5-
وتأتي بعد ذلك في سورة البقرة قصة آدم ، وتنتهي بالقاعدة التي ذكرناها {فَمَن تَبِعَ هُدَايَ .. } وتأتي بعد سورة الأنعام سورة الأعراف والآية الثانية فيها {اتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ} والآية الأولى فيها تقول "المص * كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ". ... وتأتي بعد ذلك قصص عن أمم وكيف كان موقفهم من الهدى المنزل عليهم فكأن السورة كلها عرض عملي وتاريخي ومناقشة في جو القاعدة التي انتهت بها قصة آدم في سورة البقرة .
6- وكما أنه بعد آية القتال في سورة البقرة تأتي كلمة {يَسْأَلُونَك} وفيها استفتاء عما له علاقة بالقتال ، فإن سورة الأنفال بعد الأعراف مبدوءة بكلمة "يَسْأَلُونَك". ... والسورة كلها والسورة التي بعدها وهي سورة " التوبة " تتحدثان عن القتال وأدب الحرب ، ويلاحظ أن السورتين في القرآن مكتوبتان بلا فاصل " البسملة " فكأن السورتين شرح وتوضيح للفريضة التي ذكرها الله في سورة البقرة .
الوحدة القرآنية
ونستطيع ههنا أن نضع أسس نظرية في موضوع الوحدة القرآنية فنقول :إن كل مجموعة سور من القرآن تشكل كلاً متكاملاً ، وهذه المجموعات كلها إنما تفصل المعاني التي ذكرتها سورة البقرة على الترتيب مع تبيان وتوضيح وتفصيل ، وقد رأينا مثالاً على ذلك ، ويلاحظ أن كل مجموعة من السور قد عرض الأسس النظرية والعملية للإسلام ، بحيث إن من يقرأ أي مجموعة من هذه المجموعات ، يتذكر بكل الحقائق الأولية في الإسلام . كما يلاحظ أن كل مجموعة من هذه المجموعات قد عرضت هذه الحقائق بلغة وطريقة عرض ونغمة جرس تختلف عن الأخرى ، مما يبهر الإنسان ولا يستطيعه مخلوق : أن تعرض قضيةً واحدة على عشرات الأوجه وبطرق كثيرة من العرض . المعاني في البقرة مرتبة ترتيباً معيناً ، ثم كل مجموعة سور تشكل وحدة تعرض المعاني القرآنية على ترتيب عرضها في سورة البقرة ، هذه المجموعات تتدرج في الغالب من الطول إلى القصر ، كل وحدة تذكر الإنسان بالمعاني الأساسية بطريقة عرض تختلف عما قبلها . ولو تأملت سورة العصر فما بعدها لرأيت نفس ترتيب العرض في سورة البقرة مع فارق القصر ، فهل يمكن أن يكون هذا من عند بشر !
هذا وباللهِ التوفيق
وآخر دَعوانا أن الحَمدُ للهِ رب العالميـــن
http://www.hayran.info/articles.php?catid=90&id=1449













رد مع اقتباس
المفضلات