بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق، سيد الأولين والآخرين، رسولنا ونبينا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن ولاه وتبعه بإحسان إلى يوم الدين.


ما يلي اجتهاد بسيط مني في الرد على منصر كذاب، وأرجوا ممن لديه إضافة أن يتفضل مشكورا، عسى الله أن يقبله ويجعله في موازين حسناتنا.

***

يقول المنصر في شبهته أننا معشر المسلمين نؤمن أن الله قادر أن يخلّص (أو كما نقول يهدي) أي شخص لكنه اختار العكس ،، وقد استشهد بالآية 13 من سورة السجدة: لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ.

مع ملاحظة أن الآية مبتورة وأنا نقلتها كما كتبها هو، فبداية الآية هي (وَلَوْ شِئْنَا).

وقال أيضاً أن هذه الآية تتناقض مع ما ذُكر في كتاب يوحنا (:316-17): لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. فَإِنَّ اللهَ لَمْ يُرْسِلِ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ الْعَالَمُ بِهِ.

***

وأقول بحول الله وقوته أن فهمه السقيم للآية جعله يعتقد أن كلمة (أَجْمَعِينَ) تعني (كل أو جميع) الإنس والجن.


  • إن كان على صواب فلِم خُلقت الجنة إذن؟ ومن سيدخلها إن كان مصير جميع الإنس والجن النار؟!

  • إن لفظ (أَجْمَعِينَ) ما هو إلا من ألفاظ التوكيد المعنوي وما قالها الله إلا للتوكيد على أن من سيدخل جهنم هم أتباع إبليس فحسب.

  • لم يرد لفظ (كلهم) في الآية والذي هو أيضاً من ألفاظ التوكيد المعنوي، أو لنقل لم تأتي (أجمعين) بعد لفظ (كلهم) وإلا لقلنا أنه محق، ففي آية سجود الملائكة عليهم السلام لنبينا وأبينا آدم عليه الصلاة والسلام قال جلّ وعلا: فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (سورة ص73)، هنا نرى أن الملائكة كلهم عليهم السلام سجدوا له ولم يُستنثنى أحدا منهم، أوليس هذا إعجازاً بيانياً؟!

  • كان الأجدر أن يسأل متى قال الله سبحانه وتعالى: (وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) فقط كي يحفظ ماء وجهه!

الله جلّ وعلا قال هذا للشيطان لما استكبر ورفض السجود، فإن أخذنا هذه الآية وربطناها بآية: قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (سورة ص 84-85)، أو بآية: قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ (سورة الأعراف 18)، يتبين لنا أن من سيدخل جهنم من غير إبليس هو من تبعه من الإنس والجن فقط، فكلمة (تبعه) هي الفيصل هنا، كذلك إنّ ضمير (منهم) في الآية (85) من سورة ص والآية (18) من سورة الأعراف تعود على (الكفار) من (الجن والإنس) في الآية (13) من سورة السجدة لا على المؤمنين منهم.


  • بالإضافة إلى ذلك لو كان المعنى كما فهم، وأن الله سبحانه وتعالى -حاشاه- وإيماننا به كذلك، لَمَا (بنص القرآن) هدى و تاب واجتبى نبينا وأبينا آدم عليه الصلاة والسلام حين عصى، على عكس إلهه الذي وبخه وطرده ولعن الأرض بسبب خطيئته حتى جعلها معلقة جيلا بعد جيل إلى أن بُعث الابن المزعوم، أوليس هذا خلاصا أو هداية؟ أيضاً ِلم لَم يخلّصه إلهه ساعة عصى إن صحّ ادعاءه في حق رب الأرباب الله سبحانه وتعالى؟!

  • ولو كان الله سبحانه وتعالى -حاشاه- وإيماننا به كذلك، إذن فما غاية بعثة الله للأنبياء لنا تترا؟ أبُعثوا عبثاً يا ترى؟ إن ادعاءه هذا ليناقض قوله سبحانه: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (سورة الإسراء 15)، فإن بُعث لهم ابنا واحدا فقد بُعث لنا أنبياء كثُر لا واحدا فحسب، كل نبي يؤكد رسالة من سبقه، فمن أكّد رسالة الابن المزعوم؟! وأنا أعني هنا من سبقه لا من لحقه!

  • وأخيراً إنّ الله لا يعجزه أن نكون كما قال سبحانه في كتابه: وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً (سورة المائدة 48)، كيف ونحن نتلو في كتابه العزيز توحيد هدهد سليمان عليه الصلاة والسلام، وتسبيح وصلاة الملائكة والطير والسماء والأرض والجبال له وحده لا شريك له؟! باختصار وكما قال جلّ وعلا: كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ (سورة النور 41)، إذن المسألة ليست مسألة عجز أو عدم رغبة وحاشاه أن يكون كذلك، بل هي الإرادة التي أرادها الله لنا.

وله ولأمثاله أقول ما قاله الله في كتابه: وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (سورة الأحزاب 22)

hgv] ugn afim Ndm 13 lk s,vm hgs[]m