صفحة 4 من 124 الأولىالأولى 12345678143474104 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 1236
 
  1. #31
    الإشراف العام
    الهزبر غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 7,445
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : أرض مسلمة
    الاهتمام : كل مافيه الخير لي ولامتي
    الوظيفة : مدرّس لغة عربية
    معدل تقييم المستوى : 24

    افتراضي


    [frame="7 10"]

    السلام عليكم



    131 " هذه بتلك السبقة " .



    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 204 :



    أخرجه الحميدي في مسنده ( ق 42 / 2 ) و أبو داود ( 2578 ) و النسائي في

    " عشرة النساء " ( ق 74 / 1 ) و السياق له و ابن ماجه ( 1979 ) مختصرا

    و أحمد ( 6 / 39 / 264 ) مختصرا و مطولا من طريق جماعة عن هشام بن عروة

    عن أبيه عن # عائشة # رضي الله عنها :



    " أنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , في سفر , و هي جارية ( قالت :

    لم أحمل اللحم و لم أبدن ) , فقال لأصاحبه : تقدموا , ( فتقدموا ) ثم قال :

    تعالي أسابقك , فسابقته , فسبقته على رجلي , فلما كان بعد ( و في رواية : فسكت

    عني حتى إذا حملت اللحم و بدنت و نسيت ) خرجت معه في سفر , فقال لأصحابه :

    تقدموا , ( فتقدموا ) , ثم قال : تعالي أسابقك .

    و نسيت الذي كان , و قد حملت اللحم , فقلت كيف أسابقك يا رسول الله و أنا

    على هذا الحال ? فقال لتفعلن , فسابقته فسبقني , فـ ( جعل يضحك , و ) قال :

    " فذكره .



    قلت : و هذا سند صحيح على شرط الشيخين و قد صححه العراقي في " تخريج الأحياء "

    ( 2 / 40 ) .



    و خالف الجماعة حماد بن سلمة فقال :

    " عن هشام بن عروة عن أبي سلمة عنها مختصرا بلفظ :

    " قالت : سابقت النبي صلى الله عليه وسلم فسبقته " .



    أخرجه أحمد ( 6 / 261 ) و حماد ثقة حافظ فيحتمل أن يكون قد حفظ ما لم يحفظ

    الجماعة و أن هشاما يرويه عن أبيه و عن أبي سلمة . و يؤيده أن حمادا رواه أيضا

    عن علي بن زيد عن أبي سلمة به .

    أخرجه أحمد ( 6 / 129 , 182 , 280 ) .

    132 " اكتني بابنك عبد الله ـ يعني ابن الزبير ـ أنت أم عبد الله " .



    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 205 :



    أخرجه الإمام أحمد ( 6 / 151 ) : حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن هشام عن أبيه

    أن # عائشة # قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله كل نسائك لها كنية

    غيري , فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فذكره بدون الزيادة ) .



    قال : فكان يقال لها أم عبد الله حتى ماتت و لم تلد قط .



    قلت : و هذا سند صحيح , و إن كان ظاهره الإرسال , فإن عروة هو ابن الزبير و هو

    ابن أخت عائشة أسماء , فعائشة خالته , فهو محمول على الاتصال , و قد جاء كذلك

    فقال أحمد ( 6 / 186 ) و عنه الدولابي في " الكنى و الأسماء " ( 1 / 152 ) :

    " حدثنا عمر بن حفص أبو حفص المعيطي قال : حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة

    به نحوه و فيه الزيادة .



    و هذا إسناد صحيح أيضا , فإن عمر هذا قال فيه أبو حاتم : لا بأس به , و ذكره

    ابن حبان في " الثقات " .



    و قد تابعه حماد بن زيد قال : حدثنا هشام بن عروة به .

    أخرجه أبو داود ( 490 ) و أحمد ( 6 / 107 , 260 ) و أبو يعلى ( ق 214 / 2 ) .

    و رواه وكيع فقال : عن هشام عن رجل من ولد الزبير عنها .

    أخرجه أحمد ( 6 / 186 , 213 ) .



    و هذا الرجل هو عروة بن الزبير كما في رواية حماد بن زيد و عمر بن حفص و معمر

    كما تقدم . و كذلك رواه قران بن تمام كما قال أبو داود .



    و رواه أبو أسامة و حماد بن سلمة و مسلمة بن قعنب عن هشام فسموا الرجل :‏

    " عباد بن حمزة " و هو ابن عبد الله بن الزبير . و هو ثقة , فهو من ولد الزبير

    فيحتمل أن يكون هو الذي عناه هشام في رواية وكيع , و سواء كان هذا أو ذاك

    فالحديث صحيح لأنه إما عن عروة أو عن عباد و كلاهما ثقة , و الأقرب أنه عنهما

    معا , كما يقتضيه صحة الروايتين عن كل منهما .



    و في الحديث مشروعية التكني و لو لم يكن له ولد . و هذا أدب إسلامي ليس له نظير

    عند الأمم الأخرى فيما أعلم فعلى المسلمين أن يتمسكوا به رجالا و نساء و يدعوا

    ما تسرب إليهم من عادات الأعاجم كـ ( البيك ) و ( الأفندي ) و ( الباشا ) و نحو

    ذلك كـ ( المسيو ) أو ( السيد ) و ( السيدة ) و ( الآنسة ) إذ كل ذلك دخيل في

    الإسلام , و قد نص فقهاء الحنفية على كراهة ( الأفندي ) لما فيه من التزكية كما

    في حاشية ابن عابدين . و السيد إنما يطلق على من كان له نوع ولاية و رياسة و في

    ذلك جاء حديث " قوموا إلى سيدكم " و قد تقدم برقم ( 66 ) , و لا يطلق على كل

    أحد , لأنه من باب التزكية أيضا .

    133 " إن أول شيء خلقه الله تعالى القلم و أمره أن يكتب كل شيء يكون " .



    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 207 :



    رواه أبو يعلى ( 126 / 1 ) و البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 271 )

    من طريق أحمد : حدثنا عبد الله بن المبارك قال : حدثنا رباح ابن زيد عن عمر

    بن حبيب عن القاسم بن أبي بزة عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس # مرفوعا .



    من فوائد الحديث

    -----------------



    و في الحديث إشارة إلى ما يتناقله الناس حتى صار ذلك عقيدة راسخة في قلوب كثيرة

    منهم و هو أن النور المحمدي هو أول ما خلق الله تبارك و تعالى . و ليس لذلك

    أساس من الصحة , و حديث عبد الرزاق غير معروف إسناده . و لعلنا نفرده بالكلام

    في " الأحاديث الضعيفة " إن شاء الله تعالى .



    و فيه رد على من يقول بأن العرش هو أول مخلوق , و لا نص في ذلك عن رسول الله

    صلى الله عليه وسلم , و إنما يقول به من قاله كابن تيمية و غيره - استنباطا

    و اجتهادا فالأخذ بهذا الحديث - و في معناه أحاديث أخرى - أولى لأنه نص في

    المسألة , و لا اجتهاد في مورد النص كما هو معلوم .



    و تأويله بأن القلم مخلوق بعد العرش باطل , لأنه يصح مثل هذا التأويل لو كان

    هناك نص قاطع على أن العرش أول المخلوقات كلها و منها القلم , أما و مثل هذا

    النص مفقود , فلا يجوز هذا التأويل .



    و فيه رد أيضا على من يقول بحوادث لا أول لها , و أنه ما من مخلوق , إلا

    و مسبوق بمخلوق قبله , و هكذا إلى مالا بداية له , بحيث لا يمكن أن يقال :

    هذا أول مخلوق .

    فالحديث يبطل هذا القول و يعين أن القلم هو أول مخلوق , فليس قبله قطعا أي

    مخلوق . و لقد أطال ابن تيمية رحمه الله الكلام في رده على الفلاسفة محاولا

    إثبات حوادث لا أول لها , و جاء في أثناء ذلك بما تحار فيه العقول ,

    و لا تقبله أكثر القلوب , حتى اتهمه خصومه بأنه يقول بأن المخلوقات قديمة لا

    أول لها , مع أنه يقول و يصرح بأن ما من مخلوق إلا و هو مسبوق بالعدم , و لكنه

    مع ذلك يقول بتسلسل الحوادث إلى ما لا بداية له . كما يقول هو و غيره بتسلسل

    الحوادث إلى ما لا نهاية , فذلك القول منه غير مقبول , بل هو مرفوض بهذا الحديث

    و كم كنا نود أن لا يلج ابن تيمية رحمه الله هذا المولج , لأن الكلام فيه شبيه

    بالفلسفة و علم الكلام الذي تعلمنا منه التحذير و التنفير منه , و لكن صدق

    الإمام مالك رحمه الله حين قال : " ما منا من أحد إلا رد و رد عليه إلا صاحب

    هذا القبر صلى الله عليه وسلم " .

    134 " إن نبي الله نوحا صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة قال لابنه : إني قاص

    عليك الوصية آمرك باثنتين و أنهاك عن اثنتين آمرك بـ ( لا إله إلا الله ) فإن

    السموات السبع و الأرضين السبع لو وضعت في كفة و وضعت لا إله إلا الله في كفة

    رجحت بهن لا إله إلا الله و لو أن السموات السبع و الأرضين السبع كن حلقة مبهمة

    قصمتهن لا إله إلا الله . و سبحان الله و بحمده فإنها صلاة كل شيء و بها يرزق

    الخلق . و أنهاك عن الشرك و الكبر . قال : قلت : أو قيل : يا رسول الله هذا

    الشرك قد عرفناه فما الكبر ? - قال - : أن يكون لأحدنا نعلان حسنتان لهما

    شراكان حسنان ? قال : لا . قال : هو أن يكون لأحدنا أصحاب يجلسون إليه ? قال :

    لا . قيل : يا رسول الله فما الكبر ? قال : سفه الحق و غمص الناس " .




    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 209 :



    رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( 548 ) و أحمد ( 2 / 169 - 170 , 225 )

    و البيهقي في " الأسماء " ( 79 هندية ) من طريق الصقعب ابن زهير عن زيد بن أسلم

    قال : حماد أظنه عن عطاء بن يسار عن # عبد الله بن عمرو # قال :



    كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل من أهل البادية عليه جبة سيجان

    مزرورة بالديباج فقال : ألا إن صاحبكم هذا قد وضع كل فارس ابن فارس قال يريد أن

    يضع كل فارس ابن فارس و يرفع كل راع ابن راع . قال : فأخذ رسول الله صلى الله

    عليه وسلم بمجامع جبته و قال : ألا أرى عليك لباس من لا يعقل , ثم قال :

    فذكره .



    و قلت : و هذا سند صحيح . و قال الهيثمي ( 4 / 220 ) :

    " رواه أحمد و الطبراني بنحوه , و زاد في رواية : و أوصيك بالتسبيح فإنها عبادة

    الخلق , و بالتكبير . و رواه البزار من حديث ابن عمر , و رجال أحمد ثقات " .



    غريب الحديث :

    ------------



    ( مبهمة ) أي محرمة مغلقة كما يدل عليه السياق . و لم يورد هذه اللفظة من

    الحديث ابن الأثير في " النهاية " و لا الشيخ محمد طاهر الهندي في " مجمع بحار

    الأنوار " و هي من شرطهما .



    ( قصمتهن ) . و في رواية ( فصمتهن ) بالفاء . قال ابن الأثير :

    " القصم : كسر الشيء و إبانته , و بالفاء كسره من غير إبانة " .



    قلت : فهو بالفاء أليق بالمعنى . و الله أعلم .



    ( سفه الحق ) أي جهله , و الاستحفاف به , و أن لا يراه على ما هو عليه من

    الرجحان و الرزانة . و في حديث لمسلم : " بطر الحق " . و المعنى واحد .



    ( غمص الناس ) أي احتقارهم و الطعن فيهم و الاستخفاف بهم .

    و في الحديث الآخر : " غمط الناس " و المعنى واحد أيضا .



    فوائد الحديث :

    -------------



    قلت : و فيه فوائد كثيرة , اكتفي بالإشارة إلى بعضها :



    1 - مشروعية الوصية عند الوفاة .



    2 - فضيلة التهليل و التسبيح , و أنها سبب رزق الخلق .



    3 - و أن الميزان يوم القيامة حق ثابت و له كفتان , و هو من عقائد أهل السنة

    خلافا للمعتزلة و أتباعهم في العصر الحاضر ممن لا يعتقد ما ثبت من العقائد في

    الأحاديث الصحيحة , بزعم أنها أخبار آحاد لا تفيد اليقين , و قد بينت بطلان هذا

    الزعم في كتابي " مع الأستاذ الطنطاوي " يسر الله إتمامه .



    4 - و أن الأرضين سبع كالسماوات . و فيه أحاديث كثيرة في الصحيحين و غيرهما ,

    و لعلنا نتفرغ لنتبعها و تخريجها . و يشهد لها قول الله تبارك و تعالى :

    ( خلق سبع سماوات و من الأرض مثلهن ) أي في الخلق و العدد . فلا تلتفت إلى من

    يفسرها بما يؤول إلى نفي المثلية في العدد أيضا اغترارا بما وصل إليه علم

    الأوربيين من الرقي و أنهم لا يعلمون سبع أرضين ! مع أنهم لا يعلمون سبع سماوات

    أيضا ! أفننكر كلام الله و كلام رسوله بجهل الأوربيين و غيرهم مع اعترافهم

    أنهم كلما ازدادوا علما بالكون ازدادوا علما بجهلهم به , و صدق الله العظيم

    إذ يقول : ( و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) .



    5 - أن التجمل باللباس الحسن ليس من الكبر في شيء . بل هو أمر مشروع , لأن الله

    جميل يحب الجمال كما قال عليه السلام بمثل هذه المناسبة , على ما رواه مسلم في

    " صحيحه " .



    6 - أن الكبر الذي قرن مع الشرك و الذي لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال

    ذرة منه إنما هو الكبر على الحق و رفضه بعد تبينه , و الطعن في الناس الأبرياء

    بغير حق .



    فليحذر المسلم أن يتصف بشيء من مثل هذا الكبر كما يحذر أن يتصف بشيء من الشرك

    الذي يخلد صاحبه في النار .

    135 " إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة

    و تسعين سجلا , كل سجل مثل مد البصر ثم يقول : أتنكر من هذا شيئا ? أظلمك كتبتي

    الحافظون ? فيقول : لا يا رب , فيقول أفلك عذر ? فيقول : لا يا رب . فيقول :

    بلى إن لك عندنا حسنة فإنه لا ظلم عليك اليوم . فتخرج بطاقة فيها : أشهد أن لا

    إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله . فيقول :هاحضر وزنك , فيقول : ما

    هذه البطاقة مع هذه السجلات ?! فقال : إنك لا تظلم , قال : فتوضع السجلات في

    كفة و البطاقة في كفة , فطاشت السجلات و ثقلت البطاقة , فلا يثقل مع اسم الله

    شيء " .




    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1/ 212 :



    أخرجه الترمذي ( 2 / 106 - 107 ) و حسنه و ابن ماجه ( 4300 ) و الحاكم

    ( 1 / 6 و 529 ) و أحمد ( 2 / 213 ) من طريق الليث بن سعد عن عامر بن يحيى

    عن أبي عبد الرحمن الحبلي قال : سمعت # عبد الله ابن عمرو # قال :

    سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .



    و قال الحاكم : " صحيح الإسناد على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .



    قلت : و هو كما قالا و أبو عبد الرحمن الحبلي - بضم المهملة و الموحدة - اسمه

    عبد الله بن يزيد .



    ثم رواه أحمد ( 2 / 221 - 222 ) من طريق ابن لهيعة عن عمرو ابن يحيى عن أبي

    عبد الرحمن الحبلي به .



    قلت : و ابن لهيعة سيىء الحفظ , فأخشى أن يكون قوله " عمرو ابن يحيى " و هما

    منه , أراد أن يقول " عامر " فقال " عمرو " و يحتمل أن يكون الوهم من بعض

    النساخ أو الطابع . و الله أعلم .



    و في الحديث دليل على أن ميزان الأعمال له كفتان مشاهدتان و أن الأعمال و إن

    كانت أعراضا فإنها توزن , و الله على كل شيء قدير , و ذلك من عقائد أهل السنة ,

    و الأحاديث في ذلك متضافرة إن لم تكن متواترة انظر "‎شرح العقيدة الطحاوية "

    ( 351 - 352 طبع المكتب الإسلامي ) .



    [/frame]




    [SIZE=6]
    [FONT=Traditional Arabic]كل العداوات ترجى مودتها*إلا عداوة من عاداك في الدين
    /*/*/*/
    لا يستقل العقل دون هداية*بالوحي تأصيلا ولا تفصيلا
    كالطّرف دون النور ليس بمدرك*حتى يراه بكرة واصيلا





  2. #32
    الإشراف العام
    الهزبر غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 7,445
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : أرض مسلمة
    الاهتمام : كل مافيه الخير لي ولامتي
    الوظيفة : مدرّس لغة عربية
    معدل تقييم المستوى : 24

    افتراضي


    السلام عليكم



    136 " قولوا : ما شاء الله ثم شئت , و قولوا : ورب الكعبة " .



    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 213 :



    أخرجه الطحاوي في " المشكل " ( 1 / 357 ) و الحاكم ( 4 / 297 ) و البيهقي

    ( 3 / 216 ) و أحمد ( 6 / 371 - 372 ) من طريق المسعودي عن سعيد بن خالد عن

    عبد الله بن يسار عن # قتيلة بنت صيفي امرأة من جهينة # قالت :



    " إن حبرا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إنكم تشركون ! تقولون ما

    شاء الله و شئت , و تقولون : و الكعبة , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "

    فذكره .



    و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .



    قلت : المسعودي كان اختلط , لكن تابعه مسعر عن معبد بن خالد به .

    أخرجه النسائي ( 2 / 140 ) بإسناد صحيح .



    و لعبد الله بن يسار حديث آخر نحو هذا . و هو :

    " لا تقولوا : ما شاء الله و شاء فلان , و لكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان "

    .

    137 " لا تقولوا : ما شاء الله و شاء فلان , و لكن قولوا : ما شاء الله ثم شاء فلان

    " .




    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 214 :



    رواه أبو داود ( 4980 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 90 ) و البيهقي

    ( 3 / 216 ) و أحمد ( 5 / 384 و 394 و 398 ) من طرق عن شعبة عن منصور بن

    المعتمر سمعت عبد الله بن يسار عن # حذيفة # به .



    قلت : و هذا سند صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن يسار

    و هو الجهني الكوفي و هو ثقة , وثقه النسائي و ابن حبان و قال الذهبي في

    " مختصر البيهقي " ( 1 / 140 / 2 ) : " و إسناده صالح " .



    و قد تابعه ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان قال :

    " أتي رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني رأيت في المنام أني لقيت بعض

    أهل الكتاب , فقال : نعم القوم أنتم لولا أنكم تقولون ما شاء الله و شاء محمد ,

    فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قد كنت أكرهها منكم , فقولوا : ما شاء الله ثم

    شاء محمد " .



    رواه ابن ماجه ( 2118 ) و أحمد ( 5 / 393 ) و السياق له من طريق سفيان بن عيينة

    عن عبد الملك بن عمير عنه .



    و هذا سند صحيح في الظاهر , فإن رجاله كلهم ثقات , غير أنه قد اختلف فيه على

    ابن عمير , فرواه سفيان عنه هكذا .



    و قال معمر عنه عن جابر بن سمرة قال :

    " رأى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ... " الحديث نحوه .

    أخرجه الطحاوي .



    و قال شعبة عنه عن ربعي عن الطفيل أخي عائشة قال :

    " قال رجل من المشركين لرجل من المسلمين : نعم القوم ....‎" الحديث .



    أخرجه الدارمي ( 2 / 295 ) . و تابعه أبو عوانة عن عبد الملك به .

    أخرجه ابن ماجه ( 2118 / 2 ) .



    و تابعه حماد بن سلمة عنه به عن الطفيل ابن سخبرة أخي عائشة لأمها :

    " أنه رأى فيما يرى النائم كأنه مر برهط من اليهود , فقال : من أنتم ? قالوا :

    نحن اليهود ? قال : إنكم أنتم القوم لولا أنكم تزعمون أن عزيرا ابن الله ,

    فقالت اليهود : و أنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله و شاء محمد ! ثم مر

    برهط من النصارى فقال : من أنتم ? قالوا نحن النصارى , فقال : إنكم أنتم القوم

    لولا أنكم تقولون المسيح ابن الله , قالوا : و إنكم أنتم القوم لولا أنكم

    تقولون ما شاء الله و ما شاء محمد ! فلما أصبح أخبر بها من أخبر , ثم أتى النبي

    صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال : هل أخبرت بها أحدا ? قال : نعم , فلما صلوا

    خطبهم فحمد الله و أثنى عليه ثم قال " , فذكر الحديث بلفظ :

    " إن طفيلا رأى رؤيا فأخبر بها من أخبر منكم , و إنكم كنتم تقولون كلمة كان

    يمنعني الحياء منكم أن أنهاكم عنها , قال : لا تقولوا ما شاء الله , و ما شاء

    محمد " .


    138 " إن طفيلا رأى رؤيا فأخبر بها من أخبر منكم و إنكم كنتم تقولون كلمة كان

    يمنعني الحياء منكم أن أنهاكم عنها , قال : لا تقولوا : ما شاء الله و ما شاء

    محمد " .




    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 216 :



    أخرجه أحمد ( 5 / 72 ) . و هذا هو الصواب عن ربعي عن # الطفيل # ليس عن حذيفة ,

    لاتفاق هؤلاء الثلاثة حماد بن سلمة و أبو عوانة و شعبة عليه .

    فهو شاهد صحيح لحديث حذيفة .



    و روى البخاري في " الأدب المفرد " ( 782 ) عن ابن عمر :

    " أنه سمع مولى له يقول : الله و فلان , فقال : لا تقل كذلك , لا تجعل مع الله

    أحدا , و لكن قل : فلان بعد الله " .



    و رجاله ثقات غير مغيث مولى ابن عمرو و هو مجهول .

    و قال الحافظ : " لا استبعد أن يكون ابن سمي " .



    قلت : فإن كان هو فهو ثقة .



    و للحديث شاهد آخر من حديث ابن عباس قال :

    " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فراجعه في بعض الكلام , فقال :

    ما شاء الله و شئت ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

    " أجعلتني مع الله عدلا ( و في لفظ : ندا ?‎! ) , لا بل ما شاء الله وحده " .

    139 " أجعلتني مع الله عدلا ( و في لفظ : ندا ?! ) , لا , بل ما شاء الله وحده " .



    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 216 :



    ( عن # ابن عباس # ) :



    أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 787 ) و ابن ماجه ( 2117 ) و الطحاوي في

    " المشكل " ( 1 / 90 ) و البيهقي ( 3 / 217 ) و أحمد ( 1 / 214 , 224 , 283 ,

    347 ) و الطبراني في " الكبير " ( 3 / 186 / 1 ) و أبو نعيم في " الحلية "

    ( 4 / 99 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 8 / 105 ) و ابن عساكر ( 12 / 7 / 2 )

    من طرق عن الأجلح عن يزيد ابن الأصم عن ابن عباس . إلا أن ابن عساكر قال :

    " الأعمش " بدل " الأجلح " .



    قلت : و الأجلح هذا هو ابن عبد الله أبو حجية الكندي و هو صدوق شيعي كما في

    " التقريب " و بقية رجاله ثقات رجال الشيخين , فالإسناد حسن .



    فقه الحديث :

    -----------



    قلت : و في هذه الأحاديث أن قول الرجل لغيره : " ما شاء الله و شئت " يعتبر

    شركا في نظر الشارع , و هو من شرك الألفاظ , لأنه يوهم أن مشيئة العبد في درجة

    مشيئة الرب سبحانه و تعالى , و سببه القرن بين المشيئتين , و مثل ذلك قول بعض

    العامة و أشباههم ممن يدعى العلم ما لي غير الله و أنت . و توكلنا على الله

    و عليك . و مثله قول بعض المحاضرين " باسم الله و الوطن " . أو " باسم الله

    و الشعب " و نحو ذلك من الألفاظ الشركية , التي يجب الانتهاء عنها و التوبة

    منها . أدبا مع الله تبارك و تعالى .



    و لقد غفل عن هذا الأدب الكريم كثير من العامة , و غير قليل من الخاصة الذين

    يبررون النطق بمثل هذه الشركيات كمناداتهم غير الله في الشدائد , و الاستنجاد

    بالأموات من الصالحين , و الحلف بهم من دون الله تعالى , و الإقسام بهم

    على الله عز و جل , فإذا ما أنكر ذلك عليهم عالم بالكتاب و السنة , فإنهم بدل

    أن يكونوا معه عونا على إنكار المنكر عادوا بالإنكار عليه , و قالوا : إن نية

    أولئك المنادين غير الله طيبة ! و إنما الأعمال بالنيات كما جاء في الحديث !

    فيجهلون أو يتجاهلون - إرضاء للعامة - أن النية الطيبة إن وجدت عند المذكورين ,

    فهي لا تجعل العمل السيئ صالحا , و أن معنى الحديث المذكور إنما الأعمال

    الصالحة بالنيات الخالصة , لا أن الأعمال المخالفة للشريعة تنقلب إلى أعمال

    صالحة مشروعة بسبب اقتران النية الصالحة بها , ذلك ما لا يقوله إلا جاهل أو

    مغرض ! ألا ترى أن رجلا لو صلى تجاه القبر لكان ذلك منكرا من العمل لمخالفته

    للأحاديث و الآثار الواردة في النهي عن استقبال القبر بالصلاة , فهل يقول عاقل

    أن الذي يعود إلى الاستقبال بعد علمه بنهي الشرع عنه أن نيته طيبة و عمله

    مشروع ? كلا ثم كلا , فكذلك هؤلاء الذين يستغيثون بغير الله تعالى , و ينسونه

    تعالى في حالة هم أحوج ما يكونون فيها إلى عونه و مدده , لا يعقل أن تكون

    نياتهم طيبة , فضلا عن أن يكون عملهم صالحا , و هم يصرون على هذا المنكر و هم

    يعلمون .

    140 " اللهم أكثر ماله و ولده و بارك له فيما رزقته " .



    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 218 :



    أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 1987 ) : حدثنا شعبة عن قتادة قال , سمعت أنسا

    يقول :

    " قالت # أم سليم # : يا رسول الله ! ادع الله له , تعني أنسا , فقال ...‎"

    فذكره .



    قلت : و هذا سند صحيح على شرط الشيخين , و قد أخرجه البخاري ( 4 / 195 , 202 )

    و الترمذي ( 2 / 314 ) من طرق عن شعبة به .



    و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .

    و لم يقع عنده و كذا البخاري تصريح قتادة بسماعه من أنس و لذلك خرجته .

    طريق أخرى .



    قال أحمد ( 3 / 248 ) : حدثنا عفان حدثنا حماد أنبأنا ثابت عن أنس بن مالك :

    " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى أم حرام , فأتيناه بتمر و سمن فقال :

    " ردوا هذا في وعائه , و هذا في سقائه فإني صائم " .




    [SIZE=6]
    [FONT=Traditional Arabic]كل العداوات ترجى مودتها*إلا عداوة من عاداك في الدين
    /*/*/*/
    لا يستقل العقل دون هداية*بالوحي تأصيلا ولا تفصيلا
    كالطّرف دون النور ليس بمدرك*حتى يراه بكرة واصيلا





  3. #33
    الإشراف العام
    الهزبر غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 7,445
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : أرض مسلمة
    الاهتمام : كل مافيه الخير لي ولامتي
    الوظيفة : مدرّس لغة عربية
    معدل تقييم المستوى : 24

    افتراضي


    السلام عليكم



    141 عن أنس بن مالك :
    أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى أم حرام , فأتيناه بتمر و سمن فقال :
    " ردوا هذا في وعائه و هذا في سقائه فإني صائم " .




    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 219 :



    ( عن # أنس بن مالك # ) :



    قال : ثم قام فصلى بنا ركعتين تطوعا , فأقام أم حرام و أم سليم خلفنا ,

    و أقامني عن يمينه , - فيما يحسب ثابت - قال : فصلى بنا تطوعا على بساط , فلما

    قضى صلاته , قالت أم سليم : إن لي خويصة : خويدمك أنس , ادع الله له , فما ترك

    يومئذ خيرا من خير الدنيا و الآخرة إلا دعا لي به ثم قال : اللهم أكثر ماله و

    ولده و بارك له فيه , قال أنس : فأخبرتني ابنتي أني قد رزقت من صلبي بضعا

    و تسعين , و ما أصبح في الأنصار رجل أكثر مني مالا , ثم قال أنس : يا ثابت , ما

    أملك صفراء و لا بيضاء إلا خاتمي ! " .



    قلت : و هذا سند صحيح على شرط مسلم , و قد أخرجه أبو داود ( 608 ) حدثنا موسى

    ابن إسماعيل حدثنا حماد به , دون قوله " فلما قضى صلاته .... " ثم أخرجه أحمد

    ( 3 / 193 - 194 ) و مسلم ( 2 / 128 ) و أبو عوانة ( 2 / 77 ) و الطيالسي

    ( 2027 ) من طريق سليمان بن المغيرة عن ثابت به . دون قوله " فأخبرتني ابنتي

    ... " و زاد : " قال : فقال : قوموا فلأصل بكم في غير وقت صلاة " .



    طريق ثالثة : قال أحمد ( 3 / 108 ) : حدثنا ابن أبي عدي عن حميد عن أنس به

    بتمامه , إلا أنه لم يذكر الإقامة عن يمينه و زاد .

    " ثم دعا لأم سليم و لأهلها " . و قال : قال : " و ذكر أن ابنته الكبرى أمينة

    أخبرته أنه دفن من صلبه إلى مقدم الحجاج نيفا على عشرين و مائة " .



    قلت : و هذا إسناد ثلاثي صحيح على شرط الشيخين , و شرحه السفاريني في " نفثات

    صدر المكمد " ( 2 / 34 طبع المكتب الإسلامي ) . و قد أخرجه البخاري

    ( 1 / 494 ) من طريقين آخرين عن حميد به , صرح في أحدهما بسماع حميد من أنس .



    من فوائد الحديث و فقهه :

    -----------------------



    في هذا الحديث فوائد جمة أذكر بعضها باختصار إلا ما لا بد فيه من الإطالة

    للبيان :



    1 - أن الدعاء بكثرة المال و الولد مشروع . و قد ترجم البخاري للحديث " باب

    الدعاء بكثرة المال و الولد مع البركة " .



