النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: القرآن والطب .

 
  1. #1

    عضو ماسي

    الصورة الرمزية صقر قريش
    صقر قريش غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    المشاركات : 2,067
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 19

    افتراضي القرآن والطب .


    القرآن والطب

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (( يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث ، فإنا خلقناكم من تراب ، ثم من نطفة ، ثم من علقة ، ثم من مضغة ، مخلّقة ، وغير مخلّقة ، لنبيّن لكم ، ونقرُّ في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ، ثمّ نخرجكم طفلاً ، ثمّ لتبلغوا أشدّكم ، ومنكم من يُتَوفّى ، ومنكم من يُرَدُّ إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً )). الحج (5)

    1. من تراب :
    2. من نطفة :
    3. من علقة :
    4. من مضغة : مخلّقة ، وغير مخلّقة :
    5. إلى أجل مسمى :
    6. ثمّ نخرجكم طفلاً :
    7. ثمّ لتبلغوا أشدّكم :
    8. ومنكم من يُتَوفّى :
    9. أرذل العمر :

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (( ولقد خلقنا الإنسان من سُلالة من طين ، ثم جعلناه نطفةً في قرار مكين ، ثم خلقنا النطفة عَلَقَةً ، فخلقنا العلقة مُضْغَةً ، فخلقنا المضغة عظاماً ، فكسونا العظام لحماً ، ثمَّ أنشأناه خلقاً آخر ، فتبارك الله أحسن الخالقين )) . المؤمنون ( 14 )صدق الله العظيم.

    إن أي طبيب في العالم اليوم ، يرزقه الله نعمة تذوّق القرآن الكريم وفهمه ، وخاصة أمثال هذه الآيات العلمية التي بين أيدينا ، لا بدّ أن يعترف وبمنتهى الإجلال والإكبار ، بأن هذا القرآن لا يمكن أن يكون من صنع رجل أميّ - كان قد عاش قبل أكثر من أربعة عشر قرناً ، في بيئة عربية أمية ، كان الواحد منهم يضرب أكباد الإبل ، ويقطع الفيافي والصحارى ، فلا يكاد يجد المتعلّم و القارئ ، فضلاً عن الطبيب - بل لا بد أن يكون من عند العليم الخبير ، المبدع الحكيم ، الذي أحسن كلّ شيء خلقه ، ثم بدأ خلق الإنسان من طين ، والذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم .

    لقد بقي العالم لعدة قرون يعيش في وهم النظريات التي تسمي نفسها علمية ، وليس لها - في الحقيقة - من العلمية إلا الاسم . فمرّة ، يدّعون بأن الإنسان كان قد تطور إلى صورته الحالية من الحيوانات والقردة .!!! وتارة ، يقولون بأن الإنسان مخلّق في النطفة الذكرية بصورة كاملة ، ولكن بحجم مجهري صغير ، ووظيفة الرحم هي في تكبير هذا الشكل المجهري فقط ...!!! و هكذا ... إلى أن جاء العلم الحديث ، ليثبت تخبط كل تلك النظريات و مجانبتها للحقيقة ، وليعترف للقرآن العظيم بمعجزته الخالدة في السبق العلمي الرهيب ، والذي جاء بمعلومات علمية وطبية متقدمة على العصر الذي نزل فيه بعشرات القرون ...

    ومن الجدير ذكره ، بأن العلم الحديث ، وبالرغم من تطوره الهائل في المجالات الطبية ، إلا أنه لم يستطع أن يضيف للحقائق القرآنية في خلق الإنسان شيئاً يذكر ، بل لم يستطع الاستغناء ، حتى عن مراحله ، ومصطلحاته ، وألفاظه ...

    وإذا ألقينا نظرة على الآيات التي بين أيدينا مثلاً ، لوجدناها تشتمل على المصطلحات الخلقية التالية :
    1. من تراب .
    2. من نطفة .
    3. من علقة .
    4. من مضغة ( مخلَّقة وغير مخلَّقة ) .
    5. إلى أجل مسمى ( مدّة الحمل ) .
    6. ثم نخرجكم طفلاً ( الولادة + الطفولة ) .
    7. ثم لتبلغوا أشدكم ( الشباب + الكهولة ) .
    8. ومنكم من يُردّ إلى أرذل العمر ( الشيخوخة ) .
    9. ومنكم من يُتوفى .
    وهي كلها مصطلحات وألفاظ علمية معجزة ، تعبّر عن مراحل خلقية مختلفة ، سنتناولها في هذا البحث بالتفصيل ، وبنفس الترتيب القرآني المعجز ...

    أولاً : مرحلة التراب : (( إنا خلقناكم من تراب )) .

    يؤكد القرآن الكريم ، والسنة النبوية المطهّرة ، جملة من الحقائق العلمية المذهلة ، عن أصل خلق الإنسان ، نتناولها في النقاط التالية:

    1. من تراب : (( ومن آياته أن خلقكم من تراب ، ثم إذا أنتم بشر تنتشرون )) .الروم ( 20 )
    2. من ماء : (( وهو الذي خلق من الماء بشراً ، فجعله نسباً وصهراً ، وكان ربك قديراً )) الفرقان (54)
    3. من طين : ( تراب + ماء = طين ) (( وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من طين ، فإذا سويته ونفخت فيه من روحي ، فقعوا له ساجدين )) ص ( 71)
    4. من سلالة من طين : ( أي خلاصة من الأرض ) (( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين )) . المؤمنون (12)

    ماذا تعني هذه الحقائق .!؟
    إنها تعني أن الإنسان مخلوق من طينة هذه الأرض ، بل من خلاصتها ...
    ثم جاءت السنة المطهرة فألقت المزيد من الضوء على أصل الخلقة البشرية ، فقد بين الرسول (صلى الله عليه وسلم) أن الله تعالى أمر جبريل (ع) ، أن يحضر له حفنة من تراب الأرض ، من مواضع مختلفة ، ففعل . ثم أمر تعالى أن يراق فوقه الماء حتى صار طيناً ، ثم صوره على شكل إنسان ، وتركه ما شاء الله أن يتركه تحت أشعة الشمس حتى أحرقته ، فتحول إلى فخار ، أو بتعبير القرآن ( حمأ مسنون ) ، فجعلت الملائكة تطوف به ، وتعجب منه ، وجعل إبليس يطوف به أيضاً ، ويسخر منه ..!

    ثم نفخ الله فيه من روحه ، وعلّمه من علمه ، وأسبغ عليه من مهابته ، وأسجد له ملائكته ، وفضّله على كثير ممن خلق تفضيلاً ...

    روى البيهقي وأبو داوود والترمذيّ وغيرهم : أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال :
    (( إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض ، فجاء بنو آدم على قدر الأرض ، جاء منهم الأحمر والأسود والأبيض وبين ذلك ، والسهل والحزن والخبيث والطيب . ثم بلّت طينه حتى صارت طيناً لازباً ، ثم تركت حتى صارت حمأً مسنوناً ، ثم تركت حتى صارت صلصالاً ، القرآن والطب   : ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأٍ مسنون )) الحجر(26) . قصص الأنبياء (39) .

    وروى الحافظ أبو يعلى عن أبي هريرة (رض ) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :
    (( إن الله خلق آدم من تراب ، ثم جعله طيناً ، ثم تركه حتى إذا كان حمأً مسنوناً ، خلقه الله وصوره،
    ثم تركه حتى إذا كان صلصالاً كالفخار ، قال : فكان إبليس يطوف به فيقول : لقد خُلقت لأمر عظيم!
    ثم نفخ فيه من روحه ...إلخ ... )) قصص الأنبياء ( 41 ) .

