صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 18
 
  1. #1

    عضو جديد

    الصورة الرمزية السهم الثاقب
    السهم الثاقب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4439
    تاريخ التسجيل : 4 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 40
    المشاركات : 20
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 0

    تعال ۩ ۞ ۩ الإعجـاز الفيـزيائي في القــرآن الكـريم ۩ ۞ ۩



    بسم الله الرحمن الرحيم


    الإعجاز الفيزيائي
    في القرآن الكريم



    قال رسول الله ۩ ۞ ۩ الإعجـاز الفيـزيائي : (كتاب الله ۩ ۞ ۩ الإعجـاز الفيـزيائي فيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وحكم ما بينكم ، هو الفصل ليس بالهزل ، هو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يخلق عن كثرة رد ، ولا تنقضي عجائبه ، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، هو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، هو الذي من عمل به أجر ، ومن حكم به عدل ، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم ).

    وقال ۩ ۞ ۩ الإعجـاز الفيـزيائي : (
    إن هذا القرآن ۩ ۞ ۩ الإعجـاز الفيـزيائي مأدبة الله فتعلموا من مأدبة الله ما استطعتم ، إن هذا القرآن هو حبل الله وهو النور البين والشفاء النافع ، عصمة لمن تمسك به ، ونجاة لمن تبعه لا يعوج فيقوم ، ولا يزيغ فيستعتب ، ولا تنقضي عجائبه ، ولا يخلق من كثرة الرد).

    أعجز القُرآن الكريم ۩ ۞ ۩ الإعجـاز الفيـزيائي في كل المجالات بلا إستثناء وهذا بفضل الله موضوع علمي يربطُ بين دلالات القرآن الكريم وحقائق علوم الفيزياء والفلكـ والرياضيات والكونيات بأذن الله ...


    ۩ ۞ ۩ hgYu[Jh. hgtdJ.dhzd td hgrJJvNk hg;Jvdl ۩ ۞ ۩






    السمندل ...
    {ملكـ النهار}اُزلزلُ أركانهم
    بأذن الله





  2. #2

    عضو جديد

    الصورة الرمزية السهم الثاقب
    السهم الثاقب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4439
    تاريخ التسجيل : 4 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 40
    المشاركات : 20
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 0

    افتراضي



    سرعة الضوء
    يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ
    ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ
    [السجدة:5]



    يستغرق الضوء حوالي 8.19 دقيقة حتى يصل من الشمس إلى الأرض



    آيات الإعجاز:
    قال الله عز وجل :
    يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ [السجدة: 5].

    فهم الـمفسـرين:

    قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في تفسيره للآية : "هذا في الدنيا، ولسرعة سيره يقطع مسيرة ألف سنة في يوم من أيامكم"
    [راجع الطبري والقرطبي والزمخشري].
    وقال قتادة رضي الله عنه: مقدار مسيره في ذلك اليوم ألف سنة [ذكره الطبري في تفسيره].
    وقال القرطبي: "يعني: في يوم كان مقداره في المسافة (دوماً) ألف سنة".
    وذكر أبو حيّان في تفسيره أن: "السنة مبنية على سير القمر".
    وذكر البغوي في تفسيره لقوله تعالى: "مما تعدون" أي: "للمؤمنين".
    وقال القرطبي: أي: "مما تحسبون".


    اعتاد العرب منذ القدم التعبير عن المسافة بزمن قطعها مع إضمار سرعة فيقال المسافة بين مكة والمدينة "نصف شهر" أي بالجمل ومع التقدم في الوسائل وتنامي سرعة الانتقال أصبحت نفس المسافة "نصف ساعة" بسرعة الطائرة ولذا تكون "الساعة كشهر", وسرعة القوى الفيزيائية Physical forcesفي الفراغ واحدة ويعبر عنها بقيمة سرعة الضوء في الفراغ وهي أعلى سرعة في الكون الفيزيائي وتعرف بالثابت الكوني للحركة Universal Constant of Motion, وفي مقابل تلك القيمة الثابتة نجد قيمة ثابتة في مقام بيان سرعة قصوى يتضمنها التعبير "فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ", والمقام قياس لما يقطع في يوم بتلك السرعة البالغة بمقياس سير ألف سنة لأن السياق يتعلق بقطع مسافة والتعبير كَانَ مِقْدَارُهُ يعني في اللغة كان مقياسه وحده فلا يزيد المقياس عن هذا الحد في المسافة, واليوم الأرضي المعلوم للعرب المخاطبين لا يصلح أن يساوي ألف سنة من سنيهم إلا في المسافة, والمسافة التي تقطع في يوم محدودة وإن قطعت بأعلى سرعة فهي لا تزيد عن ألف سنة من سنيهم المبنية على حركة القمر حول الأرض بالنظر المجرد, والتعبير مّمّا تَعُدّونَ وصف عائد على الألف سنة المتضمنة لحركة جسم نسبية يتعدد وصفها ويعوزها التحديد فعاد سياقا على الحركة, والسياق يتعلق بقياس حركة أمر ما يملأ الكون بين الأجرام مِنَ السّمَآءِ إِلَى الأرْضِ وبيان أن حركته بانحناء كحركة الأعرج في مشيته وهو وصف يتفق مع المعلوم اليوم بحركة القوى الفيزيائية في الفضاء بين الأجرام بانحناء نتيجة لتأثير الأجرام.


    حقائق علمية:



    في عام 1676 قدّم "أولاس رومر" الدليل الأول في التاريخ على أن سرعة الضوء غير لحظية، واستمرت القياسات ثلاثة قرون إلى أن اعتمدت في باريس سنة 1983 القيمة الدولية لسرعة الضوء في الفراغ وتقدّر بـ: 299792.458 كم/ثانية.
    طبقاً لبيان المؤتمر الدولي للمعايير الذي انعقد في باريس سنة 1983 فإن سرعة الضوء في الفراغ تقدّر بـ 299792.458 كم/ثانية.
    - سرعة الضوء واحدة لكل موجات الطيف وتمثل حد السرعة في الكون الفيزيائي.
    - سرعة جميع الأجسام نسبية تتأثر بحركة الراصد فيلزمها تعيينه إلا سرعة الضوء الوحيدة المطلقة ذات قيمة كونية ثابتة.
    - مسافة شهر وفق ما يعدون (الحساب القمري) = 5152612.269 كم
    - مسافة الألف سنة = 25.83134723 بليون كم
    - السنة القمرية قائمة على حركة القمر حول الأرض.
    - المسافة المجردة التي يقطعها القمر حول الأرض في كل شهر (طول المدار القمري المعزول) = 2152612.269 كم
    - السرعة الوسطية للقمر = 86164.09966 كم/ثانية
    - الشهر النجمي = 27.32166 يوماً
    - طول المدار المرصود = 2414406.35 كم
    - نسبة مركبة السرعة = (جتا هـ) = 0.89157
    ملاحظة: يتم حساب متوسط السرعة المدارية للقمر كما لو كانت الأرض ساكنة مما يعني ضرب متوسط السرعة المدارية للقمر حول الأرض المتحركة × جيب تمام الزاوية التي تدورها الأرض حول الشمس خلال شهر قمري واحد.

    أشكال لتوضيح ما سبق:


    شكل (1)




    شكل (2)



    شكل (3)



    شكل (4)


    التفسير العلمي:
    في سنة 1676 قدّم الفلكي "أولاس رومر" الدليل على أن سرعة الضوء غير لحظية كما ذكرت ذلك الموسوعة البريطانية (http://www.iid-alraid.de/EnOfQuran/Ijazz/01-13_REF.htm) ، واستمرت بعده القياسات ثلاثة قرون إلى أن اعتمدت في باريس سنة 1983 أثناء انعقاد المؤتمر الدولي للمعايير حيث قدرت سرعة الضوء في الفراغ بـ: 299792.458 كم/ثانية.
    هذا ما توصل إليه العلماء في أواخر القرن العشرين، كما ذكرت أيضا الموسوعة البريطانية.

    وإذا رجعنا إلى القرآن الكريم فإننا نجده قد أعطى معادلة دقيقة تؤكد لنا صحة ما وصل إليه المؤتمر الدولي للمعايير في باريس عام 1983.
    صاحب هذا الاكتشاف هذه المرة هو أحد العلماء المسلمين المتخصصين في الفيزياء وهو الدكتور محمد دودح مستشار لدى هيئة الإعجاز العلمي، حيث استنبط من قوله تعالى في سورة السجدة الآية 5: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} أن الأمر المقصود به في الآية هو الأمر الكوني الفيزيائي في حياتنا الدنيا، وقد قال بهذا أيضاً من قبله ترجمان القرآن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، فقد روي عنه قوله في تفسير الأمر الذي ذكرته الآية: "هذا في الدنيا ولسرعة سيره (أي الأمر الكوني) يقطع مسيرة ألف سنة في يوم من أيامكم".

    وأما عن قوله تعالى: {مما تعدون} فقد ذكر أبو حيان التوحيدي في تفسيره أن: "السنة مبنية على سير القمر" ومعنى ذلك أن العرب كانت تعتمد في حساب الزمن على الحساب القمري، كما كانوا يعبرون عن المسافة بالزمن كأن يقولوا: مسافة ثلاثة أيام، والقرآن نزل بلغة العرب فقال: "مما تعدون".

    وعلى ضوء ما تقدم إذا علمنا أن سرعة جسم ما = المسافة المقطوعة / الزمن
    وبالمطابقة بين المعادلة العلمية والمعادلة القرآنية نجد ما يلي:

    المعادلة القرآنية المعادلة العلمية
    في يوم كان مقداره (زمن يوم أرضي) الزمن

    ألف سنة مما تعدون (بالحساب القمري) = 12000 دورة قمرية المسافة
    الأمر الكوني = ألف سنة مما تعدون 12000 دورة قمرية / زمن يوم أرضي السرعة =المسافة / الزمن




    وهذه القيمة لسرعة الأمر الكوني مطابقة تماماً لقيمة سرعة الضوء المعلنة دولياً سنة 1983 في باريس. وقد تم عرض هذا البحث بنتيجته المذهلة على علماء متخصصين في الفيزياء بـ كلية العلوم بجامعة الملك عبد العزيز بالمملكة العربية السعودية، وصدر تقرير بالموافقة عليه من الناحية العلمية، كما تمت الموافقة عليه أيضاً من ناحية اللغة وتفسير الآيات من طرف جامعة أم القرى قسم اللغة والتفسير بمكة المكرمة (المملكة العربية السعودية). وبذلك اكتسب البحث الموافقة التامة من كل جوانبه.

    وجه الإعجاز في الآية القرآنية :
    هو أنها اعتبرت الحد الأقصى للسرعة الكونية في الفراغ تعادل دوران القمر حول مداره اثنتي عشرة ألف دورة، ومن ثم استنبط الدكتور محمد دودح المعادلة التي تعطي الرقم الصحيح لحساب سرعة الأمر الإلهي، وقد توصل الدكتور محمد دودح إلى أن الرقم القرآني ينطبق تماماً مع الرقم الذي أعلنه المؤتمر الدولي للمعايير في باريس سنة 1983 وهو 299792.458 كم/ثانية.



    وبذلك يؤكد القرآن الكريم صحة أهم قانون عرفته البشرية في القرن العشرين، أوليس هذا سبقاً علمياً إعجازياً نطق به القرآن الكريم {قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ} وصدق الله القائل: {لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} والقائل أيضاً: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}.


    دليل في تاريخ الوحي على وحدانية المبدع القدير:
    في تاريخ الوحي ما يؤيد أن تعبير "يوما واحدا عند الرب كألف سنة" يعني: "سرعة مجيء يوم الرب" 2 بطرس 32-14, وهي أقصى سرعة في الكون كله حيث يقع الهلاك بغتة لا يسبقه نذير؛ ولذا وفق تعبير الكتاب: "سيأتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السماوات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها" 2 بطرس 32-14,والكون كله بسمواته وأرضه قائم بأمر الله كن منذ بدء الخلق: "السماوات كانت منذ القديم والأرض بكلمة الله قائمة" 2 بطرس 32-14, فيرجع الكون كله إلى نفس هيئته الأولى وإن تباينت اليوم الأشكال وبنفس مقدار مادة البناء الأساسية ذات السرعة المقدرة الواحدة التي لا تتجاوزها قوة وإن كانت هائلة لأن كل شيء وجد بأمر واحد هو كلمة الله القدير كن, ووحدة السرعة الحدية للانتقال في الكون وثباتها مظهر في الكتاب للتقدير وسرمدية الخالق ووحدانيته لذا قال: "من قبل أن توجد الجبال أو أبدأت الأرض والمسكونة منذ الأزل إلى الأبد أنت الله.. لأن ألف سنة في عيني ك مثل يوم"؛ وإن بالغ الكاتب فنقض ثبات التقدير بقوله "لأن ألف سنة في عيني ك مثل يوم أمس بعدما عبر وكهزيع من الليل"المزامير 902-4, وفي الكتاب أمر الله قد أتى وقوى الدمار تقترب مسرعة: "ولولوا لأن يوم الرب قريب قادم كخراب من القادر على كل شيء" إِشَعْيَاء 136, "ليرتعد جميع سكان الأرض لأن يوم الرب قادم" يوئيل 21, "كلص في الليل هكذا يجيء لأنه حينما يقولون سلام وأمان حينئذ يفاجئهم هلاك بغتةً كالمخاض للحبلى فلا ينجون"1تسالوني كي 52و3, "قريب يوم الرب العظيم قريب وسريع جدا"صفنيا 114.

    أصالة القرآن وتكميل ما سبق:
    التعبير مما تعدون الذي تفرد به القرآن هو "مفتاح القياس", وهو يجعل حركة القمر حول الأرض كمقياس للمسافة في نظام معزول ويقيم معادلة ثابتة تؤيد وحدة الأجرام في الأصل والنظام, وثبات التقدير في القرآن وتفرده بتكميل العلاقة يدفع شبهة النقل عما سبق, ألهذا قال النبي عيسى عليه السلام يوما ما لأتباعه: "إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل بكل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم" يوحنا 1612-15, وقال لقومه: "أما قرأتم قط في الكتب الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره ومن سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه"!متى 2142-44, ولا تبعد تلك الغلبة والتكميل وجمع ميراث النبوات في وصف النبي عيسى عليه السلامللنبوة بعده التي يكتمل بها البناء عن غلبة القرآن والتكميل وجمع ميراث النبوات في قوله تعالى:"وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقّ مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ" المائدة 48.



    مُختصّر بحث أعدّهُ د. محمد دودح
    الباحث العلمي بالهيئـة العالميــة للإعجاز العلمي في
    القرآن والسنـة رابطة العالم الإسلامي مكة المكرمة
    mdoudah@hotmail.
    com


    تحميل الكتاب

    مقاطع فيديو للشرح






    يتبع بأذن الله ...





    السمندل ...
    {ملكـ النهار}اُزلزلُ أركانهم
    بأذن الله





  3. #3

    عضو جديد

    الصورة الرمزية السهم الثاقب
    السهم الثاقب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4439
    تاريخ التسجيل : 4 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 40
    المشاركات : 20
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 0

    افتراضي



    النسبية في القرآن الكريم {1}
    (نسبية الزمان والمكان) بين العلم والقرآن
    بقلم: الدكتور مروان شعبان



    قبل أن نتحدث عن قانون النسبية، لا بد من توضيح بعض المفاهيم أو النقاط التي تضبط مسار قانون النسبية، وتفرق بينه وبين ما سبقه من تصورات حول الزمان والمكان...


    - الفيزياء الكلاسيكية: أو فيزياء نيتون وغاليليو، تعالج المشاكل والمسائل المتعلقة بالأجسام الكبيرة، التي هي في متناول الإحساس البشري، والتي تسير بسرعة ليست كبيرة، أما النظرية النسبية الخاصة فهي تصف حركة الأجسام في سرعات عالية تقترب من سرعة الضوء كما سيأتي.
    - النظرية الكمية: فهي تصف حركة الأجسام الصغيرة وغير المحسوسة بالإحساس البشري العادي.
    - نسبية غاليليو:
    تعتبر أن الزمان مطلق، أي إن جميع المراقبين في إطر الإسناد، سوف يقيسون الزمن نفسه لحادثة ما، وأن سرعة الضوء نسبية، أي إن كل مراقب يقيس سرعة الضوء حسب السرعة التي تسير بها.
    - أطر الإسناد أو أطر المرجعية
    : يعرّف الإطار الإسنادي بأنه عبارة عن نظام الإحداثيات الديكارتي الذي تنسب إليه الكميات الفيزيائية، فليس هناك أي معنى للحركة دون مرجع، فلو كنا في الفضاء معزولين، لما أمكننا معرفة كوننا متحركين أو ثابتين، لذلك لا بد أن ننسب أي كمية فيزيائية تتعلق بالجسم إلى مرجع معين.
    - النسبية
    : هي اختلاف مشاهدات أو أكثر في وصف كمية فيزيائية تتعلق بالجسم نفسه، كل حسب إطار الإسناد الذي هو فيه
    - الفرق بين النسبية الخاصة والعامة
    : النسبية الخاصة التي وضعها آينشتاين عام 1905، توحد ما بين علمي البصريات والمكانيـكا، ولكنها تستثني الثقالة (الجاذبية) التي تناولتها النسبية العامة عام 1951، أي إن النسبية الخاصة تعالج الظواهر الكهرومغناطيسية ( الضوء) وعلاقتها بحركات الأجسام القصورية، أي التي تتحرك في خط مستقيم بسرعة ثابتة، أما النسبية العامة: فهي تعالج مفهوم (الثقالة) وتهتم بمعالجة حركة الأجسام غير القصورية ( المتسارعة) [1].

    مفهوم النسبية:

    في الواقع كل شيء في هذه الحياة نسبي، فالجمال نسبي، والثروة نسبية، فالجوهرة وسط الصحراء لا تساوي شيئاً لشخص عطشان قد وجدها، في حين أن جرعة الماء عنده تساوي كل شيء... يقول آينشتاين: إن الزمن والكتلة والمسافة كلها أشياء نسبية، وهذه هي أساس نظرية النسبية الخاصة... سئل آنيشتاين ذات مرة عن نسبية الزمن فقالها في مثال ظريف: إن الإنسان إذا قضى ساعة في جو هادئ مريح لبَدت الساعات دقائق، وإذا قضاها فوق الجمر لبدت الدقائق ساعات... وكذلك بالمثل فإن الزمن على كوكب الأرض غير الزمن على كوكب آخر، فإذا كان المريخ يدور حول الشمس في 88 يوماً فإن السنة هناك أقصر من السنة على الأرض، وإذا كنت راكباً سفينة لا تستطيع تحديد موضعها بشكل مطلق بل إن كل مكان نسبي، والإنسان على الأرض مكانه نسبي أيضاً، لأنه هو والأرض متحركان في الفضاء [2].

    فكرة الزمان ونسبية الزمان والمكان:

    منذ نشأة الإنسان ولغز الزمان ورتم سرعته من الموضوعات التي شغلت تفكيره آلاف السنين، فقال أفلاطون منذ القرن الرابع قبل الميلاد: إن الزمن قائم بذاته ولكننا نقسمه إلى ماض وحاضر ومستقبل أو كان ويكون وسيكون، ويقول آخرون: إن الزمن ثابت ونحن الذين نتحرك وأن الأحداث لا تقع بل نحن الذين نلحق بها في مراحل معينة...

    وكانت فكرة الزمان والمكان (الزمكان) المطلق هي المسيطرة على الفكر الإنساني حتى أتى إسحاق نيوتن 1687 وتخلص من فكرة أن المكان مطلق إلى الأبد وكانت هذه هي الفاتحة الحقيقة لتطور العلوم، لكنه لم يخطر بباله أن الزمان غير مطلق، وظلت هذه المعضلة معلقة حتى وضع لآينشتاين نظريته في النسبية العامة حيث أكد أن الزمان غير مطلق، كما أن المكان غير مطلق أيضاً...

    وكان عالم الفيزياء هيرمان مينكويسكي herman minkowski وهو أستاذ آينشتاين ومعلمه في جامعة زيورخ، قد اقترح في سنة 1908 أن الفراغ والزمان متآلفان وأن الأحداث التي تقع يجب أن تعتبر نقاطاً في space time رباعي الأبعاد، لكن القدر لم يسعفه إلى أن يضع القوانين المفسرة لذلك، وتوفي سنة 1909 مما أتاح الفرصة لأينشتاين كي يصوغ هذا سنة 1915 في نظريته عن النسبية العامة.

    وقام آينشتاين بتثبيت سرعة الضوء ، فليس هناك مادة أو إشعاع يمكن أن يسير بسرعة أكبر من سرعة الضوء ( سرعة الضوء = 300000 كيلو متراً في الثانية) تقريباً ... وإذا كان قانون نيتون الأول الذي يقول: (إن الجسم يحتفظ بحالته إذا كان ساكناً أو متحركاً بسرعة منتظمة دائماً إلا إذا أثرت عليه قوة خارجية غيرت من هذه الحالة) وهذا القانون يعرف بقانون ( القصور الذاتي) هذا القانون غير مفاهيم المكان المطلق وأصبح المكان غير مطلق، وكان له أثر كبير في تحرير العلوم وتقدمها، وكذلك فإن نظرية النسبية بشقيها العامة والخاصة قد حررت الزمن أيضاً من مفاهيمه الخاطئة، وسمحت للعلوم بأن تتغير إلى ما يعرف بعد ذلك بالعلوم الحديثة، والتي تسببت بعد ذلك في ظهور النهضة التكنولوجية الكبرى التي نحيا فيها الآن...

    وطبقاً لنظرية النسبية العامة والخاصة فإن الزمن نسبي، وكل شيء يتحرك في الكون يحمل زمنه الخاص به، فمثلاً الأرض تدور حول الشمس في سنة كاملة، ولكن الدورة نفسها للمشتري تستمر 12 سنة تقريباً، وكوكب بلوتو يصل طول سنته إلى 248 سنة أرضية، وطبقاً للنظرية النسبية فإن الزمان يبطئ كلما ازدادت سرعة الجسم خاصة كلما اقتربت من سرعة الضوء...


    وكل مكان في الكون له زمنه الخاص به طبقاً لجاذبيته وكثافته ودرجة حرارته والضغط الذي يحيط به، وكذلك سرعته التي تحدد زمنه الخاص به، مع باقي هذه العوامل فمثلاً سرعة الإلكترون في درجة حرارة 2000 درجة مئوية تصل إلى 40 ألف كيلو متراً في الساعة، بيد أن سرعته وهو في حالته الطبيعية على سطح الأرض تصل إلى 1760 كيلومتراً في الساعة فقط، بيد أن سرعته تقترب من سرعة الضوء في الشمس وباقي النجوم، نظراً للحرارة العالية والضغط العالي هناك [3]..


    فالزمن كمية فيزيائية تتغير بتغير العوامل المحيطة فلا يوجد زمن رتمه مثل رتم زمن الأرض في الكون، إلا إذا كانت كل صفات هذا المكان مثل الأرض من حرارة وجاذبية وضغط وأجسام محيطة وغيرها من العوامل، والزمان – كما ذكرنا- يتقدم إلى الأمام في سرعات مختلفة تبعاً لسرعة الجسم الذي ينتمي إليه أو ينسب إليه الزمان...


    لقد ربطت النظرية النسبية بين الزمان والمكان، حيث إن المكان يقاس بثلاثة أبعاد، وقد أدخل آينشتاين مفهوم الزمان أو الفراغ كبعد رابع
    space time واستخدم في النظرية النسبية الخاصة سرعة الضوء، للربط بين الزمان والفراغ.

    إذن نستنتج أن النظرية النسبية الخاصة لآينشتاين تقوم على هذه الفروض:

    - الفرضية الأولى: توسيع مبدأ النسبية الخاص ( مبدأ صمود قوانين الفيزياء) ليشمل الظواهر الكهرومغناطيسية ومنها طبعاً ( الضوء) بمعنى آخر: سرعة الضوء (2) يجب أن تكون هي نفسها في كل المراجع العطالية.
    - الفرضية الثانية: سرعة الضوء (2) ثابتة مهما كانت حركة المصدر الضوئي.
    - الفرضية الثالثة: سرعة الضوء هي السرعة القصوى في الكون، ولا يمكن لأي جسم يتحرك أن يبلغ سرعة الضوء، فضلاً عن أن يتجاوزها.
    - الفرضية الرابعة
    : الأثير لا وجود له، وبالتالي فإن الضوء له القدرة على أن ينتشر في الفراغ دون الحاجة إلى وسط...
    من خلال هذه الافتراضات قام آينشتاين بتحليل مفهوم المكان والزمان، وأثبت آينشتاين خطأ مفهوم إسحاق نيوتن الذي يقول بأن المكان مطلق، وأثبت أن الحركة في الكون مفهوم نسبي وأن الكون كله في حركة دائمة مستمرة، ولا وجود لفكرة المكان المطلق الساكن... كما رفض آينشتاين فكرة الزمن المطلق الذي افترض نيوتن أنه يعم الكون بأسره، واستنتج آينشتاين أن الزمان والمكان مفاهيم نسبية وليست مطلقة لأن التزامن ليس مطلقاً في الكون، بل يخضع للحركة التي يقوم بها الجسم أو الراصد.

    لقد أطاح آينشتاين بمفهوم الزمن المطلق الذي يعم أرجاء الكون، ويجري بالمعدل نفسه عند كل الراصدين المتحركين بسرعات مختلفة وقد أضحى الزمن في فيزياء آينشتاين مفهوماً نسبياً يتغير من راصد لآخر، وكل منظومة إسناد في الكون لها زمنها الخاص وقياساتها الزمنية الخاصة بها... الزمن إذن شيء ديناميكي متغير...

    لقد أوضحت النظرية النسبية أنه لا زمان دون مكان، ولا مكان دون زمان، أي إنه لا حقيقة لكل منهما على حدة، وإنما الكون كما يقول آينشتاين كون ( زماني) يختلف مظهره باختلاف حركة المشاهد، وبهذا يكون آينشتاين في نظريته النسبية بشقيها والتي تناولت قضايا كونية أساسية مثل اندماج المكان والزمان، واندماج المادة والطاقة، وانحناء المادة أو الطاقة عن المرور بأي مجال تجاذبي في هذا الكون...

    النسبية والزمن في القرآن الكريم:

    لقد أشار القرآن الكريم إلى خصائص الزمن الفلكية، باعتباره مترتباً على حركة الأفلاك وذلك في أكثر من آية، يقول سبحانه وتعالى: ] وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى[ [4]. ويقول الحق عز وجل: ] وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ، وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم[ [5]. ويقول تعالى: ] الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ[ [6]

    فالقمر له منازل على أبعاد مكانية مقدرة، وأشكال متوالية، ويتخذ خلال تجواله عبر هذه الأبعاد أشكالاً خاصة تكون بحجم محدد، وزمن مقدر تقديراً دقيقاً جداً، وبهذا نرى أن الشمس لها حركتها الذاتية التي تخلّف زمناً، ولكنها تتميز عن النجوم الأخرى لقربها من الأرض، وبأن لها مجموعة من الكواكب والأقمار والمذنبات والكويكبات تتبعها دائماً، وتخضع لقوة جاذبيتها حيث تجعلها من حولها في مدارات متتابعة بيضاوية الشكل، تتحرك حول نفسها وحول الشمس، فالحركة هنا زمن، والزمن حركة.


    وعلماء الكون يقولون [7]: إن للأرض حركتين: إحداهما تتم في أربع وعشرين ساعة، وهي مدار حساب الأيام، وحركة تتم في سنة وبها يكون اختلاف الفصول وعليها مدار حساب السنين الشمسية، ويؤكد القرآن الكريم هذه الحقيقة مرة أخرى حين يقول:
    ] الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ[ أي إن الشمس والقمر يتحركان في بروجهما ومنازلهما بحساب زمني مقدر منتظم، يترتب عليه تنظيم أمور الكائنات الأرضية، وتتعاقب الفصول والأوقات من صيف وخريف وشتاء وربيع، ومن ليل ونهار، ونور وظلال، وبرودة وحرارة...

    كما أشار القرآن الكريم إلى أن عدد السنين وحسابها على سطح أرضنا، مترتب على العلاقة بين الأرض والشمس، أو بين الأرض والقمر، وعلى الوحدة الزمنية التي يملأها النهار والليل، حتى يعقبها شروق شمس يوم جديد، يقول تعالى:
    ]يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاًوَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُالْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ[ [8] ويقول عز وجل: ]فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ[ [9].

    فحركة الأرض والقمر أو الشمس سبب للزمن، والزمن ناتج من الحركة، والمكان نسبي في الكون لأننا نتحرك مع سطح الكرة الأرضية وهي تدور حول نفسها، ولأننا نتحرك مع الأرض وهي تدور حول الشمس، ولأن الشمس مع الأرض وبقية كواكب المجموعة الشمسية تسير إلى نجوم مجرتنا الطريق اللبني، ولأن مجرتنا – كالمجرات الأخرى- تدور حول نفسها وشمسنا تدور معها، ولأن مجرتنا – كباقي المجرات – منطلقة في الفضاء الكوني متباعدة عن أخواتها... فالحركة نسبية والزمن نسبي، والزمن مرتبط بحركة ارتباطاً تناسبياً.

    وقد أشار القرآن الكرم في ثلاث آيات بينات لنسبية الزمان وهي:

    1- ]وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ [ [10].
    2- ] يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ[ [11].
    3- ] تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَ [ [12].

    وقد ذهب الدكتور منصور محمد حسب النبي [13] رئيس قسم الطبيعة بكلية البنات بجامعة عين شمس، في كتابه "الكون والإعجاز العلمي للقرآن" إلى تفسير هذه الآيات تفسيراً علمياً، مستدلاً منها على حساب السرعة الكونية القصوى لنقل الأمر الإلهي وذلك من خلال الحسابات التالية:


    إن الألف سنة مما تقدرون تعني ( 12000) دورة قمرية حول الأرض، وخلال هذا العدد من الدورات يقطع القمر مسافة تساوي المسافة التي يقطعها الأمر الكوني بالسرعة القصوى في يوم أرضي واحد، وبهذا يمكن كتابة المعادلة السابقة كما يلي باعتبار أن أي مسافة تساوي حاصل ضرب السرعة× الزمن إذا كانت السرعة منتظمة.

    الحد الأقصى للسرعة الكونية = 12000× متوسط السرعة المدارية للقمر × زمن الشهر القمري


    على زمن اليوم الأرضي

    ويتم حساب متوسط السرعة المدارية للقمر، كما لو كانت ساكنة، مما يعني ضرب متوسط السرعة المدارية للقمر حول الأرض المتحركة × جيب تمام الزاوية التي تدورها الأرض حول الشمس خلال شهر قمري واحد، وقد وجد الدكتور منصور محمد حسب النبي من المعادلة أعلاه نتيجة مدهشة هي:

    الحد الأقصى للسرعة الكونية = 299792,50 كيلو متراً في الثانية، هذه النتيجة مدهشة حقاً، لأنها تتطابق تماماً مع أدق القياسات الدولية لسرعة الضوء وهي 299792,45 كيلو متراً في الثانية.

    إلا أؤكد دائماً في هذه الموسوعة على أهمية التحري الدقيق في الحسابات، وأن لا نجزم أن مراد الحق تبارك وتعالى هو هذه النتيجة الحسابية، بل نقول: هذا تفسير بشري واجتهاد مقبول يؤجر عليه صاحبه، ولا يجوز قصر معنى الآيات عليه فقط فلننتبه...


    حقاً ما :
    ] وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ[ [14] أي من أيام الأرض، ويمكن أن نعتبر هذه الآية الكريمة إشارة إلى تحديد سرعة الضوء بشرط أن يكون مدلول اليوم الإلهي ليس منحصراً بهذا الرقم، بل إنه ينسحب على هذا الرقم ويتعداه ليبقى مطلقاً في علم الله تعالى، بمعنى أن نعتبر أن اليوم الإلهي هو حقبة زمنية لا يعلم حدّها إلا الله سبحانه وتعالى، قد تكون آلاف أو مليارات السنين، ولذلك جاء التنويع في الآيات الكريمة، فتارة بألف يوم مما تعدون، وتارة في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، وتارة يتحدث عن اليوم في خلق السموات والأرض على أنها حقبة زمنية لا يعلم تقديرها إلا هو تبارك وتعالى، كما في قوله: ] وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ[ [15].

