إن مع العسر يسراً
هذه الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر والمؤمن ليس منها قريب
وإنما بعيد كل البعد عن ملذاتها وشهواتها.
وأوريد أن أُصبرا كل من ضاق صدره ودمعة عيناه من شدة البلاء بقصص الأنبياء صلوات الله عليهم مع البلاء وكيف صبرو وتغلبو عليه فجازاهم الله بثواب الدنيا و حسن ثواب الأخره وفرج عنهم همومهم و كروبهم .
قصة أيوب عليه السلام :
كان أيوب عليه السلام رجل أتاه الله الصحة و العافية والمال و الأولاد
فمكث فترة من الزمن وهي قرابت 40سنه وهو يتنعم بهذه النعم ، ثم خسر كل ماله و أصبح لا يملك شيء ، وما كان منه إلا أن حمد الله و أثنى عليه.
ثم فقد أولاده جميعاَ ، وما كان منه إلا أن حمد الله و شكره
ثم أتاه مرض خطير في بدنه فشكر الله وحمده و أحتسب الأجر عند الله تعالى
ثم أشتد معه هذا المرض لدرجة أن الدود يخرج من جسد ويخرج منه رائحة كرية
فتخلى عنه جميع أهل القرية و تركوه وحيداَ خوفاَ من أن ينعدو من هذا المرض ولدرجة أنهم كانوا يضعونه عند الزبائل وكان لا يمشي ولا يتحرك منه شيء إلا عينه
ولم يبقى معه إلا زوجته هي التي كان تهتم به .
قالت له : يا أيوب أدعو ربك أن يشفيك مما أنت فيه؟؟؟
فقال : والله إني أستحي من رب فقد متعني بالصحة 40سنه ولم يمضي على مرضي إلا 7سنوات ، ووالله إني أستحي أن أستعجل بالشفاء.
وخلال فترة مرضه كان لا يفتر من حمد الله و الثناء عليه
و شكره على نعمه ، وقد مكث في المرض18سنة.
ثم عندما أشتد علي الكرب و العناء قال : [رب إني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين]
ففجر الله تعالى عين وأمره أن يغتسل منها وعندما فعل ذالك شفاء الله
و أبرئه مما هو فيه وكأن شيء لم يكن.
( أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب)
وأعطاه الله صحة وعافية و قوة أفضل مما كان عليه في السابق .
وأعاد الله له تجارته و أموالاه وأصبح أغنى مما كان في السابق.
وأرجع الله له أهله بأعينهم و مثلهم معهم .
وكل ذالك رحمه ولطف من الله .
وقد وصفه الله في القرآن ف(إنّا وجدناه صابراَ نعم العبد إنه أواب )
وبالفعل أي إنسان يبتلا ويصبر على البلاء ويحتسب يؤجره الله في مصيبته
ويفرج همه و ينفس كربه وفوق ذالك كله يعطيه الله فضل و زيادة من عنده .
قال الله تعالى ( فإن مع العسر يسراَ. إن مع العسر يسراَ)
فيقول أحد المشايخ أن الله ما كرر هذه الآية إلا ليطمئن قلوب المكروبين
وأهل البلاء بأن اليسر قادم لا محاله.
وصلى الله على محمد و على أله وصحبه أجمعين
المفضلات