    هذا ما قاله القرآن الكريم والسنّة المطهرة ، عن أصل الإنسان قبل أكثر من أربعة عشر قرناً ، فماذا قال العلم الحديث يا ترى .!؟

    لقد أجرى العلماء تحليلاً دقيقاً لمكوّنات الأرض ، فوجدوا فيها أكثر من مائة عنصر من عناصر الطبيعة المعروفة حتى الآن ... كما أجروا تحليلاً لجسم الإنسان نفسه ، فوجدوه مكوّناً من حوالي ثلاثة وعشرين عنصراً هي خلاصة عناصر الأرض ، أو العناصر المهمة فيها ، وهي كما يلي :

    • مجموعة العناصر الأساسية :
    1. الأوكسجين ( O2 )
    2. الهيدروجين ( H )
    ومن مجموعهما يتكون الماء ، الذي هو أصل الحياة ، والذي يشكل حوالي 70% من جسم الإنسان ، ومن الأرض أيضاً ...
    القرآن والطب   مؤكداً هذه الحقيقة العلمية : (( وجعلنا من الماء كل شيء حيّ )) الأنبياء (30 ) .
    3. الكربون ( C )
    4. النتروجين ( N )
    وهذه العناصر الأربعة تشكل أساس المواد العضوية ( السكريات ، البروتينات ، الدهنيات ، الفيتامينات ، الهرمونات ، والخمائر أو الإنزيمات ).
    • مجموعة عناصر أقل أهمية :
    5. الكلور ( Cl )
    6. الكبريت ( S )
    7. الفوسفور ( P )
    8. المنغنيز ( Mn )
    9. الكالسيوم ( Ca )
    10. الصوديوم ( Na )
    11. البوتاسيوم ( K )

    • مواد أخرى جافة :
    12. الحديد ( Fe )
    13. النحاس ( Cu )
    14. اليود ( I )
    15. المغنيزيوم ( Mg )
    16. الكوبالت ( Co )
    17. التوتياء ( Zn )
    18. المولبيديوم ( Mo )

    • مواد أخرى نادرة :
    19. الفلور ( F )
    20. الألمنيوم ( Al )
    21. البور ( B )
    22. السيلينيوم ( Se )
    23. الكادميوم ( Cd )
    وصدق الله العظيم الذي قال في قرآنه المعجز : (( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين )) أي من خلاصة الأرض ... وهذه هي الحقيقة بعينها .. فتبارك الله أحسن الخالقين ...!!!

    • خلق حوّاء :
    القرآن والطب   في كتابه المبين : بسم الله الرحمن الرحيم (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ، وخلق منها زوجها ، وبثَّ منهما رجالاً كثيراً ونساءً )) النساء(1)

    يشير هذا النص القرآني المعجز ، إلى أن أصل خلق البشرية من نفس واحدة هي نفس آدم (ع) ، وأن زوج آدم ، والتي شاع بين الناس تسميتها باسم حواء ، هي من تلك النفس الواحدة أيضاً ...

    أما أبناء آدم ، والبشر من بعدهم ، فقد جاؤوا بقانون التقاء الذكر مع الأنثى المعروف ، والذي عبّر عنه المصطلح القرآني المعجز بقوله : (( وبثَّ منهما رجالاً كثيراً ونساءً )) .

    روى السديُّ ،عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، عن مرّة ، عن ابن مسعود ، وعن ناس من الصحابة ، قالوا : أُخرج إبليس من الجنة ، وأُسكن آدم فيها ، فكان يمشي فيها وحشيّاً ، ليس له فيها زوجٌ يسكن إليها ، فنام نومةً ، فاستيقظ وعند رأسه امرأة خلقها الله من ضلعه ...

    وذكر محمد بن اسحق ، عن ابن عباس (رض) : أنها خُلقت من ضلعه الأقصر الأيسر ، وهو نائم ولأم مكانه لحم ... قصص الأنبياء (20)

    وفي الصحيحين ، من حديث زائدة ، عن ميسرة الأشجعيّ ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال : (( استوصوا بالنساء خيراً ، فإن المرأة خُلقت من ضلع )) .

    ونقف أمام هذه النصوص المعجزة لنسأل أنفسنا سؤالين محدّدين :
    الأول : لماذا خُلقت حواء من آدم وليس العكس ..!!!؟
    والثاني : لماذا خُلقت من الضلع تحديداً .!!!؟
    ويأتي العلم بعد أربعة عشر قرناً من تنزّل هذه النصوص المعجزة ، ليجيب على هذين السؤالين وعلى عشرات ، بل مئات الأسئلة غيرها ، والتي كانت أكبر بكثير من مستوى العصر الذي تنزلت فيه ، ولا نشك بوجود حكمة بالغة لله تعالى في الإشارة إليها منذ ذلك الوقت المبكّر ، ولعل في اكتشاف العلم لها اليوم ، ووقوف العلماء أمامها بكل خشوع واحترام ، وإيمان الكثير منهم بالله الخالق المبدع ، لخير دليل على ذلك ...
    • أما عن السؤال الأول : فقد أكّد العلم ، بأن حواء يمكن أن تُخلق من آدم وليس العكس ، وذلك لأننا لو أخذنا التركيب الوراثي لآدم عليه السلام ، لوجدناه مؤلفاً من (44) صبغي جسمي + صبغيان جنسيان هما ( xy ). أي أن آدم عليه السلام يمكن أن يعطي في حيواناته المنوية ( النطاف ) : النطفة المذكرة ( y ) التي تكون الذكر . والنطفة المؤنّثة ( x ) التي تكون الأنثى .

    أي : يمكن اشتقاق الأنثى من آدم عليه السلام ...
    أما حواء ، فإن شفرتها الوراثية تتكون من (44) صبغي جسمي + صبغيان جنسيان متماثلان هما: ( xx ) ، أي أنها غير قادرة على إعطاء العنصر الذكري أبداً ...

    • وأما عن السؤال الثاني : فهو من الأمور التي لم يتوصل العلم إلى حقيقتها حتى الآن فيما أعلم ، وأرجو أن تكون محاولتي هذه خطوة في الطريق الصحيح .
    لماذا خُلقت حواء من ضلع آدم وليس من أي مكان آخر .!؟

    لكي نجيب على هذا التساؤل المهم ، من المفيد جدّاً الاستعانة بالنصوص التالية :

    • نصوص القرآن الكريم :
    القرآن والطب   في كتابه الكريم :
    بسم الله الرحمن الرحيم (( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم ، وأشهدهم على أنفسهم ، ألست بربّكم !؟ قالوا : بلى ، شهدنا )) الأعراف(172) .

    يفيد هذا النص القرآني بأن الذريّة من الظهور ...
    (( وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم )) النساء (23) . والصلب هو أسفل الظهر ... (( خُلق من ماء دافق ، يخرج من بين الصلب والترائب )) الطارق (4) أي أن الماء الدافق ، الذي هو المني يتكوّن من مكانين رئيسيين هما : الصلب ( أسفل الظهر ) والترائب ( الأضلاع ) . تذكَّر بأن الدم يتكون في الإنسان البالغ من العظام المسطّحة ، وهي بشكل رئيسي عظام الفقرات والأضلاع ...

    • نصوص السنّة المطهّرة :
    1. الصندوق الأسود : هل سمعتم بالصندوق الأسود .!؟ لا أعني ذلك الموجود في كل طائرة ، والذي يسجل دقائق وتفاصيل كل رحلة جوية ، ويستعين به خبراء الطيران ، ورجال المخابرات ، للتعرف على أسباب تحطم الطائرات .!!!
    إنما أعني الصندوق الأسود الذي في البشر ، والذي يختزن الشفرة الوراثية لكل إنسان .!

    فإليكم ما قاله محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) ، النبيّ الأميّ ، الذي بُعث إلى أمة أمية قبل أكثر من أربعة عشر قرناً ، قال : (( كلُّ بني آدم تأكله الأرض ( أي بعد الموت ) ، إلا عَجْبَ الذَّنَبِ ، منه خُلق ، وفيه يُرَكَّبْ . قيل : وما هو يا رسول الله .!؟ قال : مثل حبة خردل ، منه تنشؤون )) رواه الإمام البخاري ومسلم ومالك وأبو داوود والنَّسائي .

    2. حديث الذّر : روى الإمام الترمذيُّ ، عن أبي هريرة (رض ) ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : (( لما خلق الله آدم (ع ) ، مسح ظهره ، فسقط من ظهره كل نسمة خالقها إلى يوم القيامة ..إلخ )) قال الترمذي : حسن صحيح ، وكذلك رواه الإمام الحاكم .
    من هذه النصوص المعجزة نخلص إلى النتيجة التالية :
    لما خلق الله آدم عليه السلام بقدرته المطلقة ، أودع فيه السرّ البشري ، الذي نعني به الشفرة الوراثية التي تحفظ النوع البشري إلى يوم القيامة وهي ( DNA) ، وجعل مخزنها في نقطتين رئيسيّتين في جسمه هما : الصلب ، وهي عظام الفقرات في أسفل الظهر ، وبشكل خاص في عظم العصعص الذي ورد في الحديث الشريف باسم عظم العَجْب ، والترائب التي هي عظام الأضلاع .. ولقد أثبت الطب فعلاً بأن الفقرات والأضلاع هي المسؤولة بشكل أساسي عن تركيب الدم في الإنسان في مرحلة ما بعد الحياة الجنينية ، وبالتالي فيمكن الوصول إلى حقيقة أن الصلب والترائب هي مخزن الشفرة الوراثية (DNA) في الإنسان

    ثانياً : مرحلة النطفة : (( ثم من نطفة )) .
    لقد رأينا كيف خلق الله آدم وزوجه بقدرته المطلقة ، غير المقيدة بقوانين الحياة المعروفة ، ولكن تلك القوانين بدأ تطبيقها على ذرّيتهما (( وبثَّ منهما رجالاً كثيراً ونساءً )) . أي بثَّ من التقاء آدم وحواء عليهما السلام ، بقوانين البشر المعروفة ، بعد أن أودع الله فيهما خصائص الجنس البشري ، رجالاً كثيراً ونساءً ، فكيف يحصل ذلك علمياً ..!؟

    منذ أن يكون الإنسان مضغة في رحم أمه ، ينشأ ارتفاعان صغيران في الحبل الظهري ( notocord ) الذي سيشكّل فيما بعد العمود الفقري ، يسميان الشامختان التناسليّتان ( genital tilg ) ، ومن هاتين الشامختين يبدأ التمايز الجنسي للجنين :
    فإذا كان مقدّراً له أن يكون ذكراً ، فإن هاتين الشامختين تبدآن في الأسبوع السادس من عمرة المضغة بتشكيل نسيج مشابه لنسيج الخصيتين ، ويبدأ بإفراز الهرمونات الذكرية ( androgen ) ، التي تحث بدورها على تشكيل الجهاز التناسلي الذكري أثناء الحياة الجنينية ، كما تقومان بإنتاج النطاف بعد البلوغ .

    أما إذا كان مقدّراً للجنين أن يكون أنثى ، فإن هاتين الشامختين تتمايزان لتشكلان نسيجاً مشابهاً للمبيض ، وذلك اعتباراً من الأسبوع العاشر ، وهما المسؤولان عن إنضاج البويضات الأنثوية عند البلوغ .

    إذاً ، النطفة تتكون من مكان مخصص لها في الذكر ( الخصية ) ، والبويضة تتكون من مكان مخصص لها في الأنثى ( المبيض ) .

    • البويضة : يحتوي المبيضان منذ الحياة الجنينية على ما يقارب نصف مليون جريب ابتدائي * البويضة : يحتوي المبيضان منذ الحياة الجنينية على ما يقارب نصف مليون جريب ابتدائي ( primitive follicle ) ، لا ينضج منها عند البلوغ إلا حوالي أربعمائة بويضة ، أي بمعدّل بويضة واحدة من كل مبيض شهرياً ، وبالتناوب . ومع مطلع كل شهر قمري ، وبأمر من ملكة الغدد في الجسم ( النخامية ) ، وبإشراف مباشر من مراكز دماغيه متخصصة ، تبدأ إحدى عرائس المبيض ( الجريبات الابتدائية ) بالاستعداد لأن تكون عروس الشهر ، فتكبر بالحجم ، وتتكاثر الخلايا المغذية حولها ، وترسل إشارة هرمونية (ostrogen ) إلى الرحم تأمره فيها بالاستعداد لاستقبال الضيف الجديد .

    وفعلاً يبدأ الرحم بالاستعداد على قدم وساق ، فتزداد ثخانة الغشاء المخاطي فيه ، وتزداد ترويتة الدموية ، ويهيئ فراشاً وثيراً لتعشيش محصول الحمل الجديد ، فإذا ما حصل التلقيح بين النطفة والبويضة ، وحصل الحمل ، فإن الفرحة تكتمل ، وكل شيء في الجسم يسير على ما يرام ، وتسخّر كل إمكاناته للحفاظ على الضيف الغالي .

    أما إذا حصل العكس ، وفشل الحمل ، فإن الجسم يحزن كثيراً لضياع هذه الفرصة ، وأكثر الأعضاء تأثراً بهذه الفاجعة إنما هي الرحم ، التي تعبر عن حزنها بذرف دموع من دم .!!!

    • النطفة : قلنا إن النطاف تتشكّل في الخصيتين ، وهما تنشآن من شامختين تناسليّتين قرب العمود الفقري ، ثم لا تلبثا أن تهاجرا إلى البطن ، ومنه إلى كيس الصفن خارج الجسم ..

    ترى ، فما هي أسرار هذه الهجرة العجيبة .!؟
    لقد حيّرت هذه الهجرة ألباب العلماء لقرون عديدة ، وبقيت سرّاً من أسرار القدرة الإلهية المبدعة ، إلى أن أثبت العلم مؤخراً ، بأن النطفة لكي تنشط وتكون جاهزة للتكاثر ، تحتاج إلى درجة حرارة خاصة ، تقل عن حرارة الجسم الطبيعية بمعل ( 3-4 ) درجات ، أي حوالي ( 33-34 ) درجة مئوية ، وهذا لا يتوفر إلا في كيس خارج الجسم ، ومعلّق فيه .!!! وهو لغز لم يحلّه إلا كيس الصفن ...!!!

    ولقد ثبت أن كل خصية تتلكأ عن هذه الهجرة ، تكون معرّضة لمشاكل جمّة ، لعل من أهما العقم والسرطان ، ولذلك فإننا نلجأ إلى إنزالها إلى هذا الكيس الربّاني العجيب قسراً ( بعملية جراحية ) إن لم تأت طوعاً (( فتبارك الله أحسن الخالقين )) .

    • عرس الحياة :
    مع منتصف كل شهر قمري ، تكون إحدى عرائس المبيض قد تهيأت كأحلى ما تكون العروسة في ليلة زفافها ، فتخرج من المبيض بعملية الإباضة ( ovulation ) ، في منتصف الشهر القمري ، وهي محاطة بطبقة من الخلايا المغذية تسمى التاج المشع ، وهي ميرة تكفيها لبعض الوقت ، ريثما تدخل بيت الزوجية الجديد ، الذي سيتكفّل بكل شيء منذ لحظة دخولها أعتابه ...!

    في هذه الأثناء يكون كل شيء في المرأة مهيأً لاستقبال العريس الذكري :
    1. الوضع النفسي للمرأة مهيأً للجماع ، ويطلبه ، ويلحّ عليه .
    2. المهبل مهيأ لاستقبال النطاف وتسهيل حركتها ومرورها فيه .
    3. الرحم مهيأ لاستقبال محصول الحمل وتعشيشه فيه .
    4. البوقان مهيآن لالتقاط البويضة المقذوفة من المبيض وتوجيهها وجهتها المعروفة باتجاه الرحم ، كما أنه جاهز لاستقبال النطاف القادمة من المهبل ، وتوجيهها باتجاه البويضة ، وتسهيل التقائهما في الثلث الوحشي منه ، ثم تسهيل حركة محصول الحمل - فيما لو حصل -وإيصاله إلى الرحم .
    فإذا ما حصل الجماع في هذه اللحظات ، وقذف الرجل بنطافه في مهبل المرأة ( وهي تقدّر بحوالي نصف مليار نطفة للقذفة الواحدة ) ، فإن هذه الملايين تبدأ بالتسابق باتجاه البويضة ، ولنتصوّر هذا المنظر المدهش ، خمسمائة مليون عريس يتنافسون على عروس واحدة .!!!

    وهنا لا يسعنا إلا أن نقف بإجلال وإكبار أمام هذا النص القرآني المعجز : بسم الله الرحمن الرحيم
    (( ألم يكُ نطفةً من منيٍّ يُمنى .!؟ )) القيامة (17). نطفة واحدة من نصف مليار نطفة ( منيٍّ يمنى ) هي المسؤولة عن تكوين هذا المخلوق البشري ، فتبارك الله أحسن الخالقين ...

    وتبدأ الرحلة الشاقة ، وتبدأ عملية البحث العجيبة ، ولنتصور أننا وضعنا نصف مليار رجل أعمى في البصرة ، وطلبنا منهم أن يلتقوا بامرأة واحدة عمياء في الموصل لإغاثتها ، في مدّة لا تتجاوز أربعة وعشرين ساعة ، وإلا ماتت المرأة ، فهل يستطيع هؤلاء العميان أن ينجزوا هذه المهمّة المعجزة .!؟

    هذا بالضبط ما يحصل داخل الجهاز التناسلي للمرأة .!!!

    وتتحرك الملايين لهدفها في أعجب وأروع ( ماراثون ) في العالم ، وهناك ، وفي الثلث الوحشي من البوق تحدث المعجزة المدهشة ، حيث يصل المئات ، بل الآلاف من العرسان ، ويحيطون بالعروس من كل جانب ، كل يدّعي بأنه هو الذي وصل أولاً ، ولكنّ العروس هي التي تحسم المسألة ، وتفض النزاع ، وتتوّج الفائز ، وذلك من خلال كامرة ربّانية مدهشة ، مثبّتة بصورة خفيّة في جدارها ، حيث تستطيع وبكل سهولة أن تتعرّف على الفائز الأول بعد استخدام العرض البطيء .!!!

    وفور تعرّفها على صاحب الحظ السعيد هذا ، تفتح له باب حجرتها ، وتستقبله بالترحاب ... ومن المدهش أن هذا اللقاء التاريخي الرائع لا يتمُّ إلا في الثلث الوحشي من البوق ، فلماذا يا ترى ، الثلث الوحشي بالذات .!؟ والجواب :
    5. لأن هذه هي إرادة الخالق المبدع .
    6. لأن عمر البويضة قصير ، وميرتها قليلة ، لا تكفيها إلا لمدة (24) ساعة فقط ، وهي مدة تكفي لقطع الثلث الوحشي من البوق ، فإذا التقت بالنطفة خلال هذه المدة ، استمرت بالحياة من خلال دفقة جديدة تستمدها من النطفة ، وإلا فإنها تذبل وتموت ..
    7. المسافة من مكان التلقيح ( في الثلث الوحشي للبوق ) إلى مكان التعشيش ( في جدار الرحم ) ، ضرورية لإعطاء الفرصة للنطفة الأمشاج ( حسب التعبير القرآني ) ، للانقسام والتهيؤ للتعشيش في جدار الرحم ، كما أنها ضرورية لإعطاء الفرصة للرحم نفسها للتهيؤ واستقبال الضيف الجديد.!
    _ (( هذا خلق الله ، فأروني ماذا خلق الذين من دونه .!؟ )). لقمان .
    _ (( وكلّ شيئ عنده بمقدار )) الرعد .
    _ (( إنا كلَّ شيءٍ خلقناه بقدر )) القمر .
    _ (( وخلق كلَّ شيءٍ فقدّره تقديراً )) الفرقان .

    بعد التقاء العروسين مباشرة ( النطفة القادمة من الأب ) مع البويضة القادمة من الأم ، وكلّ منهما يحمل نصف العدد الصبغي ، تتشكل النطفة الأمشاج ، حسب التعبير القرآني أو ما تسمى الآن بالبويضة الملقَّحة (zygot) ، والتي تحمل عدداً كاملاً من الصبغيات ( chromozomes ) ، نصفها قادمة من الأب ، ونصفها قادمة من الأم .

    وهنا لا بد لنا من وقفة عند المصطلح القرآني ( النطفة الأمشاج ) ، بسم الله الرحمن الرحيم :
    (( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً )) الإنسان( 2 ) . لنرى مدى تفوّقه وإعجازه بالنسبة للمصطلح البشري ( البويضة الملقّحة ) :

    فهو أولاً يقدّم ذكر النطفة على أنها هي الأصل ، لأنها مسؤولة كما سنرى عن تحديد جنس الجنين ، ومسؤولة عن إعطاء دفقة الحياة للبويضة منذ لحظة التقائها بها ، وإلا فإن الثانية تذبل وتموت في غضون (24) ساعة لا غير ، بينما المصطلح البشري يقدّم البويضة على أنها هي الأصل ، والتلقيح طارئ عليها ( البويضة الملقّحة ) وهذا خلاف الواقع العلمي ..

    وهو ثانياً يتحفنا بلفظة ( أمشاج ) والذي يعني أخلاط ، وهو لفظ رائع ، ذو مغزى مدهش ، لا يمكن لأي لفظ أن يعوّض عنه ، وهو يصوّر الحقيقة بعينها ، عندما تختلط مكونات النطفة القادمة من الأب ، مع مكونات البويضة القادمة من الأم ، وبنسب متساوية ، لتعطي هذا الخليط المتجانس من الصبغيات . خصائص قادمة من الأب تختلط مع خصائص قادمة من الأم فتعطي خصائص جديدة ، لمولود جديد . ومن الجدير ذكره أن جنس الجنين يتحدّد منذ لحظة التقاء النطفة مع البويضة وتشكيل النطفة الأمشاج ، والمسؤول عن تحديد جنس الجنين هي النطفة القادمة من الأب ، وليست البويضة القادمة من الأم ، وذلك لأن النطفة تتكون من ( 22 صبغي جسمي ) وصبغي جنسي واحد ، وهو :
    إما ( X ) أو ( Y ) ، بينما البويضة القادمة من الأم تتكون من ( 22 صبغي جسمي ) وصبغي جنسي واحد أيضاً لكنه من نوع ( X ) فقط .

    فإذا ما التقت النطفة المذكّرة ( أي التي تحمل الصبغي الجنسي Y ) مع البويضة ( X ) فإن محصول الحمل سيكون ( 44 صبغي جسمي + XY ) وهو جنين ذكر .

    أما إذا التقت النطفة المؤنثة ( وهي التي تحمل الصبغي الجنسي X ) مع البويضة ( X ) أيضاً فإن محصول الحمل سيكون ( 44 صبغي جسمي + XX ) وهو جنين أنثى .

    ونقف مرّة أخرى بإجلال وإكبار أمام القرآن المعجز ، الذي قرّر هذه الحقيقة العلمية قبل أكثر من أربعة عشر قرناً ، وأنزلها على نبيٍّ أمّي ، وفي أمة أمية ، كان الذي يقرأ ويكتب فيها عملة نادرة تُشدُّ إليه الرحال .!!!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (( وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى : من نطفة ، إذا تُمنى )) النجم (45) . أي أن النطفة وليست البويضة ، هي التي تقرّر جنس الجنين ، فتبارك الله أحسن الخالقين ...!!!

