المبحث الثاني .
الكنيسة تؤمن وصاحب الإنجيل لا يقر بصحة ما تؤمن به الكنيسة و الخبز جسد المسيح والخمر دمه و الصياد يكفر بصدق المعتقد .
يبدوا أن مياه النهر قد تعكرت أثناء كتابة يوحنا لأنجيله فلم يستطيع الصيد جيدا وإما أن القلم الذي يكتب به قد انكسر أو جف حبره فسقط من يوحنا أهم معتقد يعتمد عليه النصارى في إيمانهم ، هذا المعتقد الذي لا يقل قيمة عن التعميد وهو عمود خيمة النصرانية ، هذا المعتقد المتمثل في تناول قطعة من الخبز على أنها جسد المسيح وشرب كأس من الخمر على إنها دمه نعم إنه (( الإفخارستيا )) .
كنا قد ذكرنا في السطور القليلة السابقة أن انجيل يوحنا هو الإنجيل الرابع من حيث الظهور وكان لابد له أن يستمد الأحداث ممن سبقوه كما أقر ذلك لوقا في الإصحاح 1 : 1 -4 وبعدما علمنا أن انجيل يوحنا كان ذو طابع فلسفي خاص وقد كتب باللغة اليونانية البليغة ذات الطابع الفلسفي الا أن يوحنا لم يتعرض في انجيله الى ما تؤمن به الكنيسة وتجله وهو الإفخار ستيا الذي يعتبر ركنا أساسيا لدى كل مؤمن مسيحي بل إن يوحنا اكتفى في انجيله بذكر انكار بطرس للمسيح وخيانة يهوذا ولكن كيف لم يذكر يوحنا معتقد الأفخارستيا ؟ ان هذا إن دل على شيء انما يدل على إحدى الأمرين :
الأول / ان يوحنا لا يؤمن بصحة معتقد الأفخارستيا
الثاني / ان المعتقد قد سقط من انجيله .
ولكن يبدوا أن الأمر أقرب الى وجهة النظر الأول وذلك لسبب هو أن يوحنا لا يروي أحداث العشاء الأخير وهو ما تعتمد عليه الكنيسة في التأكيد على الإفخارستيا بل أن يوحنا إكتفى بذكر ان العشاء الأخير كان قد تم قبل عيد الفصح وهنا مشكلة أخرى وتناقض لا يقبل التأويل ؟ فإذا علمنا ان كل من متى ولوقا ومرقس يؤكدون على ان العشاء الأخير كان قد تم اثناء الاحتفال بهذا العيد ! فكيف يمكن تفسير الأمر ؟؟ هل من مجيب ؟
هذا وان يوحنا لم يذكر ايضا حدث جلل في انجيله ؟ هذا الحدث هو صلاة المسيح في بستان حيثماني قبل ان يقبض عليه الجند .
جابي الضرائب يطلق لخياله العنان .
عجبا للوحي المتضارب وعجبا لأساطير الشهود العيان ان كانوا عيان ؟ فنحن بالكاد نحصل على قصص ووقائع متطابقة في الأناجيل فهذا يروي احداث خرافيه وهذا يروي حكاية لم يشاهدها غيره وذاك يطلق لخياله العنان .
روى متى في انجيله قصة تصلح أن تكون فيلم من افلام الرعب في هوليود وكيف لا ؟ ونحن نشاهد زلزال يحدث فتتحرك الصخور وتهتز الأرض بقوة فينشق الهيكل الى قسمين من فوق الى اسفل ، فتنفتح القبور وتقوم أجساد القديسين والرهبان من بين الأموات فتخرج ثم تمشي على الأرض وتنتشر في المدينة !! وعندها ؟ عندها فقط يقول القائد وجنوده حقا كان هذا ابن الله .
مشهد مثير للغاية يرويه متى في اصحاحة 27 : 51 :54
وبغض النظر عن المشهد المرعب لما تم سرده فإننا نتساءل ؟ هل انفرد متى بمشاهدة هذا الحدث وحده ؟ لقد قال متى أن هذا الحدث شاهده الكثيرون !! اذن كيف نعلل عدم ذكر الأمر الا في انجيله فقط ؟
يتبع ...




رد مع اقتباس
المفضلات