صفحة 51 من 52 الأولىالأولى ... 2141474849505152 الأخيرةالأخيرة
النتائج 501 إلى 510 من 634
 

العرض المتطور

  1. #1
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي




    5351 - ( يكفيك من الدنيا ما سد جوعتك ، ووارى عورتك ، وإن كان لك بيت يظلك ؛ فذاك ، وإن كانت لك دابة ؛ فبخ ! ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 579 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 9497 - مصورتي) من طريق الحسن بن عمارة عن عدي بن ثابت عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان قال :
    قلت : يا رسول الله ! ما يكفيني من الدنيا ؟ فقال :
    "ما سد جوعتك ..." الحديث . وقال :
    "لم يروه عن عدي بن ثابت إلا الحسن بن عمارة" .
    قلت : وهو متروك ؛ كما قال الهيثمي (10/ 254) بعد أن عزاه لـ "أوسط الطبراني" .
    وأشار المنذري (3/ 111) لتضعيف الحديث ؛ إلا أنه أطلق العزو للطبراني ، فأوهم أنه في "المعجم الكبير" ؛ وليس فيه !


    (/1)


    5352 - ( ما من أحد يلبس ثوباً ليباهي به ؛ لينظر الناس إليه ؛ إلا لم ينظر الله إليه حتى ينزعه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 580 :
    $ضعيف جداً$
    رواه الطبراني (23/ 283/ 618) ، والسلفي في "معجم السفر" (ق 85/ 2) ، وابن عساكر (13/ 211/ 2) عن عبدالخالق بن زيد ابن واقد عن أبيه عن محمد بن عبدالملك بن مروان عن أبيه عن أم سلمة مرفوعاً .
    قلت : وهذا سند ضعيف جداً ؛ آفته عبدالخالق بن زيد ؛ قال النسائي :
    "ليس بثقة" . وقال البخاري :
    "منكر الحديث" . وضعفه غيرهما .
    وقال ابن حبان في "الضعفاء والمتروكين" (2/ 149) :
    "يروي المناكير عن المشاهير ؛ التي إذا سمعها المستمع شهد أنها مقلوبة أو معمولة ، لا يجوز الاحتجاج به" .
    والحديث ؛ أشار المنذري (3/ 111) إلى تضعيفه !
    وأعله الهيثمي (5/ 135) بابن زيد هذا .


    (/1)


    5353 - ( ألا أحدثكم عن الخضر ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ! قال : بينما هو ذات يوم يمشي في سوق بني إسرائيل ؛ أبصره رجل مكاتب . فقال : تصدق علي بارك الله فيك ! فقال الخضر : آمنت بالله ، ما شاء الله من أمر يكون ، ما عندي شيء أعطيكه . فقال المسكين : أسألك بوجه الله ! لما تصدقت علي ؛ فإني نظرت السيماء ( وفي رواية : سيماء الخير) في وجهك ، ورجوت البركة عندك ! فقال الخضر : آمنت بالله ، ما عندي شيء أعطيكه إلا أن تأخذني فتتبيعني ! فقال المسكين : وهل يستقيم هذا ؟! قال : نعم ، الحق أقول ؛ لقد سألتني بأمر عظيم ، أما إني لا أخيبك بوجه ربي ؛ يعني ! قال : فقدم إلى السوق فباعه بأربع مئة درهم ، فمكث عند المشتري زماناً لا يستعمله في شيء ، فقال له : إنك إنما ابتعتني التماس خير عندي ، فأوصني بعمل ؟ قال : أكره أن أشق عليك ؛ إنك شيخ كبير . قال : ليس يشق علي . قال : فقم وانقل هذه الحجارة ، وكان لا ينقلها دون ستة نفر في يوم . فخرج الرجل لبعض حاجته ؛ ثم انصرف وقد نقل الحجارة في ساعة ! قال : أحسنت وأجملت وأطقت ما لم أرك تطيقه . قال : ثم عرض للرجل سفر ، فقال : إني أحسبك أميناً ، فاخلفني في أهلي خلافة حسة . قال : فأوصني بعمل . قال : إني أكره أن أشق عليك . قال : ليس يشق علي . قال : فاضرب من اللبن لبيتي حتى أقدم عليك . قال : فمضى الرجل لسفره . [قال :] فرجع الرجل وقد شيد بناءه ! فقال : أسألك بوجه الله ! ما سبيلك وما أمرك ؟ قال : سألتني بوجه الله ، ووجه الله أوقعني في العبودية . فقال الخضر : سأخبرك من أنا ؟ أنا الخضر الذي سمعت به ؛ سألني [رجل] مسكين صدقة ، فلم يكن عندي شيء أعطيه ، فسألني بوجه الله ، فأمكنته من رقبتي ، فباعني . وأخبرك أنه من سئل بوجه الله ، فرد سائله وهو يقدر ؛ وقف يوم القيامة [ليس على وجهه] جلد ولا لحم ؛ إلا عظم يتقعقع . فقال الرجل : آمنت بالله ، شققت عليك يا نبي الله ! ولم أعلم . قال : لا بأس ؛ أحسنت وأبقيت . فقال الرجل : بأبي أنت وأمي يا نبي الله ! احكم في أهلي ومالي بما أراك الله ، أو أخيرك ؛ فأخلي سبيلك ؟ فقال : أحب أن تخلي سبيلي ؛ فأعبد ربي . فخلى سبيله . فقال الخضر : الحمد لله الذي أوقعني في العبودية ؛ ثم نجاني منها ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 582 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (2/ 357) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 132-134/ 7530) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 287) من طريق سليمان بن عبيدالله الحطاب : حدثنا بقية بن الوليد : حدثنا محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لأصحابه : ... فذكره .
    والطبراي أيضاً ، وفي "مسند الشاميين" (ص 163) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/ 319/ 2) عن محمد بن الفضل بن عمران الكندي : حدثنا بقية عن محمد بن زياد الألهاني به .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف من الطريقين عن بقية :
    أما الأولى ؛ فلضعف سليمان بن عبيدالله ؛ قال النسائي :
    "ليس بالقوي" . وقال ابن معين :
    "ليس بشيء" .
    وذكره العقيلي في "الضعفاء" .
    ولا ينافي ضعفه قول أبي حاتم فيه :
    "صدوق ، ما رأيت إلا خيراً" !
    لاحتمال أنه يعني أنه ليس بمتهم ، وذلك لا ينافي الضعف الناشىء من سوء الحفظ ، والذي يستلزم النظر في حديثه ، بل هذا ما صرح به ابنه في مقدمة "الجرح والتعديل" (1/ 37) ، فراجعه إن شئت .
    وأما توثيق ابن حبان ؛ فقد عرف تساهله في التوثيق ؛ فلا إشكال . ولذلك ؛ قال الحافظ في "التقريب" - ملخصاً للأقوال المتقدمة فيه - :
    "صدوق ، ليس بالقوي" .
    قلت : فمثله لا يحتج به ؛ فلا يقبل منه تصريح بقية بالتحديث فيه . وعلى ذلك جرى من قبلنا من النقاد ؛ فقال الذهبي في ترجمة بقية من "الميزان" :
    "ومن مناكير بقية : حدثنا محمد بن زياد عن أبي أمامة مرفوعاً : بينما الخضر يمشي في سوق لبني إسرائيل ... الحديث بطوله . هذا الحديث قال ابن جوصا : سألت محمد بن عوف عنه ؟ فقال : هذا موضوع . فسألت أبا زرعة عنه ؟ فقال : حديث منكر . قال ابن عدي : لا أعلم رواه عن بقية غير سليمان بن عبيدالله الرقي ، وقد ادعاه عبدالوهاب بن ضحاك العرضي ، وهو متهم ، وأما سليمان ؛ فقال فيه ابن معين : ليس بشيء . فسلم عنه بقية" .
    قلت : وقد فاته الطريق الأخرى عند الطبراني ؛ أعني : محمد بن الفضل بن عمران الكندي ، ولكني لم أجد له ترجمة ، مع أنه لم يذكر تحديث بقية ، وكذلك سليمان الرقي لم يذكر ذلك عند الطبراني ، فكأنه أحال بها على رواية الكندي ، ومن أجل ذلك لم يتعرض لذكر التحديث من تكلم على رواية الطبراني ، فقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 103) :
    "رواه الطبراني في "الكبير" ، ورجاله موثقون ؛ إلا أن فيه بقية بن الوليد وهو مدلس ؛ ولكنه ثقة" . وأعاده بنحوه في مكان آخر (8/ 213) . وقال المنذري في "الترغيب" (2/ 18) :


    (/1)


    "رواه الطبراني وغير الطبراني ، وحسن بعض مشايخنا إسناده ، وفيه بعد . والله أعلم" .
    قلت : وصدره بلفظة : (روي) إشارة منه إلى ضعف الحديث المطابق لاستبعاده تحسين بعض مشايخه إياه ؛ فأجاد كما قال الحافظ الناجي في "عجالة الإملاء" (114-115) ، وإن كان العهد به تصديره لأحاديث بقية بلفظة : (عن) كما حققته في مقدمتي لكتابي "صحيح الترغيب والترهيب" وفي "ضعيفه" أيضاً ، فلعل ذلك لضعف سليمان ، وجهالة ابن عمران الكندي .
    وقد أشار إليها الحافظ ابن كثير في "البداية" ؛ فإنه ساق الحديث بطوله من رواية أبي نعيم الأصبهاني : حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني ... فساقه من الطريقين المتقدمين ، ثم قال (1/ 330) :
    "وهذا حديث رفعه خطأ ، والأشبه أن يكون موقوفاً ، وفي رجاله من لا يعرف . والله أعلم" .
    وقال الحافظ ابن حجر في ترجمة (الخضر) من "الإصابة" - بعد أن ساقه من رواية الطبراني أيضاً - :
    "قلت : وسند الحديث حسن ؛ لولا عنعنة بقية ، ولو ثبت لكان نصاً أن الخضر نبي لحكاية النبي صلي الله عليه وسلم قول الرجل : "يا نبي الله !" ، وتقريره على ذلك" .
    قلت : وهذا صريح في أن الحافظ لم يقف على تحديث بقية المتقدم ، وإلا ؛ لجزم بحسنه .
    والحق أنه ضعيف ؛ لما عرفت من حال المصرح بالتحديث . والله أعلم .
    ونبوة الخضر ليست بحاجة في إثباتها إلى مثل هذا الحديث ؛ بعد قوله تعالى في القرآ حكاية عن الخضر : (وما فعلته عن أمري) ، وغير ذلك من الأدلة المعروفة .


    (/2)


    5354 - ( إن الملائكة كانت تصافح عمران بن حصين حتى اكتوى ؛ فتنحت ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 585 :
    $منكر$
    أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (4/ 288) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (18/ 107/ 203) من طريقين عن قتادة : أن الملائكة ... الحديث .
    قلت : إسناد مرسل ؛ فإن قتادة لم يسمع من صحابي غير أنس رضي الله عنه .
    والمحفوظ عن عمران أن الملائكة كانت تسلم عليه . فقد روى مطرف عنه أنه قال :
    كان يسلم علي حتى اكتويت ؛ فتركت ، ثم تركت الكي ؛ فعاد .
    أخرجه مسلم (4/ 48) - واللفظ له - ، وابن سعد (4/ 289 و 7/ 11) ، والحاكم (3/ 472) ؛ ولفظهما - والسياق لابن سعد - :
    قال مطرف : أرسل إلي عمران بن حصين في مرضه فقال :
    إنه كانت تسلم علي - يعني : الملائكة - ؛ فإن عشت فاكتم علي ، وإن مت ؛ فحدث به إن شئت .
    وإسناده صحيح .

    (/1)


    5355 - ( فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره : مئة ألف صلاة ، وفي مسجدي : ألف صلاة ، وفي مسجد بيت المقدس : خمس مئة صلاة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 586 :
    $ضعيف بطرفه الأخير$
    أخرجه البزار في "مسنده" (422 - كشف الأستار) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1/ 248) من طريق سعيد بن سالم القداح عن سعيد بن بشير عن إسماعيل بن عبيدالله عن أم الدرداء قالت : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره ، وقال البزار :
    "لا نعلمه يروى بهذا اللفظ مرفوعاً إلا بهذا الإسناد" .
    قلت : وهو إسناد ضعيف ؛ كما يأتي بيانه .
    وقد عزا الحافظ المنذري إليه أنه حسن إسناده ، فقال في "الترغيب" (2/ 137) :
    "رواه البزار ، وقال : "إسناده حسن" . كذا قال !" !
    فلا أدري أهو وهم من المنذري ، أم أسقط ذكره من قلم الهيثمي في "كشف الأستار" ؛ كما سقط منه عزوه في "مجمع الزوائد" (4/ 7) إلى البزار ؟! وإنما عزاه للطبراني في "الكبير" بنحوه . وقد عزاه إليه المنذري أيضاً . ثم قال الهيثمي :
    "ورجاله ثقات ، وفي بعضهم كلام ، وهو حديث حسن" !
    قلت : بل هو حديث منكر ؛ فإن آخره مخالف لحديث أبي ذر الصحيح بلفظ :
    "صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه" ؛ يعني : بيت المقدس .
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 8395 - مصورتي) ، والحاكم (4/ 509) . وقال :
    "صحيح الإسناد" . ووافقه الذهبي . وقال الطبراني :
    "لم يروه عن قتادة إلا الحجاج وسعيد بن بشير ؛ تفرد به عن الحجاج : إبراهيم ابن طهمان ، وتفرد به عن سعيد : محمد بن سليمان بن أبي داود" !
    قلت : بل تابعه الوليد بن مسلم : حدثا سعيد بن بشير به .
    أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1/ 248) .
    قلت : فهذا الحديث الصحيح يفيد أن الصلاة في بيت المقدس بمئتي صلاة وخمسين صلاة ؛ لأن الصلاة في مسجده صلي الله عليه وسلم بألف صلاة كما في غير ما حديث ، وهذا خلاف ما في هذا الحديث الضعيف .
    وعلته : ضعف سعيد بن سالم القداح وشيخه ، وكأنه لذلك أشار المنذري فيما تقدم إلى رده لتحسين البزار لإسناده . وأيده في ذلك الحافظ إبراهيم الناجي الحلبي في كتابه "عجالة الإملاء" بقوله (135/ 1) :
    "وهو كما قال المصنف ؛ إذ فيه سعيد بن سالم القداح ، وقد ضعفوه ، ورواه عن سعيد بن بشير ، وله ترجمة في آخر هذا الكتاب "الترغيب" في الرواة المختلف فيهم" .
    قلت : وقال شيخه الحافظ ابن حجر فيه - أعني : ابن بشير هذا - :
    "ضعيف" .
    فمن غرائب المنذري التي جرى عليها في "ترغيبه" : أن يصدر الأحاديث الضعيفة بلفظ : "عن" المشعر بأنه غير ضعيف ، بل أنه صحيح أو حسن أو قريب منهما ! ومن ذلك هذا الحديث ؛ فقد صدره بـ : (عن) مع انتقاده لقول البزار فيه : "حسن" ؛ كما تقدم !
    فإن قيل : لعله فعل ذلك لشاهده الذي ذكره بعد أربعة أحاديث من حديث جابر مرفوعاً به مطولاً ، لكن ليس فيه موضع الشاهد منه ، وقال :
    "رواه البيهقي ، ورواه أيضاً هو وغيره من حديث ابن عمر بنحوه" !
    فقد أورده السيوطي أيضاً في "الجامع الكبير" دون الشاهد ، وقال :
    "رواه البيهقي في "الشعب" - وضعفه - ، وابن عساكر عن ابن عمر" .
    ولم يعزه للبيهقي عن جابر بهذا اللفظ ، وإنما أورده قبل ذلك بأحاديث بلفظ :
    "صلاة في المسجد الحرام مئة ألف صلاة ..." الحديث بلفظ حديث الترجمة تماماً . وقال في تخريجه :
    "رواه البيهقي في "الشعب" ، والخطيب في "المتفق والمفترق" عن جابر ، وفيه إبراهيم بن أبي حية ؛ واه" .
    يعي : أنه ضعيف جداً ، وعليه ؛ فلا يصلح شاهداً ؛ كما هو معلوم من علم المصطلح . وأنا أظن أن المنذري لما عزاه من حديث جابر للبيهقي ؛ يعني : هذا اللفظ : وأما اللفظ الذي ساقه هو ؛ فإنما هو لفظ حديث ابن عمر ؛ فقد وجدته كذلك في "أخبار أصبهان" لأبي نعيم ، وإسناده ضعيف جداً ؛ كما تقدم بيانه برقم (831) .
    وأنكر من حديث الترجمة : ما أخرجه ابن ماجه في حديث لأنس بن مالك مرفوعاً بلفظ :
    ".. وصلاة في المسجد الأقصى بخمسين ألف صلاة" !
    فصارت الصلاة في الأقصى أفضل من الصلاة في المسجد النبوي ! وقد صدره المنذري أيضاً بـ : (عن) ! مع قوله في تخريجه (1/ 136) :
    "رواه ابن ماجه ، ورواته ثقات ؛ إلا أن أبا الخطاب الدمشقي لا تحضرني الآن ترجمته ..." !
    والحقيقة أنه مجهول ؛ كما صرح بذلك الحافظ في "التقريب" .
    ونحوه قول الذهبي في "الميزان" :
    "ليس بالمشهور" ، ثم ساق له هذا الحديث ، وقال :
    "هذا منكر جداً" .
    ونقل الناجي (134/ 2) مثله عن العلائي وغيره .
    وقريب منه : حديث ميمونة بنت سعد مرفوعاً :
    "إن الصلاة في المسجد الأقصى كألف صلاة فيما سواه" .
    أخرجه ابن ماجه وغيره .
    وهو منكر جداً ؛ كما قال الذهبي أيضاً ، وبيانه في كتابي "ضعيف أبي داود" رقم (68) ، وفي تعليقي على "الأحكام الوسطى" لعبدالحق الإشبيلي رقم (832) .


    (/1)


    واعلم أنه كان من الممكن الجمع بين هذه الأحاديث المتناقضة في فضل الصلاة في المسجد الأقصى : بأن يؤخذ بالزائد فالزائد . وعلى ذلك جرى الإمام الطحاوي ! ولكن هذا إنما يصار إليه حينما تكون الأحاديث كلها من قسم المقبول ، وليس الأمر كذلك ؛ كما تبين لك من هذا التخريج ، والله تعالى هو الحق لا رب سواه .

    (/2)


    5356 - ( إن هذه الآية : (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية) ؛ نزلت في النفقات على الخيل في سبيل الله ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 590 :
    $موضوع$
    آفته سعيد بن سنان الحمصي ؛ كما سيأتي في الحديث الآتي .
    وغفل عنه الهيثمي هنا - كما غفل عنه هناك - ؛ فقد أورده في تفسير (البقرة) ، وقال (6/ 324) :
    "رواه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط" ، ويزيد بن عبدالله وأبوه لا يعرفان" !
    والحديث ؛ أورده الذهبي فيما أنكر على سعيد بن سنان .

    (/1)


    5357 - ( إن الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ، وأهلها معانون عليها ، والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة ، وأبوالها وأرواثها لأهلها عند الله يوم القيامة من مسك الجنة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 590 :
    $موضوع بهذا التمام$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" في ترجمة أحمد بن عبدالرحمن بن عقال الحراني ، فقال (رقم 1058 - مصورتي) : حدثنا أحمد قال : حدثنا أبو جعفر (النفيلي) قال : أخبرنا سعيد بن سنان عن يزيد بن عبدالله بن عريب عن أبيه عن جده قال : ... فذكره . وقال :
    "لا يروى إلا بهذا الإسناد ، تفرد به سعيد بن سنان" .
    قلت : وهو أبو مهدي الحمصي ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
    "متروك ، ورماه الدارقطني وغيره بالوضع" .
    قلت : ولست أشك أن قوله في آخر الحديث :
    "من مسك الجنة" إنما هو من وضعه ، وإلا ؛ فسائر الحديث ثابت صحيح من حديث غير واحد من الصحابة ، تراها في "الترغيب والترهيب" (2/ 160-161) . وقد أشار إلى ذلك المنذري بقوله :
    "رواه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط" ، وفيه نكارة" .
    وإن من غرائب الحافظ الهيثمي قوله في إعلال الحديث (5/ 259) :
    "رواه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط" ، وفيه من لم أعرفه" !
    يشير إلى يزيد بن عبدالله وأبيه ؛ فإنهما لا ذكر لهما في شيء من كتب الرجال .
    فخفي عليه حال سعيد بن سنان ، أو فاته إعلال الحديث به ، و هو آفته !
    ثم إن شيخ الطبراني ضعيف أيضاً ؛ قال أبو عروبة :
    "ليس بمؤتمن على دينه" . وقال ابن عدي :
    "هو ممن يكتب حديثه" .


    (/1)


    5358 - ( من سره أن لا يجد الشيطان عنده طعاماً ولا مقيلاً ؛ فليسلم إذا دخل بيته ، وليسم على طعامه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 592 :
    $موضوع$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (6/ 294/ 6102) في أحاديث ساقها بإسناد واحد من طريق خلف بن عبدالحميد السرخسي : حدثنا أبو الصباح عبدالغفور بن سعيد الأنصاري عن أبي هاشم الرماني عن زاذان عن سلمان مرفوعاً به .
    قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عبدالغفور هذا ؛ قال ابن حبان في "الضعفاء والمتروكين" :
    "كان ممن يضع الحديث على الثقات : كعب وغيره ، لا يحل كتابة حديثه ولا ذكره إلا على جهة التعجب" .
    وأشار إلى هذا المعنى الإمام البخاري بقوله :
    "تركوه" . وقال في "التاريخ الصغير" :
    "سكتوا عنه" .
    وبه أعله الهيثمي (8/ 38) .
    والراوي عنه مجهول ؛ قال أحمد :
    "لا أعرفه" .
    والحديث ؛ اقتصر المنذري في "الترغيب" (3/ 116) على الإشارة إلى تضعيفه ، وهو قصور ظاهر .
    والذي صح عنه صلي الله عليه وسلم في هذا الباب : إنما هو ذكر الله عند دخول البيت وعند الطعام ، وواضح أن المراد التسمية في كل منهما ؛ انظر "الترغيب والترهيب" حديث جابر عند مسلم وغيره .
    وفي السلام عند دخول البيت حديث آخر ، تراه مخرجاً في "المشكاة" (727) و "الترغيب" (2/ 262) .

    (/1)


    5359 - ( الحمد لله الذي جعلك يا بنية شبيهة بسيدة نساء بني إسرائيل ؛ فإنها كانت إذا رزقها الله شيئاً وسئلت عنه ؟ قالت : (هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 593 :
    $ضعيف$
    أخرجه أبو يعلى من طريق عبدالله بن صالح : حدثنا عبدالله بن لهيعة عن محمد بن المنكدر عن جابر :
    أن رسول الله صلي الله عليه وسلم أقام أياماً لم يطعم طعاماً ، حتى شق ذلك عليه ، فطاف في منازل أزواجه ، فلم يجد عند واحدة منهن شيئاً ! فأتى فاطمة فقال :
    "يا بنية ! هل عندك شيء آكله ؛ فإني جائع ؟" .
    قالت : لا والله - بأبي أنت وأمي - ! فلما خرج من عندها بعثت إليها جارة لها برغيفين وقطعة لحم ، فأخذته منها ، فوضعته في جفنة لها ، وقالت :
    والله ! لأوثرن بهذا رسول الله صلي الله عليه وسلم على نفسي ومن عندي ، وكانوا جميعاً محتاجين إلى شبعة طعام ، فبعثت حسناً أو حسيناً إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فرجع إليها ، فقالت : بأبي أنت وأمي ؛ قد أتى الله بشيء فخبأته لك . قال :
    "هلمي يا بنية !" .
    قالت : فأتيته بالجفنة ، فكشفت عنها ؛ فإذا هي مملوءة خبزاً ولحماً ، فلما نظرت إليها بهت وعرفت أنها بركة من الله ، فحمدت الله ، وصليت على نبيه ، وقدمته إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فلما رآه حمد الله ، وقال :
    "من أين لك هذا يا بنية ؟!" .
    قالت : يا أبت ! (هو من عند الله يرزق من يشاء بغير حساب) ! فحمد الله ، وقال : ... فذكر الحديث .
    فبعث رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى علي ، ثم آكل رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وأكل علي ، وفاطمة ، وحسن ، وحسين ، وجميع أزواج النبي صلي الله عليه وسلم ، وأهل بيته حتى شبعوا جميعاً ، قالت : وبقيت الجفنة كما هي . قالت : فأوسعت ببقيتها على جميع الجيران ؛ وجعل الله فيها بركة وخيراً كثيراً .
    ذكره ابن كثير في "التفسير" (1/ 360) .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، سكت عنه ابن كثير ؛ لأنه ساق إسناده ، وهذه عادته وعادة المحدثين : إذا ساقوا إسناد الحديث ؛ فقد برئت ذمتهم وارتفعت المسؤولية عنهم إذا كان الحديث إسناده ضعيفاً أو موضوعاً .
    وقد غفل عن هذه الحقيقة العلمية من قام باختصار "تفسير ابن كثير" وغيرهم ، فيتوهمون أن سكوت ابن كثير عن الحديث معناه أن الحديث ثابت عنده ! وليس كذلك ؛ وبخاصة إذا ساق إسناده ؛ كما بينت ذلك في غير ما موضع .
    وهذا الحديث من هذا القبيل ؛ فإن في إسناده عبدالله بن صالح عن عبدالله ابن لهيعة ، وكلاهما ضعيف .
    ولجهل الشيخ الصابوني بهذا العلم الشريف ، وبتلك الحقيقة العلمية ؛ فقد أورد هذا الحديث مصححاً له في "مختصره" (1/ 280) ، ثم نقل عزو الحافظ ابن كثير لأبي يعلى من "تفسير ابن كثير" إلى حاشية "مختصره" ؛ موهماً القراء أنه من تخريجه ! فما أحراه بقول النبي صلي الله عليه وسلم :
    "المتشبع بما لم يعط ؛ كلابس ثوبي زور" !
    ثم إن الحديث - مع ضعف إسناده - ؛ ففي متنه نكارة في نقدي ؛ مثل قوله : "فإني جائع" ؛ لأنه غير معروف مثله عنه صلي الله عليه وسلم فيما أذكر !
    ومن ذلك قول فاطمة رضي الله عنها لأبيها مرتين :
    بأبي أنت وأمي !
    فإنه ممجوج مرفوض ؛ كما هو ظاهر لا يحتاج إلى بيان !
    ونحوه قولها بعد أن حمدت الله :
    وصليت على نبيه .
    فإنه ليس معهوداً أيضاً قرن الصلاة على النبي مع حمد الله تعالى في مثل هذه المناسبة ! والله أعلم .


    (/1)


    5360 - ( نعم السواك الزيتون ؛ من شجرة مباركة ، يطيب الفم ، ويذهب بالحفر ، هو سواكي ، وسواك الأنبياء قبلي ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 595 :
    $موضوع$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 670 - مصورتي) : حدثنا أحمد قال : أخبرنا معلل قال : أخبرنا محمد بن محصن عن إبراهيم بن أبي عبلة عن عبدالرحمن بن غنم الأشعري عن معاذ بن جبل مرفوعاً به . وقال :
    "لم يروه عن إبراهيم إلا محمد" .
    قلت : وهو العكاشي ؛ نسب إلى جده الأعلى ؛ فإنه محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عكاشة بن محصن الأسدي ؛ كذبوه ؛ كما في "التقريب" . وقال الذهبي :
    "ليس بثقة ، قال الدارقطني : متروك يضع" .
    قلت : فهو علة هذا الحديث .
    وخفي ذلك على الهيثمي ؛ فأعله بالذي دونه ، فقال (2/ 100) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه معلل بن محمد ؛ ولم أجد من ذكره" !
    قلت : كذا قال ! وتبعه الشيخ محمد بن سليمان المغربي في "جمع الفوائد" (1/ 91) ؛ ثم المعلق عليه ، دون أن ينتبهوا إلى ما فيه من الوهم :
    أولاً : الغفلة عن آفته الحقيقية ؛ وهي العكاشي كما ذكرنا . وقد تنبه لها الهيثمي في حديث آخر ، أخرجه الطبراني قبيل هذا بالسند نفسه ، وهو حديث :
    "اتخذوا الديك الأبيض ..." . فقال الهيثمي (5/ 117) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه محمد بن محصن العكاشي ، وهو كذاب" ، وقد مضى برقم (1695) . ولم أره في "كتاب الطب" من "جمع الفوائد" للمغربي ، وهو مؤخر فيه عن موضعه في "مجمع الهيثمي" ، فلا أدري أسقط من قلمه ، أم أودعه في كتاب آخر عنده ؟! والله أعلم .
    ثانياً : قوله : "معلل بن محمد" خطأ ! والصواب : "معلل بن نفيل" ؛ كذلك وقع في إسناد حديث آخر ساقه قبل هذا الحديث بحديث ، وكذلك وقع في حديث آخر عنده (632) وفي أحاديث أخرى بعده (652-655) ، ونسبه في الأول منها فقال : "الحراني" .
    وبعد كتابة ما سبق ؛ رجعت إلى "مجمع البحرين" للهيثمي (1/ 34/ 2) ، فوجدته قد ساق الحديث بالإسناد المذكور تحته ؛ إلا أنه وقع فيه : ".. معلل بن محمد بن محصن عن إبراهيم ... لم يروه عن إبراهيم إلا محمد" !
    فانكشف لي سبب الوهمين السابقين من الهيثمي . وبيانه : أنه لما نقل الحديث من "المعجم الأوسط" ، أدخل راوياً في آخر ، فبدل أن يكتب : "معلل : أخبرنا محمد بن محصن" كتب : "معلل بن محمد بن محصن" !
    ولما نقل الحديث من "مجمع البحرين" إلى "مجمع الفوائد" وتكلم على إسناده ؛ وقع منه ما وقع من الوهمين المشار إليهما ! والمعصوم من عصمه الله .






  2. #2
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    5361 - ( من فصل في سبيل الله ، فمات أو قتل ؛ فهو شهيد ، أو وقصه فرسه أو بعيره ، أو لدغته هامة ، أو مات على فراشه بأي حتف شاء الله ؛ فإنه شهيد ، وإن له الجنة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 597 :
    $ضعيف$
    أخرجه أبو داود (1/ 391) : حدثنا عبدالوهاب بن نجدة : حدثنا بقية بن الوليد عن ابن ثوبان عن أبيه يرد إلى مكحول إلى عبدالرحمن بن غنم الأشعري أن أبا مالك الأشعري قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
    وتابعه عبيد بن شريك : حدثنا عبدالوهاب بن نجدة به .
    أخرجه البيهقي في "السنن" (9/ 166) .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله موثقون ؛ إلا أن مكحولاً رمي بالتدليس .
    أما بقية ؛ فهو مشهور بذلك ، وقد قال غير واحد من الأئمة :
    "كان يدلس عن المتروكين" .
    ولذلك ؛ فهو من الثقات الذين لا يحتج بحديثهم ما عنعن ، وهذا منه .
    نعم ؛ قد خالف أبا داود وعبيد بن شريك : محمد بن محمد بن سليمان ، فقال : حدثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي : حدثنا بقية بن الوليد : حدثنا عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان به .
    فصرح بتحديث بقية .
    أخرجه الحاكم (2/ 78) ، وقال :
    "صحيح على شرط مسلم" !
    فتعقبه الذهبي بقوله :
    "قلت : ابن ثوبان لم يحتج به مسلم ؛ وليس بذاك ، وبقية ثقة ، وعبدالرحمن ابن غنم لم يدركه مكحول فيما أظن" !
    قلت : بين وفاتيهما قرابة أربعين سنة ؛ لأن ابن غنم توفي سنة (78) ، ومكحول توفي سنة (112) في قول ، وسنة (118) في قول آخر ، ولم يذكروا سنة ولادته ، حتى يمكن القول بمعاصرته إياه ، ولكن ثبوت المعاصرة إنما تفيد في الراوي الذي لم يعرف بتدليس ، ومكحول ليس كذلك ؛ كما سبق .
    وابن ثوبان - وإن كان فيه كلام - فالراجح أنه حسن الحديث .
    وأما بقية ؛ فقد عرفت حاله ، وإنما وثقه الذهبي لتصريحه بالتحديث في رواية الحاكم ، وهو الذي غرني قديماً حينما خرجت الحديث في "أحكام الجنائز" (ص 37) ، وقلت عقبه :
    "وصححه الحاكم ، وإنما هو حسن فقط" .
    فلم يتنبه الذهبي - كما لم أتنبه أنا يومئذ - لكون التصريح بتحديث بقية شاذ - بل منكر - ؛ لأمرين :
    الأول : مخالفة محمد بن محمد بن سليمان لأبي داود وعبيد بن شريك كما سبق ؛ فإنهما عنعناه عنه .
    والآخر : أن محمداً هذا - وهو الباغندي - مع كونه من الحفاظ ؛ فقد تكلم فيه بعضهم كلاماً سيئاً حتى اتهم بالكذب ! والذهبي نفسه قال في ترجمته من "الميزان" :
    "كان مدلساً ، وفيه شيء . قال ابن عدي : أرجو أنه كان لا يتعمد الكذب . وقال الإسماعيلي : لا أتهمه ، ولكنه خبيث التدليس" .
    قلت : فمثله لا يحتج به عند التفرد ، فكيف مع المخالفة ؟!
    ثم وجدت له مخالفاً ثالثاً ثقة : فقال الطبراني في "الكبير" (1/ 167/ 1) : حدثنا خير بن عرفة المصري : أخبرنا حيوة بن شريح الحمصي : أخبرنا بقية بن الوليد عن ابن ثوبان به .

    (/1)


    5362 - ( يا عائشة ! اتخذت الدنيا بطنك ؟! أكثر من أكلة كل يوم سرف ، والله لا يحب المسرفين ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 600 :
    $موضوع$
    أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 161/ 2) من طريق العلاء بن مسلمة الرواس (الأصل : سلمة الروامي) : حدثني خالد بن نجيح المصري : حدثنا عبدالله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة قالت :
    رآني رسول الله صلي الله عليه وسلم وأنا آكل في يوم مرتين فقال : ... فذكره . وقال :
    "في إسناده ضعف" !
    كذا قال ! وأقره العراقي في "تخريج الإحياء" (3/ 78) !
    وفيه تساهل كبير ؛ فإنما يصح مثل هذا القول فيما لو كان السند إلى ابن لهيعة ثابتاً ، وأنى له ذلك ؟! وفيه آفتان :
    الأولى : خالد بن نجيح المصري ؛ قال ابن أبي حاتم (1/ 2/ 355) عن أبيه :
    "هو كذاب ، كان يفتعل الأحاديث ويضعها في كتب ابن أبي مريم وأبي صالح ، وهذه الأحاديث التي أنكرت على أبي صالح ؛ يتوهم أنها من فعله" .
    الأخرى : العلاء بن مسلمة الرواس ؛ قال ابن حبان (2/ 185) :
    "يروي عن العراقيين المقلوبات ، وعن الثقات الموضوعات" . وقال ابن طاهر :
    "كان يضع الحديث" .
    نعم ؛ قد رواه البيهقي (2/ 158/ 1-2) بإسناد آخر عن ابن لهيعة نحوه ؛ هو خير من هذا :
    أخرجه من طريق يحيى بن عثمان المصري : حدثني أبي عن ابن لهيعة ... فذكره بلفظ :
    "يا عائشة ! أما تحبين أن يكون لك شغل إلا في جوفك ؟! الأكل في اليوم مرتين من الإسراف ، والله لا يحب المسرفين" .
    (تنبيه) : كنت خرجت هذا الحديث فيما تقدم برقم (257) نقلاً عن "الإحياء" و "تخريجه" ، وعن "الترغيب" للمنذري ، وكان ذلك قبل أن نطلع على إسناده في "شعب البيهقي" ، فلما وقفت عليه فيه ؛ بادرت إلى تخريجه ،وبيان الفرق بين إسناديه ولفظيه ، فتبين الآن أنه ليس عند البيهقي لفظ : "إياك والسرف" ، الذي جاء في "الإحياء" ، وعزاه العراقي للبيهقي ، فاقتضى التنبيه .

    (/1)

    5363 - ( ثلاثة لا تقبل لهم شهادة أن لا إله إلا الله : الراكب والمركوب ، والراكبة والمركوبة ، والإمام الجائر ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 601 :
    $موضوع$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 3256) : حدثنا بكر : قال : أخبرنا أبو عطاء بلال بن عمرو عن صالح بن أبي صالح عن عمر بن راشد عن عبدالرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعاً . وقال :
    "لم يروه عن ابن حرملة إلا عمر بن راشد ، ولا عن عمر إلا صالح بن أبي صالح ، تفرد به أبو عطاء" .
    قلت : ولم أجد من ترجمه ، ولم يذكره الدولابي في "الكنى" .
    ومثله صالح بن أبي صالح ، وفي "التهذيب" بهذا الاسم جمع ، ولكنهم من التابعين ، وهو دونهم كما ترى .
    وأما عمر بن راشد ؛ فهو المدني الجاري ، يروي عن مالك وابن عجلان وطبقتهما . قال أبو حاتم :
    "وجدت حديثه كذباً وزوراً" . وقال الحاكم ، وأبو نعيم :
    "يروي عن مالك أحاديث موضوعة" .
    وبه أعل الحديث الهيثمي ، فقال في "المجمع" (4/ 282) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه عمر بن راشد المدني الجاري ؛ وهو كذاب" .
    وأما المنذري ؛ فقد اكتفى بالإشارة إلى ضعفه (3/ 138) ‍‍!
    وهذا من تساهله الذي شرحت القول عنه في مقدمة "صحيح الترغيب" و "ضعيفه" ، وهو تحت الطبع .
    (/1)

    5364 - ( من ولي أمة من أمتي - قلت أو كثرت - ، فلم يعدل فيهم ؛ كبه الله على وجهه في النار ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 602 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 6773 - مصورتي) من طريق هشام بن عمار : حدثنا عبدالعزيز بن الحصين عن عمار الدهني : حدثني إبراهيم بن [يزيد] معقل بن يسار عن أبيها معقل أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره . وقال :
    "لم يرو هذا الحديث عن عمار الدهني إلا عبدالعزيز بن الحصين ، تفرد به هشام" .
    قلت : عبدالعزيز هذا واه ؛ كما قال المنذري في "الترغيب" (3/ 139) .
    وقد خولف في إسناده ؛ فقال عبيدالله بن موسى : حدثنا إسرائيل عن عامر الدهني عن أبيه عن أم معقل عن أبيها قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
    أخرجه الحاكم (4/ 90-91) ، وقال :
    "هذه أم معقل بنت معقل بن سنان الأشجعي ، وهو صحيح الإسناد" ! ووافقه الذهبي !
    قلت : لم أر من ذكر أم معقل هذه ، وأخشى أن يكون محرفاً من (ابنة معقل) كما في الإسناد الأول ، وليس اعتمادي عليه فيما ذهبت إليه فحسب ؛ فقد روى الإمام أحمد (4/ 25) : حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد قال : سمعت إسماعيل البصري يحدث عن ابنة معقل بن يسار عن أبيها معقل قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول :
    "ليس من والي أمة - قلت أو كثرت - لا يعدل فيها ؛ إلا كبه الله تبارك وتعالى على وجهه في النار" .
    لكني لم أعرف إسماعيل البصري ! وفي طبقته جماعة ؛ فيهم الثقة والضعيف والمجهول . وذكر الحافظ في ترجمة (ابنة معقل) من "التعجيل" أنه روى عنها إسماعيل الأودي ، ولم يذكره السمعاني في هذه النسبة (الأودي) ، وقد رواه عنه الطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 221/ 514) ، ونسبه في رواية ثانية (517) فقال : (الكندي) ، وفي أخرى (518) : (الأزرق) .
    ومثله ابنة معقل هذه ؛ فإن الحافظ لم يذكر راوياً عنها غير إسماعيل المذكور .
    وقد تابعها أخوها عبدالرحمن بن معقل بن يسار عن أبيه بلفظ :
    "أيما وال ولي شيئاً من أمر المسلمين ، فلم ينصح لهم كنصحه لنفسه ؛ كبه الله على وجهه يوم القيامة في النار" .
    أخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" (ص 94) بإسناد جيد عنه ؛ كما بينته في "الروض النضير" (رقم 868) .
    وأما عبدالرحمن هذا ؛ فقد قلت هناك : إني لم أجد من ذكره ! وأقول الآن :
    لعله عبدالرحمن بن عبدالله بن معقل بن يسار ؛ فقد ذكره هكذا ابن أبي حاتم (2/ 2/ 252) ، وكذا ابن حبان في "الثقات" (3/ 154 - طبع الهند) ، وذكرا أنه روى عن عمر أو ابن عمر . وروى عنه قرة بن خالد السدوسي .
    وعليه ؛ يكون قد نسب في هذه الرواية إلى جده معقل ، فهو تابعي مستور .
    وجملة القول : أن الحديث لم يثبت عندي بهذا اللفظ ؛ لاضطراب الرواة في الراوي عن معقل ؛ هل هو عبدالرحمن أو ابنة معقل ؟ وسواء كان هذا أو ذاك فكلاهما مجهول .
    ولو أن الحديث جاء بإسنادين ثابتين عنهما ؛ لكان احتمال تقوية الحديث بمجموع روايتيهما وارداً ، فكيف وقد جاء من طرق أخرى عن معقل رضي الله عنه في "الصحيحين" وغيرهما بغير هذا اللفظ ، فراجعها إن شئت في "الأحاديث الصحيحة" (1754،2631) .

