القِبلة الأولى ( سفهاء الماضى وسفهاء العصر )
************************************************** ***********************************************
............
ظل رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته يتخذون من المسجد الأقصى وِجهة وقبلة لهم فى الصلاة ..
ظلوا يتجهون إلى القبلة الأولى طوال مدة إقامتهم بمكة وبعد الهجرة إلى المدينة . إلى أن نزل أمر الله على نبيه ورسوله فى
" مسجد القبلتين " بالمدينة بأن يتحول بوِجهته من استقبال المسجد الأقصى ويتولى بها نحو الكعبة وبيت الله الحرام ..
( يوجد على حافة وادى العقيق بالمدينة المنورة " مسجد القبلتين " وبداخله علامة دالة على القبلة الأولى للمسلمين )
سفهاء الماضى
تساءل الحمقى والجهلة والسفهاء .. تساءلوا عن سبب تولى المسلمين عن قبلتهم ووِجهتهم فى الصلاة ..
{ سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا }
بعمههم وكفرهم .. جهلوا أن اتجاه المسلمين وهم يؤدون صلواتهم حول الكعبة وفى صحنها : تكون
بالإلتفاف حول كل أركانها وجميع اتجاهاتها شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً ( نحو الركن الشرقى والعراقى والشامى واليمانى ) ..
....
وإذا ما تفرق المسلمون من حولها ( وصار كل منهم فى بلده أو قطره ) .. فإن أركان الكعبة الأربعة :
تكون هى المبيّنة والمحددة لوِجهة وقبلة كل البلاد والأقطار فى أرجاء وأنحاء العالم بأسره .. فى الشرق أو فى الغرب وفى الشمال أو الجنوب ..
{ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ }
..........
ولو قاموا بتصوير دائرة المصلين وهم ملتفين حول الكعبة وجعلوا هذه الدائرة تتسع وتتسع وتتسع وتتسع . حتى تشمل كافة بقاع الأرض ..
فلسوف يرواْ أن كل المسلمين فى جميع أنحاء العالم يؤدون الصلاة وهم متباعدين ومتفرقين . كما لو كانوا يؤدونها وهم من حولها ملتفين ..
...........
أهل الكتاب من اليهود والنصارى.. كانوا يعلمون أن تحول القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام حقٌ ويقين .. ولكنهم :
كتموا ما أنزله الله عليهم وما بيّنه الله فى كتبهم ..
{ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ }
بسفههم وبلادة أذهانهم .. لم يعلموا أن أمر الله بالتولى نحو الكعبة قد أنزله الله فى كتابه وأثبته الله فى علمه وحكمه ..
وبتحريفهم لكتبهم .. تجاهلوا معرفتهم وعلمهم لما نزل فى التوراة والإنجيل كما تجاهلوا علمهم بمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم كانوا
يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وأولادهم .. { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ }
سفهاء العصر
المسجد الأقصى هو القبلة الأولى التى كان عليها نبى الله ورسوله ..
{ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ }
الصحابة والتابعين وخلفاء المسلمين لم يشق عليهم طاعة الله ورسوله فى سبيل إعلاء كلمة دين الإسلام ورفع رايته ..
حين تكالب أعداء الدين من مختلف الممالك الصليبية وهبّوا بحملاتهم المسعورة يحاربون ويقاتلون المسلمين واستولوا على :
( إمارة الرها . وإمارة أنطاكية . وإمارة طرابلس . وإمارة بيت المقدس ) .. سرعان ماهبّ المسلمون لعزتهم وسيادتهم
وبددوا أمانيهم وآمالهم فى إطفاء نور دين الله ..
...
فى عصرنا الحاضر .. انقلب المسلمون على عقِبهم .. وخضعوا لأعدائهم واتخذوا اليهود والنصارى أولياء لهم ..
فتملكوا القرار .. وجعلوا من أنفسهم علينا أوصياء .. فأصبحنا سفهاء ..
...
نسى المسلمون القبلة الأولى التى كان عليها رسول الله وتناسوا ثانى المساجد التى وضعها الله ..
وتم التهوين من شأنه فى قلوب المسلمين .. وشارك الخونة والعملاء فى تدنيسه واغتصابه وانتهاك حرمته ..
بل وأوهموا البعض من المسلمين بعدم قدسيته بهدف تثبيط الهمم عن الدفاع عنه وحمايته .. ولقد قال الله :
{ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ }
..........
منذ عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام .. والمسجد الأقصى تتوالى وتتعاقب عمارته ..
وفى عصرنا الحاضر بلغ الإهمال والتغافل عنه ذروته . وامتدت إليه الأيادى الصليبية برجسها وطالته معاول الهدم اليهودية بنجسها
وبالطمس أو المحو أو التغيير والتبديل ..
..........
بدّدنا الميراث الذى ورِثناه . وبدّدنا أموالنا وثروات بلادنا . وتنازلنا عن عزتنا وسيادتنا . ولم ندرك ما أنعم الله به علينا ..
..........
************************************************** ***********************************************
سعيد شويل

hgrAfgm hgH,gn ( stihx hglhqn ,stihx hguwv )