الإهداء

إلي كل باحث يبحث عن حقيقة وجوده في هذا الكون العريض
إلى كل متعطش للحقيقة الكونية والتي لا تحيد عن الدلالة لوجود الإله الخالقالواحد العظيم
إلى كل حائر تائه يتخبط بين جدران صدره ألما ألا يعرف الحقيقة
إلى المتعبين إلى الذين ضاقت بهم الحياة الدنيا ذرعا ولا يجدون طرقا للراحةوالطمأنينة
إلى كل هؤلاء كتبت هذا الكتيب الصغير والذي هو ضمن سلسلة كبيرة تتكون منتسعة كتب فحواها جميعا ألأناجيل تشهد للإسلام:


المقدمة

إن هذا الكتاب يجيب على سؤال كان غائبا عن عقول وقلوب الكثير في زمانناهذا.

ذلك السؤال الذي يقول:
لماذا حاول رؤساء الكهنة والفريسيين أن يجربوا يسوع المسيح ؟

إنجيليوحنا 8: 6
قَالُوا هذَا لِيُجَرِّبُوهُ، لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ.

ولماذا أرادوا الإمساك به ؟
إنجيليوحنا 7: 32
سَمِعَ الْفَرِّيسِيُّونَ الْجَمْعَ يَتَنَاجَوْنَ بِهذَا مِنْ نَحْوِهِ، فَأَرْسَلَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ خُدَّامًا لِيُمْسِكُوهُ.

ولماذا أرادوا قتله بينما هو يهودي منهم ؟
إنجيلمرقس 14: 55
وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ يَطْلُبُونَ شَهَادَةً عَلَى يَسُوعَ لِيَقْتُلُوهُ، فَلَمْ يَجِدُوا.

لماذا حرضوا على قتله وهيجوا الجموع ضده ولماذا طالبوا بصلبه ؟

إنجيلمرقس 15:
فَأَجَابَهُمْبِيلاَطُسُ: «أَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ الْيَهُودِ؟».10 لأَنَّهُعَرَفَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ كَانُوا قَدْ أَسْلَمُوهُ حَسَدًا.11فَهَيَّجَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْجَمْعَ لِكَيْ يُطْلِقَ لَهُمْ بِالْحَرِيِّبَارَابَاسَ.12 فَأجَابَ بِيلاَطُسُ أَيْضًا وَقَالَ لَهُمْ: «فَمَاذَا تُرِيدُونَأَنْ أَفْعَلَ بِالَّذِي تَدْعُونَهُ مَلِكَ الْيَهُودِ؟»13 فَصَرَخُوا أَيْضًا: «اصْلِبْهُ!»14 فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «وَأَيَّشَرّ عَمِلَ؟» فَازْدَادُوا جِدًّا صُرَاخًا: «اصْلِبْهُ!»

إن من عجب العجاب أنك إذا سألت أي مسيحي في العالم عنسبب عداء اليهود ليسوع الناصري الذي كان مسقط رأسه في بيت لحم

إنجيلمتى 2: 1
وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُفِيبَيْتِلَحْمِالْيَهُودِيَّةِ،فِيأَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَالْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ
وسكن الناصرية

إنجيلمتى 2: 23
وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيًّا
لقد كان أحبار اليهود في هذا الوقت ينتظرون نبي تتوافرفيه احدي ثلاث صفات هي كالتالي:

إنجيليوحنا 1: 19
وَهذِهِ هِيَ شَهَادَةُ يُوحَنَّا، حِينَ أَرْسَلَ الْيَهُودُ مِنْ أُورُشَلِيمَ كَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ لِيَسْأَلُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟ 20 فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ، وَأَقَرَّ: «إِنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ».21 فَسَأَلُوهُ: «إِذًا مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟» فَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا». «أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟» فَأَجَابَ: «لاَ

إنجيليوحنا 1: 25
فَسَأَلُوهُ وَقَالُوا لَهُ: «فَمَا بَالُكَ تُعَمِّدُ إِنْ كُنْتَ لَسْتَ الْمَسِيحَ، وَلاَ إِيلِيَّا، وَلاَ النَّبِيَّ؟

لقد كان اليهود ينتظرون:
بعثة النبي الإسماعيلي أو النبي الأخير أو النبي الناقض
أو المسيح المنتظر
أو إيليا

ولهذا كثرة تساؤلاتهم ولكن الكتبة والفريسيين كانوا يعلنون للجموع أن هذاالنبي سيبعث من أبناء داوود عليه السلام

ولكن أعماق كتبهم كانت تؤكد أنه من بني إسماعيل وليس من أبناء داوود عليهاالسلام
ولذلك نشأ انفصام شخصي في الفكر والعقيدة اليهودية حينها
وكانوا كلما ظهرت علامة تؤكد مبعث النبي الإسماعيلي الناقض الذي تتوفر فيههذه الصفات الثلاثة
تحرك الحديث حول مبعثذلك النبي أخذ رؤساء الكهنة والفريسيين خوف شديد من بعث هذا النبي
لهذا كانوادائمي التجسس والتحسس علي أخبار هذا النبي

وبناء عليه كانوا كلما بعث الله نبي أرسلوا إليه تلاميذهم ليسألوه من هوومن يكون
فهل هو المسيح أم هو إيليا أم هو النبي ؟


ولهذا فنحن الآن مع جولة صغيرة للبحث والتدقيق والتمحيص نتفحص فيها هذهالصفات الثلاثة للنبي المنتظر لعلنا نصل إلى حقيقة علمية

والآن مع الصفة الأولي والتي هي

صفة المسيح


وتعني الممسوح من الخطايا والذنوب

اعلم أخي القارئ أن المسحاء الذينمسحهم الله من أبناء إبراهيم عليه السلام سبعة كان يسوع المسيح سادسهم ولهذاكان اليهود ينتظرون مسيحا آخر أو المسيح الأخير

ومن أجل ذلك كانوا يتساؤلون حيث سألوا يوحنا عما كان هو المسيح و
لذلك سألهميسوع المسيح نفسه قائلا :

إنجيلمتى 22: 41
وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ42 قَائلاً: «مَاذَاتَظُنُّونَفِيالْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ».43 قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبًّا؟ قَائِلاً:44 قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِيني حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ.45 فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبًّا، فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟»46 فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً

ومن أجل ذلك أراد يسوع المسيح كشف الحقيقة الكامنة في الكتب ولهذا سألالفريسيين قائلا:
مَاذَاتَظُنُّونَفِيالْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟
فأجابوه قائلين:
قَالُوا لَهُ:(ابْنُ دَاوُدَ)
هنالكواجههم يسوع المسيح قائلا:
فَإِنْ كَانَدَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبًّا، فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟»

وهنا نجد أن يسوع المسيح أراد أن يقول لهم أنه إن كانالمسيح بن داوود (أي سوف يبعث من أبناء نبي الله داوود) فكيف وصف داوود المسيحالأخير بصفة الربوبية (وتعني السيادة)

ولهذا أراد يسوع المسيح أن يقول لهم :
إذا كان المسيح الأخيرأو المنتظر ابنا من أبناء داوود فلماذا وصفه داوود ربا أي سيدا (ذلك لأن الابن لايسود أباه) إلا أن يكون ليس بابنه.


ولم تكن هذه مجرد كلمة قالها داوود ولكن يسوع المسيح قال:
«فَكَيْفَيَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبًّا؟

وأما بالروح فهي تعني أن الروح القدس هو الذي تكلم عليلسان داوود بهذا الكلام وهذا يعني أن هذا الكلام هو نبوءة تنبأ بها داوود

وهكذا أبطل يسوع المسيح زعم اليهود بأن يكون المسيحالأخير سيبعث منهم

ولقد أكد لهم صدق قوله بأن أخبرهم ما قد كان من نبوءةداوود عليه السلام حيث قال:
قَائِلاً:44 قال : قَالَالرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِيني حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًالِقَدَمَيْكَ.

ثم سأل يسوع المسيح اليهود قائلا:
فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبًّا، فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟»

فأفحم يسوع المسيح اليهود وأسكتهم بعد أن كشف زيفهموتحريفم للكتب والناموس وهنالك
(فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذلِكَالْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.)

وحتى لا يكون هذا الكلام غريب علي القراء النصارى الذين لا يعلمون الكثيرمن أمور دينهم مثل:
ـ سبب عداء اليهود ليسوع المسيح عليه السلام
ـ وكذلك لم يكونوا يعلمون أنه منبين العلوم التي كان اليهود يحتلونها لأنفسهم من دون غيرهم أنهم كانوا يعلمون أنيوجد سبعة مسحاء
ستة منهم من بني إسرائيل هم (شاول وداود وسليمان وكورش وياهو بن يهوشافاطويسوع)

وأما السابع والأخير والخاتم قد كان هو النبي الأخير الذي كان ينتظر أنيبعث من بني إسماعيل
ألا وهو محمد والذي هو أحمد والذي هو محمود


والآن عرض بأسماء المسحاء السبعة :

يقول قائل من البسطاء أن اليهود سألوا يوحنا عما إذا كانهو المسيح عيسى بن مريم
هنالك نقول له أن الأمر ليس بهذه البساطة ذلكلأن المسحاء لا ينحصرون فقط في مسيح واحد بل أن المسحاء الذين مسحهم الله والمبشربهم في الناموس
هم سبعة وترتيبهم كالتالي:

الأول: شاول المسيح عليه السلامانظر
سفرصموئيل الأول 24: 4
فَقَالَ رِجَالُ دَاوُدَ لَهُ: «هُوَذَا الْيَوْمُ الَّذِي قَالَلَكَ عَنْهُ الرَّبُّ: هأَنَذَاأَدْفَعُعَدُوَّكَلِيَدِكَ فَتَفْعَلُبِهِ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكَ». فَقَامَ دَاوُدُ وَقَطَعَ طَرَفَ جُبَّةِشَاوُلَ سِرًّا. 5 وَكَانَ بَعْدَ ذلِكَ أَنَّ قَلْبَ دَاوُدَ ضَرَبَهُ عَلَى قَطْعِهِ طَرَفَ جُبَّةِ شَاوُلَ،6 فَقَالَ لِرِجَالِهِ: «حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أَنْ أَعْمَلَ هذَا الأَمْرَ بِسَيِّدِي، بِمَسِيحِ الرَّبِّ، فَأَمُدَّ يَدِي إِلَيْهِ، لأَنَّهُ مَسِيحُ الرَّبِّ هُوَ».
الثاني: داوودالمسيح عليه السلام انظر
سفرالمزامير 18: 50
بُرْجُ خَلاَصٍ لِمَلِكِهِ، وَالصَّانِعُ رَحْمَةًلِمَسِيحِهِ،لِدَاوُدَوَنَسْلِهِ إِلَىالأَبَدِ
الثالث: سليمان بنداوود عليه السلام انظر
سفرالملوك الأول 1: 39
فَأَخَذَصَادُوقُالْكَاهِنُقَرْنَ الدُّهْنِ مِنَ الْخَيْمَةِ وَمَسَحَسُلَيْمَانَ. وَضَرَبُوا بِالْبُوقِ، وَقَالَ جَمِيعُ الشَّعْبِ: «لِيَحْيَالْمَلِكُ سُلَيْمَانُ».

الرابع: كورش المسيحعليه السلام انظر
سفرإشعياء 45: 1
هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّلِمَسِيحِهِ،لِكُورَشَالَّذِي أَمْسَكْتُ بِيَمِينِهِ لأَدُوسَأَمَامَهُ أُمَمًا، وَأَحْقَاءَ مُلُوكٍ أَحُلُّ، لأَفْتَحَ أَمَامَهُالْمِصْرَاعَيْنِ، وَالأَبْوَابُ لاَ تُغْلَقُ:

الخامس: ياهو بن يَهُوشَافَاطَ بْنَ نِمْشِي عليه السلام
سفرالملوك الثاني 9: 2
وَإِذَا وَصَلْتَ إِلَىهُنَاكَفَانْظُرْهُنَاكَيَاهُوَبْنَيَهُوشَافَاطَبْنَنِمْشِي،وَادْخُلْوَأَقِمْهُ مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِ، وَادْخُلْ بِهِ إِلَى مُخْدَعٍ دَاخِلَمُخْدَعٍ. 3 ثُمَّ خُذْ قِنِّينَةَ الدُّهْنِ وَصُبَّ عَلَى رَأْسِهِ وَقُلْ: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: قَدْ مَسَحْتُكَ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ.
والسادس: يسوع المسيح عليهالسلام
إنجيلمتى 23: 8
وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي، لأَنَّمُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌالْمَسِيحُ،وَأَنْتُمْ جَمِيعًاإِخْوَةٌ 9 وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَبًا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. وَلاَ تُدْعَوْا مُعَلِّمِينَ لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌالْمَسِيحُ
وأما بالنسبة إلى كل الذين اختلط عليهم الأمر وظنوا أنالسابع هو يوحنا المعمدان فهم مخطئون ذلك لأن يوحنا نفسه أنكر ذلك:
حِينَأَرْسَلَ الْيَهُودُ مِنْ أُورُشَلِيمَكَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ لِيَسْأَلُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» 20 فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ، وَأَقَرَّ: «إِنِّي لَسْتُ أَنَاالْمَسِيحَ».
نقول لهم أي الذين اختلط عليهم الأمر أن الجواب الشافيتجدونه فيما قاله يسوع المسيح نفسه لليهود حيث قال:
إنجيلمتى 22: 42
قَائلاً: «مَاذَا تَظُنُّونَ فِيالْمَسِيحِ؟ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُدَاوُدَ» 43 قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبًّا؟ قَائِلاً:44 قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِيني حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ.45 فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبًّا، فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟»
فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟»
وبالرغم من ذلك فلا يزال هناك مسيح غير يسوعالمسيح ينتظره اليهود حيث قالوا له:
إنجيليوحنا 10: 24
(فَاحْتَاطَ بِهِ الْيَهُودُ وَقَالُوا لَهُ: «إِلَى مَتَى تُعَلِّقُ أَنْفُسَنَا؟ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ فَقُلْ لَنَا جَهْرًا».25 أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ.)
إنهم لا يزالون ينتظرون المسيح المنتظر المسيحالأخير أو النبي الأخير أو إيليا
والآن فها هو ذا هو المسيح الأخير الذي تساءلتعنه يهود وانتظرته فمنهم من كان ينتظره بالفرحة كل الفرحة ومنهم من كان ينتظره علىخوف من بعثته
المسيح السابع والأخير هو النبي الإسماعيلي محمد
(عليه الصلاة والسلام)

وهنا قال أحد القساوسة أنه لا يوجد لدينا أيدليل على أن محمد كان مسيحا
فقلت هل علمت أن عندنا سورة قرآنية كريمة اسمها سورة الانشراح وإن كنت أعلم أنك لا تؤمن بالقرآن إلا أنني سوف أثبتها لك من كتابكم الذي تسمونه بالمقدس فيما بعد

قال الله سبحانه وتعالى:
أَلَمْنَشْرَحْلَكَصَدْرَكوَوَضَعْنَاعَنْكَ وِزْرَكَالَّذِي أَنْقَضَظَهْرَكَوَرَفَعْنَا لَكَذِكْرَكَ
أَلَمْنَشْرَحْلَكَصَدْرَك
وهي تعني أن الله قد طهر له صدره صلى الله عليه وسلم

وَوَضَعْنَاعَنْكَ وِزْرَكَالَّذِيأَنْقَضَظَهْرَكَ
وأخرجنا منك الغل والضغينة وأدخلنا مكانهما الحكمة والرحمة والمحبة


وَرَفَعْنَالَكَ
ذِكْرَكَ
حيث جعلناك رحمة للعالمين ومن حيث لم يذكر الله سبحانه وتعالى إلا ذكرتمعه يا محمد من حيث أن كل من يقول لا إله إلا الله قال محمد رسول الله


ولذلك كان رؤساء الكهنة والفريسيون يخافون أن يعرف العوام أن المسيح الأخير الذي هو النبي الأخير


والذي كانوا يعلمونكل العلم أن اسم هذا النبي تم إخفاؤه تحت اسم إيليا في كتبهم ذلك حتى لا يتقولعليهم المتنبئون بأنهم هو ولهذا أخفوا اسمه تحت مسمى إيليا

وكان وراء هذا الإخفاء حساب أسموه بحساب الجمل


حساب الجمل
إن بني إسرائيل عندما أحسوا بخطر البابليينعليهم ذهبوا إلي أبناء عمومتهم الإسماعيليين وطلبوا منهم المساعدة القتالية ضدالبابليين ولكن
الإسماعيليين خافوا من أن يسقط عليهم غضب من الله إذا ساعدوهم ذلك
لأن بني إسرائيل حينها كانوا يعبدون العجل ويذبحون للشياطين ويفسدون في الأرضكعادتهم, وبسبب ذلك رفضوا مساعدتهم,
وكان بسبب رفضهم هذا أن اليهود تعاهدوا فيمابينهم علي تحريف جميع البشارات التي تبشر بالنبي الأخير الذي سوف يبعثه الله فيبني إسماعيل تحريفها إلي بشارات خفية لا يعلمها إلا علمائهم فاتخذوا لذلك طريقةسرية ألا وهي تخصيص رقم حسابي لكل حرف من الحروف وكتبوها هكذا:


محولين الحروف الأبجدية إلى أرقام
الآن مع الحروف الأبجدية
أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضغ


جدول حساب الجمل

همزة (ء) ألف (ا) باء (ب) جيم (ج) دال (د) هاء (ه) واو (و) زال (ز)
1 1 2 3 4 5 6 7
حاء (ح) طاء (ط) ياء (ي) كاف (ك) لام (ل) ميم (م) نون (ن)
8 9 10 20 30 40 50
سين (س) عين (ع) فاء (ف) صاد (ص) قاف (ق) راء (ر) شين (ش) تاء (ت)
60 70 80 90 100 200 300 400
ثاء (ث) خاء (خ) ذال (ذ) ضاد (ض) غين (غ)
500 600 700 800 900

هكذا حددوها وبقي علينا أن نعرف كيف استخدموها
إن أحبار اليهود الأوائل كانوا يعلمون كل العلمأن النبي الإسماعيلي والأخير كان سيدعى احمد ولهذا تعمدوا إخفاء اسم احمد ولكن قبلالإخفاء قاموا بحساب حروف كلمة أحمد بحساب الجمل هكذا:

ا ح م د احمد
1 8 40 4 53

ثم جمعوها هكذا :1+8+40+4 = 53
وهكذا حددوا لاسم أحمد رقم = 53
وعندما أرادوا إخفاء هذا الاسم بحثوا عن اسم آخريحتوي علي حروف مجموعها = 53
فوجدوا اسم إيليا

ء ا ي ل ي ا
1 + 1 + 10 + 30 + 10 + 1

ثم جمعوها فأصبحت هكذا: 1+ 1 = 10 + 30 + 10 + 1 = 53
وهكذا لم يتبقى في الكتب إلا اسم إيليا
ولكننا إذا حسبنا اسم يوحنا وجدناه هكذا:

ي و ح ن ا
10 + 6 + 8 + 50 + 1

ثم بجمع حروف يوحنا نجها هكذا: 10+ 6+ 8+ 50+ 1=75
فكيف ب 75 تتساوى مع 53
وعندما قلت ذلك قال القساوسة إن إيليا هو يوحناوهذا ما فهمه التلاميذ
قلت عدنا للمغالطة ذلك لأن يوحنا نفسه رفض أ###ون هو إيليا وقد سبق أن تكلمنا في ذلك في أكثر مو موضع وبالرغم من ذلك فدعونيأقول لكم اقرءوا
إنجيليوحنا 1: 19
وَهذِهِهِيَشَهَادَةُيُوحَنَّا،حِينَأَرْسَلَ الْيَهُودُ مِنْ أُورُشَلِيمَ كَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ لِيَسْأَلُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟20 فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ، وَأَقَرَّ: «إِنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ».
21 فَسَأَلُوهُ: «إِذًا مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟» فَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا». «أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟» فَأَجَابَ: «لاَ».
فبعد أن اعترف يوحنا بنفسه ولم ينكر وأقر بأنه ليس المسيح وليس إيليا وكذلكليس هو النبي
فلماذا تصرون علي المغالطة ؟
إن كلام يوحنا هذا يلغي وينفي أن جميع الأنبياءوالناموس إلي يوحنا تنبئوا ثم إن كلامه هذا يؤكد أن جميع الأنبياء والناموس تنبئواإلي من كان يملك هذه الصفات الثلاثة والذي هو المسيح وهو أيضا إيليا والذي هو أيضاالنبي الذي سيأتي في آخر الزمان ولهذا دعونا نعود لندقق في هذه الأسئلة الثلاثةوإجاباتها
وبعد أن علمنا إجابة



السؤال الأول :
سأل اليهود يوحنا عما كان هو المسيح أم لا
فكانت الإجابة هكذا
20 فَاعْتَرَفَوَلَمْ يُنْكِرْ، وَأَقَرَّ: «إِنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ».

وأما الإجابة عن السؤال الثاني
فَسَأَلُوهُ: «إِذًا مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟»
فَقَالَ: «لَسْتُأَنَا».

وكذلك كانت إجابةالسؤال الثالث هكذا
«أَلنَّبِيُّأَنْتَ؟»
فَأَجَابَ: «لاَ».

وإن كانت تلك الإجابة كافية لكل من العوام والخواص الباحثين عن الحقيقةوالتي تؤكد بأن يوحنا المعمدان قد سبق أن أعلن لليهود بأنه ليس هو إيليا إلا أننانجد أن أصحاب الكنائس يرفضون هذا مستندين علي التحريف الموجود في إنجيل مرقس,
إنجيلمرقس 9: 11
11 فَسَأَلُوهُ قَائِليِنَ: «لِمَاذَا يَقُولُ الْكَتَبَةُ: إِنَّإِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْيَأْتِيَ أَوَّلاً؟»
12 فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّإِيلِيَّايَأْتِي أَوَّلاً وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ. وَكَيْفَ هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِ ابْنِ الإِنْسَانِأَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا وَيُرْذَلَ.
13 لكِنْ أَقُولُ لَكُمْ:
إِنَّإِيلِيَّا أَيْضًا قَدْ أَتَى، وَعَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ



إن الباحث المدقق عندما يقرأ هذه الفقرات الثلاث سرعان ما يعرف أن الفقرةرقم (13) التي تقول:

13 لكِنْ أَقُولُلَكُمْ: إِنَّإِيلِيَّاأَيْضًا قَدْ أَتَى، وَعَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌعَنْهُ».لسوف يفهم من الوهلة الأولى أنها فقرة دخيلة علي النص حيث أنه درب من دروبالمستحيل أن يقول يسوع المسيح شيء ثم في أقل من نصف الثانية ينقض ما قاله ولهذافهنالك عدة أسئلة تفرض نفسها مثل:

س1: فمن أين أتى مرقس بهذه الفقرة ؟
س2: وماذا كان ذلك المكتوب ؟
س3: ما اسم ذلك النبي الذي كتب عنه ؟
س4: ما هو المقصد من حشر هذه العبارة ؟

ثم بالعودة إلى ما حرفه مرقس أو بالأحرى إلى ما حرفه المحرفون من بعد مرقسنجد أن بمقارنة ما هو موجود في إنجيل مرقس بما هو موجود في إنجيل متى نجد الآتي:
.
إنجيلمتى 17: 10
11 فَسَأَلُوهُ قَائِليِنَ: «لِمَاذَا يَقُولُ الْكَتَبَةُ: إِنَّإِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْيَأْتِيَ أَوَّلاً؟»
12 فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّإِيلِيَّايَأْتِي أَوَّلاً وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ. وَكَيْفَ هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِ ابْنِ الإِنْسَانِأَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا وَيُرْذَلَ.
13 لكِنْ أَقُولُ لَكُمْ:
إِنَّإِيلِيَّا أَيْضًا قَدْ أَتَى، وَعَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ



وبالتدقيق في كل من النصين نجد أن ما أورده كل من متى ومرقس يتفقان بعضالشيء إلا أن إنجيل متى أضاف :
12 جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ
13 حِينَئِذٍ فَهِمَ التَّلاَمِيذُ
أَنَّهُقَالَ لَهُمْ عَنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ.

هذانإنجيلان تم تحريفهما في موضع واحد وفي آن واحد
الإنجيلانهما :
كل من إنجيل متى وإنجيل مرقس

الموضع:مرقس 9: 10 و متى 17: 10
الموضوع:إِيلِيَّا


التحريفالذي تم في إنجيل مرقس تم بحشر عبارة: كَمَا هُوَمَكْتُوبٌ عَنْهُ
والتحريفالذي تم في إنجيل متى تم بحشر عبارة: حِينَئِذٍ فَهِمَالتَّلاَمِيذُ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ عَنْيُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ.
ولهذاوجدنا أنه من واجبنا أن نطلب من أصحاب الكنائس أن يجيبونا على هذه الأسئلة:


س1: كيف عرف متى أن التلاميذ فهموا أن يسوع المسيح تحدث عن يوحنا المعمدان؟
س2: هل أخبر متى أحد من التلاميذ بذلك ؟
س3: ومن يكون هذا التلميذ الذي أخبره بذلك ؟
س4: ولماذا لم يعلن متى اسم ذلك التلميذ ؟
وبناء على أن محرف إنجيل متى قال أن إيليا قد جاء ولم يعرفوه
فكيف به يقول أن التلاميذ فهموا أنه قال عن يوحنا ؟
وهل حقا لا يعرف التلاميذ يوحنا ؟

صدقوني أني أرى أن الحقيقة كاملة تكمن في أن كل من متى ومرقس بريئان منتحريف تلك المسألة وأستطيع أن أجزم أن ذلك التحريف قد تم في زمان واحد من بعد زمانكل من متى ومرقس وإن اختلفت الوسيلة في التحريف ولكن المقصد كان واحدا ألا وهو أنيتم تحويل بشارة يسوع المسيح بنبي الإسلام الذي وصفه يسوع المسيح بالاسم الذي سموهبه في كتب العهد القديم ألا وهو إِيلِيَّافقال لهم:


إنجيلمتى 11: 7
7 «مَاذَا خَرَجْتُمْإِلَى الْبَرِّيَّةِ لِتَنْظُرُوا؟ أَقَصَبَةً تُحَرِّكُهَا الرِّيحُ؟8 لكِنْمَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَإِنْسَانًالاَبِسًا ثِيَابًا نَاعِمَةً؟ هُوَذَا الَّذِينَ يَلْبَسُونَ الثِّيَابَالنَّاعِمَةَ هُمْ فِي بُيُوتِ الْمُلُوكِ.9 لكِنْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَنَبِيًّا؟ نَعَمْ، أَقُولُ لَكُمْ، وَأَفْضَلَ مِنْ نَبِيٍّ.10 فَإِنَّ هذَا هُوَ الَّذِيكُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُطَرِيقَكَ قُدَّامَكَ. 11 اَلْحَقَّأَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَالنِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّاالْمَعْمَدَانِ،وَلكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِأَعْظَمُ مِنْهُ.12 وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّاالْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ،وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. 13 لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَىيُوحَنَّا تَنَبَّأُوا.14 وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْتَقْبَلُوا، فَهذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.15 مَنْ لَهُأُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ

حوار يتم بين كل من يسوع المسيح وجموع اليهود حيث قال لهم يسوع المسيح:
9 لكِنْ مَاذَاخَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَنَبِيًّا؟ نَعَمْ،أَقُولُ لَكُمْ، وَأَفْضَلَ مِنْ نَبِيٍّ.
إنه يتكلم عن يوحنا المعمدان ويصفه بنبي وأفضل من نبي


وهكذا كان وصفه في القرآن الكريم في
سورة مريم الآية رقم 7

يَازَكَرِيَّاإِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُيَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُسَمِيًّا
صدق الله العلى العظيم


ثم تابع يسوع المسيح حديثه حول يوحنا المعمدان قائلا:

(فَإِنَّ هذَا هُوَ الَّذِيكُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَوَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ)


ثم أخذ يسوع المسيح يستفيض في وصفه ليوحنا قائلا:
(11 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْبَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ)،


ثم انطلق يسوعالمسيح في وصفه ليوحنا المعمدان مقسما بالحق قائلا:
مْ يَقُمْ بَيْنَالْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ)
أي لم يولد حتىالآن من النساء من هو:
أَعْظَمُ مِنْيُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ


وحتى يسوع المسيحنفسه كان من المندرجين تحت قانون (لم يقم بين المولودين من النساء)


ثم هنالك يعلن يسوعالمسيح عن هذا الذي هو أعظم من يوحنا المعمدان قائلا:
وَلكِنَّالأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ.

ذات يوم تناقشت معأحد القساوسة في هذه النقطة وكان اسمه إيليا وهو من لبنان التقيت به في اليونان


قال القس إيليا:
ومن تظن أن يكون هذاالأصغر الذي أراد يسوع المسيح أن يخبرنا بأنه هو الأفضل من يوحنا المعمدان ؟
قلت: محمد نبي الإسلامالذي وصفه يسوع المسيح بإيليا الذي ينبغي أن يأتي ويرد كل شيء


قال القس لإيليا:
لقد قال يسوعالمسيح ذلك عن يوحنا


قلت له:
يوحنا رفض أن يكونهو إيليا


قال القس إيليا:
إن يسوع المسيح وصفهبالأصغر الذي في ملكوت السموات


فقلت له:
ذلك لأنه إذا قالالأكبر أو الأعظم قد يفهم الناس أن الأعظم هو الله وأن الأكبر قد يكون إبراهيم أوآدم


قال : ولكن لفظة الأصغرقد لا تنطبق على نبي الإسلام محمد بن عبد الله


فقلت له:
وقد تعني الأخير فيشجرة الأنبياء أصغر أبناء إبراهيم عليه السلام ميلادا وأعظمهم شأنا
ولهذا قال يسوعالمسيح:
وَلكِنَّالأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ.


أي أعظم من يوحناالمعمدان وذلك لعدة وجوه:

الأول:
أن أيام يوحناالمعمدان هي أيام اختطاف الملكوت واغتصابه

والثاني:
أن إيليا ينبغي أنيأتي ويرد كل شيء

والثالث:
أن الأنبياء لاتتنبأ بنبي يختطف الملكوت ويغتصب في أيامه ولكنهم يتنبئون بنبي ينبغي أن يأتي ويردكل شيء

والرابع:
بقى عليكم إما أنتعترفوا أن أناجيلكم محرفة أو أن تعترفوا أن مسيحكم متخبط ولا أقول يسوع المسيحعيسى بن مريم (حاشاه) بل أقول مسيح أناجيلكم المتخبطة لا يعرف ما يقول:
إِنَّ إِيلِيَّا يَأْتِي أَوَّلاً وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ.
فتارة يقول:
إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ،
و إذا بيسوع المسيحيقول:
12 وَمِنْ أَيَّامِيُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُالسَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ، وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ.

تقولون بحسب
إنجيلمتى 17: 13

حِينَئِذٍ فَهِمَ التَّلاَمِيذُ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ عَنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ
ويسوع المسيح يقول:
وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُالسَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ، وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ

ثم يقول يسوعالمسيح أيضا:
إنجيلمتى 11: 13
(لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا)


فكيف يكون ذلك ؟
أيام يوحناالمعمدان كلها كانت أيام اغتصاب الملكوت واختطافه
ثم يقال أن جميع الأنبياءوالناموس إلى يوحنا تنبئوا

فهل يعقل عاقل ذلكالكلام ؟

إن هذه العبارةمرفوضة وفي غير موضعها ذلك
لأن أيام يوحنا المعمدان لمتكن أيام ملكوت بل كانت أيام اغتصاب الملكوت
ولهذا أريد منكم معشر القساوسة في كلمكان من الأرض صغيركم وكبيركم أن تجيبوني على تساؤلاتي هذه:



س1: أي نبي من الأنبياء الذي تنبأ بيوحنا المعمدان ؟
س2: وفي أي سفر أو إصحاح تنبأ ذلك النبي ؟
س3: ولماذا لم يحدد كتبة الأناجيل اسم ذلك النبي الذي تنبأ بيوحنا المعمدان؟
س4: وهل تنبأ ذاك النبي بنبوءته هذه في الخفاء ؟

الجواب:
سوف يكون صمت خطير حيث أنه لا توجد نبوءة واحدة في العهد القديم تخص يوحناالمعمدان
ولمن أراد الحقيقة فإن هذه العبارة هي من العبارات التي تم إضافتها فيالأناجيل لتضليل العوام


وأن تصحيح هذه العبارة يكون هكذا:
أَنَّ جَمِيعَالأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى إيلياتَنَبَّأُوا.
من حيث يجب إخراجكلمة يوحنا من مكانها الغير ملائم بها

وإعادة كلمة إيليا إلى موضعها السابق وعندهاسوف يستقيم المعنى إذا تابعنا حديث يسوع المسيح إضافة بالعبارة التالية لحديثه حيثقال:

(وأن أردتم أن تقبلوا فها هو إيليا المزمع أن يأتي)


ذلك لأن الحق كل الحق أن جميع الأنبياء والناموس إلى إيليا تنبئوا ولهذاقال يسوع المسيح:
مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ.


فهذا هو إيليا الذي كانت جموع اليهود تنتظره
وتلك هي مسرة الله أن يأتي الوقت أو الحين الذي يأتي فيه الأصغر الذي كانلا يزال حينها في ملكوت السموات والذي هو إيليا الذي كان مزمع أن يأتي


وعندما قلت هذا الكلام
قال أحد القساوسة إن التلاميذ قالوا أن يوحنا هو إيليا
فقلت له: سامحني أيها القس أن أقول لك أنك مخطئ وغير مصيب لأنه لا يوجد تلميذواحد قال أن يوحنا هو إيليا
فإن كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم


ذلك لأن
إنجيلمتى 17: 13
حِينَئِذٍفَهِمَالتَّلاَمِيذُأَنَّهُ قَالَ لَهُمْ عَنْ يُوحَنَّاالْمَعْمَدَانِ

ذلك لأن مؤلف أو محرف إنجيل متى يقول حينئذ فهم التلاميذ أنه قال لهم عنيوحنا المعمدان


ولهذا أرجوك أنت أو من كان هو أكبر منك في الكنيسة على تساؤلاتي هذه:


من أخبر متى أن التلاميذ فهموا أن يسوع السميح يتكلم عن يوحنا المعمدان ؟
من كان من التلاميذ الذي أخبر متى بهذا الكلام ؟
وما دليل متى على ذلك ؟
ولماذا أخفى متى اسم ذلك التلميذ ؟
وهل أخبر أحدهم متى بذلك في الخفاء ؟

صدقوني لأن المسألة ما هي إلا لصق إعلانات فمن أراد أن يعلن عن موضوع جديديريد ألإعلان عنه يسهل عليه جدا أن يعلن عنه في الأناجيل !
ولكي أؤكد لكم صدق حديثي هذا فدعوني لأصطحبكم في رحلة لزيارة نبي اللهيوحنا المعمدان لنسأله إن كان هو إيليا أم لا


إنجيليوحنا 1: 19
19

فها هو ذا يوحنا المعمدان يرفض أن يكون هو إيليا !
فهل علمتم الآن من هو إيليا ؟
وهل علمتم أن يوحنا المعمدان لم يكن هو إيليا ؟
أم أنكم أعلم بيوحنا المعمدان من نفسه ؟


وبالعودة إلى إنجيل متى 11: 11
14 وَإِنْأَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا، فَهذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.
فهذا هو الأصغر الذي في ملكوت السموات الذي هو أعظم من يوحنا وهذا هو إيلياالمزمع أن يأتي
وتلك هي مسرة الله أن يأتي الوقت أو الحين الذي يأتي فيه الأصغر الذي كانلا يزال حينها في ملكوت السموات والذي هو إيليا الذي كان مزمع أن يأتي
15 مَنْلَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ.

ولكنه عقب قائلا
14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا، فَهذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْيَأْتِيَ.15 مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ


وأما خامسهما فهو:
هل تعلمون يا معشرالقساوسة أن يوحنا في هذا الوقت كان قد قتل ذبحا حيث قطعت رأسه أم لا ؟
قال القس إيليا: نعم
فقلت: لقد قال يسوعالمسيح
إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ
قال القس إيليا: نعم
قلت: فهل أتى يوحنا وكمازعمتم أنه هو إيليا ؟
فسكت القس إيليا ولم يجب


ثم أكملت كلامي قائلا:
لقد شهد يوحنا المعمدانبنفسه أنه ليس هو إيليا فهل أنتم أعلم من يوحنا بنفسه ؟
فسكت القس إيليا ولم يجب
ثم بمتابعة ما ألفه:
إنجيلمتى 21: 42
42 قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ؟ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا!
43 لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ.
44 وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هذَا
الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ، وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ!».

لقد واجه يسوع المسيح اليهود مواجهة صريحة جريئة حيث قال لهم
أَمَا قَرَأْتُمْقَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُالْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ؟ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَهذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا!
ألم تقرءوا أبدا فيالناموس أن الحجر الذي رفضه بني اسحق (بني داوود) الذين رفضوا حجر إسماعيل
هذا الحجر قد وضعفي أهم مكان في البيت بيت الله رب بني إسرائيل حيث قد وضع في رأس الزاوية
43 لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَىلأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ.

ثم أعلن عليهمقائلا أن ملكوت الله سينزع عنكم ويعطى للإسماعيليين ليعملوا أثماره
44 وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هذَا
الْحَجَرِيَتَرَضَّضُ، وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ!».

ثم واجههم قائلا ولكنكم لو تستطيعون غلبة صاحب الحجر ذلك لأن الذي يسقط علىالحجر تترضض أضلاعه ومن يسقط الحجر عليه يسحقه الحجر

ومن أجل ذلك أيضا قال لهم يسوع المسيح:
إنجيلمتى 3: 9
وَلاَتَفْتَكِرُوا أَنْتَقُولُوافِيأَنْفُسِكُمْ:لَنَا إِبْراهِيمُ أَبًا. لأَنِّيأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْهذِهِ الْحِجَارَةِأَوْلاَدًالإِبْراهِيمَ.
وهكذا أخذ يسوع المسيح عليه السلام بالإفصاح عن حقيقة البشارة التي بعثهالله بها, بشارة الملكوت التي تؤكد أن ملكوت السموات سوف ينتقل إلي من اليهود إليالإسماعيليين,

ولهذا استمر في دعوته هذه محاولا إقناعهم بأنه لا مفر ولا مهرب مما كتبهالله عليهم نتيجة لظلمهم لأنفسهم فقال لهم لا تتفكروا في أن تقولوا في أنفسكم لناإبراهيم أبا



وهذا يعني أن لا يظن اليهود أن انتسابهم لإبراهيم خليل الرحمن عليه السلامسوف يحميهم من رجسة الخراب التي ستأتي عليهم بسبب اختطافهم لملكوت الله واغتصابه


وَلاَتَفْتَكِرُوا أَنْتَقُولُوافِيأَنْفُسِكُمْ:لَنَا إِبْراهِيمُ أَبًا.


ثم أعلن عليهم أن استبدالهم بمن ظنوا أنهم أبعد ما يكونون عن ملكوت الله(أي الإسماعيليين) سوف يكون بمستحيل على الله فقال لهم:
لأَنِّيأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْيُقِيمَ مِنْهذِهِ الْحِجَارَةِأَوْلاَدًالإِبْراهِيمَ.

حيث قال لهم يسوع المسيح بحسب

إنجيلمتى 21: 33
33 «اِسْمَعُوامَثَلاًآخَرَ: كَانَإِنْسَانٌ رَبُّ بَيْتٍ غَرَسَ كَرْمًا، وَأَحَاطَهُ بِسِيَاجٍ، وَحَفَرَ فِيهِمَعْصَرَةً، وَبَنَى بُرْجًا، وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ.34وَلَمَّا قَرُبَ وَقْتُ الأَثْمَارِ أَرْسَلَ عَبِيدَهُ إِلَى الْكَرَّامِينَلِيَأْخُذَ أَثْمَارَهُ.35 فَأَخَذَ الْكَرَّامُونَ عَبِيدَهُ وَجَلَدُوا بَعْضًاوَقَتَلُوا بَعْضًا وَرَجَمُوا بَعْضًا.36 ثُمَّ أَرْسَلَ أَيْضًا عَبِيدًا آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنَ الأَوَّلِينَ، فَفَعَلُوا بِهِمْكَذلِكَ.37 فَأَخِيرًا أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ ابْنَهُ قَائِلاً: يَهَابُونَابْنِي!38 وَأَمَّا الْكَرَّامُونَ فَلَمَّا رَأَوْا الابْنَ قَالُوا فِيمَابَيْنَهُمْ: هذَا هُوَ الْوَارِثُ! هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ وَنَأْخُذْ مِيرَاثَهُ!39فَأَخَذُوهُ وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِوَقَتَلُوهُ. 40 فَمَتَى جَاءَ صَاحِبُ الْكَرْمِ، مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولَئِكَالْكَرَّامِينَ؟»41 قَالُوا لَهُ: «أُولئِكَ الأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلاَكًارَدِيًّا، وَيُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَيُعْطُونَهُ الأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا».42 قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَاقَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَقَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ؟ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هذَا وَهُوَ عَجِيبٌفِي أَعْيُنِنَا!43 لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُمِنْكُمْ وَيُعْطَى لأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ.44 وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هذَاالْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ، وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ!».45 وَلَمَّاسَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ، عَرَفُوا أَنَّهُتَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ.46 وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ، خَافُوامِنَ الْجُمُوعِ، لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ

وهكذا ضرب لهم يسوع المسيح مثال رب البيت وعبيده فرب رب هو الله إله ورببني إسرائيل والبيت بيت أبناء يعقوب (إسرائيل) والذين وصفهم يسوع بالكرامين,والعبيد هنا هم رسل الله وأنبياءه الذين أرسلهم لبني إسرائيل والثمار هنا هياليقين والإيمان والعمل علي كلمة الله وإثمارها في أنفسهم
إن من يقرأ هذا المثال يفهم أن يسوع المسيح أراد أن يقول لليهود أن الله ربالعالمين

اِسْمَعُوامَثَلاًآخَرَ: كَانَإِنْسَانٌ رَبُّ بَيْتٍ غَرَسَ كَرْمًا، وَأَحَاطَهُ بِسِيَاجٍ، وَحَفَرَ فِيهِمَعْصَرَةً،

ووفر لهم أسباب العيش وحصنه تحصينا قويا وأسكنهم فيه وَبَنَى بُرْجًا،وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ. وطلب منهم السهر والعمل علي كلمة الله بأمانة وإخلاص ولكنهم لم يكونوامخلصين وكذلك لم يكونوا أمناء علي كلمة الله, ولهذا أرسل الله أنبياءه ورسله

34 وَلَمَّا قَرُبَ وَقْتُ الأَثْمَارِ أَرْسَلَ عَبِيدَهُ إِلَىالْكَرَّامِينَ لِيَأْخُذَ أَثْمَارَهُ.35 فَأَخَذَ الْكَرَّامُونَ عَبِيدَهُوَجَلَدُوا بَعْضًا وَقَتَلُوا بَعْضًا وَرَجَمُوا بَعْضًا.36 ثُمَّ أَرْسَلَأَيْضًا عَبِيدًا
آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنَالأَوَّلِينَ، فَفَعَلُوا بِهِمْ كَذلِكَ. وأخبرهم بأنه كلما أرسل رب البيت رسولا لهم جلدوا بعضا وقتلوا بعضا 37 فَأَخِيرًاأَرْسَلَ إِلَيْهِمُ ابْنَهُ قَائِلاً: يَهَابُونَ ابْنِي!38 وَأَمَّاالْكَرَّامُونَ فَلَمَّا رَأَوْا الابْنَ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ: هذَا هُوَالْوَارِثُ! هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ وَنَأْخُذْ مِيرَاثَهُ!39 فَأَخَذُوهُ وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ.

هكذا كانوا ولا يزالوا إلي يومنا هذا يعتدون بكل غرور علي ملكوت اللهولهذا أراد يسوع المسيح الإيقاع بهم ليحكموا علي أنفسهم فقال لهم:
40 فَمَتَى جَاءَ صَاحِبُ الْكَرْمِ،مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولَئِكَ الْكَرَّامِينَ؟» أَمْثَالَهُ، عَرَفُوا أَنَّهُتَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ.46 وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ، خَافُوامِنَ الْجُمُوعِ، لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ
قالكذلك وهو يريد منهم أن يحكموا علي أنفسهم فيما قدمت أيديهم
41 قَالُوا لَهُ: «أُولئِكَ الأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلاَكًارَدِيًّا، وَيُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَيُعْطُونَهُ الأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا».42
فاعترفوابأنهم يستحقون الطرد من ملكوت الله واستبدالهم بآخرين

ولذلك أكد لهم أن وعد الله لإبراهيم في إسماعيل ليس علىالله بمستحيل وليس على الله بعزيز ولهذا قال لهم
قَالَ لَهُمْيَسُوعُ:
أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُالْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ؟ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَهذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا!


ولذلك أراد يسوع المسيح أن يقنعهم بأن ملكوت الله سوف ينزعمنهم وينتقل إلى أمة أخرى تؤدي حقوق الله في أوقاتها
. 43 43لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَىلأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ.


ثم أخبرهم متوعدابأن الحجر الذي رفضوه دائما سوف يبعثه الله بقوة يعجزوا أمامها فقال لهم


44 وَمَنْ سَقَطَعَلَى هذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ، وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ!».


وهنالك فهم رؤساءالكهنة والفريسيون أمثاله وفهموا أنها كلها تنطبق عليهم ولذلك كانوا يطلبون أنيمسكوه فمنعهم من ذلك خوفهم من الجموع ذلك لأن يسوع كان عند الجموع مثل نبي
45 وَلَمَّا سَمِعَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ، عَرَفُوا أَنَّهُتَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ.46 وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ، خَافُوامِنَ الْجُمُوعِ، لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ

ثم ما لبث أن أخبرهم يسوع أن الدخول إلي ملكوت الله ليس بالانتساب إليإبراهيم عليه الصلاة والسلام بالدم فقط ولكنه بالانتساب إلي إبراهيم عليه الصلاةوالسلام بالقول والفعل واليقين والإيمان, بينما الكثير من أبنائه سوف يلقون فيالظلمة والعذاب فقال لهم:

بحسب ما جاء فيإنجيلمتى 8: 11
وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِب وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، 12 وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ».

فهذا هو يسوع المسيح يعلن لليهود الذين ظنوا أنهمأبناء الله وأحبائه وظنوا أنه لا عقاب عليهم وأن الله لن يحاسبهم, هؤلاء أخبرهميسوع بأنهم سيطرحون إلي الظلمة الخارجية (أي في جهنم) ولسوف يحل في مكانهم كثيرينآخرين من المشارق والمغارب ويتكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوب في ملكوت الله (أي فيالجنة)

ولهذا كشف يسوع المسيح عما خبأه اليهود من مواصفات النبيالأخير الذي هو المسيح المنتظر والذي سماه اليهود باسم شفري ألا وهو إيليا
وإلى اللقاء في الجزء الثاني والأخير

Hsfhf u]hx hgdi,] gds,u hglsdp