841 - " من كرم أصله ، و طاب مولده ، حسن محضره " .
باطل .رواه ابن عدي في " الكامل " ( 57 / 1 ) عن جعفر بن نصر بن سويد أبي
ميمون : حدثنا علي بن عاصم : حدثنا داود بن أبي هند عن الشعبي عن أبي هريرة
مرفوعا و قال : " جعفر بن نصر حدث عن الثقات بالبواطيل ، و ليس بالمعروف ، و
هذا الحديث بهذا الإسناد باطل ، و لجعفر غير ما ذكرت من الأحاديث ، موضوعات على
الثقات " . و ذكر نحوه ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 208 ) و ساق له حديثين
آخرين و قال : " و هذان متنان موضوعان " . و قال الذهبي : في هذا الحديث :
" باطل " . و أقره الحافظ . قلت : و مع ذلك كله فقد سود به السيوطي كتابه
" الجامع " فأورده فيه من رواية ابن النجار عن أبي هريرة ، و تعقبه المناوي
بقول ابن عدي أنه باطل ، نقله عن ابن الجوزي عنه ثم قال : " رواه الديلمي عن
ابن عمر " .
(2/340)
________________________________________
842 - " لا تستشيروا الحاكة و لا المعلمين ، فإن الله سلب عقولهم ، و نزع البركة من
أكسابهم " .
موضوع .
رواه ابن النجار ( 10 / 197 / 1 ) عن علي بن جعفر بن صالح البغدادي
بسنده عن زيد بن أسلم عن عطاء بن أبي ربحا عن أبي هريرة مرفوعا . و قال في
علي هذا : " روى حديثا منكرا " . ثم ساقه . و للحديث طريق آخر ، أورده ابن
الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 224 ) عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن
علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا به و قال : " موضوع . عبيد الله بن
زحر قال ابن حبان : " يروي الموضوعات عن الأثبات . و إذا روى عن علي بن يزيد
أتى بالطامات ، و إذا اجتمع في إسناد خبر عبيد الله و علي بن يزيد و القاسم أبو
عبد الرحمن لم يكن ذلك الخبر إلا مما عملته أيديهم " . و ذكر السيوطي في "
اللآلي " ( 1 / 200 ) نقلا عن الذهبي أن الآفة فيه من أحمد بن يعقوب الحذاء
، فإنه الذي رواه بإسناد له عن يحيى بن أيوب به . أخرجه الديلمي . قلت : و جزم
الذهبي بأنه حديث موضوع ، و له طريق آخر عن علي بن يزيد ، رواه الخطيب في
" تاريخه " ( 12 / 124 ) و السلفي في " الطيوريات " ( 133 / 2 ) عن علي بن يوسف
بن أيوب الدقاق : حدثنا أحمد بن محمد بن غالب - غلام خليل - : حدثنا محمود بن
غيلان : حدثنا الوليد بن مسلم عن معان بن رفاعة عن علي بن يزيد <1> به . أورده
الخطيب في ترجمة الدقاق هذا ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و لذلك قال ابن
الجوزي عقبه : " موضوع ، غلام خليل يضع ، و الراوي عنه لا يعرف " .
-----------------------------------------------------------
[1] الأصل " زيد " في المصدرين المذكورين و هو خطأ . اهـ .
(2/341)
________________________________________
843 - " لا تعجزوا في الدعاء فإنه لا يهلك مع الدعاء أحد " .
ضعيف جدا .
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 267 ) و ابن عدي ( 241 / 1 ) و
ابن حبان في " صحيحه " ( 2398 - موارد ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 /
232 ) و الحاكم ( 1 / 493 - 494 ) و الضياء في " المختارة " ( 50 / 1 ) عن معلى
بن أسد العمي : حدثني عمر ( و في " المستدرك " : عمرو ) بن محمد عن ثابت
البناني عن أنس مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و تعقبه الذهبي
بقوله : " لا أعرف عمرا (!) ، تعبت عليه " . قلت : كذا وقع في " المستدرك " : "
عمرو " بزيادة الواو ، و هو من أوهامه ، و الصواب : " عمر " بدونها كما عند
الآخرين هو معروف ، و لكن بالضعف ! قال العقيلي : " عمر بن محمد لا يتابع عليه
و لا يعرف إلا به " . قلت : و هو عمر بن محمد بن صهبان ، كذلك وقع منسوبا في
رواية أبي نعيم ، و يؤيده أنه وقع في رواية " المستدرك " " الأسلمي " و ابن
صهبان أسلمي ، و لذلك أورد ابن عدي الحديث في ترجمة عمر بن محمد بن صهبان و قال
عقبه : " و عمر بن صهبان عامة أحاديثه لا يتابعه الثقات عليه ، و الغالب على
حديثه المناكير " . قلت : و عمر بن محمد بن صهبان قال أبو زرعة واه . قال
الذهبي : " هو عمر بن صهبان نسب إلى جده " . و قال هناك . " عمر بن صهبان
الأسلمي ....... قال أحمد : لم يكن بشيء ، و قال ابن معين لا يساوي فلسا ، و
قال البخاري : منكر الحديث ، و قال أبو حاتم و الدارقطني : متروك الحديث " . و
قال ابن حبان ( 2 / 81 ) : " و كان محمد يروي عن الثقات المعضلات ، التي إذا
سمعها من الحديث صناعته لم يشك أنها معمولة " . و أما الضياء المقدسي ، فإنه ظن
أن عمر بن محمد هذا هو غير ابن صهبان و أنه ثقة ، و لذلك أورده في " المختارة "
، و إنما غره في ذلك قول ابن حبان في رواية الضياء عنه ، " عمر بن محمد هو ابن
زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب " . قلت : ابن زيد هذا ثقة اتفاقا ، و لو صح
أنه هو لكان الحديث صحيحا ، و لكن هيهات ، فقد صرحت رواية أبي نعيم أنه ابن
صهبان ، و نحوه رواة الحاكم ، و الأخذ بما جاء في صلب الرواية أولى من الأخذ
بتفسير مخرج الحديث ، كابن حبان ، لأن هذا كالنص مع القياس في الفقه ، و من
المعلوم أنه لا قياس و لا اجتهاد في مورد النص ! و يؤيد أنه ابن صهبان أنه هو
الذي ذكروا في ترجمته أن من شيوخه ثابت البناني ، و من الرواة عنه معلى بن أسد
، و هذا من روايته عنه كما رأيت ، بينما لم يذكروا ذلك في ترجمة ابن زيد ،
فتعين أن صاحب هذا الحديث إنما هو ابن صهبان ، و هو ضعيف جدا كما علمت من أقوال
العلماء فيه ، و بذلك يسقط الحديث من درجة الاعتبار ، و يظهر خطأ تصحيح الحاكم
و الضياء له ، و الله الموفق .
(2/342)
________________________________________
844 - " من اشترى ثوبا بعشرة دراهم و في ثمنه درهم حرام لم يقبل له صلاة ما كان عليه
" .
ضعيف جدا .
رواه أبو العباس الأصم في " حديثه " ( 1 / 140 ) : حدثنا أبو
عتبة : أخبرنا بقية : أخبرنا يزيد بن عبد الله الجهني عن ابن جعونة عن هاشم
الأوقص قال : سمعت ابن عمر يقول : فذكره مرفوعا . و كذا رواه ابن أبي
الدنيا في " الورع " ( 273 / 2 ) و الأكفاني في " حديثه " ( 68 / 2 ) . و رواه
الضياء في " المنتقى من المسموعات بمرو " ( 21 / 2 ) من طريق عيسى بن أحمد :
أخبرنا بقية : حدثنا زيد بن عبد الله الجهني عن أبي معاوية عن هاشم به . و رواه
أحمد ( 2 / 98 ) من طريق أسود بن عامر عن بقية عن عثمان بن زفر عن هاشم به . و
رواه الخطيب ( 14 / 21 ) و عنه ابن عساكر ( 4 / 1 / 2 ) من طريق أبي العباس
الأصم به . ثم روياه من طريق هارون بن أبي هارون - و هو صدوق - : حدثنا بقية بن
الوليد عن مسلمة الجهني : حدثني هاشم الأوقص به . فأسقط رجلين ، يزيد بن عبد
الله الجهني و ابن جعونة ، و جعل مكانهما مسلمة الجهني . ثم رواه الخطيب و ابن
عساكر عن مؤمل بن الفضل ، : حدثنا بقية عن جعونة عن هاشم . ثم رواه ابن عساكر
من طرق أخر عن بقية على وجوه أخرى من الاضطراب عن هاشم و قال : " و هذا
الاضطراب في الحديث من بقية فإنه كان يخلط فيه " . قلت : و مداره على هاشم
الأوقص ، و قد قال البخاري فيه : " ضال غير ثقة " ، كما رواه ابن عدي عنه ( 353
/ 2 ) .
(2/343)
________________________________________
845 - " ما أكرم النساء إلا كريم ، و لا أهانهن إلا لئيم " .
موضوع .
رواه الشريف أبو القاسم علي الحسيني في " الفوائد المنتخبة " ( 18
/ 256 / 2 ) ، و من طريقه الحافظ ابن عساكر في " تاريخه " ( 4 / 282 / 1 ) و
عنه ابن أخيه أبو منصور بن عساكر في " الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين " ( ص
101 الحديث 39 ) من طريق أبي عبد الغني الحسن بن علي بن عيسى الأزدي : نا عبد
الرزاق بن همام : أنا إبراهيم بن محمد الأسلمي عن داود بن الحصين عن عكرمة بن
خالد عن علي بن أبي طالب مرفوعا . و قال الشريف : " هذا حديث غريب ..... لا
أعلمه رواه إلا إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي " . و كذا قال أبو منصور و
زاد : " و لم يكتب عنه إلا من هذا الوجه " . قلت : و هذا إسناد واه بمرة ، و
فيه علل : 1 - داود بن الحصين ثقة إلا في عكرمة كما قال الحافظ في " التقريب
" و مستنده قول ابن المديني : " ما رواه عن عكرمة فمنكر " . و كذا قال أبو داود
. 2 - إبراهيم الأسلمي كذاب كما قال يحيى القطان و ابن معين و ابن المدني ، و
روى أبو زرعة في " تاريخ دمشق " ( 34 / 1 ) بسند صحيح عن يحيى بن سعيد قال :
" لم يترك إبراهيم بن أبي يحيى للقدر ، و إنما للكذب " . و في رواية أخرى عنه :
" أشهد على إبراهيم أنه يكذب " . و قال ابن حبان ( 1 / 92 ) : " كان يرى القدر
و يذهب إلى كلام جهم ، و يكذب مع ذلك في الحديث " . قلت : و من الغرائب أن يخفى
حال هذا الكذاب على الإمام الشافعي و هو من شيوخه ! و لعل سبب ذلك ما قال ابن
حبان : إنه كان يجالسه في حداثته و يحفظ عنه حفظ الصبي ، و الحفظ في الصغر
كالنقش في الحجر ، فلما دخل مصر في آخر عمره ، و صنف الكتب المبسوطة احتاج إلى
الأخبار ، و لم تكن معه كتب ، فأكثر عنه ، و ربما كنى عنه و لا يسميه في كتبه "
. 3 - أبو عبد الغني الأزدي متهم بالوضع ، و في ترجمته ساق ابن عساكر هذا
الحديث ، و قال فيها : " و كان ضعيفا " . ثم روى عن أبي نعيم أنه قال : " حدث
عن مالك أحاديث موضوعة " . و كذا قال الحاكم ، ثم تعقب ابن عساكر أبا نعيم
بقوله : " و لا أعلم روى عن مالك و لا أدركه " . قلت : و هو إنما يروي عن مالك
بواسطة عبد الرزاق ، و قد ساق له الدارقطني من هذا الوجه حديثا و قال :
" باطل وضعه أبو عبد الغني على عبد الرزاق " . و كذا رواه ابن عساكر في ترجمته
. لكن قد ساق له ابن حبان ( 1 / 235 ) حدثنا آخر صرح فيه بقوله : " حدثنا مالك
..... " فهو من أكاذيبه عليه . و قال ابن حبان : يضع الحديث على الثقات ، لا
تحل الرواية عنه بحال " . ( تنبيه ) : أول الحديث عندهم : " خيركم خيركم لأهله
، و أنا خيركم لأهلي " . و إنما لم أورد هذه الزيادة لمجيئها من طرق بعضها صحيح
و بعضها حسن ، و قد خرجتها في " آداب الزفاف " ( ص 151 ) ، و لأن الحديث اشتهر
في العصر الحاضر بدون هذه الزيادة فإفراده عنها أدعى إلى تيسير الوقوف عليه ، و
قد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " بتمامه من رواية ابن عساكر وحده عن علي
، و هذا على خلاف شرطه في أول الكتاب حيث قال : " و قد صنته عما تفرد به كذاب
أو وضاع " فكيف هذا و قد اجتمع فيه كذاب و وضاع معا ؟! و من الغرائب أن المناوي
بيض له فلم يتكلم عليه بشيء !
(2/344)
________________________________________
846 - " إن الله تعالى فضل المرسلين على المقربين ، فلما بلغت السماء السابعة لقيني
مالك من نور ، على سرير من نور ، فسلمت عليه ، فرد علي السلام ، فأوحى الله
إليه : يسلم عليك صفيي و نبيي فلم تقم إليه ، و عزتي و جلالي لتقومن فلا تقعدن
إلى يوم القيامة " .
موضوع .
رواه الخطيب في " تاريخه " ( 3 / 306 - 307 ) عن محمد بن مسلمة
الواسطي حدثنا يزيد بن هارون : حدثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن ابن عباس
مرفوعا . و قال : " هذا الحديث باطل موضوع ، رجال إسناده كلهم ثقات سوى محمد بن
مسلمة ، رأيت هبة الله بن الحسن الطبري يضعف محمد بن مسلمة ، و سمعت الحسن بن
محمد الخلال يقول : محمد بن مسلمة ضعيف جدا " . و الحديث أورده ابن الجوزي في
" الموضوعات " ( 1 / 292 ) من طريق الخطيب ، و احتج بكلامه المذكور في وضعه ، و
أقره الذهبي في " الميزان " و كذا السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 274 - 275 ) .
و مع ذلك فقد أورد في كتابه " الجامع الصغير " حديثا آخر للواسطي هذا ، فوجب
بيانه و هو : " إياك و قرين السوء فإنك به تعرف " .
(2/345)
________________________________________
847 - " إياك و قرين السوء فإنك به تعرف " .
موضوع .
رواه سليم بن أيوب الفقيه في جزئه " عوالي مالك " و هو آخر حديث
فيه < و أخرجه > بإسناده عن طريق مالك - عن محمد بن مسلمة الواسطي : حدثنا موسى
الطويل عن أنس مرفوعا . و من طريق سليم هذا رواه ابن عساكر في " التاريخ "
( 4 / 333 / 1 ) و كذا في " التجريد " ( 4 / 21 / 2 ) و في المجلس الثالث و
الخمسين من " الأمالي " ( 46 / 1 ) و قال : " هذا حديث سباعي غريب " . قلت : و
إسناده موضوع آفته إما محمد بن مسلمة الواسطي فإنه متهم بالوضع كما سبق في
الحديث الذي قبله . و إما شيخه موسى الطويل و هو ابن عبد الله ، فقال ابن حبان
( 2 / 242 ) : " روى عن أنس أشياء موضوعة ، كان يضعها ، أو وضعت له فحدث بها "
. و قال أبو نعيم : " روى عن أنس المناكير ، لا شيء " . و الحديث مما سود به
السيوطي " الجامع الصغير " ! فأورده فيه من رواية ابن عساكر وحده . و بيض له
المناوي فلم يتكلم عليه بشيء ! و بهذا الإسناد الحديث الآتي : " من أذن سنة على
نية صادقة ، لا يطلب عليها أجرا حشر يوم القيامة فأوقف على باب بالجنة فقيل له
: اشفع لمن شئت " .
(2/346)
________________________________________
848 - " من أذن سنة على نية صادقة ، لا يطلب عليها أجرا حشر يوم القيامة فأوقف على
باب بالجنة فقيل له : اشفع لمن شئت " .
موضوع .
رواه ابن شاهين في " رباعياته " ( 176 / 1 ) و تمام ( 147 / 1 ) و
ابن عساكر ( 5 / 2 / 2 ) عن محمد بن مسلمة الواسطي : حدثنا موسى الطويل : حدثنا
مولاي أنس بن مالك مرفوعا . و هذا موضوع كما عرفت مما سبق بيانه في الحديث
السابق ، و من العجائب أن السيوطي أورده أيضا في " الجامع الصغير " من رواية
ابن عساكر وحده عن أنس ، مع أنه أورده أيضا في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص
104 ) من رواية ابن النجار عن محمد بن مسلمة هذا به و قال : " قال ابن حبان
: موسى روى عن أنس موضوعات " . و أقره ابن عراق في " تنزيه الشريعة ( 256 / 1
) . و لما أورده في " الجامع الصغير " تعقبه المناوي بقوله : " قال ابن الجوزي
: حديث لا يصح ، فيه موسى الطويل كذاب ، قال ابن حبان : زعم أنه رأى أنسا ، و
روى عنه أشياء موضوعة ، و محمد بن مسلمة غاية في الضعف " .
(2/347)
________________________________________
849 - " من حافظ على الأذان سنة وجبت له الجنة " .
موضوع .
رواه الخطيب البغدادي في " الموضح " ( 2 / 186 ) عن أبي قيس
الدمشقي عن عبادة بن نسي عن أبي مريم السكوني عن ثوبان مولى رسول الله صلى
الله عليه وسلم مرفوعا . و قال : " أبو قيس هذا هو محمد بن عبد الرحمن القرشي "
و ذكر له أسماء و كنى كثيرة جدا ، ثم روى عن ابن نمير أنه ذكر له رواية
الكوفيين عن محمد بن سعيد الذي يقال له : ابن أبي قيس ، فقال : لم يعرفوه ،
إنما العيب على من روى عنه من أهل الشام بعد المعرفة ، من يروي عن هذا العدو
لله ؟! <1> كذاب يضع الحديث ، صلب في الزندقة ، و لقد حدث الناس ، قبحه الله !
و قال ابن سعيد : سمعت عبد الله بن أحمد بن سوادة أبا طالب يقول : قلب أهل
الشام اسم محمد بن سعيد الزنديق على مائة اسم و كذا و كذا اسما ، قد جمعتهن في
كتاب ، و هو الذي أفسد كثيرا من حديثهم " . و هذه فائدة هامة من كلام الحافظ
الخطيب أن أبا قيس هذا هو محمد بن سعيد المصلوب ، و بذلك جزم ابن أبي حاتم في
" الجرح و التعديل " ( 4 / 436 ) ، و كأن الذهبي لم يقف على كلامه حيث قال في
الكنى من " الميزان " : " أبو قيس الدمشقي عن عبادة بن نسي ، أظنه المصلوب ،
هالك " . و أما الحافظ فجزم في " الكنى " من " التهذيب " و " التقريب " أنه
المصلوب ، و خفي هذا كله على السيوطي و بعضه على المناوي ، فأما الأول فقد أورد
الحديث في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي عن ثوبان و فيها أبو قيس كما
سيأتي ، فلو كان يظن على الأقل أنه محمد بن سعيد الكذاب لما استجاز إن شاء الله
أن يرويه له ، لعلمه بقول النبي صلى الله عليه وسلم " من حدث عني بحديث و هو
يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين " . و أما المناوي فقال في شرحه على الجامع " : "
و فيه أبو قيس الدمشقي عن عبادة بن نسي ، أورده الذهبي في " الضعفاء و
المتروكين " فقال : كأنه المصلوب ، متهم " . فوقف المناوي عند ظن الذهبي ، و هو
المصلوب يقينا كما سبق . و اعلم أن العلماء مطبقون على تكذيب هذا المصلوب ،
فقال أحمد : " حديثه حديث موضوع " . و قال : " عمدا كان يضع " . و قال ابن حبان
( 2 / 247 ) : " كان يضع الحديث على الثقات ، لا يحل ذكره إلا على وجه القدح
فيه " . و قال أبو أحمد الحاكم : " كان يضع الحديث ، صلب على الزندقة " . و قال
ابن الجوزي ( 1 / 47 ) : " و الوضاعون خلق كثير فمن كبارهم وهب بن وهب القاضي ،
و محمد بن السائب الكلبي ، و محمد بن سعيد الشامي المصلوب ... " . و حكاه
السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 473 ) و أقره . ثم رأيت الحديث رواه ابن عدي في
" ترجمة محمد بن سعيد بن أبي قيس المصلوب من " الكامل " ( ق 291 / 1 ) بسنده
عنه عن عبادة بن نسي به و قال : " عامة ما يرويه لا يتابع عليه " . و أما أبو
مريم السكوني فأورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 4 / 2 / 436 ) و
ساق له هذا الحديث و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و ذكر الحافظ في " الإصابة
" في ترجمة أبي مريم الفلسطيني : " و أبو مريم السكوني ، آخر ، تابعي معروف
، يروي عن ثوبان ، و عنه عبادة بن نسي ، ذكره البخاري و غيره " . و هكذا ذكره
ابن حبان في " الثقات " ( 1 / 273 ) ، فيبدو أنه مجهول الحال . و قد وجدت
للحديث طريقا أخرى عن أبي مريم ، رواه ابن عساكر ( 15 / 286 / 1 ) عن محمد بن
عبد الله بن نمران الذماري : أخبرنا أبو عمرو العنسي عن أبي مريم مولى السكوني
أنه سمع ثوبان به . و قال : " أبو عمرو هو شراحيل بن عمرو العنسي " . قلت : و
هو ضعيف جدا ، و كذا الراوي عنه ابن نمران ، فقد روى ابن عساكر بسنده عن محمد
بن عوف الحمصي الحافظ أنه ضعفهما جدا ، و عن أبي زرعة أنه قال في ابن نمران :
" منكر الحديث لا يكتب حديثه " و عن الدارقطني : " ضعيف " . و قال ابن أبي حاتم
( 4 / 2 / 307 ) : " سألت أبي عنه فقال : هو ضعيف الحديث جدا " .
-----------------------------------------------------------
[1] الأصل ( والله ) ، و التصويب من " التهذيب " . اهـ .
(2/348)
________________________________________
850 - " من أذن سبع سنين محتسبا كتب الله له براءة من النار " .
ضعيف جدا .
رواه الترمذي ( 1 / 267 - 206 طبع حمص ) و ابن ماجه ( 1 / رقم
727 ) و الطبراني ( 3 / 109 / 2 ) و ابن السماك في " التاسع من الفوائد " ( 3 /
1 ) و ابن بشران في " الأمالي الفوائد " ( 2 / 125 / 1 ) و الخطيب في " تاريخه
" ، ( 1 / 247 ) من طريقين عن جابر عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . و قال
الترمذي : " حديث غريب " . يعني ضعيف ، و قال العقيلي في " الضعفاء " : ( ص 155
) : " و في إسناده لين " . و قال البغوي في " شرح السنة " ( 1 / 58 / 1 ) : " و
إسناده ضعيف " . و أشار المنذري في " الترغيب " ( 1 / 111 ) لتضعيفه . قلت : و
علته جابر هذا ، و هو ابن يزيد الجعفي ، و هو ضعيف بل كذبه بعض الأئمة ، و كان
رافضيا يؤمن أن عليا لم يمت ، و أنه في السحاب و سيرجع ! و رواه ابن عدي ( 99 /
2 ) عن محمد بن الفضل عن مقاتل بن حيان و حمزة الجزري عن نافع عن ابن عمر
مرفوعا . قلت : و محمد بن الفضل ، هو ابن عطية كذاب .
(2/349)
**********************************
يتبع ان شاء الله .....v]: hgsgsgm hgqudtm
المفضلات