الداعي
مواطن حرّ
تاريخ التسجيل بالموقع: December, 2008
المداخلات: 118





زميلي (nanos), تسعدني مشاركتك الطيبة.
جيِّد_ أيها الزميل _أنَّك مدرك لحقيقة ناموس موسى u؛ ذلك أنك قلت: (لأن الناموس حين ووضع كان لأجل أن يستبدل الإنسان قانونه الأرضي بقانون سماوي)؛ فقولك قاطع الدلالة في أنَّ ناموس موسى u قانون سماوي, أي من الله Y. وأنا سأتناول معك_ بإذن الله _أمورًا أقرًّها العهد القديم, ونسخها العهد الجديد, ألا وهي: (الذنب الذي يستوجب الحكم), و(النظر إلى النساء وحد الزنا), و(الطلاق), و(القصاص), و(بغض العدو), و(الشهادة), و(لحم الخنزير) وقد أتناول أمورًا أخر. أمَّا الآن, فسأقصر حديثي معك ومع الزملاء على (القسم في الكتاب المقدس).
ملحظ: لقد قلت: (لأجل أن يستبدل الإنسان قانونه الأرضي بقانون سماوي), وهذا خطأ؛ لأن معناه أنَّ الإنسان سيسير وفق القانون الأرضي لا السماوي؛ لأن الباء تدخل على المبدل منه وليس على المبدل, يقول الله Y: ﴿أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ﴾, (البقرة: 16). فحتى يصير كلامك صحيحًا عليك أن تصوغه كالآتي فيما سيأتي: (لأجل أن يستبدل الإنسان قانونه السماوي بقانونه الأرضي).
والآن ننتقل لمناقشة مداخلتك, أيها الزميل.
يقول الربُّ يسوع: }لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ{, (إنجيل متى, ح: 5, ع: 17). في هذا العدد ينبِّه السيد الربُّ تلاميذه إلى أنه سيأتي بتشريعاتٍ تخالف تشريعات الناموس, وهذه التشريعات ليست نقضًا للناموس, بل هي تعدُّ إكمالاً له, وهذا أمر سافر. فالناموس قد أحلَّ القسم, بينما العهد الجديد حرَّم القسم, وهذا ليس نقضًا للناموس, بل إكمال له.
وهنا إيماءة إلى ذوي الألباب, ألا وهي: لولا أنَّ الناموس قد أحلَّ القسم, فلماذا يقول: }لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ{, فلولا أنَّ الناموس قد أحلَّ القسم, وأن بتحريم الربِّ يسوع للقسم سيفهم تلاميذه أنه جاء لينقض الناموس, لما أخبرهم أنه لا تعارض بين تحريم القسم بعد تحليله وبين عدم نقض الناموس. وتأمَّلوا النص جيِّدًا: }أَيْضًا سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَحْنَثْ، بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ{, (إنجيل: متى, ح: 5, ع: 33). من الذي قال للقدماء؟! الذي قال لهم هم أنبياء العهد القديم. إذن, القسم من وصايا الناموس؛ لأنه لو لم يكن حلالا لما حرَّم عليهم الحنث, والدليل ما قاله الربُّ يسوع: }وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ{, فلمَّا أصبح القسم حرامًا لم يوصهم بعدم الحنث؛ لأن القسم ابتداء محرم, بينما الناموس وصى بعدم الحنث؛ لأن القسم حلال, وفرض الوفاء بالقسم؛ لأن القسم حلال.
إضافةً إلى ما ذكر آنفا, فإنَّ الناموس يأمر بالقسم, ودليل ذلك ما يلي: }الرَّبَّ إِلهَكَ تَتَّقِي، وَإِيَّاهُ تَعْبُدُ، وَبِاسْمِهِ تَحْلِفُ{, (سفر: التثنية, ح: 6, ع: 13). فالأمر واضح في الحلف: }وَبِاسْمِهِ تَحْلِفُ{, فهذا أمر بالحلف, ولا يعقل أن يأمر الناموس بشيء حرام أو لا حكم له, بل يأمر بشيء واضح الحكم, فدلَّ ذلك على أنَّ الناموس أباح الحلف, بل ومدح البارين بالقسم, ودليل ذلك: }وَإِنْ حَلَفْتَ: حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، بِالْحَقِّ وَالْعَدْلِ وَالْبِرِّ، فَتَتَبَرَّكُ الشُّعُوبُ بِهِ، وَبِهِ يَفْتَخِرُونَ{, (سفر: إرميا, ح: 4, ع: 2). فهل بعد هذه الحقائق تتنكبون؟! لا يكون هذا. ولو سألتم حاخامات اليهود: هل أحل الناموس القسم؟ فجوابهم: نعم, قد أحله. فمن أدرى بشريعة العهد القديم: أنتم أم اليهود؟! (هل يوجد بيننا أعضاء يهود؛ ليشاركونا النقاش؟).
ثمَّ أين أنتم من (شريعة الغيرة)؟! ألم يشرع الربُّ يسوع الحلف فيها؟! ولنعش في ظلال شريعة الغيرة: }11وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 12«كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: إِذَا زَاغَتِ امْرَأَةُ رَجُل وَخَانَتْهُ خِيَانَةً، 13وَاضْطَجَعَ مَعَهَا رَجُلٌ اضْطِجَاعَ زَرْعٍ، وَأُخْفِيَ ذلِكَ عَنْ عَيْنَيْ رَجُلِهَا، وَاسْتَتَرَتْ وَهِيَ نَجِسَةٌ وَلَيْسَ شَاهِدٌ عَلَيْهَا، وَهِيَ لَمْ تُؤْخَذْ، 14فَاعْتَرَاهُ رُوحُ الْغَيْرَةِ وَغَارَ عَلَى امْرَأَتِهِ وَهِيَ نَجِسَةٌ، أَوِ اعْتَرَاهُ رُوحُ الْغَيْرَةِ وَغَارَ عَلَى امْرَأَتِهِ وَهِيَ لَيْسَتْ نَجِسَةً، 15يَأْتِي الرَّجُلُ بَامْرَأَتِهِ إِلَى الْكَاهِنِ، وَيَأْتِي بِقُرْبَانِهَا مَعَهَا: عُشْرِ الإِيفَةِ مِنْ طَحِينِ شَعِيرٍ، لاَ يَصُبُّ عَلَيْهِ زَيْتًا وَلاَ يَجْعَلُ عَلَيْهِ لُبَانًا، لأَنَّهُ تَقْدِمَةُ غَيْرَةٍ، تَقْدِمَةُ تَذْكَارٍ تُذَكِّرُ ذَنْبًا. 16فَيُقَدِّمُهَا الْكَاهِنُ وَيُوقِفُهَا أَمَامَ الرَّبِّ، 17وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ مَاءً مُقَدَّسًا فِي إِنَاءِ خَزَفٍ، وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ مِنَ الْغُبَارِ الَّذِي فِي أَرْضِ الْمَسْكَنِ وَيَجْعَلُ فِي الْمَاءِ، 18وَيُوقِفُ الْكَاهِنُ الْمَرْأَةَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَيَكْشِفُ رَأْسَ الْمَرْأَةِ، وَيَجْعَلُ فِي يَدَيْهَا تَقْدِمَةَ التَّذْكَارِ الَّتِي هِيَ تَقْدِمَةُ الْغَيْرَةِ، وَفِي يَدِ الْكَاهِنِ يَكُونُ مَاءُ اللَّعْنَةِ الْمُرُّ. 19وَيَسْتَحْلِفُ الْكَاهِنُ الْمَرْأَةَ وَيَقُولُ لَهَا: إِنْ كَانَ لَمْ يَضْطَجعْ مَعَكِ رَجُلٌ، وَإِنْ كُنْتِ لَمْ تَزِيغِي إِلَى نَجَاسَةٍ مِنْ تَحْتِ رَجُلِكِ، فَكُونِي بَرِيئَةً مِنْ مَاءِ اللَّعْنَةِ هذَا الْمُرِّ. 20وَلكِنْ إِنْ كُنْتِ قَدْ زُغْتِ مِنْ تَحْتِ رَجُلِكِ وَتَنَجَّسْتِ، وَجَعَلَ مَعَكِ رَجُلٌ غَيْرُ رَجُلِكِ مَضْجَعَهُ.
21يَسْتَحْلِفُ الْكَاهِنُ الْمَرْأَةَ بِحَلْفِ اللَّعْنَةِ، وَيَقُولُ الْكَاهِنُ لِلْمَرْأَةِ: يَجْعَلُكِ الرَّبُّ لَعْنَةً وَحَلْفًا بَيْنَ شَعْبِكِ، بِأَنْ يَجْعَلَ الرَّبُّ فَخْذَكِ سَاقِطَةً وَبَطْنَكِ وَارِمًا. 22وَيَدْخُلُ مَاءُ اللَّعْنَةِ هذَا فِي أَحْشَائِكِ لِوَرَمِ الْبَطْنِ، وَلإِسْقَاطِ الْفَخْذِ. فَتَقُولُ الْمَرْأَةُ: آمِينَ، آمِينَ. 23وَيَكْتُبُ الْكَاهِنُ هذِهِ اللَّعْنَاتِ فِي الْكِتَابِ ثُمَّ يَمْحُوهَا فِي الْمَاءِ الْمُرِّ، 24وَيَسْقِي الْمَرْأَةَ مَاءَ اللَّعْنَةِ الْمُرَّ، فَيَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللَّعْنَةِ لِلْمَرَارَةِ. 25وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ مِنْ يَدِ الْمَرْأَةِ تَقْدِمَةَ الْغَيْرَةِ، وَيُرَدِّدُ التَّقْدِمَةَ أَمَامَ الرَّبِّ وَيُقَدِّمُهَا إِلَى الْمَذْبَحِ. 26وَيَقْبِضُ الْكَاهِنُ مِنَ التَّقْدِمَةِ تَذْكَارَهَا وَيُوقِدُهُ عَلَى الْمَذْبَحِ، وَبَعْدَ ذلِكَ يَسْقِي الْمَرْأَةَ الْمَاءَ. 27وَمَتَى سَقَاهَا الْمَاءَ، فَإِنْ كَانَتْ قَدْ تَنَجَّسَتْ وَخَانَتْ رَجُلَهَا، يَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللَّعْنَةِ لِلْمَرَارَةِ، فَيَرِمُ بَطْنُهَا وَتَسْقُطُ فَخْذُهَا، فَتَصِيرُ الْمَرْأَةُ لَعْنَةً فِي وَسَطِ شَعْبِهَا. 28وَإِنْ لَمْ تَكُنِ الْمَرْأَةُ قَدْ تَنَجَّسَتْ بَلْ كَانَتْ طَاهِرَةً، تَتَبَرَّأُ وَتَحْبَلُ بِزَرْعٍ.
29«هذِهِ شَرِيعَةُ الْغَيْرَةِ، إِذَا زَاغَتِ امْرَأَةٌ مِنْ تَحْتِ رَجُلِهَا وَتَنَجَّسَتْ، 30أَوْ إِذَا اعْتَرَى رَجُلاً رُوحُ غَيْرَةٍ فَغَارَ عَلَى امْرَأَتِهِ، يُوقِفُ الْمَرْأَةَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَيَعْمَلُ لَهَا الْكَاهِنُ كُلَّ هذِهِ الشَّرِيعَةِ. 31فَيَتَبَرَّأُ الرَّجُلُ مِنَ الذَّنْبِ، وَتِلْكَ الْمَرْأَةُ تَحْمِلُ ذَنْبَهَا»{, (سفر العدد, ح: 6).
فها هو الربُّ يسوع يشرع (حلف اللعنة), ثمَّ نسخه عندما قال: }لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ{, ويدخل ضمن التحريم حلف اللعنة!! فهل بعد هذا تجرؤون على إنكار ما أحله الربُّ يسوع؟! ﴿فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾.
وهل غابت عنكم الفرائض بين الزوج وزوجه؟! فقد أحلَّ لهم القسم, وتأمَّلوا: }وَكَلَّمَ مُوسَى رُؤُوسَ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: «هذَا مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ: 2إِذَا نَذَرَ رَجُلٌ نَذْرًا لِلرَّبِّ، أَوْ أَقْسَمَ قَسَمًا أَنْ يُلْزِمَ نَفْسَهُ بِلاَزِمٍ، فَلاَ يَنْقُضْ كَلاَمَهُ. حَسَبَ كُلِّ مَا خَرَجَ مِنْ فَمِهِ يَفْعَلُ{, (سفر العدد, ح: 30, ع: 1). هذه ليست من عندي, بل: }هذِهِ هِيَ الْفَرَائِضُ الَّتِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ مُوسَى، بَيْنَ الزَّوْجِ وَزَوْجَتِهِ، وَبَيْنَ الأَبِ وَابْنَتِهِ فِي صِبَاهَا فِي بَيْتِ أَبِيهَا{.
ولكم في بطرس أسوة, ولنتأمَّل أقسامه: }أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ جَالِسًا خَارِجًا فِي الدَّارِ، فَجَاءَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ قَائِلَةً:«وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ الْجَلِيلِيِّ!». 70فَأَنْكَرَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ قَائِلاً: «لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ!» 71ثُمَّ إِذْ خَرَجَ إِلَى الدِّهْلِيزِ رَأَتْهُ أُخْرَى، فَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ:«وَهذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» 72فَأَنْكَرَ أَيْضًا بِقَسَمٍ:«إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» 73وَبَعْدَ قَلِيل جَاءَ الْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ:«حَقًّا أَنْتَ أَيْضًا مِنْهُمْ، فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ!» 74فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ:«إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» وَلِلْوَقْتِ صَاحَ الدِّيكُ. 75فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ يَسُوعَ الَّذِي قَالَ لَهُ:«إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تُنْكِرُني ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». فَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا{, (إنجيل متى, ح: 26, ع: 69). فهل يحلف نبيكم بطرس وربُّه يسوع قد حرَّم عليه الحلف؟! فكيف يكون أسوةً لكم؟!
وهاكم يعقوب u يأمر بالحلف: }فَقَالَ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِيَ الْيَوْمَ». فَحَلَفَ لَهُ، فَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ{, (سفر التكوين, ح: 25, ع: 33). أليست الشريعة تؤخذ من الأنبياء؟ فها هو يعقوب يأمر بالحلف, أفيأمر بحلال أم بحرام؟!
ثمَّ إن الملائكة أقسمت بالله, فمن أين أتاها القسم إن لم يكن الربُّ يسوع قد أحلَّ لها القسم: }وَالْمَلاَكُ الَّذِي رَأَيْتُهُ وَاقِفًا عَلَى الْبَحْرِ وَعَلَى الأَرْضِ، رَفَعَ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ، 6وَأَقْسَمَ بِالْحَيِّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ، الَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَمَا فِيهَا وَالأَرْضَ وَمَا فِيهَا وَالْبَحْرَ وَمَا فِيهِ: أَنْ لاَ يَكُونَ زَمَانٌ بَعْدُ! 7بَلْ فِي أَيَّامِ صَوْتِ الْمَلاَكِ السَّابعِ مَتَى أَزْمَعَ أَنْ يُبَوِّقَ، يَتِمُّ أَيْضًا سِرُّ اللهِ، كَمَا بَشَّرَ عَبِيدَهُ الأَنْبِيَاءَ{, (رسالة يوحنا, ح: 10, ع: 6). لولا أنَّ الرب يسوع أحل القسم للملائكة لما أقسمت!!
والآن ننتقل إلى قولك: (عند وضع الناموس كان القسم من الأمور البشرية التي وضعها الإنسان لنفسه للوفاء بأمر ما, كأن تقسم أمام من يعهد إليك بأمر أنك ستتم هذا الأمر):
· (بل وما قيمته أيضا إن كان سيفي؟؟).
· (لذا لم يقم السيد المسيح له المجد بتحليل الحلف يوما).
· (كما لم يقم باعتبار الحلف أمرا مهما ليعمل به الإنسان).
· (أي إن القسم لم يكن يوما شريعة إلهية وأمر الهي أن يقسم الإنسان انه سيتم أمرا).
لو أنَّ الأمر كما تفضلت به, فمن باب أولى أن لا يقسم ربُّ البشر: فما قيمة قسم الربِّ إن كان سيفي, وكيف يقسم الله ولا يحلل لعباده القسم وهم أحوج منه إليه, ولماذا يقسم الله أنه سيتم أمرًا؟! أليس الله بصادق؟! إن كان الله لا يقبل لعباده القسم, فمن باب أولى أن لا يقبل القسم لنفسه!! هذه كلمات تستقر في قلوب ذوي العقول السليمة, والفطر القويمة, فتنبت نبتًا طيبًا مباركًا فيه.
والكتاب المقدس يحدثنا عن قسم الرب, وبذلك يخبرنا وينبئنا؛ فالرب يقسم بذاته, ودليله: }بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ{, (سفر التكوين, ح: 22, ع: 16). والرب يقسم بقدسه, ودليله: }قَدْ أَقْسَمَ السَّيِّدُ الرَّبُّ بِقُدْسِهِ{, (سفر عاموس, ح: 4, ع: 2). والرب يقسم بنفسه, ودليله: }قَدْ أَقْسَمَ السَّيِّدُ الرَّبُّ بِنَفْسِهِ{, (سفر عاموس, ح: 6, ع: 8). والرب يقسم بفخر يعقوب, ودليله: }قَدْ أَقْسَمَ الرَّبُّ بِفَخْرِ يَعْقُوبَ{, (سفر عاموس, ح: 8, ع: 7). وهذه بعض أمثلة قسم الربِّ:
1. فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: «احْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَرْجعَ بِابْنِي إِلَى هُنَاكَ. 7اَلرَّبُّ إِلهُ السَّمَاءِ الَّذِي أَخَذَنِي مِنْ بَيْتِ أَبِي وَمِنْ أَرْضِ مِيلاَدِي، وَالَّذِي كَلَّمَنِي وَالَّذِي أَقْسَمَ لِي قَائِلاً: لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ، هُوَ يُرْسِلُ مَلاَكَهُ أَمَامَكَ، فَتَأْخُذُ زَوْجَةً لابْنِي مِنْ هُنَاكَ. 8وَإِنْ لَمْ تَشَإِ الْمَرْأَةُ أَنْ تَتْبَعَكَ، تَبَرَّأْتَ مِنْ حَلْفِي هذَا. أَمَّا ابْنِي فَلاَ تَرْجعْ بِهِ إِلَى هُنَاكَ», (سفر التكوين, ح: 24, ع: 6).
2. فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ وَأَقْسَمَ قَائِلاً: 11لَنْ يَرَى النَّاسُ الَّذِينَ صَعِدُوا مِنْ مِصْرَ، مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِدًا، الأَرْضَ الَّتِي أَقْسَمْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَتَّبِعُونِي تَمَامًا. (سفر العدد, ح: 32, ع: 10).
3. وَالأَيَّامُ الَّتِي سِرْنَا فِيهَا مِنْ قَادَشَ بَرْنِيعَ حَتَّى عَبَرْنَا وَادِيَ زَارَدَ، كَانَتْ ثَمَانِيَ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، حَتَّى فَنِيَ كُلُّ الْجِيلِ، رِجَالُ الْحَرْبِ مِنْ وَسَطِ الْمَحَلَّةِ، كَمَا أَقْسَمَ الرَّبُّ لَهُمْ. (سفر التثنية, ح: 2, ع: 14).
4. وَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَيَّ بِسَبَبِكُمْ، وَأَقْسَمَ إِنِّي لاَ أَعْبُرُ الأُرْدُنَّ وَلاَ أَدْخُلُ الأَرْضَ الْجَيِّدَةَ الَّتِي الرَّبُّ إِلهُكَ يُعْطِيكَ نَصِيبًا. (سفر التثنية, ح: 4, ع: 21).
5. حَيْثُمَا خَرَجُوا كَانَتْ يَدُ الرَّبِّ عَلَيْهِمْ لِلشَّرِّ، كَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ وَكَمَا أَقْسَمَ الرَّبُّ لَهُمْ. فَضَاقَ بِهِمُ الأَمْرُ جِدًّا. (سفر القضاة, ح: 2, ع: 15).
6. فَأَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي: «لاَ يَدْخُلُونَ رَاحَتِي». (سفر المزامير, م: 95, ع: 11).
7. أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ». (سفر المزامير, م: 109, ع: 4).
8. بِذَاتِي أَقْسَمْتُ، خَرَجَ مِنْ فَمِي الصِّدْقُ كَلِمَةٌ لاَ تَرْجعُ: إِنَّهُ لِي تَجْثُو كُلُّ رُكْبَةٍ، يَحْلِفُ كُلُّ لِسَانٍ. 24قَالَ لِي: إِنَّمَا بِالرَّبِّ الْبِرُّ وَالْقُوَّةُ. إِلَيْهِ يَأْتِي، وَيَخْزَى جَمِيعُ الْمُغْتَاظِينَ عَلَيْهِ. 25بِالرَّبِّ يَتَبَرَّرُ وَيَفْتَخِرُ كُلُّ نَسْلِ إِسْرَائِيلَ. (سفر إشعياء, ح: 45, ع: 23).
9. وَإِنْ لَمْ تَسْمَعُوا لِهذِهِ الْكَلِمَاتِ فَقَدْ أَقْسَمْتُ بِنَفْسِي، يَقُولُ الرَّبُّ، إِنَّ هذَا الْبَيْتَ يَكُونُ خَرَابًا. (سفر إرميا, ح: 22, ع: 5).
10. فَإِذْ كَانَ نَبِيًّا، وَعَلِمَ أَنَّ اللهَ حَلَفَ لَهُ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مِنْ ثَمَرَةِ صُلْبِهِ يُقِيمُ الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ لِيَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ. (سفر أعمال الرسل, ح: 2, ع: 30).
11. وَكَمَا كَانَ يَقْرُبُ وَقْتُ الْمَوْعِدِ الَّذِي أَقْسَمَ اللهُ عَلَيْهِ لإِبْرَاهِيمَ، كَانَ يَنْمُو الشَّعْبُ وَيَكْثُرُ فِي مِصْرَ. (سفر أعمال الرسل, ح: 7, ع: 17).
12. فَإِنَّهُ لَمَّا وَعَدَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْظَمُ يُقْسِمُ بِهِ، أَقْسَمَ بِنَفْسِهِ، 14قَائِلاً: «إِنِّي لأُبَارِكَنَّكَ بَرَكَةً وَأُكَثِّرَنَّكَ تَكْثِيرًا». 15وَهكَذَا إِذْ تَأَنَّى نَالَ الْمَوْعِدَ. 16فَإِنَّ النَّاسَ يُقْسِمُونَ بِالأَعْظَمِ، وَنِهَايَةُ كُلِّ مُشَاجَرَةٍ عِنْدَهُمْ لأَجْلِ التَّثْبِيتِ هِيَ الْقَسَمُ. (الرسالة إلى العبرانيين, ح: 6, ع: 13).
آسف على الإطالة زميلي (nanos), ولكنَّ الأمر سيأخذ حقَّه.
أنتظر منك نقاشًا علميًّا دقيقا شريفًا, حصينًا رصيفًا. والله الموفق.
__________________