اخـوتي الأفاضــل
الســـلام عليكم ورحمــة الله وبركاته
يشــرح هــذا الحـديث الشــريف قوله تعـالى ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكســبون ) ، فكسب الســيئات وتعلق القلب بهــا يؤدي إلى صــبغ القلب صبغة ســوداء تحــجب النــور عنــه ، والنــور هــو هــدى الله ونـور العــلم فيكون بذلك الكافر والعــياذ بالله هــو ذو القلب الأســود وانظــروا إلى قوله تعــالى ( ولقد ذرانا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها اولئك كالانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون )
شــاهدي في الآية أن الذي يفقــه هو القلب و أن أهــل جهنم - أعاذنا الله وإياكم منها -هم الذين لهم قلوب لا يفقهــون بهــا ، مع أن الفقه الذي هــو الفهم والفطنــة والذكاء كما هو المتعـارف عليه من وظـائف المــخ لأننــا نجـد كثيرا من المفكـرين والمخــترعين والمبـدعين ليســوا من أهــل المـلة الحــنيفة بل وقد يكونون من الغارقين في الفــتن ، فكيف نفســر هــذا ؟
أقــول وإن أخطــأت فإثمــي علي
إن القلب الفــاســد لا يقبــل التعــلم ذلك أنك عنــدما تتقــدم لنصــحه وتعليمه يكــون ذهـنه شــاردا عنــك في بحث مقــاصد أخــرى من وراء حــديثك فهـو يراك بعــين طــباعه فهـو غــير نـاصح ولن يظن فيك النصـيحة فيحــســبك إنمــا تريــد مصــلحة ما من وراء حـديثـك فيعمــل ذهنــه باحــثا عن تلك المصــلحة فــلا يتــلقى المعــرفة منــك ولا يفهــم حديثك الأصــيل لهــذا الشــرود ، وعكســه تمــاما ذو القلب الصــافي النقـي فهــو لا يظــن بك الطنــون فيتـتـبع مقــالك ويفهم مقصــدك بل ويبنـي علــيه ما ينفعــك أنت في توثــيق ما تقــول كأن يضــرب لك مثــلا موافقــا قــولك من مجـال تخـصـصـه العمــلي أو الدراســي لأن تفكــيره وميــوله يخــتلفان عنــك فتحـصل بذلك فائــدة تكامــلية ترفــع من مســتوى الحــوار ليكــون علمــا فمـا العلم إلا التعــلم ،
والحــديث في ذلك طــويل ولكني أفضــل الإختصــار لتحصــل الفائــدة ،

بارك الله فيكم اضافة قيمة

وجزاكم كل خير