    2 - و أن المال و الولد نعمة و خير إذا أطيع الله تبارك و تعالي فيهما .



    3 - تحقق استجابة الله لدعاء نبيه صلى الله عليه وسلم في أنس , حتى صار أكثر

    الأنصار مالا و ولدا .



    4 - أن للصائم المتطوع إذا زار قوما , و قدموا له طعاما أن لا يفطر , و لكن

    يدعو لهم بخير , و من أبواب البخاري في الحديث :

    " باب من زار قوما و لم يفطر عندهم " .



    5 - أن الرجل إذا أئتم بالرجل وقف عن يمين الإمام , و الظاهر أنه يقف محاذيا له

    لا يتقدم عليه و لا يتأخر , لأنه لو كان وقع شيء من ذلك لنقله الراوي , لاسيما

    و أن الاقتداء به صلى الله عليه وسلم من أفراد الصحابة قد تكرر , فإن في الباب

    عن ابن عباس في الصحيحين و عن جابر في مسلم و قد خرجت حديثيهما في " إرواء

    الغليل " ( 533 ) , و قد ترجم البخاري لحديث ابن عباس بقوله :

    " باب يقوم عن يمين الإمام بحذائه سواء , إذا كانا اثنين " .



    قال الحافظ في " الفتح " ( 2 / 160 ) :

    " قوله : سواء " أي لا يتقدم و لا يتأخر , و كأن المصنف أشار بذلك إلى ما وقع

    في بعض طرقه عن ابن عباس فلفظ : " فقمت إلى جنبه " و ظاهرة المساواة . و روى

    عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : الرجل يصلي مع الرجل أين يكون منه ?

    قال : إلى شقه الأيمن , قلت : أيحاذي به حتى يصف معه لا يفوت أحدهما الآخر ?

    قال : نعم قلت : أتحب أن يساويه حتى لا تكون بينهما فرجة ? قال : نعم .



    و في " الموطأ " عن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال : دخلت على عمر ابن الخطاب

    بالهاجرة فوجدته يسبح , فقمت وراءه , فقربني حتى جعلني حذاءه عن يمينه " .



    قلت : و هذا الأثر في " الموطأ " ( 1 / 154 / 32 ) بإسناد صحيح عن عمر رضي الله

    عنه , فهو مع الأحاديث المذكورة حجة قوية على المساواة المذكورة , فالقول

    باستحباب أن يقف المأموم دون الإمام قليلا , كما جاء في بعض المذاهب على تفصيل

    في ذلك لبعضها - مع أنه مما لا دليل عليه في السنة , فهو مخالف لظواهر هذه

    الأحاديث , و أثر عمر هذا , و قول عطاء المذكور , و هو الإمام التابعي الجليل

    ابن أبي رباح , و ما كان من الأقوال كذلك فالأحرى بالمؤمن أن يدعها لأصحابها ,

    معتقدا أنهم مأجورون عليها , لأنهم اجتهدوا قاصدين إلى الحق , و عليه هو أن

    يتبع ما ثبت في السنة , فإن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم .


    142 " على المؤمنين في صدقة الثمار - أو مال العقار - عشر ما سقت العين و ما سقت

    السماء , و على ما يسقى بالغرب نصف العشر " .




    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 222 :



    أخرجه ابن أبي شيبة ( 4 / 22 ) و الدارقطني ( 215 ) و البيهقي ( 4 / 130 ) من

    طريق ابن جريج : أخبرني نافع عن # ابن عمر # قال :



    " كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن إلى الحارث بن عبد كلال و من معه

    من معافر و همدان ... " فذكره .



    قلت : و هذا سند صحيح على شرط الشيخين , و قد أخرجه البخاري و أصحاب السنن

    الأربعة و غيرهم من طريق سالم عن ابن عمر مرفوعا نحوه .



    و ورد من حديث جماعة آخرين من الصحابة كجابر و أبي هريرة و معاذ بن جبل ,

    و عبد الله بن عمرو , و عمرو بن حزم , و قد أخرجت أحاديثهم في " إرواء الغليل "

    ( 790 ) .



    ( الغرب ) بسكون الراء الدلو العظيمة التي تتخذ من جلد ثور .



    فقه الحديث :

    -----------



    و إنما أوردت هذه الرواية بصورة خاصة لقوله في صدرها :

    " على المؤمنين " ففيه فائدة هامة لا توجد في سائر الروايت .



    قال البيهقي :

    " و فيه كالدلالة على أنها لا تؤخذ من أهل الذمة " .



    قلت : و كيف تؤخذ منهم و هم على شركهم و ضلالهم , فالزكاة لا تزكيهم و إنما

    تزكي المؤمن المزكي من درن الشرك كما :

    ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم بها , و صل عليهم إن صلاتك سكن لهم ) .

    فهذه الآية تدل دلالة ظاهرة على أن الزكاة إنما تؤخذ من المؤمنين , لكن الحديث

    أصرح منها دلالة على ذلك ...



    و إن من يدرس السيرة النبوية , و تاريخ الخلفاء الراشدين و غيرهم من خلفاء

    المسلمين و ملوكهم يعلم يقينا أنهم لم يكونوا يأخذون الزكاة من غير المسلمين من

    المواطنين , و إنما كانوا يأخذون منهم الجزية كما ينص عليها الكتاب و السنة .

    فمن المؤسف أن ينحرف بعض المتفقهة عن سبيل المؤمنين باسم الإصلاح تارة .

    و العدالة الاجتماعية تارة , فينكروا ما ثبت في الكتاب و السنة و جرى عليه عمل

    المسلمين بطرق من التأويل أشبه ما تكون بتأويلات الباطنيين من جهة , و من جهة

    أخرى يثبتون , ما لم يكونوا يعرفون , بل ما جاء النص بنفيه . و الأمثلة على ذلك

    كثيرة , و حسبنا الآن هذه المسألة التي دل عليها هذا الحديث و كذا الآية

    الكريمة , فقد قرأنا و سمعنا أن بعض الشيوخ اليوم يقولون : بجواز أن تأخذ

    الدولة الزكاة من أغنياء جميع المواطنين على اختلاف أديانهم مؤمنهم و كافرهم ,

    ثم توزع على فقرائهم دون أي تفريق , و لقد سمعت منذ أسابيع معنى هذا من أحد

    كبار مشايخ الأزهر في ندوة تلفزيونية كان يتكلم فيها عن الضمان الاجتماعي في

    الإسلام , و مما ذكره أن الاتحاد القومي في القاهرة سيقوم بجمع الزكاة من جميع

    أغنياء المواطنين . و توزيعها على فقرائهم ! فقام أحد الحاضرين أمامه في الندوة

    و سأله عن المستند في جواز ذلك فقال : لما عقدنا جلسات الحلقات الاجتماعية

    اتخذنا في بعض جلساتها قرارا بجواز ذلك اعتمادا على مذهب من المذاهب الإسلامية

    و هو المذهب الشيعي . و أنا أظن أنه يعني المذهب الزيدي .



    و هنا موضع العبرة , لقد أعرض هذا الشيخ و من رافقه في تلك الجلسة عن دلالة

    الكتاب و السنة و اتفاق السلف على أن الزكاة خاصة بالمؤمنين , و اعتمد في

    خلافهم على المذهب الزيدي ! و هل يدري القارىء الكريم ما هو السبب في ذلك ?

    ليس هو إلا موافقة بعض الحكام على سياستهم الاجتماعية و الاقتصادية , و ليتها

    كانت على منهج إسلامي إذن لهان الأمر بعض الشيء في هذا الخطأ الجزئي و لكنه

    منهج غير إسلامي , بل هو قائم على تقليد بعض الأوربيين الذين لا دين لهم !

    و الإعراض عن الاستفادة من شريعة الله تعالى التي أنزلها على قلب محمد صلى الله

    عليه وسلم لتكون نورا و هداية للناس في كل زمان و مكان , فإلى الله المشتكى من

    علماء السوء و الرسوم الذين يؤيدون الحكام الجائرين بفتاويهم المنحرفة عن جادة

    الإسلام , و سبيل المسلمين , و الله عز و جل يقول : ( و من يشاقق الرسول من بعد

    ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم و ساءت

    مصيرا ) .



    هذا , و في الحديث قاعدة فقهية معروفة و هي أن زكاة الزرع تختلف باختلاف المؤنة

    و الكلفة عليه , فإن كان يسقى بماء السماء و العيون و الأنهار فزكاته العشر ,

    و إن كان يسقى بالدلاء و النواضح ( الاترتوازية ) و نحوها فزكاته نصف العشر .

    و لا تجب هذه الزكاة في كل ما تنتجه الأرض و لو كان قليلا , بل ذلك مقيد بنصاب

    معروف في السنة , و في ذلك أحاديث معروفة .


    143 " أشد الناس بلاء الأنبياء , ثم الأمثل فالأمثل , يبتلى الرجل على حسب ( و في

    رواية : قدر ) دينه , فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه و إن كان في دينه رقة ابتلي

    على حسب دينه , فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة

    " .




    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 225 :



    رواه الترمذي ( 2 / 64 ) و ابن ماجه ( 4023 ) و الدارمي ( 2 /320 ) و الطحاوي

    ( 3 / 61 ) و ابن حبان ( 699 ) و الحاكم ( 1 / 40 , 41 ) و أحمد ( 1 / 172 ,

    174 , 180 , 185 ) و الضياء في " المختارة " ( 1 / 349 ) من طريق عاصم بن بهدلة

    حدثني # مصعب بن سعد عن أبيه # قال :



    " قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أشد بلاء ? قال : فقال :

    الأنبياء ثم ... ? " الحديث .



    و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .



    قلت : و هذا سند جيد رجاله كلهم رجال الشيخين , غير أن عاصما إنما أخرجا

    له مقرونا بغيره , و لم يتفرد به , فقد أخرجه ابن حبان ( 698 ) و المحاملي

    ( 3 / 92 / 2 ) و الحاكم أيضا من طريق العلاء بن المسيب عن أبيه عن سعد به ,

    بالرواية الثانية .



    و العلاء بن المسيب و أبوه ثقتان من رجال البخاري . فالحديث صحيح . و الحمد لله

    و له شاهد بلفظ :

    " أشد الناس بلاء الأنبياء , ثم الصالحون , إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر , حتى

    ما يجد أحدهم إلا العباءة التي يحويها , و إن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح

    أحدكم بالرخاء " .


    144 " أشد الناس بلاء الأنبياء , ثم الصالحون , إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر , حتى

    ما يجد أحدهم إلا العباءة التي يحويها , و إن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح

    أحدكم بالرخاء " .




    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 226 :



    أخرجه ابن ماجه ( 4024 ) و ابن سعد ( 2 / 208 ) و الحاكم ( 4 / 307 ) من طريق

    هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن # أبي سعيد الخدري # قال :

    " دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم و هو يوعك , فوضعت يدي عليه , فوجدت حره

    بين يدي فوق اللحاف , فقلت : يا رسول الله ! ما أشدها عليك ! قال : إنا كذلك ,

    يضعف لنا البلاء , و يضعف لنا الأجر . قلت : يا رسول الله ! أي الناس أشد

    بلاء ? قال : الأنبياء , قلت : يا رسول الله ! ثم من قال : ثم الصالحون ,

    إن كان ... " . الحديث .

    و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا .

    و له شاهد آخر مختصر و هو :

    " إن من أشد الناس بلاء الأنبياء , ثم الذين يلونهم , ثم الذين يلونهم , ثم

    الذين يلونهم " .


    145 " إن من أشد الناس بلاء الأنبياء , ثم الذين يلونهم , ثم الذين يلونهم , ثم

    الذين يلونهم " .




    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 226 :



    رواه أحمد ( 6 / 369 ) و المحاملي في " الأمالي " ( 3 / 44 / 2 ) عن أبي عبيدة

    بن حذيفة عن عمته # فاطمة # أنها قالت :

    " أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم , نعوده في نسائه , فإذا سقاء معلق نحوه

    يقطر ماؤه عليه من شدة ما يجد من حر الحمى , قلنا : يا رسول الله لو دعوت الله

    فشفاك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره .

    و إسناده حسن رجاله كلهم ثقات غير أبي عبيدة هذا فلم يوثقه غير ابن حبان

    ( 1 / 275 ) , لكن روى عنه جماعة من الثقات .

    و في هذه الأحاديث دلالة صريحة على أن المؤمن كلما كان أقوى إيمانا , ازداد

    ابتلاء و امتحانا , و العكس بالعكس , ففيها رد على ضعفاء العقول و الأحلام

    الذين يظنون أن المؤمن إذا أصيب ببلاء كالحبس أو الطرد أو الإقالة من الوظيفة

    و نحوها أن ذلك دليل على أن المؤمن غير مرضي عند الله تعالى ! و هو ظن باطل ,

    فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو أفضل البشر , كان أشد الناس حتى

    الأنبياء بلاء , فالبلاء غالبا دليل خير , و ليس نذير شر , كما يدل على ذلك

    أيضا الحديث الآتي :

    " إن عظم الجزاء مع عظم البلاء , و إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم , فمن رضي فله

    الرضا , و من سخط فله السخط " .




    [SIZE=6]
    [FONT=Traditional Arabic]كل العداوات ترجى مودتها*إلا عداوة من عاداك في الدين
    /*/*/*/
    لا يستقل العقل دون هداية*بالوحي تأصيلا ولا تفصيلا
    كالطّرف دون النور ليس بمدرك*حتى يراه بكرة واصيلا





  4. #34
    الإشراف العام
    الهزبر غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 7,445
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : أرض مسلمة
    الاهتمام : كل مافيه الخير لي ولامتي
    الوظيفة : مدرّس لغة عربية
    معدل تقييم المستوى : 24

    افتراضي


    السلام عليكم



    146 " إن عظم الجزاء مع عظم البلاء , و إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم , فمن رضي فله

    الرضا , و من سخط فله السخط " .




    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 227 :



    أخرجه الترمذي ( 2 / 64 ) و ابن ماجه ( 4031 ) و أبو بكر البزاز بن نجيح في

    " الثاني من حديثه " ( 227 / 2 ) عن سعد بن سنان عن # أنس # عن النبي صلى الله

    عليه وسلم .

    و قال الترمذي : " حديث حسن غريب " .



    قلت : و سنده حسن , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير ابن سنان هذا و هو صدوق

    له أفراد كما في " التقريب " .

    و هذا الحديث يدل على أمر زائد على ما سبق و هو أن البلاء إنما يكون خيرا ,

    و أن صاحبه يكون محبوبا عند الله تعالى , إذا صبر على بلاء الله تعالى , و رضي

    بقضاء الله عز و جل . و يشهد لذلك الحديث الآتي :

    " عجبت لأمر المؤمن , إن أمره كله خير , إن أصابه ما يحب حمد الله و كان له خير

    و إن أصابه ما يكره فصبر كان له خير , و ليس كل أحد أمره كله خير إلا المؤمن "

    .


    147 " عجبت لأمر المؤمن , إن أمره كله خير , إن أصابه ما يحب حمد الله و كان له خير

    , و إن أصابه ما يكره فصبر كان له خير , و ليس كل أحد أمره كله خير إلا المؤمن

    " .




    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 228 :



    أخرجه الدارمي ( 2 / 318 ) و أحمد ( 6 / 16 ) عن حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن

    عبد الرحمن بن أبي ليلى عن # صهيب # قال :

    " بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد مع أصحابه إذ ضحك , فقال : ألا

    تسألوني مم أضحك ? قالوا : يا رسول الله ! و مم تضحك ? قال : " فذكره .



    قلت : و هذا سند صحيح على شرط مسلم , و قد أخرج في " صحيحه " ( 8 / 227 ) من

    طريق سليمان بن المغيرة حدثنا ثابت به المرفوع فقط نحوه . و هو رواية لأحمد

    ( 4 / 332 , 333 , 6 / 15 ) .

    و له شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعا نحوه . أخرجه الطيالسي ( 211 )

    بإسناد صحيح . و له شاهد آخر مختصر بلفظ :

    " عجبا للمؤمن لا يقضي الله له شيئا إلا كان خيرا له " .


    148 " عجبا للمؤمن لا يقضي الله له شيئا إلا كان خيرا له " .



    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 228 :



    رواه عبد الله بن أحمد في مسند أبيه ( 5 / 24 ) و أبو الفضل التميمي في " نسخة

    أبي مسهر ... " ( 61 / 1 ) و أبو يعلى ( 200 / 2 ) عن # أنس بن مالك # قال :

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره .



    قلت : سنده صحيح رجاله كلهم ثقات غير ثعلبة هذا و قد ذكره ابن حبان في

    " الثقات " ( 1 / 8 ) و كناه أبا بحر مولى أنس بن مالك و قال ابن أبي حاتم

    ( 1 / 1 / 464 ) عن أبيه " صالح الحديث " .

    و له طريق أخرى عند أبي يعلى ( 205 / 2 ) و الضياء في " المختارة " ( 1 / 518 )

    .

    149 " ليس المؤمن الذي يشبع و جاره جائع إلى جنبه " .



    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 229 :



    رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( 112 ) و الطبراني في " الكبير " ( 3 / 175

    / 1 ) و الحاكم ( 4 / 167 ) و كذا ابن أبي شيبة في " كتاب الإيمان " ( 189 / 2

    ) و الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 10 / 392 ) و ابن عساكر ( 9 / 136 / 2 )

    و الضياء في " المختارة " ( 62 / 292 / 1 ) عن عبد الملك بن أبي بشير عن عبد

    الله بن مساور قال : سمعت # ابن عباس # ذكر ابن الزبير فبخله , ثم قال سمعت

    رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره .



    قلت : و رجاله ثقات غير ابن المساور فهو مجهول كما قال الذهبي في " الميزان "

    و لم يرو عنه غير عبد الملك هذا كما قال ابن المديني , و أما ابن حبان فذكره في

    " الثقات " ( 1 / 110 ) , و كأنه هو عمدة المنذري في " الترغيب " ( 3 / 237 )

    ثم الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 167 ) في قولهما :

    " رواه الطبراني و أبو يعلى و رجاله ثقات " .

    و قال الحاكم " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي .

    كذا قالا ! نعم هو صحيح بما له من الشواهد , فقد روي من حديث أنس و ابن عباس

    و عائشة .

    أما حديث أنس , فيرويه محمد بن سعيد الأثرم : حدثنا همام حدثنا ثابت عنه مرفوعا

    بلفظ :

    " ما آمن بي من بات شبعان و جاره جائع بجنبه و هو يعلم به " .

    أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 66 / 1 ) , و قال الذهبي في كتابه

    " حقوق الجار " ( ق 17 / 1 ) :

    " الأثرم ضعفه أبو زرعة , و هذا حديث منكر " .



    قلت : و ضعفه أبو حاتم أيضا , لكن قال الهيثمي :

    " رواه الطبراني و البزار , و إسناد البزار حسن " .

    و كذا في " الترغيب " ( 3 / 236 ) إلا أنه قال : " و إسناده حسن " فهذا يحتمل

    أن الضمير يعود إلى الحديث , و يحتمل أنه يعود إلى البزار , و لعله مراد

    المنذري بدليل عبارة الهيثمي فإنها صريحة في ذلك .



    قلت : فهذا يشعر أنه لم يتفرد به الأثرم هذا . و الله أعلم .

    و أما حديث ابن عباس , فيرويه حكيم بن جبير عنه مرفوعا به .

    أخرجه ابن عدي ( ق 89 / 1 ) .

    و حكيم بن جبير ضعيف كما في " التقريب " .

    و أما حديث عائشة , فعزاه المنذري ( 3 / 237 ) للحاكم نحو حديث ابن " عباس "

    و لم أره في مستدرك الحاكم الآن بعد مراجعته في مظانه .



    قلت : و في الحديث دليل واضح على أنه يحرم على الجار الغني أن يدع جيرانه

    جائعين , فيجب عليه أن يقدم إليهم ما يدفعون به الجوع , و كذلك ما يكتسون به إن

    كانوا عراة , و نحو ذلك من الضروريات .

    ففي الحديث إشارة إلى أن في المال حقا سوى الزكاة , فلا يظنن الأغنياء أنهم قد

    برئت ذمتهم بإخراجهم زكاة أموالهم سنويا , بل عليهم حقوق أخرى لظروف و حالات

    طارئة , من الواجب عليهم القيام بها , و إلا دخلوا في وعيد قوله تعالى :

    ( و الذين يكنزون الذهب و الفضة و لا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم

    يوم يحمى عليها في نار جهنم , فتكوى بها جباههم و جنوبهم و ظهورهم , هذا ما

    كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون ) .


    150 " إن الله أذن لي أن أحدث عن ديك قد مرقت رجلاه الأرض , و عنقه منثن تحت العرش

    و هو يقول : سبحانك ما أعظمك ربنا , فيرد عليه : ما يعلم ذلك من حلف بي كاذبا "

    .




    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 231 :



    رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 156 / 1 ) : حدثنا محمد بن العباس بن الأخرم

    حدثنا الفضل بن سهل الأعرج حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا إسرائيل عن معاوية بن

    إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد عن # أبي هريرة #‎مرفوعا . و قال :

    " لم يروه عن معاوية إلا إسرائيل تفرد به إسحاق " .



    قلت : و هو ثقة من رجال الشيخين و كذا سائر الرواة ثقات أيضا من رجال البخاري

    غير ابن الأخرم و هو من الفقهاء الحفاظ المتقنين كما في " لسان الميزان "

    فالحديث صحيح الإسناد . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 180 - 181 ) :

    " رواه الطبراني في " الأوسط " و رجاله رجال الصحيح " .

    و في هذا الاطلاق نظر لا يخفى , لاسيما و قد قال في مكان آخر ( 8 / 134 ) :

    " رواه الطبراني في " الأوسط " و رجاله رجال الصحيح إلا أن شيخ الطبراني محمد

    بن العباس عن الفضل بن سهيل الأعرج لم أعرفه " .



    قلت : و قد عرفناه و الحمد لله , و أنه ثقة متقن , فصح الحديث , و الموفق الله

    تعالى . على أنه لم يتفرد به , فقد أخرجه أبو يعلى ( 309 / 1 ) من طريق أخرى عن

    معاوية بن إسحاق به نحوه بلفظ :

    " و العرش على منكبيه و هو يقول : سبحانك أين كنت , و أين تكون " .

    ثم إن في قول الطبراني : " تفرد به إسحاق " نظرا , فقد تابعه عبيد الله بن موسى

    أنبأ إسرائيل به . أخرجه الحاكم ( 4 / 297 ) و قال :

    " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .

    و وقع في " المستدرك " " عبد الله " مكبرا و هو خطأ مطبعي .

    و الحديث قال المنذري ( 3 / 47 ) :

    " رواه الطبراني بإسناد صحيح , و الحاكم و قال : صحيح الإسناد " .




    [SIZE=6]
    [FONT=Traditional Arabic]كل العداوات ترجى مودتها*إلا عداوة من عاداك في الدين
    /*/*/*/
    لا يستقل العقل دون هداية*بالوحي تأصيلا ولا تفصيلا
    كالطّرف دون النور ليس بمدرك*حتى يراه بكرة واصيلا





  5. #35

    عضو ماسي

    أبوعبدالرحمن الأثري غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 283
    تاريخ التسجيل : 11 - 5 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 1,479
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : مجالس العلم
    الاهتمام : الحديث النبوي الشريف
    الوظيفة : طلب العلم
    معدل تقييم المستوى : 17

    افتراضي


    السلام عليكم

    ما أجمل هذا الموضوع
    جزاك الله خيرا أخي الهزبر على هذا النقل
    ورحم الله المحدث العلامة الألباني


    150 " إن الله أذن لي أن أحدث عن ديك قد مرقت رجلاه الأرض , و عنقه منثن تحت العرش

    و هو يقول : سبحانك ما أعظمك ربنا , فيرد عليه : ما يعلم ذلك من حلف بي كاذبا "

    .



    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 231 :



    رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 156 / 1 ) : حدثنا محمد بن العباس بن الأخرم

    حدثنا الفضل بن سهل الأعرج حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا إسرائيل عن معاوية بن

    إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد عن # أبي هريرة #‎مرفوعا . و قال :

    " لم يروه عن معاوية إلا إسرائيل تفرد به إسحاق " .



    قلت : و هو ثقة من رجال الشيخين و كذا سائر الرواة ثقات أيضا من رجال البخاري

    غير ابن الأخرم و هو من الفقهاء الحفاظ المتقنين كما في " لسان الميزان "

    فالحديث صحيح الإسناد . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 180 - 181 ) :

    " رواه الطبراني في " الأوسط " و رجاله رجال الصحيح " .

    و في هذا الاطلاق نظر لا يخفى , لاسيما و قد قال في مكان آخر ( 8 / 134 ) :

    " رواه الطبراني في " الأوسط " و رجاله رجال الصحيح إلا أن شيخ الطبراني محمد

    بن العباس عن الفضل بن سهيل الأعرج لم أعرفه " .



    قلت : و قد عرفناه و الحمد لله , و أنه ثقة متقن , فصح الحديث , و الموفق الله

    تعالى . على أنه لم يتفرد به , فقد أخرجه أبو يعلى ( 309 / 1 ) من طريق أخرى عن

    معاوية بن إسحاق به نحوه بلفظ :

    " و العرش على منكبيه و هو يقول : سبحانك أين كنت , و أين تكون " .

    ثم إن في قول الطبراني : " تفرد به إسحاق " نظرا , فقد تابعه عبيد الله بن موسى

    أنبأ إسرائيل به . أخرجه الحاكم ( 4 / 297 ) و قال :

    " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .

    و وقع في " المستدرك " " عبد الله " مكبرا و هو خطأ مطبعي .

    و الحديث قال المنذري ( 3 / 47 ) :

    " رواه الطبراني بإسناد صحيح , و الحاكم و قال : صحيح الإسناد "

    قلت وهذه أسانيد ضعيفة فإن مدارها جميعا على معاوية بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله القرشي التميمي أبو الأزهر ورتبته عند ابن حجر " صدوق ربما وهم "
    قال عنه أبو زرعة : شيخ واه .
    فإن قيل : قد أخرج له البخاري ؟؟
    كان الجواب : البخاري أعلم بما يخرجه , فلا يخرج له إلا ما يتابع عليه .

    والله أعلم

    وصلى الله وسلم على محمد والحمد لله رب العالمين




    قال الإمام مالك :

    أخي : عليك بالعلم قبل الدعوة ,
    : " قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ "
    فإن لم تكن على سبيل الرسول فانتبه لمكانك , فإنك في خطر ولابد .
    أخي : احذر أن تكون سببا في تنفير الناس وإبعادهم عن الإسلام .
    قال ابن تيمية : " وَمَا أَكْثَرَ مَا تَفْعَلُ النُّفُوسُ مَا تَهْوَاهُ ظَانَّةً أَنَّهَا تَفْعَلُهُ طَاعَةً لِلَّهِ ."

  6. #36
    الإشراف العام
    الهزبر غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 7,445
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : أرض مسلمة
    الاهتمام : كل مافيه الخير لي ولامتي
    الوظيفة : مدرّس لغة عربية
    معدل تقييم المستوى : 24

    افتراضي


    السلام عليكم

    ما أجمل هذا الموضوع
    جزاك الله خيرا أخي الهزبر على هذا النقل
    ورحم الله المحدث العلامة الألباني
    مرورك هو الاروع.

    واضافتك.

    قلت وهذه أسانيد ضعيفة فإن مدارها جميعا على معاوية بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله القرشي التميمي أبو الأزهر ورتبته عند ابن حجر " صدوق ربما وهم "
    قال عنه أبو زرعة : شيخ واه .
    فإن قيل : قد أخرج له البخاري ؟؟
    كان الجواب : البخاري أعلم بما يخرجه , فلا يخرج له إلا ما يتابع عليه .

    والله أعلم

    وصلى الله وسلم على محمد والحمد لله رب العالمين

    يتبع باذن الله قريبا




    [SIZE=6]
    [FONT=Traditional Arabic]كل العداوات ترجى مودتها*إلا عداوة من عاداك في الدين
    /*/*/*/
    لا يستقل العقل دون هداية*بالوحي تأصيلا ولا تفصيلا
    كالطّرف دون النور ليس بمدرك*حتى يراه بكرة واصيلا





  7. #37
    الإشراف العام
    الهزبر غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 7,445
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : أرض مسلمة
    الاهتمام : كل مافيه الخير لي ولامتي
    الوظيفة : مدرّس لغة عربية
    معدل تقييم المستوى : 24

    افتراضي


    السلام عليكم



    151 " أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله تعالى من حملة العرش , ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة " .

    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 232 :

    رواه أبو داود ( 4727 ) و الطبراني في " الأوسط " كما في " المنتقى منه "

    للذهبي ( 6 / 2 ) و في " حديثه عن النسائي " ( 317 / 2 ) و ابن شاهين في

    " الفوائد " ( 113 / 2 ) و ابن عساكر في المجلس ( 139 ) من " الأمالي "

    ( 50 / 1 ) و في " التاريخ " ( 12 / 232 / 1 ) عن إبراهيم ابن طهمان عن موسى

    ابن عقبة عن محمد بن المنكدر عن # جابر # مرفوعا .

    و هو في " مشيخة ابن طهمان " ( 238 / 2 ) .

    و قال الطبراني :

    " لم يروه عن موسى بن عقبة إلا إبراهيم بن طهمان " .

    قلت : و هو ثقة كما في " التقريب " و لهذا قال الذهبي في " العلو " ( ص 58 طبعة

    الأنصار ) :

    " إسناده صحيح " . ثم ساق له شاهدا من حديث محمد بن إسحاق عن الفضل بن عيسى عن

    يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعا . و قال :

    " إسناده واه " .

    و قال الهيثمي في الطريق الأولى ( 1 / 80 ) :

    " رواه الطبراني في الأوسط و رجاله رجال الصحيح " .

    و قد تابعه صدقة بن عبد الله القرشي بلفظ :

    " إن لله ملائكة و هم الأكروبيون , من شحمة أذن أحدهم إلى ترقوته مسيرة سبعمائة

    عام للطائر السريع في انحطاطه " .

    و قد سقت إسناده و تكلمت عليه في " الأحاديث الضعيفة " ( 927 ) .

    و له شاهد من حديث جابر و ابن عباس مرفوعا به نحوه .

    أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 158 ) , و فيه من لم أعرفه .

    *******

    152 " لا يرث الصبي حتى يستهل صارخا , و استهلاله أن يصيح أو يعطس أو يبكي " .

    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 233 :

    رواه ابن ماجه ( 2751 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 153 / 2 ) عن العباس

    بن الوليد الخلال الدمشقي حدثنا مروان بن محمد الطاطري حدثنا سليمان بن بلال

    عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن # جابر بن عبد الله و المسور بن مخرمة

    # مرفوعا .

    و قال الطبراني :

    " لم يروه عن يحيى إلا سليمان تفرد به مروان " .

    قلت : و هو ثقة و كذلك سائر الرواة فالحديث صحيح .

    و أما قول الهيثمي ( 4 / 225 ) :

    " رواه الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " و فيه العباس بن الوليد الخلال

    وثقه أبو مسهر و مروان بن محمد و قال أبو داود , لا أحدث عنه, و بقية رجاله

    رجال الصحيح " .

    ففيه نظر من وجهين :

    الأول : أن مروان ليس من رجال الصحيح .

    الثاني : أن قول أبي داود فيه لم يذكره عنه الحافظ في " التهذيب " و إنما نقل

    عنه من رواية الآجري أنه قال : " كتبت عنه و كان عالما بالرجال و الأخبار "

    و لذلك قال فيه في " تقريب التهذيب " " صدوق " , فلا أدري أذلك وهم من الهيثمي

    أم قصور من الحافظ حيث لم يذكره .

    ثم إن إيراد الهيثمي لهذا الحديث في كتابه هو على خلاف شرطه , لإخراج ابن ماجه

    إياه , فلعله لم يستحضر ذلك عندما أورده .

    و للحديث شاهد بلفظ : " إذا استهل المولود ورث " .

    ***************

    153 " إذا استهل المولود ورث " .

    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 234 :

    رواه أبو داود ( 2920 ) عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن

    # أبي هريرة # مرفوعا .

    و عن أبي داود رواه البيهقي ( 6 / 257 ) و ذكر أن ابن خزيمة أخرجه من هذا

    الوجه .

    قلت : و رجاله ثقات , إلا أن ابن إسحاق مدلس , و قد عنعنه .

    و لكن له شاهد من حديث جابر مرفوعا .

    رواه ابن ماجه ( 2750 ) عن الربيع بن بدر حدثنا أبو الزبير عنه .

    قلت : و الربيع بن بدر متروك , لكن تابعه المغيرة بن مسلم و سفيان عن

    أبي الزبير به .

    أخرجه الحاكم ( 4 / 348 , 349 ) و قال :

    " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي .

    قلت : بل على شرط مسلم فقط , على أن أبا الزبير مدلس و قد عنعن .

    و له شاهد من حديث ابن عباس مرفوعا .

    أخرجه ابن عدي ( ق 193 / 1 ) من طريق شريك عن أبي إسحاق عن عطاء عنه .

    قلت : و هذا سند لا بأس به في الشواهد , فإن شريكا هو ابن عبد الله القاضي ثقة

    إلا أنه سيء الحفظ , و مثله أبو إسحاق و هو السبيعي فإنه كان اختلط .

    ( فائدة ) في حديث جابر و المسور المتقدم تفسير استهلال الصبي بقوله :

    " أن يصيح أو يعطس أو يبكي " . و هو حديث صحيح كما تقدم , فلا يغتر بقول

    الصنعاني في " سبل السلام " ( 3 / 133 ) :

    " و الاستهلال روي في تفسيره حديث مرفوع ضعيف : " الاستهلال العطاس " . أخرجه

    البزار " .

    فإن الذي أخرجه البزار . إنما هو من حديث ابن عمر باللفظ الذي ذكره الصنعاني ,

    و فيه محمد بن عبد الرحمن بن البيلمان و هو ضعيف .

    كما في " المجمع " , فهذا غير حديث جابر و المسور فتنبه .

    ****************

    154 " لا يرد القضاء إلا الدعاء , و لا يزيد في العمر إلا البر " .

    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 236 :

    أخرجه الترمذي ( 2 / 20 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 4 / 169 ) و ابن حيويه في

    " حديثه " ( 3 / 4 / 2 ) و عبد الغني المقدسي في " الدعاء " ( 142 - 143 ) كلهم

    من طريق أبي مودود عن سليمان التميمي عن أبي عثمان النهدي عن # سلمان # به .

    و قال الترمذي :

    " حديث حسن غريب من حديث سلمان , و أبو مودود اثنان : أحدهما يقال له : فضة ,

    و هو الذي روى هذا الحديث , بصري , و الآخر عبد العزيز بن أبي سليمان بصري أيضا

    و كانا في مصر واحد " .

    قلت : و هو ضعيف كما قال ابن أبي حاتم عن أبيه ( 3 / 2 / 93 ) , فلعل تحسين

    الترمذي لحديثه باعتبار أن له شاهدا من حديث ثوبان مرفوعا بزيادة :

    " و إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه " .

    رواه ابن ماجه ( 4022 ) و أحمد ( 5 / 277 , 280 , 282 ) و ابن أبي شيبة في

    " المصنف " ( 12 / 157 / 2 ) و محمد بن يوسف الفريابي في " ما أسند سفيان "

    ( 1 / 43 / 2 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 4 / 169 ) و الطبراني في " المعجم

    الكبير " ( 1 / 147 / 2 ) و أبو محمد العدل المخلدي في " الفوائد " ( 2 / 223 /

    2 , 246 / 2 , 268 / 2 ) و الروياني في " مسنده " ( 25 / 133 / 1 ) و الحاكم

    ( 1 / 493 ) و أبو نعيم في أخبار أصبهان " ( 2 / 60 ) و البغوي في " شرح السنة

    " ( 4 / 81 / 2 ) و القضاعي ( 71 / 1 ) و عبد الغني المقدسي في " الدعاء "

    ( 142 - 143 ) من طرق عن سفيان الثوري عن عبد الله بن عيسى عن ابن أبي الجعد عن

    ثوبان مرفوعا به .

    كذا قال بعض المخرجين : " ابن أبي الجعد " لم يسمه , و سماه بعضهم سالم بن أبي

    الجعد , و بعضهم : عبد الله بن أبي الجعد . فإن كان الأول فهو منقطع لأن سالما

    لم يسمع من ثوبان , و إن كان الآخر , فهو مجهول كما قال ابن القطان و إن وثقه

    ابن حبان , و قد أشار إلى ذلك الذهبي في " الميزان " فقال :

    " و عبد الله هذا و إن كان قد وثق , ففيه جهالة " .

    ثم أخرجه الروياني ( 162 / 1 ) من طريق عمر بن شبيب حدثنا عبد الله بن عيسى

    عن حفص و عبيد الله بن أخي سالم عن سالم عن ثوبان به . و زاد :

    " إن في التوراة لمكتوب : يا ابن آدم اتق ربك , و بر والديك , و صل رحمك أمدد

    لك في عمرك , و أيسر لك يسرك , و أصرف عنك عسرك " .

    قلت : فهذا قد يرجح أن الحديث من رواية سالم بن أبي الجعد لكن عمر بن شبيب ضعيف

    كما قال الحافظ في " التقريب " .

    و أما حفص و عبيد الله بن أخي سالم فلم أعرفهما .

    فإن ثبت هذا الترجيح فهو منقطع , و إلا فمتصل , لكن فيه جهالة كما سبق , فقول

    الحاكم عقبه :

    " صحيح الإسناد " . مردود و إن وافقه الذهبي , لجهالة المذكور , و قد صرح بها

    الذهبي كما تقدم , و هذا من تناقضه الكثير !

    و للحديث طريق أخرى عن ثوبان . يرويه أبو علي الدارسي : حدثنا طلحة بن زيد عن

    ثور عن راشد بن سعد عن ثوبان .

    أخرجه ابن عدي ( ق 34 / 1 ) و قال :

    " أبو علي الدارسي بشر بن عبيد منكر الحديث , بين الضعف جدا " .

    قلت : و كذبه الأزدي , و ساق له في " الميزان " أحاديث و قال :

    " و هذه أحاديث غير صحيحه , فالله المستعان " .

    ثم ساق له آخر و قال فيه : " و هذا موضوع " .

    و الخلاصة : أن الحديث حسن كما قال الترمذي بالشاهد من حديث ثوبان , دون

    الزيادة فيه , فإني لم أجد لها شاهدا , بل روي ما يعارضها بلفظ :

    " إن الرزق لا تنقصه المعصية , و لا تزيده الحسنة .. "

    قلت : و لكنه موضوع كما حققته في " الأحاديث الضعيفة " ( رقم 179 ) فلا يصلح

    لمعارضة الزيادة المشار إليها .

    قوله ( القضاء ) , أراد به هنا الأمر المقدر لولا دعاؤه .

    و قوله ( و لا يزيد في العمر ) , يعني العمر الذي كان يقصر لولا بره .

    *****************

    155 " أسلم الناس و آمن عمرو بن العاص " .

    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 238 :

    رواه الروياني في " مسنده " ( 9 / 50 / 1 - 2 ) من طريق ابن أبي مريم

    و عبد الله بن وهب أنبأنا ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان عن # عقبة # مرفوعا .

    و رواه أحمد ( 4 / 155 ) حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا ابن لهيعة حدثني مشرح

    بن هاعان قال , سمعت عقبة بن عامر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

    يقول : فذكره .

    و رواه الترمذي ( 2 / 316 ) حدثنا قتيبة حدثنا ابن لهيعة به . و قال :

    " حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان , و ليس إسناده

    بالقوي " .

    قلت : مشرح بن هاعان وثقه ابن معين و غيره , و ضعفه بعضهم , و هو حسن الحديث

    عندي , و ابن لهيعة و إن كان ضعيفا لسوء حفظه فإن رواية العبادلة عنه يصحح

    حديثه كما جاء في ترجمته , و هذا من رواية اثنين منهم , و هما : أبو عبد الرحمن

    و اسمه عبد الله بن يزيد المقري , و عبد الله بن وهب .

    و في الحديث منقبة عظيمة لعمرو بن العاص رضي الله عنه , إذ شهد له النبي

    صلى الله عليه وسلم بأنه مؤمن , فإن هذا يستلزم الشهادة له بالجنة , لقوله

    صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المشهور : " لا يدخل الجنة إلا نفس

    مؤمنة " متفق عليه . و ( وعد الله الذين آمنوا و عملوا الصالحات

    جنات تجري من تحتها الأنهار ) .

    و على هذا فلا يجوز الطعن في عمرو رضي الله عنه - كما يفعل بعض الكتاب

    المعاصرين , و غيرهم من المخالفين - بسبب ما وقع له من الخلاف بل القتال

    مع علي رضي الله عنه . لأن ذلك لا ينافي الإيمان , فإنه لا يستلزم العصمة

    كما لا يخفى , لاسيما إذا قيل : إن ذلك وقع منه بنوع من الاجتهاد , و ليس

    اتباعا للهوى .

    و في الحديث أيضا إشارة إلى أن مسمى الإسلام غير الإيمان , و قد اختلف العلماء

    في ذلك اختلافا كثيرا , و الحق ما ذهب إليه جمهور السلف من التفريق بينهما

    لدلالة الكتاب و السنة على ذلك ف : ( قالت الأعراب آمنا , قل : لم

    تؤمنوا , و لكن قولوا أسلمنا , و لما يدخل الإيمان في قلوبكم ) و حديث جبريل

    في التفريق بين الإسلام و الإيمان معروف مشهور , قال شيخ الإسلام ابن تيمية

    رحمه الله تعالى في كتاب " الإيمان " ( ص 305 طبع المكتب الإسلامي ) .

    " و الرد إلى الله و رسوله في مسألة الإسلام و الإيمان يوجب أن كلا من الاسمين

    و إن كان مسماه واجبا , و لا يستحق أحد الجنة إلا بأن يكون مؤمنا مسلما , فالحق

    في ذلك ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل , فجعل الدين

    و أهله ثلاث طبقات : أولها الإسلام , و أوسطها الإيمان , و أعلاها الإحسان ,

    و من وصل إلى العليا , فقد وصل إلى التي تليها , فالمحسن مؤمن , و المؤمن مسلم

    و أما المسلم فلا يجب أن يكون مؤمنا " .

    و من شاء بسط الكلام على هذه المسألة مع التحقيق الدقيق فليرجع إلى الكتاب

    المذكور , فإنه خير ما ألف في هذا الموضوع .

    و يشهد للحديث ما يأتي :

    " ابنا العاص مؤمنان : هشام و عمرو " .




    [SIZE=6]
    [FONT=Traditional Arabic]كل العداوات ترجى مودتها*إلا عداوة من عاداك في الدين
    /*/*/*/
    لا يستقل العقل دون هداية*بالوحي تأصيلا ولا تفصيلا
    كالطّرف دون النور ليس بمدرك*حتى يراه بكرة واصيلا





  8. #38
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,234
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 240 :



    أخرجه عفان بن مسلم في " حديثه " ( ق 238 / 2 ) حدثنا حماد بن سلمة حدثنا محمد

    بن عمرو عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # رفعه .

    و أخرجه أحمد ( 2 / 354 ) و ابن سعد ( 4 / 191 ) من طريق عفان به , و كذلك

    أخرجه الحاكم ( 3 / 452 ) . ثم أخرجه أحمد ( 2 / 304 , 327 , 353 ) و ابن سعد

    و أبو علي الصواف في " حديثه ( 3 / 2 / 2 ) و ابن عساكر ( 13 / 52 / 1 ) من طرق

    أخرى عن حماد به .



    قلت : و هذا سند حسن , و سكت عليه الحاكم و الذهبي , و من عادتهما أن يصححا هذا

    الإسناد على شرط مسلم .

    و له شاهد , خرجه ابن عساكر من طريق ابن سعد حدثنا عمر بن حكام بن أبي الوضاح

    حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار عن أبي بكر بن محمد ابن عمرو بن حزم عن عمر مرفوعا

    .

    قلت : و رجاله ثقات غير ابن حكام هذا فلم أعرفه . ثم استدركت فقلت : هو عمرو

    بالواو سقط من قلمي أو من ناسخ ابن عساكر , و عمرو ابن حكام معروف بالرواية

    عن شعبة و هو ضعيف , إلا أنه مع ضعفه يكتب حديثه كما قال ابن عدي , فهو صالح

    للاستشهاد به .










  9. #39
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,234
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    157 " والذي نفسي بيده لا يسمع بي رجل من هذه الأمة , و لا يهودي و لا نصراني ثم

    لم يؤمن بي إلا كان من أهل النار " .



    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 241 :



    رواه ابن منده في " التوحيد " ( 44 / 1 ) من طريق عبد الرزاق عن معمر عن همام

    بن منبه قال : هذا ما حدثنا # أبو هريرة # فذكره مرفوعا .

    ثم رواه من طريق أبي يونس عن أبي هريرة به .



    قلت : و هذان إسنادان صحيحان , الأول على شرط الشيخين , و الآخر على شرط مسلم .

    و قد أخرجه في صحيحه ( 1 / 93 ) نحوه .

    و الحديث صريح في أن من سمع بالنبي صلى الله عليه وسلم و ما أرسل به , بلغه ذلك

    على الوجه الذي أنزله الله عليه , ثم لم يؤمن به صلى الله عليه وسلم أن مصيره

    إلى النار , لا فرق في ذلك بين يهودي أو نصراني أو مجوسي أو لا ديني .

    و اعتقادي أن كثيرا من الكفار لو أتيح لهم الاطلاع على الأصول و العقائد

    و العبادات التي جاء بها الإسلام , لسارعوا إلى الدخول فيه أفواجا , كما وقع

    ذلك في أول الأمر , فليت أن بعض الدول الإسلامية ترسل إلى بلاد الغرب من يدعو

    إلى الإسلام , ممن هو على علم به على حقيقته و على معرفة بما ألصق به من

    الخرافات و البدع و الافتراءات , ليحسن عرضه على المدعوين إليه , و ذلك يستدعي

    أن يكون على علم بالكتاب و السنة الصحيحة , و معرفة ببعض اللغات الأجنبية

    الرائجة , و هذا شيء عزيز يكاد يكون مفقودا , فالقضية تتطلب استعدادات هامة ,

    فلعلهم يفعلون .










  10. #40
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,234
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    158 " لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله عز و جل أن يسمعكم ( من ) عذاب القبر

    ( ما أسمعني ) " .



    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 242 :



    قال الإمام أحمد ( 3 / 201 ) : حدثنا يزيد أنبأنا حميد عن # أنس # " أن النبي

    صلى الله عليه وسلم مر بنخل لبني النجار , فسمع صوتا فقال : ما هذا ? قالوا :

    قبر رجل دفن في الجاهلية , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فذكره .



    قلت : و هذا سند ثلاثي صحيح على شرط الشيخين و قد أخرجه أحمد أيضا ( 3 / 103 )

    عن ابن أبي عدي , و ( 3 / 114 ) عن يحيى ابن سعيد , و ابن حبان ( 786 ) عن

    إسماعيل , ثلاثتهم عن حميد به .

    و هاذان إسنادان صحيحان ثلاثيان أيضا , و زاد ابن أبي عدي بعد قولهم : " في

    الجاهلية " : " فأعجبه ذلك " و هي عند النسائي ( 1 / 290 ) من طريق عبد الله

    - و هو ابن المبارك - عن حميد بلفظ : " فسر بذلك " .

    و صرح يحيى بن سعيد بتحديث حميد به عن أنس .

    و قد تابعه ثابت , عند أحمد أيضا ( 3 / 153 , 175 , 284 ) من طريق حماد قال :

    أنبأنا ثابت و حميد عن أنس به و زاد :

    " و هو على بغلة شهباء , فإذا هو بقبر يعذب ( و في رواية : فسمع أصوات قوم

    يعذبون في قبورهم ) فحاصت البغلة , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لولا

    ...." الحديث .

    و إسناده صحيح على شرط مسلم .

    و تابعه قاسم بن مرثد الرحال فقال أحمد ( 3 / 111 ) : حدثنا سفيان قال : سمع

    قاسم الرحال أنسا يقول :

    " دخل النبي صلى الله عليه و سلم خربا لبني النجار , و كان يقضي فيها حاجة ,

    فخرج إلينا مذعورا أو فزعا و قال : لولا ... " الحديث و فيه الزيادتان .

    و هذا سند ثلاثي أيضا صحيح , فسفيان هو ابن عيينة من رجال الستة , و قاسم وثقه

    ابن معين و غيره .

    و تابعه أيضا قتادة عن أنس المرفوع منه فقط دون القصة أخرجه مسلم ( 8 / 161 )

    و أحمد ( 3 / 176 و 273 ) .

    و له شاهد من حديث جابر قال :

    " دخل النبي صلى الله عليه وسلم يوما نخلا لبني النجار , فسمع أصوات رجال من

    بني النجار ماتوا في الجاهلية يعذبون في قبورهم , فخرج رسول الله صلى الله عليه

    وسلم فزعا , فأمر أصحابه أن تعوذوا من عذاب القبر " .

    أخرجه أحمد ( 3 / 295 - 296 ) بسند صحيح متصل على شرط مسلم .

    و له شاهد آخر من حديث زيد بن ثابت مرفوعا و هو :

    " إن هذه الأمة تبتلى في قبورها , فلولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من

    عذاب القبر الذي أسمع منه . قال زيد : ثم أقبل علينا بوجهه فقال : تعوذوا بالله

    من عذاب النار , قالوا : نعوذ بالله من عذاب النار , فقال : تعوذوا بالله من

    عذاب القبر , قالوا : نعوذ بالله من عذاب القبر , قال : تعوذوا بالله من

    الفتن ما ظهر منها و ما بطن , قالوا : نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها و ما

    بطن , قال : تعوذوا بالله من فتنة الدجال , قالوا : نعوذ بالله من فتنة الدجال

    " .










 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ما حكم من يطعن في صدق الاحاديث الصحيحة
    بواسطة خلود20 في المنتدى الفقه وأصوله
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 2010-10-01, 12:04 PM
  2. من هم الزيدية الشيعة
    بواسطة جمال المر في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 2010-09-22, 02:35 PM
  3. العقيدة الصحيحة
    بواسطة نورعمر في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 2010-08-05, 04:03 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML