في خلال بضعة سنوات , أسطورة أن المسيح السماوي كان قد عاش بالفعل على الأرض أكتسبت زخرفة و تنميقا . كان يوحنا المعمدان قد واجه نهاية درامية , بفصل رأسه عن جسده ؛ و لم يكن هناك أفضل للتقليل من شأن هذا القدر الرهيب إلا إختراع قصة صلب مؤلمة للغاية . و كانت المشكلة هي في جعل هذا الإعلان الخاص يتلائم مع الكتابات المقدسة اليهودية .

نـّقب أتباع بولس خلال النصوص اليونانية/اليهودية الرسمية للتوراه , أي النسخة السبعينية , من اجل إيجاد الجواب . كانوا يملكون إذ ذاك المعرفة ــ من المصادر الوثنية ــ عن أن بطلهم إنتقل من الحياة إلى الموت ثم إلى الحياة من جديد , فبحثوا عن جميع " النبؤات " وكل " نبؤة" على حده يمكن أن تؤكد أن بطلهم السابق هو المسيح . و كان النص الحاسم بالنسبة لهم هو إشارة غامضة في سفر إشعياء إلى " خروف الألم" .


أن " النبؤة " الماخوذة عن حكيم ميت منذ زمن طويل جدا , لم تنطل على معظم اليهود (كانت تحريفا سمجا و وقحا خارج محتوى النص ) . و لكن كانت كافية لمؤيدي المسيح لأثبات أن المسيح كان في الواقع " أضحية " بدلا من قائد فاتح . إن سلسلة أحداث الصلب في طورها الجنيني في إنجيل مرقس موجزة جدا ( لم تأخذ سوى ثمانية أعداد من مجمل ستمائة و خمسة و ستين عدد -آية- ) و لا تشير إلى قيامة يسوع من الموت , و تنتهي بأمراتين خائفتين هاربتين من قبر فارغ , و لم تخبرا أحدا بشيء !!


الآن إستطاع البولسيون الدفاع عن عار ميتة بطلهم الحقيرة بواسطة الكتب المقدسة ــ لكنهم واجهوا مصادمات شاقة و عسيرة . فجاء مؤلف متى , فيما بعد , و أعاد الكتابة مضيفا حراسا للقبر , و قماش الكفن الفارغ , و أمرأتين منتشيتين فرحا ــ و كانتا أول من إلتقى بيسوع بعد قيامته . و لكن حتى الآن( أي عند كتابة مرقس) كانت حكاية الصلب و القيامة نهاية مهلهلة رقيقة في إنجيل يتوافق اكثر مع المعمدانية .

إذا بقى الكثير من اليهود ممتنعين عن قبول مسيح " مسالم " كان قد عاش فعلا و مات , ذلك لأن آمالهم المسيحانية الواسعة , لا تحتوي بأي حال على مدان مثير للشفقة معلق على صليب.

و لكن بالنسبة لغير اليهود , مع قرون كاملة من تراث وثني تموت فيه الآلهة , فهذه القصة الدرامية كان لها أصداء عظيمة .

. . . . . للموضوع بقية