وقف موقف الدفاع حينا وموقف الهجوم حينا آخر!
وحديثنا في هذا المطلب عن هدف الإسلام.. إنه لا يقبل التجزئة ولا الترقيع بل لابد أن يكون الدين كله لله.. فذاك هدفه!
أولا: الدين كله لله
الله خلق الخلق كله..
فأخضع بعضه جبرا وقسرا.. يسبح بحمده، ويسير وفق ناموسه
وجعل للبعض الآخر الاختيار.. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
وأنزل لمن جعل له الاختيار نظاما كاملا لحياته..
وأنزل مع آخر آيات القرآن {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً}
فصار الإسلام الذي رضيه لنا هو هذا الدين الكامل..
نتعبد الله به.. أفرادا
نتعبد الله به.. أسرا
نتعبد الله به.. مجتمعات ـ ويتقرر بناء على ذلك الثواب والعقاب في الآخرة والآخرة خير وأبقى.
وهو بالنسبة للجميع منهج كامل.. يشمل الحياة كلها..
حتى ليتناول الانسان في حياته وفي موته..
في يقظته وفي نومه..
في عسره وفي يسره..
يجمل الحكم أحيانا.. ليدع مجالا للاجتهاد في ظل ذلك الخط الرئيسي ويفصل الحكم أحيانا.. حتى لا يدع مجالا للاجتهاد لأحد.. فما يختلف أحد حول الحكم الذي جاء.. لأن حكمة الله.. أن مثل هذا الحكم لا يتغير بتغير المكان أو الزمان
وهو بهذا..
دواء متكامل.. فيه الشفاء للانسانية من كل أمراضها
وبناء متكامل.. يناسب أجواء البشرية، ويقيها صروف كل تغير قد يرد عليها وهو بهذا..
لا يقبل التجزئة ولا التفرقة..
ثانيا: لا تجزئة ولا تفرقة
مضت حكمة الله.. أن يكون الدين دواء متكاملا، وبناء متكاملا.. ومنهجا شاملا يلف الحياة كلها..
وهو بهذا لا يقبل التجزئة ولا التفرقة
ووردت النصوص تنهى عن تلك التفرقة..
وتعتبر تجزئة الدين.. كفرا.. وفتنة.. وجاهلية..
ـ فقرأنا قول الله:
{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ..}
ـ وقرأنا قول الله:
{وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ}
وقرأنا قول الله معقبا على التجزئة
{أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}
وأدركنا بفضل الله بعض الحكمة
إن تجزئة شريعة الله ودينه.. قد يكون هو الطريق لهدم الدين كله ومن هنا كانت خطورته.. أنه يتم خطوة.. خطوة.. دون أن يحس الناس..
ثم إن الدواء المتكامل.. قد ينجد بإذن الله في شفاء المريض
أما بتر الدواء.. فقد لا ينجح في الشفاء.. بل قد يؤدي إلى تفاقم المرض.
ولقد كان لنا من التاريخ عبرة
إن التتار حين غزوا أرض الإسلام أرادوا أن يقيموا حكما بعضه من الإسلام وبعضه من عندهم أو من شرائع أخرى..
فقضت يقظة علماء الإسلام ـ بفضل الله ـ على هذه الفتنة.. إذ اجتمعوا فأجمعواعلى رفض ذلك الميثاق (( الياسق )) وأفتوا بكفر من قبله.. ومن ثم.. انتهت الفتنة.
ودخل التتار في الإسلام.. بدلا من أن يخرجوا المسلمين من الإسلام!
ومن هنا كان لنا مع كل من الغرب والشرق كلمة..
كلمتنا للغرب..
وهي ليست للغرب وحده.. إنها كذلك.. لصنائعه هنا ممن هم جلدتنا ويتكلمون بلساننا!
إننا لانقبل النقل الأعمى
لأن ذلك..
أولا ـ ضد طبائع الأشياء.. فإن النبات يأخذ باختيارفيتخير النخيل ما لا يتخيره البرتقال من عناصر التربة.. أفلا يكون ذلك لمن ميزه الله بالارادة والاختيار!
ثانيا ـ ضد الأصالة.. فإن الأمم الأصيلة تستمسك بتراثها.. استمساكها باستقلالها..
وبغير ذلك تذوب شخصيتها..
والتاريخ خير شاهد..
الأمم التي استمسكت بتراثها.. ظلت حية..
والأمم التي ذابت في الغزاة، ماتت وانمحت شخصيتها
ثالثا ـ لأن ما عندنا خير وأبقى..
والذين أحسنوا دراسة التاريخ.. والذين أنصفوا من أنفسهم من أبناء الغرب يعلمون أن ما عندهم من خير.. كان نقلا من الشرق الإسلامي.. إبان الحروب الصليبية ومن خلال الأندلس.. وجزر البحر الأبيض المتوسط الإسلامية! لكن المسلمين.. تركوا.. الجواهر في خزائنهم.. وراحوا يتكففون
الناس.. فيأخذون فتات الموائد.. من الغرب ومن .. الشرق!!
وإن الهجمة الأثيمة على قيم الإسلام تسندها السترات العسكرية المحلية في أكثر بلاد الإسلام..
هذه الهجمة الأثيمة متمثلة في علمانية التعليم والإعلام والقانون
ومتمثلة في إثارة القوميات
ومتمثلة في استخدام المرأة المسلمة مطية لنشر الانحلال ولهدم البيت المسلم من قواعده..
هذه الهجمة الأثيمة بما يساندها من حكم الدكتاتوريات العسكرية
.. قد انكشف أمرها.. وهتك سترها.. وبدا للناس اثمها وسرها ثم أنه لابد لها من رد فعل
مساو لها في القوة.. ومضاد لها في الاتجاه.. وفعلها بشري
ورد الفعل لها.. بشري.. تسنده قوة السماء.. ومن ذا يهزم قوة السماء..؟!
فليكف الغرب عن حربنا في ديننا
قبل أن يفقد مصالحه الاقتصادية..
بعد أن فقد أماكنه وقواعده العسكرية..
وليعلم أن أبناء الإسلام.. إن كفوا عن حربهم في دينهم أقرب إليهم من أبناء ماركس الذين يسحبون البساط من تحت أقدام الغربيين.. في أماكن كثيرة.. ولن يرحموهم.. يوم يسقطون!
أما كلمتنا للشرق الكافر
ولمن يدينون له.. ممن يحملون أسماء المسلمين أو أسماء العرب فإنها:
أولا: إننا لانقبل اللعبة الأخيرة الحقيرة.. في الفصل بين العقيدة والنظام فالإسلام عقيدة ونظام..
يعالج الفرد والمجتمع والأسرة
ويعالج شؤون السياسة والاقتصاد والاجتماع
والتخلي عن النظام كالتخلي عن العقيدة سواء بسواء
بل هو تخل عن العقيدة نفسها
لأن من عقيدة الإسلام أن الله هو الحاكم والمشرع كما أنه الخالق والرازق والأخذ بحكم الشرق وشرعه في الاقتصاد أو في غيره..
معناه التخلي عن جزء من العقيدة أن الله هو الحاكم!
فضلا عن النهي الذي قدمنا عند الحديث عن رفض التجزئة والتفرقة.
وثانيا: إن الحرب بيننا وبين الكفر سجال
ليس فقط داخل ديارنا.. لنطهرها من الكفرة الفجرة
بل كذلك خارج ديارنا.. لنكبح جماح الكفر الذي يستبدل أبناء المسلمين ولنحرر أولئك المسلمين من نير الاستعباد الشيوعي الكافر!
والجهاد في هذه الحالة فرض عين
حتى تتطهر أرض البخاري والإمام مسلم.. وغيرهم وغيرها من أراضي الإسلام..!
وإن جندنا لهم الغالبون
والحمد لله رب العالمين..
المفضلات