بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و آله وصحبه أجمعين
أما بعد :
بداية اشكرك على سؤالك المفيد و الوجيه

قال السائل :

كما هو معلوم ان لجنة جمع القرآن التى اختارها عثمان بنعفان رضى الله عنه بقيادة زيد بن ثابت رضى الله عنه , كانت تراعى أمور كثيره لضبط كتابة المصحف من بينها: الاقتصار عند الاختلاف على لغة قريش كما جاء في حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ عُثْمَانَ قَالَ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلاَثَةِ: إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُم ْوَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا.رواه البخاري في صحيحه: كتاب فضائلالقرآن باب جمع القرآن (8/626) ح 4987


وقد اختلف الصحابة في كلمة (التابوت) هل هي بالتاء أم بالهاء كما قال الزهري: واختلفوا يومئذٍ في (التابوت) و(التابوه)، فقال النفر القرشيون: (التابوت)، وقال زيدٌ: (التابوه)، فرُفِع اختلافهم إلى عثمان، فقال: اكتبوه (التابوت)، فإنه بلسان قريشٍ.رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع عثمان رضي الله عنه القرآن في المصاحف ص 26، وانظر فتح الباري (8/635).

وسؤالى هو : كيف يحدث الاختلاف – من الاساس – في رسم كلمة (التابوت) هل هي بالتاء أم بالهاء
فى حين:
(1أن المصاحف نقلت من الصحف التي جمع أبو بكر رضي الله عنهالقرآن فيها والتي ظفرت بالتواتر وإجماع الأمة كما هو معروف, و بالتأكيد كلمةالتابوت كانت مكتوبة فيها برسم معين ؟

(2أن لديهم قول زيد بن ثابترضى الله عنه انها بالهاء وهو اعلمهم بما قيل – بغض النظر انه من الانصار- حيث انه كان كاتب النبى صلى الله عليه و سلم و قد حضر العرضة الأخيرة للقرآن الكريم؟


3) كان يمكنهم كتابة كلمة (التابوت)في نسخةبرسم التاء ليوافق بعض الوجوه، وفي نسخة أخرى برسم الهاء ليوافق الوجه الآخر ,كما فعلوا رضي الله عنهم بالفعل فى بعض المصاحف التى كتبوها ، وفاوتوا بينها ليحتمل البعض منها أوجه القراءة المتواترة ما لا يحتملهالبعض الآخر.ومنالأمثلة علىذلك:


قوله تعالى: * وقالوا اتخذ الله ولدًا *، فقد قرأها عبدالله بن عامرٍ الشامي: * قالوا اتخذ الله ولدًا * بغير واو. وهي كذلك في مصاحف أهل الشام.كتاب المصاحف لابن أبي داود ص 54، والنشر في القراءاتالعشر (1/11)، وشرح الإعلان بتكميل مورد الظمآن ص 442.

و جزاكم الله خيرا
الجواب يتعلق ببيان أمرين اثنين و بذلك البيان ينجلي الإشكال إن شاء الله تعالى :
الأول : اختلاف هؤلاء الكتاب و منهم زيد رضي الله عنه في طريقة الكتابة و رسم الكلمة هل هو بالتاء المربوطة [ه] أم بالتاء المبسوطة فاختلفوا اختلافا اضطرهم إلى رفع أمرهم إلى الخليفة عثمان رضي الله عنه الذي فصل بقوله :
اكتبوا التابوت فإنما أنزل القرآن على لسان قريش .
الثاني : أمر الاختلاف في رسم الكلمة لا يتعلق بوجوه القراءات و الدليل أن القراء لم يختلفوا في طريقة نطق تلك الكلمة و من قال غير ما قلناه فليثبت عكس ما نقول لأنه لم يثبت من قراءة متواترة أو صحيحة أو ضعيفة أو حتى شاذة أن كلمة التابوت قرئت بالوجهين : التابوت /التابوه .
فالمسألة يا أخي تتعلق فقط بطريقة كتابة الكلمة هل بتاء مبسوطة أم مربوطة .

الثالث : الصحف التي كانت عند حفصة رضي الله عنها
و الله تعالى أعلم و أحكم و أرجو أنني وفقت إلى تقريب الجواب و إن ظهر للإخوة جواب تفضلوا به و إن ظهر لك تعقيب يا صاحب الموضوع فلا تتردد .




hgjhf,j Hl hgjhf,i ? F [,hf uk schg D