    وهناك إشارات قرآنية رائعة تشير إلى نسبية الزمن، من ذلك:
    1- قوله تعالى: ] وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً[ [16] وهذه إشارة واضحة إلى أن 300 سنة شمسية تعادل: 309 سنة قمرية، بالنسبة لسكان الأرض، وبهذا سبقت الآية علوم الفلك والحسابات الفلكية... (كما سـ يُفصّل في المشاركة التالية).

    2- وفي قصة الرجل الذي مرّ على القرية الخاوية، نجد مفهوم النسبية، نسبية الزمان واعتباره شيئاً متغيراً، يقول تعالى: ] أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِي [ [17]. إن سؤال الله تعالى عن الزمن كم لبثت؟ ليس استفهاماً بل هو تقرير من الله عز وجل على نسبية الزمان، فما اعتبره الرجل الصالح يوماً أو بعض يوم هو في الواقع مائة عام.

    3- نقل عرش بلقيس، وذلك في قوله عز وجل: ] قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ، قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ، قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ[ [18] ونقل العرش كما يتضح يستغرق زمناً نسبياً، يتفاوت بين نقله الطبيعي الذي يأخذ أياماً أو أسابيع، وبين زمن نقله عن طريق عفريت الجن الذي يستغرق معه زمناً مدته قيام سليمان عليه السلام من مقامه، وبين زمن نقله عن طريق الذي عنده علم من الكتاب، والذي لا يستغرق زمن نقله إلا جزءاً من الثانية ] قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ [ فالمسألة نسبية، تربط الحركة بالزمن والقوة والسرعة.

    4- آيات كثيرة تتحدث عن نسبية الزمن، وذلك بعد توقف الحركة الأرضية وجمود الزمن تبعاً لجمود الحركة، أي بعد قيام الساعة، حيث يصف الحق عز وجل نسبية الزمن وصفاً رائعاً، وفي ذلك يقول تبارك وتعالى في هذا الحوار الجميل: ]قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ، قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ، قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ، فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ[ [19]

    ويقول تعالى:
    ]وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ[ [20]... والآيات في هذا المعنى كثيرة، وتحديد نسبية الزمان بتحديد الحركة ورد كثيراً كما رأينا في القرآن الكريم، وهذا إن دلّ على شيء فهو يدل على أن القرآن تحدث عن قانون النسبية بشكل واضح وصريح - كما رأينا- قبل آينشتاين بقرون متطاولة، وهذا يدل على أن كثيراً من قوانين الفيزياء والكيمياء قد سجلت في صفحات كتاب الله تعالى، ولو كان آينشتاين مسلماً لربما توصل إلى إعلان قانون النسبية وهو يقرأ القرآن، قبل موعد إعلانه الذي أعلنه بسنين... على كل لا يحق لنا أن ننكر فضل آينشتاين في بلورة وتجسيد واكتشاف قانون النسبية، فهذا حقه الطبيعي، بل باكتشافه هذا القانون قلب مفاهيم الفيزياء، وتجاوز ذلك إلى مرحلة العلم الحديث واكتشافاته الهائلة التي نشاهدها اليوم...

    وقد أمرنا القرآن الكريم أن نقول للمحسن... أحسنت، وأن نشكر ونبارك له عمله، يقول تعالى:
    ] مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ، أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [ [21] ولاحظوا قوله: ]نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ[ أي نشكرهم على أعمالهم، لأنهم كانوا سبباً في تطوير وتنمية زينة الحياة الدنيا ]لاَ يُبْخَسُونَ[أجرهم المادي أو المعنوي، وفي الآخرة إن كانوا مسلمين لهم الدرجات العلا وجنات النعيم، أما إن كانوا غير مسلمين، فمصيرهم كما تبين الآية نفسها: ]أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ[ لأن أي عمل مهما كان عظيماً إن لم يكن نابعاً عن إخلاص لله وللدار الآخرة، ومرتكزاً على أساس الإيمان بالله وبجميع الكتب والرسل والشرائع، وخاصة شريعة خاتم الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام، فلن يجد صاحبه قبولاً، ولا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل.



    المصادر والمراجع

    [1]
    انظر: المفاهيم الحديثة في الفيزياء، هيثم محمد خير الله، ونصر عبد القادر الخطيب، دار اليازوري، ص13-14، وانظر: طبيعة الكون، كليف كيلمستر، ترجمة: محمد البيطار، ص82.
    [2]
    انظر: مفاهيم في الفيزياء الحديثة، سامر إبراهيم حسين إسماعيل، ص16، وانظر: تطور الفيزياء، ليوبولد إنفلد، ترجمة: علي المنذر، أكاديميا، ص135، وما بعدها، وانظر: أسرار الكون، د. محمد أحمد الشهاوي، ص98 وما بعدها، وانظر: مفاهيم في الفيزياء الذرية والنووية، د. مناف حسن، ص69 وما بعدها.
    [3]
    انظر: الأرض والزمان والتقاويم، د. أحمد عبد الهادي، ص30 وما بعدها ، انظر: فيزياء القرن العشرين، ب.جوردان، ترجمة: محمد العبد، ص49، وما بعدها، وانظر: آينشتاين وغاليليو ونيوتن، فرانسواز باليبار، ص119، وانظر: فكرة الزمان عبر التاريخ، كولن ولسون وآخرون، ترجمة فؤاد كامل، ص197.
    [4]
    الرعد: 2.
    [5]
    يس: 37- 38.
    [6]
    الرحمن: 5.
    [7]
    انظر: هندسة النظام الكوني، د. عبد العليم خضر، تهامة، ص56، وانظر: من الذرة إلى المجرة، محمد صالح المحب، ص42 وما بعدها، وانظر: في أعماق الفضاء، عبد الحميد سماحة، ص29، وانظر: الفيزياء الحديثة، د. علي سعيد، ص238، وانظر: تطور الأفكار في الفيزياء، البرت أينشتاين، وليوبولد إنفلد، ترجمة: د. أدهم السمان، ص131 وما بعدها.
    [8]
    الأعراف: 54.
    [9]
    الأنعام: 96.
    [10]
    الحج: 7.
    [11]
    السجدة: 5.
    [12]
    المعارج: 4.
    [13]
    انظر: الكون والإعجاز العلمي للقرآن، د. منصور محمد حسب النبي، ص356، وانظر: القرآن والكون، أسامة علي خضر، ص315 وما بعدها.
    [14]
    الحج: 47.
    [15]
    ق: 38.
    [16]
    الكهف: 25-26.
    [17]
    البقرة: 259.
    [18]
    النمل: 38-40.
    [19]
    المؤمنون: 112 – 116.
    [20]
    الروم: 55- 56.
    [21]
    هود: 15-16.



    يتبع بأذن الله ...






    السمندل ...
    {ملكـ النهار}اُزلزلُ أركانهم
    بأذن الله





  4. #4

    عضو ماسي

    سمير صيام غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1475
    تاريخ التسجيل : 4 - 11 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 50
    المشاركات : 1,306
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 16

    افتراضي


    بارك الله فيك اخى ضمير قلم





  5. #5

    عضو جديد

    الصورة الرمزية السهم الثاقب
    السهم الثاقب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4439
    تاريخ التسجيل : 4 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 40
    المشاركات : 20
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 0

    افتراضي



    وباركـ الله فيكـ أخي الكريم سمير الموضوع سلسلة طويلة أعمل علي تجميعها ونشرها بـ(حراس العقيدة _ البشارة الدعوي) تابع بأذن الله والحمد لله رب العالمين
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمير صيام مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك اخى ضمير قلم





    السمندل ...
    {ملكـ النهار}اُزلزلُ أركانهم
    بأذن الله





  6. #6
    مراقبة الأقسام الإسلامية
    الصورة الرمزية دانة
    دانة غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1208
    تاريخ التسجيل : 8 - 8 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,929
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 43
    الاهتمام : القراءه
    معدل تقييم المستوى : 19

    افتراضي


    من أحب العلوم الى نفسي الفيزياء
    إن شاء الله لي عودة لاكمال هذا الموضوع الشائق لاحقا
    جزاك الله خيرا أخي الفاضل وبارك الله فيك







    ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه إلا الموت



    منتديات البشارة الإسلامية

  7. #7

    عضو جديد

    الصورة الرمزية السهم الثاقب
    السهم الثاقب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4439
    تاريخ التسجيل : 4 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 40
    المشاركات : 20
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 0

    افتراضي



    جزاكِـ الله خيراً اُختي المُكرّمة
    عوداً حميداً نورتِي الصفحة


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دانة مشاهدة المشاركة
    من أحب العلوم الى نفسي الفيزياء
    إن شاء الله لي عودة لاكمال هذا الموضوع الشائق لاحقا
    جزاك الله خيرا أخي الفاضل وبارك الله فيك





    السمندل ...
    {ملكـ النهار}اُزلزلُ أركانهم
    بأذن الله





  8. #8

    عضو جديد

    الصورة الرمزية السهم الثاقب
    السهم الثاقب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4439
    تاريخ التسجيل : 4 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 40
    المشاركات : 20
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 0

    افتراضي



    النسبية في القرآن الكريم
    {2}

    قانون النسبية في القرآن الكريم
    بقلم:
    محمد مرسي محمد



    النسبية علم قرآني في أصله، ولكن الناس حينما يسمعون الكلمة ينتابهم الإحساس بالغموض؛ لأنها ارتبطت في نظر العامة والخاصة على حد السواء بالمعادلات والألغاز الرياضية، وقد يكون الناس محقين في ذلك، فكثير من حلول فروض نظرية النسبية الخاصة والعامة (لإينشتين) تحتاج إلى عقول رياضية جبارة. ولننظر كيف عالج القرآن موضوع النسبية من خلال بعض الآيات القرآنية.


    العلاقة بين الزمان والمكان:
    قال - تعالى -: ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا (25) قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السموات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا (26) الكهف: 25، 26.


    واللفتة القرآنية المعجزة في قوله - تعالى -: قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السموات والأرض (26) الكهف: 26. بعد التصريح المباشر بأنهم لبثوا 300 سنة وازدادوا تسعاً.


    وقد سبق القرآن كل علوم الفلك حينما قدر الفترة التي لبثها أهل الكهف بثلاثمئة سنة، والتي تعدل في الوقت نفسه 309 أعوام.. بمعنى أن كل 300 سنة شمسية = 300 × 25، 365 = 109575 يوماً.
    300 عام قمري = 300 × 37، 354 = 106311 يوماً.
    الفرق بين التقويمين = 109575 106311 = 3264 يوماً= 9 سنوات.


    إذاً النسبة بين التقويم الميلادي الشمسي، والتقويم القمري الهجري لعدد السنين في النظام الاقتراني معروفة علمياً وقرآنياً بأن 300 عام قمري يقابلها 291 سنة ميلادية بفرق 9 سنوات (1).
    وصدق الله حيث يقول: ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا (25) الكهف: 25.
    فإذا ما تعددت أماكن الحساب نجد أن 300 عاماً (109575) يوماً تعادل على عطارد = 109575 88 (سنة عطارد 88 يوماً أرضياً) 1245 سنة.
    على الزهرة = 109575 243 = 451 سنة.
    على المريخ = 109575 687 = 59.5 سنة.
    وهكذا يظل الزمن نسبياً (2).


    أما القيمة الحقيقة فلا توجد إلا عند من أحاط بالزمان والمكان وهو الله - سبحانه وتعالى -، وصدق الله حيث يقول: قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السموات والأرض (26) الكهف: 26.


    فأي جديد أتى به (اينشتين) في نظريته الخاصة سنة 1950م حينما قال: "ليس لنا أن نتحدث عن الزمان دون المكان، ولا عن المكان دون الزمان، وما دام كل شيء يتحرك فلا بد أن يحمل زمنه، وكلما تحرك الشيء أسرع فإن زمنه سينكمش بالنسبة لما حوله من أزمنة مرتبطة بحركات أخرى أبطأ منه". وقد توصل إلى أن الزمن ليس حقيقة مطلقة، وأنه يمضي بمعدلات مختلفة بالنسبة لمختلف الراصدين ويتوقف ذلك على السرعة النسبية لكل راصد.


    يصرح القرآن الكريم بنسبية الحياة الدنيا في العديد من الآيات: قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين (112) قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين (113) قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون (114) المؤمنون: 112 _ 114.
    ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون (55) الروم: 55.
    كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها (46) النازعات: 46.


    أما عن انكماش الزمان يقول "أحمد بهجت" (3): أيسأل الناس كيف صعد "عرج" الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالروح والجسد إلى قمة القمم في السماء ثم عاد دون أن يبرد فراشه.. أي معجزة هنا تزيد على معجزة تحول النطفة إلى إنسان، أو معجزة تحول البذرة إلى شجرة، أو معجزة إحياء الماء للأرض أو ريه للعطش، أو معجزة حب يربط بين قلبين دون سابق معرفة.


    ولكي لا يستغرب العقل عودة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى فراشه الدافئ بعد رحلة المعراج علينا أن نستوعب ما توصلت إليه النسبية نظرياً وعملياً؛ حيث ثبت أنه كلما زادت سرعة الجسم المتحرك في الفضاء الكوني أبطأت عقارب ساعته من دورانها. فالجسم الذي يتحرك بسرعة 3000 كم في الثانية يبطئ معه الزمن ثلث ثانية كل ساعة، فإذا ما زادت السرعة إلى 30.000 كم ث أبطأ زمنه ثمانية عشرة ثانية كل ساعة، أما في حالة إذا ما بلغت سرعته السرعة الكونية العظمى فإن الزمن يتوقف، مع ملاحظة أنه لا يوجد شيء يمكنه أن يسير بسرعة أكبر من سرعة الضوء وأنه إذا تحرك جسم بسرعة تساوي سرعة الضوء، فإن كتلة هذا الجسم سوف تصبح كتلة لا نهائية، وبالتالي تصبح مقاومته للحركة لا نهائية، وبالتالي يتوقف، وهذه فرضية مستحيلة؛ لأنه لا يوجد جسم يمكنه أن يسير بسرعة الضوء إلا الضوء ذاته.


    إذن فمن المحال أن تفسر نظرية النسبية العامة حادثة المعراج؛ لأن قوانينها تتوقف عند ذلك، فبأي قوة وبأي أمر تمت الرحلة؟ لا يمكن أن تكون إلا بأمر "كن فيكون" أمر الله - تعالى - صاحب الأمر كله فلم يتثاقل الجسد؟ ولم تستغرق الرحلة إلا جزءاً يسيراً من الزمن.
    ومن المحال أيضاً أن نفسر رحلة الإسراء والمعراج بقانون النسبية أو العلة والمعلول؛ فإن العلة تسبق المعلول، أو الأسباب تسبق النتائج، والقرآن عبر عن ذلك بأسلوب معجز؛ ففي حديثه عن الإسراء وهي رحلة أرضية أقام الرسول - - الدليل عليها بإخبارهم عن العبر التي رأها في الطريق من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ووصفه لبيت المقدس وهو لم يره من قبل: ومن هنا جاء التعبير بقوله لنريه من آياتنا1 الإسراء: 1 في الآية الأخرى لقد رأى" من آيات ربه الكبرى" 18 النجم: 18 أما في مشاهد المعراج والتي لا يعرف البشر حتى اليوم أوصافها فقد أتى القرآن بالفعل الماضي رآه فالبشر يرون آيات الأرض التي رآها الرسول - - في الإسراء، أما آيات السماء التي رآها رسول الله - - في المعراج، فلن تتيسر إلا لواحد فقط وهو محمد - -، ولن يراها سواه، إنها تشريف وتعظيم لقدره وحده.


    إن مسألة توقف الزمن مسألة مثيرة حقاً، فلو افترضنا أن المسافة بين مدينتين 3650 كيلو متراً، وأردنا أن نسافر من إحداهما إلى الأخرى سيراً على الأقدام بافتراض أن ما يقطعه السائر في اليوم يساوي 10 كيلو مترات، فإن الزمن اللازم للسفر سنة كاملة. فإذا ما كانت السيارة هي وسيلة السفر، وكانت سرعتها (150 كيلومتر ساعة) فإن السيارة تستغرق وقتاً قدره 3650 /150= 3، 24ساعة.. أي يوم.
    فإذا ما تيسرت وسيلة مواصلات تسير بسرعة دوران الأرض 44، 10ميل ساعة = (1680كم ساعة) فإن الرحلة سوف تستغرق 3650 /1680=2.2 ساعة.
    فإذا ما اخترع آلة تسير بسرعة الضوء (300 ألف كيلو متر في الثانية تقريباً) فإن الرحلة تستغرق = 3650 /300000=12% جزء من المائة من الثانية.
    ولو تخيلنا وسيلة مواصلات تسير بسرعة تبلغ (10أضعاف سرعة الضوء) حينئذ تستغرق الرحلة واحد في الألف من الثانية (0.001 second)، فما بالك لو بلغت السرعة مئات الأضعاف من سرعة الضوء.. الرحلة ستتم إذاً في لازمن.
    وقد عبر القرآن أصدق تعبير عن نسبية الزمن؛ فألف سنة مما نعد تعدل عند الله يوماً: وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون (47) الحج: 47.
    وما يقطع من مسافة في ألف سنة مما يعد يقطعه الأمر الإلهي في يوم مما نعد، ولكن اليوم الأخير يوم من أيام الله: يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون (5) السجدة: 5.
    _______________________________
    الهوامش:
    1 حسني حمدان، العلاقة بين الزمان والمكان، دار الوفاء للنشر، المنصورة، 2002م، ص: 11.
    2 عبد الهادي ناصر، التقويم، دار الفكر للنشر، القاهرة، 2001، ص: 38.
    3 أحمد بهجب، أنبياء الله، دار الشروق للنشر، القاهرة، 1999م، ص: 112.


    المصدر: موقع المختار صفحة الكاتب

    التصنيفات >> القرآن وعلومه >> التفسير









    يتبع ...






    السمندل ...
    {ملكـ النهار}اُزلزلُ أركانهم
    بأذن الله





  9. #9

    عضو ماسي

    سمير صيام غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1475
    تاريخ التسجيل : 4 - 11 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 50
    المشاركات : 1,306
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 16

    افتراضي


    متابع باءذن الله





  10. #10

    عضو جديد

    الصورة الرمزية السهم الثاقب
    السهم الثاقب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4439
    تاريخ التسجيل : 4 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 40
    المشاركات : 20
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 0

    افتراضي



    جزاكـ الله خيراً وأعتذر علي التأخير في الإضافة لإنشغالي
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمير صيام مشاهدة المشاركة
    متابع باءذن الله





    السمندل ...
    {ملكـ النهار}اُزلزلُ أركانهم
    بأذن الله





 

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ۩۞۩ هام : السلسلة العلمية المختصرة تعريف الإسلام ق 1 الجزء الأول ۩۞۩
    بواسطة حذيفة بن اليمان في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2011-02-27, 07:23 PM
  2. ۩۞۩ هام : السلسلة العلمية المختصرة تعريف الإسلام ق 6 الولاء والبراء ۩۞۩
    بواسطة حذيفة بن اليمان في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2011-01-22, 02:44 PM
  3. ۩۞۩ هام : السلسلة العلمية المختصرة تعريف الإسلام ق 4 الجزء الرابع ۩۞۩
    بواسطة حذيفة بن اليمان في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2011-01-12, 12:40 PM
  4. ۩۞۩ هام : السلسلة العلمية المختصرة تعريف الإسلام ق 2 الجزء الثاني ۩۞۩
    بواسطة حذيفة بن اليمان في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2011-01-09, 01:48 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML