لو عُرض على موظف منكم إن يجتهد في ليال معدودة ،
ويعمل بجد واجتهاد ، مقابل راتب ثلاث وثمانين سنة ،
أترون هذا الموظف يتردد لحظة في قبول هذا العرض الخيالي ..
فما بال كثير من الناس اليوم يرفضون عرض الله لهم في كل
عام، ويرضون لأنفسهم بالحرمان والشقاء .
أيها المسلمون : إني لم أكن في يوم من الأيام شهر البطالة
وملء البطون والنوم والكسل إلا في هذه الأزمنة المتأخرة ..
هلا رجعتم إلى تأريخ أسلافكم العظام لتروا ما صنعوا في أيامي المباركة.
هل نسيتم بدراً ، وفتح مكة ، واليرموك وحطين، إنها بطولات
تحققت في رمضان .. ولم تكن هذه البطولات والانتصارات
لتتحقق في أرض الواقع، لو لا أنها تحققت أولاً في نفوس
أولئك المؤمنين، على أهوائهم وشهواتهم فمتى انتصرتم
أيها المسلمون اليوم على أنفسكم وأهوائكم، نصركم الله
على أعدائكم ، وعاد لكم عزكم ومجدكم المسلوب ..