نقلا عن طارق احمد............

البهيموث واللوياثان أساطير الجاهلية الأولى


الحمد لله رب العالمين كما ينبغي أن يحمد، والشكر له كما ينبغي أن يشكر، والثناء له كما ينبغي أن يثنى عليه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله القرشي، خاتم الأنبياء، ودرة تاج المرسلين، ورضي الله على آله، وزوجاته، وذريته، وأصحابه، وخلفاؤه أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن معاوية، وعن باقي العشرة المبشرين بالجنة.

أما موضوع البحث فهو عن إحدى الأساطير الشعبية التي تطورت بين الشعوب، حتى وصلت لبني إسرائيل فأسبغوا عليها مسحتهم، حتى قدسوها، ومن بعدهم النصارى، فنسبوها لله سبحانه وتعالى وهي ما يسمى " بالبهيموث واللوياثان ".

وهذين المخلوقين الخرافيين قد أتعبوا مفسري النصارى، وأحبارهم في تحديد ماهيتهم، فكثر في تحديدهم لهم الهرج والمرج، ولم يكونوا ليستقروا على رأي حتى فندوا الآخر وشنعوا عليه، حتى يستقروا في النهاية على رأي أوهى من بيوت العنكبوت، لا يصمد أمام محاولة بسيطة لمناقشته ليس فقط من الناحية العلمية والنقلية، بل من خلال العقلية أيضاً.

أما اليهود فكانوا أكثر صراحة مع أنفسهم ولم يجدوا أي غضاضة في إعلان أنهما مجرد كائنات أسطورية عند كل لبيب – حقيقة عندهم هم – أشبه بمخلوقات الفضاء، فأخذوا في التفسيرات المضحكة، والخرافات المفضوحة، والتي من الوهلة الأولى تظهر على أنها كلمات لم ينزل الله بها من سلطان، وإنما من إختلاق قصاصهم ووضع وضاعيهم، ولم يكفوا عن هذا مع علمهم بضعفه ونسجه وحياكته.

وصدق الإمام ابن كثير رحمه الله حينما قال عنهم :
فإن طريقة أهل الإيمان مشتملة على العلم بالحق والعمل به ، واليهود فقدوا العمل ، والنصارى فقدوا العلم ؛ ولهذا كان الغضب لليهود ، والضلال للنصارى ، لأن من علم وترك استحق الغضب ، بخلاف من لم يعلم. والنصارى لما كانوا قاصدين شيئًا لكنهم لا يهتدون إلى طريقه ، لأنهم لم يأتوا الأمر من بابه ، وهو اتباع الرسول الحق ، ضلوا ، وكل من اليهود والنصارى ضال مغضوب عليه ، لكن أخص أوصاف اليهود الغضب [كما قال فيهم : { مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ } وأخص أوصاف النصارى الضلال [كما قال : { قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيل} ، وبهذا جاءت الأحاديث والآثار.[1]
وسنتعرض في هذا البحث لهذا الموضوع إن شاء الله بكل جوانبه من ناحية الخلفية ومقدمة عن سفر أيوب وخلفيته التاريخيه ومصادره وكاتبه، كذلك التعرض بالتحليل لنصوص العهد القديم التي حكت عن " البهيموث واللوياثان " وتحليلها ومناقشتها ومناقشة آراء النصارى فيها وتفسيرهم لها، كذلك تناول قضية البهيموث واللوياثان خارج قانون العهد القديم ومما ورد عنها في كتب الأبوكريفا، ثم ما ورد عنها في الأدبيات اليهودية وتعليقات ربانيهم عليهم.

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون




[1]تفسير القرآن العظيم 1/64.


hgfidl,e ,hgg,dhehk Hsh'dv hg[higdm hgH,gn hglr]sm>(l,er fhglvh[u hgugldm)