حتى الغضب ضنّوا عليك به يارسول الله
************************************************** **********************************************
...........
أصبح المسلمون أظلم للإسلام من غير أهله لو كانوا يعلمون
غير أهله يجهلون ولا يعلمون أنك يا رسول الله نبينا ونبيهم ( لأننا لم نقوم ببيان ذلك لهم )
غير أهله يجهلون ولايعلمون أن الكتاب الذى أُنزل عليك بشيرهم ونذيرهم ( لأننا لم نقوم ببلاغ ذلك لهم )
...........
تطاول السفهاء عليك يا رسول الله جهلاً وأساءوا الأدب وأهل الإسلام من العرب بلهاء ضعفاء لا يملكون حتى الغضب .
أصبحوا كما وصفتهم يا رسول الله كثرةٌ كغُثاءِ السيل وضع الله فى قلوبهم الوهن ونزع هيبتهم من قلوب أعدائهم
وآلت ما آلت إليه أحوالهم ومظاهرهم التى لا تنبىء عن قوة وعزة الإسلام .
...........
أهل الإسلام كانوا خير الأمم التى سادت وشادت وبنت وقامت مقاماً لم يقمه أحد . فأصبحوا عن الرشد أبعد ..
وَرِثوا الدعوة والرسالة ليكونوا خلفاء عليها أمناء على بثها وإظهار نورها وإصلاح شأن العالم بها .
فاحتفظوا بها لأنفسهم وضنوا بهديها ونورها على من سواهم .
...........
الأولون قاموا بأعبائها كما أمرهم الله بها وشَرَواْ أنفسهم وأموالهم فى سبيلها ففتح الله عليهم مشارق الأرض ومغاربها
وأراهم آيته الكبرى فى نصرهم على قلتهم ودخل الناس أفواجاً فى ملتهم وتساقطت الدول والحضارات أمام دولتهم وحضارتهم
لأنهم كانوا صادقين فى إيمانِهم نازلين على أمر ربّهم دعاة عمليين لدينهم تسبقهم شهرتهم وتتقدمهم فى الأمم هيبتهم
وتتفتح القلوب لدعوتهم قبل أن تتفتح الحصون والبلاد أمام قوتهم وبسالتهم .
...........
أهل الإسلام عقيدتهم سليمة ولكن إيمانهم لا يصدقه العمل .
والناس قد جُبِلوا على أن ينظروا إلى أرباب الدعوات قبل أن يستمعوا إليهم فإن وجدوهم صالحين أقوياء مؤمنين بما يدْعُون إليه
عاملين به كان ذلك من أسباب قبول دعوتهم وتلبية استجابتهم وإلا سخروا واشْمأزوا من الإنتساب إليهم .
...........
طمسنا ماضينا بأيدينا . وبجهلنا طمسنا معالم ديننا . ولم نقدّر منزلة نبينا صلى الله عليه وسلم ..
والإسلام قلّ أنصاره واشتغل عنه أعوانه وأسلمه أهله وأصبح العلم على خفاء وإلى عفاء وصار عُرضة لمن شاء .
فخاض المبطلين فى أصول هذا الدين وشكك أهل الضعف فى كل يقين .
ولكن :
مهما أصاب الأمة الإسلامية من كبوة أو ضعف ومهما أصابهم من هبوط أو جهل ..
ومهما أطلق الأعداء سهام الكره من كل حدب وصوب ومهما حاكوا لها من مكائد فى كل جانب ..
فلن تغيب شمسها ولن ينطفىء شعاع فكرها وجذوة حضارتها وماضيها ..
فأجيالها الصاعدة سوف تستعيد سيرتها .. لأنهم ولِدوا من رحمها وبذورهم أتت من سنابلها ونسلها ..
هم أبناء الأمة التى أسقطت وثنيّتهم وأهانت جبروت طغاتهم وطغيانهم وأعادت عبيدهم أحراراً ..
...........
************************************************** ***********************************************
سعيد شويل

pjn hgyqf qk~,h ugd; fi dh vs,g hggi