تقول الشبهة


6- سورة يوسف الاية 6: يعقوب يعرف مستقبل ابنه وهو صبي " يعلمك من تأويل الاحاديث": كيف يتفق ذلك مع حزنه الشديد المتواصل عليه كما تقول الايه (84)؟
الرد بحول الله

نضع الآيتان ..

(( وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ))( يوسف :6 )

((وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ)) (يوسف 84 )

قبل أن أبدي استغرابي بهذه النقطة أريد أن أتساءل ..

عندما تعلم أن عزيز عليك قد سافر ورحل عنك ألا تحزن عليه ؟

بالطبع سوف تحزن

حتى لا أطيل الشرح كان يعلم سيدنا يعقوب أن سيدنا يوسف عليه السلام حي لأنه فسر رؤيا يوسف عليه السلام وخير دليل على ذلك قول يعقوب عليه السلام(( قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ )) ( يوسف 86)

فهل يمانع حزنه على فراق ابنه معرفته بأنه حي ؟!!!!!

بكل بساطة انتهى الرد
ولكن كي لا ندع مجال للشك


قد يقول أحدهم فما معنى خوفه من أن يأكله الذئب ان كان يعلم أن الرؤيا لابد أن تتحقق ؟

نقول كان أخوة يوسف عليه السلام يعلمون أن يعقوب عليه السلام لم يكن واثقاً في نواياهم تجاه أخيهم ولهذا جاءوا بالتوكيد في كلامهم ليطمئن أبيهم وما كانوا بحاجة إليه لو كان الأمر بينهم ثقة في هذا فقد جاء عنهم قولهم (قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ)
وأيضاً
(أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)


فكانت لام التأكيد ليقنعوا أبيهم بصدق نيتهم لاأنهم كانوا محض شبهة فى الصدق

يالا عظمة القرآن والله إني أرد وفي قلبي ثقة من الله أنظر عزيزي القارئ إلى دقة القرآن كيف كان رد يعقوب عليه السلام ..
(( قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ ))

جاء هنا بالتوكيد ليظهر لهم جواباً على قولهم (مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ ) بأن سبب ذلك حزنه على فراقه وليس الخوف منهم عليه أو ثقته بهم .

وتبعها بـ (( وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ )) دون توكيد فسيدنا يعقوب عليه السلام لم يؤكد قوله بأن يوسف سوف يأكله الذئب لأنه كان على ثقة بأن ذلك لن يحدث ، لعلمه بذلك حسب تأويل الرؤيا بأن الله سوف يجتبيه ويعلمه من تأويل الأحاديث وإنما ساق هذا العذر (خوفه على يوسف من الذئب) ليدفع عن أولاده ظنّهم عدم الثقة بهم، لعل هذا العذر يتيح له إبقاء يوسف عنده.


والله وحده أعلم .....


ذو الفقار..

v] ugn : ;dt dp.k dur,f ugn l,j hfki ,i, dugl lsjrfgi