فكلام القرطبي دليل على أنّه يمكن للمسلمين أن يقعوا في الشرك.
ومِنَ الشرك نوعٌ غير مغفور ، وهو الشرك بالله في المحبّة والتعظيم
، بأن يُحبَّ مخلوقاً كما يُحبُّ الله. فهذا من الشرك الذي لا يغفره الله
، وهو الشرك الذي قال سبحانه فيه:

{ومِنَ الناس مَنْ يتَّخِذُ مِنْ دون الله أنداداً يُحبُّونهم كحبِّ الله...} الآية ـ وقال أصحابُ هذا الشرك لآلهتهم ، وقد جمَعَتهم الجحيم: {تا لله إن كنَّا لفي ضلالٍ مبين ، إذ نسوِّيكم بِرَبِّ العالمين} ومعلومٌ أنهم ما سوَّوهم به سبحانه في الخلْق والرّزق ، والإماتة والإحياء ، والملك والقدرة ، وإنّما سوَّوهم به في الحبِّ و التّألّه ، والخضوع لهم والتذلل. وهذا غاية الجهل والظلم.
قال الحافظ ابن كثير: وثَمَّ شرك خفيّ لا يشعر به غالباً فاعله ، كما روي عن حذيفة: " أنّه دخل على مريض ، فرأى في عَضُدِه سَيْرَاً فقطعه ، ثمّ قال: {وما يُؤمنُ أكثرهم بالله إلا وهم مشركون}
وفي الحديث " مَنْ حَلَفَ بغير الله فقد أشرك "رواه الترمذي عن ابن عمر وحسّنه.