غزوة أحد
************************************************** ***
......................................
كشف الله فى هذه الغزوة قلوب أهل النفاق والشقاق من المسلمين وبان أمرهم وأظهر الله وأخرج ما فى قلوبهم ..
...
أجمع الكفار والمشركين بعد هزيمتهم فى يوم بدر على الخروج إلى المدينة لحرب وقتال رسول الله وأصحابه يقودهم أبو سفيان بن حرب
وزوجته هند بنت عتبة ( قبل إسلامهما ) . ويتقدمهم عكرمة بن أبى جهل وزوجته وصفوان بن أمية وزوجته ( قبل إسلامهم ) .
وجبير بن مطعم والغلام الحبشى وحشى وعبد الله بن أبى ربيعة وعمرو بن العاص وخالد بن الوليد وغيرهم ( قبل إسلامهم جميعاً ) .
...
علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بخروجهم فتجهز وتجهز المسلمون ولبسوا لأمتهم " عدة الحرب والقتال " لملاقاتهم قبل وصولهم إلى المدينة ..
تخاذل أهل النفاق وتقاعسوا عن التأهب والإستعداد وتعللوا بأسباب واهية وقالوا بأفواههم ماليس فى قلوبهم لإحباط المسلمين عن القتال وتثبيطهم ..
قالوا ضعفاً وزوراً وكذبا :
لو خرجنا إليهم لأصابوا منا . وأما لو جاءوا علينا لأصبنا منهم .. قالوا ما قالوه لما ران على قلوبهم من رجس ورجز ونفاق ..
{ وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ
يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ } .
...
نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عند جبل صغير يسمى جبل عينين ( وهو مايطلق عليه حالياً جبل الرماة ) ..
نظّم صفوف أصحابه وبوأ لهم مواضعهم وأنزلهم منازلهم وجعل عدداً من المقاتلين على حافة الجبل لحماية ظهور المسلمين
وأمّر عليهم عبد الله بن جبير وقال لهم : ( إلزموا مكانكم واحموا ظهورنا إن كانت النوبة لنا أو علينا ) .
بدأ النزال والقتال :
بانت مصارع الكفار واستوسقت قتلاهم .. وأضحوا مهزومين مدحورين ..
قُتل طلحة بن أبى طلحة حامل لواء المشركين وقتل أخيه نافع وابنه الحارث . وقُتل أرطأة بن شرحبيل وسباع بن عبد العزى وأبو يزيد بن عمير
وعثمان بن عبدالله بن المغيرة المخزومى . وقُتل أبى بن خلف رماه النبى صلى الله عليه وسلم بحربته فأرداه قتيلاً ..
ما أن رأى " الرماة " الظفر والنصر الذى دان للمسلمين وما حلّ بالكفار والمشركين من إثخان وقتل .. تنازعوا واختلفوا ..
أيقبلون على الغنائم والأنفال أم لايبرحون أماكنهم ومواضعهم ..
{ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم
مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ }.
...
من كان يريد الآخرة أطاعوا ما أمرهم به نبى الله ورسوله وما حثهم به أميرهم .. مكثوا فى أماكنهم ولم يبرحوا مواضعهم ..
{ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ }.
ومن كان يريد الدنيا تركوا أماكنهم وأقبلوا على الغنائم والأسلاب وأخلوا ظهور المقاتلين وانصرفوا عن حمايتهم ..كرّ المشركون عليهم يقودهم
خالد بن الوليد ( قبل إسلامه ) فانكفأت خيل المسلمين وتداخلت بعضها البعض ودخل المغفر فى وجْنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وجهه الكريم ) ..
يقول عليه الصلاة والسلام : ( اشتد غضب الله على قوم دَمُوا وجه رسول الله ) رواه الطبرانى .
وأكرم الله سيدنا حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير وحنظلة بن أبى عامر ونعيم بن مالك بالشهادة فى سبيل الله .
وأصيب سعد بن معاذ وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن عباده وأسيد بن حضير والطفيل بن النعمان وقتادة بن النعمان
بالجرح والقرح رضى الله عنهم وأرضاهم أجمعين .
...
تفرقت وحدة المسلمين فذهبت قوتهم فأصابهم الله بالكرب والبلاء ولم يتحقق لهم النصر على الأعداء ..
بان أمر المنافقين وبدت ضغائنهم وأخرج الله ما أخفوه فى قلوبهم .. قالوا : لقد اغتر المسلمون بدينهم ..
{ إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـؤُلاء دِينُهُمْ } .
قالوا : لقد اغتر المسلمون بنصرهم فى يوم بدر ولو أنهم قعدوا كما قعدنا لما أصابهم ما أصابهم من القتل والجرح ..
{ الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }.
...
جهلوا أن أن الخلق يموتون أو يقتلون بأعمارهم التى قدّرها الله وسمّاها لآجالهم ..
ولم يدركوا أن الموت والحياة بيد الله .. وأنه سبحانه هو الذى يذيقنا الموت وهو الذى يَهب لنا الحياة ..
لم يعلموا أن ملائكة الموت سوف تأتهم أينما كانوا لقبض أرواحهم سواء كان فى قعودهم أو سفرهم أوفى ضرْبهم فى الأرض
ابتغاء الرزق وطلب الفضل من ربهم .. وسواء كانوا غزاة مقاتلين فى سبيل الله ..
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا
مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ } .
فى صبيحة اليوم التالى ليوم أحد :
أمر الله نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم أن يخرج بمن كان معه من الصحابة رضى الله عنهم قبل أن يضمدوا جراحهم لملاحقة الكفار وقتالهم ..
تأهب رسول الله وصحابته على ما كان فيهم من قرح وجرح ولبسوا عدة نزالهم وتوجهوا لتعقب المشركين وقتالهم حتى بلغوا فى ملاحقتهم لهم
إلى " حمراء الأسد " .. حيث لاذ الكفار بالفرار وتفرقوا وتمنّعوا فى الكهوف وبين الجبال ..
{ الَّذِينَ ٱسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ ٱلْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَٱتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ }
......................................
************************************************** ***
سعيد شويل




y.,m Hp]