    أما إذا لم يحصل الجماع ، ولم تلتق البويضة بعريسها الغالي ( النطفة ) ، فإنها لا تلبث أن تنتحر وتموت ، وذلك في غضون (24) ساعة من خروجها من المبيض ، لأنها غير مستعدة للحياة بدون هذا الحبيب الأثير ، وهنا يتأثر الجسم لهذا المصاب الأليم ، ويعلن عن تأثره على شكل وعكة صحية عادة ما ترافق حالات الطمث عند النساء ، ولكن أكثر الأعضاء تأثراً كما ذكرنا ، إنما هي الرحم ، التي تعبر عن تأثرها هذا بذرف دموع من دم ، ويحدث الطمث أو الحيض ( العادة الشهرية ) .

    وهنا لنا وقفة أخرى مع القرآن المعجز ، وذلك في قوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم
    (( ويسألونك عن المحيض ، قل : هو أذى ، فاعتزلوا النساء في المحيض ، ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهّرن فأتوهنَّ من حيث أمركم الله ، إن الله يحب التوابين ويحب المتطهّرين )) البقرة (222).

    يـا للعظمة .! ويـا للروعة .! ويـا للإعجاز ..!!!

    هل كان محمد النبي الأمي ، عالم تشريح ، أم أستاذ نسائية وتوليد .!؟
    وكيف عرف قبل أكثر من أربعة عشر قرناً وهو في صحراء مقفرة ، لا توجد فيها مجاهر إلكترونية ، ولا أشعة ليزر ، ولا تصوير طبقي ، ولا حتى أطباء ، بأن الحيض في المرأة أذى !!!؟
    إنه الله الخالق المبدع المصور له الأسماء الحسنى (( ألا يعلم من خلق ، وهو اللطيف الخبير .!؟ )).
    إذاً ، تعالوا معنا لنرى ماذا يقول الطب الحديث عن المحيض :
    إن المرأة إذا حاضت ، تعرّضت للعوارض الصحيّة التالية :
    8. انفتاح فوّهات كثيرة من الأوعية الدموية الرحمية ، مما يجعلها عرضة لدخول الجراثيم والميكروبات ، وحدوث الالتهابات التي قد تكون خطيرة وقاتلة .
    9. نزف كمية من الدم ، مما يؤدي لنحول الجسم وإضعافه .
    10. تعادل الحموضة المهبلية الطبيعية ، بقلوية الدم النازف من الرحم ، مما يفقده خصيته المضادة للميكروبات المرضية ، فيصبح وسطاً قابلاً لنمو الجراثيم والميكروبات المرضية .
    11. العامل الميكانيكي لدخول القضيب في المهبل ، وحمله عدداً من العوامل المرضية الخارجية إلى الرحم المريض أصلاً ...
    12. الوضع النفسي المتوتّر للمرأة ، وتغير مزاجها ، المرافق للدورة الشهرية ، يجعلها غير راغبة في الممارسة الجنسية ، وكارهة لها ، وأي إجبار لها على ما تكره ، قد يؤدي إلى فتور العلاقة الزوجية ، وربما أدى إلى الكراهية والطلاق ...
    هذا قليل من كثير ، مما توصّل إليه العلم الحديث ، من أسرار منع العليم الخبير للرجل من ممارسة العملية الجنسية أثناء الحيض ، فتبارك الله أحسن الخالقين ..

    ثالثاً : مرحلة العلقة : (( ثمّ خلقنا النطفة علقة )).

    ما إن يتم التحام النطفة بالبويضة ، وتشكيل النطفة الأمشاج ، حتى تبدأ هذه الأخيرة بالانقسام والهجرة باتجاه جوف الرحم ، فتصله في غضون ( 5-10 ) أيام من بدء التلقيح ، وهي في طور العلقة . ومن الجدير ذكره أن مصطلح العلقة ، هو مصطلح قرآني بحت ، فلماذا العلقة يا ترى .!؟

    إنه مما لا شك فيه ، أنه لا يدرك روعة التصوير القرآني المعجز ، إلا من أتاح الله له رؤية تلك الكتلة من الخلايا الضعيفة ، وهي عالقة ( علوقاً ) ، في جدار الرحم بواسطة استطالات خلوية مغروسة في مخاطية الرحم ، مصداقاً لقوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم (( اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، إقرأ وربك الأكرم ، الذي علّم بالقلم )) .

    رابعاً : مرحلة المضغة : القرآن والطب   في قرآنه المعجز :

    بسم الله الرحمن الرحيم
    - (( فخلقنا العلقة مضغةً )) المؤمنون (15)
    - (( ثمّ من مضغةٍ ، مخلَّقةٍ ، وغير مخلَّقة )) الحجّ ( 5 ).بعد أن يعلق محصول الحمل في جدار الرحم ، ويرسل باستطالاته الخلوية والدموية لجلب الغذاء له من الأم الحامل ، لاستمراره في النمو والتكاثر ، تبدأ مرحلة جديدة من مراحل التطور ، وهي مرحلة المضغة ، وذلك اعتباراً من الأسبوع الثالث للحمل ، وهي مؤلفة من مرحلتين :

    1. المضغة غير المخلَّقة : وهي التي لم تتمايز خلاياها بعد ، وتمتد حتى نهاية الأسبوع الرابع ، أي نهاية الشهر الأول من الحمل .
    2. المضغة المخلَّقة : ثم تبدأ مرحلة هامة جداً من عمر الجنين ، اعتباراً من الأسبوع الخامس ، أي بداية الشهر الثاني ، وهي مرحلة التخلُّق ، أو التمايز ( Differentiation ) ، حيث يبدأ تشكل الأعضاء والأجهزة ، من ثلاثة وريقات جنينية هي :
    أ . الوريقة الخارجية ( Ectoderm ) : والتي تعطي :
    1. النسيج العصبي .
    2. الجلد وملحقاته .
    ب. الوريقة المتوسّطة (Mesoderm ) : والتي تعطي :
    1. الهيكل العظمي .
    2. الأنسجة الضامة .
    3. العضلات .
    4. جهاز القلب والدوران .
    5. الجهاز البولي .
    ج. الوريقة الداخلية (Endoderm ) : والتي تعطي :
    1. جهاز الهضم والغدد الملحقة به .
    2. جهاز التنفس . .... وهكذا ...

    خامساً : مرحلة نفخ الروح : القرآن والطب   :

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (( ثمّ أنشأناه خلقاً آخر ، فتبارك الله أحسن الخالقين )) .
    تنتهي عملية التخلُّق في نهاية الشهر الثالث ، وبداية الشهر الرابع ، حيث تبدأ مرحلة هامة جداً ، هي عملية نفخ الروح ، وهنا لابد أن تستوقفنا مجموعة أسئلة هامة ، ونحن نتكلّم عن عملية التمايز والتخلّق ، مثل : كيف أمكن للخلايا المضغية ( Embrioblasts ) ، المتماثلة في شكلها وتركيبها ، أن تعطي تلك الوريقات الثلاث : الخارجية ، والداخلية ، والمتوسّطة .!؟

    ثم ، كيف تسنّى لتلك الوريقات نفسها ، المتماثلة أيضاً في كلّ شيء ، والتي نشأت من نسيج واحد ، أن تعطي كل تلك الأجهزة المعقّدة مثل : النسيج العصبي ( المتضمّن أنسجة متطوّرة جداً ، كمراكز الشعور والتفكير والإبداع ) ، وأنسجة القلب ، والكلى ، والهضم ، وغيرها .!؟

    إنه اللغز الذي حير عقول الجهابزة ، وألباب العلماء ، والذي لا يستطيع أحد في العالم أن يجيب عنه إلا في قوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم (( هو الله ، الخالق ، الباريء ، المصوّر ، له الأسماء الحسنى ، يسبّح له ما في السموات والأرض ، وهو العزيز الحكيم )) الحشر ( 24 ) .

    وما دمنا نتكلّم عن التخلّق والتمايز ، فلا بأس أن نتوقف عند هذه اللقطة الإعجازيّة القرآنية ، الواردة في قوله تعالى : (( فخلقنا المضغة عظاماً ، فكسونا العظام لحماً )) ، والتي تتضمن اللطائف التالية :
    1. التمايز : الذي نتكلّم عنه في طور المضغة ، وهو خلق العظام والعضلات ..إلخ
    2. الترتيب : حيث العظام أولاً ، ثم العضلات ثانياً .
    3. الكساء : يقول علماء التشريح ، بأن التعبير القرآني عن تغطية العضلات للعظام بلفظة كساء تعبير مدهش ورائع ، ولا توجد أية لفظة أخرى تستطيع أن تعبّر عن الواقع التشريحي بمثل هذه الروعة.! فتبارك الله أحسن الخالقين .!!!
    في نهاية الشهر الثاني يكون محصول الحمل بحجم بيضة الدجاج ، ويبلغ طول الجنين من ( 2-3 ) سم بينما يبلغ وزنه حوالي ( 11 ) غ ، ثم يبدأ تكون الأعضاء شيئاً فشيئاً . وفي نهاية الشهر الثالث وبداية الشهر الرابع ، يبلغ طول الجنين حوالي ( 10 ) سم . ويبلغ وزنه حوالي ( 55 ) غ . وهنا تبدأ الأعضاء تأخذ أشكالها النهائية ، وفي هذه اللحظات يتم نفخ الروح ، وتبدأ أغلب الأجهزة والأعضاء بالعمل .

    • وثمّة لفتة قرآنية إعجازية أيضاً ، وذلك في قوله تعالى عن عدّة المرأة التي يتوفّى عنها زوجها : بسم الله الرحمن الرحيم (( والذين يُتَوَفَّوْن منكم ويذرون أزواجاً ، يتربَّصن بأنفسهنَّ أربعة أشهر وعشراً )) . فهذه الآية تطلب من المرأة المسلمة التي يموت عنها زوجها ، أن تجلس بدون زواج لمدة أربعة أشهر وعشرة أيام ، بعد ذلك يمكنها أن تتزوج ..! فما سرّ هذه المدة بالضبط .!؟

    وفي الجواب على هذا السؤال ، نقف مرّة أخرى أمام لفتة قرآنية إعجازية باهرة من لفتات هذا القرآن المعجز ، التي تثبت بدون أدنى شك بأن هذا القرآن لا يمكن أن يكون من عند غير الله العليم الخبير .
    فعلامات الحمل بالنسبة للناس التي تنزّلت عليهم هذه الآية كانت تقسم إلى قسمين رئيسيين :
    1. علامات ظنيّة : وهي تشمل : انقطاع الطمث عند المرأة ، وأعراض الوحام المعروفة .
    2. وعلامات يقينية : وأهمها : كبر حجم الرحم ، وبدء حركات الجنين ، وهذه الأخيرة ، هي الأهم ، وهي معروفة لكلّ النساء ، ولقد أثبت الطب الحديث بأن المدة الكافية لظهور هذه الحركات بصورة أكيدة لا لبس فيها ، هي أربعة أشهر ، والعشرة أيام المضافة هي من باب الاحتياط لمنع اختلاط الأنساب .!!! ترى فمن الذي أخبر محمّداً ( صلى الله عليه وسلم ) النبيّ الأميّ بهذه المعلومة الطبية التي ما ظهرت إلا مع نهايات القرن العشرين .!؟ إنه الله ، فتبارك الله أحسن الخالقين ...

    • ولنا وقفة أخرى مع هذا النبي الأمي صلى الله عليه وسلم .
    فقد روى البخاري ومسلم ، عن أبي عبد الرحمن ، عبد الله بن مسعود ( رض ) قال : حدّثنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، وهو الصادق المصدوق : (( إن أحدكم يُجمع خلقُه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل إليه الملك ، فينفخ فيه الروح ، ويُؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقيٍّ أو سعيد )) .

    وبنظرة متفحّصة إلى هذا الحديث المعجز يتبيّن لنا ما يلي :

    1. الحديث صحيح ، فقد رواه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى .
    2. هذا الحديث ، هو الحديث الصحيح الوحيد الذي يسبقه قول : الصادق المصدوق ، للدلالة على أن قائله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس أحد غيره ..
    3. الحديث يمثل معجزة باهرة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ، حيث أكد الطب بعد أربعة عشر قرناً ، بأن الروح تنفخ في الجنين بعد حوالي أربعة أشهر ، أي ما يقارب مائة وعشرين يوماً ، كما ورد في الحديث بالضبط .

    • وقبل أن ننهي فقرة نفخ الروح ، لا بد أن تستوقفنا لفتة قرآنية إعجازية أخرى ، تلكم هي الواردة في قوله تعالى عن الجنين بعد مرحلة المضغة : (( ثمّ أنشأناه خلقاً آخر ، فتبارك الله أحسن الخالقين )).
    1. خلقاً آخر من الناحية المادية :
    فلم يعد تلك الكتلة المقرفة من الخلايا المختلطة بالدم والأوساخ ، المتجمّعة من الدم والمني والمفرزات ، بل تحوّل إلى كائن إنساني رائع ، يحمل كل تفاصيل الكائن البشري ، من رأس وصدر وبطن وأطراف وأجهزة وحواس ...إلخ
    2. وخلقاً آخر من الناحية الروحية :
    فهناك فرق هائل ما بين الكتلة الهامدة التي لا حراك فيها ، وبين القلب النابض ، والروح المبثوثة ، والجنين المتحرّك ، وهذا يضفي على المرأة لحظة حدوثه نشوة وفرحة لا تقدّرها إلا النساء الحوامل..!
    سادساً : القرار المكين : القرآن والطب   : بسم الله الرحمن الرحيم
    - (( ألم نخلقكم من ماء مهين ، فجعلناه في قرار مكين ، إلى قَدَرٍ معلوم ، فقَدَرنا فنعم القادرون )) المرسلات (20) . وقال سبحانه :
    - (( ونُقرُّ في الأرحام ما نشاء ، إلى أجلٍ مسمَّى )) الحج (5 ) .
    في هاتين الآيتين الكريمتين ، إشارة معجزة إلى حقيقتين علميّتين كبيرتين :
    الأولى هي : القرار المكين . والثانية هي : القدر المعلوم .

    فما حقيقة القرار المكين .!؟
    نطفة صغيرة حقيرة لا تُرى بالعين المجرّدة إلا بعد تكبيرها آلاف المرّات ، أودعها الله في جوف الرحم ، وهيأ لها الظروف المناسبة حتى تكاثرت ونمت وتخلّقت ثمّ أعطت ذلك البناء الإنساني الرائع ، كل ذلك وهي تنعم بكل وسائل الأمن والراحة والاستقرار ، فتعالوا معنا لنتعرّف على مجموعة العوامل التي تحقق ذلك القرار المكين ..
    1. من الناحية التشريحية :
    تقع الرحم في جوف الحوض ، فتحدّها المثانة من الأمام ، والمستقيم من الخلف ، ويحيط بها جدار عظمي متين جداً ، هو من أمتن عظام الجسم ، إن لم يكن أمتنها على الإطلاق . من الأمام عظم العانة ، ومن الخلف عظما العجز والعصعص ، ومن الجانبين عظما الحرقفة .

    هذا البناء العظمي المتين ، يحمي الرحم من الرضوض والصدمات الخارجية ، كما أنه في نفس الوقت، يؤمن ولادة سهلة للجنين ، ولا يعيق مروره من خلالها . كذلك يتم تثبيت الرحم في مكانها بمجموعة أربطة مرنة تتصل بهذه التركيبة العظمية المحيطة بالرحم بشكل محكم ودقيق .

    2. من الناحية الهرمونية :
    تسيطر على الرحم لجنة هرمونية تؤمن لها التوازن في النمو ، والتوازن في الانقباض والانبساط بشكل يدعو إلى الدهشة . فمنذ اللحظة التي يتم فيها قذف البويضة الناضجة من المبيض ، يتشكل مكانها جسم يسمى الجسم الأصفر ( Corpus lutum ) ، هذا الجسم يبقى يرقب الأحداث عن كثب ، فإذا ما حصل التلقيح بين النطفة والبويضة وتشكلت النطفة الأمشاج ، وتلقى إشارة بذلك من محصول الحمل نفسه ، فإنه يستمر في الحياة ، ويقوم بإفراز هرمون يسمى هرمون الجريبين ( Ostrogen ) ، الذي يذهب بدوره إلى الرحم ويعطيها إيعاز بضرورة الاستعداد والتهيؤ لاستقبال الضيف الجديد ، فتبدأ الرحم بالنمو والسماكة في جدارها المخاطي ، وتزداد التوعية الدموية فيه ، وتهيء فراش وثير لاستقبال العرسان الجدد .!

    أما إذا لم يحصل التلقيح ، ولم يتلقّ الجسم الأصفر الإشارة المطلوبة ، فإنه لا يلبث أن يذبل ويموت ، وبالتالي لا يفرز الهرمون المطلوب .

    ما إن تعشعش النطفة الأمشاج في جدار الرحم ، حتى ترسل هي الأخرى إشارة هرمونية اسمها المنمّيات التناسلية ( Gonadotrophin ) ، التي تذهب بدورها إلى المبيض لتحثه على إبقاء الجسم الأصفر فاعلاً ريثما تقوم المشيمة المقبلة بأخذ دوره الهرموني ، وفعلاً يستجيب المبيض لهذا الطلب ، ويكلّف الجسم الأصفر بالاستمرار بالحياة وإفراز هرموني الجريبين واللوتيئين (Progesteron ) ..

    وهكذا ، فإن هذا التوازن الهرموني الثلاثي (Progesteron , Ostrogen ,Gonadotrophin ) يكون مسؤولاً عن إبقاء محصول الحمل ونموه ، وأي خلل يحصل في هذا التوازن الرائع قد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها ، فإما أن يتسبب في طرد محصول الحمل قبل الأوان مسبباً الإسقاط ( Abortion ) أو الخداجة (Prematurity ) . أو يؤدي إلى عطالة في تقلصات الرحم ، مسببا تأخر خروج محصول الحمل أو ما يسمى الحمل المديد (Post maturity ) .

    3. من الناحية الميكانيكية :
    يشكل السائل الأمنيوسي الذي يحيط بالجنين ، والذي يقدّر بحوالي ( 600 - 1000 ) مل ، والذي يصحب الجنين طيلة فترة الحمل ، عاملاً مهماً لحفظه من الصدمات والرضوض الخارجية ، بالإضافة لكونه يخفف وزنه على الأم ، ويؤمن حركته بصورة حرّة ومستمرّة .. بعد كل ذلك ، ألا يحق لنا أن نقف بكل خشوع واحترام أمام قول الله المعجز (( فجعلناه في قرار مكين )) .!؟

    ثم ما حكاية القدر المعلوم ، أو الأجل المسمّى .!؟
    إن الإعجاز في الآيات الكريمات التي سبقت الإشارة إليها ، ليس في الإشارة إلى مدّة الحمل المعلومة فقط - على عظيم أهميته - ( إلى قدر معلوم ) أو ( إلى أجل مسمّى ) ..

    بل في تقرير العليم الخبير ، بأن هذه المدة هي المدة المثالية للحمل الطبيعي أيضاً (( فقدرنا ، فنعم القادرون )) المرسلات ( 23 ) .

    ولقد أثبت الطب فعلاً ، بأن هذه المدة التي قررها الله للحمل ، هي المدة المثالية فعلاً ، فإذا ما نزل الحمل قبل هذه المدة اعتبر خديجاً ، وكان معرّضاً للكثير من المشاكل الطبية التي قد تودي بحياته .!

    أما إذا بقي في الرحم أكثر من هذه المدة ، فيعتبر الحمل مديداً ، والذي لا يخلو هو الآخر من المشاكل.!!! ترى ...فمن الذي أوعز إلى الرحم أن تحفظ الجنين هذه المدة المحدّدة ( أربعين أسبوعاً = 270-280 ) يوماً لا تزيد ولا تنقص .!؟

    وكيف ارتضى جسم المرأة أن يحفظ في أحشائه جسماً غريباً يشاطره طعامه وهواءه دون أن يبادر إلى طرده ، كما هي العادة مع أي جسم غريب متطفّل .!؟

    ومن الذي عطّل أجهزة المناعة في جسم المرأة حتى ترضخ لقبول هذا الضيف الثقيل .!؟

    ثمّ ، ما هي الآلية بالضبط ، التي يتمُّ بموجبها إخراج الجنين في اللحظة المقدّرة لا تزيد ولا تنقص .!؟

    إنها عشرات بل مئات الأسئلة ، التي حيّرت ألباب العلماء ، ودوّخت الجهابذة من الأطبّاء ، والتي لا توجد عليها إلا إجابة واحدة فقط ، رضي من رضي ، وسخط من سخط ، إنه الله العليم الخبير.!

    فقدرة الله المعجزة ، هي التي تحفظ الحمل كل هذه المدة المحدّدة ، من خلال توازن هرموني مدهش ، فإذا ما دنت ساعة الفراق ، أذن الله للرحم بتقلّصات لا يصمد لها شيء ، ولا تهدأ قبل أن تقذف بالجنين خارجاً ، فيستهلُّ صارخاً من شدّة ما لاقى من الكرب ، فتبارك الله أحسن الخالقين ...!!!

    سابعاً : ثمّ السبيل يسّره :
    القرآن والطب   في كتابه الكريم : بسم الله الرحمن الرحيم
    - (( قُتل الإنسان ما أكفره ، من أي شيء خلقه ، من نطفة خلقه فقدّره ، ثمّ السبيل يسّره )) الإنسان
    - (( ونقرُّ في الأرحام ما نشاء إلى أجلٍ مسمّى ، ثمّ نخرجكم طفلاً )) الحج (5) .

    بعد رحلة بديعة في جوف الرحم دامت أربعين أسبوعاً ، يعلن الباري عزّ وجلّ ، بأن هذا المخلوق الجديد قد صار مؤهلاً للحياة معتمداً على نفسه ، فيوعز للرحم في اللحظة المقرّرة ، التي لا نعرف عن كنهها شيئاً ، وتبدأ عملية المخاض ( Labor ) ، على شكل تقلّصات محسوبة بدقة متناهية ، فهي تقلصّات ذكية عاقلة منضبطة ، تؤدي في النهاية إلى قصر عنق الرحم وكبر فوهته في نفس الوقت .

    وهنا أيضاً نلمس العناية الإلهية المعجزة ، فالتقلصات الرحمية تحدث بصورة محسوبة جداً (( إنا كلّ شيء خلقناه بقدَر )) فلو حدثت تقلصات قوية ومستمرة لاختنق الجنين ومات ، وكذلك لو كانت التقلصات ضعيفة وغير فعّالة لحدثت عطالة رحمية واحتُبس الجنين .

    وهنا لا بد لنا مع وقفة مع مخاض السيدة مريم العذراء عليها السلام :
    القرآن والطب   في سورة مريم : بسم الله الرحمن الرحيم
    (( فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة ، قالت : يا ليتني متُّ قبل هذا وكنت نسياً منسيّاً ، فناداها من تحتها ألا تحزني ، قد جعل ربّك تحتك سريّاً ، وهزّي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيّاً ، فكلي واشربي ، وقرّي عيناً )) مريم ( 23 ) . صدق الله العظيم .

    ولو أمعنا النظر في هذا النص المعجز لوجدنا في كل كلمة معنى ، وفي كل حرف مغزى ، فهي آيات معجزات تقطع بعظمة الخالق ، وتؤكّد بما لا لبس فيه بأن هذا القرآن لا يمكن أن يكون من عند بشر.!
    1. فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة :
    كل تغيير في المبنى يؤدي إلى تغيير في المعنى ، كما يقول اللغويون ، فكلمة أجاءها هي غير كلمة جاءها ، وهي تعني أن المخاض ألجأها إلى جذع النخلة من ألمه وشدّته ...
    2. إلى جذع النخلة :
    كل امرأة ماخض تحاول أن تبحث عن مكان تلجأ إليه ، وتستتر به ...
    3. قالت يا ليتني متُّ :
    وهي كلمة تقولها كل ماخض من شدّة الألم ، وخوف الفضيحة بسبب كشف العورة ، هذا بالإضافة للمدلول الخاص لهذه الكلمة عند السيدة مريم التي كان حملها وولادتها بصورة غير مألوفة .
    4. تحتك سريّاً :
    كل ماخض تتمنى أن يكون تحتها فراش وثير للولادة ، وأن تكون في موضع مريح من جميع النواحي.
    5. وهزّي إليك بجذع النخلة :
    هذا المبدأ ( مبدأ هزّ جذع النخلة ) صار مبدأً رائعاً يأخذ به الدعاة للوصول إلى أهدافهم ، لأن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضّة . نعم ، إن الله كان قادراً على أن يسقط رطباً على مريم بدون هز جذع النخلة ولكنّ الله يريد أن يربّي الدعاة على ضرورة المبادرة والاعتماد على جهدهم الشخصي ، ثم يأتي عون الله وتوفيقه بعد ذلك .
    6. رُطَباً جنيّاً :
    لقد أثبت الطب الحديث للرطب الجني ( الناضج ) الفوائد التالية :
    أ . فيه نسبة عالية من السكريات البسيطة الضرورية لعمل العضلة الرحمية ( ولهذا نعطي للماخض اليوم سكريات على شكل مغذي وريدي ) .
    ب. يحتوي على مادة مقبّضة لعضلة الرحم ، وهي ضرورية لعملية الإرقاء وقطع النزف ( ونحن نعطيها اليوم للماخض على شكل مادة دوائية تسمى Methergin .
    ج. فيه مادة مخفّضة لضغط الدم ، والمخاض كما هو معروف اليوم ، يترافق مع ارتفاع في ضغط الدم ، الذي قد يكون خطراً أحياناً .
    د. الرطب الناضج فيه مادة ملينة للأمعاء ، وغالباً ما نضطر لتفريغ أمعاء الماخض اليوم بواسطة رحضة شرجية ( حقنة ) .
    هـ. والرطب الناضج فيه مادة مهدئة ، وكم نكون مضطرين لإعطاء مهدئ على شكل مادة دوائية للسيطرة على أعصاب الماخض المتوترة .
    7. فكلي واشربي :
    أكل حلويات ( رطب ناضج ) + شرب سوائل ( واشربي ) هذا عين ما تحتاجه الماخض ، وأقصى ما فعله الطب الحديث أن قدم هذه المواد على شكل مغذي وريدي ( غلوكوز ووتر Glocose Water ).
    8. وقرّي عيناً :
    الراحة النفسية للمرأة ضرورية جدّاً لإتمام عملية الولادة ، ولذلك كثيراً ما تحتاج الماخض إلى المزيد من التشجيع ، والدعم النفسي ، والتطمين ، وقد نضطر _ كما ذكرنا _ لإعطاء بعض المهدّئات ، ولقد وفّر الله تعالى لمريم عليها السلام ، كلّ هذه الشروط الولادية المعجزة .
    فأية روعة هذه .!! وأي إعجاز هذا ...!!!

    وما إن يخرج الجنين إلى الحياة ، حتى تبدأ مرحلة جديدة من حياته لا تقلّ أهمية عن حياته الرحمية ، وهذا ما سنفرد له بحثاً مستقلاً في هذه الدراسة إن شاء الله ...

    وبعد ... فلقد ذخر القرآن العظيم بالكثير من الآيات العلمية المعجزة ، التي تدلّ دلالة قاطعة لا لبس فيها ، على أن هذا القرآن الذي تنزّل قبل أكثر من أربعة عشر قرناً ، لا يمكن أن يكون من صنع البشر ، لأنه أكبر بكثير من مستويات البشر ، بل لا بدّ أن يكون من الله العليم الخبير ...

    وصلى الله على سيدنا محمد ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ، والحمد لله ربّ العالمين ...

    hgrvNk ,hg'f >





    [frame="7 80"]إطلاقا :ليس من الصعب البرهنة العلمية على زيف وكذب وخرافة القداسة المزعومة في العهدين القديم والحديث ، بل ويمكن بكل سهولة إثبات التحريف والوثنية في كلا الديانتين اليهودية والنصرانية ، ولكن من الصعب ( كل الصعب ) أن تجعل أصحاب الديانتين ينصتون إليك .

    [/frame]

  2. #2

    عضو ذهبي

    الصورة الرمزية ossama
    ossama غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 58
    تاريخ التسجيل : 6 - 11 - 2007
    العمر: 50
    المشاركات : 943
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 17

    افتراضي رد: القرآن والطب .


    فلقد ذخر القرآن العظيم بالكثير من الآيات العلمية المعجزة ، التي تدلّ دلالة قاطعة لا لبس فيها ، على أن هذا القرآن الذي تنزّل قبل أكثر من أربعة عشر قرناً ، لا يمكن أن يكون من صنع البشر ، لأنه أكبر بكثير من مستويات البشر ، بل لا بدّ أن يكون من الله العليم الخبير ...
    لا اله الا الله محمداً رسول الله .
    بارك الله فيك وفي أل بيتك اخي الصقر موضوعك جد متكامل جزاك الله كل خير .





  3. #3

    عضو مميز

    د محمد قاسم غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 117
    تاريخ التسجيل : 20 - 1 - 2008
    المشاركات : 291
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 17

    افتراضي رد: القرآن والطب .


    السلام عليكم ورحمة الله

    ألتمس منك يا أخي تكبير الخط قليلا حتى يمكننا القراءة . . .. مع خالص تحياتى





 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. القرآن الكريم مكتوب فهرس القرآن الكريم منتدى البشارة الإسلامية
    بواسطة ساجدة لله في المنتدى التفسير وعلوم القرآن
    مشاركات: 118
    آخر مشاركة: 2013-06-17, 12:29 PM
  2. حمل برنامج الباحث في القرآن الكريم بالكلمة , بحث بالكلمة في القرآن
    بواسطة ساجدة لله في المنتدى التفسير وعلوم القرآن
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 2013-06-17, 12:12 PM
  3. في القرآن من أتى بمثل القرآن : شبهة ورد .
    بواسطة الرافعي في المنتدى الرد على الإفتراءات حول القرآن الكريم
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 2011-05-19, 02:15 PM
  4. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 2010-04-25, 07:06 AM
  5. هلمَّ إلى القران في شهر القرآن يا أهل القرآن
    بواسطة نوران في المنتدى المنتدى الرمضاني
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 2009-08-19, 11:13 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML