أقول هذا اليوم مرفوعاً الرأس لا منهزماً وأفرح بنصر الله وانتقامه مع أن في القلب غصة بسبب كل هذه المحبطات على صعيد العمل الدعوي الحكومي وشبه الحكومي المعني بالرد بموجب قرار رسمي هو في حقيقته مجرد حبر على ورق لا يسوى حتى ثمنه، وارادة مسلوبة لدى قياداته من كثير من الدعاة والأكادميين في مواقعهم حيث لا يحاسبهم أحد، وحيث المسؤول غير مسوؤل، أو شاءوا هم خيانة أماناتهم الملقاة على عواتقهم كما استحسنوا مصادرة السلطات لمبادراتهم، هذا إن بادروا، برضاهم أو بسكوتهم، ووسط استمرار محاصرة حملات التنصير وارساليات الكنيسة على المسلمين تستهدفهم بشراسة متزايدة أينما كانوا بغية تشكيكهم في دينهم وردتهم عنه متشجعين بعجر كافة مؤسسات الدعوة الرسمية الفاضح وصمتها المطبق… اللهم إلا من جعجعة انفعالات ومهرجانات لا تصنع طحينا… فلا هم أقدموا ولا اقتحموا ولا بادروا ولا تركوا الأفراد وغيرهم يفعل وحسبنا الله فيهم ونعم الوكيل!
ومع ذلك يبقى أن اليوم الذي قصفت فيه روما بصور فضائح قساوستها المجرمين إنما هو يوم تاريخي من أيام الله {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} (140) سورة آل عمران
أعلم أن المستضعفين من الكثرة الساحقة مثلي من شعوبنا العربية والإسلامية المقموعة قد ساءها ما ترى وتسمع من استقواء الكفر عكسرياً ودعائياً وهذا تطاوله على حرماتنا واعراضنا ومقدساتنا مقابل إمعان من به زمام أمرنا متسلطاً في الغي والضلال ونشر الفساد والفسق بين الشباب مع محاربة لأهل الدعوة والإصلاح تحت مسمى (مكافحة الإرهاب)، فما فرّق الطغاة على الشرفاء، الحلفاء الأصدقاء للأعداء، بين ناصح وناقد وبين موتور مضلّل مسكين سدوا عليه أبواب التعبير والمبادرة والابداع إلا من التهميش فأما يختار المقهور الافراط أو التفريط كالمستجير من الرمضاء بالنار.