و عن سعيد بن جبير قال : إذا جاع أهل النار استغاثوا من الجوع فأغيثوا بشجرة الزقوم فأكلوا منها فانسلخت وجوههم حتى لو أن مارا مر عليهم يعرفهم لعرف جلود وجوههم فإذا أكلوا منها ألقي عليهم العطش فاستغاثوا من العطش فأغيثوا بماء كالمهل و المهل : الذي قد انتهى حره فإذا أدنوه من أفواههم أنضج حره الوجوه فيصهر به ما في بطونهم و يضربون بمقامع من حديد فيسقط كل عضو على حياله يدعون بالثبور
و قوله : { ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم }
أي بعد أكل الزقوم و شرب الحميم عليه و يدل هذا على أن الحميم خارج من الجحيم فهم يريدونه كما ترد الإبل الماء ثم يردون إلى الجحيم
و يدل على هذا أيضا قوله تعالى :
{ هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون * يطوفون بينها وبين حميم آن }
و المعنى أنهم يترددون بين جهنم و الحميم فمرة إلى هذا و مرة إلى هذا قاله قتادة و ابن جريج و غيرهما
و قال القرظي في قوله : { يطوفون بينها و بين حميم آن } قال : إن الحميم دون النار فيؤخذ العبد بناصيته فيجر في ذلك الحميم حتى يذوب اللحم و يبقى العظم و العينان في الرأس و هذا الذي يقول الله عز و جل :
{ في الحميم ثم في النار يسجرون }
المفضلات