    (/1)



    5365 - ( لا تنكحوا القرابة القريبة ؛ فإن الولد يخلق ضاوياً ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 605 :
    $لا أصل له مرفوعاً$
    وقد اشتهر اليوم عند متفقهة هذا الزمن ودكاترته ، الذين لا يتقون الله في طلابهم ، فيلقون عليهم من الأقوال والآراء ما لا حجة عليه ولا برهان ، ومن الأحاديث ما لا سنام له ولا خطام ، وما لا أصل له من كلامه عليه الصلاة والسلام ، كهذا الحديث ؛ فإني سئلت عنه مراراً من بعض طلابهم ؟ فقد قال الحافظ ابن الملقن في "خلاصة البدر المنير" (ق 118/ 1) :
    "غريب . قال ابن الصلاح : لم أجد له أصلاً" .
    ولعله غرهم أن ابن الأثير أورده في "النهاية" في مادة (ضوا) ، جاهلين أنه لا يتقيد فيه بما ثبت من الحديث ؛ لأن غرضه شرح الغريب منه ، ثبت أو لم يثبت ، وكم من حديث فيه لا يعرف له أصل في كتب الحديث ؛ فضلاً عن الأحاديث الضعيفة ! مثله في ذلك مثل الغزالي في "الإحياء" ، بل هذا أهل لينتقد أكثر من ذاك ؛ لأن كتابه كتاب هداية وتربية وتوجيه ، فلا يجوز إيراد الأحاديث الضعيفة فيه والواهية ، ولذلك ؛ بالغ العلماء في انتقاده والرد عليه ، ولعله هو عمدة ابن الأثير في حديث الترجمة ؛ فقد أورده الغزالي في "إحيائه" (2/ 38) في جملة أحاديث صرح بنسبتها إلى النبي صلي الله عليه وسلم ، وكلها منكرة ! بين ذلك العراقي في "تخريجه" إياه ، فقال - بعد أن نقل عن ابن الصلاح أنه لا أصل له ، وأقره - :
    "قلت : إنما يعرف من قول عمر أنه قال لآل السائب : قد أضويتم ؛ فانكحوا في النوابغ .
    وراه إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" وقال : معناه : تزوجوا الغرائب . قال : ويقال : أغربوا ولا تضووا" .
    قلت : فهذا صريح من الحافظ الحربي أن الجملة الأخيرة : "أغربوا ولا تضووا" ليس حديثاً ، فلا تغتر بإيهام ابن الأثير أنه حديث !

    (/1)

    5366 - ( نعم ؛ ما لم تقم على باب سدة ، أو تأتي أميراً تسأله ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 606 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 2769) - بإسناد صحيح - عن خالد بن حارث قال : حدثني طريف بن عيسى العنبري قال : أخبرنا يوسف بن عبدالحميد قال : لقيت ثوبان مولى رسول الله صلي الله عليه وسلم فحدثنا :
    أن رسول الله صلي الله عليه وسلم دعا لأهله ، فذكر علياً وفاطمة وغيرهما . فقلت : يا رسول الله ! من أهل البيت أنا ؟ قال : ... فذكره . وقال :
    "لم يرو هذا الحديث ن طريف إلا خالد" .
    قلت : وهو ثقة ثبت من رجال الشيخين .
    وإنما العلة ممن فوقه ؛ فإن طريفاً هذا وشيخه يوسف ليسا بمعروفين ؛ فقد أوردهما ابن أبي حاتم (2/ 1/ 494) و (4/ 2/ 226) بهذه الرواية ، ولم يذكر فيهما جرحاً ولا تعديلاً .
    وكذلك فعل البخاري في "التاريخ" ، وابن حبان في "الثقات" ؛ فإنه أورد يوسف هذا في طبقة التابعين من كتابه "الثقات" (3/ 296) بهذه الرواية أيضاً .
    والظن به أنه أورد طريفاً أيضاً في طبقة أتباع التابعين منهم ، ولكن المجلد الخاص بها ما علمنا أنه طبع بعد ، ومخطوطة الظاهرية منه محجوزة الآن في قسم التصوير من المجمع العلمي بدمشق لتصويره ، فلعلنا نتمكن من مراجعته بعد إن شاء الله تعالى .
    وإن مما يؤيد ظني المذكور ؛ قول المنذري في "الترغيب" (3/ 151) - وتبعه الهيثمي في "المجمع" (9/ 173) - :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، ورواته ثقات" !
    قلت : وهذا من تساهلهما الذي عرفا به ؛ إذ إنهما جريا في كتابيهما على الاعتداد بما تفرد ابن حبان بتوثيقه من الرواة ، مع تساهله في ذلك عند المحققين من العلماء ؛ كما سبق التنبيه على ذلك مراراً .
    ثم رأيت طريفاً المذكور في "الثقات" (8/ 327) من رواية خالد بن الحارث عنه ؛ فهو مجهول كشيخه يوسف .

    (/1)

    5367 - ( من مشى مع ظالم ليعينه - وهو يعلم أنه ظالم - ؛ فقد خرج من الإسلام ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 607 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 32/ 2) : حدثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن زبريق الحمصي : حدثني أبي : أخبرنا عمرو بن الحارث عن عبدالله بن سالم عن الزبيدي : أخبرنا عياش بن مؤنس أن أبا الحسن نمران بن مخمر حدثه أن أوس بن شرحبيل - أحد بني المجمع - حدثه أنه سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم :
    أولاً : أوس بن شرحبيل ؛ قيل : له صحبة : وأنكر ذلك ابن حبان كما يأتي .
    وقيل فيه : شرحبيل بن أوس ، على القلب . أورده البخاري في "التاريخ" هكذا (2/ 2/ 250) . وقال ابن أبي حاتم (2/ 1/ 337) :
    "وهو أشبه ، له صحبة" .
    وجوز ابن شاهين أنهما اثنان . وقال البغوي :
    "والأصح عندي : شرحبيل" .
    ورجح الحافظ المغايرة .
    ثانياً : أبو الحسن نمران بن مخمر ؛ أورده ابن أبي حاتم (4/ 1/ 497) برواية جمع عنه ؛ أحدهم حريز بن عثمان عنه .
    وجاء في "تعجيل المنفعة" أنه ذكره ابن حبان في "الثقات" . ولم أره في "التابعين" منه ، فلعله أورده في "أتباعهم" ؛ ولا تطوله الآن يدي .
    ثالثاً : عياش بن مؤنس . أورده ابن أبي حاتم (3/ 2/ 5) فقال :
    "عياش بن مؤنس أبو معاذ . روى عن شداد بن شرحبيل الأنصاري . وسمع منه (!) نمران بن مخمر ، وروى عنه حبيب بن صالح" !
    هكذا قال ! جعله تابعياً يروي عنه نمران بن مخمر ، وظاهر كلامه في ترجمة نمران أنه تابعي أيضاً .
    وقد عكس ذلك ابن حبان فأصاب ؛ فقال في "الثقات" في (التابعين) أيضاً (3/ 207) :
    "عياش بن مؤنس ، يروي عن نمران بن مخمر عن شرحبيل بن أوس - ويقال : إن له صحبة ، وما أراه بمحفوظ - . روى عنه محمد بن الوليد الزبيدي" .
    وهكذا أورده البخاري في "التاريخ" (4/ 1/ 47) :
    "عياش بن مؤنس ، سمع نمران . روى عنه محمد بن الوليد الزبيدي" .
    قلت : ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وكذلك صنع ابن أبي حاتم كما رأيت ؛ فهو مجهول العين ، أو مجهول الحال ؛ إن صح أنه سمع منه حبيب بن صالح أيضاً .
    وأما عمرو بن إسحاق - شيخ الطبراني - ؛ فلم أقف له على ترجمة ، ولا في "تاريخ دمشق" لابن عساكر !
    وأما أبوه إسحاق بن إبراهيم بن زبريق الحمصي ؛ فضعيف ، بل كذبه بعضهم .
    لكن قال البخاري في ترجمة شرحبيل : "وقال عمرو بن الحارث ..." فذكره ، فلا أدري إذا كان عنده من طريق أخرى عن عمرو أم لا .
    وسواء كان هذا أو ذاك ؛ فالعلة من عياش بن مؤنس ؛ لجهالته كما علمت . ولذلك ؛ أشار المنذري في "الترغيب" (3/ 153) إلى تضعيف الحديث ، وقال :
    "وهو حديث غريب" . وقال الهيثمي في "المجمع" :
    ".. وفيه عياش بن مؤنس ، ولم أجد من ترجمة (!) ؛ وبقية رجاله وثقوا" !

    (/1)

    5368 - ( لعن الله سبعة من خلقه من فوق سبع سماواته ، وردد لعنته على واحد منهم ثلاثاً ، ولعن كل واحد منهم لعنة تكفيه ، قال :
    ملعون من عمل عمل قوم لوط ، ملعون من عمل عمل قوم لوط ، ملعون من عمل عمل قوم لوط .
    ملعون من ذبح لغير الله .
    ملعون من أتى شيئاً من البهائم .
    ملعون من عق والديه .
    ملعون من جمع بين المرأة وابنتها .
    ملعون من غير حدود الأرض .
    ملعون من ادعى إلى غير مواليه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 610 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 8492 - ط) ، وأبو بكر الشافعي في "الفوائد" (73/ 254/ 2) ، وابن عدي في "الكامل" (ق 341/ 1) من طرق عن أبي مصعب الزهري : حدثني محرر بن هارون - رجل من قريش - عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً .
    وتابعه عبدالله بن عمر بن الرماح - عند ابن عدي - ، وبشر بن الحكم بن حبيب بن مهران - عند البيهقي في "الشعب" (2/ 132/ 2) - ؛ كلاهما عن محرر بن هارون به .
    وخالف أبو عتبة أحمد بن الفرج فقال : حدثنا ابن أبي فديك : حدثنا هارون التيمي عن الأعرج به .
    أخرجه الحاكم (4/ 356) ، وسكت عنه ! وتعقبه الذهبي ، فقال :
    "قلت : هارون ضعفوه" .
    قلت : هو هارون بن هارون بن عبدالله بن محرر بن الهدير القرشي التيمي ، فهو أخو محرر بن هارون ، وكلاهما ضعيف جداً .
    لكن أبو عتبة أحمد بن الفرج ضعيف ، فلا يحتج به عند التفرد ، فكيف عند المخالفة ؟
    ولم يتنبه لهذا المنذري ؛ فقال (3/ 198) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، ورجاله رجال "الصحيح" ؛ إلا محرز بن هارون التيمي ، ويقال : (محرر) بالإهمال .
    ورواه الحاكم من رواية هارون أخي محرر ، وقال : "صحيح الإسناد" . وكلاهما واه ؛ ولكن محرز قد حسن له الترمذي ، ومشاه بعضهم ، وهو أصلح حالاً من أخيه هارون" !
    قلت : إن كان لا بد من المفاضلة بينهما ؛ فالعكس هو الصواب ، كما يشير إلى ذلك قول الحافظ ابن حجر في الأول :
    "محرر - براءين ؛ وزن محمد ؛ على الصحيح - ابن هارون بن عبدالله التيمي - متروك" .
    وقال في أخيه :
    "ضعيف" .
    ولكني أرى أنهما في شدة الضعف سواء ؛ فالأول قد قال فيه البخاري وغيره :
    "منكر الحديث" . وقال ابن حبان (3/ 20) :
    "كان ممن يروي عن الأعرج ما ليس من حديثه ، وعن غيره ما ليس من حديث الأثبات ، لا تحل الرواية عنه ، ولا الاحتجاج به" .
    وقال في أخيه هارون (3/ 94) :
    "كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات ، لا يجوز الاحتجاج به ، ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار لأهل الصناعة فقط" .
    وضعفه غيره .
    لكن الحديث قد صح عن ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ آخر ، وفيه ذكر السبعة غير :
    ".. ملعون من جمع بين امرأة وابنتها" ، وذكر مكانه :
    "لعن الله من كمه أعمى عن الطريق" .
    وهو مخرج في "الصحيحة" (3462) .

    (/1)

    5369 - ( يا معشر المسلمين ! اتقوا الله وصلوا أرحامكم ؛ فإنه ليس من ثواب أسرع من صلة الرحم . وإياكم والبغي ؛ فإنه ليس من عقوبة أسرع من عقوبة بغي . وإياكم وعقوق الوالدين ؛ فإن ريح الجنة توجد من مسيرة ألف عام ، والله ! لا يجدها عاق ، ولا قاطع رحم ، ولا شيخ زان ، ولا جار إزاره خيلاء ، إنما الكبرياء لرب العالمين . والكذب كله إثم ؛ إلا ما نفعت به مؤمناً ، ودفعت به عن دين . وإن في الجنة لسوقاً ما يباع فيها ولا يشترى ، ليس فيها إلا الصور ، فمن أحب صورة من رجل أو امرأة ؛ دخل فيها ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 613 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (رقم 5794) ، ومن طريقه أبو نعيم في "صفة الجنة" (2/ 42/ 195) : حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن طريف البجلي قال : حدثنا أبي قال : حدثنا محمد بن كثير الكوفي قال : أخبرنا جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي بن حسين عن جابر بن عبدالله قال :
    خرج علينا رسول الله صلي الله عليه وسلم ونحن مجتمعون ، فقال : ... فذكره . وقال :
    "لا يروى هذا الحديث عن جابر إلا بهذا الإسناد ، تفرد به أحمد بن محمد ابن طريف" .
    قلت : ولم أجد له ترجمة فيما لدي من كتب الرجال ؛ وقد ذكره في "التهذيب" في الرواة عن أبيه محمد بن طريف ، وكناه بأبي زيد ، وكنية أبيه : أبو جعفر الكوفي ، وهو من شيوخ مسلم الثقات .
    لكن محمد بن كثير الكوفي متهم ؛ قال البخاري في "التاريخ" (1/ 1/ 217) :
    "منكر الحديث" . وقال ابن حبان (2/ 287) :
    "كان ممن ينفرد عن الثقات بالأشياء المقلوبات ، التي إذا سمعها من الحديث صناعته ؛ علم أنها معمولة أو مقلوبة ، لا يحتج به بحال" . وفي "ميزان الذهبي" :
    "قال أحمد : خرقنا حديثه . وقال البخاري : منكر الحديث . وقال ابن المديني : كتبنا عنه عجائب ، وخططت على حديثه . ومشاه ابن معين" .
    قلت : وساق له ابن عدي في "الكامل" (6/ 255-256) أحاديث منكرة جداً ، تدل على سوء حاله ، وقال :
    "وهو منكر الحديث عن كل من يروي عنه ، والبلاء منه" .
    ومن هذه الأحاديث : ما أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 76) بلفظ :
    "من عطس أو تجشأ ، أو سمع عطسة أو جشاءً ، فقال : الحمد لله على كل حال من الأحوال ؛ صرف الله عنه سبعين داءً ، أهونها الجذام" .
    ولعله يأتي إن شاء الله تعالى .
    قلت : وبه أعل الهيثمي حديث الترجمة ، فقال (5/ 125) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه محمد بن كثير الكوفي ، وهو ضعيف جداً" .
    وفيه علة ثالثة ، وهي جابر الجعفي ؛ فإنه ضعيف ، بل قد كذبه بعضهم .
    وقد أعله به أيضاً الهيثمي في مكان آخر ، فقال (8/ 149) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" من طريق محمد بن كثير عن جابر الجعفي ، وكلاهما ضعيف جداً" .
    وأشار المنذري في "الترغيب" إلى تضعيف الحديث في موضعين منه بقوله في أوله :
    "وروي عن جابر .." (3/ 99،221-222) .
    والحديث ؛ أورده السيوطي في "الجامع الكبير" بتقديم وتأخير ، وقال :
    "رواه ابن عساكر [6/ 223] عن محمد بن الفرات الجرمي عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي . ومحمد كذبه أحمد وغيره ، وقال (د) : روى أحاديث موضوعة" .
    واعلم أنه قد صح من الحديث ما يتعلق بثواب صلة الرحم ، وعقوبة البغي وقطيعة الرحم ، روي ذلك من طرق ؛ خرجتها في "الصحيحة" (978) .
    والفقرة الأخيرة منه في سوق الجنة ؛ قد روي بإسناد خير من هذا ؛ ولكنه ضعيف لا يصح ؛ كما سبق بيانه برقم (1982) في المجلد الرابع .

    (/1)

    5370 - ( أربعة يصبحون في غضب الله ، ويسمون في سخط الله . قلت : ومن هم يا رسول الله ؟! قال : المتشبهون من الرجال بالنساء ، والمتشبهات من النساء بالرجال ، والذي يأتي البهيمة ، والذي تأتيه الرجال ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 615 :
    $ضعيف$
    أخرجه البخاري في "التاريخ" (1/ 1/ 110) ، وابن عدي في "الكامل" (ق 306/ 1) ، وعنه البيهقي في "الشعب" (2/ 121/ 1) و (4/ 356/ 5385) ، والطبراني في "الأوسط" (رقم 7001) من طريق دحيم : حدثنا ابن أبي فديك عن محمد بن سلام الخزاعي عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً .
    أورده البخاري في ترجمة ابن سلام الخزاعي هذا ، وقال :
    "لا يتابع عليه" . وقال ابن عدي :
    "وهذا الذي أنكره البخاري لا أعلم رواه عن محمد بن سلام غير ابن أبي فديك" .
    وكذا قال الطبراني أن ابن أبي فديك تفرد به عن ابن سلام . وقال أبو حاتم :
    "مجهول" . وقال الذهبي :
    "لا يعرف" .
    قلت : وأما أبوه سلام الخزاعي ؛ فلعله سلام بن أبي مطيع - واسمه سعد - الخزاعي ؛ المترجم في "التهذيب" برواية الشيخين عنه . وبروايته هو عن قتادة وهشام ابن عروة ؛ وغيرهما . فإن يكن هو ؛ فمعنى ذلك أن في الإسناد انقطاعاً ؛ لأنه من أتباع التابعين ، ولذلك ؛ لم يذكروا له رواية عن الصحابة . وقال الحافظ في "التقريب" :
    "ثقة صاحب سنة ، في روايته عن قتادة ضعف ، من السابعة ، مات سنة أربع وستين (ومئة) ، وقيل بعدها" .
    (/1)





  3. #3
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    5371 - ( يا أيها الناس ! قتيل قتل وأنا فيكم ولا يعلم من قتله ؟! لو اجمتع أهل السماء والأرض على قتل امرىء ؛ لعذبهم الله ؛ إلا أن يفعل ما يشاء . وفي رواية : إلا أن لا يشاء ذلك ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 616 :
    $منكر بهذا التمام$
    أخرجه ابن عدي في "الكامل" (ق 258/ 1) ، والبيهقي في "السنن" (8/ 32) وفي "الشعب" (4/ 347/ 5351) من طرق عن عطاء بن مسلم الخفاف عن العلاء بن المسيب عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس قال :
    قتل قتيل على عهد النبي صلي الله عليه وسلم لم يعلم من قتله ؟ فصعد النبي صلي الله عليه وسلم المنبر فقال : ... فذكره . والسياق لـ "الشعب" ، والرواية الأخرى لابن عدي . وقال :
    "عطاء بن مسلم ؛ في أحاديثه بعض ما ينكر عليه" .
    قلت : وقد بين سبب ذلك ابن أبي حاتم ، فقال (3/ 1/ 336) عن أبيه :
    "كان شيخاً صالحاً يشبه بيوسف بن أسباط ، وكان دفن كتبه ، وليس بقوي ؛ فلا يثبت حديثه" . ولذلك ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
    "صدوق يخطىء كثيراً" .
    قلت : ومما يدل على ضعفه : اضطرابه في متن هذا الحديث ؛ فهو تارة يذكر الزيادة التي في آخره :
    "إلا أن لا يشاء ذلك" ؛ وهي من رواية الحسن بن حماد الحضرمي وإبراهيم ابن موسى الرازي - وكلاهما ثقة - .
    وتارة لا يذكرها ؛ كما في رواية للبيهقي من طريق علي بن قادم عنه - وهو ثقة أيضاً - ، وتابعه محمد بن مهران الجمال - وهو ثقة حافظ - ، فرواه عنه بدونها أيضاً ؛ إلا أنه قال :
    "بلا عدد ولا حساب" .
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 172/ 2) .
    ويؤكد نكارة هذه الزيادة أمور :
    أولاً : أن الحديث قد جاء عن جمع من الصحابة بأسانيد قوية بألفاظ متقاربة ، ليس في شيء منها هذه الزيادة ، وقد خرجت بعضها في "الروض النضير" تحت الحديث (925) ، وأخرج الكثير منها الحافظ المنذري في "الترغيب" (3/ 202) ؛ فليراجعه من شاء الوقوف عليها ، أو في كتابي "صحيح الترغيب والترهيب" .
    ثانياً : أن الحديث قد روي بهذه القصة عن أبي سعيد الخدري قال :
    قتل قتيل على عهد النبي صلي الله عليه وسلم ، فصعد المنبر ... الحديث نحوه دون الزيادة .
    أخرجه البزار (ص 236 - زوائده) ، والحاكم (4/ 352) من طريق داود ابن عبدالحميد : حدثنا عمرو بن قيس الملائي عن عطية عنه ، وزاد :
    "والذي نفسي بيده ! لا يبغضنا - أهل البيت - أحد ؛ إلا كبه الله في النار" . وقال البزار :
    "أحاديث داود عن عمرو ؛ لا نعلم أحداً تابعه عليها ، وهو ضعيف ، وعطية كذلك" .
    وسكت عنه الحاكم ! وتعقبه الذهبي بقوله :
    "قلت : خبر واه" . وقال الهيثمي (5/ 296) :
    "رواه البزار ، وفيه داود بن عبدالحميد ، وغير من الضعفاء" .
    لكن أخرجه الترمذي (1/ 262) من طريق يزيد الرقاشي : حدثنا أبو الحكم البجلي قال : سمعت أبا سعيد الخدري وأبا هريرة يذكران عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكر الحديث دون الزيادة . وقال :
    "حديث غريب" .
    قلت : أي : ضعيف ؛ لضعف يزيد الرقاشي .
    وقد تابعه أبو حمزة الأعور عن أبي الحكم البجلي عن أبي هريرة وحده .
    أخرجه البيهقي في "الشعب" (2/ 117/ 2) .
    وأبو حمزة هذا ؛ اسمه ميمون القصاب ، وهو ضعيف أيضاً .
    لكن العله يتقوى أحدهما بالآخر ؛ فيكون الحديث حسناً بهما ، وهو صحيح قطعاً بالشواهد التي سبقت الإشارة إليها .
    ثالثاً : أن الحديث لو كان عند ابن عباس بهذه الزيادة ؛ لم يذهب - إن شاء الله - إلى أن القاتل لا توبة له ، وقد صح هذا عنه من طرق ؛ كما تراه مخرجاً في "الصحيحة" برقم (2697) .
    من أجل ما سبق من البيان والتحقيق ؛ لم يحسن المنذري صنعاً حين أورد حديث الترجمة في "الترغيب" (3/ 202) من رواية البيهقي ساكتاً عليه ! والله المستعان .

    (/1)


    5372 - ( من سره أن يمد له في عمره ، ويوسع له في رزقه ، ويدفع عنه ميتة السوء ؛ فليتق الله ، وليصل رحمه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 619 :
    $ضعيف بهذا التمام$
    أخرجه عبدالله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/ 143) ، وابن عدي في "الكامل" (ق 224/ 1) ، والطبراني في "الأوسط" (3165) ، وابن بشران في "الأمالي" (2/ 132/ 1) ، والحاكم (4/ 160) ، والضياء في "المختارة" (1/ 188-189) من طريق معمر عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه مرفوعاً به .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو إسحاق - وهو السبيعي - كان اختلط ، ومعمر ليس ممن روى عنه قبل الاختلاط ، ثم - هو إلى اختلاطه - مدلس ، وقد عنعنه عند جميع من خرجه .
    وكذلك رواه أبو حفص الأبار عن منصور عن أبي إسحاق عن عاصم به .
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7024) .
    نعم ؛ إنه قد توبع ؛ فقد أخرجه البزار في "مسنده" (1879) من طريق عبدالحميد بن عبدالعزيز بن أبي رواد : حدثنا ابن جريج عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة به ، دون قوله :
    "ويدفع عنه ميتة السوء" . وقال البزار :
    "قد روي هذا مرفوعاً من وجوه ، وأعلى من روى ذلك علي ، وقد روي عن علي من طريق آخر ، ولا أحسب ابن جريج سمع هذا من حبيب ، ولا رواه غيره" .
    قلت : فلا غناء في هذه المتابعة ، وذلك ؛ لوجوه :
    الأول : ما أشار إليه البزار من الانقطاع بين ابن جريج وحبيب ، وليس ذلك لأنه لم يعاصره ؛ فإن بين وفاتيهما نحو ثلاثين سنة فقط ، ويوم مات ابن جريج كان قد جاوز السبعين ، وإنما لأنه كان يدلس ، وهو معروف بذلك .
    الثاني : الانقطاع أيضاً بين حبيب بن أبي ثابت وعاصم بن ضمرة ؛ فإنه موصوف بالتدليس أيضاً ، وقد عنعنه ، ولعله لذلك قال أبو داود :
    "ليس لحبيب عن عاصم بن ضمرة شيء يصح" .
    الثالث : ضعف عبدالمجيد بن عبدالعزيز ؛ مع كونه من رجال مسلم ؛ قال الحافظ :
    "صدوق يخطىء ، وكان مرجئاً ، أفرط ابن حبان فقال : متروك" .
    الرابع : أنه ليس في هذه المتابعة تلك الزيادة :
    ".. ميتة السوء" ! وإنما خرجت الحديث هنا من أجلها ، وإلا ؛ فالحديث بدونها صحيح ؛ قد جاء عن جمع من الصحابة ؛ كما أشار إلى ذلك البزار فيما تقدم عنه ، وقد خرجت بعضها في "الصحيحة" (276) ، وفي "صحيح أبي داود" (1486) .
    ومما سبق من التحقيق ؛ تعلم ما في قول المنذري من التساهل والإجمال ؛ إذ قال (3/ 223) :
    "رواه عبدالله بن أحمد في "زوائده" ، والبزار بإسناد جيد ، والحاكم" !
    ومثله قول الهيثمي (8/ 153) - وأقره الأعظمي في تعليقه على "كشف الأستار" - :
    "رواه عبدالله بن أحمد ، والبزار ، والطبراني في "الأوسط" ، ورجال البزار رجال "الصحيح" ؛ غير عاصم بن ضمرة ، وهو ثقة" ! وما ذكرته من التساهل والإجمال ظاهر ؛ لأنه لو سلمنا بجودة إسناد البزار وثقة رجاله كلهم ؛ لم يفد ذلك في حديث الترجمة شيئاً ؛ لما ذكرنا أن فيه الزيادة ، وهي ليست عند البزار !
    وقد وجدت لها شاهداً ؛ ولكنه مما لا غناء فيه أيضاً ؛ لما فيه من الضعف الشديد ، وهو ما أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (3/ 1014) من طريق صالح المري عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك مرفوعاً بلفظ :
    "إن الصدقة وصلة الرحم يزيد الله بها في العمر ، ويدفع بها ميتة السوء ، ويدفع الله بها المكروه والمحذور" .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، وفيه علتان :
    الأولى : صالح المري - وهو ابن بشير الزاهد - ضعيف جداً ؛ قال ابن حبان في "المجروحين" (1/ 372) :
    "كان يروي الشيء الذي سمعه من ثابت والحسن على التوهم ، فيجعله عن أنس عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فظهر في روايته الموضوعات التي يرويها عن الأثبات ، فاستحق الترك" .
    ولذلك ؛ قال البخاري وغيره :
    "منكر الحديث" . وقال النسائي :
    "متروك" .
    وضعفه الآخرون . وبه أعله الهيثمي ، فقال (8/ 151) :
    "رواه أبو يعلى ، وفيه صالح المري ، وهو ضعيف" .
    والأخرى : الرقاشي ؛ وهو ضعيف ؛ كما في "التقريب" .
    وقد تركه بعضهم ، فهو قريب من صالح المري ، فانظر ترجمته في "تهذيب التهذيب" .
    ولذلك ؛ أشار المنذري في "الترغيب" (3/ 223-224) إلى تضعيف الحديث .
    وفي (أن الصدقة تمنع ميتة السوء) طريق أخرى عن الرقاشي ، وأحاديث أخرى شديدة الضعف أيضاً ، وهي مخرجة في "إرواء الغليل" برقم (885) .
    (/1)


    5373 - ( ما قعد يتيم مع قوم على قصعتهم ؛ فيقرب قصعتهم شيطان ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 623 :
    $موضوع$
    أخرجه الحارث بن أبي أسامة (ق 108/ 2 - زوائد مسنده) ، و الطبراني في "الأوسط" (7307) عن يزيد بن هارون : حدثنا الحسن بن واصل : حدثني الأسود بن عبدالرحمن العدوي عن هصان بن كاهل عن أبي موسى الأشعري مرفوعاً . وقال الطبراني :
    "لا يروى عن أبي موسى إلا بهذا الإسناد ، تفرد به يزيد بن هارون" .
    ومن هذا الوجه : أخرجه الخطيب البغدادي في "الموضح" (2/ 16) في ترجمة الحسن بن واصل . وقال :
    "وهو الحسن بن دينار" .
    قلت : وهو متروك ؛ كذبه غير واحد ؛ قال ابن حبان في "المجروحين" (1/ 232) .
    "يحدث الموضوعات عن الأثبات ، ويخالف الثقات في الروايات ، حتى يسبق إلى القلب أنه كان يتعمد لها ، تركه ابن المبارك ووكيع ، وأما أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ؛ فكانا يكذبانه .." ؛ ثم ساق له أحاديث ؛ هذا أحدها ، وقال :
    "باطل لا أصل له" .
    ولذلك ؛ أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" (آخر الصدقات) .
    وقعقع حوله السيوطي في "اللآلي" ؛ فلم يصنع شيئاً كغالب عادته ! وقد أقره في "الجامع الكبير" .
    وتساهل بعضهم فحسنه ! فقال المنذري (3/ 230) :
    "حديث غريب ، رواه الطبراني في "الأوسط" ، والأصبهاني ؛ كلاهما من رواية الحسن بن واصل ، وكان شيخنا أبو الحسن رحمه الله يقول : هو حديث حسن" !
    قلت : ولعله أراد (حسن) لغة لا اصطلاحاً .
    وقلده الهيثمي ؛ بل زاد عليه ضغثاً على إبالة ؛ فقال (8/ 160) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ؛ وفيه الحسن بن واصل ، وهو الحسن بن دينار ، وهو ضعيف لسوء حفظه ، وهو حديث حسن" !

    (/1)


    5374 - ( أنا أول من يفتح باب الجنة ؛ إلا أني تأتي امرأة تبادرني ، فأقول لها : ما لك ، ومن أنت ؟! فتقول : أنا امرأة قعدت على أيتام لي ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 624 :
    $ضعيف$
    أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (4/ 1569-1570) عن عبدالسلام بن عجلان الهجيمي : أخبرنا أبو عثمان النهدي عن أبي هريرة مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات ؛ غير عبدالسلام هذا ؛ قال الذهبي في "الميزان" :
    "قال أبو حاتم : يكتب حديثه . وتوقف غيره في الاحتجاج به" .
    وأما ابن حبان ؛ فذكره في "الثقات" ! ولكنه قال :
    "يخطىء ويخالف" .
    قلت : ومن كان كذلك ؛ فحري أن لا يحتج به ، ولا سيما ولم يوثقه أحد غيره ، فقول المنذري (3/ 231) :
    "رواه أبو يعلى ، وإسناده حسن" !
    غير حسن .
    ومن طريقه عبدالسلام المذكور : أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص 71) ؛ لكن وقع فيه : "عن أبي يزيد المدني" مكان : "أخبرنا أبو عثمان النهدي" ! ولعله من سوء حفظ عبدالسلام نفسه . والله أعلم .
    وأما قول الهيثمي في "المجمع" (8/ 162) :
    "رواه أبو يعلى ، وفيه عبدالسلام بن عجلان ، وثقه أبو حاتم (كذا) ، وابن حبان ، وقال : يخطىء ويخالف . وبقية رجاله ثقات" !!
    قلت : فقوله : "وثقه أبو حاتم" خطأ ؛ لأن أبا حاتم إنما قال فيه :
    "شيخ يكتب حديثه" .
    وهذا ليس يعني أنه ثقة عنده ، بل هو دونه ؛ كما في "درجات رواة الحديث" عنده (1/ 37) ، أي : في المرتبة الثالثة ؛ قال :
    "وإذا قيل : "شيخ" ؛ فهو بالمنزلة الثالثة ، يكتب حديثه وينظر فيه ؛ إلا أنه دون الثانية" .
    ولذلك ؛ قال الذهبي في "الميزان" (2/ 385) :
    "قوله : "هو شيخ" ؛ ليس هو عبارة جرح ، ولكنها أيضاً ما هي عبارة توثيق ، وبالاستقراء يلوح لك أنه ليس بحجة . ومن ذلك قوله : "يكتب حديثه" ؛ أي : ليس هو بحجة" .
    ولذلك ؛ رأيت الحافظ لما ترجم في "التهذيب" لـ (العباس بن الفضل المدني) بسماع أبي حاتم منه وقوله : "شيخ" ، وبذكر ابن حبان إياه في "الثقات" [8/ 511] ؛ لم يوثقه في "التقريب" ، بل قال فيه :
    "مقبول" . فخذها فائدة قد لا تراها في مكان آخر .
    وإن مما يدل على ضعف عبدالسلام هذا ، وأنه لا يحتج به : اضطرابه في إسناده ومتنه :
    أما الإسناد ؛ فقد جعل (أبا يزيد المدني) مكان (أبي عثمان النهدي) عند الخرائطي ، كما تقدم .
    وأما المتن ؛ فلفظه عنده :
    "حرم الله على كل آدمي الجنة يدخلها قبلي ؛ غير أني أنظر عن يميني ؛ فإذا امرأة تبادرني إلى باب الجنة ، فأقول : ما لهذه تبادرني ؟ فيقال لي : يا محمد ! هذه امرأة كانت حسناء جملاء ، وكان عليها يتامى لها ، فصبرت عليهن حتى بلغ أمرهن الذي بلغ ، فشكر الله لها ذلك" . (2/ 646 - "المكارم" - الطبعة الجديدة) .
    إذا عرفت هذا ؛ فمن الخطأ - الناشىء من قلة التحقيق - قول المعلق على "مسند أبي يعلى" (12/ 7) :
    "إسناده جيد" !
    لا سيما وقد نقل عن البوصيري أنه ضعف إسناده بـ (عبدالسلام) هذا في "إتحاف الخيرة" (2/ 139) !
    وما نقله من توثيق ابن شاهين إياه ؛ ففيه نظر ؛ لمخالفته لقول أبي حاتم ، ونسبة ابن حبان - على تساهله - إياه إلى الخطأ والمخالفة .
    يضاف إلى ذلك أننا قد لمسنا في توثيقات ابن شاهين من التساهل ما عرف به غيره ، وإذا رجعت إلى ترجمته في "التذكرة" و "السير" ؛ رأيت فيه كلاماً كم حيث معرفته بالرجال ، فراجع لكي تتحقق مما نقول ، ولا تكن ممن يعرف الحق بالرجال !

    (/1)


    5375 - ( إن الله تعالى يقول : يا عبادي ! كلكم مذنب إلا من عافيت ؛ فاستغفروني أغفر لكم ، وكلكم فقير إلا من أغنيت ، إني جواد ماجد واجد ؛ أفعل ما أشاء ، عطائي كلام ، وعذابي كلام ؛ إذا أردت شيئاً فإنما أقول له : كن فيكون ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 627 :
    $ضعيف$
    أخرجه أحمد (5/ 177) من طريق شهر عن عبدالرحمن بن غنم عن أبي ذر رضي الله عنه مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لسوء حفظ شهر - وهو ابن حوشب - ، وقال في "التقريب" :
    "صدوق ، كثير الإرسال والأوهام" .
    وقد كان الداعي إلى تخريجه : أنني سافرت سفرة اضطرارية إلى الإمارات العربية ، فكنت في دعوة غداء عند بعض المحبين في الله في (أبو ظبي) يوم الجمعة 9 محرم سنة 1402 هـ ، وفي المجلس شاب يماني سلفي يدعى بـ (عبدالماجد) ، فسأل أحد الحاضرين : هل (الماجد) من أسماء الله تعالى ؟ فقلت : لا أعلمه إلا في رواية الترمذي للحديث الصحيح المتفق عليه عن أبي هريرة :
    "إن لله تسعة وتسعين اسماً ، مئة إلا واحداً ، من أحصاها دخل الجنة" ، فزاد الترمذي فيه سرد الأسماء ، وفيها هذا الاسم (الماجد) ! لكن العلماء ضعفوا هذه الزيادة ، وهي في "المشكاة" (2288) ، مع بيان ضعفها .
    فذكر أحد الحاضرين أنه رأى هذا الاسم في حديث آخر في "مختصر تفسير ابن كثير" للشيخ الصابوني ، فطلبته ، فرأيته قد ساقه محذوف السند كعادته ، غير مشير إلى ضعفه ؛ لأنه من الجمهور الذي لا علم عنده بالصناعة هذه ؛ بل هو يستكثر بما ليس عنده ؛ فإن الحديث يكون في الأصل "تفسير ابن كثير" مخرجاً معزواً لبعض أصحاب الحديث المؤلفين ، فيختصر التخريج من "مختصره" ، ويجعله في أسفل حاشيته ، يوهم القراء أن التخريج له ، وليس له منه إلا التزوير ، كما يشير إلى ذلك قوله صلي الله عليه وسلم :
    "من تشبع بما لم يعط ؛ فهو كلابس ثوبي زور" .
    ولو أنه فعل ذلك مرة أو مرتين لما تعرضنا له بذكر ، ولكنه جعل ذلك ديدنة ومنهاجاً ؛ فإنه جعل كل التخريجات التي في الأصل في حاشية "مختصره" ! والله تعالى هو المستعان .
    ثم إن الحديث في "المسند" بأتم مما ذكر أعلاه تبعاً للمختصر . وأصله في "صحيح مسلم" من طريق أخرى عن أبي ذر بلفظ :
    "قال الله تعالى : يا عبادي ! إني حرمت الظلم على نفسي ..." الحديث بطوله ، وليس فيه مما في حديث الترجمة إلا الاستغفار .
    أخرجه مسلم (8/ 17) . وهو رواية أحمد (5/ 160) .

    (/1)


    5376 - ( لو أن الجن والإنس والشياطين والملائكة منذ خلقوا إلى أن فنوا صفوا صفاً واحداً ما أحاطوا بالله أبداً ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 629 :
    $ضعيف$
    رواه ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة : حدثنا منجاب بن الحارث : أنبأنا بشر بن عمارة عن أبي روق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلي الله عليه وسلم : في قوله تعالى : (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) ؛ قال : ... فذكره .
    كذا في "مجموع الفتاوى" (16/ 438-439) ؛ وسكت عن إسناده .
    وهو ظاهر الوهن ؛ لضعف عطية وبشر بن عمارة . بل قال ابن تيمية :
    "له شواهد ، مثل ما في "الصحاح" في تفسير قوله تعالى : (والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه) ؛ قال ابن عباس :
    ما السماوات السبع ومن فيهن في يد الرحمن ؛ إلا كخردلة في يد أحدكم .
    ومعلوم أن العرش لا يبلغ هذا ؛ فإن له حملة وله حول ، : (الذين يحملون العرش ومن حوله)" !

    (/1)


    5377 - ( إن أول هذه الأمة خيارهم ، وآخرهم شرارهم ؛ مختلفين متفرقين ، فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ؛ فليأته منيته وهو يأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 630 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (10517) : حدثنا عبدان ابن أحمد : حدثنا خليفة بن خياط وماهر بن نوح قالا : حدثنا المفضل بن معروف : حدثنا عون بن أبي راشد عن عبدالرحمن بن عبد رب الكعبة عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات معروفون ؛ غير المفضل هذا ، فقال الهيثمي في "المجمع" (8/ 184) :
    ".. ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات" !
    قلت : وحق له أن لا يعرفه ؛ فإنه محرف من (الفضل) ؛ فإنه هكذا على الصواب أورده المزي في الرواة عن عون بن أبي راشد من "التهذيب" ، وكذلك السمعاني في نسبة (القطعي) : بضم القاف وفتح الطاء وكسر العين المهملتين ، وقال :
    "يروي عن بشر بن حرب الندبي" . وقد أورده العقيلي في "الضعفاء" ، وقال :
    "كان قليل الضبط ، يخالف في حديثه" ؛ ثم ساق له هذا الحديث .
    ثم ساقه من رواية زيد بن وهب ومن رواية الشعبي ؛ كلاهما عن عبدالرحمن عن عبدالله بن عمرو . ثم قال :
    "هذه الرواية أولى" . قال الحافظ في "اللسان" :
    "والحديث من طريق الأعمش عن زيد : في "مسلم" بطوله ، وعند (د،س) ، وطريق الشعبي أيضاً عند مسلم" !
    قلت : هو عنده في أول "الإمارة" ، وليس فيه الشطر الأول من المتن ، وقال : "فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة ؛ فلتأته منيته وهو يؤمن بالله ..." ، الحديث نحوه . وهو مخرج في الكتاب الآخر : "الصحيحة" (241) .
    وجملة القول : أن الطرف الأول من الحديث منكر ؛ لمخالفة الفضل بن معروف في لفظه لرواية زيد بن وهب والشعبي عن عبدالرحمن بن عبد رب الكعبة : إسناداً ومتناً . والله أعلم .

    (/1)


    5378 - ( كان يقول - بعد التكبير وبعد أن يقول : وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً مسلماً - : اللهم! لك الحمد ، أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ، أنت الحق ... ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 631 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الكبير" (10993) عن جنادة بن سلم عن عبيدالله بن عمر عن أبي الزبير عن طاوس عن ابن عباس قال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ علته جنادة هذا ؛ ضعفه أبو زرعة . وقال أبو حاتم :
    "ما أقربه أن يترك ؛ عمد إلى أحاديث موسى بن عقبة ؛ فحدث بها عن عبيدالله بن عمر" .
    وأما ابن حبان ؛ فوثقه ! فلا يلتفت إليه . ولذلك ؛ قال الذهبي في "الكاشف" :
    "ضعف" .
    وإن مما يدل على ضعفه : أن الحديث رواه مالك عن أبي الزبير به دون ذكر دعاء التوجه في أوله .
    ومن طريق مالك : أخرجه مسلم (2/ 184) .
    وتابعه سليمان الأحول ، وقيس بن سعد : عند مسلم ، والطبراني (10987،11012) وغيرهما .
    وكذلك هو في "صحيح البخاري" (رقم 582 - مختصره) .
    ولم يتنبه للفرق بين رواية جنادة - هذه الضعيفة - ورواية الشيخين وغيرها - المخالفة لها - : صاحبنا الشيخ حمدي السلفي ، فلم يعلق عليها بشيء يبين ضعفها ، بل إنه أوهم صحتها بإحالته بها على رواية الشيخين المتقدمة ! ولذلك ؛ رأينا بيان ذلك .
    (/1)


    5379 - ( كان [صلي الله عليه وسلم] إذا استفتح الصلاة قال : وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً مسلماً ، وما أنا من المشركين .
    سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك .
    إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له ، وبذلك أمرت ، وأنا من المسلمين ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 632 :
    $ضعيف$
    أخرجه أبو محمد الجوهري في "مجلسان من الأمالي" (ق 68/ 2) ، والطبراني في "المعجم الكبير" رقم (13324) عن عبدالله بن عامر الأسلمي عن محمد بن المنكدر عن عبدالله بن عمر قال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ علته الأسلمي هذا ؛ ضعفه أحمد وجماعة . وبه أعله الهيثمي في "المجمع" (2/ 107) ، وقال :
    "هو ضعيف" .
    وكذا قال الحافظ في "التقريب" .
    وساق له الذهبي هذا الحديث في جملة ما أنكر عليه .
    (/1)


    5380 - ( قرأ رسول الله صلي الله عليه وسلم : (فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق . خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك) ؛ قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    إن شاء الله أن يخرج أناساً من الذين شقوا من النار ، فيدخلهم الجنة ؛ فعل ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 633 :
    $موضوع$
    قال ابن القيم في "حادي الأرواح" (2/ 179) :
    "وقال ابن مردويه في "تفسيره" : حدثنا سليمان بن أحمد : حدثنا جبير ابن عرفة : حدثنا يزيد بن مروان الخلال : حدثنا أبو خليد : حدثنا سفيان - يعني : الثوري - عن عمرو بن دينار عن جابر قال : ... فذكره" .
    وسكت عنه ، وتبعه الصنعاني في "رفع الأستار" (ص 85) ، ولكنه لم يسق إسناده ؛ فما أحسن !
    ولذلك ؛ رأيت أنه لا بد من أن أكشف عن حاله ؛ فأقول :
    إن إسناده هالك ، والمتهم به الخلال هذا ؛ فقد أورده الذهبي في "الميزان" ، وقال :
    "قال يحيى بن معين : كذاب . وقال عثمان الدارمي : قد أدركته ، وهو ضعيف قريب مما قال يحيى" .
    وشيخه أبو خليد : اسمه عتبة بن حماد الدمشقي ، وهو صدوق ؛ كما في "التقريب" .
    وأما شيخ الطبراني سليمان بن أحمد : جبير بن عرفة ؛ فلم أجد له ترجمة الآن .

    (/1)





  4. #4
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    5381 - ( إنما الشفاعة يوم القيامة لمن عمل الكبائر من أمتي ثم ماتوا عليها ، وهو في الباب الأول من جهنم ، لا تسود وجوههم ولا تزرق عيونهم ، ولا يغلون بالأغلال ، ولا يقرنون مع الشياطين ، ولا يضربون بالمقامع ، ولا يطرحون في الأدراك ، منهم من يمكث فيها ساعة ثم يخرج ، ومنهم من يمكث فيها يوماً ثم يخرج ، ومنهم من يمكث فيها شهراً ثم يخرج ، ومنهم من يمكث فيها سنة ثم يخرج ، وأطولهم مكثاً فيها : مثل الدنيا منذ يوم خلقت إلى يوم أفنيت ، وذلك سبعة آلاف سنة ... وذكر بقية الحديث ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 634 :
    $موضوع$
    أورده السيوطي في أول رسالة : "الكشف عن مجازة هذه الأمة الألف" ، فقال :
    قال الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" : حدثنا صالح بن أحمد بن أبي محمد : حدثنا يعلى (كذا) ابن هلال عن ليث عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
    قلت : وسكت عنه السيوطي ، وتبعه العلامة محمد بن إسماعيل الصنعاني في رسالته القيمة : "رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار" (ص 6 مخطوطة المكتب الإسلامي) ؛ وأنا في صدد تحقيقها إن شاء الله تعالى ، ولذلك ؛ وجدتني مندفعاً إلى تحقيق القول فيه ، وشكر الله للحافظ السيوطي حيث ساق إسناده من "النوادر" الذي لا نعرف له وجوداً في عالم المخطوطات ؛ بله المطبوعات ، وإذا كان ذلك يبرر له أن يسكت عنه - كما جرى عليه عرف المحدثين - ؛ فما عذر العلامة الصنعاني في السكوت عليه ، وفيه ما يأتي بيانه ؟!
    أول ما يبدو لنا من الضعف في هذا الإسناد ؛ إنما هو في شخص ليث - وهو ابن أبي سليم الحمصي الكوفي - ، وهو معروف بالضعف عند جماهير العلماء قديماً وحديثاً ، فمثله لا يخفى حاله على الإمام الصنعاني ! فالظاهر أنه لم يقف على إسناده ؛ لكن كا عليه أن يشعر القارىء بذلك ؛ كما هو منصوص عليه في علم المصطلح ، لكي لا يغتر أحد بسكوته عليه .
    لكن قد بدا لي - بعد إمعان النظر في هذا الإسناد والمتن - أنه موضوع من الناحيتين :
    أما الإسناد ؛ فلأنه لا يوجد في الرواة من اسمه يعلى بن هلال ، وتذكرت أن فيهم المعلى بن هلال ، وفيه كلام ، فرجعت إلى "الميزان" للذهبي ، فوجدته قد نقل تكذيبه عن غير واحد من الأئمة ، وساق له أحاديث تدل على حاله ؛ منها حديث :
    "التوكؤ على العصا من أخلاق الأنبياء" ، يرويه المعلى بن هلال عن ليث عن مجاهد ، وقد كنت خرجته فيما تقدم (916) ، فتيقنت أنه هو صاحب هذا الحديث ، وأن اسمه تحرف إلى (يعلى) على السيوطي أو غيره .
    وأما المتن ؛ فلقوله فيه : "لا تسود وجوههم" ؛ فإنه مخالف للأحاديث الصحيحة التي فيها : "أن الله يقول لملائكته : أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ؛ فيخرجون منها قد اسودوا ..." الحديث .
    أخرجه الشيخان ، وابن أبي عاصم في "السنة" (842 - بتحقيقي) ، وابن حبان (2599) بنحوه .

    (/1)


    5382 - ( الحقب الواحد : ثلاثون ألف سنة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 636 :
    $موضوع$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (7957) من طريق جعفر ابن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (لا بثين فيها أحقاباً) : "الحقب ..." .
    قلت : وهذا موضوع ؛ آفته جعفر هذا ؛ فإنه متهم بالوضع ، وقال الحافظ في "التقريب" :
    "متروك الحديث" .
    قلت : وقد سبق له بعض الموضوعات كالحديث (345،607) .
    وبه أعل هذا الحديث الهيثمي في "المجمع" (7/ 133) ؛ لكنه سهل القول فيه ، فقال :
    "هو ضعيف" !
    وهو متردد الرأي فيه ؛ فتارة يقتصر على تضعيفه ، وتارة يكذبه ، وتارة يتركه .
    والحديث ؛ أورده ابن كثير في تفسير الآية المذكورة ؛ من رواية ابن أبي حاتم من الوجه المذكور ؛ لكن بلفظ :
    "ألف ألف سنة" !
    كذا وقع فيه "ألف ألف" مكررة ، فلا أدري أهكذا رواية ابن أبي حاتم ، أم هو خطأ من الناسخ أو الطابع لابن كثير ، فليراجع له "الدر المنثور" للترجيح . ثم قال ابن كثير :
    "وهذا حديث منكر جداً ، والقاسم والراوي عنه جعفر بن الزبير كلاهما متروك" .
    كذا قال ! ولا دخل للقاسم في هذا الحديث ؛ فإن المعتمد فيه أنه حسن الحديث إذا كان الراوي عنه ثقة .
    (تنبيه) : كان الداعي إلى تخريج هذا الحديث : أنني لما أقمت مضطراً في بيروت أواخر سنة 1401 منفياً من عمان إلى دمشق بتاريخ 19 شوال من السنة المذكورة ؛ قضيت وقت غربتي في تحقيق كتاب "رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار" للعلامة الصنعاني ؛ فرأيت فيه هذا الحديث منقولاً عن "حادي الأرواح" لابن القيم (2/ 216) بلفظ :
    "الحقب : خمسون ألف سنة" ! وقال الصنعاني مفسراً :
    "و (الأحقاب) جمع ، وأقله ثلاثة ، يعني : مئة ألف سنة وخمسين ألف سنة" .
    فتبينت منه أن الذي في "الحادي" المطبوع ليس خطأ من الطابع ؛ وإنما هو من ابن القيم نفسه ، أو من نسخته التي نقل عنها من "المعجم" ؛ بدليل نقل الصنعاني عنه وتفسيره إياه !
    هذا من جهة .
    ومن جهة أخرى ؛ لما رأيت الإمامين ابن القيم والصنعاني سكتا عن الحديث ، وكان لا بد من التعليق عليه لبيان مرتبته من الثبوت ؛ فكان هذا التخريج الذي يدلك على تساهل أفاضل العلماء في هذا المجال - فضلاً عمن دونهم فضلاً وعلماً - ! والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
    وروى الحاكم (2/ 512) عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود في قوله تعالى : (لابثين فيها أحقاباً) قال :
    الحقب : ثمانون سنة . وقال :
    "صحيح الإسناد" ! ووافقه الذهبي ! وأقره السيوطي في "الدر" (6/ 307) ! وأقول : أبو بلج : هذا اسمه يحيى بن سليم ؛ قال الحافظ :
    "صدوق ربما أخطأ" .
    فمثله حسن الحديث .
    لكن قد سقط من "المستدرك" ما دونه من المسند ، فلا أدري ما حاله ؟
    وروى البزار (4/ 186/ 3503) عن سليمان بن مسلم قال : سألت سليمان التيمي : هل يخرج من النار أحد ؟ فقال : حدثني نافع عن ابن عمر مرفوعاً :
    "والله ! لا يخرج من النار أحد ؛ حتى يمكث فيها أحقاباً" . قال :
    والحقب : بضع وثمانون سنة ، كل سنة ثلاث مئة وستون يوماً مما تعدون .
    وذكره الهيثمي في "المجمع" (10/ 395) ، وقال :
    "وفيه سليمان بن مسلم الخشاب ، وهو ضعيف جداً" .
    وسكت عنه ابن كثير في "التفسير" ؛ فإن سليمان هذا ؛ قال ابن حبان :
    "لا تحل الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار" ؛ كما في "الميزان" للحافظ الذهبي ، وساق له حديثين - هذا أحدهما - ، ثم قال :
    "قلت : وهما موضوعان في نقدي" .
    وأقره الحافظ العسقلاني في "اللسان" ، ونقل عن ابن عدي أنه قال فيهما :
    "هما منكران جداً" .
    ثم رأيت لحديث ابن مسعود شاهداً من رواية الحجاج بن نصير : حدثنا همام عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة به .
    أخرجه البزار (3/ 2278) ، وقال :
    "لا نعلم أحداً رفعه إلا الحجاج ، وغيره يوقفه" .
    قلت : وهو ضعيف كان يقبل التلقين ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" .
    وبه أعله الهيثمي ؛ لكنه قال (3/ 78) :
    "وثقه ابن حبان ، وقال : يخطىء ويهم . وضعفه جماعة ، وبقية رجاله ثقات" .
    قلت : فيبدو لي - والله أعلم - أن الحديث بهذا اللفظ المختصر حسن بمجموع الطريقين . والله أعلم .

    (/1)


    5383 - ( إن آخر رجل يدخل الجنة : رجل يتقلب على الصراط ظهراً لبطن ؛ كالغلام يضربه أبوه وهو يفر منه ، يعجز عنه عمله أن يسعى ، فيقول : يا رب ! بلغ بي الجنة ونجني من النار ، فيوحي الله تعالى إليه : عبدي ! إن أنا نجيتك من النار وأدخلتك الجنة ؛ أتعترف لي بذنوبك وخطاياك ؟ فيقول العبد : نعم يا رب ! وعزتك وجلالك ! لئن نجيتني من النار ؛ لأعترفن لك بذنوبي وخطاياي . فيجوز الجسر ، ويقول العبد فيما بينه وبين نفسه : لئن اعترفت له بذنوبي وخطاياي ليردني إلى النار ، فيوحي الله إليه : عبدي ! اعترف لي بذنوبك وخطاياك أغفرها لك ، فيوحي الله إليه : عبدي ! اعترف لي بذنوبك وخطاياك أغفرها لك ، وأدخلك الجنة ! فيقول العبد : لا وعزتك ! ما أذنبت ذنباً قط ، ولا أخطأت خطيئة قط ، فيوحي الله إليه : عبدي ! إن لي عليك بينة ، فيلتفت العبد يميناً وشمالاً ، فلا يرى أحداً ، فيقول : يا رب ! أرني بينتك ! فيستنطق الله جلده بالمحقرات ، فإذا رأى ذلك العبد ؛ يقول : يا رب ! عندي - وعزتك ! - العظائم المضمرات ! فيوحي الله عز وجل إليه : عبدي ! أنا أعرف بها منك ، اعترف لي بها أغفرها لك ، وأدخلك الجنة ! ثم ضحك رسول الله صلي الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ،
    يقول : هذا أدنى أهل الجنة منزلة ؛ فكيف بالذي فوقه ؟! ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 640 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (7669) من طريق أبي فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي : حدثني أبي عن أبيه : حدثني أبو يحيى الكلاعي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ مسلسل بالعلل ؛ يزيد بن سنان الرهاوي وابنه محمد ؛ ضعيفان .
    وأما أبو فروة يزيد بن محمد بن يزيد ؛ فقد أورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ؛ ولم يزد فيه على قوله :
    "كتب إلى أبي وإلي" !
    فالظاهر أنه مجهول .
    والحديث ؛ سكت عنه ابن القيم في "حادي الأرواح" (2/ 218-219) ! وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 402) :
    "رواه الطبراني ، وفيه من لم أعرفهم ، وضعفاء فيهم توثيق لين" .

    (/1)


    5384 - ( لما مرض رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ جاءه جبريل عليه السلام فقال : يا محمد ! أرسلني الله عز وجل إليك ؛ تكريماً لك ، وتشريفاً لك ، وخاصة لك ، أسألك عما هو أعلم به منك : يقول : كيف تجدك ؟ قال : أجدني - يا جبريل - مغموماً ، وأجدني - يا جبريل - ؛ مكروباً . ثم جاءه اليوم الثاني ، فقال ذلك له ، فرد عليه النبي صلي الله عليه وسلم كما رد عليه أول يوم . ثم جاءه اليوم الثالث ، فقال له كما قال أول يوم ، ورد عليه كما رد . وجاء معه ملك يقال له : إسماعيل على مئة ألف ملك ، كل ملك منهم على مئة ألف ملك ؛ فاستأذن فسأل عنه ؛ ثم قال جبريل : هذا ملك الموت ؛ يستأذن عليك ، ما استأذن على آدمي قبلك ولا يستأذن على آدمي بعدك . فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ائذن له . فأذن له ، فسلم عليه ، ثم قال : يا محمد ! إن الله عز وجل أرسلني إليك ، فإن أمرتني أن أقبض روحك قبضته ، وإن أمرتني أن أتركه تركته . قال : أو تفعل يا ملك الموت ؟! قال : نعم ؛ بذلك أمرت ، وأمرت أن أطيعك ! قال : فنظر النبي صلي الله عليه وسلم إلى جبريل عليه السلام ، فقال جبريل : يا محمد ! إن الله عز وجل اشتاق إلى لقائك . فقال النبي صلي الله عليه وسلم لملك الموت :
    امض لما أمرت به . فقبض روحه . فلما توفي رسول الله صلي الله عليه وسلم وجاءت التعزية ؛ سمعوا صوتاً من ناحية البيت : سلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ! إن في الله عزاءً من كل مصيبة ؛ وخلفاً من كل هالك ، ودركاً من كل ما فات ، فبالله فثقوا ، وإياه فارجوا : فإنما المصاب من حرم الثواب ! فقال علي عليه السلام : أتدرون من هذا ؟ هذا الخضر عليه السلام ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 642 :
    $موضوع$
    أخرجه الإمام الشافعي في "السنن" عن القاسم بن عبدالله بن عمر بن حفص عن جعفر بن محمد عن أبي أن رجالاً من قريش دخلوا على أبيه علي بن الحسين فقال : ألا أحدثكم عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟ قالوا : بلى ، فحدثنا عن أبي القاسم صلي الله عليه وسلم . قال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً على إرساله ، آفته : القاسم هذا - وهو العمري المدني - ؛ قال الإمام أحمد :
    "ليس بشيء ، كان يكذب ويضع الحديث" .
    وكذبه ابن معين أيضاً . ولهذا ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
    "متروك ، رماه أحمد بالكذب" .
    قلت : وقد تابعه من هو مثله ، ولعل أحدهما سرقه من الآخر ؛ فأخرجه الطبراني في "الكبير" (2890) من طريق عبدالجبار بن العلاء : حدثنا عبدالله ابن ميمون القداح : حدثنا جعفر بن محمد به ؛ إلا أنه أسنده فقال : عن أبيه عن علي بن حسين قال : سمعت أبي يقول : ... فذكره .
    قلت : والقداح هذا ؛ قال أبو حاتم :
    "متروك" . وقال البخاري :
    "ذاهب الحديث . وقال ابن حبان :
    "لا يجوز أن يحتج به" . وفي "التقريب" :
    "منكر الحديث ، متروك" .
    وبه أعله الهيثمي في "المجمع" (9/ 35) .
    ثم سرقه منهما كذاب آخر وغاير في الإسناد ؛ إلا وهو أبو الوليد المخزومي ؛ فقال : حدثنا أنس بن عياض عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال : ... فذكره مختصراً بلفظ :
    عزتهم الملائكة ؛ يسمعون الحس ولا يرون الشخص ، فقالت : ... فذكره .
    أخرجه الحاكم (3/ 57) ، وقال :
    "صحيح الإسناد" ! ووافقه الذهبي !!
    وهذا من أوهامهما الفاحشة ! ومن الظاهر أنهما لم يعرفا أبا الوليد المخزومي هذا ، وقد أورده الذهبي في كنى "الميزان" ، وقال :
    "هو خالد بن إسماعيل ؛ الكذاب" .
    ثم ترجمه هناك في الأسماء ، فقال :
    "قال ابن عدي : كان يضع الحديث على الثقات . وقال الدارقطني : متروك . وقال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به بحال" .
    ثم رواه أحد المتروكين بسند آخر - وهو عباد بن عبدالصمد - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
    لما قبض رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ أحدق به أصحابه ، فبكوا حوله واجتمعوا ، فدخل رجل أصهب اللحية ؛ جسيم صبيح فتخطى رقابهم فبكى ، ثم التفت إلى أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال :
    إن في الله عزاءً من كل مصيبة ... الحديث ، فقال بعضهم لبعض : تعرفون الرجل ؟ فقال أبو بكر وعلي : نعم ؛ هذا أخو رسول الله صلي الله عليه وسلم : الخضر عليه السلام .
    أخرجه الحاكم (3/ 58) ؛ وقال :
    "هذا شاهد لما تقدم ، وإن كان عباد بن عبدالصمد ليس من شرط هذا الكتاب" ! ووافقه الذهبي !
    وأقول : لا يستشهد به أيضاً لشدة ضعفه ؛ أورده الذهبي نفسه في "الميزان" ، وقال :
    "بصري واه . قال البخاري : منكر الحديث . ووهاه ابن حبان وقال : له عن أنس نسخة أكثرها موضوعة . وقال أبو حاتم : ضعيف جداً" ، ثم ساق له أحاديث قال في أحدها :
    "يشبه وضع القصاص" . وقال في آخر :
    "وهذا إفك بين" .

    (/1)
    وإذا عرفت هذا الحديث وشدة ضعفها ؛ فمن الغريب اعتماد شيخ الإسلام ابن تيمية على الطريق الأولى في ميله في فتوى له إلى القول بحياة الخضر في حياته صلي الله عليه وسلم ! فقد سئل عنها في استفتاء له ، فأجاب بقوله :
    "وأما حياته ؛ فهو حي ، والحديث المذكور : "لو كان حياً لزارني" ؛ لا أصل له ، ولا يعرف له إسناد ، بل المروي في "مسند الشافعي" وغيره : أنه اجتمع بالنبي صلي الله عليه وسلم ، ومن قال : إنه لم يجتمع بالنبي صلي الله عليه وسلم ؛ فقد قال ما لا علم له به ؛ فإنه من العلم الذي لا يحاط به ..." !!
    قلت : وهذه الفتوى كأنها كانت منه قبل أن يتمكن من العلم الصحيح ؛ فإن أكثر فتاوته على خلافها ، وأن الخضر مات ، وأنه لو أدرك النبي صلي الله عليه وسلم لوجب عليه أن يأتيه وينصره ، كما بينت ذلك من كلامه في مقدمتي لكتاب "رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار" للإمام الصنعاني ، وهو تحت الطبع .
    وقوله : "إنه اجتمع بالنبي صلي الله عليه وسلم" ! كأنه يعني : بعد وفاته معزياً به . وهذا هو الذي رواه الشافعي وغيره كما رأيت . وسكوته عن إسناده - بل واحتجاجه به على حياته ، ورده على من قال بوفاته ونسبته إلى القول بغير علم - من شطط القول ، لا سيما وهو ممن يشمله رده !!
    (/2)


    5385 - ( إنه يسمع الآن خفق نعالكم ؛ أتاه منكر ونكير ، أعينهما مثل قدور النحاس ، وأنيابهما مثل صياصي البقر ، وأصواتهما مثل الرعد ، فليجلسانه ، فيسألانه : ما كان يعبد ؟ ومن كان نبيه ؟ فإن كان ممن يعبد الله ؛ قال : كنت أعبد الله ، ونبيي محمد صلي الله عليه وسلم ؛ جاء بالبينات ، فآمنا به واتبعناه ، فذلك قول الله : (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة) ، فيقال له : على اليقين حييت ، وعليه مت ، وعليه تبعث ، ثم يفتح له باب إلى الجة ، ويوسع له في حفرته .
    وإن كان من أهل الشك ؛ قال : لا أدري ! سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته ، فيقال له : على الشك حييت ، وعليه مت ، وعليه تبعث ، ثم يفتح له باب إلى النار ، ويسلط عليه عقارب وتنانين ، لو نفخ أحدهم في الدنيا ما أنبتت شيئاً ؛ تنهشه ، وتؤمر الأرض فتضم ؛ حتى تختلف أضلاعه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 646 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4766) من طريق ابن لهيعة عن موسى بن جبير الحذاء أنه سمع أبا أمامة بن سهل بن حنيف ومحمد بن عبدالرحمن بن ثوبان يحدثان عن أبي هريرة قال :
    شهدنا جنازة مع نبي الله صلي الله عليه وسلم ، فلما فرغ من دفنها وانصرف الناس ؛ قال نبي الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره ، وقال :
    "لم يروه إلا موسى بن جبير ، تفرد به ابن لهيعة" .
    قلت : وهو ضعيف لسوء حفظه . وقال المنذري في "الترغيب" (4/ 187) :
    "ابن لهيعة حديثه حسن في المتابعات ، وأما ما تفرد به ؛ فقليل من يحتج به" .
    قلت : وشيخه موسى بن جبير الحذاء ؛ لم يوثقه أحد غير ابن حبان ، ومع ذلك فقد قال فيه :
    "كان يخطىء ويخالف" . ولهذا ؛ قال ابن القطان :
    "لا يعرف حاله" . وأشار إلى ذلك الحافظ بقوله في "التقريب" :
    "مقبول" . يعني : عند المتابعة ، وإلا ؛ فهو ضعيف لين الحديث . وهو في هذا الحديث قد جاء بأمور تفرد بها دون الثقات ؛ كذكر العقارب والتنين ... إلخ . فالحديث بهذه الزيادة منكر . والله أعلم .

    (/1)


    5386 - ( يا أبا رزين ! إن مسلم إذا زار أخاه المسلم ؛ شيعه سبعون ألف ملك ؛ يصلون عليه ، يقولون : اللهم ! كما وصله فيك ؛ فصله ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 647 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 8485) من طريق عمرو بن الحصين : أخبرنا محمد بن عبدالله بن علاثة : أخبرنا عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه عن مالك بن يخامر عن لقيط بن عامر أبي رزين العقيلي قال : ... فذكره مرفوعاً . وقال :
    "لم يروه عن عطاء الخراساني إلا ابنه عثمان ، ولا عن عثمان إلا ابن علاثة ، تفرد به عمرو بن الحصين" .
    قلت : وهو متروك متهم ؛ كما تقدم مراراً .
    وبه أعله الهيثمي ، فقال في "المجمع" (8/ 173) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه عمرو بن الحصين ، وهو متروك" .
    قلت : وابن علاثة صدوق يخطىء .
    وعثمان بن عطاء الخراساني ضعيف .
    وأبو عطاء - وهو ابن أبي مسلم الخراساني - صدوق يهم كثيراً ويرسل ويدلس ؛ كما في "التقريب" .
    (/1)


    5387 - ( إن في الجنة غرفاً ، يرى ظواهرها من بواطنها ، وبواطنها من ظواهرها ، أعدها الله للمتحابين فيه ، والمتزاورين فيه ؛ والمتباذلين فيه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 648 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 3049) من طريق إسماعيل بن سيف قال : أخبرنا عوين بن عمرو القيسي - أخو رباح بن عمرو - قال : أخبرنا سعيد الجريري عن عبدالله بن بريدة عن أبيه مرفوعاً . وقال :
    "لم يروه عن سعيد إلا عوين ، تفرد به إسماعيل" .
    قلت : ضعفه البزار . وقال ابن عدي :
    "كان يسرق الحديث ، روى عن الثقات أحاديث غير محفوظة" .
    وأما ابن حبان ؛ فأورده في "الثقات" ، وقال :
    "مستقيم الحديث إذا حدث عن ثقة" !
    قلت : وشيخه عوين - ويقال : عون - ليس بثقة ؛قال ابن معين :
    "لا شيء" . وقال البخاري :
    "منكر الحديث ، مجهول" . وقال العقيلي في "الضعفاء" :
    "لا يتابع على حديثه" .
    والحديث ؛ أشار المنذري إلى تضعيفه (3/ 240) ! وهو قصور .
    ومثله - بل وأولى منه بالتقصير - قول الهيثمي (10/ 278) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه إسماعيل بن سيف ، وهو ضعيف" !
    قلت : شيخه أسوأ حالاً منه كما رأيت ، فتضعيفه به أولى .
    وقد صح الحديث في : "من أطعم الطعام ، وأفشى السلام ، وصلى بالليل والناس نيام" ، ورد من حديث ابن عمرو ، وأبي مالك الأشعري ، فانظرهما - إن شئت - في "صحيح الترغيب" .
    وفي فضل المتحابين في الله وسائر المذكورين في الحديث أحاديث كثيرة ؛ عن معاذ بن جبل ، وعبادة بن الصامت ، وعمرو بن عبسة ، وأبي هريرة ، وغيرهم ، وهي مخرجة في "التعليق الرغيب على الترغيب والترهيب" (4/ 46-48) .

    (/1)


    5388 - ( من زار أخاه المؤمن ؛ خاض في رياض الجنة حتى يرجع ، ومن عاد أخاه المؤمن ؛ خاض في رياض الجنة حتى يرجع ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 649 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "الكبير" (7389) عن عبدالأعلى ابن أبي المساور : حدثنا عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش قال :
    أتينا صفوان بن عسال فقال : أزائرين ؟ قلنا : نعم . فقال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته ابن أبي المساور ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
    "متروك ، كذبه ابن معين" .
    وأما الهيثمي ؛ فألان القول فيه ، فقال (2/ 298) :
    "ضعيف" !
    وكأنه تبع في ذلك المنذري الذي أشار (3/ 240) إلى تضعيف الحديث فقط !

    (/1)


    5389 - ( نعم الإدام الخل ، هلاكاً بالقوم أن يحتقروا ما قدم إليهم ، وهلاك بالرجل أن يحتقر ما في بيته أن يقدمه إلى أصحابه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 650 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم : 5198) ، (6/ 30/ 5062 - ط) : حدثنا محمد بن النضر الأزدي قال : أخبرنا يزيد بن عبدالرحمن المعني : قال : حدثنا عبدالرحمن بن محمد المحاربي عن عبدالواحد بن أيمن عن أبيه قال :
    نزل بجابر بن عبدالله ضيف له ، فجاءهم بخبز وخل ، فقال : كلوا ؛ فإني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره . وقال :
    "لم يروه عن عبدالواحد بن أيمن إلا المحاربي" .
    قلت : قال الحافظ في "التقريب" :
    "لا بأس به ، وكان يدلس" .
    قلت : وقد عنعنه كما ترى ، فلولا ذلك ؛ لكان الإسناد جيداً ؛ فإن رجاله كلهم ثقات معروفون ؛ غير يزيد بن عبدالرحمن المعني ، فقال ابن أبي حاتم (4/ 2/ 278) :
    "سمع منه أبي وروى عنه ، وقال : صدوق" .
    ولعل المنذري أشار إلى هذا الإسناد بقوله في "الترغيب" (3/ 244) :
    "رواه أحمد ، والطبراني ، وأبو يعلى ... وبعض أسانيدهم حسن" .
    ذلك ؛ أن إسناد أحمد لا يحتمل التحسين عندي ؛ فإنه قال : حدثنا أسباط ابن محمد : حدثنا عبيدالله بن الوليد الوصافي عن عبدالله بن عبيد بن عمير قال :
    دخل على جابر نفر من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم ؛ فقدم إليهم خبزاً وخلاً ، وقال : كلوا ... إلخ .
    ومن هذا الوجه رواه البيهقي (7/ 279) .
    فإن الوصافي هذا ضعيف ؛ كما قال الحافظ .
    لكنه لم يتفرد به ؛ فقد أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (2/ 537،589) من طريق إبراهيم بن عيينة عن أبي طالب القاضي عن محارب بن دثار عن جابر به نحوه . وقال المنذري في "الترغيب" (3/ 244) :
    "رواه أحمد والطبراني وأبو يعلى ، وبعض أسانيدهم حسن ، و "نعم الإدام الخل" في "الصحيح" . ولعل قوله : "إنه هلاك بالرجل ..." إلخ من كلام جابر ؛ مدرج غير مرفوع . والله أعلم" . وقال الهيثمي (8/ 180) :
    "رواه أحمد ، والطبراني في "الأوسط" ، وأبو يعلى ، وفي إسناد أبي يعلى أبو طالب القاص ، ولم أعرفه ، وبقية رجاله وثقوا" !
    قلت : أبو طالب هذا : هو يحيى بن يعقوب بن مدرك بن سعد الأنصاري القاضي ؛ خال أبي يوسف ؛ كما في "الكنى" للدولابي (2/ 16) ؛ ثم ساق له هذا الحديث من طريق أبي تميلة عنه عن محارب به ؛ دون قوله :
    "هلاكاً بالقوم ..." .
    ويحيى بن يعقوب ؛ أورده البخاري في "التاريخ الكبير" (4/ 2/ 312-313) ، وقال :
    "منكر الحديث ، عداده في الكوفيين" .
    ورواه عنه ابن عدي في "الكامل" (ق 423/ 2) . وقال الذهبي في كنى "الميزان" :
    "فيه لين ، غمزه أبو أحمد الحاكم" .
    وأما ابن حبان ؛ فأورده في "الثقات" ، ومع ذلك قال فيه :
    "وكان يخطىء" !
    قلت : فلا تطمئن النفس لهذه الزيادة التي زادها على قوله صلي الله عليه وسلم : "نعم الإدام الخل" .
    لا سيما ولم يتفق عليه فيها ؛ فهذا أبو تميلة - واسمه يحيى بن واضح الأنصاري ؛ وهو ثقة - لم يذكرها عنه كما رأيت ؛ خلافاً لإبراهيم بن عيينة ، وهو صدوق يهم ؛ كما في "التقريب" ، فإن كان حفظه عن أبي طالب ؛ فالعلة منه ؛ أعني : أبا طالب ، وهو شديد الضعف ؛ كما أشار إلى ذلك البخاري في قوله المتقدم فيه :
    "منكر الحديث" .
    وأما أصل الحديث : "نعم الإدام الخل" ؛ فقد صح عن جابر وغيره من طرق ؛ خرجت بعضها في "الصحيحة" (2220) .
    (/1)


    5390 - ( رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم يكبر أيام التشريق [من صلاة الظهر] حتى يخرج من منى ، يكبر في دبر كل صلاة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 653 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (7229،7230) و "الأوسط" (7417) عن سليمان بن داود الشاذكوني : حدثنا عبدالواحد بن عبدالله الأنصاري : حدثنا شرقي بن القطامي عن عمرو بن قيس عن محل بن وداعة عن شريح بن أبرهة قال : ... فذكره . وقال :
    "لا يروي هذا الحديث عن شريح بن أبرهة إلا بهذا الإسناد ، تفرد به شرقي ابن القطامي" .
    قلت : وهو ضعيف ؛ كما قال الهيثمي (3/ 264) .
    وعبدالواحد بن عبدالله الأنصاري ؛ لم أعرفه .
    لكن الشاذكوني ؛ كذبه ابن معين وغيره .
    (/1)





  5. #5
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    5391 - ( من أغلق بابه دون جاره مخافة على أهله وماله ؛ فليس ذلك بمؤمن ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 654 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الخرائطي في "مساوي الأخلاق" (ق 36/ 1- مصورة الجامعة الإسلامية) من طريق سويد بن عبدالعزيز : حدثنا عثمان بن عطاء عن أبيه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره ، وزاد :
    "وليس بمؤمن من لا يأمن جاره بوائقه" .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ مسلسل بالعلل :
    الأولى : سويد بن عبدالعزيز ؛ قال الذهبي :
    "واه جداً" .
    الثانية : عثمان بن عطاء - وهو ابن أبي مسلم الخراساني - ضعيف ؛ كما قال العسقلاني وغيره .
    الثالثة : أبوه عطاء ؛ قال الحافظ :
    "صدوق ، يهم كثيراً ، ويرسل ويدلس" .
    وأما الزيادة ؛ فهي صحيحة ؛ لورودها من طرق عن جمع من الصحابة ، وقد خرجت بعضها في "الصحيحة" تحت الحديث (549) .
    (تنبيه) : أورد المنذري الحديث في "الترغيب" (3/ 236) بزيادة :
    "أتدري ما حق الجار ؟ ..." الحديث . وقال :
    "رواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" . وأشار إلى ضعفه ! والذي رأيته في "مكارم الأخلاق" المطبوعة (ص 40) أوله : "أتدري ..." إلخ ؛ ليس في أوله حديث الترجمة ، وقد سبق تخريجه برقم (2587) ، وإسنادهما واحد ، فلا أدري أوهم المنذري فجعلهما حديثاً واحداً ، أم هو رواية في "المكارم" المطبوعة ؟! وظني أن فيها خرماً ، أو أن المنذري استجاز جعلهما حديثاً واحداً ؛ لما رأى وحدة سندهما ! والله أعلم .

    (/1)


    5392 - ( صلاة المرابط تعدل خمس مئة صلاة ؛ ونفقة الدينار والدرهم فيه أفضل من سبع مئة دينار ينفقه في غيره ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 655 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (101/ 2) ، والديلمي في "مسند الفردوس" (ص 245) من طريق أبي الشيخ ، وهذا عن ابن أبي عاصم ، والبيهقي في "الشعب" (4/ 43/ 4295) بسنده عن جميع ابن ثوب عن خالد بن معدان عن أبي أمامة به مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته جميع - بالفتح ؛ ويقال : بالضم - ؛ وهو ضعيف جداً ؛ كما يفيده قول البخاري فيه :
    "منكر الحديث" .
    وكذا قال الدارقطني وغيره . وقال النسائي :
    "متروك الحديث" .
    والحديث ؛ أورده المنذري (2/ 152) من رواية البيهقي ، وأشار إلى تضعيفه ، وأتبعه بقوله :
    "وروى أبو الشيخ وغيره من حديث أنس : "إن الصلاة بأرض الرباط بألفي ألف صلاة" . وفيه نكارة" .

    (/1)


    5393 - ( إن فيهم - يعني : قريشاً - لخصالاً أربعة (!) : إنهم لأصلح الناس عند فتنة ، وأسرعهم إفاقة عند مصيبة ، وأوشكهم كرة بعد فرة ، وأمنعهم من ظلم الملوك ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 656 :
    $منكر$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 207 - نسختي) : حدثنا أحمد بن رشدين قال : أخبرنا عبدالملك بن شعيب بن الليث قال : أخبرنا عبدالله بن وهب قال : أخبرنا الليث بن سعد قال : حدثني موسى بن علي بن رباح عن أبيه قال : قال المستورد الفهري : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول - وذكر قريشاً - : ... فذكره . وقال :
    "تفرد به عبدالملك بن شعيب بن الليث" .
    قلت : هو ثقة من رجال مسلم ، وكذلك من فوقه .
    لكن الراوي عنه أحمد بن رشدين - وهو أحمد بن محمد بن الحجاج المصري - ؛ قال ابن عدي - كما في "الميزان" - :
    "كذبوه ، وأنكرت عليه أشياء" .
    ثم ذكر الذهبي أحاديث أنكرت عليه من أباطيله . وكان ينبغي أن يذكر هذا الحديث منها ؛ لمخالفة ابن رشدين للإمام مسلم في "صحيحه" ؛ فإنه قال (8/ 176) : حدثنا عبدالملك بن شعيب بن الليث : حدثني عبدالله بن وهب ... فساقه إلى المستورد القرشي قال - عند عمرو بن العاص - : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول :
    "تقوم الساعة والروم أكثر الناس" .
    فقال له عمرو : أبصر ما تقول ! قال : أقول ما سمعت من رسول الله صلي الله عليه وسلم .
    قال : لئن قلت ذلك ؛ إن فيهم لخصالاً أربعاً ... فذكرها ؛ كما في حديث الترجمة ؛ إلا أنه قال : "لأحلم" مكان : "لأصلح" . وزاد : "وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف ، وخامسة حسنة جميلة : وأمنعهم من ظلم الملوك" .
    ومن هذا يتبين أن الحديث عند عبدالملك موقوف على عمرو بن العاص ، جعله ابن رشدين مرفوعاً من رواية المستورد عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قاله في قريش !
    وذلك من أكاذيبه أو أخطائه .
    وخفي هذا على الهيثمي ؛ فقال في "المجمع" (10/ 26-27) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" عن شيخه أحمد بن رشدين ، وهو ضعيف ، وبقية رجاله رجال (الصحيح)" !

    (/1)


    5394 - ( من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في مبلغ بر ، أو إدخال سرور ؛ رفعه الله في الدرجات العلى من الجنة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 657 :
    $موضوع$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم - 3518) من طريق إدريس ابن يونس الحراني قال : أخبرنا يحيى بن عمر بن صباح قال : حدثنا سليمان بن وهب عن إبراهيم بن أبي عبلة عن خالد بن معدان عن أبي الدرداء مرفوعاً به . وقال :
    "لم يروه عن إبراهيم إلا سليمان ، ولا عن سليمان إلا يحيى ، تفرد به إدريس ابن يونس" .
    قلت : قال ابن القطان :
    "لا يعرف حاله" .
    ويحيى بن عمر بن صباح ؛ لعله الذي في "الجرح والتعديل" (4/ 2/ 174) :
    "يحيى بن عمر الليثي ، روى عن العلاء بن عبدالكريم ، ومسكين أبي فاطمة ، و ... روى عنه عبدالله بن أحمد الدورقي . قال أبي : لا أعرفه" .
    قلت : ولعل آفة الحديث شيخه سليمان بن وهب ؛ فقد أخرجه أبو الفضل بن طاهر في "الكلام على أحاديث الشهاب" من طريق أخرى عنه به ؛ قال :
    "سليمان بن وهب : هو النخعي . ووهب جده ، وهو سليمان بن عمرو" .
    قلت : وهو معروف بالكذب والوضع ، وقد تقدمت له أحاديث .
    والحديث ؛ سكت عنه المنذري (3/ 252) ثم الهيثمي (8/ 192) !
    وعزاه الأول لـ "كبير الطبراني" أيضاً .
    وقد روي نحوه من حديث عائشة وابن عمر بإسنادين واهيين جداً ، وسيأتي تخريجهما برقم (5771) .
    ثم رأيته في "الترغيب" للأصبهاني (1/ 482-483) من طريق عبدالوهاب ابن الضحاك : حدثنا إسماعيل بن عياش عن شريح بن عبيد عن أبي الدرداء به .
    وعبدالوهاب هذا متروك .

    (/1)


    5395 - ( رباط يوم في سبيل الله كصيام شهر وقيامه ، ومن مات مرابطاً ؛ جرى عليه عمله الذي كان يعمل ، وأمن الفتان ، ويبعث يوم القيامة شهيداً ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 659 :
    $منكر بذكر (الشهيد)$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (6179) : حدثنا بكر بن سهل : حدثنا شعيب بن يحيى عن نافع بن يزيد قال : أخبرني معاوية ابن يزيد بن شرحبيل أن عبدالله بن الوليد مولى المغيرة حدثه أنه سمع ابن أبي زكريا يحدث عن شرحبيل بن السمط :
    أنه رأى سلمان الفارسي وهو مرابط بساحل حمص ، فقال : ما لك على هذا ؟ قال : مرابط . قال سلمان : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ بكر بن سهل ضعيف ؛ كما قال النسائي وغيره .
    ومعاوية بن يزيد بن شرحبيل ، وشيخه عبدالله بن الوليد مولى المغيرة ؛ لم أعرفهما .
    ولعل الهيثمي أرادهما بقوله في "مجمع الزوائد" (5/ 290) :
    "رواه الطبراني ، وفيه من لم أعرفهم" .
    وسائر الرواة معروفون .
    وابن أبي زكريا اسمه عبدالله الخزاعي ، وهو ثقة ، وقد توبع كما يأتي .
    وفي "الجرح والتعديل" (4/ 1/ 388) :
    "معاوية بن يزيد بن أبي الزرقاء البغدادي ، روى عن عبدالرحمن بن محمد المحاربي" .
    فيحتمل أن يكون هو ابن شرحبيل ؛ فإنه من هذه الطبقة . والله أعلم .
    والحديث ؛ أخرجه أحمد (5/ 440،441) من طريقين آخرين عن ابن أبي زكريا به ؛ دون قوله :
    ".. ويبعث يوم القيامة شهيداً" .
    فهي زيادة منكرة ؛ لتفرد الطبراني بها في هذا الطريق المظلم .
    ومما يؤكد ذلك : أنه تابعه جمع من الثقات عن شرحبيل بن السمط به ؛ دون الزيادة .
    أخرجه مسلم (6/ 51) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ 101-102) ، والحاكم (2/ 80) ، والطبراني أيضاً (6177،6178،6180) .
    ثم رواه الطبراني (6077،6134) من طريقين آخرين عن سلمان به نحوه ، دون الزيادة ؛ فهي زيادة باطلة .




    5396 - ( يقول الله عز وجل : من عادى لي ولياً ؛ فقد ناصبني بالمحاربة ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ؛ كترددي عن الموت المؤمن ؛ يكره الموت وأكره مساءته .

    وربما سألني وليي المؤمن الغنى ؛ فأصرفه من الغنى إلى الفقر ، ولو صرفته إلى الغنى ؛ لكان شراً له .

    إن الله عز وجل قال : وعزتي ، وجلالي ، وعلوي ، وبهائي ، وجمالي ؛ وارتفاع مكاني ! لا يؤثر عبد هواي على هوى نفسه ؛ إلا أثبت أجله عند بصره ، وضمنت السماء والأرض رزقه ، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر ) .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 661 :

    $ضعيف جداً$

    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (12719) : حدثنا عبيد بن كثير التمار : حدثنا محمد بن الجنيد : حدثنا عياض بن سعيد الثمالي عن عيسى بن مسلم القرشي عن عمرو بن عبدالله بن هند الجملي عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .

    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً مظلم ؛ فإن ما بين ابن عباس والشيخ التمار ؛ لم أجد لهم ترجمة ، وقال الهيثمي (10/ 270) :

    "رواه الطبراني ، وفيه جماعة لم أعرفهم" .

    قلت : الشيخ التمار متروك الحديث ؛ كما قال الأزدي والدارقطني . وقال ابن حبان :

    "أدخلت عليه نسخة مقلوبة" .

    قلت : فهو آفة الحديث ؛ فما كان للهيثمي أن يغفل عنه !

    (/1)


    5397 - ( يا جارية ! هذه صفة المؤمنين حقاً ، لو كان أبوك (يعني : حاتماً الطائي) مسلماً ؛ لترحمنا عليه ! خلوا عنها ؛ فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق ، والله يحب مكارم الأخلاق ) .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 661 :

    $موضوع$

    أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (باب وفد طيىء - من المجلد الثاني - مخطوطة الأوقاف الحلبية) ، وعنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/ 32/ 1 و 19/ 223/ 1) عن أبي سعيد عبيد بن كثير بن عبدالواحد الكوفي : حدثنا ضرار بن صرد قال : حدثنا عاصم بن حميد عن أبي حمزة الثمالي عن عبدالرحمن بن جندب عن كميل بن زياد النخعي قال : قال علي ابن أبي طالب :

    لما أتي بسبايا طيىء وقفت جارية [حمراء ، لعساء ، دلفاء ، عيطاء ، شماء الأنف ، معتدلة القامة والهامة ، درماء الكعبين ، خدلة الساقين ، لفاء الفخذين ؛ خميصة الخصرين ، ضامرة الكشحين ، مصقولة المتنين .

    قال : فلما رأيتها أعجبت بها ، وقلت : لأطلبن إلى رسول الله [أن] يجعلها في فيئي ، فلما تكلمت ؛ أنسيت جمالها من فصاحتها] ؛ فقالت : يا محمد ! إن رأيت أن تخلي عنا ، ولا تشمت بنا أحياء العرب ؛ فإني ابنة سيد قومي ، وإن أبي كان يحمي الذمار ، ويفك العاني ، ويشبع الجائع ، ويكسو العاري ، ويقري الضيف ، ويطعم الطعام ، ويفشي السلام ، ولم يرد طالب حاجة قط ! أنبأنا ابنة حاتم طيىء . فقال النبي صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .

    فقام أبو بردة بن نيار فقال : يا رسول الله ! تحب مكارم الأخلاق ؟ فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :

    "والذي نفسي بيده ! لا يدخل أحد الجنة إلا بحسن الخلق" .

    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، وله علل :

    الأولى : جهالة عبدالرحمن بن جندب ؛ أورده الحافظ في "اللسان" ، وقال :

    "مجهول" .

    الثانية : أبو حمزة الثمالي - واسمه ثابت بن أبي صفية - ؛ قال الحافظ في "التقريب" :

    "ضعيف رافضي" .

    الثالثة : ضرار بن صرد ؛ قال الحافظ :

    "صدوق له أوهام" .

    الرابعة : عبيد بن كثير - وهو التمار ، شيخ الطبراني في الحديث المتقدم قبله - ، وهو ضعيف جداً كما عرفته .

    وقد أشار إلى ذلك الحافظ ابن كثير بقوله عقب الحديث :

    "هذا حديث حسن المتن ، غريب الإسناد جداً ، عزيز المخرج" !

    وأما تحسينه لمتنه ؛ فالظاهر أنه يعني : الحسن اللغوي ، لا الاصطلاحي ؛ أي : من حيث المعنى ، ولعله عنى المقدار المرفوع منه فقط ، وإلا ؛ فيد الصنع والوضع ظاهرة فيه عندي ، لا سيما في وصف علي رضي الله عنه للجارية ، كما لو كان رآها عارية أمام النبي صلي الله عليه وسلم ! وإلا ؛ فمن أين له أن يصفها بقوله :

    (خدلة الساقين) ؛ أي : ممتلئة الساقين ؟! بل قوله :

    (لفاء الفخذين) ؛ أي : سمينتهما ، بحيث تدانيا من السمن ؟! وقوله :

    (خميصة الخصرين) ؛ أي : ضامرة الخصرين ؟! وقوله :

    (ضامرة الكشحين) ؛ وكأنه تفسير لما قبله ؛ فإن الكشح ما بين الخاصرة والضلوع ؟! وقوله :

    (مصقولة المتنين) ؛ أي : ناعمة المنكبين ؟!

    ومعنى (حمراء) : البيضاء أو الشقراء ، ومنه الحديث الموضوع :

    "خذوا نصف دينكم عن الحميراء" ؟! وقوله :

    (لعساء) ؛ أي : باطن شفتها أسود ؟! وقوله :

    (دلفاء) ؛ أي : تمشي رويداً ، وتقارب الخطى من سمنها ؟! وقوله :

    (عيطاء) ؛ أي : طويلة العنق ؟! وقوله :

    (درماء الكعبين) ؛ أي : غطاهما اللحم والشحم ، حتى لم يبن لهما حجم ؟!

    ثم رأيت الحافظ ابن حجر قد ساق الحديث في "تخريج المختصر" (ق 45/ 1-2) من طريق البيهقي به ؛ واقتصر على تضعيفه بقوله :

    "هذا حديث غريب ، أخرجه الحاكم في "الإكليل" هكذا ، والبيهقي في "الدلائل" من طريقه ..." !

    ولم يبين علله !!

    (/1)


    5398 - ( إذا رأيت من أخيك ثلاث خصال ؛ فارجه : الحياء ، والأمانة ، والصدق . وإذا لم ترها منه ؛ فلا ترجه ) .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 664 :

    $ضعيف جداً$

    أخرجه ابن عدي في مقدمة "الكامل" (ص 252 - طبع بغداد) من طريق أبي زهير قال : حدثنا رشدين بن كريب عن أبيه عن ابن عباس مرفوعاً . وقال :

    "لم نكتبه إلا بهذا الإسناد" .

    قلت : وهو ضعيف جداً ؛ رشدين هذا ؛ قال أحمد ، والبخاري :

    "منكر الحديث" .

    وضعفه جماعة . وقال ابن حبان في "المجروحين" (1/ 302) :

    "كثير المناكير ، يروي عن أبيه أشياء ليست حديث الأثبات عنه ، كان الغالب عليه الوهم والخطأ" .

    والحديث ؛ عزاه السيوطي في "الجامع الصغير" للديلمي أيضاً .

    وقد ذكر المعلق على "ابن عدي" - الأستاذ السامرائي - أنه في "مسند الفردوس" (مخطوط ورقة 23 - تسديد القوس) .

    ونقل عن العلائي أنه قال في رشدين : "ضعيف" . لكن وقع في نقله : (راشد) ، وكذلك وقع في المقدمة ! وهو من الأخطاء المطبعية الكثيرة والكثيرة جداً ، التي وقعت في مطبوعته هذه ، والظاهر أنه لم يقم هو بنفسه على تصحيح تجاربها . والله أعلم .

    (/1)


    5399 - ( يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال ، فيغفرها الله لهم ، ويضعها على اليهود والنصارى ... فيما أحسب ) .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 665 :

    $شاذ$

    أخرجه مسلم (8/ 105) من طريق شداد أبي طلحة الراسبي عن غيلان بن جرير عن أبي بردة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره . قال أبو روح : لا أدري ممن الشك ؟!

    أورده شاهداً لما ساقه من قبل من ثلاثة طرق عن أبي بردة بلفظ :

    "إذا كان يوم القيامة ؛ دفع الله عز وجل إلى كل مسلم يهودياً أو نصرانياً ، فيقول : هذا فكاكك من النار" .

    هذا لفظ طلحة بن يحيى عن أبي بردة . ولفظ عون وسعيد بن أبي بردة :

    "لا يموت رجل إلا أدخل الله مكانه النار يهودياً أو نصرانياً" .

    قلت : وهذا أخرجه أحمد (4/ 391،398) - عنهما - ، والطيالسي (499) - عن سعيد وحده - . وتابعهما عمارة القرشي : عند أحمد (4/ 407) .

    وأما لفظ طلحة بن يحيى ؛ فأخرجه أحمد أيضاً (4/ 410) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 80) .

    وقد تابعه عليه بريد - وهو ابن عبدالله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري - : عند أحمد (4/ 402) .

    وتابعه أيضاً محمد بن المنكدر ، ومعاوية بن إسحاق : عنده (4/ 407-408) .

    وعبدالملك بن عمير : عند ابن عساكر بنحوه ، وتقدم لفظه في "الصحيحة" برقم (1381) .

    قلت : وطلحة بن يحيى وإن كان فيه كلام من قبل حفظه ؛ حتى قال الحافظ فيه :

    "صدوق يخطىء" !

    فحديثه قوي بهذه المتابعات الكثيرة ، لا سيما وله شاهد من حديث أنس ، ذكرته تحت الرقم المذكور ، فالحديث بهذين اللفظين صحيح .

    وأما اللفظ الأول ؛ فهو منكر أو شاذ على الأقل ؛ لأنه تفرد به الراسبي ، وهو وإن كان وثقه أحمد وغيره ؛ فقد ضعفه شيخه عبدالصمد بن عبدالوارث . وقال العقيلي :

    "له غير حديث لا يتابع عليه" . وقال ابن حبان :

    "ربما أخطأ" . وقال الدارقطني :

    "يعتبر به" . وقال الحاكم أبو أحمد :

    "ليس بالقوي عندهم" .

    قلت : فهذه الأقوال تدل على أن الرجل لم يكن قوياً في حفظه ، وإن كان صدوقاً في نفسه . ولذلك ؛ لم يخرج له مسلم إلا في الشواهد ؛ كهذا الحديث . وقال الحافظ في "التقريب" :

    "صدوق يخطىء" .

    فمثله حديثه مرشح للتقوية بالشاهد والمتابعة ، أو للضعف بالمخالفة كحديث الترجمة .

    وبها أعله البيهقي ، فقال في "شعب الإيمان" (1/ 266-267) - بعد أن ساق الحديث الصحيح من الطرق الثلاث عند مسلم وأتبعه بحديث الترجمة - :

    "فهذا حديث شك فيه [بعض] رواته ، وشداد أبو طلحة ممن تكلم أهل العلم بالحديث فيه ، وإن كان مسلم استشهد به في كتابه ؛ فليس هو ممن يقبل منه ما يخالف فيه ، والذين خالفوه في لفظ الحديث عدد ، وهو واحد ، وكل واحد ممن خالفه أحفظ منه ، فلا معنى للاشتغال بتأويل ما رواه ، مع خلاف ظاهر ما رواه الأصول الصحيحة الممهدة في أن لا تزر وازرة وزر أخرى . والله أعلم" .

    قلت : وهذا منه رحمه الله في غاية التحقيق ، وإليه يرجع الفضل في تنبهي لهذه العلة ، بعد أن كنت أوردت الحديث في "صحيح الجامع" برقم (7891) اعتماداً مني على الإمام مسلم ، وليس بتحقيقي ؛ اتباعاً للقاعدة الغالبة : أن ما أخرجه الشيخان أو أحدهما ؛ فقد جاوز القنطرة ، لا سيما والعمر أقصر ، والوقت أضيق من التوجه إلى نقد "الصحيحين" ؛ للتعرف على الأحاديث القليلة التي يمكن أن تكون معلولة عند العارفين بهذا العلم . بينما مجال نقد أحاديث غيرهما من كتب السنة واسع جداً .

    وهذا ما جريت عليه في كل مؤلفاتي ؛ إلا في بعض الأحوال النادرة ، مما جرني إليه البحث والتحقيق ، أو نبهني على ذلك بعض من سبقني من أهل العلم والتوفيق ، كهذا الحديث ، والحمد لله وحده .

    من أجل ذلك - وتعاوناً على البر والتقوى - أرجو من كل من كان عنده نسخة من "ضعيف الجامع الصغير" أن ينقل إليه هذا الحديث ، والله تعالى أسأل أن يغفر لنا خطايانا ، وأن لا يؤاخذنا بما نسينا أو أخطأنا ؛ إنه سميع مجيب !

    هذا ؛ وممن لم يتنبه لعلة هذا الحديث الإمام النووي رحمه الله ؛ فإنه تأوله توفيقاً بينه وبين الأصول التي أشار إليها البيهقي رحمه الله تعالى ؛ ولا حاجة إلى ذلك كما سبق .

    وأما كون الكافر في النار مكان المسلم فيها . وفكاكاً له منها ؛ فقد جاء بيانه في قوله صلي الله عليه وسلم :

    "ما منكم من أحد إلا له منزلان : منزل في الجنة ، ومنزل في النار ، فإذا مات فدخل النار ؛ ورث أهل الجنة منزله ، فذلك قوله تعالى : (أولئك هم الوارثون)" .

    وهو مخرج في "الصحيحة" (2279) .

    ونحوه في "صحيح البخاري" (6569) ، وهو من حديث أبي هريرة .

    وبه احتج البيهقي على ما ذكرنا من المعنى ، فقال عقبه :

    "ويشبه أن يكون هذا الحديث تفسيراً لحديث الفداء ، فالكافر إذا أورث على المؤمن مقعده من الجنة ، والمؤمن إذا أورث على الكافر مقعده من النار ؛ يصير في التقدير كأنه فدى المؤمن بالكافر . والله أعلم" .

    ونحوه في "شرح مسلم" للنووي ؛ فراجعه إن شئت .

    (/1)


    (فائدة) : قد أطال الإمام البخاري الكلام في إعلال حديث الفداء الصحيح هذا بذكر طرقه عن أبي بردة عن أبيه - وقد ذكرت آنفاً بعضها - ، ثم ختم ذلك بقوله (1/ 1/ 37-39) :

    "والخبر عن النبي صلي الله عليه وسلم في الشفاعة ، وأن قوماً يعذبون ثم يخرجون : أكثر وأبين وأشهر" !

    ولست أرى فيما ذكره ما يصح أن يعل الحديث به ؛ لأنه ليس صريحاً في نفي العذاب عن كل مؤمن ، حتى على الرواية التي صدر بها كلامه بلفظ :

    إن أمتي أمة مرحومة ، جعل عذابها بأيديها في الدنيا" ، وقد خرجته في "الصحيحة" (959) ! ولذلك ؛ قال البيهقي في الرد عليه - بعد أن ذكر خلاصة كلامه - :

    "والحديث قد صح عند مسلم وغيره رحمهم الله من الأوجه التي أشرنا إليها وغيرها ، ووجهه ما ذكرناه ، وذلك لا ينافي حديث الشفاعة ؛ فإن حديث الفداء - وإن ورد مورد العموم في كل مؤمن - فيحتمل أن يكون المراد به كل مؤمن قد صارت ذنوبه مكفرة بما أصابه من البلايا في حياته ، ففي بعض ألفاظه :

    "إن أمتي أمة مرحومة ، جعل الله عذابها بأيديها ، فإذا كان يوم القيامة ؛ دفع الله إلى رجل من المسلمين رجلاً من أهل الأديان ؛ فكان فداءه من النار" . وحديث الشفاعة يكون فيمن لم تصر ذنوبه مكفرة في حياته . ويحتمل أن يكون هذا القول لهم في حديث الفداء بعد الشفاعة . والله أعلم" .

    (/2)


    5400 - ( شهر رمضان شهر أمتي ، ترمض فيه ذنوبهم ، فإذا صامه عبد مسلم ، ولم يكذب ، ولم يغتب ، وفطره طيب ؛ خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها ) .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 670 :

    $ضعيف جداً$

    أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (ص 228) عن الحاكم معلقاً عليه بسنده إلى عصام بن طليق عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً به .

    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، وفيه علتان :

    الأولى : أبو هارون العبدي متروك ، وتقدم مراراً .

    والأخرى : عصام بن طليق ، وهو ضعيف ؛ كما في "التقريب" . وقال ابن معين :

    "ليس بشيء" .

    والحديث ؛ أورده المنذري في "الترغيب" من رواية أبي الشيخ ، وأشار إلى تضعيفه ، ولفظه :

    "إن شهر رمضان شهر أمتي ، يمرض مريضهم فيعودونه ، فإذا صام مسلم لم يكذب ، ولم يغتب ، وفطره طيب ، سعى إلى العتمات محافظاً على فرائضه ؛ خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها" .

    وتعقبه الحافظ إبراهيم الناجي في "عجالة الإملاء" (124/ 1) بما خلاصته : أن عزوه لأبي الشيخ وهم ، وإنما هو في "مسند الفردوس" وغيره .

    قلت : قد سقت الحديث بلفظ "المسند" . وبمقابلته باللفظ المعزو لأبي الشيخ ؛ يظهر أن بينهما فرقاً جلياً ؛ فإن في كل منهما من الزيادة ما ليس في الآخر ، فإن ثبت الوهم - وهذا ما أستبعده - ؛ فهو وهم في المتن أيضاً . والله أعلم .

    ثم وجدت للحديث طريقاً أخرى ؛ يرويه محمد بن إبراهيم بن العلاء الشامي : حدثنا الوليد بن مسلم الدمشقي عن عمرو بن محمد الأصبهاني عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري به . وقال : ... الحديث بطوله .

    أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 28) في ترجمة (عمرو بن محمد الأصبهاني) ، وقال :

    "يروي عن زيد بن أسلم ، وأراه صحفه بعض الرواة ، وهو عندي (عمر بن محمد بن صبهان)" .

    قلت : وهذا ؛ قال الذهبي في "المغني" :

    "ساقط . قال أبو زرعة : واه" .

    والآفة : من الراوي عنه (محمد بن إبراهيم الشامي) ؛ فإنه كذاب ؛ كما قال الدارقطني ، ولعله الذي صحف اسم شيخ شيخه عمداً ! وقال الحاكم :

    "روى عن الوليد بن مسلم وسويد بن عبدالعزيز أحاديث موضوعة" . وقال ابن حبان :

    "يضع الحديث على الشاميين" .

    ورأيت الحديث في "الدر المنثور" (1/ 188) برواية أبي الشيخ مثل لفظ "الترغيب" ؛ ومن الظاهر أنه نقله منه !

    (/1)









  6. #6
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    5401 - ( يا جبريل ! ما لي أراك متغير اللون ؟! فقال :
    ما جئتك حتى أمر الله عز وجل بمفاتيح النار . فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    يا جبريل ! صف لي النار ، وانعت لي جهنم ! فقال جبريل :
    إن الله تبارك وتعالى أمر بجهنم فأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت ، ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت ، ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى اسودت ، فهي سوداءً مظلمة ، لا يضيء شررها ، ولا يطفأ لهبها . والذي بعثك بالحق ! لو أن قدر ثقب إبرة فتح من جهنم ؛ لمات من في الأرض كلهم جميعاً من حره . والذي بعثك بالحق ! لو أن ثوباً من ثياب النار علق بين السماء والأرض ؛ لمات من في الأرض جميعاً من حره . والذي بعثك بالحق ! لو أن خازناً من خزنة جهنم برز إلى أهل الدنيا ، فنظروا إليه ؛ لمات من في الأرض كلهم من قبح وجهه ومن نتن ريحه . والذي بعثك بالحق ! لو أن حلقة من حلق سلسلة أهل النار التي نعت الله في كتابه وضعت على جبال الدنيا ؛ لا رفضت وما تقارت حتى تنتهي إلى السفلى . فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    حسبي يا جبريل ! لا ينصدع قلبي فأموت . قال : فنظر رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى جبريل وهو يبكي . فقال :
    تبكي يا جبريل وأنت من الله بالمكان الذي أنت به ؟! قال :
    وما لي لا أبكي ! أن أحق بالبكاء ؛ لعلي أكون في علم الله على غير الحال التي أنا عليها ، وما أدري لعلي أبتلى بمثل ما ابتلي به إبليس ؛ فقد كان من الملائكة . وما يدريني لعلي أبتلى بمثل ما ابتلي به هاروت وماروت . قال : فبكى رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وبكى جبريل عليه السلام ، فما زالا يبكيان حتى نوديا أن : يا جبريل ! ويا محمد ! إن الله عز وجل قد أمنكما أن تعصياه .
    فارتفع جبريل عليه السلام ، وخرج رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ فمر بقوم من الأنصار يضحكون ويلعبون ؛ فقال :
    أتضحكون ووراءكم جهنم ؟! فلو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ، ولبكيتم كثيراً ، ولما أسغتم الطعام والشراب ، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز وجل .
    فنودي : يا محمد ! لا تقنط عبادي ، إنما بعثتك ميسراً ، ولم أبعثك معسراً . فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : سددوا وقاربوا ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 674 :
    $موضوع$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 2750 - مصورتي) من طريق الحكم بن مروان الكوفي قال : أخبرنا سلام الطويل عن الأجلح بن عبدالله الكندي عن عدي بن عدي الكندي قال : قال عمر بن الخطاب :
    جاء جبريل إلى النبي صلي الله عليه وسلم في حين غير حينه الذي كان يأتيه فيه ، فقام إليه رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال : ... فذكره . وقال :
    "لا يروى هذا الحديث عن عمر إلا بهذا الإسناد ، تفرد به سلام" .
    قلت : قال الهيثمي (10/ 387) :
    "وهو مجمع على ضعفه" .
    قلت : بل اتهمه بعضهم بالكذب . بل قال ابن حبان (1/ 339) :
    "يروي عن الثقات الموضوعات كأنه كان المتعمد لها" . وقال الحاكم :
    "روى أحاديث موضوعة" .
    قلت : وهذا في نقدي من موضوعاته ؛ فإن قوله عن إبليس :
    "كان من الملائكة" ؛ مخالف لقوله تعالى : (كان من الجن ففسق عن أمر ربه) .
    ولا يصح تفسير الآية بأن المراد الملائكة وأنه أطلق عليهم (الجن) ؛ لأنهم لا يرون ؛ لأن القرآن والسنة مصرحان بأن إبليس خلق من نار ، والحديث يصرح بأن الملائكة خلقت من نور .
    وكذلك ذكره فيه هاروت وماروت ، فيه إشارة إلى قصتهما المعروفة مع الزهرة ، وهي من الإسرائيليات الباطلة التي لا يصح نسبتها إلى النبي صلي الله عليه وسلم ؛ كما تقدم برقم (170،912،913) .

    (/1)


    5402 - ( إن جبريل عليه السلام جاء إلى النبي صلي الله عليه وسلم حزيناً لا يرفع رأسه ، فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    ما لي أراك - يا جبريل - حزيناً ؟! قال :
    إني رأيت لفحة من جهنم ؛ فلم يرجع إلي روحي بعد ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 675 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 5472) عن محمد ابن علي بن خلف العطار قال : أخبرنا محمد بن علي بن عبدالله بن محمد بن عمر ابن علي قال : حدثني أبي عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر به ، وقال :
    "لم يروه عن زيد بن أسلم إلا علي بن عبدالله ، تفرد به محمد بن علي بن خلف" .
    قلت : هو متهم ؛ قال ابن عدي :
    "عنده عجائب ، وهو منكر الحديث" .
    وأما الخطيب ؛ فذكر توثيقه في "التاريخ" (3/ 57) عن محمد بن منصور !
    وأما محمد بن علي بن عبدالله ... فلم أجد له ترجمة .
    وكذا أبوه .
    لكني وجدت في "الجرح والتعديل" (3/ 1/ 194) :
    "علي بن عبيدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب . روى عنه داود ابن عبدالله بن أبي الكرام الجعفري . سمعت أبي يقول : سمعت داود الجعفري يقول : قال لي علي بن عبيدالله - وكان أبصر الناس بالطب - وفي نسخة : بالطلب -" .
    قلت : فلعله هذا .
    وعلى كل حال ؛ فهو مجهول .

    (/1)


    5403 - ( ينشىء الله سحابة لأهل النار ، فيقال : يا أهل النار ! أي شيء تطلبون ؟ فيذكرون سحابة الدنيا ، فيقولون : يا ربنا ! الشراب . فتمطرهم أغلالاً تزيد في أغلالهم ، وسلاسل تزيد في سلاسلهم ، وجمراً تلتهب عليهم ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 676 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (ق 143/ 2) ، والطبراني في "الأوسط" (4115 - ط) ، وابن عدي (6/ 394) من طريق منصور بن عمار (وقال الطبراني : ابن عباد . وهو تصحيف) قال : أخبرنا بشير بن طلحة عن خالد بن دريك عن يعلى بن منية رفع الحديث إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم ... فذكره ، ولم يذكر ابن أبي الدنيا الرفع - والسياق للطبراني - وقال :
    "لا يروى عن يعلى إلا بهذا الإساد ، تفرد به منصور" .
    قلت : وهو ضعيف ؛ قال ابن أبي حاتم (4/ 1/ 176) عن أبيه :
    "ليس بالقوي ، صاحب مواعظ" . وقال ابن عدي :
    "منكر الحديث" .
    وبشير بن طلحة ؛ قال أحمد :
    "ليس به بأس" .
    وخالد بن دريك : هو الشامي ، ثقة ؛ لكنه عن يعلى بن منية مرسل .
    فالحديث له علتان ؛ بل ثلاث :
    الإرسال ، وضعف ابن عمار ، واضطرابه في رفعه ووقفه .
    وقد أشار إلى هذه العلة الأخيرة الحافظ المنذري ، فقال (4/ 232) :
    "رواه الطبراني ، وقد روي موقوفاً عليه ، وهو أصح" .
    وأما الهيثمي ؛ فقال (10/ 390) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه من فيه ضعف قليل ، ومن لم أعرفه" !

    (/1)


    5404 - ( الرفق يمن ، والخرق شؤم ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 677 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4243) عن إسماعيل ابن توبة القزويني قال : أخبرنا محمد بن الحسن عن المعلى بن عرفان عن أبي وائل عن عبدالله بن مسعود مرفوعاً . وقال :
    "لم يروه عن المعلى إلا محمد ، تفرد به إسماعيل" .
    قلت : وهو صدوق .
    وشيخه محمد بن الحسن - وهو الفقيه الشيباني تلميذ أبي حنيفة - لينه النسائي من قبل حفظه .
    فالآفة من المعلى بن عرفان ؛ فإنه منكر الحديث ؛ كما قال البخاري . وقال النسائي :
    "متروك الحديث" .
    وبه أعله الهيثمي ، فقال (8/ 19) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه المعلى بن عرفان ، وهو متروك" .
    قلت : وقد روي من حديث عائشة رضي الله عنها ، وقد مضى الكلام عليه برقم (3889) .

    (/1)


    5405 - ( لما فتح الله على نبيه صلي الله عليه وسلم خيبر ؛ أصابه من سهمه أربعة أزواج نعال ، وأربعة أزواج خفاف ، وعشر أواقي ذهب وفضة ، وحمار أسود . قال : فكلم النبي صلي الله عليه وسلم الحمار ، فقال له : ما اسمك ؟ قال : يزيد ابن شهاب ، أخرج الله من نسل جدي ستين حماراً ، كلهم لم يركبهم إلا نبي ، ولم يبق من نسل جدي غيري ، ولا من الأنبياء غيرك ، أتوقعك أن تركبني ، وكنت قبلك لرجل من اليهود ، وكنت أعثر به عمداً ، وكان يجيع بطني ويضرب ظهري ، فقال له النبي صلي الله عليه وسلم : قد سميتك يعفوراً ، يا يعفور ! قال : لبيك . قال : أتشتهي الإناث ؟ قال : لا ، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يركبه في حاجته ؛ فإذا نزل عنه بعث به إلى باب الرجل ، فيأتي الباب فيقرعه برأسه ، فإذا خرج إليه صاحب الدار ؛ وأمأ إليه أن : أجب رسول الله صلي الله عليه وسلم . قال : فلما قبض النبي عليه الصلاة والسلام ؛ جاء إلى بئر كانت لأبي الهيثم بن التيهان ؛ فتردى فيها ، فصارت قبره ؛ جزعاً منه على رسول الله صلي الله عليه وسلم ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 679 :
    $موضوع$
    أورده ابن حبان في "الضعفاء والمجروحين" (3/ 308) في ترجمة محمد بن مزيد أبي جعفر مولى بني هاشم عن أبي حذيفة موسى بن مسعود عن عبدالله بن حبيب الهذلي عن أبي عبدالرحمن السلمي عن أبي منظور - وكانت له صحبة - قال : ... فذكره . وقال عقبه :
    "وهذا حديث لا أصل له ، وإسناده ليس بشيء ، ولا يجوز الاحتجاج بهذا الشيخ" .
    وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 294) ، وقال :
    "هذا حديث موضوع ، فلعن الله واضعه ؛ فإنه لم يقصد إلا القدح في الإسلام والاستهزاء به !" .
    ثم نقل كلام ابن حبان المذكور آنفاً ، وأقروه عليه ، كالحافظ الذهبي في "الميزان" ، والعسقلاني في "اللسان" ، وفي "الفتح" (كتاب الجهاد) .
    وقد خفي حال أبي جعفر هذا على الخطيب البغدادي ، فترجمه في "التاريخ" (3/ 287-288) دون أن يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً !

    (/1)


    5406 - ( دخل رجل على أهله ، فلما رأى ما بهم من الحاجة ؛ خرج إلى البرية ، فلما رأت امرأته ؛ قامت إلى الرحى فوضعتها ، وإلى التنور فسجرته ، ثم قالت : اللهم ارزقنا ! فنظرت ؛ فإذا الجفنة قد امتلأت ، قال : وذهبت إلى التنور فوجدته ممتلئاً . قال : فرجع الزوج قال : أصبتم بعدي شيئاً ؟ قالت امرأته : نعم ؛ من ربنا ؛ فأم إلى الرحى [فرفعها] ؛ فذكر ذلك للنبي صلي الله عليه وسلم ؟! فقال :
    أما إنه لو لم يرفعها ؛ لم تزل تدور إلى يوم القيامة .
    شهدت النبي صلي الله عليه وسلم وهو يقول :
    والله ! لأن يأتي أحدكم صبيراً ، ثم يحمله ؛ يبيعه فيستعف منه ؛ خير له من أن يأتي رجلاً يسأله ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 680 :
    $......$
    أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/ 513) قال : حدثنا ابن عامر : أنبأنا أبو بكر عن هشام عن محمد عن أبي هريرة قال : ... فذكره .
    ثم قال (2/ 421) : حدثنا هاشم بن القاسم قال : حدثنا عبدالحميد - يعني : ابن بهرام - قال : حدثنا شهر بن حوشب قال : قال أبو هريرة :
    بينما رجل وامرأة له في السلف الخالي لا يقدران على شيء ؛ فجاء الرجل من سفره ، فدخل على امرأته جائعاً قد أصابته مسبغة شديدة ، فقال لامرأته : أعندك شيء ؟ قالت : نعم ؛ أبشر أتاك رزق الله ! فاستحثها فقال : ويحك ! ابتغي إن كان عندك شيء ، قالت : نعم ، هنية نرجو رحمة الله ، حتى إذا طال عليه الطوى قال : ويحك ! قومي فابتغي إن كان عندك خبز فأتيني به ؛ فإني قد بلغت وجهدت ! فقالت : نعم ، الآن ينضج التنور فلا تعجل ، فلما إذ سكت عنها ساعة ، وتحينت أيضاً أن يقول لها ؛ قالت هي من عند نفسها : لو قمت فنظرت إلى تنوري ، فقامت فوجدت تنورها ملآن جنوب الغنم ، ورحييها تطحنان ، فقامت إلى الرحى ، فنفضتها وأخرجت ما في تنورها من جنوب الغنم . قال أبو هريرة :
    فوالذي نفس أبي القاسم بيده - عن قول محمد صلي الله عليه وسلم - ! :
    "لو أخذت ما في رحييها ولم تنفضها ؛ لطحنتها إلى يوم القيامة" .

    (/1)


    5407 - ( كان يعلق أصابعه ؛ ثلاثاً ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 681 :
    $شاذ$
    أخرجه الترمذي في "الشمائل" (رقم 140) : حدثنا محمد بن بشار : حدثنا عبدالرحمن بن مهدي عن سفيان عن سعد بن إبراهيم عن ابن لكعب بن مالك عن أبيه به .
    قلت : وهو إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين .
    وابن كعب بن مالك : هو إما عبدالله ، أو عبدالرحمن ، وبالأخير جزم بعض الرواة كما يأتي .
    وأيهما كان ؛ فهو ثقة من رجالهما ، وعلى هذا ؛ فالإسناد صحيح .
    لكن المتن شاذ ؛ لأن ابن بشار قد خولف فيه ؛ فقال الإمام أحمد (3/ 454) : حدثنا عبدالرحمن به . فذكره بلفظ :
    رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم يلعق أصابعه الثلاث من الطعام .
    وهكذا أخرجه مسلم (2032) عن شيوخه الثلاثة : أبي بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب ومحمد بن حاتم قالوا : حدثنا ابن مهدي به .
    وقال ابن أبي شيبة في روايته : عن عبدالرحمن بن كعب عن أبيه .
    قلت : فاتفاق هؤلاء الحفاظ على هذا اللفظ : (الثلاث) ؛ يدل على وهم وشذوذ ابن بشار بروايته بلفظ : (ثلاثاً) .
    ولعل الترمذي قد أشار إلى ذلك بقوله عقب حديث الترجمة :
    "وروى غير محمد بن بشار هذا الحديث قال : (يلعق أصابعه الثلاث)" .
    ويؤيده : ما أخرجه هو (143) ، ومسلم ، وأبو داود (3848) ، والدارمي (2/ 97) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم" (ص 194 و 195) ، والبيهقي (7/ 278) ، وأحمد أيضاً (6/ 386) من طرق عن هشام بن عروة عن عبدالرحمن ابن سعد المدني عن ابن كعب بن مالك عن أبيه قال :
    كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يأكل بثلاث أصابع ، ويلعق يده قبل أن يمسحها .
    والأحاديث في اللعق والأمر به كثيرة ، وقد خرجت بعضها في "إرواء الغليل" (1969) .
    وأما تثليث اللعق ؛ فلا أعلم فيه حديثاً غير هذا ، وقد عرفت أنه خطأ ، وأن المحفوظ الأكل بالأصابع الثلاثة .

    (/1)


    5408 - ( كان يتختم في يمينه ويقول : اليمين أحق بالزينة من الشمال ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 682 :
    $ضعيف$
    أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم" (ص 125) عن محمد بن إسحاق بن يزيد الأنطاكي : أخبرنا الفريابي المقدسي : أخبرنا الحسن بن مخلد عن المفضل بن فضالة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، وله علتان :
    الأولى : الحسن بن مخلد ؛ قال الأزدي :
    "روى عن علي بن مسهر مناكير" .
    والأخرى : محمد بن إسحاق بن يزيد الأنطاكي ؛ في "الميزان" :
    "حدث بدمياط عن الهيثم بن جميل ، تكلم فيه" . قال الحافظ :
    "وقال مسلمة بن قاسم : مجهول" .
    وأما المفضل بن فضالة ؛ فإن كان البصري فضعيف ، وإن كان المصري فثقة .
    وقوله : "واليمين أحق بالزينة" ؛ قد روي في آخر حديث أنس بلفظ :
    "تختموا بالعقيق ؛ فإنه ينفي الفقر ، واليمين أحق بالزينة" .
    وقد تكلمت عليه فيما سبق برقم (227) .

    (/1)


    5409 - ( كان يتختم في يمينه ، وقبض والخاتم في يمينه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 683 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه أبو الشيخ (ص 125) من طريق عبيد بن القاسم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، ورجاله ثقات ؛ غير عبيد هذا - وهو الأسدي الكوفي - ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
    "متروك ، كذبه ابن معين ، واتهمه أبو داود بالوضع" .
    قلت : وإنما أوردت هذا والذي قبله ؛ للشطر الثاني من كل منهما .
    وإلا ؛ فالشطر الأول صحيح ثابت في "الصحيحين" وغيرهما عن جمع من الصحابة ، قد خرجت بعضها في "إرواء الغليل" (رقم 820) .

    (/1)


    5410 - ( كان عليه الصلاة والسلام قبل الإسراء والمعراج يصلي ركعتين صباحاً ، وركعتين مساءً ؛ كما كان يفعل النبي إبراهيم عليه السلام . رواه البخاري ) !
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 684 :
    $لا أصل له$
    كذا رأيته في كتاب "التربية الإسلامية للصف الخامس الابتدائي" (ص - 44) تأليف عبدالحميد السائح ، عبدالعزيز الخياط ، عز الدين الخطيب التميمي ، يوسف العظم ، زهير كحالة .
    هكذا جاء في طرة الكتاب من الطبعة الثانية عشرة ! طبع مطابع الجمعية العلمية الملكية بعمان .
    قلت : وهذا حديث لا أصل له ؛ كما كنت بينته في كتابي "دفاع عن الحديث النبوي" في الرد على "فقه الدكتور البوطي" (ص 42) الذي ذكر فيه عن النبي صلي الله عليه وسلم مثل ما ذكر هؤلاء المؤلفون مما تراه أعلاه ، ولعلهم قلدوه في ذلك ! ولكنهم زادوا عليه قولهم :
    "رواه البخاري" !
    وهذا كذب على الإمام البخاري ؛ فإنه لم يرو شيئاً من هذا ؛ لا هو ولا غيره من أئمة السنة والحديث . ولهذا ؛ قلت في ردي على الدكتور البوطي :
    "أقول : لا أعرف لهذا الحديث إسناداً ؛ فإن كان الدكتور قد وقف عليه ؛ فليذكر لنا مصدره لندرسه ، وما إخاله يصح . نعم ؛ ذكر ابن سيد الناس في "عيون الأثر" (1/ 91) عن مقاتل بن سليمان :
    "وفرض الله أول الاسلام الصلاة ركعتين بالغداة ، وركعتين بالعشي ، ثم فرض الخمس ليلة المعراج" . ثم ذكر نحوه عن الحربي (1/ 149) ، ونقل عن ابن عبدالبر ؛ أنه قال :
    "لا يوجد هذا في أثر صحيح" .
    ثم أشار ابن سيد الناس (1/ 152) إلى تضعيف قول الحربي .
    قلت : ومقاتل بن سليمان متروك شديد الضعف ، قال الحافظ :
    "كذبوه وهجروه ، ورمي بالتجسيم" .
    قلت : فمثله لا يكون حديثه إلا موضوعاً . هذا لو وصله وأسنده ، فكيف به وقد أرسله وأعضله ؟!
    فيا للعجب من هؤلاء الأساتذة الخمسة ؛ ألم يكن فيهم رجل واحد يتنبه لهذا الخطأ الفاحش المزدوج ، يحول بينهم وبين الوقوع في الكذب - لغة - على الإمام البخاري ، بل وعلى النبي صلي الله عليه وسلم ؟!
    ومن هذا القبيل : ما وقع في كتاب "الدعوة الإسلامية فريضة شرعية وضرورة بشرية" (ص 34) ما نصه - بعد أن ساق سورة (العصر) - :
    "ولذلك ؛ وصف رسول الله صلي الله عليه وسلم سورة العصر بأنها تعدل ثلث القرآن" . "صحيح البخاري" الجزء (6/ 233)" !!
    كذا قال مؤلفه الدكتور ! وهذا يشبه ما قبله في الكذب المخالف للواقع ، بل هو فيه أغرق ؛ لأنه ذكر الجزء والصفحة ، ولا شيء منه هناك !

    (/1)






  7. #7
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    5411 - ( كان يحب القثاء ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 686 :
    $ضعيف$
    أخرجه الترمذي في "الشمائل" (رقم 203) قال : حدثنا محمد ابن حميد الرازي : حدثنا إبراهيم بن المختار عن محمد بن إسحاق عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت :
    بعثني معاذ بن عفراء بقناع من رطب وعليه أجر من قثاء زغب ، وكان صلي الله عليه وسلم يحب القثاء ، فأتيته وعنده حلية قد قدمت عليه من البحرين ، فملأ يده منها ، فأعطانيه .
    ثم أخرجه هو (رقم 204،349) ، وأحمد (6/ 359) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم" (ص 215) من طريق شريك عن عبدالله بن محمد بن عقيل عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت :
    أتيت النبي صلي الله عليه وسلم بقناع من رطب وأجر زغب ، فأعطاني ملء كفه حلياً ، أو قالت : ذهباً .
    قلت : والإسناد الأول ضعيف مسلسل بالعلل :
    أولاً : أبو عبيدة بن محمد وثق توثيقاً ليناً . وإلى ذلك أشار الذهبي في "الكاشف" بقوله :
    "وثق" . والحافظ في "التقريب" بقوله :
    "مقبول" .
    ثانياً : عنعنة محمد بن إسحاق ؛ فإنه كان مدلساً .
    ثالثاً : إبراهيم بن المختار ؛ فإنه ضعيف ؛ كما في المصدرين السابقين .
    رابعاً : محمد بن حميد الرازي ضعيف .
    لكنهما لم ينفردا به في الجملة ؛ فقد تابعهما يونس عن محمد بن إسحاق به مختصراً جداً بلفظ :
    كان يعجبه القثاء .
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم - 6723) ، وقال :
    "تفرد به يونس بن بكير" !
    كذا قال ! وقد وفاته متابعة إبراهيم بن المختار المتقدمة .
    كما فاته متابعة شريك في الطريق الثانية ؛ لكن ليس فيه حديث الترجمة .
    وشريك - وهو ابن عبدالله القاضي - فيه ضعف من قبل حفظه .
    لكن لعل حديثه يتقوى بالطريق الأخرى ؛ ولا عكس ؛ لأن في الأولى من الزيادة ما ليس في الأخرى . والله أعلم .

    (/1)
    5412 - ( كان يأكل متكئاً ، فنزل عليه جبريل عليه السلام ، فقال : انظروا إلى هذا العبد كيف يأكل متكئاً ؟!
    قال : فجلس رسول الله صلي الله عليه وسلم ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 688 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4/ 275) من طريق ابن لهيعة عن عبيدالله بن أبي جعفر عن إسماعيل الأعور قال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف مرسل ؛ إسماعيل : هو ابن عبدالرحمن بن أبي كريمة السدي أبو محمد القرشي مولاهم الكوفي الأعور ، وهو السدي الأكبر ؛ وهو من رجال مسلم ؛ وفيه ضعف .
    وابن لهيعة معروف بالضعف وسوء الحفظ .
    وله شاهد يرويه بقية بن الوليد قال : حدثني الزبيدي قال : حدثني الزهري عن أحمد بن عبدالله بن عباس قال : كان ابن عمر (!) رضي الله عنهما يحدث :
    أن الله عز وجل أرسل إلى نبيه صلي لله عليه وسلم ملكاً من الملائكة ومعه جبرئيل عليه السلام ، فقال الملك : إن الله عز وجل يخيرك بين أن تكون عبداً نبياً ، وبين أن تكون ملكاً . فالتفت رسول الله صلي الله عليه وسلم : "لا ، بل أكون عبداً نبياً" . فما أكل بعد ذلك طعاماً متكئاً .
    أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ 16-17) من طريق أحمد بن شعيب النسائي بسنده الصحيح عن بقية به . وقال :
    "قال لنا أحمد بن شعيب : لا نعلم أحمد بن عبدالله هذا إلا أحمد بن محمد بن عبدالله بن عباس ، كأن الزهري نسبه إلى جده ، لا نعلم له سماعاً من جده" !
    قلت : كذا وقع في الأصل هنا وفيما تقدم : "أحمد بن عبدالله" ! وما أراه إلا محرفاً : من "محمد بن عبدالله" ؛ فقد أورد الحديث الحافظ المزي في "التحفة" (5/ 232) في ترجمة محمد بن عبدالله بن العباس عن أبيه ابن عباس ، ثم ساق الحديث من رواية النسائي في "الوليمة" يعني : من "سننه الكبري" ؛ وهو في جزء صغير منه ، محفوظ في مكتبة الظاهرية بدمشق - حرسها الله تعالى - لا تطوله يدي ؛ فإني أكتب هذا وأنا في عمان بعد هجرتي إليها في أول رمضان سنة (1400) . وقال الحافظ المزي :
    "ذكره أبو القاسم (يعني : ابن عساكر) في ترجمة محمد بن علي بن عبدالله ابن عباس عن جده ،وقال في آخره : "كذا قال : محمد بن عبدالله" ، وإنما هو : محمد بن علي بن عبدالله . كذا قال أبو القاسم ! والصواب : (محمد بن عبدالله) ؛ كما جاء في الرواية . وكذلك ذكره البخاري في "التاريخ" (ج 1 ق 1 ص 124) فيمن اسمه (محمد بن عبدالله) . وكذلك ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه فيمن اسمه محمد بن عبدالله" .
    وكذلك أورده الحافظ في "الفتح - كتاب الأطعمة" ، لكنه في "النكت الظراف" تعقب الحافظ المزي في تعقبه المتقدم على ابن عساكر ؛ فقال :
    "قلت : ذكره الذهلي في "علل حديث الزهري" عن يزيد بن عبدربه عن بقية في ترجمة محمد بن علي بن عبدالله بن عباس ، ووقع في السند (محمد ابن عبدالله بن عباس) . فالذهلي سلف ابن عساكر في دعوى أن "علياً" سقط بين "محمد" و "عبدالله" . وذكر شيخي في "شرح الترمذي" : أن أبا الشيخ أخرجه من الوجه الذي أخرجه منه النسائي ، فوقع عنده في السند : "محمد بن علي بن عبدالله بن عباس" . وكذلك رويناه في "فوائد أبي محمد بن صاعد" من طريق عبدالله بن سالم عن الزبيدي . ورواه معمر عن الزهري قال : بلغنا أن النبي صلي الله عليه وسلم جاءه ... فذكر الحديث . وقيل : إن هذا أرجح طريق ، والله أعلم" .
    قلت : إذا عرفت هذا ؛ تبين لك أن الرواة اختلفوا على الزهري في إسناد الحديث على وجوه ؛ أهمها :
    أ- عنه عن محمد بن عبدالله بن عباس .
    ب- عنه عن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس .
    وعليه ؛ فما وقع في إسناد الطحاوي : "أحمد بن عبدالله" خطأ مطبعي على الغالب . وقوله عن النسائي :
    "... إلا أحمد بن محمد بن عبدالله بن عباس" خطأ آخر ! ولعل الأصل : "ولا نعلم محمد بن عبدالله هذا إلا محمد بن علي بن عبدالله بن عباس" ؛ بدليل ما تقدم . والله أعلم .
    وأيضاً ؛ فقوله في إسناد الحديث : "كان ابن عمر" خطأ ثالث ، والصواب : "كان ابن عباس" ؛ كما نقله الحافظان المزي والعسقلاني عن النسائي .
    ولم يتنبه لهذا : الشيخ حسن النعماني المعلق على "المشكل" ، فذكر في التعليق أن الرواية عن ابن عمر لا عن ابن عباس !
    وجملة القول : أن هذا الشاهد ضعيف ؛ لأنه إن كان عن محمد بن عبدالله ابن عباس ؛ فهو مجهول لم يوثقه أحد ، وإن كان عن ابن أخيه محمد بن علي بن عبدالله بن عباس ؛ فإنه منقطع ؛ كما أشار إلى ذلك الطحاوي بقوله :
    "لا نعلم له سماعاً من جده" .
    ثم إنه لو صح الحديث ؛ لكان نصاً في تفسير قوله صلي الله عليه وسلم :
    "إني لا آكل متكئاً" . رواه البخاري وغيره ؛ كما تراه مخرجاً في "مختصر الشمائل" (رقم 124،125) ، و"الإرواء" (1966) ؛ فقد اختلفوا في تفسير الاتكاء فيه على أقوال تراها في "الفتح" ، وقد ذكر أن ابن الجوزي جزم بأنه الميل على أحد الشقين ، ولم يلتفت لإنكار الخطابي ذلك .
    قلت : وهو الذي يتبادر لي هنا . والله أعلم .

    (/1)
    5413 - ( رجب شهر عظيم ، يضاعف الله فيه الحسنات ؛ فمن صام يوماً من رجب ؛ فكأنما صام سنة ، ومن صام منه سبعة أيام ؛ غلقت عنه سبعة أبواب جهنم ، ومن صام منه ثمانية أيام ؛ فتحت له ثمانية أبواب الجنة ، ومن صام منه عشرة أيام ؛ لم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه ، ومن صام منه خمسة عشر يوماً ؛ نادى مناد في السماء : قد غفر لك ما مضى ، فاستأنف العمل ، ومن زاد ؛ زاده الله عز وجل . وفي رجب حمل الله نوحاً في السفينة ، فصام رجب ، وأمر من معه أن يصوموا ؛ فجرت بهم السفينة ستة أشهر ، آخر ذلك يوم عاشوراء ؛ أهبط على الجودي ، فصام نوح ومن معه والوحش ؛ شكراً لله عز وجل . وفي يوم عاشوراء أفلق الله البحر لبني إسرائيل . وفي يوم عاشوراء تاب الله عز وجل على آدم صلي الله عليه وسلم وعلى مدينة يونس ، وفيه ولد إبراهيم صلي الله عليه وسلم ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 691 :
    $موضوع$
    أخرجه الطبراي في "المعجم الكبير" (5538) من طريق عثمان ابن مطر الشيباني عن عبدالغفور - يعني : ابن سعيد - عن عبدالعزيز بن سعيد عن أبيه - قال عثمان : وكانت لأبيه صحبة - قال : ... فذكره مرفوعاً .
    قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عثمان بن مطر ؛ قال ابن حبان (2/ 99) :
    "يروي الموضوعات عن الأثبات" .
    وشيخه عبدالغفور ؛ قريب منه . وبه أعله الهيثمي ، فقال (3/ 188) :
    "وهو متروك" .
    قلت : وقال ابن حبان (2/ 148) :
    "كان ممن يضع الحديث على الثقات على كعب وغيره ، لا يحل كتابة حديثه ولا الذكر عنه إلا على جهة الاعتبار" .
    وقوله في إسناد الطبراني :
    "يعني : ابن سعيد" ! خطأ لا أدري ممن هو ؟! فإنه عبدالغفور بن عبدالعزيز أبو الصباح الواسطي ؛ قال ابن أبي حاتم (3/ 1/ 55) - بعد أن ساق نسبه هكذا - :
    "روى عن أبيه عن جده عن النبي صلي الله عليه وسلم ، روى عنه عثمان بن مطر الشيباني" .
    وقال الحافظ في ترجمة سعيد الشامي - والد عبدالعزيز - من "الإصابة" :
    "جاءت عنه أحاديث من رواية ولده عنه . تفرد بها عبدالغفور أبو الصباح بن عبدالعزيز عن أبيه عبدالعزيز عن أبيه سعيد ..." ؛ ثم ساق بعضها .
    وعبدالعزيز بن سعيد والد عبدالغفور ؛ لم أجد من ترجمه .

    (/1)
    5414 - ( كان شديد البياض ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 693 :
    $منكر$
    قال ابن كثير في "السيرة" من "البداية" (6/ 17) : وقال يعقوب ابن سفيان : حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء : حدثني عمرو بن الحارث : حدثني عبدالله بن سالم عن الزبيدي : أخبرني محمد بن مسلم عن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة يصف رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال : ... فذكره . وقال :
    "وهذا إسناد حسن ، ولم يخرجوه" !
    كذا قال !
    وأقول : وأنى له الحسن ، وإسحاق هذا ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
    "صدوق يهم كثيراً ، وأطلق محمد بن عوف أنه يكذب" ؟!
    ومحمد بن مسلم : هو الإمام الزهري .
    ثم إن الحديث منكر ؛ فقد جاءت أحاديث كثيرة عن غير ما واحد من الصحابة في وصف النبي صلي الله عليه وسلم بأنه كان أبيض ، وفي بعضها :
    أنه كا مشرباً بحمرة . وفي غيرها :
    أبيض ليس بالأبهق ، وهو الكريه البياض كلون الجص ، يريد أنه كان نير البياض ؛ كما في "النهاية" ، وليس في شيء منها أنه كان شديد البياض ، وقد ذكر طائفة منها ابن كثير نفسه ، وروى بعضها الترمذي في "الشمائل" ؛ فانظر كتابي "مختصر الشمائل" (رقم 1،5،10،12) .

    (/1)
    5415 - ( من لم يستحي مما قال أو قيل له ؛ فهو لغير رشدة ، حملته أمه على غير طهر ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 694 :
    $موضوع$
    أخرجه الطبراني في "الكبير" (7236) : حدثنا محمد بن خالد الراسبي : حدثنا أبو ميسرة النهاوندي : حدثنا الوليد بن مسلمة الحراني : حدثنا عبيدالله ابن عبدالله بن عمرو بن شويفع عن أبيه عن جده شويفع مرفوعاً .
    قلت : سكت عنه صاحبنا السلفي ؛ فلم يعلق عليه بشيء ، وهو موضوع ؛ آفته الوليد بن مسلمة هذا - وهو الطبري - ؛ قال الحافظ في "الإصابة" :
    "تفرد به الوليد ، وهو ضعيف ، نسبوه إلى وضع الحديث" .
    وله ترجمة سيئة في "الميزان" ، و"اللسان" .
    وأبو ميسرة النهاوندي : اسمه أحمد بن عبدالله بن ميسرة ؛ قال ابن عدي :
    "يحدث عن الثقات بالمناكير ، ويسرق حديث
    الناس" . وقال ابن حبان :
    "لا يحل الاحتجاج به" .

    (/1)
    5416 - ( من جلب طعاماً إلى مصر من أمصار المسلمين ، فباعه بسعر يومه ؛ كان له عند الله أجر شهيد في سبيل الله عز وجل ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 694 :
    $ضعيف$
    رواه الخطيب في "تاريخه" (13/ 442) بسند صحيح عن الوليد ابن صالح : حدثنا عيسى بن يونس : حدثنا أبو عمرو البصري عن فرقد عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن عبدالله مرفوعاً .
    وهذا سند ضعيف ؛ فرقد هذا : هو ابن يعقوب السبخي ، وهو لين الحديث كثير الخطأ ؛ كما في "التقريب" .
    وأبو عمرو البصري لم أعرفه .
    وأما الوليد بن صالح ؛ فوثقه أبو حاتم وغيره ، وله ترجمة في "الجرح والتعديل" (4/ 2/ 7) ، و"تاريخ بغداد" ، وفي ترجمته ساق الحديث .
    وقد خالفه عبدالوهاب بن نجدة الحوطي ، فقال : حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن إبراهيم به .
    أخرجه تمام الرازي في "الفوائد" (رقم 129) ، والجرجاني في "تاريخ جرجان" (ص 44،356) ، والإسماعيلي في "المعجم" (59/ 2) من طرق عن إبراهيم بن فيل البالسي : حدثنا عبدالوهاب به .
    وهذا إسناد ظاهره
    الصحة ؛ فإن رجاله كلهم ثقات .
    فقد أسقط ابن نجدة : أبا عمرو البصري وفرقداً بين عيسى وإبراهيم ، وجعل مكانهما الأعمش .
    وهو ثقة ؛ لكنه موصوف بالتدليس ، فأخشى أن يكون بينه وبين إبراهيم فرقد هذا . ولذلك ؛ فإني أتوقف عن تصحيح الحديث إلى أن يثبت سماعه إياه من إبراهيم .
    والحديث ؛ عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" (2/ 240/ 1) للديلمي فقط ! وكذلك فعل في رسالته : "أبواب السعادة في أسباب الشهادة" (رقم 45 - مصر) .
    وعزاه الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (4/ 189) لابن مردويه في "التفسير" بسند ضعيف .
    وانظر : "أبشر ؛ فإن الجالب إلى سوقنا كالمجاهد ..." .

    (/1)
    5417 - ( من سعى على امرأته وولده وما ملكت يمينه ، يقيم فيهم أمر الله ، ويطعمهم من حلال ؛ كان حقاً على الله أن يجعله مع الشهداء في درجاتهم .. ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 696 :
    $باطل$
    أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (ص 353 - مخطوطة الظاهرية) عن الفضل بن عطاء عن الفضل بن شعيب عن منظور عن أبي معاذ عن أبي كاهل رفعه في حديث طويل ؛ هذا قطعة منه . وقال :
    "إسناده مجهول ، فيه نظر ، لا يعرف إلا من هذا الوجه" . وقال الذهبي في ترجمة الفضل بن عطاء هذا :
    "سنده مظلم ، والمتن باطل" .
    وأقره الحافظ في "اللسان" . وقال ابن عبدالبر في ترجمة أبي كاهل :
    "له حديث منكر طويل ، فلم أذكره" .
    وأقره الحافظ في "الإصابة" ، وعزاه لأبي أحمد - يعني : ابن عدي - ، وابن السكن أيضاً ، وقال هذا الأخير :
    "إسناده مجهول" .
    وأما السيوطي ؛ فعزاه في "أبواب السعادة في أسباب الشهادة" (رقم 46 - مصر) للطبراني فقط في "الكبير" ، ونقل عن الذهبي قوله : "إسناده مظلم" فقط دون ما بعده : "والمتن باطل" !

    (/1)
    5418 - ( الثوم من طيبات الرزق ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 697 :
    $مقطوع ضعيف$
    أخرجه الترمذي (1812 - حمص) : حدثنا محمد بن حميد : حدثنا زيد الحباب عن أبي خلدة عن أبي العالية قال : ... فذكره موقوفاً عليه .
    قلت : ومع وقفه لا يصح الإسناد إليه ؛ لأن محمد بن حميد - وهو الرازي - مع حفظه ؛ فقد ضعفوه .
    وإنما حملني على تخريج هذا المقطوع - خلافاً لعادتي - : أنني رأيت أحد المعلقين على رسالة "موضوعات الصغاني" قد وهم وهماً فاحشاً في هذا ، فقال (ص 60) :
    ".. فقد صح عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال : "الثوم من طيبات الرزق" . وهذا الحديث أخرجه الترمذي في "جامعه" ، كتاب الأطعمة ، باب ما جاء في الرخصة في أكل الثوم : "تحفة الأحوذي" (5/ 530) عن أبي العالية بسند صحيح" !!
    هذا كلامه بالحرف الواحد ! فهو ينقله مقطوعاً ، ويصيره مرفوعاً ، فعلى ماذا يدل هذا التناقض ؟! أقل ما يقال : إنه لم يفهم هذا العلم بعد ، فلا يجوز لمثله أن يتولى فن التخريج والتحقيق إلا بعد أن يمضي عليه زمن يشعر هو في نفسه بأنه قد استوى عوده ، ويشهد له من له سابقة في هذا المجال ، ولهذا أنصح دائماً إخواننا الناشئين في هذا العلم أن لا يتسرعوا بنشر ما يخرجونه أو يحققونه ، وإنما يحتفظون بذلك لأنفسهم إلى أن ينضجوا فيه .
    والحق والحق أقول : إن من فتن هذا الزمان حب الظهور وحشر النفس في زمرة المؤلفين ، وخاصة في علم الحديث الذي عرف
    الناس قدره أخيراً بعد أن أهملوه قروناً ، ولكنهم لم يقدروه حق قدره ، وتوهموا أن المرء بمجرد أن يحسن الرجوع إلى بعض المصادر من مصادره والنقل منها ؛ صار بإمكانه أن يعلق وأن يؤلف ! نسأل الله السلامة من العجب والغرور !!

    (/1)
    5419 - ( لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها ، وعلى أبواب بيت المقدس وما حولها ، لا يضرهم خذلان من خذلهم ، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 698 :
    $ضعيف بهذا السياق$
    أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (ق 301/ 1 - النسخة القديمة 4/ 1519 - النسخة الحديثة الهندية) ، وتمام في "الفوائد" (ق 279/ 2) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/ 413/ 2) عن إسماعيل بن عياش الحمصي عن الوليد بن عباد عن عامر الأحول عن أبي صالح الخولاني عن أبي هريرة مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ كما كنت بينته في "تخريج فضائل الشام ودمشق" (الحديث التاسع والعشرون) ، فلا داعي لإعادة الكلام ، وإنما ذكرته في هذه "السلسلة" لأمور ، أهمها اثنان :
    الأول : زيادة مصادر في التخريج .
    والآخر : التأكد أو التحقق من أن إسناد الحديث عند أبي يعلى يدور على الوليد بن عباد ؛ فقد كان كلام الهيثمي على الحديث شككني في ذلك ؛ لأنه لما عزاه في مكان للطبراني ؛ أعله بجهالة الوليد هذا ، ولما عزاه في مكان آخر لأبي يعلى قال :
    "ورجاله ثقات" ! وتساءلت هناك : هل إسناد أبي يعلى من الوجه المذكور أم لا .. ؟ ولم أكن وقفت يومئذ على إسناد أبي يعلى ، فلما تفضل الله علي بالوقوف عليه ؛ بادرت إلى إزالة الشك ، والتحقق من أن الإسناد واحد ، وأن توثيق الهيثمي لرجال أبي يعلى إنما هو اعتماد منه على توثيق ابن حبان للوليد المذكور في سند الطبراني أيضاً ، وذلك مما يفعله الهيثمي كثيراً ، وهو من تساهله المعروف لدى العارفين بهذا العلم الشريف !
    واعلم أن أصل الحديث صحيح ؛ بل متواتر ، جاء عن جمع من الصحابة ، منهم أبو هريرة دون ذكر أبواب دمشق وبيت المقدس ، خرجت الكثير الطيب منها في "الصحيحة" فانظر "صحيح الجامع" (7164-7173) .
    وقد رويت هذه الزيادة بلفظ :
    قالوا : وأين هم ؟ قال : "بيت المقدس ، وأكناف بين المقدس" ! لكن في إسنادها جهالة ؛ كما بينته في "الصحيحة" تحت الحديث (1957) .
    نعم ؛ صح عن معاذ موقوفاً عليه بلفظ : وهم أهل الشام .
    انظر الحديث (1958) من "الصحيحة" .

    (/1)
    5420 - ( لا تسبو الدنيا ؛ فنعم مطية المؤمن ، عليها يبلغ الخير ، وبها ينجو من الشر ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 699 :
    $موضوع$
    رواه الهيثم بن كليب في "السند" (47/ 1) ، وابن عدي في "الكامل" (ق 12/ 2) ، والضياء المقدسي في "جزء من حديث أبي نصر العكبري وغيره" (183/ 1) عن إسماعيل بن أبان : أخبرنا السري بن إسماعيل عن عامر عن مسروق عن عبدالله مرفوعاً . وقال ابن عدي :
    "وإسماعيل بن أبان الغنوي ؛ عامة رواياته مما لا يتابع عليه ؛ إما إسناداً وإما متناً . قال ابن معين : كذاب . وقال البخاري : متروك الحديث . تركه أحمد . وقال أحمد : كتبنا عنه هشام بن عروة وغيره ، ثم حدث - أحاديث في الخضرة - أحاديث موضوعة ، أراه عن فطر أو غيره ، فتركناه" .
    قلت : وهذا الحديث ذكره الذهبي في ترجمته من مناكيره . وقال ابن حبان في "المجروحين" (1/ 128) :
    "كان يضع الحديث على الثقات . قال ابن معين : وضع على سفيان أحاديث لم تكن" .
    قلت : وشيخه السري بن إسماعيل ليس خيراً منه ؛ أورده ابن حبان أيضاً في "المجروحين" (1/ 355) ، وقال :
    "كان يقلب الأسانيد ، ويرفع المراسيل ؛ قال يحيى القطان : استبان لي كذبه في مجلس واحد . وكان يحيى بن معين شديد
    الحمل عليه" .
    قلت : وهو من الأحاديث التي سود بها المدعو : (عز الدين بليق اللبناني) كتابه "منهاج الصالحين" ، فأورده فيه (ص 117/ رقم 68) من رواية الديلمي ، وأشار في مقدمته (ص 7) أنه استبعد عنه الأحاديث الضعيفة والموضوعة !
    والواقع يشهد أنه بخلاف ذلك ؛ وهذا مثال من أمثلة كثيرة ، قد نتعرض لذكر بعضها .

    (/1)





  8. #8
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    5421 - ( من أحب أن يكون أعز الناس ؛ فليتق الله ، ومن أحب أن يكون أقوى الناس ؛ فليتوكل على الله ، ومن أحب أن يكون أغنى الناس ؛ فليكن بما في يد الله أغنى منه بما في يده ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 701 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه ابن أبي الدنيا في "القناعة" (2/ 3/ 1) قال : حدثنا سليمان بن منصور : حدثنا أبو المطرف المغيرة بن مطرف عن أبي المقدام عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس مرفوعاً .
    ورواه القضاعي في "مسند الشهاب" (30/ 1) من طريق عباد بن عباد عن هشام بن زياد عن محمد بن كعب به .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته أبو المقدام هشام بن زياد ، وهو ضعيف بمرة ؛ فقد أورده الذهبي في "الميزان" ، وحكى تضعيفه عن جمع من الأئمة دون خلاف بينهم . ولذلك ؛ قال في "الكاشف" :
    "ضعفوه" .
    وبعضهم ضعفه أشد التضعيف ؛ فقال ابن حبان في "المجروحين" :
    "كان يروي الموضوعات عن الثقات ، والمقلوبات عن الأثبات ، حتى يسبق إلى قلب المستمع أنه كان المتعمد لها" . وقال الحافظ في "التقريب" - تبعاً لقول النسائي فيه - :
    "متروك" .
    ومن طريقه : رواه عبدالله بن أحمد في زوائد "الزهد" (ص 295) ، وابن أبي حاتم - كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 54) - وسكت عليه ؛ لأنه ساق إسناده ، فبرئت بذلك ذمته ، وجهل ذلك الحلبيان اللذان اختصرا "التفسير" ؛ فأورداه في "مختصريهما" ؛ مع أنهما صرحا في مقدمتيهما أنهما التزما أن لا يوردا إلا الأحاديث الصحيحة ! فأخلا بذلك في كثير من الأحاديث ، وقد تقدم التنبيه على بعضها .

    (/1)


    5422 - ( قال ربكم : وعزتي وجلالي ! لأنتقمن من الظالم في عاجله وآجله ، ولأنتقمن ممن رأى مظلوماً فقدر أن ينصره فلم يفعل ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 702 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" قال : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة : حدثني أبي عن أبيه قال : كتب إلي المهدي بعهدي ، وأمرني أن أصلب في الحكم ، وقال في كتابه : حدثني أبي عن أبيه عن جده عن ابن عباس مرفوعاً به .
    ومن طريقه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 44) .
    ومن هذا الوجه : أخرجه أيضاً أبو الشيخ ابن حيان - كما في "الترغيب" (3/ 148) - ، وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (ق 49/ 1) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (9/ 466/ 1 و 15/ 274/ 1 و 18/ 31/ 2) .
    أورده أبو نعيم في ترجمة والد المهدي أبي جعفر المنصور ، وقال :
    "روى عنه ابنه المهدي أحاديث" . ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    وكذلك فعل الخطيب في "تاريخ بغداد" (10/ 53-61) ، وقد أطال في ترجمته ، الأمر الذي يدل أنه كان غير معروف حاله في الرواية عندهم .
    ومثله ابنه المهدي - واسمه محمد - ترجمه الخطيب (5/ 391-401) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً . وفي ظني أنه هو وأباه المقصودان بقول الهيثمي في "المجمع" (7/ 267) :
    "رواه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط" ، وفيه من لم أعرفهم" .
    وقد أعله المنذري بعلتين أخريين :
    الأولى : أحمد بن محمد ؛ شيخ الطبراني ؛ قال :
    "فيه نظر" !
    والأخرى : قال :
    "وجد المهدي : هو محمد بن علي بن عبدالله بن عباس ، وروايته عن ابن عباس مرسلة" !
    قلت : والجواب عن الأولى : أنه قد تابعه أبو الحارث محمد بن مصعب الدمشقي ومحمد بن الحسن بن فيل وغيرهما عند ابن عساكر في المجلد (18) .
    وأما الأخرى : فالذي يظهر لي أن الجد هنا إنما هو علي بن عبدالله بن عباس لا ابنه محمد ؛ فإن المهدي هو محمد بن عبدالله المنصور بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس . فقول المهدي : "حدثني أبي" صريح في أنه يعني : المنصور . وقوله : "عن أبيه" إنما يعني أبا المنصور محمد بن علي . فقوله : "عن جده" إنما يعني - إذن - علي بن عبدالله بن عباس ، وهذا ظاهر ، والله أعلم .
    (تنبيه) : هذا الحديث مما عزاه مؤلف "منهاج الصالحين" لرواية الإمام أحمد برقم (583) ! وهو من أخطائه الفاحشة التي طف بها كتابه ، وأنا الآن في صدد تتبعها والكشف عنها ؛ تحذيراً وتذكيراً .

    (/1)


    5423 - ( يا سلمان ! ما من مسلم يدخل على أخيه المسلم ، فيلقي له وسادةً إكراماً له ؛ إلا غفر الله له ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 704 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 124-125) ، وأبو الشيخ في "الأخلاق" (ص 266) ، والطبراني في "الكبير" (6068) ، والحاكم (3/ 599) من طريق عمران بن خالد الخزاعي عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال :
    دخل سلمان الفارسي على عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وهو متكىء على وسادة ، فألقاها له ، فقال سلمان : صدق الله ورسوله ! فقال عمر : حدثنا يا أبا عبدالله ! قال :
    دخلت على رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو متكىء على وسادة ؛ فألقاها إلي ، ثم قال لي : ... فذكره .
    قلت : أورده ابن حبان في ترجمة عمران هذا ، وقال :
    "روى عنه أهل البصرة العجائب ، وما لا يشبه حديث الثقات ، فلا يجوز الاحتجاج به" .
    وأما الحاكم ؛ فسكت عنه ! وبيض له الذهبي في "تلخيصه" !
    ولكنه قال في "الميزان" :
    "وهذا خبر ساقط" .
    قلت : ومن هذا الوجه : رواه الطبراني في "الصغير" أيضاً (ص 157 - هندية) بلفظ مقلوب أوله ؛ فقال :
    دخل عمر بن الخطاب على سلمان ... والباقي مثله !
    وأورده الهيثمي بروايتي الطبراني ؛ وقال عقب كل واحدة منهما :
    "وفيه عمران بن خالد الخزاعي ، وهو ضعيف" !
    وهذا الحديث مما سود به مؤلف "منهاج الصالحين" كتابه هذا (1138) ، وقد زعم أنه استبعد عنه الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، وقد استدركت عليه أكثر من ثلاث مئة حديث من النوعين .
    ثم رواه الطبراني (6188) من طريق سويد بن عبدالعزيز عن أبي عبدالله النجراني عن القاسم أبي عبدالرحمن قال : قال سلمان الفارسي : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول :
    "إذا زار أحدكم أخاه ، فألقى له شيئاً يقيه من التراب ؛ وقاه الله عذاب النار" .
    قلت : وسويد هذا واه جداً .
    ولم يورده الهيثمي (8/ 174) عقب الروايتين السابقتين ، وكأنه استغنى بهما عن هذا ! والله أعلم .

    (/1)


    5424 - ( استوصوا بالكهول خيراً ، وارحموا الشباب ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 705 :
    $موضوع$
    أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (1/ 1/ 49 - مختصره) من طريق عثمان بن عبدالله القرشي : حدثنا عبدالعزيز بن أبي حازم عن أبيه عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
    قلت : قال الحافظ عقبه :
    "قلت : عثمان متروك" .
    قلت : وهو عثمان بن عبدالله الأموي ؛ قال ابن حبان في "الضعفاء" (2/ 102) :
    "يروي عن الليث ومالك وابن لهيعة ، ويضع عليهم الحديث ، لا يحل كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار" .
    وكلمات سائر الأئمة تدور كلها حول اتهامه بالوضع .
    وقد أطال ابن حجر ترجمته في "لسان الميزان" ؛ فليراجعه من شاء .

    (/1)


    5425 - ( من نظر في كتاب أخيه بغير إذنه ؛ فكأنما ينظر في النار ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 706 :
    $ضعيف جداً$
    رواه القضاعي في "مسند الشهاب" (ق 40/ 1) ، والحاكم (4/ 270) من طريق أبي المقدام هشام بن زياد عن محمد بن كعب عن ابن عباس مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته هشام هذا ؛ فإنه متروك ؛ كما قال الحافظ ابن حجر في "التقريب" ، والذهبي من قبل في "التلخيص" .
    وقد تابعه - عند الحاكم - محمد بن معاوية : حدثنا مصادف بن زياد المديني قال : سمعت محمد بن كعب به مختصراً بلفظ :
    "لا ينظر أحد منكم في كتاب أخيه إلا بإذنه" .
    سكت الحاكم عن الحديث من الوجهين ! فتعقبه الذهبي بقوله :
    "قلت : هشام متروك ، ومحمد بن معاوية كذبه الدارقطني ، فبطل الحديث" .
    ولذلك ؛ قال الشوكاني في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" (ص 229) :
    "طرقه واهية" .

    (/1)


    5426 - ( لا تظهر الشماتة لأخيك ؛ فيرحمه الله ويبتليك ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 707 :
    $ضعيف$
    أخرجه الترمذي (2508) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 186) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (9/ 96) ، وكذا المخلص في "الفوائد المنتقاة" (7/ ) ، وأبو الحسن الحربي في "الأمالي" (247/ 1) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (158/ 2) ، والماليني في "الأربعين" (42/ 2) ، والطبراني في "المنتقى منه" (81/ 2) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 310/ 1) ، والخطيب أيضاً في "الموضح" (2/ 5) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (5/ 177/ 2) ، وأبو جعفر الطوسي في "الأمالي" (ص 20) ، و ابن حبان في "المجروحين" (2/ 213-214) من طريق عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني والقاسم بن أمية الحذاء كلاهما عن حفص بن غياث عن برد بن سنان عن مكحول عن واثلة بن الأسقع مرفوعاً به . وقال أبو نعيم :
    "غريب من حديث برد ومكحول ، لم نكتبه إلا من حديث حفص بن غياث النخعي" . وقال الترمذي :
    "هذا حديث حسن غريب ، ومكحول قد سمع من واثلة بن الأسقع" !
    قلت : وقد خالفه ابن حبان ، فقال :
    "وهذا لا أصل له من كلام رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ القاسم بن أمية شيخ يروي عن حفص بن غياث المناكير الكثيرة ، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد" .
    قلت : وهذا الإعلال رده الحافظ ابن حجر في "التهذيب" بقوله :
    "كذا قال ! وشهادة أبي زرعة وأبي حاتم له أنه صدوق أولى من تضعيف ابن حبان" .
    وسبقه إلى هذا المعنى الذهبي في "الميزان" .
    ولذلك ؛ لا تطمئن النفس لهذا الإعلال ، وإن تبعه عليه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 224) ! على أن السيوطي قد رده من جهة أخرى ، وهي أن القاسم هذا قد تابعه آخران سماهما ، فانظر "اللآلي" (4/ 428) .
    ولذلك ؛ أورده الحافظ ابن حجر في جملة الأحاديث التي حكم القزويني بوضعها ، ورد ذلك عليه ، وهي مطبوعة في آخر "المشكاة" (3/ 311- بتحقيقي) ، ولكنه لم يحقق القول فيه على خلاف عادته ؛ فإنه ادعى أن الترمذي إنما حسنه لاعتضاده بشاهد ساقه الترمذي له بمعناه ! ومع أن هذا لا يصلح في الشواهد ؛ لأن فيه متهماً بالكذب ؛ كما تقدم نقله عند تخريج حديثه برقم (178) ؛ لأن الترمذي قد وصف حديث الترجمة بأنه :
    "حسن غريب" ، وما يحسنه لشواهده إنما يقول فيه :
    "حسن" فقط ؛ كما صرح بذلك في آخر كتابه "السنن" .
    فالصواب أنه حسنه لذاته ؛ لثقة رجاله ، واتصال إسناده عنده . أما الثقة ؛ فلا مجال للنظر فيها لما سبق ، وإنما النظر في الاتصال المذكور ؛ فإن تصريحه بسماع مكحول من واثلة قد خالفه فيه شيخه البخاري ؛ فقال : إنه لم يسمع منه .
    ولا يشك عارف بهذا الفن أنه أعلم منه بعلل الحديث ورجاله ، ولا سيما أنه وافقه على ذلك أبو حاتم الرازي ، فأخشى أن يكون الترمذي اعتمد في ذلك على رواية لا تثبت ؛ فقد جاء في "التهذيب" ما نصه :
    "قال أبو حاتم : قلت لأبي مسهر : هل سمع مكحول من أحد من الصحابة ؟! قال : من أنس . قلت : قيل : سمع من أبي هند ؟ قال : من رواه ؟ قلت : حيوة عن أبي صخرة عن مكحول : أنه سمع أبا هند . فكأنه لم يلتفت إلى ذلك . فقلت له : فواثلة بن الأسقع ؟ فقال : من يرويه ؟ قلت : حدثنا أبو صالح : حدثني معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول قال : دخلت أنا وأبو الأزهر على واثلة ! فكأنه أومى برأسه" .
    قلت : فهذا لو صح عن مكحول ؛ ثبت سماعه منه ، ولكن في الطريق إليه ما يدفعه ؛ فأبو صالح - وهو عبدالله بن صالح المصري - كثير الغلط ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" .
    والعلاء بن الحارث كان اختلط ، ولهذا لم يعتد به أبو حاتم ، وهو الراوي له ، فنفى سماعه منه ؛ كما تقدم .
    وأيضاً ؛ لو ثبت سماعه منه في الجملة ؛ لم يلزم ثبوت سماعه لهذا الحديث منه ؛ لأن ابن حبان رماه بالتدليس .
    نعم ؛ إن صح ما في رواية الشهاب القضاعي من طريق أبي يعلى الساجي : أخبرنا القاسم بن أمية الحذاء قال : سمعت حفص بن غياث يقول : سمعت برداً يقول : سمعت مكحولاً يقول : سمعت واثلة يقول ...
    قلت : ففي هذا الإسناد التصريح بسماع مكحول .
    والساجي - واسمه زكريا بن يحيى - أحد الأثبات ؛ كما قال الذهبي .
    لكن لا أدري ما حال الذين دون الساجي ؛ فإن الكناشة التي عندي لم أكتبهم فيها يوم نسخت الأحاديث فيها من أصولها المحفوظة في المكتبة الظاهرية ، ولا سبيل الآن إلى الرجوع إلى الأصل ؛ لأني أكتب هذا التحقيق وأنا في عمان .
    وعلى كل حال ؛ فأنا في شك كبير في ثبوت سماعه في هذه الطريق ؛ لمخالفتها لسائر طرق الحديث عند كل من ذكرنا من المخرجين .
    والخلاصة : أن علة الحديث عندي : الانقطاع بين مكحول وواثلة . والله أعلم .
    بقي شيء واحد ؛ وهو أن السيوطي ذكر له شاهداً من حديث ابن عباس ، وضعفه بإبراهيم بن الحكم بن أبان .
    وقد ضعفه البخاري جداً ؛ فلا يستشهد به ، والله أعلم .

    (/1)


    5427 - ( من كان يحب أن يعلم منزلته عند الله ؛ فلينظر كيف منزلة الله عنده ؛ فإن الله تعالى ينزل العبد منه حيث أنزله من نفسه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 710 :
    $ضعيف$
    أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (2/ 512،575) ، ومن طريقه ابن حبان في "الضعفاء" (2/ 81) ، والبزار في "مسنده" (ص 295 - زوائد ابن حجر) ، والحاكم (1/ 494-495) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 321) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (2/ 268/ 2) من طريق عمر بن عبدالله مولى غفرة قال : سمعت أيوب بن خالد بن صفوان الأنصاري يقول : قال جابر بن عبدالله : ... فذكره مرفوعاً ، وزادوا في أوله :
    "يا أيها الناس ! إن لله سرايا من الملائكة ، تحل وتقف على مجالس الذكر في الأرض ، فارتعوا في رياض الجنة ؟" . قالوا : أين رياض الجنة ؟ قال : "مجالس الذكر ؛ فاغدوا وروحوا في ذكر الله وذكروه أنفسكم ، من كان ..." وقال الحاكم :
    "صحيح الإسناد" ! ورده الذهبي بقوله :
    "قلت : عمر ضعيف" . وفي ترجمته أورد الحديث ، وقال :
    "كان يقلب الأخبار ، ويروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات ، لا يجوز الاحتجاج به ولا ذكره إلا على سبيل الاعتبار" . وقال الحافظ في "التقريب" :
    "ضعيف" . وقال الهيثمي في "المجمع" :
    "رواه أبو يعلى ، والبزار ، والطبراني في "الأوسط" ، وفيه عمر مولى غفرة ؛ وقد وثقه غير واحد ، وضعفه جماعة ، وبقية رجالهم رجال (الصحيح)" .
    ونحوه في "الترغيب" (3/ 234) ؛ إلا أنه قال :
    "والحديث حسن . والله أعلم" !
    قلت : وهو تساهل منه ! وقد ذكره الذهبي فيما أنكر على عمر ، مع تصريحه بضعفه آنفاً . والله أعلم .
    ثم رأيت الحديث قد رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص 242) من طريق غيلان يحدث عن مطرف (وهو ابن الشخير) قال : سمعته يقول :
    من أحب أن يعلم ما له عند الله ؛ فلينظر ما لله عنده .
    وإسناده صحيح مقطوع .
    وغيلان : هو ابن جرير البصري .
    فلعل أصل الحديث موقوف ، رفعه ذاك الضعيف . والله أعلم .
    والحديث ؛ أورده شارح "الطحاوية" في بحث الفوقية ، ولم يصرح بأنه مرفوع ؛ فإنه قال :
    "جاء في الأثر ..." فذكره ؛ لكنه قال : "في قلبه" مكان : "عنده" ! و : "من قلبه" مكان : "من نفسه" !
    وكنت لما خرجت الشرح المذكور علقت عليه بقولي :
    "لا أعرفه" .
    وها قد عرفته فيما بعد مقطوعاً صحيحاً بطرفه الأول ، وبتمامه مرفوعاً ضعيفاً ، فبادرت إلى نشره ، مع الشكر لمن كان السبب إلى إرشادي إلى وجوده في "المستدرك" ، كما أشرت بذلك في الطبعة التاسعة من الشرح المذكور (ص 290) .
    وأما مخرجه الشيخ شعيب الأرناؤوط فقد علق عليه (ص 389 - طبع مؤسسة الرسالة) بقوله :
    "أطلق المؤلف كلمة (الأثر) على المأثور من كلام السلف ؛ كما هو في اصطلاح الفقهاء ؛ فإن النص الذي أورده ليس بحديث" !
    كذا قال ! وهذا من تهوره وادعاء ما لم يحط به علمه ، فهلا وقف عند قولي : "لا أعرفه" ، أو ما هو بمعناه مثل قولهم : "لم أجده" ،أو "لم أقف عليه" ؟!

    (/1)


    5428 - ( لا فقر أشد من الجهل ، ولا مال أعود من العقل ، ولا وحدة أوحش من العجب ، ولا استظهار أوفق من المشاورة ، ولا عقل كالتدبير ، ولا حسب كحسن الخلق ، ولا ورع كالكف ، ولا عبادة كالتفكر ، ولا إيمان كالحياء والصبر ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 713 :
    $موضوع$
    رواه الطبراي في "المعجم الكبير" (2688) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/ 306-307) من طريق عثمان بن سعيد الزيات : حدثنا محمد ابن عبدالله أبو رجاء الحبطي التستري : حدثنا شعبة بن الحجاج عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي مرفوعاً . وقال الطبراني :
    "لم يروه عن شعبة إلا الحبطي ، تفرد به عثمان بن سعيد الزيات ، ولا يروى عن علي رضي الله عنه إلا بهذا الإسناد" .
    قلت : وهو موضوع ؛ آفته الحبطي هذا ؛ قال الهيثمي (10/ 283) :
    "كذاب" . وهو معنى قول ابن حبان في الحبطي هذا :
    "يروي عن شعبة ما ليس من حديثه ، ممن يأتي عن الثقات بما ليس من حديث الأثبات" .
    وهو من الأحاديث التي سود بها المدعو (عز الدين بليق) كتابه الذي سماه "منهاج الصالحين" (رقم 1575) . ومن مصائبه أنه عزاه لابن ماجه أيضاً ، فكأنه قلد في ذلك الشيخ العجلوني في "كشف الخفاء" !
    وقد أخطأ هذا خطأ آخر ، فقال :
    "رواه ابن ماجه ، والطبراني عن أبي ذر ، وفي الباب عن علي بن أبي طالب" !!
    ووجه الخطأ : أنه جعل حديث الترجمة لأبي ذر عند ابن ماجه ، وإنما هو لعلي عند الطبراني ،ولأبي ذر - لدى الأول - جملة العقل واللتان بعدها ، وقد رويت من طرق أخرى عن غيره من الصحابة ؛ وكلها ضعيفة ، وقد سبق تخريجها رقم (1910) .
    ثم إن في الحديث علة أخرى ، وهي الحارث - وهو ابن عبدالله الأعور - ؛ فيه لين ؛ كما قال الذهبي في "الكاشف" .
    ولأبي نعيم في "الحلية" (2/ 36) الجملة الأولى والثانية . وللقضاعي (ق 71/ 1) أكثره .
    وأورده السيوطي في "الجامع الكبير" (914) مختصراً من رواية أبي بكر بن كامل في "معجمه" وابن النجار عن الحارث عن علي !

    (/1)


    5429 - ( أول شيء كتب الله عز وجل في اللوح المحفوظ : بسم الله الرحمن الرحيم ، إنه من استسلم لقضائي ، ورضي بحكمي ، وصبر علي بلائي ؛ بعثته يوم القيامة مع الصديقين ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 714 :
    $موضوع$
    أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" عن إسماعيل بن بشر : حدثنا حماد بن قريش : حدثنا سليمان بن عمرو عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
    قال الحافظ في "الغرائب الملتقطة" (1/ 1/ 3) :
    "قلت : جويبر ضعيف ، والضحاك لم يسمع من ابن عباس . والراوي عنه تالف . وفي السند أيضاً ..." ! كذا بياض بخط الحافظ .
    قلت : والتالف : هو سليمان بن عمرو ، وهو أبو داود النخعي الكذاب ؛ كما وصفه الذهبي ، وذكر أن أحمد قال :
    "كان يضع الحديث" . وقال يحيى :
    "كان أكذب الناس" . وفي "اللسان" :
    "قال ابن المديني : كان من الدجالين . وقال ابن راهويه : لا أدري في الدنيا أكذب منه" ! قال الحافظ ابن حجر :
    "قلت : الكلام فيه لا يحصر ؛ فقد كذبه ونسبه إلى الوضع من المتقدمين والمتأخرين ممن نقل كلامهم في الجرح والعدالة فوق الثلاثين نفساً" .
    قلت : وهو من أقبح الأحاديث التي شان بها الكاتب بليق كتابه "المنهاج" (1612) !

    (/1)


    5430 - ( يؤتى بحسنات العبد وسيئاته ، فيقتص بعضها ببعض ، فإن بقيت حسنة ؛ وسع الله له في الجنة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 715 :
    $ضعيف$
    أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/ 113) ، والطبري في "التفسير" (26/ 12) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (12832) من طريق الحكم بن أبان العدني عن الغطريف أبي هارون عن جابر بن زيد عن ابن عباس مرفوعاً به - زاد غير البخاري - عن الروح الأمين قال - زاد الطبراني - : قال الرب عز وجل ... فذكره .
    أورده البخاري في ترجمة (الغطريف) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وكذلك فعل ابن أبي حاتم ، وذكر أنه يماني ؛ فهو مجهول .
    وأما قول الهيثمي في "المجمع" (10/ 218) :
    "رواه الطبراني ، وإسناده جيد" !
    قلت : فالظاهر أنه - أعني : الغطريف - وثقه ابن حبان ؛ فإن الهيثمي كثير الاعتماد على توثيقه ، وقد أشار إلى ذلك في مكان آخر ، فقال (10/ 355) :
    "رواه البزار [3456] ، ورجاله وثقوا ، على ضعف في بعضهم" .
    والبعض الذي أشار إليه : هو الحكم بن أبان ؛ فقد قال الحافظ فيه :
    "صدوق عابد ، وله أوهام" .
    ثم رأيت الحافظ ابن كثير قد أورد الحديث في "التفسير" (4/ 158) من رواية ابن جرير وابن أبي حاتم من هذا الوجه ؛ وقال :
    "وهو حديث غريب ، وإسناده جيد لا بأس به" !!

    (/1)






  9. #9
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 49
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 36

    افتراضي


    5431 - ( ما من شيء أحب إلى الله من شاب تائب ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 716 :
    $ضعيف$
    رواه ابن عدي (207/ 2) ، وابن عساكر في "التوبة" (4/ 1) عن غسان بن عبيد : حدثنا أبو عاتكة طريف بن سليمان عن أنس مرفوعاً . وقال ابن عدي :
    "طريف بن سليمان أبو عاتكة ؛ عامة ما يرويه عن أنس لا يتابعه عليه أحد من الثقات" . وقال ابن حبان في "الضعفاء" (1/ 382) :
    "منكر الحديث جداً" . وقال البخاري :
    "منكر الحديث" .
    وغسان بن عبيد فيه ضعف .
    وأخرجه الديلمي (4/ 20) من طريق أحمد بن محمد بن غالب عن أنس مرفوعاً .
    وابن غالب هذا : هو غلام خليل الزاهد ، وهو متروك .
    والحديث ؛ أورده السيوطي من رواية أبي المظفر السمعاني في "أماليه" عن سلمان ، وله عنده تتمة .
    (/1)



    5432 - ( سبعة من السنة في الصبي يوم السابع : يسمى ، ويختن ، ويماط عنه الأذى ، ويثقب أذنه ، ويعق عنه ، ويحلق رأسه ، ويلطخ بدم عقيقته ، ويتصدق بوزن شعره في رأسه ذهباً أو فضة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 717 :
    $منكر بهذا التمام$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (رقم 552 - بترقيمي) عن رواد بن الجراح عن عبدالملك بن أبي سليمان عن عطاء عن ابن عباس قال : سبعة ... الحديث . وقال :
    "لم يروه عن عبدالملك إلا رواد" .
    قلت : وهو ضعيف ؛ لاختلاطه واختلاف العلماء فيه ؛ فمنهم من وثقه ، ومنهم من ضعفه ، ومنهم من بالغ في تضعيفه ؛ كالدارقطني فقال :
    "متروك" . ولخص أقوالهم الحافظ ابن حجر ، فقال في "التقريب" :
    "صدوق ، اختلط بآخره فترك ، وفي حديثه عن الثوري ضعف شديد" .
    قلت : فالعجب منه كيف احتج به لشرعية ثقب أذن الصبي ، وقال - عقبه - :
    "وهو يستدرك على قول بعض الشارحين : لا مستند لأصحابنا في قولهم : إنه سنة" !
    قلت : وكيف يجوز إثبات السنة بمثل هذا الإسناد الواهي ؟! ولا سيما وفي متنه جملة مستنكرة ، وهي أنه يلطخ رأسه بدم عقيقته ؛ فإن هذا التلطيخ كان في الجاهلية ، فلما جاء الإسلام أمر النبي صلي الله عليه وسلم أن يجعل مكان الدم خلوقاً ، وقد ذكر الحافظ نفسه في "الفتح" بعض الأحاديث الواردة في ذلك (9/ 594) ، وخرجت أنا بعضها في "الإرواء" (4/ 388-389) ؛ فليراجعها من شاء .
    هذا ؛ ولعل الحافظ لم يتيسر له الرجوع إلى سند الحديث ؛ فاعتمد على قول شيخه الهيثمي في "المجمع" (4/ 59) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، ورجاله ثقات" !
    وهذا مع كونه غير مسلم - لما فيه من إهمال الجرح المفسر بالاختلاط عمداً أو سهواً - ؛ فإنه لا يعني أن الإسناد قوي ، كما سبق التنبيه عليه مراراً .
    ومن المحتمل أن ذلك كان بسبب العجلة . ومما يشعر بذلك : أنه لم يسق الحديث بتمامه ، بل طرفه الأول ، ثم موضع الشاهد منه ، فقال :
    "فذكر السابع منها : وثقب أذنه" . فهذا خطأ ظاهر فإنه الرابع منها ، ولا تعليل له إلا العجلة ، والله أعلم .
    (/1)
    5433 - ( إنك لم تدع لنا شيئاً ، قال الله : (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) ، فرددناها عليك ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 719 :
    $منكر$
    أخرجه أحمد في "الزهد" - كما في "الدر المنثور" (2/ 188) - ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير" (6114) ، والخطيب (14/ 44) أيضاً ، وابن جرير في "التفسير" (5/ 120) من طريق هشام بن لاحق عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال :
    جاء رجل إلى النبي صلي الله عليه وسلم فقال : السلام عليك يا رسول الله ! فقال :
    "وعليك [السلام] ورحمة الله" . ثم جاء آخر فقال : السلام عليك يا رسول الله ! ورحمة الله .
    فقال : "وعليك [السلام] ورحمة الله وبركاته" .
    ثم جاء آخر فقال : السلام عليك يا رسول الله ! ورحمة الله وبركاته . فقال له : "وعليك" .
    فقال له الرجل : يا نبي الله ! بأبي أنت وأمي ؛ أتاك فلان وفلان ، فسلما عليك ، فرددت عليهما أكثر مما رددت علي ؟! فقال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات ؛ غير هشام بن لاحق ؛ قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 33) - بعد أن عزاه للطبراني - :
    "وفيه هشام بن لاحق ؛ قواه النسائي ، وترك أحمد حديثه ، وبقية رجاله رجال (الصحيح)" !
    قلت : وأورده ابن حبان في "الضعفاء" (3/ 90-91) ، وقال :
    "منكر الحديث ، يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات ، لا يجوز الاحتجاج به لما أكثر من المقلوبات عن أقوام ثقات" .
    قلت : وعزاه السيوطي لابن المنذر أيضاً ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه بسند حسن !
    كذا قال ! وفيه تساهل ظاهر ؛ فإن هشاماً هذا لم يوثقه - غير النسائي - إلا ابن عدي ؛ فقال :
    "أحاديثه حسان ، أرجو أنه لا بأس به" .
    وتناقض فيه ابن حبان ، فأورده في "الثقات" أيضاً ، فقال :
    "روى عن عاصم . وعنه أحمد بن هشام بن بهرام نسخة ، في القلب من بعضها" !
    ذكره في "اللسان" . وفيه أن العقيلي ذكره في "الضعفاء" ، وقال هو والساجي :
    "قال البخاري : هو مضطرب الحديث ، عنده مناكير ، أنكر شبابة أحاديثه" . قال الساجي :
    "وهو لا يتابع" .
    قلت : فقد ضعفه الجمهور ، وقولهم مقدم على قول من وثقه ؛ لأنه جرح مفسر ، حتى في كلام ابن حبان في "الثقات" ، فهو يلتقي مع طعنه فيه في "الضعفاء" ؛ ويتحصل من مجموع كلمتيه أن الرجل صدوق في نفسه ؛ لكنه يخطىء ، فهو لذلك بكتاب "الضعفاء" أليق . وقال ابن الجوزي في "العلل" (2/ 231) :
    "لا يصح . قال أحمد : تركت حديث هشام بن لاحق . قال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به" .
    وأقره الحافظ في "تخريج الكشاف" (ص 46) .
    ثم إن قول الهيثمي المتقدم :
    "وبقية رجاله رجال (الصحيح)" ! فهو غير صحيح ؛ لأن الراوي عن هشام - عند الطبراني - عبدالله بن أحمد بن حنبل ؛ وإن كان ثقة ؛ فليس من رجال "الصحيح" ؛ فإنه لم يرو عنه من الستة إلا النسائي !
    وللحديث شاهد من حديث نافع أبي هرمز عن عكرمة عن ابن عباس به نحوه .
    أخرجه الطبراني في "الكبير" (12007) وفي "الأوسط" أيضاً ؛ كما في "المجمع" ؛ وقال :
    "وفيه نافع بن هرمز ، وهو ضعيف جداً" .
    قلت : فمثله لا يستشهد به .
    وأما الحديث الذي رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (رقم 771 - بترقيمي) في ترجمة (أحمد بن يحيى الحلواني) بسنده الصحيح عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لها :
    "يا عائشة ! هذا جبريل يقرأ عليك السلام" .
    فقالت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته . فذهبت تزيد ، فقال النبي صلي الله عليه وسلم :
    "إلى هذا انتهى السلام" ، فقال : " (رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت) " . وقال الطبراني :
    "لم يروه عن العلاء بن المسيب إلا عباد بن العوام" .
    قلت : وهو ثقة من رجال الشيخين ، وكذلك من فوقه .
    إلا أن العلاء بن المسيب قد تكلم فيه من قبل حفظه ، حتى قال الحاكم :
    "له أوهام في الإسناد والمتن" . وأشر إلى ذلك الحافظ في "التقريب" بقوله :
    "ثقة ربما وهم" .
    قلت : وأنا أظن أن قوله في هذا الحديث : فذهبت تزيد ... إلخ ؛ غير محفوظ فيه ؛ لأنه قد جاء من طرق عن عائشة رضي الله عنها بدونها .
    كذلك أخرجه البخاري (3768،6249،6253) ، ومسلم (7/ 139) ، والنسائي في "عشرة النساء" ، والدارمي (2/ 277) ، وابن سعد (8/ 67-68،79) ، وأحمد (6/ 146،150،208،224) من طرق كثيرة عن عائشة دون الزيادة .
    فهي شاذة في نقدي . والله سبحانه تعالى أعلم .
    ولعل سبب الوهم : أنه جاء في بعض الآثار ما يشبه هذه الزيادة ، فاشتبه الأمر على الراوي ، ودخل عليه رواية في أخرى ، وهي ما رواه مالك في "الموطأ" (3/ 132) عن محمد بن عمرو بن عطاء أنه قال :
    (/1)
    كنت جالساً عند عبدالله بن عباس ، فدخل عليه رجل من أهل اليمن فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛ ثم زاد شيئاً مع ذلك أيضاً ، قال ابن عباس - وهو يومئذ قد ذهب بصره - : من هذا ؟ قالوا : هذا اليماني الذي يغشاك ، فعرفوه إياه . قال : فقال ابن عباس :
    إن السلام انتهى إلى بركة .
    قلت : وإسناده صحيح .
    ونحوه : ما رواه مالك أيضاً (3/ 133-134) عن يحيى بن سعيد :
    أن رجلاً سلم على عبدالله بن عمر ، فقال : السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، والغاديات والرائحات ! فقال له عبدالله بن عمر : وعليك آنفاً ! كأنه كره ذلك .
    قلت : وإسناده منقطع بين يحيى وابن عمر .
    لكن أخرجه البيهقي في "الشعب" من طريق عبدالله بن بابيه قال :
    جاء رجل إلى ابن عمر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته . فقال : حسبك إلى : "وبركاته" ؛ انتهى إلى : "وبركاته" .
    ومن طريق زهرة بن معبد قال : قال عمر : انتهى السلام إلى "وبركاته" .
    ورجاله ثقات ؛ كما قال الحافظ في "الفتح" (11/ 6 - السلفية) ، ولم يتعرض بذكر للإسناد إلى عبدالله بن بابيه - ويقال : ابن باباه - ، وهو ثقة .
    ولا يخفى أن أثر ابن عمر هذا لو صح لا يشهد - كأثر ابن عباس - لحديث الترجمة ، وذلك لأمرين :
    1- أن الحديث مرفوع ، والأثر موقوف .
    2- أن الحديث في رد السلام ، والأثر في إلقائه .
    ويؤيد ذلك : أنه ثبت عن ابن عمر وغيره من السلف ما يخالف هذا الحديث الضعيف : فروى البخاري في "الأدب المفرد" (ص 49 - دار الكتب العلمية) عن عمرو بن شعيب عن سالم مولى ابن عمر قال :
    كان ابن عمر إذا سلم عليه ، فرد ؛ زاد ، فأتيته وهو جالس ، فقلت : السلام عليكم . فقال : السلام عليكم ورحمة الله . ثم أتيته مرة أخرى فقلت : السلام عليكم ورحمة الله . قال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . ثم أتيته مرة ثالثة فقلت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وطيب صلواته .
    قلت : ورجاله ثقات معروفون ؛ غير سالم هذا ، وقد وقع في "الأدب" - كما ترى - أنه مولى ابن عمر ، وكذلك وقع في "الفتح" نقلاً عنه !
    ويبدو أنه خطأ قديم ؛ فإنه في كتب الرجال : أنه مولى عبدالله بن عمرو ، منها "التاريخ الكبير" للبخاري نفسه ، ويبدو أنه مجهول ؛ لأنه لم يذكروا راوياً عنه غير ابن شعيب هذا . وأما ابن حبان : فذكره في "الثقات" على قاعدته المعروفة ، ولكن ذلك لا يمنع من الاستشهاد به ؛ كما لا يخفى على الخبراء بهذا العلم الشريف .
    ثم روى في "الأدب المفرد" (ص 147،165) عن زيد بن ثابت : أنه كتب إلى معاوية - والظاهر أنه جواب كتاب من معاوية إليه - :
    "والسلام عليك - أمير المؤمنين ! - ورحمة الله وبركاته ومغفرته" ، زاد في الموضع الأول : "وطيب صلواته" .
    قلت : إسناده صحيح . وسكت عنه الحافظ وعن الذي قبله . وذكر عن ابن دقيق العيد أنه نقل عن أبي الوليد بن رشد أنه يؤخذ من قوله تعالى : (فحيوا بأحسن منها) الجواز في الزيادة على البركة إذا انتهى إليها المبتدىء .
    ثم ذكر بعض الأحاديث المرفوعة الصريحة في ذلك ، ثم قال :
    "وهذه الأحاديث الضعيفة إذا انضمت ؛ قوي ما اجتمعت عليه من مشروعية الزيادة على (وبركاته)" .
    ومن تلك الأحاديث الصريحة : ما ذكره من رواية البيهقي في "الشعب" - بسند ضعيف - من حديث زيد بن أرقم :
    كنا إذا سلم علينا النبي صلي الله عليه وسلم قلنا : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته .
    قلت : وفاته أنه أخرجه البخاري أيضاً في "التاريخ" ؛ كما كنت خرجته في "الصحيحة" (1449) ، وذهبت هناك إلى تجويد إسناده ؛ لأنه ليس في رجاله من ينظر فيه غير إبراهيم بن المختار الرازي ، وهو وإن كان مختلفاً فيه ؛ فقد اعتمدت على قول أبي حاتم فيه :
    "صالح الحديث" ؛ مع تشدده المعروف في التوثيق ، لا سيما وقد وافقه على ذلك أبو داود ، وهو مقتضى توثيق ابن شاهين وابن حبان إياه ؛ إلا أن هذا قال :
    "يتقى حديثه من رواية ابن حميد عنه" .
    وهذا ليس من روايته عنه ، بل من رواية محمد بن سعيد بن الأصبهاني عنه ، كما ذكرته هناك ؛ خلافاً لأحد الطلبة الأفاضل الذي كتب إلى يرجح أنه محمد ابن حميد ؛ دون أيما دليل سوى أن كلاً منهما روى عن إبراهيم بن المختار ، غير ملتفت إلى أن الأول من شيوخ البخاري يقيناً ، والآخر لم يذكره أحد في شيوخه أو أنه روى عنه ، مع تصريحهم بأنه تركه . وهذا ظاهره أنه حدث عنه مطلقاً لعلمه بشدة ضعفه ، أو أنه تبين له ذلك بعد أن سمع منه . وأما أنه حدث عنه وصار من جملة شيوخه ثم تركه ؛ فهذا مما لا يفهمه أحد له معرفة بهذا العلم ؛ إلا أن ينص أحد أنه كان من شيوخه ثم تركه ، فهذا ما لم يقله أحد ؛ خلافاً لما رمى إليه المشار إليه بقوله :
    "والبخاري قد أتى ابن (كذا بالضم ولعله سبق قلم) حميد ثم تركه" !
    (/2)
    وجملة القول : أن الحديث ضعيف الإسناد منكر المتن ؛ لمخالفته لظاهر آية رد التحية بأحسن منها ، والأحاديث والآثار الموافقة لها . والله تعالى أعلم .
    ثم إن حديث الترجمة ؛ قد أورده ابن علان في "شرح الأذكار" (5/ 291) ؛ وقال - ولعله نقله عن "نتائج الأفكار" للحافظ ابن حجر - :
    "أخرجه أحمد في "الزهد" ، ولم يخرجه في "المسند" ؛ لضعف هشام بن لاحق عنده ، وقد وثقه غيره" .
    قلت : وقد سبق بيان أن الراجح التضعيف ، لا سيما وقد تركه الإمام أحمد ؛ كم تقدم نقله عن جمع من الأئمة . ومع ذلك ؛ فإنه لم يعجب الكاتب المشار إليه آنفاً ؛ فإنه أخذ يحاول التشكيك في ثبوت ذلك عن الإمام أحمد في مقال له آخر ، أرسله إلي بعد كتابه الأول ، فقال :
    "ولم أجد هذا القول مستفيضاً عن أحمد" !!
    وهذا مما يدل الواقف على كلامه ونقده للأحاديث على أنه ناشىء في هذا المجال ؛ - وهذا أقل ما يمكن أن يقال - ، وإلا ؛ فمتى كان شرطاً في قبول قول الإمام أن يكون مستفيضاً ؟! ألا ترى أنه يمكن لمخالفه أن يعارضه بقوله هذا فيما مال هو إليه من الاعتماد على قول أحمد الآخر :
    "لم يكن به بأس" ؟! أليس في ذلك كله مخالفة صريحة لقول العلماء :
    "الجرح مقدم على التعديل" بشرطه المعروف ؟! وهل يمكن لأحد اليوم أن يصنف أقوال أئمة الجرح والتعديل من حيث روايتها عنهم ، فيقول : هذا القول آحاد عن فلان ! وهذا مستفيض عنه أو عن غيره ! وهذا متواتر ؟!
    وللمشار إليه من مثل هذا النقد المخالف للعلماء أمور أخرى حول هذا الحديث وغيره ، لا نطيل الكلام ببيان فسادها .
    وقد كنت كتبت إليه بشيء من ذلك في الرد على كتابته الأولى إلي ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك قريباً ، لذلك ؛ لم أنشط للرد عليه في مقاله الآخر ، لا سيما وقد تجاهل فيه ردي عليه المومى إليه ولو بكلمة واحدة ، مع إعراضه عن كلام الحافظ الذي كنت نقلته إليه ؛ ذهب فيه إلى شرعية الزيادة على ".. وبركاته" في رد السلام خلافاً للكاتب ؛ فإنه أصر على عدم مشروعيتها في مقال آخر ! فإنه بعد أن تكلم على حديث الترجمة بما عنده من علم ؛ كشفت آنفاً عن بعضه ! أخذ يسوق شواهد له تقويه بزعمه ، تدل المبتدىء في هذا العلم أنه لم يصل فيه بعد إلى مقامه ! فإنه بعد أن ساق حديث عائشة الذي بينت آنفاً شذوذه ؛ أتبعه ببعض الآثار عن الصحابة ، منها أثر ابن عباس وابن عمر المتقدمين ، وهي لا تشهد للحديث مطلقاً ؛ لأنها في رد الزيادة على ".. وبركاته" في ابتداء السلام ، والحديث إنما هو في رده ؛ كما لا يخفى على البصير .
    وبدهي جداً : أن يخفى على مثله ما هو أدق من ذلك على الباحثين ؛ فقد نقل من "شرح ابن علان للأذكار" (5/ 292) قول الحافظ في حديث عائشة المتقدم :
    "هذا حديث حسن غريب جداً ، قد أخرج لرواته في "الصحيح" ؛ إلا أن ابن المسيب لم يسمع من عائشة" .
    فعقب عليه بقوله :
    "وما أدري ما وجه قوله : "ابن المسيب لم يسمع من عائشة" ؟! فلينظر "الأوسط" أو "مجمع البحرين" ..." !!
    قلت : فخفي عليه أن (ابن المسيب) هذا ليس هو سعيد بن المسيب التابعي الجليل ، وإنما هو العلاء بن المسيب ، وهو علة الحديث ؛ كما تقدم منقولاً من مصورة "المعجم الأوسط" ، فهو معذور أن يخفى ذلك عليه ؛ لأن كل مراجعه إنما هي من المطبوعات ، فبالأولى أن يخفى عليه خطأ الحافظ في إعلاله بالانقطاع !
    وكأنه لم يتنبه - الحافظ - لقول العلاء بن المسيب : "عن أبيه" ، أو أنه لم يقع ذلك في نسخته من "الأوسط" ، والظاهر الأول ، وإلا ؛ لأعله شيخه الهيثمي بالانقطاع لظهوره . والله أعلم .
    والحقيقة : أن العلة إنما هي المخالفة والشذوذ من العلاء كما سبق بيانه ، وقد أشار إلى ذلك الحافظ في تمام كلامه السابق ، ولأمر ما لم ينقله الكاتب ! فقال الحافظ :
    "وسيأتي حديثها بدون هذه الزيادة في (باب الحكم السلام)" .
    يشير إلى رواية الشيخين المتقدمة من طرق .
    ثم تبين لي أن في متن حديث الترجمة نكارة تؤكد ضعفه ، وهي قوله في الرد على الرجل الأخير الذي انتهى سلامه إلى "وبركاته" :
    "وعليك" ؛ وقوله في آخر الحديث :
    "فرددناها عليك" ؛ فإن السياق يقتضي أن يرد عليه بالمثل ؛ أي : إلى قوله : "وبركاته" ، وكون الرجل لم يدع مجالاً للزيادة عليه لا يستلزم أن يكون الرد بـ : "وعليك" ؛ لأنه دون المثل ، كما هو ظاهر من الآية الكريمة : (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) . قال الحسن البصري في تفسيرها :
    إذا سلم عليك أخوك المسلم فقال : السلام عليك ؛ فقل : السلام عليكم ورحمة الله ، (أو ردوها) : يقول : إن لم تقل له : السلام عليك ورحمة الله ؛ فرد عليه كما قال : السلام عليكم ؛ كما سلم ، ولا تقل : وعليك .
    أخرجه البيهقي من طريق المبارك بن فضالة عنه ؛ كما في "الدر" (2/ 188) .
    ولهذا ؛ قال الشوكاني في "فتح القدير" (1/ 456) - وتبعه صديق حسن خان في "نيل المرام" (ص 161) - :
    (/3)
    "ومعنى قوله : (أو ردوها) : الاقتصار على مثل اللفظ الذي جاء به المبتدىء ، فإذا قال : السلام عليكم ؛ قال المجيب : وعليكم السلام" .
    قلت : فثبت أن قوله في الحديث : "وعليك" منكر ؛ لأنه دون الرد بالمثل ، بله الرد بالأحسن .
    فالحديث ضعيف سنداً ومتناً . هذا ما ظهر لي ؛ (وفوق كل ذي علم عليم) .
    (/4)
    5434 - ( إن محرم الحلال كمحلل الحرام ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 730 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن حبان في "الضعفاء" (1/ 103) ، وأبو بكر النيسابوري في "الفوائد" (142/ 1) ، والقاسم السرقسطي في "الدلائل" (2/ 146/ 2) ، وأبو بكر اليزدي في "مجلس له" (68/ 1) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (82/ 2) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري عن يحيى بن عباد بن حارثة الليثي أن أباه أخبره : أنه كان يصحب عبدالله بن عمر في الحج والعمرة ، فقال : قال لي ابن عمر : إني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
    أورده ابن حبان في ترجمة إبراهيم هذا ، وقال فيه :
    "كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل" . ثم روى عنه ابن معين أنه قال فيه :
    "ليس بشيء" . ثم قال عقب الحديث :
    "وهذا من قول ابن عمر محفوظ ، فأما من حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ فلا" .
    قلت : ويحيى بن عباد بن حارثة الليثي وأبوه : أوردها ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/ 1/ 77-78 و 4/ 2/ 172) ، ولم يذكر فيهما جرحاً ولا تعديلاً .
    وأما ابن حبان ؛ فذكر عباداً في "الثقات" دون ابنه ! والله أعلم .
    وجملة القول : أن هذا الإسناد ضعيف ؛ لضعف إبراهيم ، وجهالة شيخه يحيى ابن عباد وأبيه عباد .
    لكن للحديث إسناد آخر ؛ فقال الطبراني في "المعجم الأوسط" (8148 - بترقيمي) : حدثنا موسى بن هارون : حدثنا أبو موسى الأنصاري : حدثنا عاصم بن عبدالعزيز الأشجعي عن الحارث بن عبدالرحمن بن أبي ذباب عن عبيدالله ابن عبدالله بن عمر عن أبيه أنه سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد زعم الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 176) أن رجاله رجال "الصحيح" ! وهو من أوهامه رحمه الله ؛ فإن من دون الحارث - باستثناء الأنصاري - ليسوا من رجال "الصحيح" .
    وفي الأشجعي وشيخه الحارث ضعف ؛ كما يشير إلى ذلك قول الحافظ في كل منهما :
    "صدوق يهم" .
    والأشجعي أضعف ؛ فإنه ضعفه الأكثر . بل قال فيه البخاري :
    "فيه نظر" .
    فالظاهر أنه هو علة هذا الإسناد . وقد أورده ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 308) من هذا الوجه ، وقال :
    "قال أبي : هذا حديث منكر" .
    قلت : وقد صح موقوفاً على عبدالله بن مسعود ؛ فأخرجه عبدالرزاق في "المصنف" (20573) ، وعنه الطبراني في "المعجم الكبير" (8852) ، والبغوي في "حديث علي بن الجعد" (9/ 113/ 1) من طرق عن أبي إسحاق عن عبدالرحمن بن يزيد عن ابن مسعود به . وقال الهيثمي (1/ 177) :
    "ورجاله رجال (الصحيح)" .
    وفي رواية للطبراني (8853) من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق قال :
    كنت جالساً عند عبدالرحمن بن عبدالله ، فأتاه رجل يسأله عن ابنه القاسم ؟ فقال : غدا إلى الكناسة يطلب الضباب . فقال : أتأكله ؟ فقال عبدالرحمن : ومن حرمه ؟! سمعت عبدالله بن مسعود يقول : ... فذكره . قال الهيثمي أيضاً (4/ 39) :
    "ورجاله رجال (الصحيح)" .
    قلت : وهو كما قال ؛ إلا أن أبا إسحاق هذا - وهو السبيعي - كان اختلط .
    لكنه لم يتفرد به ؛ فقد أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (10/ 17/ 2) من طريق المسعودي عن سماك بن حرب عن عبدالرحمن بن عبدالله عن أبيه قال : ... فذكره .
    ثم روى ابن عساكر عن الحافظ أحمد العجلي قال :
    "عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود ؛ يقال : إنه لم يسمع من أبيه إلا حرفاً واحداً ..." . ثم ذكر هذا الحديث .
    وكأنه يشير إلى رواية الطبراني المتقدمة من طريق إسرائيل ؛ فإنها صريحة في سماع عبدالرحمن من أبيه ابن مسعود .
    (/1)
    5435 - ( يسلم الرجال على النساء ، ولا يسلم النساء على الرجال ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 733 :
    $موضوع$
    أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (243) ، وابن حبان في "الضعفاء" (1/ 190) من طريق بشر بن عون : حدثنا بكار بن تميم عن مكحول عن واثلة بن الأسقع مرفوعاً .
    أورده ابن حبان في ترجمة بشر هذا ، وقال :
    "له نسخة فيها مئة حديث ؛ كلها موضوعة ، لا يجوز الاحتجاج به بحال .." ، ثم ساق له بهذا الإسناد أحاديث هذا أحدها .
    وأورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 234) ، وقال :
    "لا يصح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم . وقال أبو حاتم الرازي : بشر وبكار مجهولان" .
    والحديث ؛ عزاه الحافظ في "الفتح" (11/ 34) لأبي نعيم (!) في "عمل يوم وليلة" ، وقال :
    "وسنده واه ، ومن حديث عمرو بن بن حريث مثله موقوفاً عليه ، وسنده جيد" !
    ذكره تحت شرح (باب : تسليم الرجال على النساء ، والنساء على الرجال) ، وحكى خلاف العلماء في ذلك ، وانتهى من ذلك إلى الجواز إذا أمنت الفتنة ، وهو الراجح ؛ لثبوت سلام النبي صلي الله عليه وسلم على النساء .
    وكذلك صح سلام الصحابة على العجوز التي كانت تقدم إليهم أصول السلق مطبوخاً مع الطحين بعد صلاة الجمعة .
    رواه البخاري في "صحيحه" (6248) .
    وروى في "الأدب المفرد" (1046) بسند حسن عن الحسن (وهو البصري) قال :
    كن النساء يسلمن على الرجال .
    (/1)
    5436 - ( رأس هذا الأمر الإسلام ، ومن أسلم سلم ، وعمودة الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد ، لا يناله إلا أفضلهم ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 734 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 55/ 96) من طريق عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن معاذ بن جبل مرفوعاً .
    ثم رواه (8/ 266/ 7885) من طريق أخرى عن عثمان به مختصراً ؛ دون ما قبل الذروة .. ولم يذكر معاذاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ علي بن يزيد - وهو الألهاني - ضعيف .
    وبه أعله الهيثمي (5/ 274) .
    ونحوه عثمان بن أبي العاتكة . وقال الحافظ في "التقريب" :
    "ضعفوه في روايته عن علي بن يزيد الألهاني" .
    بيد أنه قد خالفه في متن الحديث وإسناده : أبو عبدالرحيم - وهو الحراني خالد بن أبي يزيد الثقة - ؛ فقال : عن أبي عبدالملك عن القاسم عن فضالة بن عبيد الأنصاري قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول :
    "الإسلام ثلاثة أبيات : سفلى ، وعليا ، وغرفة .
    فأما السفلى ؛ فالإسلام ؛ دخل عليه عامة المسلمين ، فلا يسأل أحد منهم إلا قال : أنا مسلم .
    وأما العليا ؛ فتفاضل أعمالهم ؛ بعض المسلمين أفضل من بعض .
    وأما الغرفة العليا ؛ فالجهاد في سبيل الله ، لا ينالها إلا أفضلهم" .
    أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 318/ 822) . وقال الهيثمي :
    "وأبو عبدالملك لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات" !
    قلت : هو علي بن يزيد الألهاني ، وأبو عبدالملك كنيته ، وهو صاحب القاسم ، وقد عرفت ضعفه مما تقدم .
    ومما يؤكد ذلك : اضطرابه في متن الحديث وسنده .
    أما المتن ؛ فظاهر .
    وأما السند ؛ فرواه عثمان عنه عن القاسم عن أبي أمامة عن معاذ .
    ورواه أبو عبدالرحيم عنه عن القاسم عن فضالة .
    وهو عن معاذ معروف من طرق عنه مختصراً ومطولاً .
    وقد رواه شعبة عن الحكم قال : سمعت عروة بن النزال يحدث عن معاذ بن جبل قال : ... فذكر حديثه الطويل الذي أوله :
    "لقد سألت عن عظيم ..." الحديث ، وفي آخره :
    "وهل يكب الناس على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ؟!" .
    ورواه الترمذي وغيره من طريق أخرى عن معاذ ، وهو مخرج في "الإرواء" (413) .
    وأما طريق شعبة هذه ؛ فأخرجه ابن أبي شيبة في أول كتاب "الإيمان" رقم (1) ، وأحمد (5/ 337) ، والطبراني في "الكبير" (20/ 147/ 304) من طرق عن شعبة به نحو حديث الترمذي ، وفيه حديث الترجمة دون قوله :
    "لا يناله إلا أفضلهم" .
    ورجاله ثقات ؛ إلا أن عروة بن النزال فيه جهالة ، مع انقطاع ؛ بينه أحمد (5/ 233) من رواية روح عن شعبة :
    قال شعبة : فقلت له : سمعه من معاذ ؟ قال : لم يسمعه منه وقد أدركه .
    وجملة القول : أن الحديث بهذه الزيادة :
    "لا يناله إلا أفضلهم" ؛ ضعيف لا يصح ؛ لتفرد الألهاني به ، واضطرابه في سنده ومتنه . والله سبحانه وتعالى أعلم .
    (/1)
    5437 - ( سألت جبريل عليه الصلاة والسلام عن هذه الآية : (ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله) ؛ من الذي لم يشأ الله أن يصعقهم ؟ قال :
    هم الشهداء ، يتقلدون أسيافهم حول عرشه ، تتلقاهم الملائكة يوم القيامة إلى المحشر بنجائب من ياقوت ، [أزمتها الدر [الأبيض] ، برحال [الذهب ، أعنتها] السندس والإستبرق] ، نمارها ألين من الحرير ، مد خطاها مد أبصار الرجال ، يسيرون في الجنة [على خيول] ، يقولون عند طول النزهة : انطلقوا بنا إلى ربنا ؛ لننظر كيف يقضي بين خلقه ؟ يضحك إليهم إلهي ، وإذا ضحك إلى عبد في موطن ؛ فلا حساب عليه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 737 :
    $منكر بهذا التمام$
    قال في "الدر المنثور" (5/ 336) :
    "أخرجه أبو يعلى ، والدارقطني في "الأفراد" ، وابن المنذر ، والحاكم - وصححه - ، وابن مردويه ، والبيهقي في "البعث" عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ... (فذكره)" .
    قلت : وفي عزوه بهذا التمام للحاكم نظر ؛ فإنه إنما أخرجه في "المستدرك" (2/ 253) دون قوله : "يتقلدون أسيافهم .." إلخ ؛ عن أبي أسامة عن عمر بن محمد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي هريرة . وقال :
    "صحيح الإسناد" . وأقره المنذري في "الترغيب" (2/ 199) .
    وأما الذهبي ؛ فزاد في "التلخيص" :
    ".. على شرط البخاري ومسلم" .
    قلت : وهو الصواب ؛ فإن رجاله كلهم على شرطهما .
    وعمر هذا : هو ابن محمد بن زيد بن عبدالله بن عمر بن الخطاب المدني ؛ نزيل عسقلان ، ولم يعرفه الحافظ ابن كثير كما يأتي . ثم قال المنذري :
    "ورواه ابن أبي الدنيا من طريق إسماعيل بن عياش أطول منه ؛ وقال فيه : (هم الشهداء ، يبعثهم الله متقلدين أسيافهم حول عرشه ...)" !
    قلت : وإسماعيل بن عياش - وهو الحمصي الشامي - مختلف فيه . والذي استقر عليه رأي الحفاظ النقاد فيه : أنه ثقة فيما يرويه عن الشاميين ، ضعيف فيما يرويه عن غيرهم ، ولذلك ؛ كان الواجب على المنذري أن يسمي لنا شيخه فيه !
    وقد وقفت عليه بواسطة "تفسير ابن كثير" ؛ فإنه - جزاه الله خيراً - ذكر إسناد أبي يعلى ، فقال :
    "وقال أبو يعلى : حدثنا يحيى بن معين : حدثنا أبو اليمان : حدثنا إسماعيل ابن عياش عن عمر بن محمد ..." فذكره كما تقدم في إسناد الحاكم . ثم قال :
    "رجاله كلهم ثقات ؛ إلا شيخ إسماعيل بن عياش ؛ فإنه غير معروف . والله سبحانه وتعالى أعلم" !
    وأقول : بل هو معروف ؛ فإنه من ذرية عمر بن الخطاب كما تقدم ؛ فقد ذكر الحافظ المزي - شيخ ابن كثير - في ترجمة عمر بن محمد هذا أنه روى عن زيد بن أسلم ، وعنه جماعة منهم إسماعيل بن عياش فهو علة تلك الزيادة التي لم يروها الحاكم ؛ لأن شيخه عمر هذا مدني كما تقدم ،وقد عرفت من ترجمته آنفاً أنه ضعيف فيما يرويه عن المدنيين وغيرهم .
    وقد يقول قائل : قد ذكرت آنفاً أن عمر هذا كان نزيل (عسقلان) ؛ وهي من بلاد الشام ، فيمكن أن يكون إسماعيل سمعه منه فيها ، وأنه حفظه عنه ؟!
    فأقول : هذا ممكن ، ولكن لا بد له من مرجح ، وهذا مفقود ، وحينئذ يبقى حكم هذه الزيادة على الضعف ، حتى يتبين المرجح ؛ كشأن المختلط الذي لم يعلم أحدث بالحديث قبل الاختلاط أم بعده ؟ فهو على الضعف حتى يتبين أنه حدث به قبل الاختلاط .
    على أنه يترجح عندي ضعف هذه الزيادة من جهة أخرى ؛ وهي مخالفة إسماعيل لأبي أسامة - واسمه حماد بن أسامة - ، وهو ثقة ثبت ، ولم يروها كما تقدم من تخريج الحاكم . ويبعد جداً أن يكون حدث بها عمر بن محمد ، ولا يحفظها أبو أسامة عنه ، ويحفظها إسماعيل ، مع ما فيه من القال والقيل ! ولذلك ؛ فإن هذه الزيادة منكرة عندي ،بخلاف ما قبلها ، ولذلك ؛ لم أوردها مع حديث الحاكم في "صحيح الترغيب" (2/ 147/ 1378) ، والله سبحانه وتعالى أعلم .
    (تنبيه) : قد عزا الحديث لأبي يعلى الحافظ ابن حجر أيضاً في "المطالب العالية" (3/ 365/ 3721) ، وذكر الشيخ الأعظمي في تعليقه عليه : أن البوصيري قد سكت عليه ! وقد كشفنا لك عن علته بفضل الله وتوفيقه .
    ولم أره في "مجمع الزوائد" للهيثمي ، ولا عزاه المنذري لأبي يعلى كما تقدم ! فلعله في بعض النسخ منه . والله أعلم .
    ثم إن متن الحديث قد نقلته من "تفسير ابن كثير" ، والزيادات التي بين المعكوفات [] ؛ إنما هي من "الترغيب" ، وبعضها من "الدر" . ووقع فيه : "البرهة" مكان : "النزهة" ! ولعله تصحيف .
    ثم رأيت الحافظ قد ساق إسناد أبي يعلى في "المطالب العالية المسندة" (2/ 45/ 2) كما ساقه ابن كثير .
    وقد رواه آخرون عن إسماعيل ، وعن محمد بن عمر ؛ دون قوله :
    "تتلقاهم الملائكة ..." . وتقدم برقم (3685) .
    (/1)
    5438 - ( إن جبريل أتى رسول الله صلي الله عليه وسلم - حين قبض سعد بن معاذ [من جرح أصابه يوم الخندق] - من جوف الليل معتجراً بعمامة من إستبرق ، فقال : يا محمد ! من هذا الميت الذي فتحت له أبواب السماء واهتز له العرش ؟ قال : فقام رسول الله صلي الله عليه وسلم سريعاً يجر ثوبه إلى سعد ، فوجده قد مات ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 740 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن إسحاق في "السيرة" (3/ 271) : حدثني معاذ بن رفاعة الزرقي قال : حدثني من شئت من رجال قومي : إن جبريل ... الحديث .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة شيخ معاذ بن رفاعة .
    على أن هذا نفسه فيه نظر ؛ فإنه لم يوثقه غير ابن حبان ، وحكى أبو الفتح الأزدي عن عباس الدوري عن ابن معين أنه قال فيه :
    "ضعيف" . قال الأزدي :
    "ولا يحتج بحديثه" ؛ كما في "التهذيب" .
    وقد روى عنه جمع ، ولم يذكر فيه البخاري في "التاريخ" ، وابن أبي حاتم في كتابه جرحاً ولا تعديلاً ، فهو مجهول الحال ؛ إن لم يكن ضعيفاً .
    وأما الحافظ ؛ فقال :
    "صدوق" !
    وبيض له الذهبي في "الكاشف" .
    وقد خولف ابن إسحاق في إسناده ومتنه ؛ فقال يزيد بن الهاد : عن معاذ بن رفاعة عن جابر بن عبدالله قال : ... فذكره مختصراً نحوه ، ولفظه :
    جاء جبريل إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال : من هذا العبد الصالح الذي مات ؛ فتحت له أبواب السماء ، وتحرك له العرش ؟
    قال : فخرج رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ فإذا سعد بن معاذ .
    أخرجه البيهقي في "الدلائل" - كما في "السيرة" لابن كثير (3/ 245) - ، رواه عن شيخه الحاكم ، وقد أخرجه هذا في "المستدرك" (3/ 206) مختصراً نحوه ؛ ليس فيه ذكر جبريل عليه السلام ، فصار الحديث من قول النبي صلي الله عليه وسلم ، وليس من قول جبريل .
    وكذلك رواه الإمام أحمد (3/ 327) ، والنسائي في "الكبرى" - كما في "تحفة الأشراف" (2/ 379) - ، وعزاه إليه الذهبي أيضاً في "سير أعلام النبلاء" (1/ 293) ؛ لكن ذكره بلفظ البيهقي الذي فيه ذكر جبريل ، وكأنه من أوهامه ؛ إذا صح ما في "التحفة" ! وتبعه على الوهم المعلق عليه ؛ فعزاه لأحمد والحاكم ، وقد عرفت أن روايتهما كرواية النسائي !
    وجملة القول : أن حديث الترجمة ضعيف عندي ؛ للجهالة ، والضعف الذي في بعض رواته ، ومخالفة ابن إسحاق لابن الهاد في إسناده ومتنه .
    وقد وجدت له طريقاً أخرى ، ولكنها واهية أيضاً ، فلا يستشهد بها ؛ يرويه أبو قرة محمد بن حميد : حدثنا سعيد بن تليد : حدثنا محمد بن فضالة عن أبي طاهر عبدالملك بن محمد بن أبي بكر عن عمه عبدالله بن أبي بكر قال :
    مات سعد بن معاذ من جرح أصابه يوم الخندق شهيداً ، قال : فلبغني أن جبريل عليه السلام نزل في جنازته معتجراً .. الحديث مثله .
    أخرجه ابن عبدالبر في ترجمة (سعد بن معاذ) من "الاستيعاب" .
    قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ فإنه مع كونه بلاغاً من عبدالله بن أبي بكر ، وهو ابن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري التابعي ؛ فيما يظهر لي ؛ فإن في الطريق إليه جمعاً لا يحتج بهم :
    الأول : عبدالملك بن محمد بن أبي بكر - وهو الحزمي - ؛ أورده البخاري في "التاريخ" (3/ 1/ 431) ، وابن أبي حاتم (2/ 2/ 369) من رواية ابن وهب عنه ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    ويحتمل عندي أنه الذي في "الميزان" و "اللسان" :
    "عبدالملك بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلي الله عليه وسلم قال :
    "ليس في القبلة وضوء" .
    وعنه بقية . قال الدارقطني : عبدالملك ضعيف" .
    قلت : وهو من طبقة الحزمي هذا ، وحديثه في القبلة في "سنن الدارقطني" (1/ 136) معلقاً .
    الثاني : محمد بن فضالة ؛ لم أعرفه ، ويحتمل - على بعد - أنه الذي في "الميزان" و "لسانه" :
    "محمد بن فضالة بن الصقر ، شيخ شامي . حدث عن هشام بن عمار . قال أبو أحمد الحاكم : فيه نظر" .
    وإنما استبعدت أن يكون هو هذا ؛ لأمرين :
    الأول : أنه متقدم الطبقة على هذا .
    والآخر : أني أخشى أن يكون اسم (محمد) محرفاً من (المفضل) ؛ فقد جاء في ترجمة (سعيد بن تليد) من "التهذيب" أنه روى عن المفضل بن فضالة ، وهو المصري ؛ فإن يكن هو ؛ فهو ثقة . والله أعلم .
    والثالث : أبو قرة محمد بن حميد - وهو ابن هشام الرعيني - ؛ ذكره الحافظ المزي فيمن روى عن سعيد بن تليد ، ولم أجد له ترجمة .
    واعلم أن الكلام على هذا الحديث وإيراده هنا في هذا الكتاب ؛ إنما هو من أجل ما فيه من ذكر جبريل واعتجاره بعمامة الإستبرق .
    وإلا ؛ فجملة : "اهتز العرش" منه صحيحة ، جاءت من وجوه كثيرة متواترة ؛ كما قال ابن عبدالبر ، والذهبي ، وبعضها في "الصحيحين" ، فانظر : ترجمة سعد في "سير النبلاء" ، و "فتح الباري" (7/ 123-124) ، و "الصحيحة" (1288) ، و "الإرواء" (3/ 166-167) ، و "مختصر الشمائل" (31/ 16) ، و "الظلال" (1/ 247-248) .
    (/1)
    5439 - ( سئلت اليهود عن موسى ؟ فأكثروا [فيه] وزادوا ونقصوا ؛ حتى كفروا . وسئلت النصارى عن عيسى ؟ فأكثروا فيه وزادوا ونقصوا ؛ حتى كفروا .
    وإنه سيفشو عني أحاديث ، فما أتاكم من حديثي ؛ فأقرأوا كتاب الله واعتبروه ، فما وافق كتاب الله ؛ فأنا قلته ، وما لم يوافق كتاب الله ؛ فلم أقله ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 744 :
    $منكر$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 316/ 13224) : حدثنا علي بن سعيد الرازي : حدثنا الزبير بن محمد بن الزبير الرهاوي : حدثنا قتادة ابن الفضيل عن أبي حاضر عن الوضين عن سالم بن عبدالله عن عبدالله بن عمر مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم مسلسل بالعلل :
    1- الوضين : هو ابن عطاء الدمشقي ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
    "صدوق سيىء الحفظ ، ورمي بالقدر . من السادسة" .
    2- أبو حاضر ؛ أورده ابن أبي حاتم في "الكنى" (4/ 2/ 362) برواية قتادة بن الفضيل عنه ، وقال عن أبيه :
    "مجهول" .
    وكذا في "الميزان" و "اللسان" .
    ثم أوردوا ثلاثتهم في "الأسماء" ، فقالوا - واللفظ للأول - :
    "عبدالملك بن عبدربه بن زيتون أبو حاضر . روى عن رجل عن ابن عباس . روى عنه عيسى بن يونس" .
    ونحوه في "التاريخ الكبير" للبخاري (3/ 1/ 424) ، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    وأما الذهبي ؛ فقال :
    "عبدالملك بن عبدربه الطائي عن خلف بن خليفة وغيره ، منكر الحديث ، وله عن الوليد بن مسلم خبر موضوع ، وله عن شعيب بن صفوان" !
    قلت : والظاهر أن هذا غير الذي ترجم له ابن أبي حاتم والبخاري ؛ فإنه متأخر عنه ، وليس هو - بالتالي - أبا حاضر هذا الذي روى عن الوضين ؛ للسبب نفسه .
    ولكن هل هو ابن زيتون أبو حاضر ؟
    صنيع ابن أبي حاتم يدل على الفرق بينهما ؛ بترجمته لكل منهما .
    وخالفه الحافظ المزي ؛ فذكره في شيوخ قتادةة بن الفضيل ، وفي الرواة عن الوضين : عبدالملك بن عبدربه أبو حاضر . فالله أعلم .
    وقد تبعه على ذلك الهيثمي ، فأعل الحديث به ؛ فقال في "مجمع الزوائد" (1/ 170) :
    "رواه الطبراني في "الكبير" ، وفيه أبو حاضر عبدالملك بن عبدربه ، وهو منكر الحديث" !
    ولكنه لفق بين ما ذهب إليه المزي ، وبين قول الذهبي في الطائي : "منكر الحديث" . وقد عرفت أن أبا حاضر هذا غير الطائي ، وأنه مجهول ؛ كما قال أبو حاتم ، وتبعه الذهبي والعسقلاني ؛ فهو غير عبدالملك بن عبدربه الطائي الذي قال فيه الذهبي : "منكر الحديث" . والله أعلم .
    3- قتادة بن الفضيل ؛ قال أبو حاتم :
    "شيخ" .
    وذكره ابن حبان في "الثقات" .
    وروى عنه جمع ، ومع ذلك قال فيه الحافظ :
    "مقبول" ! يعني : عند المتابعة ، وإلا ؛ فلين الحديث .
    4- الزبير بن محمد الرهاوي ؛ قد ذكروه في الرواة عن قتادة بن الفضيل ، ولكني لم أجد له ترجمة .
    والشطر الثاني من الحديث ؛ قد نص كثير من العلماء المتقدمين والمتأخرين على أنه من وضع الزنادقة ، وقد ذكرت طرفاً منه في الرد على "منهاج الصالحين" للمدعو (عز الدين بليق) ، رقم الحديث (247) .
    (/1)
    5440 - ( يا معاذ ! إذا كان في الشتاء ؛ فغلس بالفجر ، وأطل القراءة قدر ما يطيق الناس ولا تملهم . وإذا كان الصيف فأسفر بالفجر ؛ فإن الليل قصير ، والناس ينامون ، فأمهلهم حتى يدركوا ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 746 :
    $موضوع$
    أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم" (ص 75 - النهضة) ، وعنه البغوي في "شرح السنة" (2/ 198/ 356) ، والديلمي في "مسنده" (3/ 282-283) من طريق يوسف بن أسباط : حدثنا المنهال بن الجراح عن عبادة ابن نسي عن عبدالرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل قال :
    بعثني رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى اليمن فقال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد موضوع ، ومتن منكر ، والمتهم به : المنهال بن الجراح - وهو الجراح بن المنهال أبو العطوف - ، قلب اسمه يوسف بن أسباط الضعيف وغيره . وقد أورده - أعني : الجراح هذا - ابن حبان في "الضعفاء" ، وقال (1/ 218) :
    "كنيته أبو العطوف ، وبه يعرف ، وكان رجل سوء ؛ يشرب الخمر ، ويكذب في الحديث" . وقال الدارقطني :
    "متروك" .
    وضعفه آخرون .
    ثم إن الحديث مخالف للأحاديث الصحيحة المتفقة على أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يصلي الفجر بغلس ؛ وهي مخرجة في "الإرواء" (1/ 278-281) :
    وقد تابعه على الشطر الأول منه محمد بن سعيد عن عبادة بن نسي به في حديث له طويل .
    أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (10/ 618) .
    ومحمد بن سعيد هذا : هو الشامي المصلوب في الزندقة ، كذبوه . وقال ابن عساكر :
    "وقد روي هذا من وجه آخر أتم من هذا ، بإسناد أشبه منه" .
    ثم ساقه من طريق البغوي : حدثني السري بن يحيى أبو عبيدة التميمي : أخبرنا سهل بن يوسف عن أبيه عن عبيد بن صخر بن لوذان الأنصاري السلمي - وكان فيمن بعثه النبي صلي الله عليه وسلم مع عمال اليمن - ، فقال : ... فذكر الحديث بطوله ، وفيه الحديث بشطريه .
    وقد قال الحافظ في ترجمة (عبيد) هذا من "الإصابة" :
    "ذكره البغوي وغيره في الصحابة ، وقال ابن السكن : يقال : له صحبة ، ولم يصح إسناد حديثه .
    وأخرج هو ، والبغوي ، والطبري من طريق سيف بن عمر عن سهل بن يوسف عن أبيه عن عبيد ..." .
    قلت : فذكر طرفه الأول من الحديث الطويل .
    وفي إسناد هؤلاء الثلاثة (سيف بن عمر) ، وليس له ذكر في رواية ابن عساكر عن البغوي ؛ فإما أن يكون رواية أخرى للبغوي ، لم تتيسر للحافظ ، أو أنه لم يقف عليها ، أو أن في إسنادها عند ابن عساكر شيئاً من الخطأ أو السقط . والله أعلم .
    وعلى كل حال ؛ ففي الإسناد عندهم جميعاً : (يوسف) والد (سهل) - وهو يوسف بن سهل بن مالك الأنصاري - ، كذا ساقه المزي في ترجمة (سيف بن عمر) ، وقد ذكر في شيوخه : ابنه هذا (سهلاً) ، وهو ثقة ؛ بخلاف أبيه (يوسف بن سهل) ؛ فإني لم أجد له ترجمة فيما عندي من المراجع ، حتى ولا في "ثقات ابن حبان" !
    وأما (سيف بن عمر) ؛ فمعروف ؛ لكنه متهم بالوضع ؛ قال الذهبي في "المغني" :
    "له تواليف ، متروك باتفاق" .
    بخلاف السري بن يحيى ؛ فإنه صدوق ؛ كما قال ابن أبي حاتم .
    وذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 302) .




    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  10. #10
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    5441 - ( إن الله عز وجل يقول :
    أنتقم ممن أبغض بمن أبغض ، ثم أصير كلاً إلى النار ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 749 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (رقم 3500 - بترقيمي) عن أحمد بن بكر البالسي قال : أخبرنا عروة بن مروان الرقي قال : أخبرنا معتمر بن سليمان عن الحجاج بن أرطاة عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعاً . وقال :
    "لم يروه عن ابن المنكدر إلا الحجاج ، ولا عن الحجاج إلا معتمر ، تفرد به عروة بن مروان" .
    قلت : وهو ضعيف ؛ قال الدارقطني :
    "كان أمياً ، ليس بالقوي في الحديث" .
    والحجاج بن أرطاة مدلس ، وقد عنعنه .
    والبالسي ضعيف ؛ كما قال الدارقطني . وقال ابن عدي :
    "روى مناكير عن الثقات" . وأما الأزدي ؛ فقال :
    "كان يضع الحديث" .
    وفي مقابله ابن حبان ؛ فإنه ذكره في "الثقات" ؛ ولكنه قال :
    "كان يخطىء" .
    وبه وحده أعله الهيثمي ، فقال في "المجمع" (7/ 289) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه أحمد بن بكر البالسي ، وهو ضعيف" !
    قلت : وإعلاله بمن فوقه ممن ذكرنا أولى ؛ فإن كلام الطبراني يشعر أنه لم يتفرد به . والله أعلم .

    (/1)
    5442 - ( قال ربكم : ابن آدم ! أنزلت عليك سبع آيات ، ثلاث لي ، وثلاث لك ، وواحدة بيني وبينك : فأما التي لي ؛ فـ (الحمد لله رب العالمين . الرحمن الرحيم . مالك يوم الدين) ، [والتي بيني وبينك] : (إياك نعبد وإياك نستعين) ؛ منك العبادة وعلي العون لك . وأما التي لك : (اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم . غير المغضوب عليهم ولا الضالين) ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 750 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 6547 - بترقيمي) من طريق سليمان بن أرقم عن الزهري عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن أبي ابن كعب قال :
    قرأ رسول الله صلي الله عليه وسلم فاتحة الكتاب ؛ ثم قال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته ابن أرقم هذا ؛ فإنه متروك ؛ كما قال الذهبي في "الكاشف" ، والهيثمي في "المجمع" (2/ 112) ، وبه أعله .
    ثم إن في متنه نكارة ؛ فقد صح بلفظ :
    "قال الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ؛ ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : (الحمد لله رب العالمين) قال الله : حمدني عبدي ..." الحديث . رواه مسلم ، وأبو عوانة في "صحيحيهما" وغيرهما ، وهو مخرج في "الإرواء" (502) .
    (تنبيه) : ما بين المعكوفتين سقط من الأصل ، ويظهر أنه سقط قديم ؛ فإنه كذلك في "المجمع" برواية "الأوسط" ، وقد استدركته من "الدر المنثور" (1/ 6) ، و "الجامع الكبير" (1/ 599) ؛ لكن وقع فيه : (طب) ؛ أي : الطبراني في "الكبيرط ! والظاهر أنه خطأ من
    الناسخ ؛ فإنه ليس فيه .

    (/1)
    5443 - ( كان يقول عند الكرب : لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات ورب العرش الكريم ، اللهم ! اصرف [عني] شره . وفي رواية : شر فلان ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 751 :
    $منكر بزيادة الصرف$
    أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص 103 - التازية) من طريق عبدالملك بن الخطاب بن عبيدالله بن أبي بكرة قال : حدثني راشد أبو محمد عن عبدالله بن الحارث قال : سمعت ابن عباس يقول : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، وله علتان :
    الأولى : راشد هذا - وهو ابن نجيح الحماني - قال أبو حاتم :
    "صالح الحديث" .
    وذكره ابن حبان في "الثقات" ، وقال :
    "ربما أخطأ" . ولخص هذا الحافظ ، فقال :
    "صدوق ، ربما أخطأ" .
    والأخرى : عبدالملك بن الخطاب ؛ ذكره ابن حبان في "الثقات" . وقال ابن القطان :
    "حاله مجهولة" . وقال الحافظ في "التقريب" :
    "مقبول" .
    قلت : فهو العلة .
    ولا يقويه أنه رواه الطبراني في "الكبير" (10/ 386/ 10772) عن خالد ابن يوسف السمتي : حدثنا أبي عن راشد بن نجيح (الأصل : ابن أبي نجيح !) به . والزيادة له ؛ وكذا الرواية .
    وهذا إسناد أشد ضعفاً من الذي قبله ، وآفته يوسف هذا ؛ فقال الذهبي في ترجمة ابنه خالد :
    "أما أبوه فهالك ، وأما هو فضعيف" .
    والحديث صحيح محفوظ من طريق أخرى عن ابن عباس به ، دون قوله :
    "اللهم ! اصرف عني شره .." .
    فقد أخرجه البخاري (6346،7426) ، وفي "المفرد" أيضاً ؛ ومسلم (8/ 85) ، والترمذي (3431) - وصححه - ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (414/ 652-653) ، وابن ماجه (3883) ، والطيالسي (2651) ، وأحمد (1/ 228،254،339،356) ، وابن أبي شيبة (10/ 196/ 9204) ، و الطبراني في "الكبير" (12/ 158) وفي "الدعاء" (2/ 1274/ 1023،1024) من طريق أبي العالية عن ابن عباس به دون الزيادة .
    فهي منكرة .
    فيتعجب من الحافظ كيف سكت عليها في "الفتح" (11/ 147) ؛ وقد ذكرها من طريق "الأدب المفرد" ؟! وزاد أحمد والطبراني والنسائي :
    ثم يدعو .
    وسنده صحيح .

    (/1)
    5444 - ( بينا أنا جالس ؛ إذ جاء جبريل ، فوكز بين كتفي ، فقمت إلى شجرة مثل وكري الطير ، فقعد في إحداهما ، وقعدت في الأخرى ، فسمت فارتفعت ؛ حتى سدت الخافقين ؛ وأنا أقلب بصري ، ولو شئت أن أمس السماء لمسست ، فنظرت إلى جبريل كأنه حلس لاطىء ، فعرفت فضل علمه بالله علي ، وفتح لي بابين من أبواب الجنة ، ورأيت النور الأعظم ، وإذا دون الحجاب رفرف الدر والياقوت ، فأوحى إلي ما شاء أن يوحي ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 753 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" (ص 209-210- مكتبة الكليات الأزهرية) ، وابن سعد في "الطبقات" (1/ 171) ، والبزار في "مسنده" (1/ 47/ 58) ، والطبراني في "الأوسط" (1/ 99/ 59 - مجمع البحرين) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 316) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 109 - هندية) من طريق الحارث بن عبيد الإيادي عن أبي عمران الجوني عن أنس بن مالك مرفوعاً . وقال أبو نعيم مضعفاً :
    "غريب ، لم نكتبه إلا من حديث أبي عمران ، تفرد به الحارث بن عبيد أبو قدامة" .
    قلت : قال الذهبي في "الكاشف" :
    "ليس بالقوي ، وضعفه ابن معين" . وقال الحافظ في "التقريب" :
    "صدوق يخطىء" .
    قلت : ولم يصرح أحد بتوثيقه .
    ومع ذلك ؛ رجح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله توثيقه ، وقد رددت عليه في "شرح الطحاوية" (ص 348 - الطبعة السادسة) .
    ومما يؤكد ضعفه : أنه خالفه حماد بن سلمة ؛ فقال : أخبرنا أبو عمران الجوني عن محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب التميمي - زاد بعضهم - عن أبيه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
    أخرجه البيهقي هكذا بالزيادة ، وعلقه قبيل ذلك بدونها . وهكذا رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 194) ، وكذا ابن المبارك في "الزهد" ، والحسن بن سفيان في "مسنده" - كما في "اللسان" - ، وقال :
    "وجزم البخاري وابن أبي حاتم والعسكري وابن حبان [يعني في "الثقات" (3/ 234)] بأنه مرسل" .
    وذكره نحوه في ترجمة محمد بن عمير هذا من "الإصابة" ، وقال :
    "قال ابن منده : ذكر في الصحابة ، ولا يعرف له صحبة ولا رؤية" . ثم قال الحافظ :
    "وأما أبوه : فلا أدري هل له إدراك أم لا ؟ فإني لم أجد أحداً ممن صنف في الصحابة ذكره ، وأخلق به أن يكون أدرك العهد النبوي" !
    وأقول : نعم ؛ لو صح ذكره في الإسناد ؛ ولكن الظاهر أنه شاذ لا يصح ؛ كما يشعر بذلك إعلال الأئمة إياه بالإرسال ، وعدم ذكره في روايتهم - إلا البيهقي - على ما في ثبوتها في كتابه من الشك كما سبقت الإشارة إليه . والله سبحانه وتعالى أعلم .

    (/1)
    5445 - ( اعمم ولا تخص ؛ فإن بين الخصوص والعموم كما بين السماء والأرض ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 755 :
    $ضعيف$
    أخرجه الديلمي في "مسند
    الفردوس" (2/ 1/ 14) من طريق الدارقطني عن محمد بن إسماعيل الصائغ عن علي بن جرير الخراساني عن حماد بن سلمة عن ثابت عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن علي قال :
    مر رسول الله صلي الله عليه وسلم وأنا أقول : اللهم ! ارحمني ، فضرب بيده بين كتفي فقال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات معروفون ؛ مترجمون في "التهذيب" ؛ غير علي بن جرير الخراساني ؛ والظاهر أنه الذي في "الجرح والتعديل" (3/ 1/ 178) :
    "علي بن جرير الباوردي ، روى عنه .. (بياض) . سئل أبي عنه ؟ فقال : صدوق" .
    فإن (الباوردي) نسبة إلى (أبيورد) ؛ وهو بلد بـ (خراسان) ، كما في "معجم البلدان" وغيره ، ولم أجد له ترجمة في غير المصدر المذكور ، وهي غير كافية ؛ لجهالة من روى عنه ، فهو شبه المجهول عندي ، لا سيما وقد خولف في إسناده .
    فأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/ 130) من طريق العيشي : حدثنا حماد بن سلمة : حدثنا ثابت عن عمرو بن شعيب :
    أن النبي صلي الله عليه وسلم أتى على علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وقد خرج لصلاة الفجر ؛ وعلي يقول : اللهم ! اغفر لي وارحمني ، اللهم ! تب علي . فضرب النبي صلي الله عليه وسلم على منكبه ، وقال : ... فذكره ، دون قوله :
    "ولا تخص" .
    وكذا رواه أبو داود في "المراسيل" ؛ كما ذكره البيهقي عقبه ، وهو في النسخة المطبوعة من "المراسيل" (ص 11-12) ؛ لكنها مختصرة من الأسانيد وبعض المتون ؛ كما تبين لنا بالمراجعة ، فلم نعرف هل هو من طريق العيشي هذا أم غيره ؟!
    وبالجملة ؛ فالصواب في الحديث أنه مرسل عمرو بن شعيب ، أخطأ الخراساني في وصله عن علي ؛ لأن العيشي - وهو عبيدالله بن محمد - ثقة اتفاقاً .
    ثم إن المتن منكر مخالف لكثير من الأحاديث الصحيحة التي وردت عن النبي صلي الله عليه وسلم في أدعيته ؛ فإنها بصيغة الإفراد ، حتى في الصلاة . ومنها قوله صلي الله عليه وسلم بين السجدتين :
    "اللهم ! اغفر لي ، وارحمني ، واجبرني ، وارفعني ، واهدني ، وارزقني" .
    انظر كتابي "صفة الصلاة" ، والرد على (عز الدين بليق) ؛ وقد أورد هذا الحديث في كتابه الذي سماه "منهاج الصالحين" ! وإنما هو منهاجه هو ؛ لجهله بالشريعة ، وكثرة الأحاديث الضعيفة فيه والموضوعة والمنكرة ، وقد جاوزت الأربع مئة حديث في ردي المشار إليه ، وهذا منها برقم (168) .
    وقد أورده السيوطي في "الجامع الكبير" (1/ 124) من رواية الديلمي وأبي داود والبيهقي مرفوعاً .
    ثم ذكره (3/ 160) في مسند علي من رواية الديلمي كما تقدم ! ومعلوم أن ما عزاه إليه ضعيف ، يكفي ، مجرد العزو إليه عن بيان ضعفه ؛ كما نص عليه في المقدمة .

    (/1)
    5446 - ( دثر مكان البيت ، فلم يحج هود ولا صالح ؛ حتى بوأه الله لإبراهيم ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 757 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه أبو إسحاق الحربي في "المناسك" (ص 482) من طريق إبراهيم بن محمد بن عبدالعزيز الزهري عن أبيه عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت : دثر ... إلخ . قال عروة : قلت لعائشة : عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟ قالت : عن رسول الله .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ إبراهيم وأبوه محمد متروكان ، مترجمان في "الميزان" ، و "اللسان" ، وغيرهما .
    ومحمد هذا : هو الذي بمشورته جلد الإمام مالك ؛ كما هو مصرح به في "التاريخ الكبير" للبخاري (1/ 1/ 167) ، و"الصغير" أيضاً (ص 190) ، و"الضعفاء" لابن حبان (2/ 264) وغيرها .
    لكن وقع مثله في ترجمة ابنه إبراهيم من "الميزان" و "اللسان" !
    فالظاهر أنه خطأ . والله أعلم .
    والحديث ؛ أورده الذهبي - ثم العسقلاني - في مناكير إبراهيم هذا .

    (/1)
    5447 - ( لا تكن فتاناً ، ولا مختالاً ، ولا تاجراً إلا تاجر خير ؛ فإن أولئك المسبوقون في العمل ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 758 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطيالسي في "مسنده" (رقم 96) : حدثنا شعبة عن الحكم عن رجل من أهل البصرة - ويكنونه أهل البصرة : أبو المودع ، وأهل الكوفة يكنونه بـ :أبي محمد ، وكان من هذيل - عن علي بن أبي طالب مرفوعاً به . وفيه قصة .
    وأخرجه أحمد (1/ 87) من طريقين آخرين عن شعبة به ؛ إلا أنه قال في الطريق الأخرى منهما : (مورع) - بالراء - بدل (مودع) - بالراء أيضاً - .
    وكذلك أعاده أحمد (1/ 139) من الطريق الأخرى .
    ثم رواه عبدالله من طريق حجاج بن أرطاة عن الحكم بن عتيبة عن أبي محمد الهذلي عن علي .
    قلت : وأبو محمد هذا - أو أبو المودع ، أو أبو المورع ، وقيل : أبو المروع - ؛ قال الحسيني :
    "مجهول" ؛ كما في "التعجيل" ؛ وقال الذهبي في كنيته الأولى والثالثة :
    "لا يعرف" .
    قلت : وذلك ؛ لأنه لم يرو عنه غير الحكم بن عتيبة .
    وأما قول الهيثمي في "المجمع" (5/ 173) - بعدما عزاه لأحمد وابنه - :
    "ولم أجد من وثقه ، وقد روى عنه جماعة" .
    فهو خطأ ، قلده فيه الشيخ المناوي في "الجامع الأزهر" (3/ 107/ 1) ؛ يتبين ذلك لكل من رجع إلى ترجمته في "تعجيل المنفعة" .
    هذا ؛ ويغلب على ظني أنه ثعلبة بن يزيد المترجم في "التهذيب" ؛ فقد رأيت الحديث في "طبقات الأصبهانيين" لأبي الشيخ (ص 233- ظاهرية) من طريق أبان بن تغلب عن الحكم بن عتيبة عن ثعلبة بن يزيد عن علي بن أبي طالب به دون الاستثناء .
    وكذا رواه الطحاوي في "المشكل" (3/ 15) بالاستثناء .
    ويؤيد ذلك : أن ثعلبة هذا كوفي يروي عن علي ، وعنه الحكم وغيره ؛ قال ابن حبان في "الضعفاء" (1/ 207) :
    "كان غالياً في التشيع ، لا يحتج بأخباره التي ينفرد بها عن علي" .
    ثم تناقض فأورده في "الثقات" (4/ 98 - دائرة المعارف) من روايته عن علي ، وعنه حبيب بن أبي ثابت ! وقال الحافظ المزي في "التهذيب" (4/ 399 - الرسالة) :
    "قال البخاري : في حديثه نظر ، لا يتابع في حديثه . روى له النسائي في "مسند علي" وقال : ثقة" .
    واعلم أن الشيخ أحمد شاكر رحمه الله قد حسن إسناد الحديث في تعليقه على "المسند" (2/ 69) ؛ مع أنه نقل قول الذهبي المتقدم في أبي محمد :
    "لا يعرف" ! ولكنه عقب عليه بقوله :
    "وأنا أرى أن التابعين على الستر والثقة حتى نجد خلافهما" !!
    قلت : وعلى هذا جرى في كثير من أحاديث "المسند" ! وهو توسع غير محمود عندي ؛ لأن النفس لا تطمئن لكون التابعي أياً كان على الستر والثقة ؛ لأننا نخشى في روايته غير اتهامه في نفسه ، وهو احتمال أن يكون ضعيفاً في حفظه ، فلو أنه اشترط إلى ذلك أن يكون معروفاً برواية جمع من الثقات عنه ، ولم يتبين في حديثه ما يضعف به من الخطأ والمخالفة للثقات ؛ لكان مقبولاً . والله أعلم .
    ثم رأيت الحديث قد أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (1/ 39/ 90) من طريق أبان بن تغلب به ؛ إلا أنه قال : ثعلبة بن يزيد ، أو يزيد بن ثعلبة ... وذكر الاستثناء ، ثم قال :
    "وهذا خبر - عندنا - صحيح سنده ، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيماً غير صحيح ، وذلك ؛ أنه خبر لا يعرف لبعض ما فيه مخرج عن علي عن النبي صلي الله عليه وسلم يصح إلا من هذا الوجه . وأخرى : أن في إسناده شكاً فيمن حدث عن علي رحمة الله عليه ؛ أثعلبة بن يزيد هو أم يزيد بن ثعلبة ؟ والثالثة : أن الذي فيه من ذكر (التاجر) إنما روي عن علي موقوفاً عليه من كلامه غير مرفوع إلى النبي صلي الله عليه وسلم ، وبخلاف اللفظ الذي فيه" !
    ثم ساق عدة روايات موقوفة على علي رضي الله عنه ، وأتبعها بقوله :
    "وقد وافق علياً رحمة الله عليه في روايته عن رسول الله صلي الله عليه وسلم بذم التجارة جماعة من الصحابة ، نذكر ما صح عندنا من ذلك سنده" .
    ثم ساق عدة أحاديث في أن التجار هم الفجار إلا من بر وصدق ، ونحو ذلك ، وبعضها مخرج في "الصحيحة" (366) .
    ولكن إن كان هذا يشهد لما في حديث الترجمة من ذكر التاجر ؛ فإنه لم يجب عن الأمر الآخر الذي أورده هو على نفسه ؛ وهو الشك في الراوي عن علي : ثعلبة ابن يزيد أو العكس ؟! فإن كان الأول ؛ فقد عرفت البخاري وغيره فيه ، وإن كان الآخر فمن هو ؟ ولا نعلم في الرواة من يسمى يزيد بن ثعلبة .
    ولا يخفى أن الطبري رحمه الله لا تتم دعواه إلا بعد أن يجيب عن الشك المذكور بترجيح أحد طرفيه ، ثم بيان أن الذي رجحه ثقة عند المحدثين ! وهذا ما لم يفعله ، فنحن على الضعف الذي ظهر لنا ، حتى يتبين لنا ما يضطرنا إلى الانتقال إلى ما ذهب إليه الإمام الطبري من
    الصحة . والله أعلم .
    (تنبيه) : قوله : "المسبوقون" ! كذا في رواية الطيالسي وأحمد في الموضع الأول . وفي الرواية الأخرى له وابنه عبدالله :
    "المسوفون" ؛ وكذا في رواية ثعلبة عند الطحاوي ؛ خلافاً لرواية الطبري عنه ؛ فإنها باللفظ الأول .

    (/1)
    وهذا الاختلاف مما قد يزيد في ضعف الحديث ؛ لأنه يدل على أن راويه لم يضبطه . والعلم عند الله تعالى .
    (/2)
    5448 - ( (يمحو الله ما يشاء) ؛ إلا الشقاوة ، والسعادة ، والحياة ، والموت ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 762 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 9626 - مصورتي) من طريق محمد بن جابر عن ابن أبي ليلى عن نافع عن ابن عمر قال : سمعت النبي صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره . وقال :
    "لم يروه عن ابن أبي ليلى إلا محمد بن جابر ، ولا رواه عن نافع إلا ابن أبي ليلى" .
    قلت : وهو محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى الكوفي الفقيه ، وهو صدوق سيىء الحفظ جداً ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" .
    ونحوه الراوي عنه : محمد بن جابر - وهو الحنفي اليمامي - ؛ قال الحافظ أيضاً :
    "صدوق ، ذهبت كتبه ؛ فساء حفظه وخلط كثيراً ، وعمي فصار يلقن ، ورجحه أبو حاتم على ابن لهيعة" .
    وبه وحده أعله الهيثمي ، فقال في "المجمع" (7/ 43) :
    "وهو ضعيف من غير تعمد كذب" .
    ولذلك ؛ جزم السيوطي في "الدر المنثور" (4/ 66) بأن سنده ضعيف ، وعزاه لابن مردويه أيضاً .
    وتبعه على ذلك الشوكاني في "فتح القدير" (3/ 85) .
    ويحتمل عندي احتمالاً قوياً أن أصل الحديث الموقوف على ابن عباس ؛ أخطأ في إسناده ورفعه : محمد بن جابر عن ابن أبي ليلى ؛ فقد خالفه سفيان وغيره من الثقات فرووه عن ابن أبي ليلى عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به موقوفاً .
    أخرجه ابن جرير في "التفسير" (16/ 478 - شاكر) . ونسبه السيوطي لعبدالرزاق أيضاً ، والفريابي ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في "الشعب" .
    وقد رواه ابن جرير عن مجاهد أيضاً مقطوعاً . وسنده صحيح .
    وكأنه تلقاه عن ابن عباس رضي الله عنه فإنه من تلامذته .
    وثبت خلافه عن عمر وغيره ، فروى ابن جرير (16/ 181-182) من طريق أبي حكيمة عن أبي عثمان النهدي :
    أن عمر بن الخطاب قال - وهو يطوف بالبيت ويبكي - : اللهم ! إن كنت كتبت علي شقوة أو ذنباً ؛ فامحه ؛ فإنك تمحو ما تشاء وتثبت ، وعندك أم الكتاب ، فاجعله سعادة ومغفرة .
    ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/ 63) في ترجمة عصمة أبي حكيمة هذا . وقد قال فيه ابن أبي حاتم (3/ 2/ 20) عن أبيه :
    "محله الصدق" .
    وذكره ابن حبان في "الثقات" .
    والظاهر أنه قد توبع ؛ فقد رواه ابن جرير من طريق معتمر عن أبيه عن أبي حكيمة عن أبي عثمان ، وأحسبني قد سمعته من أبي عثمان مثله .
    وأبو المعتمر : اسمه سليمان بن طرخان التيمي ، وهو ثقة من رجال الشيخين .
    ثم روى ابن جرير من طريق شريك عن هلال بن حميد عن عبدالله بن عكيم عن عبدالله أنه كان يقول :
    اللهم ! إن كنت كتبتني في السعداء ؛ فأثبتني في السعداء ؛ فإنك تمحو ما تشاء وتثبت ، وعندك أم الكتاب .
    ورجاله ثقات ؛ لولا ضعف حفظ شريك ؛ لكنه يتقوى بطريق حماد بن سلمة عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول :
    اللهم ! إن كنت كتبتني في أهل الشقاوة ؛ فامحني ، وأثبتني في أهل السعادة .
    رواه ابن جرير ، والطبراني في "الكبير" (8847) .
    ورجاله ثقات رجال مسلم إلا أن أبا قلابة لم يدرك ابن مسعود ؛ كما قال الهيثمي (10/ 185) ، ولكنه شاهد قوي للطريق الموصولة قبله . والله أعلم .
    ولعل الواسطة بينهما أبو وائل شقيق بن سلمة ؛ فقد روى الأعمش عنه :
    أنه كان يكثر أن يدعو بهؤلاء الكلمات .
    رواه ابن جرير بسند صحيح عنه .
    وكان أبو وائل من أعلم أهل الكوفة بحديث ابن مسعود .
    واعلم أن المفسرين اختلفوا اختلافاً كثيراً في تفسير آيتي (الرعد) : (لكل أجل كتاب . يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) على أقوال كثيرة ، استوعبها الشوكاني في "الفتح" ، وذكر بعضها ابن جرير ، ثم ابن كثير ، واختار هذا ما هو أقرب للسياق ؛ فقال :
    "أي : لكل كتاب أجل ، يعني : لكل كتاب أنزله الله من السماء مدة مضروبة عند الله ، ومقدار معين ، فلهذا : (يمحو الله ما يشاء) : منها : (ويثبت) ؛ يعني : حتى نسخت كلها بالقرآن الذي أنزله الله على رسوله صلوات الله وسلامه عليه" .
    فالمحو والإثبات فيهما خاص بالأحكام في الكتب المتقدمة أو في الشريعة المحمدية ، ينسخ منها ما يشاء ، ويثبت ما يشاء . وهو يلتقي مع ما رواه ابن جرير (16/ 485) وغيره بسند فيه ضعف عن ابن عباس : (يمحو الله ما يشاء) ، قال :
    من
    القرآن ؛ يقول : يبدل الله ما يشاء فينسخه ، ويثبت ما يشاء فلا يبدله . (وعنده أم الكتاب) ، يقول : وجملة ذلك عنده في أم الكتاب ، الناسخ والمنسوخ ، وما يبدل ، كل ذلك في كتاب .
    وقد وجدت ما يقويه من رواية عكرمة عن ابن عباس ، من وجهين عن عكرمة :
    الأول : رواه يزيد النحوي عنه ابن عباس ؛ في قوله :
    (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها) ، وقال : (وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل ...) الآية ، وقال : (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) ؛ فأول ما نسخ من
    القرآن القبلة ... الحديث .
    رواه النسائي أواخر "الطلاق" ، وأبو داود مختصراً .

    (/1)
    وإسناده حسن ؛ كما هو مبين في "الإرواء" (7/ 161/ 2080) .
    والآخر : رواه سليمان التيمي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما ؛ في قول الله عز وجل :
    (يمحو الله ما يشاء) ، قال : من أحد الكتابين ؛ هما كتابان يمحو الله ما يشاء من أحدهما ويثبت . (وعنده أم الكتاب) ؛ أي : جملة الكتاب .
    رواه ابن جرير (16/ 480،481) ، والحاكم (2/ 349) . وقال :
    "صحيح غريب" . ووافقه الذهبي .
    قلت : وفي رواية لابن جرير (16/ 491) من طريق علي عن ابن عباس :
    (وعنده أم الكتاب) ، يقول : وجملة ذلك عنده في أم الكتاب ؛
    الناسخ والمنسوخ ،، وما يبدل وما يثبت ، كل ذلك في كتاب .
    وفي سنده انقطاع وضعف .
    ثم اعلم أنه - وإن كان المحو والإثبات في الآية خاصاً بالأحكام الشرعية ؛ كما تقدم - ؛ فليس في الشرع ما ينفيهما في غيرها ، بل إن ظواهر بعض النصوص تدل على خلاف ذلك ؛ كمثل قوله صلي الله عليه وسلم :
    "لا يرد القضاء إلا الدعاء ، ولا يزيد في العمر إلا البر" ؛ وهو حديث حسن مخرج في "الصحيحة" (154) . وقوله صلي الله عليه وسلم :
    "من أحب أن يبسط له في رزقه ، وأن ينسأ له في أثره (وفي بعض الطرق : في آجله) ؛ فليصل رحمه" . متفق عليه ، وهو مخرج في المصدر السابق برقم (276) .
    وقد صح عن ابن عباس أنه قال :
    لا ينفع الحذر من القدر ، ولكن الله يمحو بالدعاء ما يشاء من القدر .
    أخرجه الحاكم (2/ 350) . وقال :
    "صحيح الإسناد" . ووافقه الذهبي .
    إذا عرفت ما تقدم ؛ فاعلم أن المحو المذكور والزيادة في الرزق والعمر ؛ إنما هو بالنسبة للقضاء أو القدر المعلق ، وأما القضاء المبرم المطابق للعلم الإلهي ؛ فلا محو ولا تغيير ، كما كنت شرحت ذلك في تعليقي على "مختصر مسلم" للمنذري (ص 470) ؛ فراجعه فإنه هام !
    ثم رأيت القرطبي قد أشار إلى ذلك في تفسيره "الجامع" ، فقال (5/ 332) :
    "والعقيدة : أنه لا تبديل لقضاء الله ، وهذا المحو والإثبات مما سبق به القضاء ، وقد تقدم أن من القضاء ما يكون واقعاً محتوماً - وهو الثابت - ، ومنه ما يكون مصروفاً بأسباب - وهو الممحو - والله أعلم . قال الغزنوي :
    وعندي : أن ما في اللوح خرج عن الغيب ؛ لإحاطة بعض الملائكة ، فيحتمل التبديل ؛ لأن إحاطة الخلق بجميع علم الله محال ، وما في علمه من تقدير الأشياء لا يبدل" .
    وإذا عرفت هذا ؛ سهل عليك فهم كثير من النصوص المرفوعة والآثار الموقوفة ، وقد تقدم بعضها ، وتخلصت من الوقوع في تأويلها . والله الهادي .
    ثم وقفت على كلام جيد لشيخ الإسلام ابن تيمية ، يؤيده ما ذهبت إليه في "مجموع الفتاوى" (8/ 516-518،540،541) و (14/ 488-492) ، فراجعه ؛ فإنه مهم !

    (/2)
    5449 - ( (يمحو الله ما يشاء ويثبت) ؛ قال : يمحو من الرزق ويزيد فيه ، ويمحو من الأجل ويزيد فيه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 768 :
    $ضعيف جداً$
    رواه ابن سعد في "الطبقات" (3/ 574) : أخبرنا عفان ابن مسلم قال : أخبرنا همام بن يحيى عن الكلبي في قوله : (يمحو الله ما يشاء ويثبت) قال : ... فذكره . فقلت : من حدثك ؟ قال : حدثني أبو صالح عن جابر بن عبدالله بن رئاب الأنصاري عن النبي صلي الله عليه وسلم .
    ورواه ابن جرير (16/ 484-485) من طريق أخرى عن عفان به .
    وهذا إسناد ضعيف جداً ، إن لم يكن موضوعاً ؛ آفته الكلبي هذا ؛ فإنه سبئي متهم بالكذب ، بل قد اعترف هو بذلك .
    فروى ابن حبان (2/ 254) : أخبرنا عبدالملك بن محمد قال : حدثنا عمر ابن شبة قال : حدثنا أبو عاصم قال : قال لي سفيان الثوري : قال لي الكلبي :
    ما سمعته مني عن أبي صالح عن ابن عباس ؛ فهو كذب .
    ورجال هذا الإسناد ثقات ؛ على ضعف في عبدالملك هذا - وهو الرقاشي - ، وليس لفظه صريحاً بالاعتراف المذكور ، لا سيما وقد رواه ابن أبي حاتم (3/ 271) :أخبرنا عمر بن شبة بلفظ : زعم لي سفيان الثوري قال : قال لنا الكلبي :
    ما حدثت عني عن أبي صالح عن ابن عباس ؛ فهو كذب ؛ فلا تروه .
    وهذا إسناد صحيح ؛ فهو يحتمل أن الكذب من أبي صالح ؛ وهو المسمى (باذام) أو (باذان) مولى أم هانىء وهو صاحب التفسير الذي رواه عن ابن عباس ، ورواه عنه الكلبي هذا ؛ كما في "طبقات ابن سعد" (6/ 296) ، وهو ضعيف ، أو أشد . انظر "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (رقم 225) ، فكأن الكلبي يتهم بذلك أبا صالح نفسه ! ويرجح هذا رواية أخرى عند ابن حبان أيضاً (2/ 255) بإسناده المتقدم بلفظ :
    .. عن سفيان قال : قال لي الكلبي : قال لي أبو صالح : كل ما حدثتك فهو كذب .
    ويقويه رواية يحيى بن سعيد عن سفيان قال : قال لي الكلبي : قال لي أبو صالح : كل شيء حدثتك ؛ فهو كذب .
    أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 1/ 101) : قال لنا علي : حدثنا يحيى بن سعيد .
    وكذلك رواه في "التاريخ الصغير" (ص 158) .
    وهذا إسناد صحيح غاية ؛ فهو أصح من الأول ، لا سيما والرواية الأخرى منه بمعناه ؛ فهو المعتمد .
    وقد سقط من رواية "الميزان" (تحقيق البجاوي) قوله : "قال لي أبو صالح" ؛ فصارت العبارة فيه :
    كل ما حدثتك عن أبي صالح ؛ فهو كذب !
    والخلاصة : أن القائل : "كل شيء حدثتك فهو كذب" ؛ إنما هو أبو صالح ؛ وليس هو الكلبي ، وإنما هو الراوي لذلك عن أبي صالح ، ولذلك ؛ حذر من التحديث بذلك بقوله للثوري :
    فلا تروه .
    ومن البداهة في مكان : أن أبا صالح - على ضعفه - لا يدان بذلك ؛ لوهاء الكلبي ؛ فتنبه ، ولا تتورط بما وقع في "الميزان" ؛ كما وقع لي فيما تقدم من الكلام على الحديث (111) من هذه "السلسلة" ، والمعصوم من عصمه الله تعالى !
    وجملة القول : أن حديث الترجمة ضعيف جداً ؛ لأن مداره على الكلبي عن أبي صالح ، وقد عرفت وهاءهما الشديد . ولهذا ؛ لم يحسن السيوطي بسكوته على الحديث في "الدر المنثور" (4/ 66) ؛ لا سيما وقد وقع فيه :
    ... عن الكلبي رضي الله عنه ! فأوهم أن الكلبي صحابي ! وإنما هو من صغار التابعين ، والترضي خاص بالصحابة عرفاً . وأما أتباعهم فيترحم عليهم ؛ وما أدري إذا كان الكلبي السبئي يستحق الترحم عليه ؟!
    (تنبيه) : قد ذكر أبو السعود في "تفسيره" من الأقوال التي قيلت في تفسير آية (يمحو الله ما يشاء ...) قول :
    "يمحو الأجل أو السعادة والشقاوة" ، ثم قال :
    "وبه قال ابن مسعود ، وابن عمر رضي الله عنهم ، والقائلون به يتضرعون إلى الله أن يجعلهم سعداء ، وهذا رواه جابر عن النبي عليه الصلاة والسلام" !!
    ففيه ثلاثة أخطاء :
    الأول : قوله : "وابن عمر" ! . صوابه "عمر" ؛ كما تقدم في الحديث الذي قبله .
    الثاني : قوله : "رواه جابر" ؛ فليس لجابر إلا حديث الترجمة .
    الثالث : أطلق العزو لجابر ؛ فأوهم أنه جابر بن عبدالله بن عمرو - لأنه المتبادر عند الإطلاق - ، وليس به ، وإنما هو جابر بن عبدالله بن رئاب كما تقدم ، وكلاهما أنصاري ؛ فتنبه !

    (/1)
    5450 - ( يا أبا بكر ! برد أمرنا وصلح ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 771 :
    $ضعيف جداً$
    رواه ابن أبي خيثمة في "التاريخ" (ص 21 - مصورة الجامعة الإسلامية) ، وابن عبدالبر في "التمهيد" (24/ 73) ، وابن عدي في "الكامل" (ق 28/ 2) ، والخطابي في "غريب الحديث" (ق 33/ 1- ظاهرية و 1/ 180-181- جامعة أو القرى) عن الحسين بن حريث : حدثنا أوس ابن عبدالله بن بريدة : حدثني الحسين بن واقد عن عبدالله بن بريدة عن أبيه :
    أن النبي صلي الله عليه وسلم لما توجه نحو المدينة ؛ خرج بريدة الأسلمي في سبعين راكباً من أهل بيته من بني سهم ، فيتلقى نبي الله صلي الله عليه وسلم ليلاً . فقال له :
    "من أنت ؟" . قال : بريدة . فالتفت إلى أبي بكر ، وقال :
    "يا أبا بكر ! برد أمرنا وصلح" . ثم قال :
    "ممن ؟" . قال : من أسلم . قال لأبي بكر : "سلمنا" . ثم قال :
    "ممن ؟" . قال : من بني سهم . قال :
    "خرج سهمك" .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ أوس هذا متروك ؛ كما قال الدارقطني . ونحوه قول البخاري :
    "فيه نظر" .
    وله طريق أخرى ، ولكنها واهية أيضاً ؛ لأنها من رواية عبدالعزيز بن عمران : حدثنا أفلح بن سعيد عن سليمان بن فروة عن أبيه عن بريدة الأسلمي به مختصراً ؛ قال :
    لما أقبل رسول الله صلي الله عليه وسلم في مهاجره ؛ لقي ركباً ، فقال :
    "يا أبا بكر ! سل القوم ممن هم ؟" . قالوا : من أسلم . قال :
    "سلمت يا أبا بكر ! سلهم من أي أسلم ؟" . قالوا : من بني سهم . قال :
    "ارم بسهمك يا أبا بكر !" .
    أخرجه البزار في "مسنده" (2/ 301-302- كشف الأستار) ، وقال :
    "لا نعلم رواه إلا بريدة ، ولا نعلم له إلا هذا الطريق" !
    كذا قال ! والطريق الأولى ترد عليه . وقد أعل هذه الهيثمي في "المجمع" (6/ 55) بقوله :
    "وعبدالعزيز بن عمران الزهري متروك" .
    (تنبيه) : كان الداعي إلى تخريج الحديث : أنني شرعت قريباً في أواسط شهر الله المحرم سنة (1404) في اختصار كتاب ابن قيم
    الجوزية : "تحفة المودود في أحكام المولود" ، فمر بي هذا الحديث ، وقد عزاه في موضع لابن أبي خيثمة ، وفي آخر لأبي عمر بن عبدالبر في "الاستذكار" ؛ ساكتاً عليه فيهما ، فتذكرت أن شيخه ابن تيمية كان قد ذكر طرفاً منه في كتابه "الكلم الطيب" الذي كنت حققته وخرجت أحاديثه ، ثم طبعته سنة (1385) في المكتب الإسلامي ، ذكره مع أحاديث أخرى (ص 125-127) قائلاً :
    "هذه الأحاديث في (الصحاح)" .
    فعلقت عليه يومئذ بأنني لم أعثر عليه ، وأبديت شكي في كونه في "الصحاح" ! والآن تأكدت من خطأ عزوه إليها ، وتبينت أن إسناد الحديث ضعيف جداً : والله تعالى هو الموفق الهادي .
    واعلم أن ابن أبي خيثمة : هو الحافظ أحمد بن زهير بن حرب النسائي البغدادي صاحب "التاريخ الكبير" ، فالظاهر أن ابن القيم منه نقله ، ومن طريقه : أخرجه ابن عبدالبر في "الاستذكار" ؛ فقد رأيته أخرجه في "الاستيعاب" أيضاً في ترجمة بريدة بن الحصيب رضي الله عنه من رواية قاسم بن أصبغ قال : أخبرنا أحمد بن زهير : قال : أخبرنا حسين بن حريث عن الحسين بن واقد به ، وزاد في أوله :
    كان رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يتطير ، ولكن يتفاءل ، فركب بريدة في سبعين راكباً ...
    وهكذا أورده ابن القيم أيضاً في "مفتاح دار السعادة" - من رواية "الاستذكار" - :
    "الحسين بن حريث عن الحسين بن واقد" ؛ ليس بينهما (أوس بن عبدالله) المتروك ! وكأنه سقط من بعض النساخ ، بدليل أنه زاد فيه - أعني : "الاستذكار" - عقب الحديث :
    "قال أحمد بن زهير : قال لنا أبو عمار [قلت : هو الحسين بن حريث] : سمعت أوساً يحدث هذا الحديث بعد ذلك عن أخيه سهل بن عبدالله عن أبيه عبدالله بن بريدة ، فأعدت ثلاثاً : من حدثك ؟ قال : سهل أخي" .
    قلت : فهذا صريح في أن ابن حريث سمع الحديث أولاً من أوس يحدث به عن ابن واقد ، ثم سمعه بعد منه عن أخيه سهل بن عبدالله ، وهو متروك أيضاً .
    فهذا يدلنا على أمرين :
    الأول : أن مدار الحديث عند ابن عبدالبر في كتابيه على أوس .
    والآخر : أن أوساً كان يضطرب في إسناده : فمرة يرويه عن ابن واقد - وهو صدوق - ، وأخرى عن أخيه سهل المتروك .
    ويؤيد الأول : أن السيوطي أورد الزيادة التي عند ابن عبدالبر في كتابه "الجامع الصغير" من رواية الحكيم ، والبغوي عن بريدة .
    فقال المناوي في "شرحه" عليه :
    "ورواه عنه قاسم بن أصبغ ، وسكت عليه عبدالحق مصححاً له . قال ابن القطان : وما مثله يصحح ؛ فإن فيه أوس بن عبدالله بن بريدة ، منكر الحديث" .
    وقد عرفت أن الحديث عند ابن عبدالبر من طريق قاسم بن أصبغ ؛ ففيه إذن أوس بن عبدالله ؛ وهو متروك .

    (/1)
    وقد خفي هذا على محقق "الوابل الصيب" لابن القيم - الشيخ إسماعيل الأنصاري - ؛ فإنه مع كونه لم يفصح عن درجته ؛ خلافاً لما نص عليه في مقدمته ؛ فإنه تكلف جداً في تأويل عزو ابن تيمية الحديث هذا لـ "الصحاح" كما تقدم ، وقد تبعه ابن القيم في "الوابل" ! بل وأوهم الشيخ القراء بأنه صحيح ، فقال :
    "فيمكن أن يكون مرادهما بكونه في "الصحاح" : أنه في الأحاديث الصحيحة ؛ لأن عبارة "في الصحيح" قد تطلق على الصحيح المقابل للحسن والضعيف ، كما تطلق على ما في بعض الكتب التي التزم مؤلفوها فيها
    الصحة" !!
    قلت : الإطلاق الآخر هو المتبادر والمعروف عند علماء الحديث .
    وأما الأول ؛ فغير معهود إلا نادراً جداً ، ولقرينة قوية ، وإلا ؛ كان تدليساً وتضليلاً ، وليس هنا في كلام الشيخين أية قرينة ، بل القرينة فيه تؤكد أنه بالمعنى المعروف ؛ فإن الأحاديث التي أورداها في فصل "الفأل والطيرة" ، كلها في "الصحاح" بالمعنى المعهود ؛ فهذا يبعد أن يكونا أراد بذلك المعنى النادر .
    ثم هب أن هذا هو المراد ؛ فهل الحديث صحيح الإسناد ، حتى يؤول كلامهما بذاك التكلف البارد ؟! نسأل الله تعالى أن يلهمنا الصدع بالحق ، وأن لا تأخذنا في ذلك لومة لائم ، ولا جلالة عالم .
    ثم إن مما يؤكد ضعف هذا الحديث : أن أوس بن عبدالله قد خالفه في متنه قتادة - الإمام الثقة - فرواه عن عبدالله بن بريدة عن أبيه مرفوعاً بلفظ آخر ، تراه مخرجاً في الكتاب الآخر : "الصحيحة" (762) ، فليراجعه من شاء .

    (/2)





 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الاحتجاج بالأحاديث الضعيفة
    بواسطة خالد بن الوليد في المنتدى مصطلح الحديث وعلومه
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2010-10-26, 07:31 AM
  2. السلسلة الصحيحة للالباني
    بواسطة الهزبر في المنتدى مصطلح الحديث وعلومه
    مشاركات: 1235
    آخر مشاركة: 2010-10-20, 06:23 AM
  3. فهرسة فتاوى الأحاديث الضعيفة والموضوعة من الشبكة الإسلامية
    بواسطة أمـــة الله في المنتدى الأحاديث الموضوعة والقصص والواهية
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 2010-10-12, 05:07 PM
  4. اضرار الكهرباء (لا للقلوب الضعيفة ))
    بواسطة ذو الفقار في المنتدى التواصل واستراحة المنتدى
    مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 2010-05-12, 05:43 PM
  5. بعض الاحاديث القدسية الضعيفة والموضوعه والتي سئل عنها شيخ الاسلام ابن تيمية
    بواسطة ركن الدين في المنتدى الأحاديث الموضوعة والقصص والواهية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2009-08-31, 11:13 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML