صفحة 4 من 15 الأولىالأولى 1234567814 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 143
 
  1. #31

    عضو مجتهد

    antonius غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1554
    تاريخ التسجيل : 30 - 11 - 2009
    الدين : المسيحية
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 152
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    كنت انوي كتابة الرد اليوم...ولكن قررت تاجيل ذلك ثلاثة ايام..
    حدادا على ارواح الثماني شهداء من اخوتي المصريين في الحادث الاجرامي الغادر المؤلم...فللاخوة المصريين معزّة خاصة في قلبي ولا يمكن ان اكون اتحاور في فترة حزن اخوتي
    ستكون مشاركتي يوم الاحد ان شاء الله او ربما بعده
    لكم التحية..





  2. #32
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 47
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي


    كنت انوي كتابة الرد اليوم...ولكن قررت تاجيل ذلك ثلاثة ايام..
    حدادا على ارواح الثماني شهداء من اخوتي المصريين في الحادث الاجرامي الغادر المؤلم...فللاخوة المصريين معزّة خاصة في قلبي ولا يمكن ان اكون اتحاور في فترة حزن اخوتي
    ستكون مشاركتي يوم الاحد ان شاء الله او ربما بعده
    لكم التحية..



    نشكرك على التنبيه على التأخر في الرد عزيزي أنطونيوس ، وأياً كان السبب في التأخر فهذا حقك ، فلقد قلنا في البداية أنه يحق للمحاور أن يرد على مهل في فترة لا تتجاوز الاسبوع

    9 * تقديراً لظروف العمل والدراسة لن نحدد مدة للعرض أو الرد على ألا تتجاوز الأسبوع .

    وقد كانت مداخلتك الأخيرة في اليوم الخامس من مطلع الشهر ، ولا نطالبك بتبرير مالم تتجاوز المدة المقررة في الشروط .

    أما الحادثة المذكورة فهي إن كانت لكم مصدر حزن فهي لنا منبع أسى ونسأل الله أن يطهر بلادنا من الإرهاب والإرهابيين ..وألفت إنتباهك يا أنطونيوس أن حزنك لن يكون في حزننا على اخواننا في العراق وفلسطين وأفغانستان والشيشان إلا نقطة في عُباب ومع ذلك لم نتوقف يوماً عن الحوار بسبب ما يعانيه اخواننا في بلادهم فلكل سيف غمده .

    ولك التحية





    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  3. #33
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 47
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي


    سبعة أيام كاملة مرت على المداخلة الأخيرة للزميل أنطونيوس وقد نصت شروط المناظرة في بندها التاسع على التالي

    9 * تقديراً لظروف العمل والدراسة لن نحدد مدة للعرض أو الرد على ألا تتجاوز الأسبوع .

    ولكن نمنح الزميل اسبوعاً آخر تقديراً منا لأي طارئ منعه من اكمال المناظرة

    المشرف على الحوار
    ذو الفقار




    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  4. #34

    عضو مجتهد

    antonius غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1554
    تاريخ التسجيل : 30 - 11 - 2009
    الدين : المسيحية
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 152
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    شكرا يا ذو الفقار...انا موجود لم اذهب..ولكن ليس عندي الوقت حقيقة لاقعد ولا ساعة واحدة منذ ايام لاكتب رداً...وفي اول فرصة تتاح لي ساكتب الرد.
    وانا اسف بجد على كل هذا التاخير..





  5. #35

    عضو مجتهد

    antonius غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1554
    تاريخ التسجيل : 30 - 11 - 2009
    الدين : المسيحية
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 152
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    اشكركم على انتظاركم..انا اليوم حللت مشكلة كومبيوتري الشخصي..وان شاء الله سابدأ تواً باعداد الرد..
    واعتذر ثانية عن تاخري اخ مسلم..





  6. #36

    عضو مجتهد

    antonius غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1554
    تاريخ التسجيل : 30 - 11 - 2009
    الدين : المسيحية
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 152
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    الحق أني بعد أن وضعت ردي السابق ، انتظرت أحد أمرين :
    فإما اعترافاً بحق ، وإما جدالاً بحُجة .. وأقر بأنني لا ذلك منك أخذت ، ولا ذاك فيك رأيت .

    حجتي قدمتها في اول مشاركة حوارية..وحضرتك لم تنفها..واقررتني عليها..!! فلم ار داعيا للاضافة عليها..ولكن سيحصل ان كان ذلك مطلبك..
    اما قولك اني لم ارد على اكثر مداخلتك فهو ليس بالدقيق..ففي مداخلتي رددت على كلامك ولكني لم اقتبسه كله منعا للتكرار..
    وثانياً : تغالط مرة أخرى وتتهمنا جزافاً بأنا ننسب الشر إلى الله - معاذ الله ، وقد رددنا عليك أيضاً لكنك تضطرنا إلى الإعادة ، والله المستعان .

    جزافاً؟ الست بلسانك قلت ان الله يسير البعض على الشر كونا؟
    اوليس ذلك شر؟ اوليس التسيير خلاف ما اتيت به بنفسك من ايات التخيير من ذات قرانك عزيزي؟ فكيف يجتمع النقيضان عند الله ؟
    فاما هو مخير للكل او مسير للكل...او انه ظالم لانه يجمع بينهما فيسير احدهم على خير (كما في عصمة الانبياء عندكم من الكبائر) فيذهبون الجنة رغما عن انوفهم مسيرين..او يسير على الضلال..كما ساسرد قريبا عليك بعض الادلة..التي طلبتها! واعتقد اني فعلاً اخطأت بعدم ذكري السابق لها..لا حل اخر عند غير هذه الثلاثة
    ..
    تعال معي نرى امثلة قرانية عن الشر والله بالاضافة لحديث مهم
    وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ..
    فهنا يريد زيادة اثمهم ! يل يملي عليهم ليزيدهم اثما!
    ترويج للشر من الله! يشجعهم على الشر باطالة اعمارهم وخيرهم! لكي يعاقبهم في النهاية عقابا اشد!! !!!!!!
    زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ وَصُدُّواْ عَنِ السَّبِيلِ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ
    يعني انا كافر..الهك يزين لي كُفري ومَكري..ثم يضلني بسبب ذلك! ولا هاد لي..واخيرا يرميني جهنم عقابا على ضلالي وعدم عبادتي له! قمة العدل صح؟؟ شر؟ طيب ما رأيك لو تخيلنا معا الشيطان مثلا وهل كان ليريد حدوث ذلك ام لا؟ ستجد ان الجواب قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ..فنرى هنا ان الشيطان عدو..لانه مضلل! ولكن في نفس الوقت..الاله الذي يفترض ان يكون قدوسا وعادلا..تنسبون له اضلال الناس..ذات الشر الذي تعادون الشيطان لاجله!! شايفين المنطق الرائع؟؟
    وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ
    الله يجعل المجرمين لينشروا الشر..ملاحضين يا جماعة؟ شايف يا مسلم كيف انكم تنسبون الشر لله؟
    تعال معي لوقفة في حديث هو الاكثر طعنا في عدل الله عندي!
    وهو في صحيح مسلم وغيره!
    دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة صبي من الأنصار . فقلت : يا رسول الله ! طوبى لهذا . عصفور من عصافير الجنة ! لم يعمل السوء ولم يدركه . قال " أو غير ذلك ، يا عائشة ! إن الله خلق للجنة أهلا . خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم . وخلق للنار أهلا . خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم
    فعجبي ممن يقول بعدالة اله يخلق للنار اهلاً!! وللجنة اهلاً!! هذا الحديث معضلة فعلاً..
    وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ
    زادهم ماذا الله؟؟ رجساً!!!! وفي محل اخر..زادهم مرضا!! اي كفراً وشكاً!! لكي يهلكون ويرميهم جهنم!!
    كل هذا الشر وتقول لي انكم لا تنسبون لله شراً؟؟
    ومن هذا الذي لا يشك؟ الا تعلمون ان الشك هو اساس التعلم والتطور؟ وعدم التشكيك هو عدم التفكير! وان من لا يشك مطلقا هو "مؤمن اعمى"؟ عموماً..هي الايات كثيرة والكلام كثير..ولكني اختصاراً..ساكتفي هنا في هذا الموضع..لاعتقادي بان الاطالة ستكون غير ذي فائدة..خاصة واننا لا نتفق على معنى الشر اساسا!
    فقلت إنه يسمح به ، فقلنا : كيف يسمح بشيء لا يشاءه ؟! فهو في هذا السماح للشر إما قاهراً وإما مقهوراً ، فإن كان سماحه عن قهر منه وغلبة له فلا يكون إلا بمشيئته ، وإن كان عن غير مشيئته - كما تزعم - فلا يكون ذلك إلا وهو مقهور مغلوب - سبحانه وتعالى !
    وهكذا فلا يخرج أمرك إلا إلى شرك أو نسبة نقص لله تعالى !

    كم مرة يجب ان اعيد كلامي؟ ساعيده مره اخرى

    كل ما هو ضد الله وتعاليمه ...شر! فهذا تعريف الشر عندي...فالشر ليس موجود بذاته وليس الله خالق للشر فذلك تجديف بحق الله وجدح وضرب بقداسته..فالشر ليس مخلوق...انما هو كل ما يخالف الله...
    فان قسنا الان قولك بان الله "يشاء الشر" على قاعدة تعريفنا السابق..سنكون بذلك نسبنا التناقض لله..لاننا عندها سنقول مثلا
    ان الله الكامل المحبة(عندي على الاقل) يشاء ما هو ضدها اي الكراهية..فنكون نسبنا له النقيض!
    وان الله الكامل العدل يشاء الظلم ! وهذا تناقض بين
    فكيف يكون الله خير مطلق..وفي نفس الوقت يريد الشر ويبغاه (يشاءه)؟؟ والامران نقيضان...الشر نقيض الله!!
    وان كان مصدر الشر الله ايضا فلما يحاسبنا عليه حسب نظريتكم الغريبة من ان الله يشاء الشر ؟
    .......
    .........
    ناتي لسؤالك..كيف يسمح بشيء لا يشاءه...وساجيبه بشيء من التفصيل حسب رؤيتي لنظرة الكتاب المقدس..(والكلام لتبيين رأيي وتوثيقه لا اكثر(عن طلبك)..وليس من الضروري ان ترد على اقتباساتي من الكتاب المقدس..لان ذلك ليس موضوعنا..)
    المشيئة الارادة وحاشا لله ان يريد شراً !!
    سماح الله لنا بمعصيته (الشر) هو كمال قداسته..حيث بدونها نكون مسيرين على الخير..الامر الجارح بعدل الله! بل عنده لن تكون فائدة من وجودنا..
    هل سماح الله هذا عن ضعف؟ بالتاكيد لا..فذلك استنقاص من قدرة الله..الامر الذي ينفي الالوهية من اساسها..ونحن بالطبع لا نقول بان الله يسمع بمعصيته عن ضعف فالله كلي القدرة
    ففي سفر الخروج: يَمِينُكَ يَا رَبُّ مُعْتَزَّةٌ بِالْقُدْرَةِ. يَمِينُكَ يَا رَبُّ تُحَطِّمُ الْعَدُوَّ.
    ويقول المرنم في المزامير: بِقُوَّتِهِ الْمُتَنَطِّقُ بِالْقُدْرَةِ
    وفي بشارة القديس مرقس: وَمَحَبَّتُهُ مِنْ كُلِّ الْقَلْبِ وَمِنْ كُلِّ الْفَهْمِ وَمِنْ كُلِّ النَّفْسِ وَمِنْ كُلِّ الْقُدْرَةِ وَمَحَبَّةُ الْقَرِيبِ كَالنَّفْسِ هِيَ أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ الْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ».
    وفي رسالة يهوذا: اَلإِلَهُ الْحَكِيمُ الْوَحِيدُ مُخَلِّصُنَا، لَهُ الْمَجْدُ وَالْعَظَمَةُ وَالْقُدْرَةُ وَالسُّلْطَانُ، الآنَ وَإِلَى كُلِّ الدُّهُورِ. آمِينَ.

    ففي الامر الكثير والكثير من الايات..فهذه امثلة بسيطة جدا..فحاشا الله ان يُنسب له اي نوع من نقص المقدرة...فذلك تجديف عليه لا يجوز بحال!
    وننزه الله من الشر كلياً..على عكسكم:
    رسالة يعقوب الأصحاح 1 العدد 13 لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ، لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً.
    والشر هنا هو المخالف لوصية الله..وليس ما قد يظنه البشر شرا مثل موت شخص وما الى ذلك..فالله كامل القداسة عندنا..لا يضلل بشرا..ولا يزيدهم شرا ولا رجسا..
    ما مشيئة الله وارادته للبشر؟ يجيبنا الكتاب المقدس 1تيموثاوس 2:
    3 لأَنَّ هَذَا حَسَنٌ وَمَقْبُولٌ لَدَى مُخَلِّصِنَا اللهِ،
    4 الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ.
    وفي 1 تسالونيكي 4

    3 لأَنَّ هَذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ. أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الزِّنَا،
    4 أَنْ يَعْرِفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ أَنْ يَقْتَنِيَ إِنَاءَهُ بِقَدَاسَةٍ وَكَرَامَةٍ،
    هل يسيرنا الله على هذا؟ بالطبع لا..
    تثنية30: 19 أُشْهِدُ عَليْكُمُ اليَوْمَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. قَدْ جَعَلتُ قُدَّامَكَ الحَيَاةَ وَالمَوْتَ. البَرَكَةَ وَاللعْنَةَ. فَاخْتَرِ الحَيَاةَ لِتَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ
    فالله يسمح بالشر قاهرا..ولكن سماحه لا يلزم مشيئته الشر..فمشيئته الشر تتناقض ومفهوم الله كما وضحت..وتتناقض وكل من عدل الله وقداسته الكاملين
    ما هو سبب سماح الله بالشر؟ انه كمال عدله وقداسته..واضافة لذلك:
    رسالة يعقوب 1: 2 اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ، 3عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْراً.

    فالله يريدنا ان نختار اتباعه وعدم الانصياع للشر..وجهادنا هذا نكافأ عليه..والتجارب التي نمر بها تزيدنا صبرا وايمانا..تزيد المؤمن الحقيقي فرحاً..
    فالله يشاء ان نخلص جميعنا..ويستطيع ان يسير الامر هكذا بقدرته..
    ولكن ذلك جارح به من عدة جوانب..
    اما ما شرحته لك من ايماني..فهو التوفيق بين قوة الله وعدله وقداسته وقدرته..
    أما عن زعمك أننا ننسب الشر لله فمنكر من القول وزور ، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً ، فهو القائل - جل شأنه - : ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .

    واين نفي نسبة الشر لله في الاية؟

    تعال معي افتح مصحفك وانظر لسورة مريم الاية الثالثة والثمانين..سنجد
    { أَلَمْ تَرَ أَنَّآ أَرْسَلْنَا ٱلشَّيَاطِينَ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً }
    تاملت كثيرا في هذه الاية حقيقة...لان وبصراحة اخذت وقتا حتى هضمتها ...بالاحرى لا زلت في حيرة في بعض اجزائها من امر الله للشياطين واتباعهم له! الامر الغير منطقي اطلاقاً..
    يقول امام المفسرين الطبري في اول تفسيره للاية:
    يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: ألـم تر يا مـحمد أنا أرسلنا الشياطين علـى أهل الكفر بـالله { تَوزُّهُمْ } يقول: تـحرّكهم بـالإغواء والإضلال، فتزعجهم إلـى معاصي الله، وتغريهم بها حتـى يواقعوها { أزّاً } إزعاجاً وإغواء. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل.
    واصدقك القول...اول مرة قرأت فيها التفسير..تعجبت..وقلت في نفسي كيف يمكن لبشر ان يؤمن بهكذا شيء...ان يقرا هكذا كلام ثم يصدق انه كلام الله وان هذه صفة اله...!! لم اصل لجواب..قلت عل الخطأ في الطبري..فذهبت للقرطبي..فوجدت اول جملة:
    قوله تعالى: { أَلَمْ تَرَ أَنَّآ أَرْسَلْنَا ٱلشَّيَاطِينَ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } أي سلطناهم عليهم بالإغواء، وذلك حين قال لإبليس:
    { وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ }
    [الإسراء: 64].
    وبعدها ذهب لان يقول بان هناك من قال بان كلمة ارسل معناها اخلى...الخ..
    فيا عزيزي مسلم...تنزه الله عن الشر..ولكن في نفس الوقت تؤمن بانه يامر جيش الشياطين ويسلطهم ضد البشر لتدميرهم بالشر؟ عظيم اذن!
    والشر ما كان شراً إلا لانقطاع نسبته وإضافته إليه ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بدعاء الاستفتاح كما في صحيح مسلم عن على بن أبي طالب رضي الله عنه : " لبيك وسعديك ، والخير كله في يديك ، والشر ليس إليك " ، فهكذا دأبك - للأسف - زميلي الكريم في هذه النقطة ، فإما مغالطة وإما اتهام ، وكلاهما عن غير دليل !

    ارسي على بر اخي..
    اما الشر مشيئة الله...وبالتالي اليه هو!
    او انه ليس مشيئته...وبالتالي ليس اليه!
    لا يمكن جمع النقيضين معاً!! فمشيئة الله واحدة..خاصة ان كنت تؤمن بانها واجبة الحدوث!
    فما زلت تغالط ، وما زلت تخلط بين مشيئة الله وبين إرادته الشرعية ! ما يصيبني بالإحباط حقيقة بعد كل هذا الشرح مني في مداخلتي الفائتة !

    انا لا اغالط...ولكني لا اقبل بجعلكم مشيئتين متعارضتين لله!! كلاهما واجبتا الحدوث حسب ايمانكم!! وبذلك نسبتكم التعارض لله والشر له..وقبلها بكم سطر تقول لي ان الشر ليس من الله!
    أن يشاء الله شيئاً سوى أن يحبه أو يرضاه أو أن يأمر به ، لا تلازم بين مشيئته ورضاه ، فأن يشاء ضلال بعض البشر ليس معناه مطلقاً أنه يرضاه منهم أو يأمرهم به

    لو تأملت في هذه الجملة فصدقني ستجد انها ليست من المنطق في شيء بتاتاً!!
    كيف يريد الله شيئا مخالفا لطبيعته؟ هذا نقض لقداسة الله...هذا اكبر تجديف يمكن ان يقال بحق الله..
    اما قولك مشيئته ضلال بعضهم لا يدل على امرهم به فهو مخالف لظاهر ايات القران..التي تدل على "تسيير" على الشر..الذي يتعدى مرحلة الامر..فهو فعلا ليس امر..فليس للانسان هنا خيار بعد! فالهه ثبته على الضلال وليس له من مرشد ولا هادِ
    النساء88 فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلا
    الاعراف186 مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
    الجاثية23 أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ
    ولو لاحضنا الاية الاخيرة..الله لم يكتفي فقط بان اضل هذا الكافر الزنديق..بل انه اعمى كل حواسه عن الحق!! الامر الذي لا يقدر عليه حتى الشيطان من تسيير على الشر....(الا ان كان لك رأي اخر لا اعلم به!)
    وجوابك هذا يحمل اعترافاً ضمنياً بنسبة النقص إلى الله ،

    رددت هذا ولن اعيد..ولن اكرر فقد وضحت كفاية ان كلامي ليس فيه اي قول بنقص لله حاشا له من اي نقص..
    إن كان الله يستطيع أن يمنع الشر ، وبرغم ذلك نراه في كونه وننفي أن يكون قد شاءه فيه فليس ذلك إلا نسبة للعجز له ! إذ كيف لا يكون من مشيئته ثم هو يستطيع التصرف فيه ؟! سؤال حِدت عنه ولم تجبه ضيفي الكريم .

    قدرة الله كلية..كما سبق واوردت لك الايات..لكن منعه الشر هو ضد طبيعتنا..طبيعة التخيير التي هو خلقنا عليها...فمنع الشر سيكون في تلك الحالة ناقضا لعدله وتناقضا في العلم الالهي..الامر الغير ممكن بطبيعة الحال لاي مؤمن!
    الفرق بيني وبينك...هو انك تعتبر ان كل شيء في الكون هو مشيئة الله...وهي واجبة الحدوث..وكل ما يحدث هو مشيئة الله بما ذلك الشر..الامر المتناقض مع الله كما وضحت في عدة مواضح تفصيلاً...اما انا فاعتقد ان ما يحدث على الارض ليس مكتوبا..وليس قضاءا..وانما هو ناتج عن خياراتنا التي نقوم بها..ومشيئة الله هو ما يريده لنا...وهي تحدث ان امنا به وتبعناه..ارادة الله بخلاصنا لا تعني انه سيسيرنا على ذلك الطريق..
    ومن هذا الاختلاف الجذري انقسم رأيانا اخي مسلم .. فلو نظرت شرحي..لعرفت جيداً ان كلامي هو عين العقل والمنطق..هو ضمان عدم المساس بكمال الله..وضمان التوفيق السليم بين صفاته الكاملة ..اما عندك..فالتناقضات وصلت حدا كبيرا! وهذا واضحٌ من تخبطك في الاجابة مرة شمالا ومرة يمينا..وكلامك ضد المنطق والعقل ومتضارب بشكل ظاهر لاي قارئ يفهم ما نتكلم فيه! وانا اوضحت واسهبت في الكلام عن مواضع التضارب هذا..
    فهو يضل من عباده من سبقت له سابقة الشقاء لما علم الله في قلبه من الزيغ والعصيان ، كما : ﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ فإضلال الله تعالى لمن يضل من عباده قائم على العدل والحكمة، ومجازاته بما يستحقه ، وهذا هو تمام العدل ، فإن أعدل العدل هو وضع الشيء في الموضع الذي يليق به .

    ما العدل عزيزي في تسيير البشر على الشر؟ ما العدل في ان لا يكون للبشر خيار في الدنيا التي خلقنا فيها احرارا لكي نختار!
    سأحتفظ برأيي عن بقية هذا المحور..لان له علاقة بالنقطة المقبلة ان شاء الله..
    وبيان الله لذلك هو من رحمته جل وعلا بعباده حتى يجتنبوا تلك الأسباب، ولذلك تجد المؤمنين معظمين لأوامر ربهم ونواهيه، يخافون من ارتكاب أسباب سخطه وعقابه.

    من الرحمة؟؟ من الرحمة ان تسير واحدا على الشر ثم ترميه جهنم عقايا على الشر؟؟ منطق ثاقب هذا لا استطيع ان ارده..حقيقة...لاني لا اعرف كيف اجيب هكذا منطق!
    ذكرتني باحد الـ........ الذين رايتهم مرة في بغداد..كنا نتكلم عن القاعدة وما شاكلها من تنظيمات وكيف انكم يذبحون وينحرون كل من يظنوه كافرا..فاذا به يقول لي...ذلك رحمة به اي بالقتيل!! الجواب الذي لم اعرف كيف اجيبه..تماما كما في موقفنا الان. ولكن علت وجهي ابتسامة..وفي قلبي اشفقت على الرجل وحزنت لاجل تفكيره هذا..!
    : ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً فهذا شرط العلم، وضده الجهل .. ، وقال : ﴿ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا وهذا دليل عدم المؤاخذة بالخطأ والنسيان.
    وقال : ﴿ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وقال: ﴿لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا ، فهذا دليل عدم مؤاخذة المكره ومن لا يقدر على فعل ما أمر به.


    كل هذا لا دخل له بموضوعنا...فانا لا اناقش مَن الذين يضلهم الله...
    انا اناقش الصفة الالهية..ولهذا السبب..اسمح لي ان لا اعلق على هذا الجزء من كلامك!
    ............
    .............
    .........
    الان نأتي لجزء تطرقك للكتاب المقدس..وانا سارد عليك..ولكن لغرض درء الشبهة ..وليس لغرض تحويل النقاش حول الكتاب المقدس..فارجو ان لا تستغل ردي لاجل تحويل الموضوع ومناقشة الكتاب المقدس ومعاني اياته في مشاركتك القادمة خاصة وانها ستكون المشاركة الاخيرة في النقطة..ونحن اتفقنا على هذا وانت وافقت عليه في مشاركتك المرقمة 12.. عموماً
    نبدأ باسم الرب له كل مجد:
    سفر الخروج 7: 3 (( وَلكِنِّي أُقَسِّي قَلْبَ فِرْعَوْنَ ))

    تعال نرى العدد (الاية) كاملاً:
    3 وَلَكِنِّي اقَسِّي قَلْبَ فِرْعَوْنَ وَاكَثِّرُ ايَاتِي وَعَجَائِبِي فِي ارْضِ مِصْرَ.
    هل عرفنا كيف سيقسي قلب فرعون ؟؟ الرب سيكثر اياته وعجابئه في مصر..الامر الذي سيؤدي لزيادة قسوة فرعون..وليس الله هنا يامر بشر ابدا كما قد يتخيل القارئ المحترم لما يرى النص مبتوراً ..!

    سفر اشعياء الاصحاح 63 العدد 17
    17 لماذا أضللتنا يا رب عن طريقك وقسيت قلوبنا عن مخافتك. إرجع إلينا من أجل عبيدك ، من أجل أسباط يعقوب خاصتك

    يقول الاب انطونيوس فكري في تفسيره:
    الله لا يضل أحد ولكن هم بحريتهم ضلوا بعيداً عنه وربما تشير للسبي الذي يحكم به الله. وقد تشير أن الله تركهم وتخلى عنهم بسبب خطاياهم فضلوا
    وفي تفسير القمص يعقوب ملطي يقول:
    واضح هنا أن التائب لا يعني إلقاء اللوم على الله، إنما بعدما اكتشف أبوة الله في الحال يُعاتبه، بأنه كان ينتظر أن نعمته تسنده. حقًا لقد أخطأ وتمادى في الخطأ فأسلمه الله لذهنه المرفوض، وتركه لقساوة قلبه (رو 1: 28)، الآن يطلب نعمته حتى لا يضل عن طريق الرب ولا يبقى في قساوة القلب. هذا ما عناه المرتل بقوله: "بكل قلبي طلبتك، لا تضلني عن وصاياك" (مز 119: 10).
    ....
    باختصار..الله لم يضلل التائب هذا..ولكنه تركه لقساوة قلبه..! والتائب في صلاته يعاتب ابوه السماوي معبرا عن ذلك بكلمة اضللتني ولكن الله لا يضل احدا...
    فشبهتك يكفي ان تقرا التفاسير لتعرف بطلانها وضعفها عزيزي..
    الرسالة الثانية الى تسالونيكي إ 2 ع 10
    وبكل خديعة الإثم، في الهالكين، لأنهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا.. ترجمة : الفانديك


    2Thes / الرسالة الثانية الى تسالونيكي إ 2 ع 11
    ولأجل هذا سيرسل إليهم الله عمل الضلال، حتى يصدقوا الكذب،. ترجمة : الفانديك .

    اما العدد 10 فهو عمل الشيطان وليس الله..وذلك واضح لو قرات العدد الذي سبقه..والذي نصه الَّذِي مَجِيئُهُ بِعَمَلِ الشَّيْطَانِ، بِكُلِّ قُوَّةٍ، وَبِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ كَاذِبَةٍ،
    اما العدد 11..فيقول القمص تادرس يعقوب الملطي في تفسيره:
    يقدم الرسول بولس تعليلاً لظهور إنسان الخطية قبل مجيء السيد الأخير. إذ يقول: "وبكل خديعة الإثم في الهالكين، لأنهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا، لأجل هذا سيرسل إليهم اللَّه عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب، لكي يُدان جميع الذين لم يصدقوا الحق، بل سرّوا بالإثم" [10، 11]. لقد سبق فجاء الحق متجسدًا ولم يعد للإنسان عذر في جهالته، ومع ذلك فقد وُجد أناس لا يصدقوا بل يفرحوا بالإثم. هؤلاء أسلموا أنفسهم للجهل والظلمة، فيسمح اللَّه بإرسال المضلل لا ليضلهم، وإنما ليفضح أعماقهم الشريرة، ويمتلئ كأسهم. وكما يقول الرسول بولس: "وكما لم يستحسنوا أن يبقوا اللَّه في معرفتهم أسلمهم اللَّه إلى ذهن مرفوض" (رو 1: 28). وكأن مجيء إنسان الخطية لا يحطم مجيء الحق إنما يزيدهم تزكية وبهاء. إنه يحطم من حطموا أنفسهم برفضهم الحق وسرورهم بالإثم. بهذا يتحقق قول السيد: "لأن كل من له يعطى فيزداد، ومن ليس له فالذي عنده يؤخذ منه" (مت 25: 29).
    فالامر هنا مشابه لقولك بان الله يضل الكفار..ما عدا فرق هائل هو ان الله ليس من يضلهم..وانما الشرير القادم هذا الذي تتكلم النبوءة عنه
    سفر حزقيال (14 :9 ) (( والنبي إذا ضل وتكلم بكلام فأنا الرب أضللت ذلك النبي وأمد يدي عليه وأهلكه من بين شعبي إسرائيل ))

    يقول الاب انطونيوس فكري في تفسيره وهو كافي (كالعادة) لاجابة جبهتك
    هنا يتكلم الله عن ماذا سوف يحدث لو ذهب إنسان مرائى يسأل نبى كذاب، لأن النبى الحقيقى رفض أن يجيبه لعدم إستحقاقه. فهذا المرائى كان يجب أن يقدم توبة، ولكنه وجد أن الأسهل أن يذهب لأحد الأنبياء الكذبة. هنا يقول الرب أنه يضل هذا النبى الكذاب = أى أن الله سمح لهؤلاء الأنبياء الكذبة أن يفعلوا ذلك ويقسوا الأشرار فى طريقهم التى قرروها. والله طبعاً ليس مصدراً للشر، ولكنه يستخدم شريراً ليعاقب أو يدمر شرير آخر، ويستخدم شريراً ليخدع شرير آخر، فكلاهما خاطئ وكلاهما سيعاقب = ويحملون إثمهم. إن حالة الضلال التى عليها هذا النبى الكاذب سببها حقيقة إنحراف قلبه، ولكن لأن عواقب الخطية هى من ترتيب الله لذلك يقال أن الله أضل هذا النبى، أى سمح الله بهذا لينال عقابه.

    عرفت عن اي نوع من الانبياء تتكلم الاية؟ ام ستكرر مرة اخرى قولك"إن الضيف يؤمن بإله يضل الأنبياء ، الأنبياء ، لا أقول الصالحين ، بل الأنبياء أنفسهم الذين اصطفاهم من عباده برسالاته"
    ملوك أول : 22

    19 فقالَ ميخا إسمَعْ كلامَ الرّبِّ. رأيتُ الرّبَّ جالساً على عرشِهِ وجميعُ ملائِكةِ السَّماءِ وُقوفٌ لدَيهِ، على يمينِهِ وشِمالِهِ.
    20 فسألَهُمُ الرّبُّ مَنْ يُغوي أخابَ بِالصُّعودِ لِلحربِ فيموتَ في راموثَ جلعادَ فأجابَ هذا بِشيءٍ، وذاكَ بِشيءٍ آخَرَ.
    21 وأخيراً خرَجَ روحٌ ووَقَفَ أمامَ الرّبِّ وقالَ أنا أُغويهِ. فسألَهُ الرّبُّ بِماذا
    22 فأجابَ أجعَلُ جميعَ أنبِيائِهِ يَنطِقونَ الكذِبَ. فقالَ لَه الرّبُّ أنتَ تَقدِرُ أنْ تُغوِيَهُ، فا‏فعَلْ هكذا.
    23 ثُمَّ قالَ ميخا لِلمَلِكِ الرّبُّ قصَدَ لكَ الشَّرَّ، لكِنَّهُ جعَلَ روحَ الكَذِبِ في أفواهِ أنْبِيائِكَ هؤلاءِ، فما نطَقوا بِالصِّدقِ.

    ايضا من تفسير ابونا انطونيوس:
    وقوات الشر لا تتحرك سوى بسماح منه ومع أنه لا يوافق على شرهم إنما هو يسمح لهم ببعض التصرفات لتأديب شعبه وتنفيذ أغراضه. من يغوى أخاب الله لا يغوى أحد لكنه جزاء ضلاله يستحق العقاب وهو يرفض أن يسمع كلام الله ولأنبياء الله بل يصغى للأنبياء الكذبة والله أعطاه حسب قلبه (مز 4:20) فسمح لروح مضل (شيطان) أن يضله فهو يريد هذا ويريد أن يسمع هذا الكلام وإذا سمع صوت الرب رفضه فتركه الله لقلبه ثم خرج الروح = أى روح الضلال من مخدع إلى مخدع = ربما حدث هذا فعلا وطاردته إيزابل أو جنود الجيش المهزوم العائد إذ إكتشفوا كذبه.

    فمرة اخرى اذن..الله لم يضل احدا..ولم يصدر عنه شر! فالله ليس شريراً..

    فها هنا تناقض آخر ، لكنه تناقض في أصل دعواه ، إذ ما فتيء الضيف يخرج علينا بكلام لا يقره العقل ولا تقره الفطرة ، ولا يقره لا الإسلام الذي يكفر به ، ولا المسيحية التي يؤمن بها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله !

    لا تناقض في دعواي..دعواك هي المتناقضة ومتشابكة متضاربة من كل نواحيها..
    ..
    والان اتمنى ان اكون قد رددت بشكل مفصل الى حد ما على كلامك...وبينت لك وللقراء وجهة نظري بشكل واضح..واعتذر مرة اخرى عن تاخيري وتقصيري...ولكني قضيت الاربع ساعات الاخيرة هذه اكتب الرد هذا..املا في ان يعوض ذلك تاخيري..
    مشاركتك القادمة ستكون ختام نقطتنا هذه..





  7. #37
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 47
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي


    شكرا يا ذو الفقار...انا موجود لم اذهب..ولكن ليس عندي الوقت حقيقة لاقعد ولا ساعة واحدة منذ ايام لاكتب رداً...وفي اول فرصة تتاح لي ساكتب الرد.


    لا عليك يا أنطونيوس ، نقدر ظروفك وكما تعلم أن الغاية من الحوار هي محاولة الوصول إلى الحقيقة لا لسبب آخر

    ننتظر رد الأخ مسلم والذي تغير اسمه إلى أبي عبد الله البخاري




    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  8. #38
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 47
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي


    الزميل أنطونيوس

    لم ترى منا غير الإحترام وما عاهدناك عليه ولكنك اتهمتنا بهتاناً وزورا وبالتالي أنت مطالب بالرد على هذه المداخلة

    http://www.albshara.net/showpost.php...&postcount=214




    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  9. #39
    مشرف
    الصورة الرمزية الرافعي
    الرافعي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 522
    تاريخ التسجيل : 21 - 8 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 2,507
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 12
    البلد : مصر
    الاهتمام : القراءة
    الوظيفة : طالب طب
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم ..
    الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وبعد ،

    الزميل أنطونيوس ،،
    لا أكذبك قولاً إن قلت إنك أرهقتني من أمرك عسراً !

    فإنما هي مرة ومرتان يا زميل ، فليس من بعدُ مع التكرار رجاءَ الفهم من سبيل .

    ولا يكون إلا تثبيتاً لحجة قائمة ثابتة ، أو دفع مغالطة لا يقوم لها دليل .. وأقر أن هذا شأننا معك في هذه النقطة .
    ولقد أقر بأنك جهدت نفسك ما وسعتك ، وليس عليك ما أريتنا منك ، فعذرك قائم وإن لم يفصح عنه لسانك ، فقد كفانا به علماً كلامك . فلا غرو أن نراك لا تعلم مراتب القضاء والقدر ، ولا مقتضاها ، ولا الفرق بينها ، ثم أنت في ذلك بين منكر علينا ومثبت ، ومؤاخذ ومعتب ، ومقبل ومدبر ، فلا نكاد نرى لأمرك فيك اجتماعاً ، ولا لسنتك منك اتباعاً ، وإنما هو الهوى ، والهوى وحده !

    وإنما سائر كلامك من تبعات ذلك .. فتقول :

    [حجتي قدمتها في اول مشاركة حوارية..وحضرتك لم تنفها..واقررتني عليها..!! ]

    وآسف أن أقول لك : كذبت ، فأنت لم تدع لي مسلكاً من الكلام سوى هذا .
    ومن شاء فليرجع إلى كل مشاركاتي السالفة يجدها ملآنة بتخطئتك وتغليطك وما أكثر ما قلت فيها : إنك تغالط ، وناقشتك في ذلك ، فأين الإقرار ؟! ولو أقررتك على ما قلت لما امتدت بنا المشاركات إلى ما بعد ثانيتها !

    وأما قولك :
    [اما قولك اني لم ارد على اكثر مداخلتك فهو ليس بالدقيق..ففي مداخلتي رددت على كلامك ولكني لم اقتبسه كله منعا للتكرار] ..

    بل هو في المنزلة العليا من الدقة ، فلم أر لك سوى انتقاء ما تقوم في نفسك له ظِنة موافقة لهواك وليس بذاك ، و تدع ما لا يقوم معنى الكلام على وجهه الأَتمّ إلا به .. وسترى من ذلك في هذه المشاركة إن شاء الله .

    قولك :
    [ الست بلسانك قلت ان الله يسير البعض على الشر كونا؟ ]

    بلى ، وأقولها أخرى وألتزمها ، فهل تلتزمها أنت في إلزامنا بها ؟! سنرى .

    [اوليس ذلك شر؟ اوليس التسيير خلاف ما اتيت به بنفسك من ايات التخيير من ذات قرانك عزيزي؟ فكيف يجتمع النقيضان عند الله ؟]

    هما نقيضان عند من لا يفهم الفرق بين المشيئة والإرادة الشرعية كما هي حالك الآن .

    ضلال العبد واقع بمشيئة العبد واختياره ، لكنه في كل ذلك لم يخرج عن مشيئة الله، لأنه لو لم يشأه لما كان .. فلا شيء في كون الله خارج عن مشيئته .. لا أدري كم مرة عليّ تكرارها لتفهمها !

    ومن جديد ، هذه المشيئة لا تلازم بينها وبين محبة الله ورضاه ( إرادته الشرعية ) فقد يشاء ما لا يحب فيحدث في كونه ، وقد لا يشاء ما يحب فلا يحدث في كونه ، ومن هذا اختيار العبد للضلال وإعراضه عن هدى الله لما جاءه ، فالله لا يحب منه ذلك لكن شاءه له لحكمة منه وعدل يليق به وبعلمه وقدرته سبحانه .. وهذا أول مكمن للخلط لديك .. وما فتئت أبين لك هذا وأشرحه لكن الأمر لديك كما حدثنا أحد أحبابنا : (( هي عنزة ولو طارت )) !

    ولن أستطيع أن أصف لك ما انتابني من إحباط حين قرأت قولك :
    [لا يمكن جمع النقيضين معاً!! فمشيئة الله واحدة..خاصة ان كنت تؤمن بانها واجبة الحدوث!]

    وقولك :
    [انا لا اغالط...ولكني لا اقبل بجعلكم مشيئتين متعارضتين لله!! كلاهما واجبتا الحدوث حسب ايمانكم!!]

    وعجيب أنك تبرىء نفسك من تهمة لا تنفك تلصقها كلتا يديك بك .. ومن كلامك !

    فأنا أتحداك أن تأتي من كل مشاركاتي السالفة بقول يفيد إننا نؤمن بأن كلتا الإرادتين واجبتا الحدوث كما زعمت ! ولأن تسقط السماء علينا كسفاً أهون من أن تفعل !

    فما من مشاركة من مشاركاتي تخلو من قولي إن إرادته الشرعية قد لا يحدث فيها المحبوب ، فأين قولي مما زعمت ؟!
    فمجدداً تغلق عليّ السبل إلا سبيل أن أقول لك : كذبت .

    ومغالطة أخرى لا تزال توقع نفسك فيها ، وتتجاهل ردنا عليك بشأنها وهي خلطك بين فعل الله ومفعوله ، وقولك إننا نجعل الله مصدراً للشر .. وتكفيني عبارة شيخنا أبي جاسم في صفحة التعليقات في الرد عليك : ((طبعاً قولك هذا منشأه فهمك الخاطئ مجدداً فأنت و للأسف تجعل الفعل و المفعول شيئاً واحداً و لا تميز بينهما و لا شك أن هذا ظاهر البطلان لأنك لو قصدت أن الشر هو فعل الله بمعنى أنه هو مصدره فهذا باطل باتفاق أهل الإسلام و لكن عندما نقول نحن أن الشر فعل الله فإننا نقصد أنه مفعول مخلوق لله كسائر المخلوقات فالله خالق أفعال العباد و لكن العباد يفعلون أفعالهم على وجه الحقيقة بخلاف القدرية المجوسية الذين ينسبون خلق الفعل للعبد و بخلاف الجبرية الذين يسلبون العبد حقيقة فعله فأهل السنة يقولون أن الله خالق الفعل و العبد يفعل الفعل على وجه الحقيقة ، و عليه نقول أن الشر و الضلال و غيرها من الأمور المكروهة لله إنما يتصف بها العبد و التي تكون فعلاً له بمعنى قيامها به و لكن لا يتصف بها من كانت مخلوقة له إذا جعلها صفة لغيره )) .

    لكنك تتجاهل هذا كله وتتجاهل حتى ردي عليك في ما سلف من المشاركات : ((فليس معنى أن الله أراد ذلك كوناً أنه يحبه - حاشاه - فالله ﴿ لا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ﴾ لا شرعاً ولا ديناً .. لكن يشاءه كوناً فيخلقه في العبد دون إجباره عليه ، والعبد يفعله باختياره ، وهكذا فالعبد وصفاته من مخلوقات الله ، لكن الفعل يأتي من العبد ، وباختياره ، ومشيئته التي شاء الله أن يضعها فيه ليحاسبه بعد ذلك على ما اختار .. ﴿ لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ﴾ ))

    ((نقول ونعيد ونزيد : لا تلازم بين مشيئة الله ومحبته ورضاه ، وإلا فلم أرسل الله الرسل إذاً ؟! لم أرسلهم وهم يهدون إلى الخير والحق وينهون عن الشر وإلى ما يأمر الله به ويحبه ويرضاه وينهون عما لا يحبه ولا يرضاه !
    ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾
    ﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾
    فدل كل ذلك على أن للعبد مشيئة يحاسب عليها ، فهو من يأتي الفعل باختياره وهو فاعله حقيقة ولو شاء فعله ولو لم يشأ لم يفعله وكون مشيئته تابعة لمشيئة الله لا تعني تبعية إكراه أو إجبار لكن ما من شيء يحدث إلا بإذن الله ومشيئته النافذة . ))

    فأين ردك من هذا كله يا زميل ؟!


    وقولك :
    [اوليس التسيير خلاف ما اتيت به بنفسك من ايات التخيير من ذات قرانك عزيزي؟]

    فها هنا نثبت عليك اعترافاً منك بوجود آيات تقر صراحة بحرية الإنسان في فعله ، فعلام ازدواجية المعايير والنظر للأمور بعين عوراء لا ترى سوى الآيات التي تتحدث عن الإرادة الكونية وتدع الباقي لأنها لا تراه أو تتظاهر أنها لا تراه ؟!

    على أن هذا منك أوقعك في شباك تناقضك مرة أخرى ، فحاصل الموضوع أنك انتقلت من الكلام عن نسبة الشر إلى الله إلى التناقض .. فالإشكال لديك هو التناقض لا نسبة الشر إلى الله ، بدليل اعترافك بوجود آيات تثبت التخيير .. فعلام اعتراضك إذاً ؟! إلا عن هوى أو تخبط أو قصور فهم !

    أما الآيات التي أتيت بها جميعاً فما قلناه وأصلنا له وقعدنا فهو يتسع لها فلا تخرج هي عنه ، وظاهرٌ أن هذا خلاف ما هو حادث في فهمك ، وليس لك أن تقيم علينا الحجة بما ضاق وتذر ما اتسع .. والحدق يفهم !
    فهي كلها لا تخرج عن مفهوم ما أشرنا إليه ، وسيأتي مزيد بيان لها حين أتطرق لمسألة العدل ، الذي لم تستطع أن تقيم لنفسك منه عضداً لقولك ولم تنكر علينا ما أقمناه لنا بل غالطت كعادتك !

    لا يزال الضيف ينكر علينا ويشنع أننا لا نفهم (روحية النص) في كتابه ، وأننا نفسر على أهوائنا وبأمزجتنا ، ولا أدري ما يسمي ما فعله هو في تعليقه على هذه الآية :
    وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ..
    فهنا يريد زيادة اثمهم ! يل يملي عليهم ليزيدهم اثما!
    ترويج للشر من الله!

    فأولا : لم تعِ الآية لفظاً ولا معنى ، وثانياً : لم تسلك السبيل القويم لغاية فهمها عن طريق الرجوع لأهل التفسير واللغة وأقوالهم في الآية ، وثالثاً : فسرت الآية حسب هواك وبما يقضي حاجة في نفسك ، ورابعاً : دلست حتى على الآية وحرفتها ، ففي حين تقول الآية :
    ﴿إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ، قلت أنت : ( يل يملي عليهم ) !! فأين استمساكك بروحية النصوص يا زميل ؟! ومتى كانت روحية النص دافعاً للتدليس عليه !
    يقول الإمام الطبري في تفسيره للآية : ((
    ويعنـي بـالإملاء: الإطالة فـي العمر والإنساء فـي الأجل )) ويقول : (( وتأويـل قوله: ﴿ إِنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمَاً : إنـما نؤخر آجالهم فنطيـلها لـيزدادوا إثماً، يقول: يكتسبوا الـمعاصي فتزداد آثامهم وتكثر ))
    فأين قولك : ( يملي عليهم ) من ( يملي لهم ) ؟! وأين من هذا قولك ( ترويج للشر من الله ) و ( تشجيعهم عليه ) ؟!
    ومن جديد أين روحية النص التي تدعونا للاستمساك بها وأنت أول متخلٍّ عنها !


    وأما الحديث
    دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة صبي من الأنصار . فقلت : يا رسول الله ! طوبى لهذا . عصفور من عصافير الجنة ! لم يعمل السوء ولم يدركه . قال " أو غير ذلك ، يا عائشة ! إن الله خلق للجنة أهلا . خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم . وخلق للنار أهلا . خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم
    فعجبي ممن يقول بعدالة اله يخلق للنار اهلاً!! وللجنة اهلاً!! هذا الحديث معضلة فعلاً

    فلا أدري ما الإشكال فيه حقاً إلا إن كنت تنكر على الله علمه الأزلي الذي فيه أن هؤلاء من أهل النار وهؤلاء من أهل الجنة بأعمال كلٍّ، وإلا إن استقام لك منزل ثالث غيرهما تراهم أهلا له من دونهما !
    مش محتاجة "معضلة" يا سيد أنطونيوس .

    فالشر ليس موجود بذاته وليس الله خالق للشر فذلك تجديف بحق الله وجدح وضرب بقداسته..فالشر ليس مخلوق
    هذا الكلام ، أهو من " عندك " أيضاً أم من أين ؟!
    لأنا حين نظرنا في كتابك وجدنا التالي :
    ( اشعياء 45 : 6-7 ) : أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. مُصَوِّرُ النُّورِ وَخَالِقُ الظُّلْمَةِ صَانِعُ السَّلاَمِ وَخَالِقُ الشَّر
    ولا تنفعك الترجمة الإنجليزية التي بها hard times ، فمعظم الترجمات الإنجليزية أتت بها evil ، إضافة إلى أن الكلمة العبرية في النص لم تأت في الكتاب المقدس إلا بمعنى " الشر " .
    فلا فكاك من وطأة هذا النص .

    ( يشوع 11 : 14 )
    :
    "الخير والشر، الحياة والموت، الفقر والغنى، من عند الرب"
    [ان الله الكامل المحبة (عندي على الاقل) يشاء ما هو ضدها اي الكراهية..فنكون نسبنا له النقيض! وان الله الكامل العدل يشاء الظلم !]

    عودٌ على المغالطة والخلط من جديد !
    وعودٌ على إتحافك إيانا بـ " عندياتك " التي يعجب لها العجب .

    مشكلتك ومشكلتنا معك أنك حتى لم توقف نفسك أو توقفنا على مفهوم لهذا العدل الإلهي الذي يكون كل ما سواه وحاد عنه ظلماً . وليس إلا الكلام المسترسل الذي لا يقوم له سوى " عندك " !

    [فكيف يكون الله خير مطلق..وفي نفس الوقت يريد الشر ويبغاه (يشاءه)؟؟ والامران نقيضان...الشر نقيض الله!!
    وان كان مصدر الشر الله ايضا فلما يحاسبنا عليه حسب نظريتكم الغريبة من ان الله يشاء الشر ؟]

    أنا مللت حقيقة من مغالطاتك ، وها أنت تزعم مجدداً أن مشيئة الله للشر بالحدوث كوناً تعني أنه مصدره !
    ولك أن ترجع قليلا لترى جوابي .

    اما عن توهمك إجابة سؤالي : ( كيف يسمح الله بشيء لا يشاءه ) فلم أر فيها ما يصلح أن يقوم جواباً .. وللأسف كل ما فعلته هو أنك ذهبت تشرح لي أن قوة الله وقدرته كلية وأنت تطعن فيها بقولك إن في الكون ما هو خارج عن مشيئته سبحانه ! فسوغت لنفسك تبريرات ليست من السؤال في شيء وتنكر علينا جواباتنا التي تصيب كبده ، فتثبت عن حق قدرة الله ومطلق تصرفه في شؤون كونه بما يناسب عدله وحكمته أما أنت فتحجر عليه هذا الحق ، وتفتأ تكرر أن الشر يقع حين يقع في كونه وملكه وهو مقهور مغلوب وإن سلكت في نفي ذلك كل سبيل ، واستعنت بكل دليل ، فلا يكون في دليلك إلا ما يدينك .

    [وننزه الله من الشر كلياً..على عكسكم:
    رسالة يعقوب الأصحاح 1 العدد 13 لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ، لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً.]

    وما دخل أن الناس يجربون الله بالشرور بما نحن بصدده ؟!
    السؤال واضح ليس في حاجة لكل هذا الحيد : ما معنى أن الله يسمح بشيء وفي نفس الوقت هو لا يأذن به ولا يشاءه ؟!

    [الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ.]

    لا مشكلة ، وهذه هي إرادة الله الشرعية كما سبق وأشرت .. لكن هل يلزم من ذلك أن جميع البشر سيخلصون فعلا ؟!
    قطعاً لا ، وحسب إيمانك على الأقل من مات غير مؤمن بالمسيح كمخلص فهو لن يخلص .. إذاً ، حسب منطقك هناك من هم غير مخلصين .. يعني هناك من هم على غير مشيئة الله ! يعني في كون الله من هو خارج عن نطاق تصرفه – معاذ الله !

    وكل هذا أيضاً لم يجبنا على السؤال !

    [فالله يسمح بالشر قاهرا..ولكن سماحه لا يلزم مشيئته الشر]

    كيف ذلك إذاً ؟! أنت لا تزيد عن أن تغرق نفسك في التناقض أكثر وأكثر .. كيف سماحه لا يلزم مشيئته ؟! ومع ذلك هو يسمح به قاهراً وهو لم يشأه أصلا !!

    فالله كامل القداسة عندنا..لا يضلل بشرا
    قد ثبت بطلان قولك هذا مما أقامه عليك كتابك من نصوص تثبت أن الله عندكم يضل من يشاء ، وإلا فما العمل مع مثل هذه النصوص :

    رسالة بولس إلى رومية : الإصحاح: 9, العدد 18:
    فهوَ إذًا يَرحَمُ مَنْ يَشاءُ ويُقسّي قَلبَ مَنْ يَشاءُ. (الترجمة المشتركة بين الطوائف المسيحية)


    سفر طوبيّا: الإصحاح: 4, العدد 19:
    باركِ الرَّبَّ إِلهَكَ في كُلِّ حين وآسْأَلْه أَن تَكون طُرُقُكَ تويمةً وسُبُلُكَ ومَقاصِدُكَ في طَريقِ النَّجاح. فلَيسَتِ الفِطنَةُ لِكُلِّ أُمَّة، لِأَنَّ الرَّبَّ هو الذي يُعْطيهِمِ الإِرادةَ الحَسَنة. وهو يَرفَعُ أَو يَحُطُّ مَن يَشاءُ إِلى أَعْماقِ مَثْوى الأَمْوات. والآن، يا بُنَيَّ، اُذكُرْ هذه الوَصايا ولا تَغِبْ عن قَلبِكَ.(الترجمة اليسوعية)


    فها هنا يثبت أن الهدى والضلال كليهما بيد الله .


    صموئيل الأول: الإصحاح: 2, العدد 7:
    الرّبُّ يُفقِرُ ويُغني. يَحُطُّ مَنْ يشاءُ ويرفَعُ مَنْ يشاءُ.(الترجمة المشتركة)



    رسالة بطرس الأولى: الإصحاح: 4, العدد 19:
    وأمّا الّذينَ يتَألَّمونَ كما شاءَ لهُمُ اللهُ، فليَعمَلوا الخَيرَ ويُسلِّموا نُفوسَهُم إلى الخالِقِ الأمينِ.(الترجمة المشتركة)


    رسالة يعقوب: الإصحاح: 4, العدد 15:
    لذلِكَ يَجِبُ أنْ تَقولوا: ((إنْ شاءَ اللهُ، نَعيشُ ونَعمَلُ هذا أو ذاكَ! ))(الترجمة المشتركة)


    أي - بكل بساطة - لو لم يشأ الله لما عاشوا ولما عملوا ! وهذا عين ما نقوله .

    سفر الخروج 7: 3 (( وَلكِنِّي أُقَسِّي قَلْبَ فِرْعَوْنَ ))
    فاللفظ واضح صريح لا يحتمل تأويلاً لا يفضي إلا إلى تعطيل .. الرب هو من يقسي قلب فرعون لا أحد سواه .. وأما قولك :
    الرب سيكثر اياته وعجابئه في مصر..الامر الذي سيؤدي لزيادة قسوة فرعون
    فلا أعلم كيف سوغت لنفسك أن تنطق به !
    ولا ندري ما صلة هذا بذاك بهذا المنطق العجيب !
    و واضح جداً أن الواو ها هنا واو المغايرة ، أي أن الشيئين لا علاقة لهما ببعضهما سوى أنهما مفعولان لله !
    فوقوع أحدهما لا يعتمد على وقوع الآخر بالضرورة .
    ونفس الكلام ينطبق على النص :
    سفر اشعياء الاصحاح 63 العدد 17
    17 لماذا أضللتنا يا رب عن طريقك وقسيت قلوبنا عن مخافتك.

    ولا أدري لم التحريف في معنى النص من جانب المفسرين !
    ففي حين يقول النص :
    (أضللتنا يا رب) يقول المفسر : ( الله لا يضل أحد ) !!
    وتقول أنت :
    والتائب في صلاته يعاتب ابوه السماوي معبرا عن ذلك بكلمة اضللتني ولكن الله لا يضل احدا
    فها هنا سؤال إذاً : هل هذا التائب يجدف على الله إذ ينسب له ما ليس فيه ؟!
    وإن كان هذا كذباً على الله وتجديفاً عليه فأين تكذيب الله له ؟! علماً بأنه وكما قال ( يعقوب القرقساني ) :



    فلا هو أخبر بأن هذا القول كذب ، ولا أخبر بأن قائله كذاب ! بل هو من التائبين المنيبين إلى الله .

    الفرق بيني وبينك...هو انك تعتبر ان كل شيء في الكون هو مشيئة الله...وهي واجبة الحدوث..وكل ما يحدث هو مشيئة الله بما ذلك الشر..الامر المتناقض مع الله كما وضحت في عدة مواضح تفصيلاً...اما انا فاعتقد ان ما يحدث على الارض ليس مكتوبا..وليس قضاءا
    طيب ، فلنقرأ كلام أهل العلم لنرى هل يؤيدون كلامك أم كلامي .

    جاء في كتاب علم اللاهوت النظامي صفحة 237 تحت عنوان ( كيف تثبت أن قضاء الله يشمل كل حوادث الكون بدون استثناء ) [ والجواب باين من عنوانه ] :
    (( تقع بعض الحوادث لأسباب طبيعية و يقع بعضها بفعل فاعل حر الإختيار و منها ما هو صالح و ما هو شرير و نتعلم من الكتاب المقدس أن الله سبق فعّين كل ما يحدث سواء كان حدوثه اضطرارياً أو إختيارياً و سواء كان صالحاً أم شريراً أي أن كل الحوادث داخلة في قصد الله و لا بد من وقوعها ))

    فلتخبرني إذاً ما معنى ( قصد الله ) إن لم يكن ( إذنه ومشيئته ) ؟!

    و قال أيضاً (( و يتبين مما يأتي أن قضاء الله يشمل كل حوادث الكون بدون استثناء ........

    3) من عموم حكم الله : فإن الكتاب يعلمنا أن الله يتسلط على كل الأمور حتى أصغرها ،و هذا يستلزم أن قضاء الله عام و ان كل ما يفعله أو يسمح بحدوثه قد قضى به سابقاً و أنه لا يمكن أن يحدث شئ لم يعلمه قبلاً، و إذا كان علمه كان قد قضى به ))

    و حتى نعلم أكثر مقصود القضاء دعونا نرجع لنفس الكتاب و نرى ما معنى قضاء الله ..

    قال المؤلف في صفحة 229 : (( ما هو قضاء الله ؟؟
    قضاء الله هو قصده الأزلي غير المتغير حسب رأي مشيئته الذي به سبق فعيّن لأجل مجده كل ما يحدث فإن الله منذ الأزل حسب رأي مشيئته الكلية و حكمته و قداسته الطلقة و علمه السابق قد قضى بكل ما يحدث قضاءً إختياريا ًلا يتغير و لم يصبح الله بذلك منشئ الخطية ،و لم يغتصب إرادة خلائقه و لم ينزع حرية الأسباب الثانوية و لا إمكان حدوثها بل بالأحرى ثبتّها ، و يشمل قضاء الله كل ما وقع و كل ما سيقع من الحوادث مع أسباب شروطها و متعلقاتها و نتائجها ،و هو يجعلها محققة الحدوث لأن الله قصد أن تكون كذلك ،و هو قضاء واحد أزلي ))

    هل ترى ؟ (( حسب رأي مشيئته ))
    وهو يشمل كل ما وقع من الحوادث وكل ما سيقع ..
    والشر حادث ، فقضاء الله يشمله .
    هل بقي بعد هذا القول قول ؟!

    يقول القمص ( ميخائيل مينا ) في كتابه ( علم اللاهوت بحسب معتقد الكنيسة الأرثوذكسية القبطية ) الجزء الثالث صفحة 40 :
    (( أما كون قضاء الله يعم أعمال الناس الشريرة أيضاً ،فمعناه ان هذه الأعمال و إن كانت شريرة فهي تحت إذنه و سلطانه .و لا يمكن أن تحدث إلا بسماحه ،و لو شاء لقدر أن يمنع حدوثها ))
    فما معنى : ( تحت إذنه وسلطانه ) غير أنه شاءها وأذن بوقوعها ؟!
    فهذا هو ما نقصده بالإرادة الكونية ، ولو تأملت كلامنا لوعيت ذلك .

    ثم سؤال يطرح نفسه فعلاً : هل كان صلب ( يسوع ) خيراً أم شراً ؟!
    إن قلت : خيراً ، فاليهود أتقى خلق الله ومعهم الرومان ، وهم أول من يستحقون الملكوت .
    وإن قلت : شراً ، فأنت تقر بأن الشر يمكن أن يقع بمشيئة الله لأن ( يسوع ) هو القائل حين صلبه : متى: الإصحاح: 26, العدد 42: (( فَليَكُنْ ما تَشاء )).(الترجمة اليسوعية) .

    وسؤال آخر : أليس الآب هو من قضى على ابنه بالصلب قبل كل شيء ؟!
    فإن كان نعم ، فأنت لا بد مقر بمنطقك هذا أن اليهود مسيرون على الشر ( صلب يسوع ) ، سيرهم على ذلك الآب .
    وإن كان لا ، فقد أنطقت نفسك ببطلان عقيدة الصلب والفداء واقتلعتها من جذورها بلسان منطقك .

    تقول رداً على قولي : ((
    وبيان الله لذلك هو من رحمته جل وعلا بعباده حتى يجتنبوا تلك الأسباب، ولذلك تجد المؤمنين معظمين لأوامر ربهم ونواهيه، يخافون من ارتكاب أسباب سخطه وعقابه . ))
    من الرحمة؟؟ من الرحمة ان تسير واحدا على الشر ثم ترميه جهنم عقايا على الشر؟؟
    وأود أن يفصل بيننا عاقلٌ ويخبرني : ما علاقة جوابك بما سبقه من كلامي ؟ لكنك لم تجد إلا ما أفضت فيه في هذه النقطة - وأرجو ألا تعود لمثله - فالمغالطة ولا شيء سواها ، والتناقض ولا شيء سواه .. ويكفيك أن ترجع لسابق كلامي لتعلم .. فليست سؤالاتك إلا سؤالاً واحداً بألفاظ متباينة وأساليب متفاوتة .. وكانت تكفينا إجابتها مرة واحدة .

    نأتي للآية التي أقمت عليها الدنيا ولم تقعدها:
    [ تعال معي افتح مصحفك وانظر لسورة مريم الاية الثالثة والثمانين..سنجد ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّآ أَرْسَلْنَا ٱلشَّيَاطِينَ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً
    فيا عزيزي مسلم...تنزه الله عن الشر..ولكن في نفس الوقت تؤمن بانه يامر جيش الشياطين ويسلطهم ضد البشر لتدميرهم بالشر؟ ]
    لو تكف عن مغالطاتك مرة !
    الآية تقول : ﴿ الكافرين ، وتقول أنت : البشر ؟!
    ثم ما الجديد في معنى الآية المختلف عنه في غيرها مما جعلك تقيم كل هذه الضجة الخاوية حولها ؟
    الإرسال ها هنا أيضاً هو إرسال قدري كوني ، لا ديني شرعي ، ثم أين التسيير الذي تتحدث عنه ؟!

    تدبر جيداً يا سيد أنطونيوس ، الآية تتحدث عن من وقع منهم الكفر .. عن الكافرين .. هم اختاروا الكفر فعاقبهم الله على ذلك بأن سلط عليهم الشياطين التي عصم الله منها أهل إيمانه وتقواه ممن عرفوا حقه
    ﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ .. ثم أين تجد في " إغراء ووسوسة الشياطين للكافرين" من التسيير ؟! فالكافر في النهاية هو من أوقع نفسه في تلك المعصية مع أن له عقلاً حباه الله إياه يميز به بين الحق والباطل ، بين الطاعة وبين المعصية ، بين الخير والشر .

    فتسليط الله لهم على أهل الكفر هو من كمال عدله وحكمته جل وعلا ، وقد قلت من قبل : إن أعدل العدل هو وضع الشيء في الموضع الذي يليق به ، وحين رددت على قولي هذا لم تزد على أن قلت :
    [ما العدل عزيزي في تسيير البشر على الشر؟ ما العدل في ان لا يكون للبشر خيار في الدنيا التي خلقنا فيها احرارا لكي نختار! ]

    فلم تقم مقام المنكر لما قلتُ ، ولكن قمتَ مقام المستفسر المغالط في آن !
    ومن جديد تزعم أني قلت إن التسيير يكون هكذا بإطلاق ! وإنه يكون على البشر كلهم هكذا بإطلاق ! وتزعم – مكذباً لنفسك – أني قلت إن البشر ليس لهم خيار في الدنيا مع أنك اعترفت منذ قليل بوجود آيات في القرآن تقر صراحة بأن للعبد مشيئته التي خلقها الله له وبموجبها يختار ما يفعل : ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ .
    إذاً أعود وأقرر : العدل أن تضع الشيء في الموضع الذي يليق به ، وهو سبحانه جعل ذلك عقوبة لهم وجزاء على كفرهم وإعراضهم عن الحق بعد أن عرفوه .. يقول الإمام ابن القيم رحمه الله : ((والله سبحانه ماض في العبد حكمه عدل في عبده قضاؤه فإنه إذا دعى عبده إلى معرفته ومحبته وذكره وشكره فأبى العبد إلا إعراضا وكفرا قضى عليه بأن أغفل قلبه عن ذكره وصده عن الإيمان به وحال بين قلبه وبين قبول الهدى وذلك عدل منه فيه وتكون عقوبته بالختم والطبع والصد عن الإيمان كعقوبته له بذلك في الآخرة مع دخول النار كما قال ﴿ كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ * ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ ، فحجابه عنهم إضلال لهم وصد عن رؤيتهم وكمال معرفته كما عاقب قلوبهم في هذه الدار بصدها عن الإيمان وكذلك عقوبته لهم بصدهم عن السجود له يوم القيامة مع الساجدين هو جزاء امتناعهم من السجود له في الدنيا وكذلك عماهم عن الهدى في الآخرة عقوبة لهم على عماهم في الدنيا ولكن أسباب هذه الجرائم في الدنيا كانت مقدورة لهم واقعة باختيارهم وإرادتهم وفعلهم )) .
    وهكذا ينحلّ كل ما يُتوهم إشكالُه في جميع ما أتيت به من الآيات ، ولا ينفعك ولا يغني في شيء قولك :
    [كل هذا لا دخل له بموضوعنا...فانا لا اناقش مَن الذين يضلهم الله...]

    بل هو من صميم موضوعنا ، لأنه متعلق بعدل الله وحكمته ، وامتناعك عن مناقشة هذه النقطة إنما هو إقرار لنا بما أتينا به فيها .
    ثم كيف تنكر علينا ذلك وتعود فتقول في جوابك على النص الذي في كتابك القائل :
    (( والنبي إذا ضل وتكلم بكلام فأنا الرب أضللت ذلك النبي وأمد يدي عليه وأهلكه من بين شعبي إسرائيل )) سفر حزقيال (14 :9 ) :
    عرفت عن اي نوع من الانبياء تتكلم الاية؟
    إذاً فأنت فعلا تناقش من الذين يضلهم الله ! فلم الهوى في الإنكار علينا إذاً ؟!
    ثم إنك تعترض على الآية ولا تعترض على إلهك الذي يقول في كتابك :

    2Thes / الرسالة الثانية الى تسالونيكي إ 2 ع 11
    ولأجل هذا سيرسل إليهم الله عمل الضلال، حتى يصدقوا الكذب،. ترجمة : الفانديك .


    ولا ينطلي علينا جهد المفسرين في إخفاء ما ينطق به النص واضحاً صريحاً ، إذ كيف يكون " سيرسل الله لهم عمل الضلال " في مقام : " فيسمح الله بإرسال المضلل لا ليضلهم " ؟! وما فائدة " عمل الضلال " إذاً إن لم يكن يضلهم ؟! وما يعني تصديقهم للكذب إلا أنهم ضلوا بسبب هذا العمل الذي أرسله الله عليهم ؟!

    ثم في نص حزقيال : (( أنا الرب أضللت ذلك النبي )) ، مش محتاجة كلام يا زميل وتبريرات واهية يخالفها العقل والمنطق بمجرد قراءة النص ومقارنته بكلام المفسرين !
    لا أطلب سوى قليل من العقل والمنطق .. وعدم لي أعناق النصوص مع أن ظاهرها يفضح كل محاولة لليها ، وكما يقول ( يعقوب القرقساني ) أيضا :




    فظاهر النص عليه المعول الأول في الموضوع .
    وأشهد الله إنني ما قرأت لك كلمة إلا زدت عجباً من سياستك في الكيل بمكيالين ، وإنكارك علينا ما أنت عاضٌّ عليه بنواجذك ..
    ففي حين تقبل تفسيرات أهل ملتك العجيبة لنصوص كتابك التي يقلبون فيها المعنى رأساً على عقب ، تأتي لتنكر علينا مدعياً أن أقوالنا تخالف ظاهر القرآن !! :
    اما قولك مشيئته ضلال بعضهم لا يدل على امرهم به فهو مخالف لظاهر ايات القران
    فإن كان ذلك كذلك ، فما القول في تلك التفسيرات اللولبية التي تفصم النص لا تلوي عنقه فقط ؟!
    أما عن زعمك أن قولنا مخالف لظاهر آيات القرآن فناشئ عن خلطك مجدداً بين المشيئة والإرادة الشرعية .. وأنا أتحداك أن تأتي بآية من القرآن كله فيه ما يقوم مقام : " إن الله يأمركم أن تضلوا " ، أو " الله يحب لكم أن تضلوا " .. ومن جديد لأن تسقط السماء علينا كسفاً أهون من أن تفعل .. فإن هذا فعلاً ما يخالف القرآن ظاهره وباطنه .. وعلى العكس نجد في القرآن :
    ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
    ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا
    ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا
    ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ

    وقولك :
    مخالف لظاهر ايات القران..التي تدل على "تسيير" على الشر

    فيه مغالطة وتناقض !
    فالمغالطة هي أنك لازلت تخلط أيضاً بين الإرادتين الكونية والشرعية ..
    وأما التناقض فأوقعك فيه حبك لنقد القرآن وفقط ، فنسيت أنك أقررت بأن القرآن فيه آيات تدل على "التخيير" صريحة في أن الإنسان حر في فعله يفعل ولا يفعل كما يشاء ..
    فعُلِم من ها هنا أن عدم التوفيق بين الآيات إنما هو مشكل فيك ، فلا عليك بعدها إلا أن تلزم تفاسير أهل الإسلام وفهمهم .

    ******


    خلاصة هذه النقطة إذاً .. وكما يقول شيخ الإسلام ابن القيم في ( شفاء العليل ) : (( العبد بجملته مخلوق لله جسمه وروحه وصفاته وأفعاله وأحواله فهو مخلوق من جميع الوجوه وخلق على نشأة وصفة يتمكن بها من إحداث إرادته وأفعاله وتلك النشأة بمشيئة الله وقدرته وتكوينه فهو الذي خلقه وكونه كذلك وهو لم يجعل نفسه كذلك بل خالقه وباريه جعله محدثا لإرادته وأفعاله وبذلك أمره ونهاه وأقام عليه حجته وعرضه للثواب والعقاب فأمره بما هو متمكن من إحداثه ونهاه عما هو متمكن من تركه ورتب ثوابه وعقابه على هذه الأفعال والتروك التي مكنه منها وأقدره عليها وناطها به وفطر خلقه على مدحه وذمه عليها مؤمنهم وكافرهم المقر بالشرائع منهم والجاحد لها فكان مريدا شائيا بمشيئة الله له ولولا مشيئة الله أن يكون ش شائيا لكان أعجز وأضعف من أن يجعل نفسه شائيا فالرب سبحانه أعطاه مشيئة وقدره وإرادة وعرفه ما ينفعه وما يضره وأمره أن يجري مشيئته وإرادته وقدرته في الطريق التي يصل بها إلى غاية صلاحه
    )) قلت : فإن التزم ما أمره الله به أنعم الله عليه بهداه في دنياه وأخراه ، وإن اتبع هواه وأعرض عن ذكر الله فإن له معيشة ضنكاً ويحشره الله يوم القيامة أعمى فيتم قول الله في محكم تنزيله :﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ


    والسلام ،






    أما والله ما جعل الله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ، ولكنك يا قلبُ تفتأ تجعل لي
    من كل معنى من معاني الحزن في هذا الوجود قلباً ينبض به ، حتى لو قد قيل
    ما مثلك في القلوب ، لقلتَ: "قلب سوريّة" ..
    سورية ... آه يا سورية !


    _______________________________

    ( الحكم بغير ما أنزل الله من أعظم أسباب تغيير الدول، كما جرى مثل هذا مرة بعد مرة
    في زماننا وغير زماننا )
    - شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - الفتاوى 35/387


  10. #40

    لا إله إلا الله

    الصورة الرمزية خالد بن الوليد
    خالد بن الوليد غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 7
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 5,912
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 21
    معدل تقييم المستوى : 22

    افتراضي


    تم نقل التعليق الأخير الذي كتبه الزميل أنطونيوس إلى صفحة التعليقات على المناظرة لخروجها عن القانون الذي وضعه مدير الحوار الأخ "ذو الفقار" :

    وعلى ضوء هذا نمدد مداخلتين إضافيتين لإعطاء حق الرد للعزيز أنطونيوس على ما عرضه الأخ مسلم بما يتعلق بالكتاب المقدس فقط فالموضوع اسلامياً قد حُسم بالمداخلات الستة


    أما عرض الانطباعات الشخصية وكتابة مداخلات تلخيصية ثم تذييلها بالقول بأنها "تعليقاً على النقطة السابقة" فهذه ليست من آداب المناظرات ، فلكل قارئ الحق في تلخيص المناظرة حسب رؤيته لسير الحوار . دون تدخل أي طرف من أطراف المناظرة .

    كما أن هذه الصفحة غير مخصصة لعرض التعليقات أساساً ، وإنما خصصنا للتعليقات صفحة مستقلة .. نضع رابطها للزميل مرة أخرى لعلّه قد ضل عنها :

    http://albshara.net/showthread.php?t=11079&page=26





 

صفحة 4 من 15 الأولىالأولى 1234567814 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. شبهات حول حقوق المرأة في الإسلام والرد عليها .. د. نهى قاطرجي
    بواسطة المغربي مهدي في المنتدى الرد على الإفتراءات حول المرأة المسلمة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2010-12-17, 01:00 PM
  2. شبهات النصارى حول الإسلام
    بواسطة خالد بن الوليد في المنتدى نصرة الإسلام و الرد على الافتراءات العامة
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 2010-11-03, 03:48 AM
  3. شبهات حول الإسلام وردها للشيخ عبد الحميد كشك
    بواسطة أسد الإسلام الجزائري في المنتدى نصرة الإسلام و الرد على الافتراءات العامة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2010-09-01, 01:10 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML