يطرحهاعلماء ومفكرون:
"خريطة طريق" شيخ الأزهر القادم

محمد طلبة - محمد أبو المجد / 11-03-2010

طرحها علماء ومفكرون..خريطة طريق الأزهر

رحل شيخ الأزهر الشريف وبقي حاضر الأزهر ومستقبله وهاجس مكانته الذي يؤرق كل المنتمين إلى هذه المؤسسة العلمية العريقة والتي اهتزت كثيرا في سنوات الأزهر الـ14 الأخيرة، وباتت إعادة المكانة إليه على قائمة مطالب علماء الأمة التي تنتظر شيخ الأزهر القادم.
1000 عام من العلم والدعوة هي تاريخ الأزهر الشريف أقدم جامعة في التاريخ الحديث، ومع هذا تأتي هذه المرحلة تحديدا كمفصل محوري في مشواره الحافل، وهو ما يستدعي قلقا علميا وسياسيا على مستقبل الأزهر ومكانته التي اتفق أغلب المراقبين للشأن الأزهري على مركزيتها في المرحلة القادمة

مدارك بث مخاوفه وتساؤلاته إلى علماء الأمة، محاولا أن يفتح خطا ذهنيا ساخنا للتفكير بصوت عال، والوصول إلى "خريطة الطريق" الأزهري في قابل الأيام.

المكانة المفقودة

البداية كانت مع المفكر الإسلامي الكبير د. محمد عمارة الذي تمنى بداية أن يوفق الله ولاة الأمور في اختيار الرجل الذي سيكون رمزا لأعرق مؤسسات العلم، وأن ينهض الأزهر على يديه ويصبح قادرا على تلبية احتياجات الأمة المصرية والعربية والعالم أجمع.

ولفت عمارة إلى حاجة الأزهر الشديدة للنهضة العلمية والإدارية على مستوى المناهج والأفكار مؤكدا أن النهوض المنتظر يرتكز بشكل أساسي على النهوض بجامعة الأزهر ومعاهده الدينية.

وشارك الدكتور طه جابر العلواني - رئيس جامعة قرطبة بفرجينيا -عمارة في الإشارة إلى أهمية الاختيار في ضوء التحديات الراهنة والمستقبلة التي تواجه مؤسسة لها من العراقة والتاريخ ما للأزهر الشريف.

فهناك تحديات تعليمية ومرجعية -يتابع العلواني- على مستويات ثلاثة وهي: الداخل المصري، والداخل العربي، والداخل الإسلامي ثم العالمي، ولذلك فإننا نتمنى أن تكون كل هذه التحديات والقضايا بارزة في أذهان أصحاب القرار.

وتمنى أن يعيد الشيخ القادم للأزهر الشريف مكانته العربية والإسلامية في وقت تشتد فيه حاجة العالم السني خاصة -برأي العلواني- إلى "مرجعية" ترشد خطاها وتعينها على استعادة فقه التدين المعتدل المتوازن الذي تبناه الأزهر عبر العصور وكان خير ممثل له.

الأزهر "حرم الأمة"

بدأ العلامة عبد الله بن بيه -نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- مع مدارك بتقديم التعازي لمصر ولعلمائها على هذا المصاب الجلل، مشيرا إلى أن منصب شيخ الأزهر هو منصب جليل ومعلم عظيم من معالم الأمة، فالمسلمون ينظرون إلى الأزهر كقبلة علمية ومرجعية توجيهية عليا، ووفقًا لهذا فإن الأزهر بهذا المعنى يعد حرمًا من حرمات الأمة يجب صيانته من العبث والارتباط بتوجهات حكومية!

وبشكل عام يرى بن بيه أن البعد العالمي للأزهر الشريف يحب أن يكون عاملا مهما يؤخذ في الحسبان عند اختيار شيخ الأزهر الجديد.

وحول الدور المفترض لشيخ الأزهر القادم قال بن بيه: أتصور أن أولى الأدوار وأكثرها أهمية لمن يتولى هذا المنصب أن يحافظ على الشعور الإسلامي العام في فتاواه واجتهاداته التي تأخذ شكل توجه عام للأزهر حتى لا يخيب آمال المسلمين.

ورفض بن بيه الخوض في التكهن بشخصية الشيخ المنتظر، وقال إنه شأن مصري خالص، كما رفض فكرة اختيار شخص من خارج مصر، فهناك -بحسبه- شيوخ سابقون للأزهر كانوا قممًا عالية أبت أن تخضع هاماتها لسلطان وابتغت الحق، وكانوا كلهم مصريين، غير أنه طالب المسئولين القائمين على التعيين في هذا المنصب بأن يراعوا في اختيارهم أن المنصب ليس ملكًا لمصر فقط، ولكنه ملك للأمة جميعًا.

القرضاوي شيخا للأزهر

الفقيه المغربي المقاصدي الدكتور أحمد الريسوني أكد أن منصب شيخ الأزهر هو أبرز منصب علمي في الأمة الإسلامية، غير أنه بات منصبًا شرفيا في الفترة الماضية لأسباب سياسية وتنظيمية خاصة بالأزهر وهياكله.

وأعرب الريسوني عن اعتقاده بأن شيخ الأزهر يجب أن يكون من أكبر العلماء ومن أئمتهم، وليس فقط من العلماء، وأن يعرف أن العالم كله ينظر إليه على أنه مرجعية عليا لكل المسلمين تساوي في نظرهم مرجعية بابا الفاتيكان بالنسبة للمسيحيين في العالم.

وطالب الريسوني علماء الأزهر والمسئولين المصريين الذين لهم دور في تعيين شيخ الأزهر أن يراعوا هذا الاعتبار "عالمية المنصب وحساسيته لكل مسلمي العالم"، لأنه إذا لم يوضع هذا الاعتبار في الحسبان فسيتحول منصب شيخ الأزهر إلى منصب رسمي لموظف في الدولة المصرية بدرجة وزير، لا أكثر ولا أقل، وهو مالا نرضاه ولا نرجوه.

وقال: الأدوار الكلية التي أتصورها لشيخ الأزهر القادم مرتبطة بشكل أساسي بتصور منصب المشيخة وطريقة تعيينه، والمعايير التي تتم بها، فالآمال المعلقة على شيخ الأزهر أكبر من أن تكون على رجل يتحكم فيه من يعينه، أما إذا استمر اختيار شيخ الأزهر بمعزل عن تلك المعايير فإن الحديث عن أدوار كلية لشيخ الأزهر القادم هو نوع من الترف الفكري وتعلق بسراب.

وأجمل الريسوني معايير اختيار شيخ الأزهر القادم في أن تكون للرجل مكانته العلمية والمقاصدية المعروفة، وأن يكون مستقلا غير مرتبط بالتوجيهات الحكومية.

وعند سؤاله عن ترشيحه لشيخ الأزهر القادم قال بنبرة حاسمة: إذا طبقنا تلك المعايير فلن نجد شيخًا للأزهر أكمل علمًا وأطهر نفسًا من العلامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، لكنه أردف متندرًا: لكن هذا على مستوى الواقع يعد من رابع المستحيلات، فكلنا يعلم من هو القرضاوي وما هو توجهه بالنسبة للحكومة المصرية التي تعين شيخ الأزهر.

البطانة الصالحة

أما الدكتور سعود الفنيسان -أستاذ التفسير وعلوم القرآن - فقد شدد في تصريحه لـ"مدارك" على أن يكون شيخ الأزهر القادم من العلماء العاملين الذين يخلصون نواياهم لله، وأن يتقي الله في فتاواه التي سيخرج بها على المسلمين، وأن يراعي كل لفظ في أي مقال ينشره أو بيان يذيعه، مشيرًا إلى أن تصريحات شيخ الأزهر واجتهاداته تحظى باهتمام عالمي، ليس في أوساط المسلمين فقط، ولكن أيضًا داخل مؤسسات صنع القرار في أوروبا وأمريكا.

وطالب الفنيسان شيخ الأزهر الجديد بأن يختار له بطانة من ذوي العلم والتقى والخبرة، وأن يستشيرهم قبل الخروج بأي رأي حتى يكون هذا الرأي مؤسسيا له زخمه الذي يستحقه لكونه يخرج عن إحدى كبرى المؤسسات الإسلامية في العالم، إن لم يكن الأزهر أكبرها على الإطلاق.

وقال: يحتاج شيخ الأزهر الجديد لأن يطور مفهوم الأزهر ويحيي تاريخه الماضي الذي كان ناصعًا ومؤثرًا قبل أن يتقلص بفعل عدة عوامل، فليصدح شيخ الأزهر الجديد بالحق ولا يجامل أحدًا فيه، كائنًا من كان.

وتابع: أتمنى من شيخ الأزهر القادم أن يكون فيه روح الشباب، وأن يتعامل مع الشباب بعقلية الأب الحنون المتفهم لطبيعتهم الدينية الحماسية في كثير من الأوقات، كما أعرب عن تمنياته أن يتم اختيار شيخ الأزهر القادم عن طريق الانتخاب وليس التعيين.

وعن توقعاته لشخص شيخ الأزهر القادم أوضح أنه لا يتوقع أحدًا بعينه، وإن كان يتمنى من عميق قلبه أن يتولى فضيلة الشيخ الدكتور محمد الراوي هذا المنصب، لغزارة علمه، وإخلاصه الملموس، وربانيته الواضحة!.


Read more: http://mdarik.islamonline.net/servle...#ixzz0hslUlD7x

'vpih uglhx ,lt;v,k>>ovd'm 'vdr ado hgH.iv hgrh]l