اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجيب السيد محمد
إذا كان الفعل (اجتنبوا) هو نهي وليس أمر يا أخي خالد كما تقول فهلا تدلنا على أداة النهي؟
وهل تدلنا على فعل الأمر من الفعل الماضي الخماسي (اجتنب) لكي أزيل سقطتي في اللغة؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب ,
إن كنت تقصد النهي من الجهة النحوية فليس في الحديث ذلك ,
لكنك - حفظك الله - يبدوا أنك ليس عندك اطلاع ولو بسيط على أصول الفقه ,
فالنهي عند الأصوليين له أدوات أخرى غير " لا الناهية " ,
في مذكرة أصول الفقه " الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة " ص20 :
صيغ تفيد ما تفيده صيغة النهي :
ويلتحق بصيغة النهي في إفادة التحريم: التصريح بلفظ التحريم، والنهي والحظر والوعيد على الفعل، وذم الفاعل، وإيجاب الكفارة بالفعل، وكلمة ما كان لهم كذا ولم يكن لهم. وكذا ترتيب الحد على الفعل وكلمة "لا يحل " ووصف الفعل بأنه فساد أو أنه من تزيين الشيطان وعمله. وأنه تعالى لا يرضاه لعباده، ولا يزكى فاعله، ولا يكلمه ولا ينظر إليه ونحو ذلك. أ .هـ
وغير خاف عليك - علمني الله وإياك - أن الأمر مضاد للنهي , فإذا كان الأمر بالسلب - أي عدم الفعل - عاد إلى النهي ولابد ,
والدليل على ذلك قوله تعالى : "
وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ "
كذلك قوله تعالى : "
ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ "
فاستعمل الله جل جلاله فعل أمر للدلالة على النهي والابتعاد عن ذلك المنهي عنه ,
ولو كان فهمك صحيحا - يا رعاك الله - لما كان لزاما علينا اجتناب ذلك كله .
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد والحمدلله رب العالمين .
المفضلات