زعامة وقيادة النملة . وإيمان مملكة سبأ ببلاغ ودعوة الهدهد
************************************************** **********************************************
.......
كان سيدنا سليمان عليه السلام دائم الحمد والشكر لله ودائم التضرع والإنابة إلى الله وطلب العفو والمغفرة من الله ..
ابتهل إلى الله ودعاه أن يهبه الله ملكاً لا ينبغى لأحدٍ من بعده .
{ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }
آتاه الله العلم والحكمة واختصه الله بالملك العظيم وأفاض الله عليه من النِعم والفضل المبين وسخر الله له الريح والشيطان
والإنس والجان وعلَّمه الله منطق الطير والحيوان ..

النملة

حال مسير سيدنا سليمان بجنده وجنوده . ما أن اقتربوا فى مسيرهم على وادٍ أو جمع من النمل ..
أدركت نملة من النمل بالخطر المحدق بها وببنى جنسها . شعرت بالخوف وتوقعت ما سوف يحيق ويلحق بها وبأقرانها ..
فأمسكت النملة بالزمام وتزعمت قومها .
حملت على عاتقها المسئولية ونادت بالنصح للرعية .. أمرتهم أن يدخلوا بيوتهم وأن يتحصنوا داخل مساكنهم ..
حذرتهم من الأخطار التى قد تصيبهم حال مسير سليمان وجنوده
أخبرتهم أن أقدامهم قد تطأ على واديهم وجمعهم فتتحطم أجسادهم دون عمد أو تعمد منهم لأنهم لن يشعروا بهم ..
( النمل إذا ما تعرض جسمه للضغط فإنه يتكسر ويتهشم ويتحطم " هكذا خلقه الله " )

{ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا }

****************
الهدهد

وحين تفقد سيدنا سليمان الطير .. تبين له غياب الهدهد ..
فتوعده بالعقاب والعذاب أو الذبح إن لم يأته بحجة قوية يخبره بها عن سبب غيابه وتغيبه ..
{ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ }
بعد برهة يسيرة جاءه الهدهد .. بحجة قاطعة وأدلة ساطعة ..
سأله نبى الله عن سبب تغيبه . فقال له فى جرأة ودون خوف أو وجل : يا نبى الله لقد علمت مالم تعلمه
وأحطت بما لم تحِط به .. لقد جئتك من سبأٍ بخبر ونبأ يقين رأيته بعينى ..
( سبأ كانت مملكة باليمن .. كانت تعج ببدائع الرياض والجنات وبكل أنواع النعم والخيرات . وكانت تحتضن حضارة من أعظم الحضارات ..
وكانت " الملكة بلقيس " هى مَلِكتهم التى ملَكتهم )
.......
قال الهدهد لسيدنا سليمان عليه السلام .. لقد رأيت يا نبى الله امرأة تحكم قومها . لها عرش عظيم . ووهبها الله ثراء وملكاً كبيراً
ومنحها الله قوة وبأساً شديداً .. إلا أن الشيطان أضلها وأضل قومها وزين لهم الغواية وصدّهم عن الهداية ..
لقد رأيتهم يانبى الله يعبدون إلهاً غير الله ويسجدون للشمس من دون الله .. وتعجب الهدهد وقال متسائلاً مُسْتهجناً :

كيف لايسجدون لله الذى يُخرج الخبءَ فى السماوات والأرض .. !!
وكيف لايؤمنون بوحدانية الله وهو الذى يعلم ما يخفون وما يعلنون .. !!
وكيف لايعبدون الله وسبحانه لاإله إلا هو رب العرش العظيم .. !!

{ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ
عَظِيمٌ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ
أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ }
.................
وكما تعجب الهدهد لما رآه .. فقد ارتاب نبى الله مما سمعه منه عن كفر القوم وشركهم بالله ..
وقال للهدهد : سنرى مدى صحة أو كذب ما أتيتنى به ..
وأمره أن يأخذ كتابه ويتوجه به إليهم ويُلقِه عليهم وأن يقف بعيداً عنهم وينظر ماسيكون منهم ..
.......
حمل الهدهد الكتاب وذهب به رسولاً إلى مملكة سبأ باليمن ..
ألقى الكتاب على ملكتهم ثم طار وابتعد عنها وعن القوم .. بعد أن قام بدعوتهم وبلاغهم ..
جمعت " الملكة بلقيس " بطانتها وأتت بملئها وحاشيتها لاستشارتهم . وأخبرتهم بما ألقاه الهدهد عليها وبما جاء فى كتاب نبى الله
وبأنه يأمرهم فيه أن يقرّوا لله مسلمين موحدين وأن يأتوا إليه غير عالين ولا متكبرين ..
{ قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ قَالَتْ يَا أَيُّهَا
المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ }
.................
أخبروها أنهم يملكون القوة والشوكة وأنهم ذو عز وسلطان وذو بأس وبطش شديد .. وتركوا لها الحكم والقرار ..
أرسلت الملكة رسلها بالهدايا والعطايا إلى نبى الله .. فقال لهم سيدنا سليمان ما آتانى الله خير مما آتاكم نحن نطلب الآخرة
ولا نقبل على الدنيا الزائلة .. فعادت الرسل من حيث أتت .. وجاءه الذى عنده علم من الكتاب بعرشها ..
توجهت " الملكة " إليه .. هداها الله وآمنت بوحدانية الله .. وأيقنت وصدّقت بأن سليمان نبى ورسول من الله ..
وتبِعها قومها فى تصديقها وإيمانها ..

{ وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ } . { قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }

عاشت مملكة سبأ فى رغد من العيش وفى سعادة وصفاء يعبدون رب الأرض والسماء ينعمون بالرزق الوفير ويتنعمون بالخير الكثير ..
ولهم فى الآخرة جنة الخلد والنعيم ..
.........
************************************************** **********************************************
سعيد شويل

.uhlm ,rdh]m hgklgm > ,Ydlhk llg;m sfH ffghy ,]u,m hgi]i]