كانت هذه هي النقاط الأساسية التي ارتكز عليها متياس نصر في مقاله،وهي نقاط من خلاله لا يبدو من خلالها أنه يشارك في الإضراب القبطي،بل هو من المنظرين له،فهو لا يمنحه الغطاء القانوني فقط،ولكنه يمنحه الغطاء الشرعي من خلال إقرار الكتاب المقدس لحق الإضراب السلمي.
لقد رفض البابا الإضراب رغم ما روجه شباب الإضراب من أن البابا يرحب به ويشجعه،إنهم يدعون أنه داعب المقربين منه وقال لهم،كيف سنحتفل بالعيد لو نجح هؤلاء الشباب في دعوتهم،ولو كان البابا قال ذلك بالفعل،فإنه يسخر كعادته،لكن شباب الإضراب تعاملوا مع هذا التصريح بأنه مباركة من البابا لما يفعلونه.
لكن متياس نصر يطمئنهم بأن الكنيسة إذا أعلنت أنها ترفض الإضراب فإنها تفعل ذلك مضطرة إليه،وذلك بسبب علاقتها بالحكومة،وفي كلام متياس تلميح يسيء إلي الكنيسة وينال من سمعتها وشجاعتها،فإما أنه يقصد أن الكنيسة تعمل بالتنسيق مع الحكومة وأنها تخضع لما يريده منها الأمن،وبذلك فهي كنيسة خانغة وخاضعة،أو أنه يقصد أن الكنيسة تبدي ما لا تخفيه خوفا علي مصالحها مع النظام،والمعني الواضح أن الكنيسة إذا قالت لكم لا تفعلوا فإنها تقول ذلك لتهدئة الحكومة لكنها في الواقع تكون سعيدة للغاية بما تفعلونه.