بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحملة الصليبية الأولى
وجاءت الحملة الصليبية الأولى ,
واستولت على مدينة (نيقية) عاصمة سلطان سلاجقة الروم( ثلج أرسلان)
وأنزلوا بالسلاجقة هزيمة أخرى غرب آسيا الصغرى بقيادة الأمير الصليبي (بوهيمند) النورماني .
ثم تقدموا إلى أنطاكية وحاصروها حتى أستولوا عليها سنة 491 هـ
وأنزلوا الهزيمة بجيوش المسلمين التي قدمت لنجدة إنطاكيه ,
وأضحى ( بوهيمند ) أميرًا على أنطاكية بتأييد وموافقة أمراء الصليبيين
حيث كانت مكافأةً له على جهوده .
ثم شرع ( بوهيمند) على توسيع إمارته عن طريق العدوان على بلاد المسلمين المجاورة ،
فتقدم الصليبيون نحو (حلب ) و التقو بجيش السلاجقة المسلم بقيادة ( رضوان تتش ) ..
فحلّت بالمسلمين هزيمة عظيمة استباح خلالها الصليبيون معسكر المسلمين
و قتلوا عددا كبيراً منهم ، وأسروا منهم قرابة الخمسمئة ، منهم بعض الأمراء ،
ثم استولوا على ( كفر طاب) ، و( برج الحاضر ).
وفي ظل هذه الهزائم المتلاحقة على المسلمين يهب القائد المحنك ( كمشتكين ) لمجابهة هذا الخطر,
حيث زحف بجيشه حتى حاصر (ملطيه) الخاضعة ل (جبريل الأرمني ) ،
و عندما شعر الأرمني بالخطر استنجد بالقائد الصليبي (بوهيمند) الذي كان قد استولى على إنطاكية.
وفعلاً توجه ( بوهيمند ) لنجدة ( جبريل الأرمني ) .
ولما بلغت المعلومات إلى القائد المسلم (كمشتكين ) بهذا التحرك ,
أرسل جواسيسه لرصد تحركاتهم بدقة وتربص لهم في المكان المناسب .
وصل ( بوهيمند) على رأس قواته إلى قرب (ملطية)
وبين التلال التي تفصل ( ملطية ) عن وادي ( امتسو) - أحد الفروع العليا لنهر الفرات -
كان قد كمن فيها ( كمشتكين) و جنوده الأبطال ،
فانقض عليهم في هجوم صاعق من أعالى التلال ، و طوق قوته ،
و بعد قتال قصير انهارت قوات ( بوهيمند) و قتل معظم الصليبيين ،
ووقع (بوهيمند) و ابن عمه (ريشارد) و غيرها من الفرسان في الأسر ,
وكان ذلك في شهر رمضان عام 493 هـ ,
![]()
ثم تقدم (كمشتكين) بعد هذه المعركة بجيشه رافعاً رؤوس القتلى من الصليبيين و حاصر ( ملطية ) .
ويعتبر هذا النصر الذي حققه (كمشتكين) هو أول انتصار يحققه المسلمون
على الصليبيين منذ وصول الحملة الصليبية الأولى عام 490 هـ .
ولاشك أن هذا الانتصار رفع من الروح المعنوية لدى المسلمين بعد الهزائم المتلاحقة ,
مما أحدث قناعة بإمكانية إعادة الأمجاد وتحقيق انتصارات أخرى عليهم .
إن أشد ما يضر بالأمم في مثل هذه الأزمان هو الوقوع في شباك الهزيمة النفسية .
![]()
• أما الصليبيون في الشرق الاسلامي ،
فقد شعروا بالخطر من نقص القوات البشرية ، وحاجتهم إلى إمدادات عسكرية ,
فأرسلوا إلى أوروبا يستغيثون و يطلبون المدد .
وضجت أوربا لنداء البابا ( باسكال الثاني ) الذي بعث برسالة إلى رجال الدين الفرنسيين ،
و نشر دعاته في أوروبا يأمرهم بالدعوة إلى حملة صليبية جديدة .
وأعلن البابا غفران ذنوب كل من يشترك في الحملة الصليبية الجديدة
( فاستخف قومه فأطاعوه ) الزخرف(54)
فعاد رجع صدى البابا بحملة صليبية ثانية
بلغ قوامها ثلاثمئة ألف مقاتل .
المفضلات