الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد ,
أولا أنا اعتبر إن من أهم النقاط التي أنت تقر بها هي " الحفاظ على القرآن " وهذا إن دل فيدل على إنصافك مع نفسك ثم معنا وهذا ما آمل أن يستمر معنا إلى أن ينتهي حوارنا ..
الزميل الفاضل أنت تقول :
جيد ..نبدأ بعون الله وأرجوا منك أن تقرأ كل حرف أكتبه لك بإنصاف كما عودتني :انت شايف القران معجزة وانا مش شايف فيه اي معجزة
أنت بعد ذلك وضعت يدك على أهم ثلاث نقاط في القرآن الكريم وهي ما سأتكلم عنها :
1- إعجاز القرآن اللغوي والبلاغي :
2- إعجاز القرآن التشريعي :
3- إعجاز القرآن العلمي :
أولا : إعجاز القرآن اللغوي البلاغي :
القرآن الكريم نزل على العرب الأقحاح أصحاب الشعر الجاهلي وأصحاب البيان وأهل البلاغة ويأتي إعجاز القرآن في إقرارهم بحلاوته التي عجزوا على أن يأتوا بمثله ..لو بصينا للشعر الى هو سحر و بيان زى ما بتقولوا لما في شعر عظيم وكلام بيدرسوه فى المدارس والكليات تحت اسم الشعر الجاهلى و و و و
ايه الجديد اتلى جه بيه القران؟لو على الشعر اهو كان موجود لو على الدين بردو الدين كان موجود
روى إسحاق بن راهويه بسنده عن ابن عباس :
"أن الوليد بن المغيرة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن فكأنه رق له فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال : يا عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا .
قال : لم ؟ قال : ليعطوكه فإنك أتيت محمدا لتعرض ما قبله
قال : قد علمت قريش أني من أكثرها مالا
قال : فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر له
قال : وماذا أقول ؟ فوالله ما منكم رجل أعرف بالأشعار مني ولا أعلم برجزه ولا بقصيده مني ولا بأشعار الجن والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا ووالله إن لقوله الذي يقوله حلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه ليعلو ولا يعلى وإنه ليحطم ما تحته قال : لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه
قال : فدعني حتى أفكر فيه
فلما فكر قال : إن هذا إلا سحر يؤثر يأثره عن غيره . " صحيح السيرة للشيخ الألباني .
فأنزل الله فيه قولا بليغا:
{ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا (16) } سورة المدثر .
هل تعرف يا صديقي العزيز ماذا قرأ له النبي صلى الله عليه وسلم .. قرأء قول الله عز وجل :
{ حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (4) وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ (5) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (7) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (8) الآيات } سورة فصلت
فكان رده على هذا الكلام ما علمت ... فإذا كان هذا رأي الكافر الذي كان لسانه عربي أصيل وأعلم الناس بالشعر الجاهلي فما رأيك أنت ؟؟؟؟
وانظر يا صديقي إلى هذا الحدث أيضا واقأه بقلبك وأنت ستشعر إعجاز القرآن اللغوي :
عن الجبير بن مطعم قال :
" سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ فَلَمَّا بَلَغَ هَذِهِ الْآيَةَ
{ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمْ الْمُسَيْطِرُونَ } قَالَ كَادَ قَلْبِي أَنْ يَطِيرَ (وكان إذ ذاك كافرا بالله) " رواه البخاري
فالعرب أقروا بإعجاز القرآن اللغوي الذي لم يتستطيعوا أن يأتوا بمثله ولم يكذبوه فقال الله فيهم :
{ قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) } الأنعام
{ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) } الحاقة
وكما قال شوقي :
آياته كلما طال المدى جدد ** يزينهن جلال العتق والقدم
أتى على سفر التوراة فانهزمت ** فلم يفدها زمان السبق والقدم
ولم تقم منه للإنجيل قائمة ** كأنه الطيف زار الجفن في الحلم
يقول الأصمعي : خرجت في البادية فرأيت أعرابية فأخذت أقرأ، وفي بعض روايات هذا القصة أن أعرابية سمعت قارئاً يقرأ يقول: وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ [القصص:7] وهي لا تدري أهو قرآن أم لا، فهي عجوز أعرابية بدوية، قالت: سبحان الله! كلام من هذا؟ قالوا: وماذا تريدين؟ قالت: أتى بأمرين، وبنهيين، وبشارتين، كلام من؟ قالوا: كلام الله.
وهذا أيضا من أمثلة هذا الإعجاز يقول تعالى :
{ قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) } عبس
فالآية رقم 18 سؤال ورقم 19 جواب ولكن من إعجاز القرآن اللغوي يمكنك أن تأتي بسؤالين وجوابين في نفس الآية وهذا علم اسمه الوقف والإبتداء فنقف على موضع ونبدأ من موضع آخر فترى بنفسك المعجزة ..
نقول :
س: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ؟ ( سؤال )
ج: خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ . ( جواب )
س: مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ ؟!! (سؤال تعجبي )
ج: خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) . ( تأكيد وإضافة )
فهل يقول قائل بعد ذلك أين الإعجاز ..... وهذا ذرة ولو توسعت لما احتمل المنتدى مث هذه الإستخراجات التي لا يستطيعها البشر ...فتأمل .
إن في القرآن 79000 كلمة و 323670 حرفا و 114 سورة ولكل سورة طبيعة خاصة فهل يستطيع إنسان أن ينظم شعرا أو نثرا بهذا العدد وبهذه الصورة البيانية ويتضمن هذه الأحكم والآداب والتشريعات والإعجاز اللغوي والفيض روحي بحيث يكون منهج حياة لمليارات من الناس منذ خمسة عشر قرنا وبلا أخطأ لغوية وبلا حشو لا قيمة له لزيادة الحجم فقط ؟؟؟
والله لا يأتون بمثله ولوكان بعضهم لبعض ظهيرا ...
وانظر يا صديقي هذا البيان والتصوير الذي يشهد القلب والعقل على أنه كلام الله :
{ فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22) وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23) وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (25) وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (26) وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) } الروم
فهذا ليس إلا كلام الله تبارك وتعالى .. تأمل وتدبر لتعلم ..
أعتقد أن هذا قدر صغير وأرجوا أن يكون كافيا وإن أردت التوسع توسعنا ..
يتبع الإعجاز التشريعي
المفضلات